قراءة في أهم روايات "الديستوبيا"

من أوائل روايات "ديستوبيا" في القرن العشرين، رواية "نحن" للكاتب الروسي يفغيني زامياتين التي نشرت عام 1926  التي تتحدث عن أحداث تقع في عالم من المستقبل.

  • أهم روايات
    أهم روايات "ديستوبيا" أو أدب "المدينة الفاسدة"

"ديستوبيا" أو أدب "المدينة الفاسدة" فهو عالم وهمي ليس للخير فيه مكان، يحكمه الشر المطلق، ومن أبرز ملامحه الخراب، والقتل والقمع والفقر والمرض، باختصار هو عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته يتحوّل فيه المجتمع إلىٰ مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضاً.

وكلمة "ديستوبيا" التي تعني باللغة اليونانية المكان الخبيث وهي مكان أو بلد تخيلي حيث كل شيء مزعج أو سيء وعادة ما يكون ضمن نظام شمولي أو في وضع بيئي سيء، على عكس "يوتوبيا" التي تعني المكان الفاضل.

ويعتبر أدب "ديستوبيا" أحد المذاهب الادبية الأساسية والقديمة مثل أدب الطغيان أو أدب المقاومة.. وما حدث من إخفاقات في العالم العربي وبالاخص منها ما بعد الربيع العربي، جعل أدب "ديستوبيا" يطفو من جديد على الساحة العربية، وقد تبنى الملتزمون بهذا الأدب تصنيف أدب المدينة الفاسدة لفهم الماَسي التي نعيشها في وقتنا الحاضر.

واستطاع أدب "ديستوبيا" أن يصبح من كلاسيكيات الأدب العالمي. وقد انتشرت هذه الثيمة/ الفكرة بشكل أكبر، واستطاع عدد من الروابات العالمية المعتمدة على ثيمة "ديستوبيا"  من الوصول إلى شاشات السينما. 

  • "اَلة الزمن" من أهم روايات "ديستوبيا"

تعتبر رواية “آلة الزمن” لجورج ويلز التي صدرت في أواخر القرن التاسع عشر وتحديداً في عام 1895، من أولى روايات"ديستوبيا"،التي عكست صورة شديدة القتامة عن المستقبل.

وتسلط الرواية الضوء على مستقبل البشرية المظلم نظراً لاتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، حيث سيظهر جنسان من البشر هما "الإيلوي" و"المورلوك". إنهما مجتمعان ينحدران من أصل بشري واحد، بيْد أنهما مختلفان تمام الاختلاف وإن جمعت بينهما رابطة غريبة. فالإيلوي جنس متحضر نسبياً يعيش عيشة آمنة ينعم بثمار الأرض وخيراتها، بينما يعيش المورلوك تحت سطح الأرض في شقاء من دون أن يبصروا نور الشمس. ويعيش مجتمع المورلوك على افتراس مجتمع الإيلوي. 

  • رواية
    رواية "نحن" للكاتب الروسي يفغيني زامياتين

ومن أوائل روايات "ديستوبيا" في القرن العشرين، رواية "نحن" للكاتب الروسي يفغيني زامياتين التي نشرت عام 1926، التي تتحدث عن أحداث تقع في عالم من المستقبل حيث شيدت معظم هذه الحضارة بشكل شبه كامل من الزجاج بحيث يمكن للحكومة الواحدة أن تتجسس على الجميع بشكل أكثر سهولة. 

وفي هذه الرواية تختفي الخصوصية ويلبس الجميع نفس الملابس ويسيرون في خطوات مع بعضهم البعض وجمعيهم مجرد أرقام. الذكور يملكون أعداداً فردية مسبوقة بحرف ساكن والإناث تملكن أرقاماً مسبوقة بحرف علة.

 وقد كان لهذه الرواية تأثير كبير على جورج أورويل في رواية "1984" وعلى الكاتبة الروسية آين راند في روايتها "ترتيلة".

  • رواية “عالم جديد شجاع” لأدولف هكسلي
    رواية “عالم جديد شجاع” لأدولف هكسلي

بعدها جاءت رواية “عالم جديد شجاع” لأدولف هكسلي التي نشرها عام 1932، التي تتناول قضية فلسفية مهمة تتمثل في الخيار بين الحرية والسعادة. وتعكس مخاوفه من هيمنة العلم على الإنسان إلى الحد الذي يفقده حريته. 

يصور هكسلي مجتمعاً يستخدم هندسة الجينات والاستنساخ للسيطرة على الأفراد، يولد الأطفال كلهم بهذه الطريقة ويصممون لينتموا إلى إحدى الفئات الاجتماعية الخمس المحددة: النخبة، التنفيذيون، الموظفون، وفئتا المخصصين للأعمال الشاقة في المجتمع. وسميت هذه الفئات حسب الأبجدية اليونانية ألفا، بيتا، غاما، دلتا، ابسلون.

  • رواية
    رواية "1984" لجورج أورويل

وتعتبر رواية "1984" لجورج أورويل التي كتبها عام 1949، من أهم روايات "ديستوبيا" السياسية وقد اختارتها مجلة "التايم" الأميركية كواحدة من أفضل مئة رواية مكتوبة بالإنكليزية منذ العام 1923 وحتى الآن، وتمت ترجمتها إلى 62 لغة؛ حيث تصور الرواية دولة شمولية غازية عظمى.

تتمحور رواية "1984" حول شخصية القائد “الأخ الأكبر”، حيث تسيطر هذه الشخصية على الناس والبلدة وتظهر في صور مؤطرة، وبوسترات تُعلَّق في كل مكان تحمل وجه الأخ الأكبر وعبارة “الأخ الأكبر يراقبك!”. كما توجد شاشات في كل منزل قد يطل عليك منها وجه الأخ الأكبر في أي لحظة، مخاطباً الشعب بأمور عامة أو خاصة.

في رواية أورويل، تختفي المشاعر والأحاسيس ويظهر الناس كأنهم أجساد بائسة تتحرك وفق خطة معينة وهدف معين، وهو إرضاء الأخ الأكبر، كما أن الحب أمر محرم، والزواج والإنجاب أمران مسيّسان تماماً، أي أن الإنجاب لا بد أن يكون بنيّة وهدف خدمة الأخ الأكبر والحزب.

  • رواية
    رواية "فهرنهايت 451" لـ"راي برادبوري"

ومن ضمن الأدب الديستوبي رواية "فهرنهايت 451" لـ"راي برادبوري" التي تتناول مستقبلاً تحظر فيه الكتب تمامًا ويمنع اقتناءها وتحرق عند إيجادها، فالحكومة تسيطر على شعبها من خلال الحفاظ على حالة مستمرة من الخوف من خلال معارك تشعلها حتى الموت؛ عالم جديد جريء، حيث يتم وضع السكان تحت طائفة محددة من التوزيع النفسي.

وتتحدث الرواية عن موضوع الحجب والمنع والحد من التفكير. وجهة نظر الكاتب مختلفة عن ذلك، فهو يعد عمله كاحتجاج على تأثير التلفزيون على الواقع البشري مستقبلاً. نشرت الرواية عام 1953 وتعد من الكتب المهمة في الأدب الأميركي.

 

  • رواية
    رواية "الرجل الهارب" لـ"ستيفن كينج"

ومن الروايات التي اصطبغت بطابع دستوبياوي رواية "الرجل الهارب" لستيفن كينغ التي نشرت عام 1985، حيث تتحدث الرواية عن أحداث تحصل  في عام 2025 في الولايات المتحدة الأميركية حيث لم تعد كما كانت بل أصبغها بطابع ديستوبياوي تماماً، فالاقتصاد منهار، ومعدلات الجرائم والعنف منتشرة بكثرة، والجو فاسد وملوّث.

وتسرد الرواية عالماً قاسياً انقسم فيه الناس إلى فريقين: فقراء منهزمين، وأغنياء قساة القلوب ساديين يتلذذون بتعذيب الأفقر منهم، حتى أنهم يقيمون حفلات لقتل الفقراء من أجل إشباع رغباتهم السادية. يعيش ريتشارد في مجتمع الفقراء، ويرعى أسرة معتلة، فزوجته ضعيفة، وابنته تعاني مرضاً مزمناً، فيحاول ريتشارد التنقل بين الوظائف بحثاً عن المال، ولكن المال لا يأتيه إلا بظلم نفسه أو بظلم غيره، فلا يثبت في أية وظيفة بسبب اعتباراته الأخلاقية، والتي لم تصمد طويلًا.