"سياسات الإمبراطورية: الولايات المتحدة، إسرائيل، والشرق الأوسط"

تبرز هذه الدراسة كيف أن المؤسسات الأميركية لبناء إمبراطورية قد تدهورت واضطرت الرئاسة الإمبريالية لتعديل نهجها، إذ رجحت المفاوضات الدبلوماسية على التدخلات العسكرية الجديدة، وتحديداً في قضايا سوريا وإيران

  • "سياسات الإمبراطورية: الولايات المتحدة، إسرائيل، والشرق الأوسط"
    سياسات الإمبراطورية

يقدم كتاب "سياسات الإمبراطورية: الولايات المتحدة، إسرائيل، والشرق الأوسط" لكاتبه جيمس بيتراس تصوراً فريداً عن بناء إمبراطورية الولايات المتحدة، وربط توسعها في الخارج مع نمو دولة بوليسية وانخفاض مستويات المعيشة، والاعتماد على تكنولوجيا التجسس العالمي على الخصوم والحلفاء مع انخفاض القدرة التنافسية الاقتصادية والهزائم العسكرية.

ويرى مؤلف الكتاب  أن إمبراطورية الولايات المتحدة تستند إلى التزامات طويلة الأجل للموارد الاقتصادية والعسكرية لتغطية الحروب في منطقة الشرق الأوسط على حساب مصالح الشركات الكبرى، ولكن لصالح دولة أجنبية منبوذة، هي "إسرائيل" على حساب مصالح الولايات المتحدة من طريق تكوين القوة الداخلية الموالية للصهيونية في أميركا. فالتفاعل بين هذه الميزات الأربع المحددة لبناء إمبراطورية الولايات المتحدة لم يسبق له مثيل في الماضي أو الحاضر بين الدول الإمبريالية.

 

وبسبب هذا النفوذ الإسرائيلي الصهيوني على السياسة الأميركية الإمبريالية، تصب الأهداف الرئيسية للحروب الاستعمارية في الشرق الأوسط. هي أهداف إسرائيلية وصهيونية أثّرت في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لتعزيز القوة الإقليمية الإسرائيلية وتشريد الشعب الفلسطيني. فكلفة تريليون دولار من حروب الولايات المتحدة لصالح إسرائيل قد أبعدت الغالبية العظمى من المجتمع الأميركي ودقت اسفيناً بين النخبة السياسية بسبب دعم حروب جديدة لإسرائيل، على حساب الرفاهية الاقتصادية للمواطنين الأميركيين. 

 

تبرز هذه الدراسة كيف أن الأسس المحلية لبناء إمبراطورية قد تدهورت واضطرت الرئاسة الإمبريالية لتعديل نهجها، إذ رجحت المفاوضات الدبلوماسية على التدخلات العسكرية الجديدة، وتحديداً في قضايا سوريا وإيران. ويرى الكاتب أن السياسة الإمبريالية الأميركية هي مجرد صراع على السلطة متعدد الجانب بين النخب العسكرية والاقتصادية وإسرائيل واللوبي الصهيوني من جهة، وحركات المقاومة في الخارج والأنظمة القومية، والرأي العام الأميركي من جهة أخرى.

 

ويذهب الباحث جيمس بيتراس إلى حل هذا الصراع على السلطة هو أكثر من مجرد مسألة أكاديمية. فهو سيحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تصبح دولة بوليسية كاملة، يحكمها بيادق للدولة عنصريون استعماريون يتورطون في حروب لا نهاية لها أو العودة إلى جذورها باعتبارها جمهورية ديمقراطية مستقلة "خالية من التعقيدات الخارجية".

اخترنا لك