ثبوت القرآن بين السنة والشيعة

يخلص الباحث محمد الصياد إلى نتائج مهمة مفادها أن القرآن واحد بين السنة والشيعة، وأنه متواتر عند الفريقين وفوق مستوى النقد والتفنيد، وأن كل الروايات الواردة بغير ذلك هي روايات موضوعة عند الفريقين.

كتاب "ثبوت القرآن بين أهل السنة والشيعة الإمامية" للباحث محمد السيد الصياد

يتناول كتاب "ثبوت القرآن بين أهل السنة والشيعة الإمامية" للباحث الأزهري الدكتور محمد السيد الصياد، الصادر عن دار النور المبين في الأردن في 309 صفحات، فكرة الثبوت القرآني بين السنة والشيعة الإمامية.  

وقد ذهب الباحث إلى أنّ مهمة الأخباريين الشيعة كانت حشد الروايات من دون تمحيص وتحقيق، ثمّ جاءت مرحلة التمحيص والتدقيق من قبل محققي الأصوليين الذين رفضوا روايات تحريف القرآن، ووضعوها على المحكّ العلمي والنقدي، من حيثية نقد المتن، وحيثية نقد السند. ووضعوا قواعد مهمة جداً في هذا الصدد منها الاعتقاد بصدق الرواية إذا وافقت القرآن، وعدم الاعتداد بها إذا خالفته، ومن ثمّ صار القرآن حكماً وفيصلاً وليس محكوماً عليه من الرواية.

وخرج الصياد بنتيجة مهمة وهو أنّ الشيعة الإمامية متفقون ومجمعون على ثبوت النصّ القرآني بصورته الراهنة الموجودة بين دفتين، وأنهم شنعوا على كل الروايات التي جاءت بعكس ذلك.

ثمّ تناول الصياد فكرة المصاحف الخاصة ببعض الصحابة، وبرهن أن هذه المصاحف كانت خاصة بهذا الصحابيّ أو ذاك، يكتب فيها مع القرآن شروحه وتفسيراته على هامش القرآن، أو في صلبه، وكان صاحب المصحف أدرى به، وأعلم بمواضع شروحه، وكان مأموناً من الضرر ذلك لأنه مصحف خاصّ، ولم يطلب أحدٌ من هؤلاء تعميم مصحفه ليكون مصحفاً لجميع المسلمين، بل بعد وفاة هؤلاء الأصحاب علم المحبون والمقلدون أن لهؤلاء مصاحف خاصة فأرادوا تعميمها مع أنّ أصحابها أنفسهم ما أرادوا ذلك، ولا سعوا إليه، بل إنّ الإمام علياً كرم الله وجهه هو الذي أخذ على يد الخليفة عثمان للاستمرار في مشروع تعميم المصاحف على الأقطار. وكان ولا يزال لكلّ مشتغل بالقرآن تأملات خاصة به على هوامش مصحفه، وكتبه، وهكذا.

وذهب الصياد إلى أن الشيعة والسنة متفقون على جمع القرآن في عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وفرق هنا بين الجمع والتدوين، فالتدوين بشكله الحالي بدأ في عهد الخليفة أبي بكر ثمّ عثمان، لكن التدوين فهو مدوّن في حياة الرسول وبإشراف مباشر منه، وبلجان شكّلها بنفسه، وعلى مرأى ومسمع من جماهير المسلمين، لم يختلف في ذلك عموم السنة والشيعة. وما ورد من اختلاف بين طوائف من السنة أو فرق من الشيعة فهو أقرب للخلاف اللفظي وعدم تحرير محل الخلاف.

ثم تطرق إلى أن القرآن عند الفريقين هو أول مصدر من مصادر التشريع، ولم يختلف في ذلك أحد لا من السنة ولا من الشيعة.

وخرج الصياد بنتائج مهمة مفادها أن القرآن واحد بين السنة والشيعة، وأنه متواتر عند الفريقين وفوق مستوى النقد والتفنيد، وأن كل الروايات الواردة بغير ذلك هي روايات موضوعة عند الفريقين، وأن مكمن الإشكال يأتي من المزايدة من بعض المتشددين هنا أو هناك، على الفريق الآخر، مع أن محققي الفريقين متفقون على أن تلك الروايات موضوعة، ولا محل لها من الإعراب العلمي. وتطرق الصياد إلى جهود علماء الشيعة في جمع علوم القرآن، وقولهم بتواتره، وذبهم عنه.

 

اخترنا لك