"السياسة الخارجية الروسية زمن الرئيس فلاديمير بوتين" كتاب للباحث حسني العوضي
صدر حديثاً عن "المركز العربي الديمقراطي" كتاب جديد بعنوان "السياسة الخارجية الروسية زمن الرئيس فلاديمير بوتين" للباحث المصري حسني عماد حسني العوضي.
يقول العوضي إن روسيا إستطاعت في السنوات الأخيرة أن تؤسس لنفسها سياسة خارجية مستقلة ومنفتحة علي العالم، مكّنتها من إستعادة هيبتها وإستعادة دورها ومكانتها العالمية التي فقدتها بسقوط الاتحاد السوفياتي. وتبعاً لنظرية الدور، فإن كل دولة ذات موقع استراتيجي وتراث تاريخي وحضارة متميزة، وذات قوة اقتصادية وعسكرية، تشعر بواجبها بل وبحقها في المشاركة في تحديد مصير العالم، حتى وإن كانت وسائلها في مرحلة معينة محدودة. وهذا الأمر ينطبق على روسيا تماماً، فالتحولات الكبرى التي مسّت بنيان النظام الدولي والتغيّرات الداخلية فيها، أدت إلى تغيير شكل صناعة القرار الروسي، فأصبح للمتغيرات الاقتصادية والمجتمعية والخارجية دور كبير.
أما أهداف السياسة الخارجية الروسية، فبقيت طويلة المدى إذ لا تزال روسيا تعتبر نفسها قوة على الساحة الدولية وترغب في عودتها إلى العالم مرة أخرى، فحاول بوتين إعادة بناء الإمبراطورية الروسية من جديد من خلال إستراتيجيات جديدة، منها عدم الدخول في مواجهات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، والسعي إلى عالم متعدد الأقطاب، وتكوين تحالفات إقليمية ودولية جديدة. فلم تعد موسكو تتخذ القرارات لإثبات الوجود فقط، بل لخدمة مصالحها، ومن خلال الأحداث الإقليمية والعالمية التي إستأثرت بإهتمام السياسة الخارجية الروسية حيث كانت الأزمة السورية والملف النووي الإيراني وأزمة القرم أدلة على ذلك. لذلك عادت روسيا من جديد إلى النظام الدولي لتكون واحداً من الفاعلين الدوليين فيه.