عن الأمير عمر طوسون ودوره السياسي والاجتماعي
يحكي الكتاب قصة الأمير عمر طوسون، أحد أحفاد محمد علي باشا الكبير، ويُلقي أضواء جديدة على حياة الأمراء وعلى جوانب من تاريخ مصر المعاصر.
الأمير عمر طوسون(8 أيلول سبتمبر 1872 – 26 كانون الأول يناير 1944م) هو أحد أحفاد محمد علي باشا الكبير، إبن محمد طوسون بن محمد سعيد بن محمد علي)، ما يعني أنه ورث الثروة والنسب والجاه. ومع ذلك شاءت الأقدار أن يعيش الطفل عمر طفولة يتيمة وربما غير سعيدة دائماً بسب وفاة والده وله من العمر أربع سنوات. ليس هذا فقط بل تعاصرت طفولته المتأخرة وصباه مع مرحله فارقة من تاريخ مصر، ونقصد بذلك زيادة التدخل الأجنبي الذى انتهى باحتلال الإنجليز لمصر. ومن الطبيعي أن يدرك الطفل عمر ذلك وأن يتأثر به لا سيما وقد بدأ الاحتلال بضرب الأسكندرية، مسقط رأس عمر، فاختار أن يبقى فيها طيلة حياته وأن يدفن فيها.
تلقى عمر تعليمه الأول في قصر والده، ثم في صباه أكمل تعليمه في سويسرا حيث درس فيها القانون والعلوم السياسية والاقتصاد وأدب الرحلات. ثم عاد من سويسرا بحياته الهادئة والجميلة بعد أن ظهرت صعوبات كان عليه أن يواجهها ومنها فرصته في الحصول على منصب رسمي بسبب ظروف الاحتلال الإنجليزي وطبيعة نظام الحكم وعدم رغبته في العمل في الوظائف الحكومية لعزوفه عنها أو عزوفها عنه. فقد بقي له أن يعيش من دخل الأراضي التي تركها والده له ولإخوته.
وقد وجد عمر أن أوضاع الدائرة قد ساءت لسوء الإدارة لكون معظم الأراضي رملية مما جعل إخوته يبيعون جزءًا من نصيبهم في تلك الأرض أو رهنها. وهنا شمر الأمير الشاب عمر عن ساعد الجد متناسياً حياة الأمراء الناعمة متفاعلاً مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها مصر بعد الاحتلال البريطاني. فقد بدأ في قراءة كتب عن الزراعة وفي لائحة الأرض واستصلاحها، وحرص على الوجود بنفسه في أراضيه بين الفلاحين الذين لقوا معاملة طيبة منه وأشرف على عمليات حصاد المحاصيل وبيعها وتابع الحسابات المالية لضبطها. كما نشط في شراء الآلات الراعية الحديثة لإستخدامها في زراعة أرضه وكان يقضي معظم وقته في تلك الأعمال حتى أنه لم يفكر في الزواج في تلك الفترة العمرية التي تزوج فيها والده من قبل. وعلى كل فإن جهود الأمير عمر لم تضيع هباء حيث تغيرت أوضاع الدائرة وحققت الكثير من الأرباح التي حالت دون رهن أو بيع المزيد من الأراضي، ومكّنت الأمير من توفير مبالغ مالية ضخمة استغلها في استصلاح بعض أراضيه وفي شراء الأراضي التي سبق لإخوته رهنها أو بيعها. وقد ساعدته الظروف في ذلك بسبب زيادة أسعار المحاصيل وزيادة قيمة الأرض وقيمة إيجاراتها، ما أدى إلى تضاعف ثروته بالتدريج.
يشير الكاتب محمد صبري الدالي إلى مدى تديّن وتواضع هذا الأمير وحبه للفلاحين المصريين وخدمته لأهل الأسكندرية حتى لُقب بأمير الأسكندرية. وهو أمير محب للعلم وله العديد من المؤلفات في تاريخ وجغرافية مصر والقضايا العربية والإسلامية.
بدأ الأمير عمر في إعطاء اهتمام أكبر بأموره الخاصة فقد بدأ يستمتع بالموسيقى من خلال فرقته الخاصة وأكثر من ممارسته الرياضة وتزوج وكان عمره 26 سنة وبعدها أنجب أربعة أولاد (صبيان وبنتان).
ومن الواضح أن حياة طوسون كانت هادئة تماماً وكان رب أسرة ناجحاً، فقد حاول تعليم أولاده تعليماً عصرياً وربّاهم على قيم ومبادئ محافظة. ومع أنه وفّر لهم كل وسائل الحياة الكريمة التي تليق بهم وبه، فإنه لم ينسَ تدريبهم على الحياة الخشنة فقد صحب بين الحين والآخر إبنيه معه في رحلاته فقد عود أبناءه جميعاً على الذهاب معه للريف في فترات متقاربة. فقد اتصف الرجل في كل أمور حياته بالنظام والدقة التي أصبحت مضربًا للأمثال في ذلك الوقت.
وإلى جانب حياته الأسرية المستقرة، كان طوسون قريباً من الناس، فقد كان لا يمتنع عن الوجود بين الناس وخاصة في الأسكندرية إلا أنه كان لا يعطي صداقته إلا للقليل. ورغم أنه كان أميراً إلا أنه كان لم يتردد من الاقتراب من فلاحي أراضيه ومعرفة مشاكلهم ومساعدتهم فيما يجب أن يساعدهم فيه. وربما كان يعود ذلك إلى وعيه بقيمة ذلك ومردوده على اهتمامه بأرضه وزراعته ما يؤدى إلى زيادة الإنتاج أو بسبب طابعه المتديّن والمحب للتصوف، وأن هذه الأفعال من الأمير كانت جديرة بالتقدير والثناء وكانت مواقفه مع أهالي الأسكندرية ودية للغاية، ومن هنا أُطلق عليه لقب أمير الأسكندرية.
رحلاته ومؤلفاته
كان ثراء عمر طوسون وتعليمه في سويسرا من أهم الأسباب التي جعلته يهتم بالرحلات. ومع أن الرحلات كانت من عادات الأمراء والأثرياء أنذاك، فإن معظم رحلاته تميزت بأنها داخل مصر لا في خارجها. وإذا كان الهدف الأساس لمعظم رحلات الأمراء والأثرياء هو المتعة والصحة، فإن الهدف الأساس لرحلات طوسون كان البحث والتعلم والاكتشاف. ومن هنا قادته رحلاته إلى دراسة بعض الواحات والمناطق الصحراوية المهملة في مصر، كما قادته للتنقيب على الآثار وتحقيق بعض الاكتشافات الأثرية.
وقادته زيارته للعديد من الأديرة إلى الكتابة والـتأليف. وهذا الأمر لم يخطط له طوسون منذ البداية حتى جاءت كتاباته المنتظمة في نهاية الأربعينيات من حياته وإن سبقتها مرحلة من جمع الكتب. ولم تكن الكتابة من الأمور المعهودة للأمراء لكن كتابات طوسون أصبحت من الأمور التي اشتهر بها وترك قرابة الأربعين عنواناً بين كتب ومذكرات ومقالات تناولت العديد من المجالات والحقول. ومن بعض القضايا التي كتبها في تاريخ مصر القديم الفرعونى والقبطي والإسلامي إلى بعض القضايا في تاريخها الحديث وجغرافيتها وكذلك بعض قضايا تاريخ جيشها في عهد محمد علي، وأيضاً كتب في تاريخ النيل وفروعه وتاريخ الأسكندرية. كما اهتم بقضايا اقتصادية قديمة ومعاصرة وكتب عن بعض تجاربه السياسية وعن وحدة مصر والسودان وبعض القضايا في تاريخ بلاد العرب.
ومع أنه لم يكن مؤرخاً محترفاً ولا مفكراً موهوباً فقد كان له منهجه الذي تناسب مع عصره وميله للطابع الإحصائي والكمي، وقد ترك لنا تراثاً مهماً لا نزال نستعين به في دراستنا. كما استعان بمصادر أصبح من المتعثر الحصول عليها. والأهم أن كتاباته تعكس لنا رجلاً وطنياً للغاية وبخاصة أن كتاباته جاءت في فترة تعذر عليه فيها ممارسة الدور السياسي والوطني، إذ اتجه إلى الكتابة ليصنع من خلالها دوراً جديداً له.
من ناحية أُخرى لم يتوانَ الأمير عمر في الاهتمام بالشأن الثقافي العام والمشاركة فيه فقد كان من الأمراء الذين يجيدون القراءة والكتابة والحديث باللغة العربية وكان عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية والثقافية في عصره. كما قدم العديد من المساعدات منها الاهتمام بنشر الثقافة ومساعدة العاملين في أنشطتها حيث شارك بفاعليه في ندوات المجمع العلمي المصري. كما أنه لم يتوانَ عن المشاركة برأيه في العديد من القضايا الحضارية والثقافية المطروحة آنذاك.
الأمير عمر طوسون وخدماته الانسانية والمجتمعية
أدرك الأمير عمر أن له دوراً مهماً في خدمة مجتمعة، ومع أن هذا الإدراك تأخر نسبياً إلى حد ما، فإنه ظهر منذ التسعينيات من القرن التاسع عشر وزاد منذ أوائل القرن العشرين إلى أن وصل إلى الذروة بعد الحرب العالمية الأولى. فقد كانت له العديد من المساهمات السخية والفعالة سواء كانت اقتصادية أو رياضية أو اجتماعية أو دينية أو صحية أو تعليمية. ولم يقتصر نشاط طوسون على مدينة الأسكندرية، بل طال الريف حيث كانت الجمعيات هي المدخل الرئيس لدوره في المدن، وكانت القرى والفلاحون أساس دوره في الريف، ما أدى تطوير قُراه وراحة أهلها حيث قدم اقتراحاً بذلك إلى الحكومة.
لم يقتصر دوره في خدمة المجتمع على المسلمين بل وطال الأقباط بما يعزز حقيقة الوحدة الوطنية التي آمن بها. كما امتد دوره ليطال غير المصريين في إطار تفكيره الإنساني الذي اتصف به. فعلى الرغم من تدينه وفكره المحافظ (في موقفه من عمل المرآة ولبس الطربوش)، إلا أن دوره المجتمعي كان متقدماً، فكان من الذين طرحوا فكرة إنشاء وزارة للشؤون الاجتماعية. والحقيقة أن مساهماته في خدمة مجتمعه تعتبر نموذجًا ناجحًا على كيفية أن يعطى الثري مجتمعه ووطنه بقدر ما يأخذ منه، إلا أن البعض قد يفسر دور عمر المجتمعي على أساس أن له أبعاداً عملية / برغماتية لكن هذا لا يقلل من قيمة هذا الدور.
موقفه تجاه الدولة العثمانية وقضية وحدة وادي النيل
أما موقف طوسون من القضايا العثمانية فجاء في وقت مبكر انطلاقاً من قناعته الإسلامية وإيمانه بفكرتي الخلافة والجامعة الإسلامية مثل مصطفى كامل ومحمد فريد وغيرهما، وانطلاقاً من مساعداته الضخمة للدولة العثمانية في الحرب الطرابلسية ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا وفي الحروب البلقانية. فقد دعا إلى تكوين اللجان وتجول في كل أقاليم مصر المختلفة، ملقياً الخطب ومحفزًا المصرين على مساندة الدولة العثمانية. وفي هذا الإطار، جمع طوسون مئات الآلاف من الجنيهات التي أرسلت إلى أسطنبول في صور نقدية وعينية. وكانت له مساهمات في مساندة مراكش وفلسطين والحجاز وسوريا. لكن هذه المساعدات تتضاءل بالمقارنة مع المساعدات التى أرسلت إلى الدولة العثمانية. وهذا يعكس حقيقة الميول العثمانية الإسلامية لعمر طوسون حتى الحرب العالمية الأولى، هذه الميول تحولت بصعوبة وبطء لتصبح ميولاً عربية.
واهتم طوسون بقضايا أُخرى أهمها قضية السودان وعلاقتها بمصر بل باتحاد السودان ومصر، فأعطى هذه القضية الكثير من وقته وأمواله وكتاباته الاجتماعية والسياسية. ولم يأتِ ذلك من فراغ وذلك لإيمانه بأن بقاء الوحدة بين مصر والسودان فيه ضمانة حقيقية لمستقبل مصر الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي. كما أدرك خطورة انفصال السودان وأنه سيؤدب إلى نقصان حصة مصر من مياه النيل. ومن أجل هذه القضية ظهر طوسون نصيراً للحبشة(إثيوبيا) في حربها ضد إيطاليا، وكتب الكثير من المقالات التي هاجم فيها الاحتلال الانجليزي ودافع فيها عن وحدة مصر والسودان. وقد طالب بفكرة في غاية الأهمية وهي أن يكون أعضاء البرلمان المصري من المصريين والسودانيين وطرح فكرة رومانسية مفادها أن يحكم السودانيون مصر. وإن لم يكن بالمستطاع، أن يحكم المصريون السودان. كما هاجم كل الاتفاقيات المصرية الإنجليزية التي لا تؤكد وحدة على مصر والسودان. وقد اقترب طوسون من السودانيين وقرّبهم منه واهتم بأوضاع السودان تحت الاحتلال الإنجليزي وساهم في بناء المدارس والمساجد فيها وتحمل جزءًا من تكلفة إرسال بعض أبناء السودان في بعثات إلى الخارج واهتم بأوضاع السودانيين في مصر.
دوره الوطني تجاه القضية المصرية
كان عطاء الأمير عمر طوسون للقضية المصرية كبيراً وإن لم تسعفه مواقفه وظروف مصر السياسية لمزيد من العطاء. وهناك أكثر من مرحلة مر بها الدور السياسي الوطني لطوسون. المرحلة الأولى بدأت مع بدايات القرن العشرين واستمرت حتى قرب نهاية الحرب العالمية الأولى. ورغم عدم وضوح دوره أو إخفاقه خلال تلك المرحلة بسبب الاحتلال الانجليزي والقيود التي وضعت على ممارسة الأمراء للسياسة، ناهيك عن طابع طوسون المسالم في المعارضة، فإن طوسون حاول المشاركة بشكل أو بآخر، وكان في ذلك من مؤيدى سياسة مصطفى كامل ومحمد فريد أو مؤيداً لسياسة الحزب الوطني القائلة بضرورة جلاء الإنجليز عن مصر. وبقدر ما أدت مواقفه في هذه الفترة إلى تعرّضه لبعض المضايقات السياسية مثل منعه من العودة من فرنسا عند نشوب الحرب. كما أبعدته عن أن يصل إلى حكم مصر بعد عزل الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1914، وكذلك بعد وفاة السلطان حسين كامل في عام 1917.
وأما المرحلة الثانية للدور السياسي الوطني لطوسون فبدأت منذ قرب نهاية الحرب العالمية الأولى وتمثلت في الأساس في دعوته لتكوين وفد مصري للذهاب إلى مؤتمر الصلح في فرساي للمطالبة باستقلال مصر مع السودان. ومع إنه كان صاحب الفكرة فإن سعد غلول وصحبه وبالتعاون مع السلطان فؤاد بل والإنجليز أبعدوه عن رئاسة الوفد المصري. وعندما قبِل بمجرد المشاركة فقط فإنه أبعد عنها أيضاً مع أنه كان يطمح من مشاركته إلى خدمة القضية المصرية السودانية بماله وجهده، بحسب الكاتب.
ورغم فشله في ذلك فقد فشل في تكوين وفد من الحزب الوطني موازٍ للوفد المصري للتأكيد على استقلال مصر مع السودان. ورغم الضربات الموجعة من سعد غلول ورفاقه من أجل إبعاده عن أي دور في الحركة الوطنية، فإن طوسون أصر على المشاركة الإيجابية في مصر وبما يؤيد المطالب المصرية. من هنا كان رفضه لجهود الجنرال اللنبي لاحتواء حركة الأمراء ومشاركته في مقاطعة لجنة ملنر وحرصة على وحدة الأمة برغم اختلافها على تشكيل الوفد واحتجاجه على تصريح رئيس الوزراء البريطاني ونستن تشرشل ومُطالباته المتكررة بحقوق مصر، بل ومحاولاته للإصلاح بين رجال الوفد أنفسهم. ثم رفضه لتصريح 28 شباط فبراير1922، لأنه لم يعطِ الاستقلال الكامل لمصر مع السودان وأرجأ قضية السودان، إذ حث طوسون السلطان فؤاد على التمسك بذلك.
بيد أن القبول بتصريح 28 شباط فبراير 1922 ثم صدور دستور عام 1932 كانا بمثابة مرحلة جديدة في الدور السياسي الوطني لعمر طوسون. فوفقاً للدستور أصبح السلطان فؤاد ملكًا على مصر والسودان وحظي بسيطرة مهمة على البرلمان والحكومة والبلاد.
وكانت قوة نفوذ الملك فؤاد تعني بشكل ضمني إبعاد عمر طوسون الذي فضل الابتعاد عن المشاركة الفعلية في الفاعليات السياسية التي طغت عليها الصراعات الحزبية. وبالتدريج أصبح طوسون يكتفي بالإدلاء بآرائه في بعض القضايا السياسية عندما يطلب منه ذلك أو بالكتابة التى اعتبرها منذ ذلك الوقت خير منبر يعبّر فيه عن رأيه بقدر أوسع من الحرية. بيد أن هذا لا يعني أن طوسون ابتعد تمامًا عن الساحة السياسية حيث شارك بين الحين والآخر في إصدار نداءات للوفاق بين الأحزاب أو في إبداء رأيه في الشؤون المصرية، مثل قضية تعطيل العمل بالدستور أو تشكيل الوزارات أو المفاوضات بين مصر وإنجلترا وكذلك في المسألة السودانية.
وبعد موقفه الرافض لدستور عام 1930 الذى صنعه إسماعيل صدقي المتحالف مع الملك فؤاد وتعرّضه لهجوم شرس، بدأ الدور السياسي لطوسون يشهد التراجع. وهنا نجده وقد زاد من اهتمامه بأمور أراضيه وممتلكاته وكذلك بالمشاركة في أنشطة الجمعيات وتقديم المزيد من الدور المجتمعي ناهيك عن زيادة اهتمامه بالكتابة والتأليف.
مرضه ووفاته
ومع تقدم العمر أطل المرض عليه برأسه منذ عام 1940، ورغم ما أبداه الأمير عمر طوسون من جلد ومقاومة للمرض فإن المرض تغلب عليه في النهاية (ربما كان لذلك علاقة بسوء سلوك الملك فاروق مع نساء أسرة طوسون). وفي 26 كانون الأول يناير 1944، توفي الأمير عمر طوسون بعد تاريخ طويل من العمل والعطاء والعناء لتودعه مدينة الأسكندرية ومصر في جنازة لم تشهدها من قبل حتى ذلك الوقت ودفن في مقبرة الأسرة التي أنشأت منذ عهد محمد علي باشا في شارع النبي دانيال.
عكس الكتاب مدى وطنية وحب الأمير عمر طوسون لمصر وسعيه لوحدة مصر والسودان، وسعيه لطرد الإنجليز من مصر ودعمه للحركة الوطنية في مصر. ولا شك أن الكتاب يعرض سيرة طوسون بطريقة فيها الكثير من الثناء والمدح لسلوكه ودوره الاجتماعي ودعمه للنهضة العلمية المصرية ومواقفه السياسية، من دون أي نقد له ولمحاولاته للعب دور سياسي ما.