"خُذ الكتاب لِتراكَ: رفوف، وجوه، قراءات"

صدر كتاب"خُذ الكتاب لِتراكَ: رفوف، وجوه، قراءات" للكاتب إلياس فركوح عن دار أزمنة - عمان.

"خُذ الكتاب لِتراكَ: رفوف، وجوه، قراءات" للياس فركوح

يقول مؤلف الكتاب الياس فركوح: فـي أكداس الكتب والدوريات المرتبة داخل مكتبتي، فـي الأعداد المنسيَّة التي يناسبها تسميَّة "الأرشيف"، تكمن كنوزٌ  نادرًا ما نجدها فـي كتب ودوريات اليوم.

تبدأ عملية البحث والاستقصاء مسبوقة بغاية محددة أعرفها تمامًا، غير أنني كلّما مضيت بالتقليب والفرز، أجدني ابتعدتُ تدريجيًا عن تلك الغاية، وتشعبتُ بدافع الفضول باتجاهات لم تكن خطَرَت لي منذ سنين وسنين! ولا يقتصر الأمر على هذا؛ إذ تعيدني الصفحات المتقلبة بين يدي إلى ما كنتُ أنا فـي تاريخ صدورها: تعيدني إلى ما كنتهُ وقتذاك، إما بقراءتي لتعليقاتي على هوامش الصفحات، أو تحديقي بالصور العتيقة العاملة على بثّ الحيوية لذكريات، وحكايات، وأشخاص تلك الفترة. أجدني فـي "تفضيلاتي"، أو لنقُل: ما كان سُلَّم أولوياتي! أتوقف قليلًا وأسهم متأملًا كيف يجرفنا نهرُ الزمن نحو ضِفاف ما كانت ضمن مقاصدنا. ثم أراني أفكِّر: ماذا كنت أريد أن أصبح، وما الذي أصبحتُ عليه؟

الأرشيف عند النبش فيه خطير، لأنه بقدر ما يُعيدنا إلى لحظات نائية عنا ومنسيَّة؛ فإنه يفضح قصورَ رؤيتنا للعالم عندما يُظهر أنَّ كثيرًا مما كنا نضعه على هامش اهتماماتنا، باتَ اليوم محور حياتنا غير المكتمل! موضوعات أكَلَت أوقاتًا من أعمارنا نفكِّر بها لنكتشف، ربما بعد فوات الأوان للبعض منا، أنَّ ما أهملناه فـي ذاك الوقت صرنا بأمسّ الحاجة للتدقيق فيه الآن.
إنَّ تقليب أوراق "الأرشيف" يماثل إعادة سرد حكايات أعمارنا، والضحك منها أو عليها. لِمَ لا نقول الكلام الأدقّ؟ لِمَ لا نقول: الضحك منا وعلينا؟