التاريخ الاجتماعي لغزة تحت الاستعمار البريطاني (1917- 1948)

يعتمد الباحث على مقاربة جيرار نوريل في تعريف التاريخ الاجتماعي التي تقوم على أنه فرع يختص بتأريخ جماعات ومجموعات بالاستناد إلى قراءة سوسيولوجية.

كتاب "غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917- 1948)"

كتاب "غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917- 1948)" للباحث أباهر السقا الصادر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت الكتاب هو عبارة عن دراسة تاريخ غزة من منظور اجتماعي.

يذكر الباحث أن ما حفزه لإجراء هذا البحث كان النقص في الدراسات المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي لغزة خلال تحضيره لرسالة الدكتوراه. أما المنهجية المتبعة في البحث فكانت استخدام الأوراق العائلية والمذكرات واليوميات ومصادر أرشيفية متوفرة في مدن غزة ولندن ونانت. وقد واجه الباحث صعوبات تمثلت في شح المعلومات، والحذر والتوجس بسبب حالة الانقسام بين غزة والضفة الغربية.

يحتوي الكتاب على خمسة أقسام وكل قسم يحتوي على فصول كما يلي:

القسم الأول جاء بعنوان «قراءة سوسيوتاريخية لمدينة غزة»، وضم ستة فصول كانت كما يلي: الفصل الأول قراءة في تاريخ المدينة، استمرار تاريخي أم انقطاع، انتداب أم استعمار؟؛ الفصل الثاني التاريخ الاجتماعي: مقاربات نظرية ورؤى من الميدان؛ الفصل الثالث التركيبة السوسيواقتصادية للجماعة المدنية الغزية؛ الفصل الرابع غزة تحت الاستعمار (الانتداب)؛ الفصل الخامس البلدية والصراع بشأن إدارة الاجتماعي-السياسي؛ الفصل السادس التشكيلات الاجتماعي العائلية المدنية.

القسم الثاني جاء بعنوان «غزة بين التخطيط الاستعماري والتخطيط الأهلي»، وضم أربعة فصول هي: الأول، الإدارة الاستعمارية والسياسة الصحية في المدينة، مشافي المدينة، البنى الصحية؛ الثاني، التخطيط الحضري للمدينة ما بين التخطيط الاستعماري والمحلي؛ الفصل الثالث، البنى الخدمتية؛ الفصل الرابع، البنى الاقتصادية للمدينة.

القسم الثالث جاء بعنوان «البنى التعليمية والثقافية»، وضم فصلين هما: التعليم، والبنى الثقافية.

القسم الرابع جاء بعنوان «الحياة اليومية»، وضم ثلاثة فصول هي: الفصل الأول العادات الاجتماعية الغزية، المقامات والمواسم، التدين، العلاقات الاجتماعية، المصاهرة والزواج؛ الفصل الثاني: الأنماط الاستهلاكية في الحقبة البريطانية؛ الفصل الثالث: العلاقات بين المكونات الاجتماعية المتعددة.

القسم الخامس جاء بعنوان «الحراك السياسي-الاجتماعي في الفترة الانتدابية»، وضم فصلاً واحداً عن الجمعيات الأهلية، الحراكات الاحتجاجية، احتقان مستعمري وتعاون استعماري، علاقة مدينة غزة بنظيراتها من المدن الفلسطينية؛ ثم جاءت الخاتمة والمراجع والملاحق والفهرست.

يعتمد الباحث في بحثه على مقاربة جيرار نوريل(Noiriel) في تعريف التاريخ الاجتماعي التي تقوم على أنه فرع يختص بتأريخ جماعات ومجموعات بالاستناد إلى قراءة سوسيولوجية، وهي قراءة التاريخ العام من خلال ممارسات معينة للمجموعات الاجتماعية للسلطة والوجاهة واللامساواة، حيث تنتقل من الماكرو-اجتماعي (المكبر) إلى الميكرو-اجتماعي (المصغر) (صفحة 24).

يتحدث الباحث عن الوجاهة الاجتماعية كثيراً، فهناك مهن تقع في أعلى التراتب الديني كالعلماء والقضاة والعاملين في مهن التعليم والعدالة التي تعطي أصحابها علاقات سلطوية ووجاهة اجتماعية، وكذلك الأمر مع رئاسة أو عضوية المجلس البلدي.

ويذكر الباحث (صفحة 202) أن بناء المساجد لا يرتبط فقط بالتديّن بل له وجه آخر هو الوجاهة الاجتماعية. والزواج أيضاً يتم وفق التراتب الاجتماعي والاقتصادي وهو يتم بين الأقارب عادة. أما الزواج من خارج دائرة القرابة أو خارج مدينة غزة فكان يتم للوجهاء والأعيان دون غيرهم (صفحة 204-205)، والتراتب الاقتصادي – الاجتماعي موجود حتى في أسواق غزة.

يقول الباحث عن الوجاهة إن لها عناصر ثلاثة هي، الأول: امتلاك مرتكزات سوسيواقتصادية، والثاني هو القدرة على الإشراف أو التحكم في منطقة ما، والثالث هو إقامة شبكة علاقات واسعة من التأثير. وتقع ضمن الفئة الأولى خلفية الانتماء إلى عائلة كبيرة/عريقة، ويفضل أن تكون لها مكانة في التراتب الاجتماعي-الاقتصادي، ولديها قدرة على إعادة توزيع الخيرات أو حماية الأفراد، أو تقديم الخدمات.

الفئة الثانية ترتبط بحيز الوجيه، أي أقدميته هو وعائلته في الحيز أو الفضاء أو المدينة، وقدرته على مراقبة هذا الحيز والاستمرارية التي تؤدي إلى صنع الوجاهة.

الفئة الثالثة: وهي صناعة الوجيه لشبكة علاقات عائلية وعشائرية وسياسية (صفحة 103-104).

وعن النماذج السيوسيولوجية للوجهاء ومرتكزاتهم فيها متعددة بحسب الباحث، ومنها النسب والمصاهرة وعقد الأحلاف والقرابة من خلال زواج البنات أو الأبناء من عائلات وجاهية أخرى. كما يسجل الباحث تحالف سكان المدن مع سكان البادية، أو سكان غزة وبئر السبع والمصاهرات بينهم، بينما تعاملوا مع الفلاحين بفوقية (صفحة 105-106).

تاريخ غزة خلال فترة الاستعمار البريطاني يبدأ بدخول الاستعمار نفسه إلى فلسطين، ولقد بدأ التغيّر في غزة منذ بدء الاستعمار وبفعل الاستعمار الذي جاءت به الحرب العالمية الأولى؛ حيث كانت هذه الحرب هس التي جاءت بالاستعمار البريطاني وبالاً على غزة؛ حيث يذكر الباحث أن غزة فقدت حوالي ثلث عمائرها بفعل الحرب عام 1917، وكان مما خسرته مبانٍ أثرية كأجزاء من جامع العمري والسيد هاشم ومسجد الشمعة. وبسبب كثرة عمليات الهدم يخلص الباحث إلى أن ذلك هو سبب عدم وجود بلدة قديمة في غزة (صفحة 132-133).

قامت السياسة الاستعمارية البريطانية على أسس «فرق تسد» والهيمنة وإعطاء دور لليهود في هيئات الحكم المحلي؛ وإقامة محاكم عشائرية خاصة بالبدو الذين صنفتهم خارج التصنيفات الدينية وهذا ما سارت عليه «إسرائيل» لاحقاً، وإعادة تقسيم الأقاليم، ودمج المدن، وتشغيل آلاف الموظفين الفلسطينيين، وفرض اللغة الإنجليزية كلغة رسمية وتحويل اللغة العربية إلى لغة ثانية وأعطت نفس الرتبة للغة العبرية، والإبقاء على سلطة المخاتير (صفحة 65).

استخدم الإنجليز عملية الإحصاء التي قاموا بها لخلق حقائق سكانية جديدة، حيث قاموا بنسخ تجربة التقسيم الطائفي التي أجروها في الهند. قام الإنجليز بعملية «تطعيم جماعي» للسكان كما فعلوا في الهند وإفريقيا، وتم منع الأفراد من زراعة أصناف معيّنة، ومنع الصيادين من ممارسات تقليدية متوارثة، واستخف المستعمر بالمعارف المحلية مقارنة بما يقدمونه من «علم» حديث. الجهاز البيروقراطي الذي أقامه الإنجليز كان معظمه، في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، جهاز أمني على حساب خدمات كالتعليم والصحة وغيرها.

يذكر الباحث تغيير حدود مدينة غزة أربع مرات بناء على تعليمات الحاكم العسكري البريطاني خلال فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي (صفحة 138)، وحصرت صلاحيات البلديات الفلسطينية – ومنها غزة خلال فترة الاستعمار البريطاني بالجانب الخدماتي كصيانة الشوارع والمباني والمجاري العمومية والأسواق وتنظيمها وذبح المواشي والصحة العامة، وأشرف المندوب السامي على المعارف والصحة والزراعة والجمعيات التعاونية (صفحة 81).

خلال فترة الاستعمار البريطاني حدث تقدم في مجالات عدة في غزة بفعل سنة التغيير والتقدم التي سادت العالم، ولم يكن للإنجليز فضل في ذلك وإنما بجهود المواطنين؛ فسلطات الاستعمار البريطاني لم تؤسس مشافي جديدة في غزة، ولم تعمل على تطوير القطاع الصحي، والتطور الذي حصل كان بفعل جهود الأهالي (صفحة 125)، وكذلك الحال بالنسبة لتوسيع مدينة غزة وتوسع شوارعها وتعبيدها وإنشاء الأرصفة، ورصف الشوارع بالأسفلت وتعبيد شوارع أخرى وترقيمها (صفحة 145)، ومد شبكة مياه للبيوت في مدينة غزة. كما تم إمداد غزة بالكهرباء في العام 1934، واستخدم الهاتف في غزة بعد العام 1921 (صفحة 155).

وعن وسائل النقل يذكر الباحث استعمال المركبات التي تجرّها الدواب حتى ظهور السيارات؛ حيث كان عدد السيارات في غزة عام 1923 هو 13 سيارة فقط (صفحة 156). أما تحديث ميناء غزة فلم يحصل خلال فترة الانتداب، ومطار غزة الذي أنشئ عام 1927 بقي مهماً حتى إقامة مطار اللد الذي حل محله عام 1937 (صفحة 159). كما تأسست سكة حديد تمر من غزة وخربت من قبل الثوار في الثلاثينات (صفحة 160).

ومن ناحية التعليم يذكر الباحث أسماء مدارس أقيمت في غزة خلال فترة الحكم البريطاني، وأن تعليم الفتيات جرى في فترة الأربعينات من القرن الماضي ولكن ذلك كان نخبوياً (صفحة 181).

يورد الباحث أن غزة تطورت لتصبح مركزاً تجارياً خلال فترة الاستعمار البريطاني، دل على ذلك حضور ممثليات فرنسية ونمساوية وإيطالية فيها، كما وجدت فيها مطاحن حبوب ومعاصر زيوت السمسم والزيتون وشركات تجارية كشركة مناجم كبريت فلسطين، وتم منح عشرات الأشخاص رخصاً لمهن مختلفة، وانتشرت فيها صناعات النسيج وتجارة الأقمشة (صفحة 166-169).

ومن الناحية الثقافية كانت تقام خلال فترة الاستعمار البريطاني فعاليات ثقافية كسوق عكاظ العربي ومباريات الشعر والتمثيل وما شابه (صفحة 185)، وكان في غزة مطابع ومكتبات عامة ودور سينما (صفحة 186). كما تأسس نادي غزة الرياضي عام 1934، وقد أغلقه الإنجليز نظرا لنشاطه السياسي ضد الاستعمار (صفحة 189-190).

ومن ناحية الحراك السياسي والاجتماعي خلال فترة الانتداب تأسست جمعيات دينية وسياسية عدة، وتأسست أحزاب أو فروع لأحزاب كحزب الاستقلال العربي وكتلة القوميين العرب والإخوان المسلمين وحزب الدفاع وغيرها (صفحة 247-248)، واشتركت غزة في مقاومة الانتداب البريطاني على المستوى الشعبي وعلى مستوى العمل المسلح. كما نشأت خلال فترة الاستعمار البريطاني طبقة متوسطة من الموظفين وبعض الحرفيين الصغار، وقامت بالمطالبة بالحقوق الاجتماعية، ولكن قضاياها طمست لصالح قضايا أخرى (صفحة 114).

كان البناء في غزة قد تغيّر خلال فترة الحكم البريطاني، من النمط المعماري العربي-الإسلامي إلى النمط البريطاني، وتم تحديد علو العمارات بحسب قانون العام 1938 الذي حدد علو العمارات بعلو 10 أمتار، ولم تعرف غزة الأبراج العالية إلا في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي (صفحة 140-141).

أسواق غزة لم يكن فيها تراتب طائفي وإنما تراتب اقتصادي – اجتماعي؛ فنساء المدينة من أوساط اجتماعية معينة كن يرتدن أسواق الذهب أو الصياغة أو الملابس، ولم يكن يرتدن أسواق الخضار والفواكه، لأن أسواق الخضار والفواكه هي أسواق خاصة بالقرويات أو المتسوقات من شرائح اجتماعية أخرى من أطراف المدينة التي كانوا يسمونها «التحتا» (صفحة 171). كما يعتقد الباحث أن الفروق الاجتماعية بين أغنياء مدينة غزة وفقرائها كانت كبيرة (صفحة 173).

التديّن في غزة كان بعيداً عن السلفية الدارجة الآن، حيث يذكر الباحث أنه كان يتم زيارة مزار السيد هاشم الجد الثاني للنبي محمد وإضاءته وتوزع الذبائح وتدعو النساء ما تشاء، وظل ذلك مستمراً إلى حين تصاعد الإسلام الوهابي الذي يحارب القبور والمزارات والزوايا (صفحة 197). كما يرى أن التديّن الشعبي تراجع لمصلحة التديّن الرسمي (صفحة 201). بساطة التديّن وسماحته في غزة برزت من خلال الحضور الإسلامي في الكنائس والحضور المسيحي في المساجد وخاصة في الحراكات السياسية والاجتماعية والوطنية (صفحة 203).

في الميدان الطائفي وفيما يخص العلاقات الإسلامية-المسيحية يذكر الباحث أنه كان هناك ترابط إسلامي - مسيحي شكل هوية فلسطينية في مواجهة القمع العثماني، كما يذكر أن بعض الجهات التبشيرية حاولت التبشير بالمسيحية خلال الاستعمار البريطاني في غزة مما دفع المسلمين والمسيحيين إلى قيادة نشاطات احتجاجية ضد ذلك.

ومن صور التلاحم الإسلامي - المسيحي إعطاء أرض تابعة للطائفة المسيحية للمسلمين لبناء مسجد عليها (صفحة 224-226).

أما العلاقات الإسلامية- اليهودية فقد كان في مدينة غزة طائفة يهودية، وبعد الصدامات مع العرب واليهود في العشرينات من القرن الماضي ترك معظم اليهود مدينة غزة (صفحة 228)، وعند بدء المشروع الاستعماري الصهيوني وجدت ثلاث مناطق يهودية في منطقة غزة (صفحة 234).

وإضافة إلى التنوع الطائفي في غزة فقد ضمت غزة جاليات عديدة منها مغاربة وأتراك وأكراد وهنود وغجر ومصريون وألبان وشيشان وأرمن وأفغان وفرس، وأتباع طرق صوفية عديدة (صفحة 233).

يتحدث الكاتب عن الملابس وتمثلاتها الاجتماعية؛ فهي بناء اجتماعي ورمز للسلطة، وشكل من أشكال الفصل الاجتماعي بين الفئات الاجتماعية، يذكر تقسيمات لباس الأعيان والمشايخ، و«علية القوم» كانوا يلبسون العمامة والكوفية، ثم انتشرت الألبسة الغربية لاحقاً، وخرجت النساء حاسرات الرأس منذ ثلاثينات القرن الماضي. ويتحدث عن انتشار الطربوش الأحمر والمغربي (صفحة 211-215).

ومن ناحية الأنماط الاستهلاكية يذكر الباحث شهرة مدينة غزة بالخمور تاريخياً، وأنها كانت موجودة زمن الاستعمار البريطاني وظهرت الملاهي والملاعب والسينما والمقاهي، وحلت الإنارة بالكهرباء محل مصابيح الغاز والبترول (صفحة 218)، ومن ناحية المأكولات يذكر اشتهار غزة باسم «الكنافة العربية» التي تختلف عن الكنافة المنتشرة في بلاد الشام، والبقلاوة وكثرة البهارات الحارة في المطبخ الغزي (صفحة 219-220).

الكتاب يستحق القراءة، وهو بلغة يفهمها الناس العاديون. تقوم فكرة الكتاب على خيط رفيع يتمحور حول وضع غزة والتغيّرات التي حدثت عليه خلال فترة الاستعمار البريطاني، وهو يقوم على جدلية ترى أن حافز التغيّر والسلوك الأساسي هو السعي نحو الوجاهة بصورة تكاد تكون مبالغاً فيها.

الملاحظات التي تسجّل على الكتاب هو إبراز الوجاهة كحافز يكاد يكون الوحيد في كل فعل وشأن في غزة، ثم أن الكتاب يتحدث عن فترة شهدت العديد من الثورات والانتفاضات الفلسطينية منها الثورة الكبرى عام 1936 وبالكاد ذكر الباحث تلك الأحداث مجرد ذكر.

لقد شمل النص مختلف مجالات الحياة كما كانت في غزة وكيف تغيرت سواء بصورة سلبية أو إيجابية، وهو يصوّر فترة كانت فيها غزة غير التي نعرفها اليوم، فهي بصورة أفضل من اليوم باستثناء التقدم الحاصل الآن من تعليم وعمران وتقدم تقني، فلا مشكلة مياه ولا ازدحام سكاني ولا فقر وحصار. كانت غزة منفتحة على العالم والعالم منفتح عليها، كما كانت منفتحة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وقيمياً.

يشار إلى أن مؤلف الكتاب هو الدكتور أباهر السقا الذي يعمل حاليا أستاذاً في جامعة بيرزيت في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية، حصل على درجة الدكتوراه سنة 2005 في علم الاجتماع من جامعة نانت في فرنسا بامتياز، وعمل باحثاً ومحاضراً في الجامعة نفسها في الفترة بين عامي 1998-2006، وهو أيضاً أستاذ زائر في جامعات فرنسية عدة.