أول محمية عربية تتصدر القائمة الخضراء العالمية لمرتين

تتصدّر محمية أرز الشوف سلسلة محميات لبنان، وتتعدّى أهمّيتها المنحى المحلي لتمسي من أهم المحمّيات في عالمنا العربي والإقليمي أيضاً.

وإذا كان الموقع الهامّ والجماليات الأخّاذة التي حباها الله لمنطقة الشوف في جبل لبنان، قد جعلتها مميّزة، فإنّ لإدارتها الحكيمة والذكية الفضل الأسمى في جعلها على كلّ لسان.

شباب وشابات يديرهم فريق من الخبراء الزراعيّين، يخضعون على الدوام لدورات تأهيل وإعداد، فضلاً عن مؤتمرات متخصصة رائدة، تتوّج بلقاءات متخصصة مع المهندسين والمزارعين ومربّي النحل وغيرهم، وصولاً إلى معارض لتصريف إنتاج المزارعين في جبل لبنان وغيره.

رئيس المحمية د. نزار هاني، الذي عكف منذ تسلّمه إدارتها في عام 2010، على جعلها في مصاف أهم المحميات الطبيعية، مع لجنتها وجمعيتها،  تقلّد مؤخّراً مهام حقيبة وزير الزراعة اللبناني بجدارة، وكما أجمع اللبنانيون فقد كان "الوزير المناسب في المكان الصحيح"، بسبب خبراته وشهاداته العالمية.

والدليل  في هذا المضمار أنّ هاني وحتى قبل مزاولة مهامه في مكتبه توجّه عبر صفحاته على "السوشيل ميديا"، إلى المزارعين بإرشادات حول العاصفة التي ضربت لبنان، كما تحدّث حول نتائج تأثير "الفوسفور" على الثروة الحرجية النباتية بعد العدوان على لبنان، (وهو ما سيكون لنا تقرير مفصّل حوله في الأيام المقبلة).

 المحميّة الأولى في العالم العربي

ومنذ أيام، أدرجَت محمية أرز الشوف على القائمة الخضراء من جديد، حتى 5 كانون الثاني/يناير 2029، لتكون بذلك، المحمية الأولى في العالم العربي التي تتمّ إعادة إدراجها للمرّة الثّانية، أي بعد مضي السنوات الـ 5 الأولى.

وكانت محمية أرز الشوف، قد نشرت عبر صفحتها الخاصّة على الفيسبوك، مقطع فيديو قصيراً يوثّق استلامها شهادة تثبت التزامها بالمعايير العالمية لإدارة المحميات من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات.

يشار إلى أنّ القائمة الخضراء هي شهادة عالمية لقياس فعّالية الحوكمة والإدارة يمنحها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

تكريم المحمية في عمّان

وبالتوازي، أقيم في العقبة، الأردن، احتفال تكريمي للمحميات التي تمّ إدراجها على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN). 

ومن بين المواقع التي تمّ تكريمها محمية أرز الشوف من لبنان، موطن غابات الأرز القديمة والتراث الثقافي الغني، وهي المحمية الأولى في العالم العربي التي أعيد إدراجها على القائمة الخضراء حتى 5 كانون الثاني/يناير 2029، بعد مضي السنوات الخمس الأولى.

كذلك تمّ تكريم محمية العقبة البحرية في الأردن، التي تدعم حماية الشعاب المرجانية والنظم البيئية البحرية في البحر الأحمر، ومحمية الوعول في المملكة العربية السعودية، وهي ملاذ للوعول العربية المهدّدة بالانقراض، وللنظم البيئية الصحراوية.

وكرّمت محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية في المملكة العربية السعودية، وهي أكبر منطقة محمية في الشرق الأوسط، والمعروفة بمشاهدها الصحراوية والجبلية المتنوّعة، كما تمّ الاحتفال بمحمية الملك عبد العزيز الملكية في المملكة العربية السعودية، وهي مساحة شاسعة تحافظ على التنوّع البيولوجي والإرث الثقافي للمنطقة، وكذلك محمية جزيرة صير بونعير في الإمارات العربية المتحدة، وهي موطن أساسي للسلاحف البحرية والطيور البحرية. 

اقرأ أيضاً: "قمر مشغرة" الذي "أضاء" يوماً أكبر محمية في الشرق الأوسط

وسلّط الحفل الضوء على الإنجازات الإقليمية في إدارة المناطق المحمية، وأبرز تفاني خبراء الحفاظ على البيئة والمجتمعات التي تعمل على حماية الطبيعة للأجيال القادمة.