السودان: الامتحان الصعب؟

أخيراً...وبعد مفاوضات شاقة والكثير من الدماء، ومن الإرادة والإصرار على تحقيق أهداف الثورة، تم التوقيع نهاية الأسبوع الماضي على اتفاق وُصف بالتاريخي بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، وذلك فيما يُشبه الاحتفاليةَ العالمية، بحضور رؤساءْ ورؤساءِ وزراءِ دول من القارة الإفريقية ومسؤولين من دول عربية وغربية. فرحة السودانيين كانت كبيرة على قدر آمالهم بأن يكون الاتفاق ميلاداً لسودان جديد يتولى فيه السلطة حكمٌ مدني وتنتهي فيه إلى الابد حِقْبة الرئيس السابق عمر البشير الذي حكم البلاد على مدى 30 عاماً. ومع ذلك، فقد وجد الاتفاق من يعارضه. اليوم أمام السودانيين امتحان صعب لإثبات قدراتهم الذاتية ومسؤولياتهم الكبيرة تجاه بلدهم، مستندين إلى خريطة طريق رسمها الجنرالات وقادة الحركة الاحتجاجية في الأسابيع الماضية تنص على أن يتولى الحكمَ خلال المرحلة الانتقالية مجلسٌ سيادي مؤلفٌ من 11 عضواً بين مدني وعسكري، ويرأس المجلس في الفترة الأولى الفريق عبد الفتاح البرهان ثم تخلفه شخصية مدنية للفترة المتبقية. هي مرحلة حساسة بلا شك داخلياً وخارجياً. هل سيستطيع مجلس السيادة إدارة المرحلة الانتقالية بالحكمة اللازمة؟ وكيف سيتعامل مع محيطه العربي والإقليمي ومع العالم؟ هل سيُغيّر في سياسته وتحالفاته؟ لماذا تزامنت محاكمة الرئيس السابق مع توقيع الاتفاق؟ ولماذا عارضت بعض القوى الاتفاق؟