السعودية: الحسابات السياسية

نوبة قلبية. هزة اقتصادية كبيرة. أحداث شبيهة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر. كلها توصيفات أطلقت على استهداف شركة النفط العملاقة أرامكو داخل السعودية. لا يختلف اثنان على أن أرامكو تمثل شرْيانَ حياةٍ وعصباً مهماً لصناعة النفط السعودي والعالمي، وان استهدافها بطائرات مسيرة يُشكل ضربة موجعة للمملكة وخسارة للشركات المتعاملة معها. التكلفة باهظة جداً للجميع، وهذا تماماً ما أرادته جماعة أنصار الله باستهدافها أرامكو، مهددة بضربات أشدِّ إيلاماً للرياض ولأبو ظبي. اتُّهمت إيران بانها وراء الحادث. نفت طهرانُ ذلك، وقال رئيسها حسن روحاني إن بلاده لا تريد صراعاً في المنطقة، وإن المشاكل مع الرياض متعلقة بالعدوان السعودي على اليمن وببرامج السعودية الداعمة والممولة للإرهاب. تُتَّهم السعودية إذاً بتمويل ودعم جماعات إرهابية سواء في اليمن أو في سوريا أو في مناطق أخرى. لكن السعودية تنفي ذلك وتؤكد انها منخرطة في دعم الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب. الجديد في السياسة السعودية اعتقال فلسطينيين داخل المملكة بينهم القيادي في حركة حماس محمد الخضري. الاعتقال أخرج الحركة عن صمتها قائلة إن محاولات معالجة الوضع خلف الأبواب المغلقة لم تلقَ تجاوباً من قبل المملكة. ماذا في أسباب وخلفيات هذه الاعتقالات يا ترى؟ هل هي سياسة سعودية جديدة تجاه الفلسطينيين والمنطقة؟ ما الذي يمنع السعودية من إيقاف حربها في اليمن؟ وماذا ستفعل السعودية وواشنطن فيما لو استمر اليمنيون باستهداف العمق السعودي؟