الإسلام بين العالمية والمذهبية

جاء الإسلام وألغى القبلية والصراعات بين القبائل والطائفية والمذهبية, وسرعان ما أدى دوره وعاد المسلمون بعد وفاة الرسول إلى القبلية والطائفية والعنصرية والمذهبية ... والله إختار الجزيرة العربية لإسلامه , ليعطينا معجزة أن هذه الأرض الميتة الجافة أصبحت حضارية بإسم الإسلام, لكننا كعرب لم نكن في مستوى الإسلام... حيث سرعان ما أذضعنا منجزاته ومصاديقه ...ومنذ البدايات أي منذ بداية الفتن الكبرى في العالم الإسلامي كان الإسلام حصان طروادة وطود للسلاطين والحكام, وكان كالدساتير العربية الراهنة التي تصنع على مقاس ما تريده السلطات, خيط الإسلام بأثواب متعددة للضرورات الحاكمة, ولهذا إصطدم الإسلام بالإسلام لأن نسخا كثيرة صيغت ووضعت , ومهمتنا اليوم إعادة إكتشاف الإسلام الصحيح ... وكل السلطات والأمبراطوريات والدول قديما وحديثا وبدون إستثناء إستخدمت الإسلام وإتخذت منه مهجا دوغمائيا لتمرير مشاريعها الله جعل الإسلام منهجا عالميا والمسلمون جعلوا منه طائفة فرقة , والأعوج في الأمر أنهم نسبوا أنفسهم لهذا الله الذي خالفوه عقيدة وشريعة.... والإسلام اليوم عشر بالمائة قرآن سنة وتسعون بالمائة سياسة, لا وجود للدين في واقعنا ومنابرنا وحياتنا... والحزبية الإسلامية قتلت الإسلام وشأنها شأن المذاهب التي ذبحت الإسلام وأخذته من الكلية إلى الجزئية , ومصداق ذلك , شهيد يسقط لحزب فلاني أو جماعة فلانية يدعم أهله , وإذا سقط شهيد من جماعة أخرى لا يدعم إلا من جماعته ,بات لكل جماعة رموزها وشهداؤها, أين شمولية الإسلام ... ولو أن السلف الصالح قدموا لنا تاريخنا موضوعيا وواقعيا بدل تقديسه وإيصاله إلى رتبة القرآن لما وقع ذلك الإنهيار في راهننا العربي والذي يتحمل السلف الصالح وزره لأنهم أنتجوا تلفا طالحا بتقديس فعل المسلمين الدموي... فمن المسؤول عن تحويل الإسلام من رسالة عالمية إلى فكرة مذهبية و طائفية؟ ولماذا أخفق المسلمون في تقديم الإسلام في بعده الإنساني للإنسانية؟ وهل يصلح أن نقدم إسلاما مذهبيا للبشرية التي تبحث عن الخلاص؟