الدين والخرافة
خلال أربعة عشر قرناً والنتاج المعرفي الإسلامي قائم على المذهبية والطائفية, و بات الصراع بين الطوائف ينمو بطريقة معاكسة للقرآن الذي نسي الجميع أهدافه الكبرى وعلومه الغزيرة ... وكثير من المسلمين من مختلف المدارس الإسلامية يتعاملون مع ما وصلهم من حقائق الإسلام أو المذهب عن طريق التسليم المطلق لما وردهم, و تسليم عقولهم بالكامل لما بين أبين أيدهم ...والمصيبة الأكبر بعد النقد والتمحيص يتضح أن هذا الموروث ساهمت السياسة في صياغته, فمنذ أن دبت الفتنة الكبرى في العالم الإسلامي دأبت السلطات والسياسات على صناعة شرع ساست به الأمة, هذا ديدن الخلافة الأموية والعباسية و البويهية والعثمانية والصفوية والقاجارية وكل الأمبراطوريات التي توالت على الحكم وكرست وجودها بقدسية الشرع والذي كان حصان طروادة للحكم وديمومتها ...و إذا أردنا أن نطهر الموروث الإسلامي من الخرافات والمدلهمات والأشواب علينا أن نسحب القدسية من كل السلط والامبراطوريات لأنه لا يوجد واحدة منها كانت معصومة وكلها جيرت الإسلام لصالحها ....نحن مطالبون بالتمكين لعقلانية الإسلام وإسلام العقلانية, لأن الإسلام دين عقل بالدرجة الأولى والأخيرة ...كان بعض الرهبان يبيعون قطرات من الدم الساخن زاعمين انها دماء مقدسة، وما هي في الحقيقة إلا قطرات من دماء عنز ذبحت للتو في داخل المعبد. ويخرج الراهب باناء الدم زاعماً أن قطرة واحدة إذا خلطتها العاقر بشرابها، فسوف تنجب، واذا شربتها الحامل، فمن المؤكد ان جنينها سيكون ذكراً؟ وهكذا ابتليت كل الأديان بالخرافة والأسطورة.