جنوب اليمن على شفير الإنفصال
بعد نحو ربع قرن على وحدة اليمن، هل ينفصل الجنوب؟ماذا يريد الجنوبيون، واي دور للخليج وإيران وأميركا؟ نار اليمن تستعر، فماذا يفعل العرب؟
نص الحلقة
<p><strong>سامي كليب: </strong>السلام عليكم، عام 1994 اشتعلت طريق اليمن بين الشمال والجنوب، طائرات ودبابات، جيش وقبائل توجّهت صوب الجنوب، قرّر علي عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق آنذاك أن يفرض الوحدة بالقوة بعد أن فشل مع نائبه الجنوبي علي سالم البيض في إقامة الوحدة سلمياً. أزيح آنذاك الحزب الاشتراكي الجنوبي عن الحكم واحتكر المؤتمر الشعبي وحليفه الإسلامي التجمّع اليمني للإصلاح مقاليد السلطة، الآن وقد رحل صالح بثورة شارك فيها شماليون وجنوبيون يشعر جزء من أهل الجنوب بأن الوقت حان للعودة إلى ما قبل الوحدة، بعضهم يطالب بالانفصال، آخرون يستعيدون عهد الاستقلال وبعضهم ينحو صوب الفيدرالية. باختصار جنوب اليمن اليوم على شفير الانفصال على ما يبدو، اللاعبون كثر من الخليج إلى إيران فالدول الغربية. هل يلحق جنوب اليمن بجنوب السودان ولمصلحة مَن سيكون الانفصال أو الاستقلال لو حصل؟ معي في هذه الحلقة أحد أبرز قيادات الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبّجي ومن صنعاء عضو مجلس النواب اليمني والقيادي الإسلامي في حزب الإصلاح الشيخ محمّد الحزمي الإدريسي، أهلاً ومرحباً بكما في هذه الحلقة. أبدأ معك دكتور ناصر وهذه أول إطلالة لك بعد الشفاء حمداً لله على سلامتك من بيروت على جمهورك في الجنوب، هل تريد انفصال جنوب اليمن ولماذا؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أولاً أشكر الأخ سامي على هذه الاستضافة وعلى قناة الميادين ونترحّم في نفس الوقت على شهداء الجنوب وشهداء الحراك أو الثورة السلمية الجنوبية والشفاء لجرحانا والحرية لأسرانا. قد أختلف معك في صوغ السؤال، الحديث لا يكون إذا ما كنت أريد الانفصال لأننا لم نكن اقليماً حتى ننفصل، نحن نريد استعادة دولتنا السابقة التي كانت قبل عام 1990 ولكن ليس بالنظام الذي يروّجون له ولكنها ستكون دولة لكل أبناء الجنوب.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>إذاً الاستقلال.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: الاستقلال هو الحل.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>أتوجّه إلى صنعاء، شيخ محمّد سمعت ما قاله الدكتور ناصر نحن لا نريد الانفصال وإنما العودة إلى ما كان عليه الوضع يعني استقلال الجنوب، كيف تنظر أنت وحزب الإصلاح إلى هذه المسألة؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، شكراً للأخ سامي وأحيي الأخ ناصر والحمد لله على سلامته. أنا لي عتب في مقدّمتك عندما قلت أنه في 1994 حدث هجوم على الجنوب لفرض الوحدة، الوحدة أقيمت والكل يعرف والأخ ناصر يعرف وأنتم تعرفون أنها أقيمت بطرق سلمية وكانت وفق دراسات مسبقة يعني ليست فجأة وتمت لجان كثيرة درست هذه القضية وأثمرت تلك الحوارات التي سببت عام 1990 إلى أن حدثت الوحدة وتوافق النظامين في الشمال والجنوب، إذاً الوحدة لم تفرض في 1994 كما جاء في مقدّمتك.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>لو سمحت لي شيخ محمّد أن أجيب فقط على هذه النقطة، أنا كنت عام 1994 في الشمال ونزلت مع القوات التي نزلت إلى الجنوب وكان هناك قصف وضرب وشبه اجتياح للجنوب فكيف لم تُفرض بالقوة؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: نحن كنا في وحدة قبل عام 1994 ولكن حدثت خصومة سياسية وأنا أقول أن الذي يتحمّل ذلك هو النظام السابق نظام علي عبد الله صالح يتحمّل هذه الإشكاليات التي جعلت بعض إخواننا في الجنوب يشعرون بأنهم أخذ حقّهم ، وفعلاً تم تولية الفاسدين على شؤونهم يعني هم كانوا يطمحون إلى تحقيق الأفضل لهم ولكن للأسف حدث أن الفساد الذي عمّ بلاد اليمن بأكملها نال إخواننا في المحافظات الجنوبية والشرقية وتم نهب الأراضي ما أدّى إلى هذا الحنق وحدث ما حدث في عام 1994.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>اليوم المطالبة واضحة بالاستقلال أو الانفصال، أنا سألتك ما هو موقف حزبك التجمّع اليمني للإصلاح؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا لا أتحدّث باسم حزبي، أنا أتحدّث بصفتي الشخصية كقيادي وكمسؤول إعلامي، عندما نتحدّث عن استقلال فهذا يعني أن هناك احتلالاً ونعرف أن قوانين الاحتلال في العالم والمنظمات الدولية تعرّف الاحتلال بتعريفات قانونية عالمية لا ينطبق على شعبين موحّدين تاريخياً وجغرافياً وعقائدياً ولغة وهذا لا ينطبق على الوحدة اليمنية التي هي وحدة متكاملة، عضوية لا نستطيع أن نروّج أن هؤلاء يريدون الاستقلال الذي يعني أن هناك احتلالاً وهذا ما لا يقرّ به عاقل ولا أيّ أحد في العالم. أنا أقول أن هناك ظلماً وقع فعلاً على إخواننا ولكن الخطأ لا يُعالج بخطأ أكبر.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: سؤال مباشر وقل لي بنعم أو لا لو سمحت شيخ هل أنت مع انفصال جنوب اليمن أم ضدّه إن لم تقبل بكلمة استقلال؟ </p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا مع أكثر أهل اليمن ومع أكثر أهل الجنوب الذين لا يريدون الانفصال بل يريدون معالجات لما لحق بهم ونحن معهم أما أنني أمزق جسدي وأمزق أخوتي من أجل نزع سياسي معين فهذا ما لايقرّه عاقل، أنا أقول فليأخذ إخواننا 75% من الثروة ويأخذوا 75% من السلطة لا مشكلة لدينا أن يحكمنا رئيس من الجنوب ورئيس الوزراء من الجنوب، هذه نزعات لا نريدها فليحكمونا ويأخذوا الثروة والسلطة لا إشكالية، لكن الوحدة ثابتة هي وحدة متجذّرة تاريخياً وجغرافياً وعقائدياً ومُجمع عليها. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لو سمحتما لي أنتما عضوان في مجلس النواب اليمني أن نتحدّث قليلاً عن جنوب اليمن لكي يعرف المشاهد ما هي هذه المنطقة وما هي أهميّتها السياسية والاستراتيجية والشعبية الآن. جنوب اليمن يمتد بشكل هندسي قريب إلى شبه المنحرف بمساحة تقدّر بنحو 333 ألف كيلومتر، بينما الشمال تقريباً يمتد على مساحة مئتي ألف كيلومتر، واضح أن الشمال أقل بقليل من الجنوب، في الجنوب اليمني محافظات عديدة أكبرها حضرموت، المهرة، المكلاّ، شبوة، أبين، لحج أما بالنسبة لعدن فهي العاصمة الاقتصادية لليمن وكانت العاصمة السياسية لليمن الجنوبي قبل عام 1990. جنوب اليمن موقع استراتيجي مهم جداً يقل عدد سكانه بأكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون وهم على ما يبدو عاطلون عن العمل، والنفط يعتبر أحد أهم الثروات في الجنوب، أهل اجنوب يعتاشون من الماشية وصيد الأسماك والزراعة والنفط المرجّح أن ينضب بعد خمسة أعوام بحسب دراسات غربية وهذا أمر ربما يكون خطيراً. استراتيجية جنوب اليمن تتجلّى في هذا المضيق المهم جداً مضيق باب المندب عبره يُصدّر النفط اليمني، يمر في هذا المضيق يومياً نحو 57 سفية كل يوم تقريباً. اليمن له الأفضلية بالسيطرة على المضيق بسبب الموقع الجغرافي، وهذه الجزيرة جزيرة بريم في الجنوب، أما مرفأ عدن فيُعتبر من أهم مرافئ العالم لكونه محمياً من قبل هذه الجبال التي سنراها محيطة بالمرفأ هي تحمي السفن من الرياح شكّلت مع الجبال تقريباً في الجنوب مهد الثورة تاريخياً ضد المستعمر البريطاني. الآن صار بعض أهل الجنوب يعتبرون الشمال مستعمراً، هذا هو جنوب اليمن سنرى ماذا سيحدث فيه بعد فترة. أهلاً بكم مجدّداً أعزائي المشاهدين، إذاً ابدأ معك دكتور ناصر، واضح من خلال كلام الشيخ محمّد أن هناك عدم رغبة عملياً بأن يستقلّ أو ينفصل جنوب اليمن، ما هي الخطوة المقبلة وهل تعتقد أنكم مقبلون فعلاً على دولة مستقلة؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: طبعاً الرغبة هي شيء طبيعي، كل واحد من أبناء الشمال لا يريد أن يستقلّ الجنوب أو تُستعاد دولة الجنوب لأنه يعتبر الجنوب مصدراً للثروة أو مصدراً للارتزاق. الأخ الحزمي يتحدّث عن أن علي عبد الله صالح كان هو السبب طبعاً لا لأنه كان هناك شركاء الحرب هم حزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام وهو ينتمي إلى حزب الإصلاح وكان معزّزاً بالفتوى الدينية التكفيرية لأبناء الجنوب، لأن عندهم ما يُسمّى حرب الردّة والانفصال والردّة معناها الارتداد عن الإسلام وهذه مفردة يقولها حزب الإصلاح والانفصال، مفردة يقولها حزب المؤتمر يعني اتفق الاثنان علينا ولا زال الاتفاق قائماً. ما حصل الآن في اليمن هو سقوط شخص علي عبد الله صالح وكان هناك مقولة يردّدها دائماً أن حكمه شبيه بالرقص على رؤوس الثعابين، يعني سقط الرأس الآن وبقي الثعابين وهذه الثعابين حوّلت الجنوب إلى مرقص كبير تريد أن تتقاسم الجنوب وهي تتصارع في ما بينها، ولكنها متفقة على الجنوب أن الجنوب سيظل في إطار الدولة أو في إطار الوحدة، لكن بالنسبة لنا نحن نعتبر أن الوحدة انتهت في صيف 1994 وما قام منذ ذلك التاريخ هو احتلال دولة الجمهورية العربية اليمنية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن حقنا أن نستعيد دولتنا بكل الوسائل والطُرق.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يعني بما فيها الوسائل العسكرية أم فقط الحراك السلمي؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: لم نصل إلى هذا الوضع، نحن لا زلنا نتمسّك بقيام نضال سلمي كخيار حضاري ونافع للمرحلة هذه، لكن لا نضمن أن تأتي من هناك قوة أو فصائل تعلن عن نفسها وتطالب بالعمل العسكري، وهذا يُعتبر حقاً مشروعاً وفق الميثاق الدولي أن الدول الواقعة تحت الاحتلال من حقّها أن تتحرّر وأن تناضل وتكافح بالوسائل التي تريدها.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: تحدّثنا عن الحق الدولي ولم يعترف أحد بأنها دولة تحت الاحتلال، على المستوى الدولي هي دولة موحّدة والجنوب جزء منها كيف ستبرّرون ذلك؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذا حديث هو يقوله.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لا هذا على المستوى الدولي في الأمم المتحدة، في المنظمات الدولية.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: علَم الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية لا يزال موجوداً في الأمم المتحدة قائم وهي دولة لا تزال قائمة وقرارت الشرعية الدولية 924 و931 ما زالت ملفاتها مفتوحة وقيد النظر يعني هذا ممكن أن يكون مدخلاً قانونياً.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يعني حين يُمثّل اليمن في الأمم المتحدة يذهب رئيس من الشمال ورئيس من الجنوب هل هناك علمان؟ هناك علم واحد هو علم الدولة.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: لا علمان.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد سمعت هذا الكلام أودّ فقط لو سمحت أن تقول رأيك به. </p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: الحقيقة أنا اذكّر الأخ ناصر وكلانا عضوين في البرلمان وهو انتُخب في عام 2003 أنا انتخبت في نفس العام في ظل الوحدة يعني عندما يقول أن الوحدة انتهت في 1994 فلماذا دخلتم الانتخابات وأصبحتم أعضاء في مجلس النواب! مسألة 1994 وفتوى الردّة، أنا أقول أن كلمة الفتوى هي كذبة أصبح يصدّقها البعض، الردّة يا أخي ناصر في اللغة العربية من ارتداد وهو الرجوع لذلك يُقال ارتدّ الصوت أيّ رجع الصوت، وهذا الارتداد ينطبق على هذا الشيء، هذا ارتدّ عن الوحدة وآخر يريد أن يرتدّ على الإسلام وآخر يريد أن يرتدّ عن الاتفاقية التي تمت، هذا يُسمى ارتداداً، فلنأخذ المفهوم من مدلوله اللغوي وليس القناعة المُسبقة. أنا آسف أن الأخ ناصر يقول أن في الأمم المتحدة علمين لليمن وهذا كلام غير منطقي وغير واقعي، ويجب أن نحدّث الناس بالحقائق. آخر كلام دولي هو المبادرة الخليجية التي هي مباركة اقليمية ودولية وهي التي تحدّثت أن اليمن في ديباجيتها أن يكون الحفاظ على اليمن بوحدته الجغرافية والتاريخية والسياسية وهذا لا ينكره أحد لأنه اتفاق دولي وأظن أن هذا آخر اتفاق يتحدّث عن اليمن الواحد. الشيء الثاني يا أخي ناصر أن الإخوة في الجنوب الأعزاء الكرام فليأخذوا 80% من الثروة والسلطة والأهم أن نبقى إخوة متّحدين، نحن لا نتقاسم كعكة أنا أريد وأنت تريد هذا بلدنا وأنت أخي ولا يمكن أن أفرّط بك، نحن ننظر من هذا المنظار. أنا وإياك ضدّ الفساد حتى لو كان أخي وهو فاسد أنا وأنت ضدّه.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ذكر مسألة مهمة جداً أنك عضو في مجلس النواب لماذا لم تستقل طالما أنك تريد أن تكون مستقلاً في الجنوب؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أنا حدّدت موقفي في 2007 يعني في 13 أكتوبر 2007 عندما قامت قوات الاحتلال بإطلاق النار على المُتظاهرين سلمياً وكان لنا موقف واضح.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يعني بعد سنوات طويلة في مجلس النواب.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أنا أذهب إلى صنعاء ولا أمارس العمل في البرلمان<strong>.</strong></p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الشيخ صادق الأحمر وهو حالياً الزعيم الفعلي لقبيلة حاشد الشهيرة في اليمن يقول أن على الحوثيين والحراك الجنوبي الانفصالي نبذ العنف كي لا يضطر الشعب إلى مواجهتهم بنفس منطقهم الدامي، ويقول أيضاً أن على الحراك الجنوبي الدخول في الحوار الوطني أو الاستعداد للحرب.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذه العقلية الحقيقة لهم وهذا يدلّ على أنه لا تزال عقلية القوة والهيمنة لا تزال قائمة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: قد يُفسّر أيضاً عقلية الحفاظ على وحدة البلاد من قِبَل الشيخ صادق.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: الوحدة ليست بالقوة بل بالتراضي يعني نحن دخلنا الوحدة بالتراضي وهي في النهاية مصلحة للشعبين الشمالي والجنوبي لكن تم الغدر بالوحدة والتحايل على اتفاقياتها وضُرب الجنوب بالقوة في ،1994 وتحالفت هذه القوى الدينية والقبلية ضدّ الجنوب وتآمرت عليه وخرجت كل قياداتها ولا زالت القيادات مشرّدة والجزء الآخر تم إخراجهم من أعمالهم ووظائفهم والآن هم على الشارع.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ولكن هناك دعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادي لعودة كل هذه القيادات وهو فتح الأبواب.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذه الدعوات سمعناها من علي عبد الله صالح لكنها لا تُنفذ وصحيح أن عبد ربه منصور هادي هو رئيس من الجنوب لكنه يعتبر موظفاً في إطار نظام الاحتلال.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: موظف عند مَن؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: عند نظام الاحتلال مثل ما كان في السابق قادة الثورة الشعبية في الجنوب كانوا موظّفين في حكومة الاستعمار.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أنا قرأت لك مؤخّراً تصريحاً وأنت أبرز قيادات الحراك في الجنوب، تقول أن التواصل مع رئيس لجنة التواصل عبد الكريم الأرياني وعضو اللجنة عبد الوهاب الآنسي جريمة لا تغتفر وخطأ كبير وتراجع عن أهداف الحراك السلمي الجنوبي وخيانة لدماء الشهداء والجرحى، يعني حتى الحوار ترفضونه مع الشمال إذا قسّمنا شمالاً وجنوباً.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: كلا نحن لم نرفض الحوار، من حيث المبدأ نحن مع الحوار ولكن ليس وفق صيغة المبادرة الخليجية أو وفق مايريده الشماليون، يعني مثلاً عبد الكريم الأرياني كان من زعماء الحرب، من مهندسي الحرب ضدّ الجنوب فكيف نستطيع أن نتحاور معه، لا بدّ من إعادة النظر إذا كان هناك اعتراف حقيقي بأنهم يريدون الحوار فمن الممكن أن نتحاور شمالاً وجنوباً دولة بدولة ولكن ليس بالطريقة التي يريدها هم بخلط الأوراق وفق المبادرة الخليجية التي لا نتّفق معهم عليها، لم نوقّع عليها ونحن غير ملزمين بها.</p>
<p><strong>سامي كليب:</strong> شيخ محمّد واضح أن هناك شروطاً للحوار من دولة لدولة وعدم الالتزام بالمبادرة الخليجية ما رأيك؟ </p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: نحن نحترم رأي الأخ ناصر ومن معه ولكن هو أيضاً يجب أن يحترم الآخرين، يعني الإخوة الجنوبيون لم يرشّحوا لا ناصر ولا الحزمي ولم يرشّحوا أحداً يتحدّث باسمهم، هم فصيل من الفصائل نحترم آراءهم ما داموا لا يستخدمون القوة ومن حقهم أن يطالبوا ويأتون إلى طاولة الحوار ويقولون نحن نريد الانفصال ما المشكلة، فليطرحوا ما يريدون، لا يوجد سقف في مسألة التحاور ولكن أن ندّعي أن هذا الفصيل يمثّل الجنوب يعني لدينا في الجنوب الحزب الاشتراكي ممثلاً في الحوار السياسي منذ فترة، ولم يعلن الانفصال، هناك حراك سلمي أيضاً فصائل الحراك السلمي لا تطالب بالانفصال، هناك الإصلاح في الجنوب لا يطالب بالانفصال، وهناك حزب المؤتمر الذي له امتداد سياسي في الجنوب ولا يطالب بالانفصال. أقصد اننا لا نحتكر، الأخ ناصر وفصيله هو الذي يتحدّث باسم الجنوب وهذا احتقار وإقصاء للآخرين، يجب أن نكون عادلين أن هناك فصائل كثيرة وأغلبهم جنوبيون وحدويون وهم ثاروا معنا ضدّ الظلم وما زالت الثورة قائمة ضدّ الظلم أياً كان.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دعونا لو سمحتما لي طبعاً لو كان عندك ردّ ستردّ بعد قليل دكتور ناصر، فقط تتقرير حول علاقة صنعاء والشماليين مع أهل الجنوب، كيف أن القوى السياسية منقسمة بين مؤيّد للانفصال ومعارض له كما يتفضّل الشيخ محمّد. <strong>تقرير:</strong></p>
<p> قبل عقدين من الزمن تلاشت الحدود الجغرافية على الأرض بين شمال اليمن وجنوبه لكن حدوداً من نوع آخر تتمدّد الآن في أعماق اليمنيين، فمطالب الجنوبيين التي تركّزت على الدعوة إلى المساواة والعدالة وتصحيح مسار الوحدة بُعيد حرب صيف 1994، ظهرت إلى جانبها دعوة أخرى تطالب بالانفصال أو بفكّ الارتباط بحسب توصيف الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس دولة الوحدة سابقاً علي سالم البيض.</p>
<p>متحدّث1: يطرحون الانفصال كيف سيتم ذلك بشكل سلمي وكيف يضمنون أن الجنوب لن ينفصل إلى عدّة أجواء.</p>
<p>تحوّلت الوحدة إلى كابوس بالنسبة للجنوبيين الذين فقدوا على حد تعبيرهم الكثير من امتيازات دولتهم الاشتراكية إلى جانب ما شكّلته من عبء على طريقة حياتهم بعد ما كانوا قد تحمّسوا لها، لكن انقسام الجنوبيين في هذه اللحظة ما بين داعٍ للفيدرالية وآخر للانفصال يفاقم من حجم المشكلة، فضلاً عن عدم قبول الطرف الأهم في الحراك الجنوبي الدخول في الحوار الوطني المُنتظر في اليمن.</p>
<p>متحدّث 2: كل من له رأي أو موقف أياً كان هذا الرأي أياً كان سقفه وأياً كان مطلبه يُطرح في إطار الحوار الوطني وما يجمع عليه الحوار الوطني نحن سنلتزم به.</p>
<p>مؤتمرٌ تراهن عليه بعض الأحزاب في إيجاد حل لقضية هي واحدة من تركة ثقيلة خلّفها نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح حيث اتُهم غالباً بإقصاء الشريك الجنوبي.</p>
<p>متحدّث 3: طبعاً يجب أن نعترف بأن هناك أخطاء رافقت منظومة الحكم منذ إعلان تحقيق الوحدة اليمنية في عام ،1990 وشاركت فيها كل القوى سواء حينما كانت هناك حكومات ائتلافية بين المؤتمر والاشتراكي ثم بين المؤتمر والاشتراكي والإصلاح، ثم بين المؤتمر والإصلاح وارتكبت أخطاء كثيرة يجب أن نعترف بها أدّت إلى بروز نوع من الشعور بالغُبن لدى أبناء المحافظات الجنوبية.</p>
<p>الشعور بالاضطهاد هي مشكلة الجنوبيين الأولى مع الشمال، مشكلة ظلّت تتفاقم يوماً بعد آخر ضاعف من حجمها تصريحات بعض زعماء قبائل الشمال الذين ما زالوا يحرّضون على قتال الجنوبيين في حال إصرارهم على عدم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي أقرّت لجنته التحضيرية أخيراً مناصفة التمثيل بين الشمال والجنوب.</p>
<p><strong>سامي كليب:</strong> شكراً لمراسلنا في صنعاء أحمد عبد الرحمن. واضح أن هناك آراء متعدّدة بالنسبة للجنوب ليس الجميع يريدون الاستقلال أو الانفصال، غداً الخميس هناك لقاء في القاهرة لأهل السلطة وأهل الجنوب أو جزء من القيادات الجنوبية برعاية مبعوث الجامعة العربية بن عمر، ما هو المنتظر؟ هل تأملون خيراً من هذا الاجتماع؟ هل من طروحات قدمّتموها؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أعتقد أن لقاء القاهرة يخصّ مجموعة مُعيّنة ممكن أن تتّفق مع آراء السلطة، يمكن أن تكوّن حلولاً في إطار إعادة صوغ الوحدة.</p>
<p><strong>سامي كليب:</strong> في فيدرالية معينة.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: الفيدرالية شكل من أشكال الوحدة. </p>
<p><strong>سامي كليب:</strong> لأنه موجود حيدر أبو بكر العطّاس رئيس الحكومة السابق.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: طبعاً هم موجودون ورأيهم إعادة صوغ الوحدة تحت شكل الفيدرالية تقريباً، ولكنها نفس الأطروحات لكن الطرح الحقيقي الذي له قاعدة شعبية جماهيرية هو مع فكّ الارتباط أو مع استقلال الجنوب، وأعتقد أن الميدان هو الحكم بين أبناء الجنوب لكن أن يأتوا بمن يريدون فهذا كلام غير منطقي أن يتفقوا مع من يريدون ويقولون أنهم يمثلون الجنوب، أما الرأي الآخر يعتبرونهم أعداء ومن حقهم أن يحاربوه كما قال هذا الشيخ القبلي أنه مستعد أن يحارب كل من يتحدّث عن فكّ الارتباط أو استقلال الجنوب.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>إسمح لي سأعطيك الكلام مجدّداً، فقط مضطرون للتوقّف مع فاصل قصير لموجز إخباري ثم نعود لمواصلة الحوار حول الحوار بين اليمن واليمن.</p>
<p><strong><u>المحور الثاني</u></strong>:</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>مرحباً بكم مجدّداً أعزائي المشاهدين لمواصلة برنامج لعبة الأمم عبر قناة الميادين نتحدّث فيه الآن عن اليمن هل سيستقلّ أو ينفصل الجنوب أم سيبقى الجنوب في إطار وحدة وربما فيدرالية معينة. كنا تحدّثنا دكتور ناصر الخبجي وأنت أحد قيادات الحراك الجنوبي قبل الفاصل حول المؤتمر المُزمع عقده غداً الخميس في القاهرة للحوار، تقول إن جزءاً من المتحاورين الجنوبيين ربما يمثلون وجهة نظر قريبة من وجهة نظر النظام يعني بقاء الوحدة والفدرالية ولكن توجد في المؤتمر قيادات كبار من أهل الجنوب. </p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: حتى وإن كان نحن لا نراهن على وجود قيادات كبيرة أو صغيرة بل نراهن على الإرداة الشعبية الموجودة في الميدان هي صاحبة الحق وهي صاحبة الكلمة الفصل والأخيرة في الموضوع، وحتى إن كانت القيادات وصلت إلى اتفاق فيدرالي أو غيره لا تستطيع أن تفصل الموضوع إلا بالعودة إلى الشعب الجنوبي الذي هو صاحب الكلمة الأخيرة. إذا سبق أن جرّونا في الماضي إلى وحدة فاشلة فلن نقبل بتكرار هذا السيناريو مرة أخرى تحت إسم فيدرالية أو أيّ مُسمّى آخر. أعتقد أن الشعب قد قرّر مصيره باستقلال الجنوب وخرج إلى الشارع وقدم التضحيات وآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وكل يوم يدفعون ثمن هذه التضحيات، يعني مثلاً في عدن كان يومياً يسقط شهداء عندما كان علي عبد الله صالح رئيس الدولة الآن ارتفعت نسبة الشهداء أكثر من أيام عهد علي عبد الله صالح.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>نحن نتحدّث في اجتماع القاهرة عن حيدر أبو بكر العطّاس، عن علي ناصر محمّد يعني قيادات جنوبية معارضة وعارضت الرئيس علي عبد الله صالح ودفعت ثمن ذلك البقاء في المهجر والمنفى لسنوات طويلة هل هذه لا تمثل حقيقة الحراك الجنوبي؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نحن نحترم هذه الأقلية ونحترم رأيها لكن لا يعني أن تكون وصيّة على شعب الجنوب، وأن يكون الشعب خلفها ومعها في ما تقوله، وأعتقد أن مشروع الفدرالية قد سقط من الشارع الجنوبي وهم يدركون هذا الأمر لكن هناك محاولات إرضاء الشعب، وجزء اعتبر هذا المشروع خياراً أو حلاً وسطياً لكن هذه هي رغبة الشماليين حتى إن الشماليين أنفسهم لا يريدون الفدرالية. ليس من المفروض أن نطرح نحن الحلول.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>إسمح لي دكتور ناصر، شيخ محمّد واضح أنه حتى لو تم الاتفاق في القاهرة على الفدرالية فهي مرفوضة من جزء من الحراك الجنوبي الذي يمثله الدكتور ناصر وربما رفيقه الرئيس السابق علي سالم البيض، كيف تنظرون إلى مثل هذا الأمر؟ إذاً ما هي جدوى الحوار في القاهرة أو غير القاهرة؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: قبل أن أردّ على هذا السؤال أريد توضيح نقطة معينة أشار إليها مراسلكم للأسف يستخدم مصطلحاً يحرّض على قتال الجنوبيين، هذا كلام غير صحيح ويجب علينا وعلى قناة الميادين كقناة محترمة ألا تعمّق هذا الأسلوب لأنه لا يوجد من يحرّض على الجنوبيين أو يحرّض الجنوبيين على الشماليين، هناك اختلافات رؤى نحن نحترمها، أيضاً الأخ ناصر نحن نحترم رأيه ورأي الفصيل الذي معه وليقولوا ما يشاؤون، لكن يجب عليه أيضاً أن يحترم الآخرين ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ليس موظفاً عند أحد، هو رئيس شرعي انتخبه اليمن بإجماع لم يحدث، وهو صاحب قرار سياسي متميّز وصاحب حنكة سياسية وهو وحدوي وحريص على اليمن بشقيّه الشمالي والجنوبي، الشرقي والغربي، أنا أتمنّى أن يحترم بعضنا بعضاً وكل إنسان له رؤيته وقد يكون هو المصيب وكلامه صواب أو يحتمل الخطأ أو يكون كلامي خطأ أو يحتمل الصواب وسيجمعنا الحوار. أما بالنسبة لما سيفضي إليه الحوار فنحن نتمنّى أن يفضي الحوار إلى أن نقف جميعاً في صف اليمن الواحد ونقف في وجه المفاسد التي أفسدت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لليمن، نريد أن نقف كلنا في بناء الوطن، لا فرق بين شمالي وجنوبي، حتى الإخوة الذين يتبنّون مسألة الانفصال لماذا تريدون أن تنفصلوا؟ من أجل ماذا أن ينهض الجنوب، فللنهض جميعاً بالشمال والجنوب ونكون يداً واحدة، وحدتنا هي قوتنا، الأخ ناصر لا يستطيع أن ينكر أنه يمني وأنا لا أستطيع أن أنكر أنني يمني، نحن موحّدون قبل أن نتوحّد سياسياً عام 1990، نحن موحّدون جغرافياً وتاريخياً ولغة وعقيدة، ما الذي يجعلنا نتقاتل ونتناحر؟ من أجل من نشتّت شملنا؟ أتمنّى أن يفضي الحوار مع إخواننا في القاهرة إلى أن يأتوا جميعاً إلى طاولة الحوار الوطني الشامل بين كل القوى المؤثّرة وما يصل إليه هذا الحوار سيتم إن شاء الله.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: قلت لا أعرف لماذا يطالبون بالانفصال أو لا أدري لماذا يطالبون، فعلاً لا تدري لماذا هناك مطالبة بانفصال الجنوب أو استقلاله؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: هناك فعلاً أجندات خارجية تلعب على تمزيق أي مشروع وحدوي للأمّة العربية الإسلامية، من الذي يرغب أن نكون أقوياء؟ هناك أعداء للأمّة لا يريدون لنا إلا التمزّق والشتات وقتال بعضنا بعضاً، وما يحدث الآن هو شاهد على ذلك في الوطن العربي. إذا كانت المسألة مسألة نزاع سياسي أو أنها إشباع لسلطة فنحن نقول لإخوتنا لا مشكلة لدينا في من يحمكنا سواء كان شمالياً أو جنوبياً، الأهم هو كيف يحكمنا فقط. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: تحدّثت عن نقطة مهمة جداً هي الأجندات الخارجية، تقول أن بعض الأعداء لا يريدون أن نكون موحّدين، من هم هؤلاء الأعداء؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: يا أخي نحن نعرف أن هناك قوة إقليمية مؤثّرة سواء الكيان الصهيوني أو غيره يسعى إلى تمزيق الأمّة العربية فلماذا نكون نحن سلاحه الذي يمزّقنا.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الكيان الصهيوني يريد تمزيق اليمن!</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذا رأيه ويقول أنه لا يدري لماذا يطالب الجنوبيون باستعادة دولتهم هذا نعتبره تضليلاً لأن المثل يقول لا يشعر بالنار إلا من ذاقها، يعني ما ذاقه أبناء الجنوب خلال عشرين سنة أعتقد أنه يكفيهم.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ولكنه أشار إلى نقطة مهمة هي الأجندات الخارجية، بعد قليل سنتحدّث عن مصالح بعض الدول الإقليمية تحديداً والدولية في ما يحصل في اليمن، ولكن أشار إلى طرف واحد هو الصهيونية. لا شك أن إسرائيل تريد تفكيك كل العالم العربي وهذا متّفق عليه ولكن هل هذه هي الأجندة الخارجية الوحيدة العاملة الآن في اليمن؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: كلا، هناك أجندات أخرى هم يدركونها.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: من مثلاً؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: دول الجوار التي لها مصلحة في بقاء الوضع هكذا في اليمن.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: السعودية مثلاً؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: السعودية أو دول الخليج، أطراف المبادرة الخليجية هم جزء من المشكلة لأنه كانت هناك ثورة حقيقية ثورة الشباب في الشمال لكن تم إجهاضها من قوى داخلية الذين هم أحزاب اللقاء المشترك والنظام، واتفقوا على الثورة وحوّلوها من ثورة إلى أزمة بمساعدة قوى إقيليمة التي لها مخاوف خاصة بها.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دول الخليج.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: دول الخليج قد تكون المرشّحة ألأولى.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: جميعهاً؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: بعضها وليس جميعها. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: كان معنا في أحد اللقاءات السابقة السيّد حيدر أبو بكر العطّاس وقال أنه ربما في بعض دول الخليج الآن تدعم مسألة انفصال جنوب اليمن هل هناك فعلاً بعض الدول تدعم ذلك؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: لا أظن ذلك ونعذر الأخ حيدر أبو بكر العطّاس لأنه مُقيم في دولة خليجية فلا أتوقّع منه شيئاً.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: حصلت محاولة لاغتيال القيادي الاشتراكي الكبير في اليمن الدكتور ياسين سعيد نعمان، من الذي حاول اغتياله؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أعتقد أن الأمن أخبر مني وهذا جزء من خلط الأوراق؟</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: هذه صوَر التفجير نراها على الشاشة.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذه جزء من خلط الأوراق، الدكتور ياسين تعرّض لمحاولة اغتيال وكل أبناء الجنوب هم هدف للاغتيالات ونحن ندرك هذا الأمر.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: هل تخشون أن يتطوّر الوضع إلى تصعيد عسكري خصوصاً بعد تحذيرات وتهديدات الشيخ صادق.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نحن لا نخشى من أي شيء، نحن اعتدنا على هذه الشعارات والخطط وهي نفس الوقت تخدمنا وليست ضدنا ، وهي تخلق وحدة حقيقة بين أبناء الجنوب من أجل أن يدركوا لأن هناك جزءاً من أبناء الجنوب لا يزال يعتقد أن تصل الأمور لإعادة صوغ الوحدة. إذا كان التهديد نابع من شيخ أو زعيم قبلي بهذا الشكل فهذا دليل واضح أن منظومة علي عبد الله صالح لا زالت قائمة.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: إسمح لي دكتور ناصر فلنتحدّث قليلاً عن الخارطة السياسية المناهِضة لمشروعكم مشروع استقلال أو انفصال جنوب اليمن، لو نظرنا إلى الوضع الداخلي زعيم قبائل حاشد وهو الشيخ صادق ضدّ العلماء المسلمين ويمثّل جزءاً أساسياً منهم ضيفنا الشيخ محمّد ضدّ حزب الإصلاح، الحزب الإسلامي ضدّ، جزء من الحراك الجنوبي أيضاً من القيادة الجنوبية ضدّ، دول الجوار الخليجي كما تتفضّل ضدّ، الدول الغربية ضدّ، كيف ستصلون إذاً إلى مرحلة ما قبل الوحدة في اليمن؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أولاً أيّ شخصية شمالية لا تريد الانفصال لأن لها مصلحة في الوحدة وبالتالي يمكن أن تقاوم هذا المشروع، أما ما يتعلّق بالحراك ضدّ فلا أعتقد، حتى الإخوان الذين يطرحون لا يعني أنهم ضدّ الاستقلال ولكنهم يرون أن الاستقلال قد يكون طريقه صعباً ويحتاج إلى وقت، وجزء منهم يعتبر أن الفدرالية خطوة إلى الاستقلال، وبالتالي ليس هناك موقف جنوبي ضدّ الاستقلال أو ضدّ استعادة الدولة، الجزء المُتعاطف لإعادة صوغ الوحدة هو صامت عملياً لكنه لا يعارض وهذا ما هو حاصل، وبالتالي نحن لا نراهن على الموقف الاقليمي والدولي بدرجة أساسية بل نراهن على شعبنا يعني ماذ تريد الجماهير وهذه الجماهير تستطيع أن تفرض واقعاً جديداً وتجعل المصالح الاقليمية والدولية تتغيّر في موقفها.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>دكتور ناصر إسمح لي، أنت موجود على منبر ويشاهدنا الآن أهل الجنوب، ما يقوله الشيخ محمّد فيه الكثير من الواقع لماذا تحتكر تمثيل شعب الجنوب؟ هناك جزء ممثل في السلطة برئيس الجمهورية، برئيس الحكومة وهما جنوبيان، وجزء آخر ممثل بعلي ناصر محمّد الرئيس السابق، بحيدر أبو بكر العطّاس، بجزء من الحراك الجنوبي الآخر، جزء في الحزب الاشتراكي، إذاً ليس كل أهل الجنوب لو سألنا اليوم كم من أهل الجنوب يريدون فعلاً الاستقلال الكامل عن معظم أراضي اليمن أو الشمال اليمني كم تقريباً تتصوّر؟ </p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أعتقد أن هناك استفتاء أكثر من وسيلة إعلامية على صعيد الجمهورية وأظهر الاستفتاء أن سبعين في المئة من أهل الجنوب مع فكّ الارتباط.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>افترض ذلك واقعاً ماذا تفعل بالثلاثين في المئة؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نحن نحترمهم ويجب أن يحترموا رأي الأغلبية.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>شيخ محمّد هل أنت موافق أن سبعين في المئة من أهل الجنوب يريدون الاستقلال أو الانفصال؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: ما قاله أستاذ ناصر أنا لا أعلمه.</p>
<p><strong>سامي كليب: </strong>هو ذكر صحيفة الجمهورية. <strong> </strong></p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا أطالعها دائماً ولا أدري في أي عدد يذكره ولو يعطينا العدد والتاريخ لكي نعود إليه كمرجع.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لكي يُطرد الصحافي من الجمهورية<strong>! </strong>كم تقريباً النسبة؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: لم تجر هناك نسبة استطلاع لكن نحن نقول أن هؤلاء الأخوة في الحراك أو الفصيل في الحراك لهم رؤيتهم ولهم جماهيرهم ونحن نحترم هذه الآراء وهذه الجماهير، ويجب علينا أن نحترم الرأي والرأي الآخر لكن ما ينتج من الحوار الوطني الشامل هو ما سيكون. هذه الوحدة ليست ملك الحزمي وليست ملك الأخ ناصر وليست ملك علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح أو سين أو صاد، هذه ملك شعب، نحن توحّدنا كما قلت لك الوحدة السياسية امتداد للوحدة الجغرافية والتاريخية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: مجموعة الأزمات في تقرير نُشِر في أكتوبر عام 2011 أي قبل عام من الآن يتحدّث عن أربع نتائج محتملة يجري نقاشها في مختلف الأوساط اليمنية بشأن مصير قضية الجنوب. هذه السيناريوهات المحافظة على دولة الوحدة مع وجود حكومة مركزية، الحفاظ على الوضع الراهن وهو وصفة لتصعيد الصراع وتجاهل المطالب المشروعة للجنوبيين، إقامة دولة فدرالية تتكوّن من إقليمين أو أكثر تدوم من أربع إلى خمس سنوات يتبعها استفتاء على الوضع النهائي للجنوب أو انفصال الجنوب بشكل تام عن الشمال. مجموعة الأزمات الدولية تتحدّث عن هذه الاحتمالات، أيّ احتمال هو الأقرب الآن برأيك؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: الاحتمال الأخير أيّ استعادة دولة الجنوب لأن نصّ التقرير أسقط خيارين: خيار إقامة دولة مركزية والدولة قد سقط في ظلذ سقوط نظام علي عبد الله صالح، والخيار الآخر أيضاً سقط.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: على دولة الوحدة لكن بتفويض صلاحيات كبيرة للمحافظات، الخيار الثاني أيضاً سقط؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: سقط. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: إذاً بقي خياران برأيك: دولة فدرالية من إقليمين أو أكثر أو انفصال الجنوب.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: وهذا سقط شعبياً في الجنوب أيّ الفدرالية، ويبقى استقلال الجنوب وليس انفصاله.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد أيّ من هذه السيناريوهات هو الأقرب إليك؟ المحافظة على دولة الوحدة مع وجود حكومة مركزية تكون أكثر تعدّدية أم المحافظة على دولة الوحدة بتفويض صلاحيات كبيرة للمحافظات؟ إقامة دولة فدرالية تكون من إقليمين أو أكثر تدوم أربع إلى خمس سنوات أو انفصال الجنوب بشكل تام؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: الأقرب إليّ هو أن تظلّ اليمن موحّدة في النظام الذي يقرّه الحوار الوطني، هذا هو أقرب التصوّرات التي نحن نتصوّرها. هذه رغبة وهذا ليس عيباً، مثلما أنت ترغب يا أخ ناصر بالانفصال أنا أرغب أن تظل أخي ونظل أنا وأنت يداً بيد، ليس محظوراً على أحد منا أن يكون لديه رغبة والآخر رغبة مضادّة ورغبتي تنضم إلى رغبة الكثير وهناك فصيل تنضمّ رغبتهم إلى رغبتك. في النهاية نقرّ أننا توحّدنا ليس بالقوة بل بإرادة حقيقية وإرادة شعبية أيضاً جارفة من الشعبين، ولذلك أنت كنت عضواً انتخبت في 2003 تحت راية الوحدة وما كنت تدعو إلى الانفصال.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نحن أعطينا الفرصة ولم نسمع أيّ صوت شمالي يؤكّد على هذا الكلام أو يدعم هذا الموقف، ووصل الشعب إلى قناعة أن الوحدة انتهت والواقع هو احتلال ومن حقّنا أن نقاوم سلمياً. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: إسمح لي بملاحظة شخصية شيخ محمّد يعني وكأن رجلاً متزوّجاً يريد أن يبقي زوجته بالقوة، الرجل يريد الطلاق.</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: لا نستطيع أن نسقط مفهوم الوحدة لها ملايين من الناس ولديها قيادات سواء شمالية أو جنوبية أن نسقطها بهذه المقارنة البسيطة، أنت تريد أن تسقط علاقة فرد برد ونحن نتكلم عن علاقة دولة، علاقة تاريخية وعقائدية ولغة وامتداد لآلاف السنين، نحن لسنا متّحدين فقط من عام 1990 هذه كانت وحدة سياسية لكننا شعب متجذّر في وحدته منذ آلاف السنين وهذا كلام غير صحيح. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دعني أسألك السؤال بشكل مباشر لو قرّر طرف في الجنوب الاستقلال بمسيرة سلمية ربما بتصعيد عسكري، لأن الاحتمالات واردة وفق ما يقول ضيفنا الدكتور ناصر كيف سيكون الردّ على ذلك؟ هل نحن مقبلون على حرب أخرى كما حصل عام 1994؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: كلا لا زال في الحراك أناس عقلاء لا يريدون أن ينجرّوا إلى تصادم مع الدولة أو الشعب وهذا مستحيل، وأيضاً هناك رغبات أن دماءنا محرّمة سواء شمالي أو جنوبي فتظلّ خلافاتنا خلافات رؤى وتُطرح على الحوارات، وأنا أقول لك إذا تجنّبنا التدخّل الخارجي وأنا أستغرب الأخ ناصر أقرّ أن هناك تدخّلات خارجية وأنا قلت أن هناك تدخّلات خارجية لتفتيت اليمن، فلماذا لا نفوّت الفرصة على هؤلاء المُتدخّلين اقليمياً وهو يتّهم الخليج وأنا أتّهم أيضاً الكيان الصهيوني وأيضاً مؤخّراً هناك مؤشّرات على أن إيران تتدخّل في هذه المسألة وتدعم مسألة الانفصال، فلماذا لا نحبط المشروع سواء كان من دول الخليج أو إيران أو الكيان الصهيوني أن نحبط هذا المشروع ونحن إخوة يمنيين نعالج قضايانا بأنفسنا من دون أن نكون نحن جنوداً لأجندات خارجية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: حين نتحدّث عن إيران وإسرائيل هل تعمّدت تغييب دول الخليج أو ترى أنها تلعب دوراً إيجابياً؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: الآن أنا متّفق معه على دول الخليج وأنا سأقول مثلاً إيران إذاً اتفقنا أن هناك تدخّلاً، ما دام هناك تدخّلات فنحن اليمنيون نستطيع أن نحلذ إشكالياتنا.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد ذكرت أكثر من مرة إسرائيل والصهيونية هل لديك دليل واحد على تدخّل إسرائيلي واحد في ما يحصل في اليمن الآن؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: وهل هناك عاقل يقول أن الكيان الصهيوني يريد وحدتنا وقوّتنا.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: بالطبع لا ولكن هل من دلائل محسوسة؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا والجمهور لسنا بحاجة إلى دليل فهذه من المسلّمات عند الأمّة العربية والإسلامية، وأنا أقول لك بعد الربيع العربي نحن نسعى جاهدين كشعوب أو كقيادات فكرية مؤثّرة اجتماعية وسياسية في العالم العربي أننا نسعى إلى وحدة اقتصادية عربية وإسلامية أيضاً، وهذا هو مشروع النهضة أن نتوحّد، اليوم أضحت القرارات شعبية بدلاً من أن يكون قرار نظام أو رئيس نظام، أصبحت القرارات تصعد إلى فوق وليس كما كان والشعوب متّفقة وليست مختلفة.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دكتور ناصر بما أنت عليه من قيادي في الحراك الجنوبي سنتحدّث قليلاً عن الجوار السعودي لو سمحت وبعد قليل سنتحدّث عن إيران، لأن هناك اتهامات مباشرة. الأمير سعود الفيصل وزير الخاريجة كان واضحاً بعد اجتماع دول مجلس التعاون الخيلجي، والاتحاد الأوروبي قال التالي: " لا بدّ من الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن باعتبار اليمن العُمق الاستراتيجي للأمن القومي السعودي والخليج العربي بصفة عامة، وأن السعودية ودول مجلس التعاون الخيلجي لن تسمح بانفصال اليمن وتشطيره إلى شمال وجنوب مهما كانت الظروف، لأن الانفصال يعني إيجاد موطن وملاذ خصب وآمن لتنظيم القاعدة في الجنوب. إذاً الموقف السعودي واضح لن يسمحوا بانفصالكم.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نحن لا نعوّل على هذه الآراء.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: هذا وزير أكبر دولة يا رجل.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: لا يستطيعون فرض الوحدة علينا بالقوة، نحن نراهن على شعبنا وجماهيرنا وعلى إرادتنا وإرادة الحق، نحن أصحاب حق وليس باطل بحيث أن نتخوّف ونحن مستمرّون على إرادة شعبنا وعلى الله وسنصل إلى الهدف حتماً.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: تفسّر الموقف السعودي فقط برأي؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: قد يكون موقفه هذا، موقفنا معروف موقف محايد للطرف الشمالي.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: السبب؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: الأسباب كثيرة، لا زالت دولة الشمال تحكمها السعودية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لذك هي مؤيّدة لبقاء الوحدة؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نعم، بقاء الوحدة وهيمنتها على اليمن بشكل عام.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أحد الكتّاب الحامد عوض الحامد يقول إن انفصال الجنوب يعني إعادة ترسيم الحدود بين الجنوب والسعودية الذي كان قائماً عام 1995، ويعني إعادة صحراء الرّبع الخالي الغنية بالنفط، وكذلك إعادة جيزان ونجران للجنوبيين، هل توافق على هذا التوصيف شيخ محمّد؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: الحقيقة أن كل إنسان له رأيه، أنا أقول أن المملكة العربية السعودية يهمها ما يحدث في اليمن كون اليمن دولة جارة ومثل أية دولة تهتم بما يحدث في الدولة المجارة لها ومن حقّهم أن يحافظوا على مصالحهم، نحن لا نعيب عليهم، وحدة وأمن واستقرار اليمن مصلحة سعودية وخليجية ومصلحة إقليمية ودولية وليس من مصلحة هذه الدول سواء دول الجوار أو الخليج أو الدول الإقيلمية أو الدولية أن يحدث هناك صراع من أيّ نوع، لأن هذا الصراع سيكون مردوده عكسياً وسلبياً على العلاقات الدولية بأسرها. <strong> </strong> <strong> </strong></p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد كيف تفسّر اليوم أن السعودية أو دول الخليج ضدّ انفصال الجنوب وكانت في حرب 1994 قد استقبلت الكثير من القيادات الجنوبية من قيادات الاشتراكي لا بل دعمت ما حصل في جنوب اليمن آنذاك؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: لأنه في ذاك الوقت كانت إيران مع الوحدة اليمنية واليوم انقلبت الأمور، إيران صارت تتدخّل وتريد أن تدعم الانفصال في الجنوب، فالسعودية ودول الخليج وجدت أن ذلك خطراً عليها، نحن لا نريد أن تتحوّل اليمن إلى ساحة للصراعات الإقليمية، ونتمنّى من الذي يريد أن يتدخّل في الشؤون اليمينة أن يتدخّل لصالح اليمن ولا يتدخّل لصالح مصالحه فقط.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: بعد الفاصل مباشرة أعزائي المشاهدين سنعود إلى دور إيران في موضوع اليمن، هل إيران فعلاً تدعم الانفصال أو الاستقلال الجنوبي في اليمن نعم أم لا؟ وكيف هي الدلائل على ذلك؟ إبقوا معنا عبر قناة الميادين وبرنامج لعبة الأمم لو سمحتم.</p>
<p><strong><u>المحور الثالث</u></strong>:</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: مرحباً بكم مجدّداً أعزائي المشاهدين لمواصلة برنامج لعبة الأمم عبر قناة الميادين نتحدّث فيه هذه الليلة عن اليمن، هل أن الجنوب متوجّه للانفصال أو الاستقلال كما يقول بعض قيادات الحراك الجنوبي، يسعدني أن أرحّب مجدّداً بأحد أبرز قيادات الحراك الدكتور ناصر الخبّجي وأيضاً أرحّب من صنعاء بالشيخ محمّد بن ناصر الحزمي الإدريسي أحد القيادات الإسلامية في اليمن وقيادات حزب الإصلاح والعلماء المسلمين في اليمن. كنت تحدّثت شيخ محمّد قبل الفاصل عن أن إيران تتدخّل في الشأن اليمني أرجو أن تقدّم لنا بعض الدلائل الحسيّة على هذا التدخّل.</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا أتحدّث عما يُدار، الرئيس أعلن ذلك بوضوح والوسائل الإعلامية تحدّثت عن ذلك والقيادات الأمنية تحدّثت عن اكتشاف خلايا، أنا حقيقة لم أطّلع أنا أتكّلم عما يُدار في هذه المرحلة والكل يعرف ما وصلت إليه العلاقات الإيرانية اليمنية مع الأسف الشديد وكنا نتمنّى ألا نصل إلى هذا المسستوى، لأننا دُعاة مشروع وحدة عربية وإسلامية قبل أن نكون مؤسّسين لذلك بالوحدة اليمينة ، وهذا هو الذي يظهر لنا ونتمنّى أن تزول هذه الإشكاليات وأن يُحترم اليمن بوحدته الجغرافية والتاريخية والسياسية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: إذاً لنكن واضحين شيخ محمّد ليس لديك دلائل عن تدخّل إيران سوى بعض التصريحات.</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا لست في جهاز منوط بي أن أجمع الدلائل وأبيّنها للخصم، هناك أجهزة أمنية مُختصة تتحدّث عن اكتشاف خلايا وإحالتها إلى النيابة، هناك رئيس دولة مسؤول يتحدّث عن تدخّلات إيرانية، هناك إعلام يأتي بمثل هذه الرؤى، أنا أتحدّث عن هذا وأنا لست ملزماً أن آتي بالدليل عن التدخّل الإيراني، أنا لا استطيع أن أنفي أو أجزم؟، أنا أقول الطروحات التي تُطرح.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: هل حاولت إيران الاتصال بكم كعُلماء مسلمين في اليمن؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: أنا بالنسبة لي شخصياً زرت إيران قبل فترة وكنت في وفد برلماني وتناقشنا قبل الثورة، وكانت هناك تفاهمات كثيرة لكن أنا أقول كما يقال السياسة دائماً مُتغيّرة وخاصة عندما تضمحل القِيَم دائماً تميل إلى البراغماتية أكثر مما تكون إلى القيمية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أنا أعرف أنك ليس فقط زرت إيران ولكن دعموك كثيراً على الأقل بالمواقف العلنية خصوصاً حين شاركت في القوافل التي ذهبت إلى غزّة لنُصرة الشعب الفلسطيني أليس كذلك؟ </p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: هذا واجب كل مسلم وكل عاقل في العالم أن يدعم أيّ نوع من أنواع تحرير فلسطين.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دكتور ناصر الكلام عن إيران واضح، اتّهامات مباشرة لكم، للرئيس علي سالم البيض، لك أيضاً الآن أن إيران تتبنّى مطالبكم من أجل الضغط على السعودية حتى ولو كانت هذه المطالب انفصالية.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: أنا أعتقد أن قضية عادلة مثل قضية شعب الجنوب يمكن أن تجد من يدعمها وهذا واجب عربي وإسلامي أن تدعم هذه القضية مثلها مثل القضية الفلسطينية يجب أن تُحلّ ولا تبقى بهذا الشكل، لكن الحديث عن دعم وغيره فلا توجد أدلّة بل مجرّد تصرحيات إعلامية وهي ليست رغبة من الحكومة اليمنية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ولكنهم كشفوا شبكة تجسّس.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: كان يُفترض أن يقدّموها لمحاكمة علنية وفورية لكن هذه الشبكات نحن نسمع بها منذ زمن وتمت مناقشتها في البرلمان أيام الرئيس علي عبد الله صالح، كما ذكرت لك هو نفس المنظومة والخطاب السياسي يعني هي رغبة لدول أخرى يعني تطرح هذا من قبل رئيس الدولة ورئيس الحكومة.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يعني دول خليجية.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: تستطيع أن تقول ذلك، يعني هي رغبة سعودية لغرض إبداء حُسن النيّة أن هناك خصماً آخر.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: اللافت دكتور ناصر أن الإعلام السعودي تقريباً بشكل يومي هناك مقالات حول موضوع اليوم ونحن نجري هذا اللقاء في صحيفة الشرق الأوسط مقال حول هل تسعى إيران لاحتلال جنوب اليمن؟ وهو للأستاذ يوسف المديني.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذه حملة متّفق عليها من الصحافة العربية وبالذات الخليجية مع الحكومة يعني كيف تحدّ من الحراك الجنوبي وكيف تضعفه وتشوّهه، وهناك تعتيم إعلامي، لو تلاحظ القنوات الفضائية العربية كالجزيرة وغيرها لا تتناول أحداث الحراك الجنوبي، هناك قتْل يومياً في عدن ولا أحد يغطّي هذه الثغرات.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: نحن في الميادين نُضيء على الجانبين تفضّل ساعة تشاء وليتفضّل أهل الشمال ساعة يشاؤون. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي كشف عن شبكات تجسّس يتّهم طهران، ويقول في محاضرة له في واشنطن إن إيران تسعى لإجهاض تسوية سياسية في اليمن من خلال دعم الحراك الجنوبي المسلّح مالياً وعسكرياً واستخباراتياً وإعلامياً، وأشار إلى أطماع إيران ومحاولاتها توسيع نفوذها في البحر الأحمر. هناك إشارات أيضاً أن بقاء الرئيس علي سالم البيض في لبنان هو للحصول على دعم مباشر، لكن مسؤول دبلوماسي إيراني يقول عبر وكالة مهر الإيرانية" هذه الاتّهامات لا أساس لها تماماً من الصحّة ليست أمراً جديداً طرحت في أيام الرئيس علي عبد الله صالح، كنا نطالب المسؤولين اليمنيين بأدلّة واضحة إلا أنها حتى اليوم أيّ اليمن لم تقدّم أيّ دليل مباشر حول كل ذلك".</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذا صحيح، الآن هناك خوف من الحراك الجنوبي وكل يوم قوات التحرير والاستقلال تتنامى وتتوسّع وتتقوّى في الميدان، هم يريدون خلط الأوراق وتشويه الحراك وهذه سياسة معروفة للنظام منذ 2007 لكن ما هو صحّ صح وما هو خطأ خطأ.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: حتى الغارديان البريطانية تقول إن التدخّل الإيراني في الشؤون الداخلية الأمنية تزايد بعد الربيع العربي.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: نحن نتحدّاهم أن يثبتوا أيّ دليل على ذلك.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يعني برأيك هي حملة أميركية بريطانية خليجية ضدّ الحراك.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: بكل تأكيد.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يا أخي أنتم تريدون أن تستقلّوا بمُعجزة وكل العالم ضدّكم.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذه هي المعركة التي نحن قادمون عليها ونعلم أنها معركة غير سهلة.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الكلام عن واشنطن أيضاً مهم، ما هو الدور الأميركي في ما يحصل في الجنوب؟ هل أميركا رافضة قطعاً لانفصال الجنوب؟ هل حصلت معكم اتّصالات؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هناك مصالح، نحن نعرف موقع الجنوب الاستراتيجي وهناك مصالح كثيرة لدول مختلفة، هناك من يريد استقطاع آلاف الكيلومترات من أراضي الجنوب، وهناك من حوّل موانئ عدن إلى مستنقعات وهناك من يحاول أن يأخذ شركات النفط والغاز، والدولة تريد أن تأخذ جزءاً منه، وهناك من يريد أن يكون الجنوب مركزاً استخباراتياً لهم.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لكن دكتور ناصر السعودية، مؤتمر أصدقاء اليمن دعمت اليمن تقريباً بأربعة مليارات والآن تحاول أن تلعب دور التهدئة، دول مجلس التعاون الخليجي تقدّمت بمبادرة لإنهاء عهد الرئيس علي عبد الله صالح بطُرق سلمية للتخفيف من وطأة الحرب، أي أن السعودية تلعب أيضاً دوراً إيجابياً ومساعدات مباشرة لقيادات يمنية كثيرة، يعني المال السعودي موجود في اليمن لدعم الشعب اليمني وتنميته، إذاً بالمقابل هناك ضغوط ولكن من دون مساعدات.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: إذا كانت هنالك ضغوط فهذا لا يعني أن نتراجع عن هدفنا، نحن سائرون نحو هدفنا ويجب أن نحقّقه اليوم أو غداً بإرادتنا وتمسّكنا بالحق.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: كنت تحدّثت عن المباردة الخيليجة وعبت عليها الكثير من الشوائب، ما هو المأخذ الفعلي على المبادرة؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: المأخذ الفعلي أولاً إنها لم تتحدّث عن الحراك الجنوبي ولا عن قضية شعب الجنوب، هناك آليات من ضمن الحوار أن الحوار مع الحراك الجنوبي لكن لم يُطرح بشكل واضح، هناك قضية لأهل الجنوب ويجب أن نتحاور مع ممثّلها وممثّلها هو علي سالم البيض وهو يُعتبر رئيساً شرعياً للجنوب لكن هم الآن يبحثون عن قيادة أخرى بغرض إحراق هذه الورقة.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: يعني حسن باعوم؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: لا حسن باعوم من قيادات التحرير والاستقلال.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ولكنه الآن مختلف هناك خلافات جنوبية جنوبية واضحة، هل هناك علاقة جيّدة بين حسن باعوم قائد الحراك وبين الرئيس علي سالم البيض؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: علاقة جيّدة ومتينة وتقوى كل يوم.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لماذا اختلفا على المؤتمر؟</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: لم نختلف.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أحدهما عقد المؤتمر في الجنوب والآخر رفض وطلب التأجيل.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: هذا تباين حصل ضمن الجانب التنظيمي والإداري لكن أنظر أنت كيف تناولت وسائل الإعلام العربية والصحافة العربية بالقوة وذلك دليل على أنها ضد الحراك وتريد الانقسام وخلخلة قوة التحرير والاستقلال، وبالتالي هي لن تنجح نحن سنتّفق حتى لو اختلفنا في بعض الأمور لكن الهدف واحد هو الاستقلال. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد من الواضح أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية هي ضدّ الانفصال في الجنوب، هل أنتم متّفقون معها يعني أنا أسألك كأحد العُلماء الملسمين في اليمن. </p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: قبل أن أجيب على هذه النقطة أنا أؤيّد ما ذهبتما إليه من أنه على الحكومة اليمينة والرئيس أن يقدّما القضايا التي اكتشفت إلى المحاكمة العلنية الشفّافة، وهذا مطلب مشروع لأنه لا نريد أن تكون المسألة إعلامية فقط. بالنسبة للدور الأميركي إذا كان من مصلحة أميركا ألا تحدث اضطرابات في اليمن في هذا الوقت وزعزعة للأمن الإقليمي فهذا شأنها، أميركا لا تبحث عن مصلحة اليمن ولا عن مصلحة الخليج ولا مصلحة إيران، هي تبحث عن مصلحتها ومصلحة إسرائيل وإذا كانت ترى أن الاضطراب في هذا الوقت في اليمن ليس من مصلحتها واضطراب على مضيق التجارة باب المندب الذي هو شريان التجارة الدولية تخشى وتقلق عليه في ظل قرصنة صومالية لها أجندات تخصّ مصالحها ونحن لا نعيب عليها، نحن نعيب على أنفسنا أن الكل يبحث عن مصلحته من دول الجوار سواء كانت إيران أو إسرائيل أو الغرب أو أميركا، نحن الآن فقط نقزّم حياتنا ونضعف أنفسنا ونتحوّل إلى أجندات خارجية، وهذا هو الخطأ الكبير الشائع الذي نحن نسعى إلى تصحيحه.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: هناك مصلحة مشتركة لدى اليمن الرسمي، لدى الرئيس منصور هادي، لدى السعودية، لدى الولايات المتحدة، لديكم أيضاً بمحاربة القاعدة على ما يبدو في الجنوب ويبدو في الأشهر الأخيرة أن القاعدة انتشرت بشكل كبير، قبل فترة تم قتل الرجل الثاني في القاعدة وهو سعودي، هل توافقون على عمليات الولايات المتحدة الأميركية المباشرة على الأراضي اليمنية كجماعات إسلامية؟</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: بالنسبة لي أتحدّث عن نفسي وأنا ناطق باسم هئية العلماء، نحن نرفض السياسة الأميركية التي تؤدّي إلى سفك دماء اليمنيين حتى وإن كان اليمني هذا مشتبه فلا يحق لأميركا ولا لأية دولة في العالم بموجب القوانين الدولية وقوانين الشريعة الإسلامية، لا يحقّ لأيّ إنسان أن يقتل إنساناً بمجرّد أنه مُشتبه هذه جريمة. أنا أقول أن الذي يقتل بالحزام الناسف والذي يقتل بطائرة من دون طيّار كليهما مجرمين ويرتكبان جريمة ويجب أن يعاقبا. أميركا تجعل من القاعددة فزّاعة لسياسات معينة وتكبّر وتضخّم. القاعدة هي ظاهرة صوتية أكثر مما هي واقع لكن نتيجة السياسة الأمنية الفجّة الغليظة هناك فعلاً مَن يتعاطف مع أيّ فكر يقاوم أميركا بسبب هذه العنجهية ونتمنّى أن تغيّر أميركا سياستها.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد تقول ظاهرة صوتية، هل الجيش اليمني يُحارب ظاهرة صوتية في الجنوب؟ </p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: هؤلاء الذين يسمّون القاعدة ليس كلهم قاعدة في الحقيقة وقد تجد أحدهم لا يصلّي ولكن هم يتكلّمون عن مجمل. يا أخي عندما يأتي الطيران أالأميركي ويقصف أناساً ليس لهم لا في العير ولا في النفير، الناس يتعصّبون مع مَن يقاتل أميركا. قد تجد بعض الأفكار ضدّ السياسة الأميركية وأميركا هي التي تصنع العداء لها في المنطقة العربية والإسلامية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: هذا لا ينفي أن هناك تحالفاً الآن بين جماعة الإخوان المسلمين والولايات المتحدة في الكثير من الدول العربية، على كل حال هذا نقاش آخر.</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: هذا ليس صحيحاً أخ سامي، أنت تجزم وهذا غير صحيح أعطني الدليل، أنت طالبتني بالدليل وأنا الآن أطالبك بالدليل.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شيخ محمّد العلاقت ليست عيباً، هناك علاقات بين الإخوان في مصر كرئاسة ودولة.</p>
<p><strong>محمّد الحزمي الإدريسي</strong>: علاقات في ظلّ المبادئ.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الباحث في مجلة فورين أفيرز كريستوفر سويفت يقول في تقريره في مطلع تموز من العام الجاري من شهرين تقريباً أن تنظيم القاعدة يقوم ببناء شبكات معقّدة من الخدمات داخل الأرياف اليمنية، القاعدة تمنح المراهقين السيارات والبنادق وتدفع رواتب تصل إلى أربعمئة دولار في الشهر، تعين الأسر الفقيرة على الصمود أمام الفقر المُدقع كما تدعم الشيوخ المُهمّشين والضعفاء عبر حفر الآبار في مناطقهم. القاعدة إذاً موجودة في الجنوب، إذاً القلق الخليجي والأميركي غير مُبرّر.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: القاعدة معروف من أوجدها، هي قاعدة علي عبد الله صالح وعلي محسن، هما اللذان صنعا القاعدة وهما من صدّراها إلى الجنوب.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أعطني دليلاً أن الرئيس علي عبد الله صالح هو الذي صنع القاعدة وأرسلها إلى الجنوب كي لا نبقى في الكلام.</p>
<p><strong>ناصر الخبّجي</strong>: الثقافة الموجودة في الجنوب معروفة وليست بيئة خصبة لتنامي القاعدة، لكن القاعدة تتحصّن الآن خلف شيوخ القبائل والقبائل موجودة في الشمال وتمتلك المال والقوة العسكرية والدعم من الدولة وهي موجودة في تلك المناطق، ولكن الأمر مختلف في الجنوب وهي صُنعت لأجل تشويه الحراك وتشويه الجنوب على اعتبار أن الخطر القادم متأتٍ من الجنوب وهذا ما حصل. العمليات والاغتيالات التي حصلت تم تقديمها للمحاكمات، يهربون من السجون ويقومون بعمليات انتحارية.</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: بعد أن استمعنا إلى آراء سياسية بامتياز من طرفين نرى مذا يقول أهل الجنوب بالنسبة لمستقبل منطقتهم لو سمحتما.</p>
<p><strong>تقرير: </strong></p>
<p>متحدّث 1: أنا ضدّ الانفصال لأن الوحدة اليمنية ضحّى فيها الشرفاء وتوصّلنا إليها بعد شتات كبير ما بين الشمال والجنوب وكنا متفرّقين والآن أصبحنا أقوى.</p>
<p>متحدّث 2: أنا مع فكّ الارتباط، كل الشعب الجنوبي وشباب الجنوب ينظرون اليوم إلى المستقبل، لأن فكّ الارتباط هو المستقبل بالنسبة لنا. شعب الجنوب في ظلّ استمرار هذا الواقع المأساوي لشعب الجنوب تحت أيّ مُسمّى كانت فيدرالية أو اندماجية: معناها الفناء لشعب الجنوب.</p>
<p>متحدّث 3: أنا ضدّ الانفصال ومع الوحدة بشرط إذا كانت الوحدة لا تتضمّن الاستيلاء أو السطو على أراضي أهل الجنوب. </p>
<p>متحدّث 4: أنا من المطالبين السابقين بالانفصال الحالي وبشدّة وهذه المطالبة هي مهمة وطنية جنوبية لكل جنوبي.</p>
<p>متحدّث 5: نحن مع الوحدة ونحن مَن بادرنا إليها ولكن بسبب تهميش الجنوبيين طالبنا بإعادة فكّ الارتباط.</p>
<p>متحدّث 6: أنا مع الوحدة قلباً وقالباً والوحدة هي أساس حياة اليمنيين بشرط إعطاء الإخوة الجنوبيين كافة حقوقهم المسلوبة، ومواطنة متساوية للجميع وخير البلاد للجميع وأنا ضدّ الانفصال هذا رأيي.</p>
<p>متحدّث 7: أنا مع الانفصال لأن حقوق الجنوبيين لحد الآن شبه مُغتصبة.</p>
<p>متحدّث 8: أنا مع القضية الجنوبية قلباً وقالباً ومع تحديد المصير أيضاً لأن هناك حقوقاً للجنوببين أجحفت بعد الثورة اليمنية وما حصل في عام 1994 هو انقلاب على الوحدة اليمنية.</p>
<p>متحدّث 9: أنا ضدّ الانفصال تماماً لأن الوحدة أتت بالدماء.</p>
<p>متحدّث 10: أنا لست مع الانفصال ولست ضدّه والسبب أنني لا أحب المشاكل وأحب العيش بحرية وسعادة.</p>
<p>متحدّث 11: أنا بالتأكيد ضدّ الانفصال لأن في قوله صلّى الله عليه وسلّم" المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً" وشبك بين أصابعه. </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: واضح دكتور ناصر وشيخ محمّد أن الآراء منقسمة بين مؤيّد ومعارض، بعض الآراء التي وصلتنا أيضاً عبر الفايسبوك عبر موقع البرنامج أبو قصيّ الحصيني يقول نتحفّظ عن لفظ إسم انفصال لأن ما يطلبه شعب الجنوب هو الاستقلال واستعادة دولة الجنوب. علي البطاطي يقول أخي سامي نحن في ملتقى أبناء جنوب اليمن في بريطانيا لا نريد الانفصال لأنه لا توجد لدينا قيادة جنوبية رشيدة لا من قبل الوحدة ولا من بعدها، واضح أنه ليس هناك ثقة كبيرة بكل القيادات. حسين عبد الله الحداد يقول في الحقيقة الوحدة كانت للأهداف الخمسة لثورة سبتمبر حيث جاء فيها نصّ العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة، هو قدّم مداخلة مهمة جداً حول تاريخ الوحدة. أبو علي اليافعي يقول سوف يحصل الجنوب على استقلاله ليخرج المُحتل من أرضه، هذا يوافقك الرأي. أمل نصر تقول يا أخي كل المنطقة العربية مُهدّدة بطاعون التقسيم والتجزئة، والعدو إن استطاع سيجعلنا مشرّدين كالغجر والهنود الحمر، أنا أقول لك أيضاً كالهنود السمر. أحمد المؤيّد يقول أن السعودية لها دور أكيد في إضعاف اليمن. ناصر حيدر يقول باعتقادي أن السعودية ليس من صالحها انفصال اليمن. محمّد سمواوي يقول إن مستقبل الجنوب إذا حدث انفصال لا سمح الله ستكون هناك دولة لحضرموت وستكون تابعة للسعودية. أمين مثنى الشعيبي يقول نعم لكل منهم مصالح في اليمن لإيران والسعودية، الدولتان لا تريدان، في الواقع يتحدّث عن مصالح الدولتين. أبو عبد الله الأحمدي يقول لا دور لأهل الجنوب والشعب الجنوبي، لكن من الممكن تحديد علاقة الجنوب بتلك الدول أيّ بالسعودية وإيران. عبد الله الشوحط يقول نعم السعودية ستلعب دوراً معطّلاً لاستقلال الجنوب من خلال زرع بذور الانشقاقات والانقسامات. عليمة العراجي تقول أعتقد أن موضوع اليمن شائك ومعقّد وأنا كنت في زيارة لليمن قبل أربع سنوات تروي قصتها. نبيل الحموي يقول السعودية وإيران ومن خلفهما لو لم يكن هناك دور لهما حالياً فيسفتلعون المشاكل والأزمات ليكون لهم دور أو سيفتعلون ليكون لهما دور في المستقبل. شكراً لضيفيّ العزيزين الدكتور ناصر الخبجي أحد قادة الحراك الجنوبي، شكراً للشيخ محمّد بن ناصر الحزمي الإدريسي أحد القيادات الإسلامية أيضاً البارزة في اليمن. أشكر من كان معنا خلف هذه الغرفة في الهندسة بيترا أبي نادر وحسن راضي في الإخراج، رولا أبو شقرا في الإشراف، منتج البرنامج زاهر أبو حمدة وجنان جمعاوي في الإعداد. يمكنكم أعزائي المشاهدين زيارة الصفحة الخاصة على موقع الفايسبوك وإبداء رأيكم في أيّ وقت، موقع الفايسبوك هو باسمي سامي كليب وهو أيضاً للبرنامج، لديكم البريد الخاص بالبرنامج <a href="mailto:[email protected]">[email protected]</a> وإلى اللقاء في الأسبوع المقبل مع حلقة جديدة من لعبة الأمم وقناة الميادين شكراً لكم. </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p> </p>
<p> </p>