مع د.هيثم مناع ـ رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في المهجر

حلقة في الميادين من تونس حول المعارضة السورية مع المعارض السوري هيثم مناع الذي يتحدّث عن خيارات المعارضة، ولقاءاتها الأخيرة وأهدافها المقبلة، متطرقاً إلى مستقبل الحراك.

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p><strong>غسان بن جدو: </strong>مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم، سموها ما شئتم، ثورة، انتفاضة، حرب تحرير، كفاح مسلح، جهاد في سبيل الله، حرب أهلية، حرب ضد الإرهاب، مؤامرة أطلسية، خيانة خليجية تركية، تدخّل إيراني فارسي مجوسي، تواطؤ روسي صيني، دفاع أميركي أوروبي عن الشعب السوري وعن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية مصلحىة إسرائيلية في تدمير سوريا وجيشها ودورها ومكانتها، سمّوها ما شئتم واتهموا من شئتم وصفوها بما شئتم، المحصلة واحدة، نحن أمام مأساة سوريّة لا سابق لها، دافعوا عن الشعب السوري وقولوا فيه ما شئتم من مديح وانظموا له ما شئتم من قصائد وغزل، المحصّلة واحدة، الشعب السوري يئنّ ويضحّي ويعاني ويبكي دماً على ما آل إليه أمره وبلده ونحن معه نبكيه ونبكي معه، ما آل إليه على حاله وفاجعته، ولعل السوريين وما بقي من مواطنين يلعنون كل من يتاجر بقضيتهم وبصمودهم وبحريتهم وبمقاومتهم وبتراثهم وبثقافتهم لا بل بكنوز سوريا الشامخة الحضارية التاريخية العظيمة، سمّوا ما تسمى بمعركة حلب وغيرها من مدن سوريا الكبرى بما شئتم، المحصّلة واحدة، الأسواق القديمة تبكي، الحجر ينطق بكاءً، الجامع الأموي الكبير يتساءل بحيرة من دمّرني ولماذا. لماذا يُستهدف أثر النبي زكريا عليه السلام ويُدمّر ضريحه؟ باسم أية شرعة وأية شريعة؟ لماذا يُقتل الأطفال وترُمّل النساء؟ لماذا تُستهدف مصانع سوريا ومنشآتها الاقتصادية وبنيتها التحتية والصحية وكل شيء؟ لماذا يُقتل رجال أعمال وخبراء عِلم هم في الجوهر مكسب لسوريا أياً كان حاكمها؟ سمّوا احتضان الانتفاضة أو الثورة أو الحراك الشعبي ما شئتم لكن العقل يسأل بهدوء ماذا لو تعامل بعض حكّام عرب وبعض فقهاء ورجال دين وبعض إعلام وبعض رجال صحافة وإعلام عرب بأقل تحريض وأقل تجييش لهذا أو ذاك؟ هل كانت سوريا بناسها وأهلها وتراثها في هذه المأساة؟ في الميادين اليوم نبحث هذا الملف من زاوية معارضة، المعارضة معارضات والهدف أهداف ومحور التدخل الخارجي محاور، هل بقي أحد في الدنيا لم يتدخل في الفاجعة السورية؟ المعارض السوري البارز الدكتور هيثم المناع ينطلق من موقف معارض للحكم في سوريا يراه نظاماً ديكتاتورياً، يرى ضرورة التغيير، ينطلق من أن ما يجري هو ثورة لكنه وهو يمثل شريحة معارضة واسعة مع صفته نائباً لهيئة التنسيق، لرئيس هيئة التنسيق الوطني في الخارج ولكنه في الوقت نفسه يرفض التدخل الخارجي، مرحباً بك دكتور هيثم نحن هنا نتحدث معك في تونس أول ثورة عربية، طبعاً الكل استبشر بالثورات العربية وبالربيع العربي، ما الذي يحصل في سوريا؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: عملية اغتيال للثورة باختصار شديد، في التاريخ البشري كله لا يوجد ثورة وحرب تأتي الحرب لتقتل الثورة، مهما سميناها حرباً إقليمية أو حرباً أهلية، إذا اختلفنا على التسمية ليست هذه هي المشكلة، المشكلة هي الانتقال من ثورة إلى حرب، الثورة لها قِيَم، لها طموح، جاءت لكي تغيّر وضعاً وتتخلّص من كل الخلايا السرطانية التي طال بها العهد على مجتمع. الحرب يقول المثل الفرنسي إلى الحرب أنت ذاهب إلى الحرب لك أن تفعل ما تريد، كل شيء مباح حتى عام 1948 في التاريخ البشري لم يكن حتى مصطلح جرائم حرب، إذاً في الحرب تفعل ما تشاء، عندما حدثت هذه النقلة في الذهن المقاتل في سوريا من ثورة للتغيير الديمقراطي المدني إلى حرب أسميناها حرب تحرير وأصبح السوري محتلاً، أسميناها حرباً ضد الإرهاب وأصبح من تمرد على الديكتاتورية إرهابياً سمها ما تشاء ولكن بكل الأحوال النقلة إلى الحرب هي التي جعلتنا نخسر قِيَم الثورة، لذا كنا في البدء في ثورة سلمية، جرائم تُرتكب ضد الإنسانية من طرف اختار الحل العسكري، الآن لدينا جرائم حرب من الطرفين ولم يعد السؤال من ارتكب الجريمة، السؤال ما هو الثمن. اليوم نحن ننظر إلى شبه وطن في شبه إنسان في شبه مستقبل إذا كان ثمة مكان بعد للمستقبل. نحن اليوم نعيش في مأساة تريد أن تلغي سوريا، سوريا لا يمكن أن تكون إلا كياناً فيه الحد الأدنى من الاستقلالية لسبب وضعها الصراعي مع الكيان الإسرائيلي، سوريا لا يمكن إلا أن تكون بلداً له الحد الأدنى من الكيان السياسي بسبب الضغوط التي يتعرض لها من الشرق والغرب وبسبب تحالفات منذ عام 1979 أثرت على سوريا سلباً أو إيجاباً ليس هذا هو السؤال، السؤال أن التحوّل المطلوب من سوريا اليوم ليس تحوّلاً سياسياً أو جيوسياسياً وإنما هو تحوّل تدميري ندمّر البلد فيصبح الجميع مجتمعاً ودولة متسوّلة من الدولة الفاشلة إلى الدولة المتسوّلة والدولة المتسوّلة تابعة بالضرورة، إذاً فليحكم من يحكم إسلامياً كان أو علمانياً لا يهم ففي الغد السوري سيكون الحاكم تابعاً لما نريد.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: عندما تقول مطلوب من يطلب؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا أظن بأن الحركة السورية المدنية باستمرار كانت محلية وهذه ميزة موجودة منذ العشرينات منذ تشكل أول برلمان سوري في العشرينات، كانت دائماً لدى المجتمع السوري القدرة ولحسن الحظ على التحرك الذاتي ومن الداخل ، يعني سوريا من البلدان التي لم يأتها تحرك خارجي ليحررها وإنما كانت انطلاقاتها من السويداء والشهباء والقريّة ومن اللاذقية ومن المسيفرة ومن درعا ودمشق وحلب وحمص، دائماً المدن والقرى السورية هي التي تعطي التغيير، هي التي تتوجه نحو التغيير ثم يأتي التدخل الخارجي لأن هذا التغيير بالتأكيد ليس محلياً وسيؤثر بالتأكيد على الجيران ، وأي تحول سوري باتجاه توحيدي أو باتجاه ديمقراطي سيغيّر في كل المعادلات الدولية خاصة وإننا لدينا شران سميناهما ما سميناهما الشر الأول هو الطاقة الغاز والنفط والشر الثاني هو إسرائيل، بهذين الشرين نحن منطقة استراتيجية هامة جداً في العالم لذا كل ما يحدث وعندما يحدث أي اهتزاز لا بد من أن تتدخل كل الأطراف لتحوّل البلد الطرف إلى بلد مصاب بنقص المناعة الذاتية كما حدث في العراق، المثل العراقي لا بد من تكراره لكل الدول العربية اليوم، نريد أن نجزّىء المجزأ ونريد أن ننهي فكرة المواطنة لأن المواطنة ليست فقط حقوق سياسية ومدنية.</p> <p><strong>غسان بن جدو:</strong> يعني هناك خارج هو الذي يريد أن يفعل، أين هو هذا الخارج؟ خارج عربي أم إقليمي أم أميركي أم أطلسي أم أوروبي خارج مَن؟&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: اليوم يوجد تحالف شئنا أم أبينا غربي خليجي يظن بأن المعركة الأساسية ليس من أجل دولة فلسطينية، المعركة الأساسية ليست من أجل الجولان، المعركة الأساسية ليست من أجل وحدة السوق العربية&nbsp; ولكن المعركة الأساسية اليوم مع العدو الإيراني وكما حدث في التعبئة من أجل المعركة الأساسية في أفغانستان ضد العدو السوفياتي ، الشحن يتم بنفس الطريقة، في عملية شحن كهذه للأسف تضيع المبادئ الأساسية للثورة لأن الثورة بالأساس كانت من أجل الكرامة والحرية والمساواة ومن أجل المواطنة، هذه المبادئ غير موجودة عند الأطراف التي تدفع اليوم أطراف الصراع العسكري وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه، عندما تكون في بلد لا يوجد فيه أحزاب سياسية كيف يمكن أن تقنعه بأن اجتماع المعارضة فيه يجب أن يحتوي كل الأطياف السياسية من دون استثناء.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: الآن عندما تتحدث تتحدث عن تحالف خليجي غربي أليس كذلك ما هو؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: طبعاً يوجد تحالف اليوم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: سميته تحالفاً لمواجهة إيران وهم يخوضون هذه المعركة ضد إيران، هل يريدون تدمير سوريا؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: نحن عندما بدأت الأمور بدأنا بمشكلتين أساسيتين: المشكلة الأولى ما يمكن تسميته التناذر الليبي، روسيا والصين شعرا بأنهما طُعنا في الظهر في قرارات مجلس الأمن وأنهما كالزوج المخدوع غُدر بهما من قبل الغرب الذي أعاد تقسيم توزيع الثروة الليبية النفطية، هذا الموضوع لا يمكن أن يقبل به الروسي مرة أخرى، جئنا نحن في فترة ردة الفعل الروسي هذا التي اكتشف فيها الروسي في نفس الوقت بأنه قادر مع الصين أن يعيد فكرة أحادية القطب وأن يضع لها حداً كما فعل في جورجيا، وبالتالي هنا تجربة أخرى لكسر فكرة أن أميركا تفعل ما تريد.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: وتتمدّد أينما تشاء.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: بالضبط ووجد في المثل السوري فرصة لأن لا يكون هناك مجال لأن تفعل الإدارة الأميركية في مجلس الأمن ما تريد فأوقف بالفيتو أي تدخل للأمم المتحدة ووضع التدخلات العسكرية الخارجية خارج نطاق الشرعية الدولية، هذه الحركة الروسية الصينية وهذه الحركة بالطبع نحن استفدنا منها كوطنيين نرفض التدخل العسكري الخارجي ، وخسرنا منها لأننا بحاجة إلى إجماع في الأمم المتحدة حول ما يحدث في سوريا خارج نطاق ما يسمى بالفصل السابع والتدخل العسكري، هناك مجال لأن يكون هنالك توافق دولي من دون الفصل السابع، هذا التوافق الدولي يسمح بتسوية تاريخية بشأن الوضع السوري خاصة وأن التغيير في سوريا إذا تم بالضربة القاضية من أحد الطرفين ستكون هناك بالتأكيد انتقامات ومجازر ومآسٍ أكثر مما رأينا، من هنا لا بد من أن يكون التغيير بالنقاط وأن يكون هذا التغيير عقلانياً وأن يكون هذا التغيير ذاتياً سورياً وبالتوافق بين أطراف أساسية في الدولة وفي المجتمع وليس فقط بتوافق بين أطراف من المجتمع. من هنا هذا الطرح يتطلب شئنا أم أبينا توافقاً دولياً ، لكن المواجهة الدولية التي حدثت دفعنا ثمنها، هناك طرف آخر شعر بأن الحرب التي لم يكسبها بين العراق وإيران عندما دُفعت مليارات وذهب مليون ونصف مليون إنسان من المسلمين سنّة وشيعة ومسيحيين ومن كل المذاهب وكل ما تحويه بلدي الصراع شعر أنه بالإمكان اليوم بسعر أرخص ومن دون تكاليف أن يكسر ما يسميه بالهلال الشيعي.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: تقصد مَن بالتحديد الذي قلت أنه خسر الحرب العراقية الإيرانية؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: دول الخليج للأسف، من يحكم في الخليج اليوم لا يملك القرار السياسي بالمعنى الكامل للكلمة ، وبالتالي لديه من جهة حالة رهاب فوبيا خوف من إيران وإيران تلعب دوراً إقليمياً ، قوى إقيلمية متوسطة بكل معنى الكلمة، مشكلتنا نحن العرب للأسف اليوم إننا عندما ننظر إلى المثل التركي أو الإيراني ننظر إلى مثل يدافع عن مصالحه الاستراتيجية والحيوية ويحاول أن يبني في بلده أنموذجه الخاص وكوننا عاجزين عن فعل الشيء نفسه ومجزّئين ولم نستثمر أكبر ثروة أعطيت لنا بالمجان من رب العالمين، بسبب هذا الوضع نخاف من الإيراني وممن يعمل بالفعل على مصالحه فنستقوي بالخارج وبالأميركي وبالقواعد ، ونخوض معه في معركة نظن بأنها ستبعد عنا الخطر الإيراني. المشكلة إننا نحن في المنطقة العربية شئنا أم أبينا ليس لدينا سوى خيار واحد، هذا الخيار هو أن نفكر بأن الشعوب التركية والعربية والإيرانية والكردية محكوم عليها بالجيرة، أنت تطلّق زوجتك ولا تغيّر جارك ليس بإمكانك تغييره، وبالتالي علينا أن نصل إلى صيغة تعايشية يمكن أن تصل في المستقبل بجيل عاقل ليس بجيل التابعين والمجانين الذي نحن فيه إلى سوق اقتصادية مشتركة وإلى اتحاد مشرقي هام وأساسي.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: دكتور هيثم عندما نتحدث عن الثورات والانتفضات العربية هي بالأساس تنتفض على عقليات يعني بمعنى آخر النظام العربي الرسمي على مدى العقود الماضية، كل الأنظمة ولا نستثنِي نظاماً واحداً كانت تتماهى بالاستبداد والديكتاتورية ونظرية الحكم الواحد وغلبة العقل الأمني من تونس إلى كل البلدان الأخرى لا نختلف في هذا الرأي. عندما تحصل الثورات يفترض أن هذه الثورات لا تقلب حاكماً بحاكم آخر، جزء من هذه الثورات هو ثورة على ذهنية الحاكم المستبد الذي يقصي الآخر أنا أو لا أحد، الآن ما يحصل في سوريا نحن ننطلق بأنك معارض الآن وأنت تصف نظام الحكم في سوريا بأنه نظام مستبد وأن هذا النظام ينبغي أن يتغير هذا منطق الثورة والتغيير أليس كذلك؟ بقطع النظر الآن عن التسميات التي أشرت إليها ، الآن جزء بين الفاعلين في المؤسسة ومع المجتمع لا غير ذلك، الذين يثورون الآن على هذا النظام الاستبدادي ألا يفترض أن ذهنية الديمقراطية هم أيضاً يتماهون بها وأنا سأورد بعض المداخل وهذا سيكون مدخلاً لنقاط تفصيلية بعدئذ، الآن ذهنية التعميم القائمة لديكم هذه طائفة ثورية، هذه طائفة عميلة، هذا حيّ ثوري معارض وهذا حيّ بكامله شبيحة وموالٍ، هذه معارضة ديكور وهذه معارضة جواسيس ومعارضة في الداخل يقال بأنها معارضة ديكور ومعارضة الخارج كلهم جواسيس، هذا إرهابي وهكذا، تقسيم حاد بكل ما للكلمة من معنى وهذا الذي ربما يفسّر إننا نجد شخصاً يقتل بدم بارد شخص آخر في الشارع بهذه الطريقة، هذه الذهنية القائمة ذهنية الإقصاء والتكفير والإلغاء، هذه الذهنية الحادة من أين أتت؟</p> <p><strong>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;هيثم منّاع</strong>: أخي عندما تذهب إلى المسجد وتسمع خطبة جمعة ويقول لك خطيب الجمعة بأن أحمد العلي الموجود خارج المسجد قد زنا وقتل وفعل ببناتكم فاذهبوا إليه يخرج الناس من المسجد بمشاعرهم وعواطفهم، المنبر اليوم ليس فقط المسجد، المنبر هو التلفزيون والإذاعة والعالم الافتراضي الفايسبوك، هؤلاء كلهم حوّروا وزوّروا المصطلحات الأساسية للحراك المدني الاجتماعي في سوريا. أنا خرجت من سوريا بعمر 27 سنة ولم أسمع كلمة سنّي، نحن نقول في سوريا عن المسلم سنّي يعني السنّي مسلم وبالتالي ليس بحاجة إلى تعريف مذهبي، لم أسمع كلمة شيعي لأن المجموعة الشيعة في سوريا مجموعة قليلة ولكنها منسجمة بحيث أن الناس تقول مسلمين، هناك مشكلات تاريخية وأساسية في بعض الحركات التي تشكل جزءاً من الحركات الاجتماعية في التاريخ وفي القرون الوسطى بشكل أساسي مثل حركة الموحدين الدروز، مثل الغلاة في المذاهب التي توفرت في القرنين التاسع والعاشر الهجريين هذه لها تراث وتاريخ مثل الحركة الإسماعيلية كلها لها تراث وتاريخ راديكالي ولكنها منذ الاستقلال دخلت حتى في منطق الأحوال الشخصية ، فمثلاً نحن في سوريا الأحوال الشخصية لأبناء الطائفة العلوية وأبناء السنّة واحدة ولا يوجد أي فارق بينهما حتى في الزواج أو الطلاق لا يوجد تمييز بين هذا وذاك وهذا كان بطلب من رجل دين معروف من الطائفة العلوية وقتذاك ومن مصطفى السباعي مؤسس حركة الإخوان المسلمين في سوريا، هناك مسائل مستوردة وليست من الثقافة السورية وليست من الأخلاق السورية. المسألة الثانية هناك مسائل مزورة، هناك إعلام قاتل، عندما يقول الإعلام أن طائرة أطلقت نيرانها فأصابت عشرين معارضاً تصوّر أن الأميركيين لم يستطيعوا فعل ذلك في العراق بكل قدراتهم التقنية، هذا طفل وهذا بالغ، هذه امرأة وهذا مقاتل، هذا إعلام مضلّل بالفعل ومجرم، الإعلام الثاني يقول لك السيارة الفلانية تم وضعها في حي بكامله موالٍ للنظام وذلك لم يحصل في التاريخ بأن تذهب مثلاً إلى باريس ويقولون لك هذا الحي الصيني هنا تجد فيه على الأقل 30% غير صينيين أو من أصل صيني فلا يوجد هذا النقاء لا في الأحياء ولا في الأماكن، نحن أمام لغة وهذه اللغة تحاول أن تصوّر المجتمع السوري كجماعات مذهبية وطائفية، جماعات موالاة ومعاداة وتحاول أن تقسّم المجتمع بشكل حاد يسمح بالقتل والهدم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: المسؤول عنه رجال دين وإعلام كما تقول.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: وسياسيون.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: أنا مضطر للعودة إلى استديوهات الميادين من أجل موجز للأنباء ولكننا بعد الموجز سوف نتحدث بشكل أساسي عن مؤتمر الدوحة للمعارضة هناك، سوف نتحدث عن الواقع الكردي وعن ماذا تريد أميركا والدوحة والرياض وأنقرة وطهران، وسوف نتحدث عن قضايا عديدة وسيكشف لنا الدكتورهيثم مناع ما يختلج في صدره من موقع المعارضة كونوا معنا من فضلكم.&nbsp;</p> <p><strong><u>المحور الثاني</u></strong>: &nbsp;</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: تطرقنا قبل قليل إلى قضايا عديدة، الآن هناك مؤتمر المعارضة في الدوحة لماذا لم تشاركوا فيه؟ هل لأنكم لم تدعوا بالأساس كهيئة تنسيق ولم تدعوا في اللجنة التحضيرية أم من حيث المبدأ أنتم لا تريدون المشاركة؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا سأقول لك ثلاث جمل لمن دُعي رسمياً وأحدهم عضو في المكتب التنفيذي السابق لإعطاء فكرة لماذا لم نشارك، الدكتور منذر ماخوس يقول هذا المجلس صورة عن نظام الأسد، المجلس الوطني يختزل المعارضة والشعب السوري هذا قيادي،.عمار القربي أيضاً دُعي وقال هذا المجلس إعادة لأحزاب جبهة السلطة، هذا مجلس قطر ومشروع كارزاي سوري اقنعوني كيف يحتاج معارض إلى مكتب في مبنى التجارة العاملي في اسطنبول. كمال اللبواني يقول توسيع الخطأ لا يعطِي المجلس الصح شيء مقرف ومضيّع للوقت، هذا المجلس انتهى مجلس مأجور ومستأجر لصالح جهة معينة لتنفيذ أجندة معينة، من الخطأ الرهان على حصان خاسِر، يوجد دول تخاف من تصدير الحرية لها فصدّرت لنا الاستبداد، هؤلاء الثلاثة دعيوا فإذا نحن لدينا عقدة إننا لم نُدعَ كهيئة تنسيق ودُعينا كأفراد فهؤلاء دُعيوا كهيئات وتنظيمات وكانوا طرفاً في المشروع نفسه، دكتور عمار القربي كان في إعادة الهيكلة التي فشلت لأنهم رفضوا ديمقرطة الانتخابات والتكوين والتعيين وإلغاء التعيين. نحن نظن بأن هذا المجلس عندما ولد ولد لوظيفة ما وهذه الوظيفة ليست ذاتية بل خارجية وهناك اعتبارات ذاتية أساسية اجتمعت مع ذلك فكرة بأننا غير قادرين على العمل لوحدنا، وبالتالي نحن بحاجة إلى التنسيق مع الخارج لإسقاط الديكتاتورية وهذه فكرة موجودة عند عدد من القوى السياسية لكن ما هو حجم التدخل الخارجي؟ ما هو حجم تدخل الآخرين في القرار السياسي؟ هناك جملة لأبو بكر الرازي مهمة جداً قالها قبل عشرة قرون، يقول أولّ فضل الناس على البهائم ملكة الإرادة وإطلاق الفعل بعد الرويّ، إذا أنت ملكت الإرادة فقدتها فما هو الفرق بين الإنسان والبهيمة عند أبو بكر الرازي لا يوجد، الأساس أن تمتلك الاستقلال لقرارك وعندما تمارس العمل السياسي لا بد لك من هامش واسع في امتلاك القرار لكي يعرف الناس من أنت ما هو برنامجك وماذا تريد. للأسف كل ما يحدث لنا الآن هو كتابة لسيناريو ثم بحث عن مخرج ونأتي نحن كممثلين فنطبّق هذا السيناريو، يحتج الممثل بأن هذا الشكل غير لائق، هذا الشكل لن يقبله المجتمع، هذا الشكل لن يقبله الناس، جماعتي لا يقبلون بأقل من ذلك فيقولون كلا نعطيك الأفضل، إذاً دورنا أصبح في تغيير النسب وتحسين الأداء وفي طلب المساعدات، هناك من يقول نحن نوافق على حكومة سورية مؤقتة ولكن هذه تكلفتها 500 مليون دولار. نحن عندما نصل إلى هذه الدرجة، نحن نقدّر الاحتجاجات الذاتية والموضوعية لكي نوافق على مشروعكم والآخر يقول لك من أنت. هيلاري كلينتون قالت لنا بأن لديكم أحد خيارين عندما طلبنا الاجتماع بها ، قالت لكن أنتم لديكم خط لا يتناسب معنا وإذا أردتم أن نتناقش لديكم خياران الانتساب إلى المجلس الوطني أو تقّدمون ماذا تريدون ومن لكم علاقة به ومن ليس لكم به علاقة ، إضافة إلى مسألة إذا كان هناك تنسيق فقلنا لهم هذا إملاء وهذا الإملاء قبل به المجلس ورأينا كيف قُدمت حتى ضمانات كيف ستكون العلاقة بحزب الله وبإسرائيل وكيف ستكون قبل أن تلتقي كلينتون بأي واحد منهم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل تقصد الدكتور برهان غليون عندما تكلّم في مقابلة صحفية؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: نعم في مقابلة أعيدت في المستقبل بالعربية وليس واحدة بل مقابلتين.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: يعني هو قال بطلب وقتذاك؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: طبعاً مثل ما يُطلب منا عدّة مرات وانقطعت علاقتنا بالطرف الأميركي ثلاثة أشهر لكني قلت له إننا لا يمكن أن نعطي تطميناً لأحد، نحن لدينا جولان محتل وفلسطين محتلة.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: يعني طُلب من الدكتور برهان غليون أن يقول وقتذاك أنه سيراجع العلاقات مع إسرائيل ومع حزب الله ومع إيران وكل هذه المسائل؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: ليس عفوياً أن يكون هناك شيء من هذا النوع تلحقه بعد اجتماع بالسيّدة هيلاري كلينتون في جنيف.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: ما الذي يؤكد الآن بأنك تشير إلى المجلس الوطني بأنه تابع وليس بأنه يمثل المعارضة بشكل جدي على الأرض ، ولا سيما بأنه على الأقل هو الراعي أو الجناح المسلح للجيش الحر وينسّق معه بشكل كبير وهو يحتاج دعماً وتنسيقاً ورعاية دولية؟ ما الذي يفصل بين أنه تابع وبين أنه جسم قوي معارض من حقه بطبيعة الحال وهو يريد التغيير أن ينسّق مع القوى الكبرى؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: من حقه لا ننكر ذلك، أنت سألتني إذا الدول الأخرى تطلب منك شيئاً، طبعاً تطلب لا يوجد دولة لا تطلب منا.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: ولكن أنت قلت في البداية إن المجلس الوطني أصلاً هو أُنشىء كأنه ليس رغبة ذاتية من المعارضين السوريين.&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: مثل الحكومة المؤقتية التي يجري الحديث عنها الآن أول من تحدث فيها فرنسي وليس سورياً، المجلس الانتقالي السوري أول من تحدث فيه أوروبي وأميركي وليس سورياً ثم بعد ذلك دعت أطراف عدة ودفعت مجموعة من الناس إلى الذهاب والجلوس لإعداد المشروع أنه يجب أن تنشئوا لنا معارضة وإلا لا نستطيع مساعدتكم، هذا الخطاب الذي سمعناه جميعنا.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل أفهم منذ لك أنكم من حيث المبدأ أنكم غير مستعدين للمشاركة في تجمّع معارض كهذا ليس لأنكم دعيتم كأشخاص ولم تُدعوا كمؤسّسة أو كهيئة في مؤتمر الدوحة أقصد تحديداً؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: لا كأشخاص ولا كهيئة أصلاً يُحظّر على أي عضو في هيئة التنسيق بقرار اتخذ بالإجماع.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل دعيت أنت بشكل شخصي؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا دعاني السيّد جنيد السكرتير الأول في السفارة الأميركية إلى الذهاب معه في الطائرة.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: السفارة الأميركية في باريس؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: نعم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: إلى أين؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: إلى الدوحة، وقال إننا مكاننا الطبيعي أن نذهب معه ونشارك فقلت له ليس هكذا.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: يعني عرض عليك أن تذهب معه بالطائرة.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: نعم وقال يجب أن تحضروا لأن المقاطعة ستهمّشكم أكثر، الفكرة كلها أن هذا هو المسار إذا مشيت فيه كما قالت السيّدة بسمة قضماني لصديقنا سمير عيطة قالت له إذا لم تأتوا إلى اسطنبول ستكونون أول معارضة لأول نظام ديمقراطي في دمشق يعني تعالوا أفضل لكم، إذا أردتم المشاركة في السلطة تعالوا إلى اسطنبول وإذا لم تأتوا أنتم المعارضة إذا أحببتم أن تلعبوا هذا الدور، هذه الجملة قيلت لي أيضاً قبل الدوحة إذا أحببتم تهميش أنفسكم فستغيبون عن الدوحة.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: ما هو موقفكم مما يُطرح من حكومة مؤقتة وحكومة انتقالية ما سمّي الآن بمباردة فورد، رياض سيف والسفير الأميركي فورد؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: المشكلة الأساسية عندما تطرح أنت مشكلة حكومة الحكومة لماذا،إذا كان لهذه الحكومة وظيفة ستقوم بها.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: أنت تنزع الشرعية عن الحكومة القائمة في دمشق.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: المشكلة ليست في نزع الشرعية لأنه بحكومة ومن دونها لن يتغيّر موقفنا من شرعية الحكومة في دمشق، في الحالين نحن لا نعترف بشرعية الحكومة في دمشق بمعنى أننا لسنا بحاجة إلى فعل جديد يثبت بأننا بالفعل ضد أو نختلف مع هذه الحكومة ونعتبرها شرعية.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: إذاً ما هي وظيفة هذه الحكومة؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: هنا السؤال الكبير، السؤال الكبير هو في التاريخ تشكيل حكومة في حال وجود حكومة لأي نظام بأية طبيعة، أكثر من هتلر الحكم النازي! هل تشكلت حكومة ألمانية ضد هتلر؟ يجب أن يكون لها وظيفة بينما في فرنسا كان هناك معنى لأن تتشكل مقاومة وليس حكومة، هنا كان يوجد مقاومة برمجية ولكن ليست حكومة. في التارريخ كان هناك حكومة مؤقتة في المثل الجزائري وفي أمثلة عديدة نجحت الحكومة وفي أمثلة أكثر فشلت، الحكومة هي أولاً تأتي لها زمن يعني وجود حاجة إليها، ثانياً هي جمع وليس تفريق، هي فرصة من أجل جمع المعارضة في هيكل سيادي، هنا لا توجد أية فرصة لأننا نقوم بعمل تدميري على صعيدين أولاً هذه الحكومة بما أنها ولدت في الدوحة ومن جماعة الدوحة اسطنبول بالضرورة سيطالب هؤلاء وهذا حقهم الطبيعي بالنصف وأكثر.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: من هم هؤلاء؟&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: كل المجلس، قالوا نضع 24 شخصاً إثنان منهم وزراء أو ستة قال لا أخي أنت الأساس ونحن الفرع، الحكومة تنبثق عن المجلس وليس المجلس هو الذي يتبع الحكومة ، وبالتالي هم وضعوا أنفسهم في الوعاء القديم مع محاولة لشكل جديد. الأشخاص الذين دعوا إلى الحكومة أو ناقشوها، البيانوني نائب المراقب العام لحركة الإخوان المسلمين حتى النخاع في المجلس، أستاذ رياض سيف مع كل الاحترام لشخصه منذ اليوم الأول وقبل برهان غليون كان عضواً في المجلس الوطني ولم نسمع له انتقاداً على خطأ أو على غياب دور أو على تراجع دور، هنا الآن ستُحل المشكلة بهذه المعجزة الحكومية عندما وضع فورد يده، هناك مشكلة أساسية، أي عمل اليوم لتشكيل حكومة مستعجلة هو قتل لجنيف 2، من يريد أن يقتل جنيف حقه لكن يقول للعالم كله جنيف 1 لم يجدِ وغير كافٍ، لا نريد جنيف ثانٍ ولا نريد أن يكون هنالك توافق دولي نحن نريد حلاً أميركياً خليجياً، هذا الحل يعتمد على قيام حكومة وهذه الحكومة هي البديل، الطرف الآخر ندفعه إلى أن يدفع بالنظام ويدافع عنه، يعني نحن نقول للروس أنتم ليس لديكم إلا بشّار والحكومة السورية الحالية ونحن لدينا حكومتنا وسيكون لنا بشّارنا أيضاً وليتواجه الاثنان في معركة في الأرض التي يحتلها كل شخص يضع حكومته إلى أن تنتهي هذه المعركة، نرى مَن من الحكومتين ستصبح شرعية في حين أن المشروع الذي يتعلق بالأخضر الابراهيمي مختلف تماماً، المشروع الذي يتعلق بجنيف مختلف تماماً، الحكومة التي ستأتي يجب أن تحقق توافقاً يجمع ما بين العناصر التي لم تلوّث أيديها بالدم والفساد في الدولة ، وبين مجمل فصائل المعارضة التي ناضلت ضد الديكتاتورية. هنا يمكن الحديث عن حكومة قادرة على أن تؤثر في المجتمع وأن توقف الدم السوري ، أما اليوم هذه الحكومة ستأتي لكي تدعم طرف من أطراف الحرب ضد الطرف الآخر في معركة عبثية ومدمّرة للمجتمع السوري.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هذا السيناريو الذي تتفضّل به الآن يفهمنا ماذا؟ هل يفهنا بأن ما يحصل كله لعبة حتى نصل إلى تسوية ما بين الأقوياء الكبار الإقليميين والدوليين أو نحن نتجه إلى حرب؟ أوباما الآن في ولايته الثانية وكل المؤشرات تقول واحد من اثنين ولن يستمر على الوضع الحالي في تعاطيه مع الكثير من الملفات أكان الإيرانية أو السورية أو غيرها، في ما يتعلق بالجانب السوري تحديداً هل هو يفرش الأرض الآن من أجل تسوية ما مع بوتين وغيره أم بالعكس نحن نتجه إلى عمل عسكري برأيك؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا أظن بأن التقارير التي تقدّم للمسؤولين الغربيين نحن ندفع ثمنها سلباً أو إيجاباً ، يعني العديد من التقارير التي قدّمت للخارجية البريطانية جعلت الخارجية تضع من الاحتمالات أمام المستقبل السوري أن نعيش حال انتفاضة شعبية على الطريقة العراقية ، بمعنى الفشل محتمل وهذا الاحتمال قوي وجهّزوا أنفسكم لمعركة طويلة في حين أن التقارير التي قُدمت من نادي واشنطن السوري كما نسميه إلى الخارجية الأميركية هي تقارير سلبية يعني متفاءلة كثيراً والرصاص أصبح في القصر الجمهوري بين لحظة وأخرى النظام سيسقط ، لذا عندما قابلت المسؤول الأميركي قبل ثمانية أو تسعة أيام قال لي بالحرف الواحد لدينا مشكلة خلال أسابيع سيحصل فراغ كبير في سوريا من سقوط النظام وأنتم غير جاهزين بعد. التقارير التي تصل إلى الأطراف تؤثّر كثيراً على سياساتها يعني كان هناك مباحثات طويلة سرية أميركية روسية ووصلت إلى نقاط ارتكاز عديدة وبقي السؤال حول نقطتين أو ثلاث منها قمة السلطة ومنها مسألة العلاقات الثنائية السورية القادمة ، يعني ليست أساسية. اليوم هذا المشروع أظن أنه سيجمّد في حال نجحت الدوحة لكن الدوحة لا تعطِ مؤشرات النجاح ولن تعطيها بالشكل الذي تمت به ، لذا ستعود الإدارة الأميركية إلى سينارية جنيف 2 ونتمنّى ذلك وأنا قلت للمسؤول وقلت لأكثر من طرف أميركي نتمنّى أن تعودوا إلى جنيف 2 وأن تستمعوا للحكمة الفرعونية المصرية التي تطالبنا بمؤتمر للمعارضة السورية في القاهرة بشكل مختلف عما يجري الآن.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: عندما يقول الرئيس بشّار الأسد لقناة روسيا اليوم إنه ليس بيدقاً يُعيّن أو يُفرض من الخارج ، ويقول إن من يحدّد الآن هو الشعب السوري وصناديق الاقتراع، هل تفهم من ذلك بأن الرجل مصمم على البقاء وعندما يقول صناديق الاقتراع تفصل يعني نحن أمام انتخابات العام المقبل ستكون مبكرة انتخابات ، 2014 بمعنى آخر وكأنه واثق من بقائه رغم هذه المعطيات التي تتفضل بها ، علماً أنه إضافة لما أشرت إليه دكتور هيثم هناك مسؤول أمني لبناني كبير عاد أخيراً من واشنطن وهو ينقل بالفعل هذا التصور الإيجابي أو المثالي إذا صح التعبير المتفائل من وجهة نظره لأنه بالفعل النظام السوري أيامه معدودة خلال أسابيع وأن إيران وحلفاءها سيدفعون الثمن إلى غير ذلك من هذه المسائل.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا لن أأخذ بالحرف المقابلة التي أجراها الدكتور بشّار، أنا أعتقد بأن ما يقوله جزء من وضعه ومن دفاعه عن الوضع الذي هو فيه، بالتأكيد اليوم لم يعد الشعب السوري هو من يقرّر من يبقى ومن يذهب ، وبالتالي البقاء ليس فقط بصناديق الاقتراع وإنما أيضاً بالدعم الروسي الصيني الإيراني وهذا شيء واضح للجميع وإلا كانت الأمور تغيّرت. اليوم لدينا ثلاثة أطراف تعتبر بأن سقوط النظام وتغيير الرئيس السوري يعني خسارتها لكل شيء ولن تقبل بذلك إلا بحال الوصول إلى تسوية تاريخية ، بمعنى تسوية تحفظ ماء الوجه لعدة مجموعات: مجموعة أساسية هي المجموعة غير الدينية في سوريا كي نسمّي الأمور بأسمائها والموقف الروسي واضح من ذلك. الخارجية الروسية لديها خوف حقيقي من الدور الإسلامي في سوريا وتعتبر أن الدور الإسلامي في سوريا باعتباره رد فعل لن يكون معتدلاً وبالتالي ستدفع الأقليات ثمناً غالياً لأي نجاح إسلامي.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل تقصد الإخوان المسلمين أو ما يسمّى بالجماعات التكفيرية أو سموها ما شئتم؟&nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: مرتان تناقشنا في موضوع الإسلاميين، النقاش الذي تم تم بالشكل التالي بعد أربعين عاماً من الاستقصاء والاستئصال يجب أن يكونوا ملائكة حتى لا يقوموا بردود فعل، وبالتالي يجب أن يكون هناك انتقال هادئ وتدريجي وسلس وإلا ستكون هناك انتقامات واسعة، هذا الكلام الذي يقولونه نحن نعرف أنه بالفعل اليوم تجري عمليات انتقام فردية من الأسهل يعني القريب مني أقتله أحياناً العالِم وأحياناً لأستاذ جامعي ولأشخاص من المعارضة، لدينا أعضاء من هيئة التنسيق في حلب قتلوا، هنالك شخص قُتل لأنه اسماعيلي فقط ليس لديه أية صفة أخرى ولم يحارب الجيش الحر ولم يقل كلمة على الإعلام.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: قُتل من قبل مَن؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: من قبل المجموعات التكفيرية الموجودة في حلب الآن وتحتل مع التوحيد قرابة 30% وفق المعلومات الغربية وليس معلوماتي وهذا ما قالوه لنا مؤخراً، قالوا لدينا مخاوف لذا يجب أن تستعجلوا كأطراف غير دينية لتكوين هياكل مناسبة حتى تغطوا الفراغ وإلا فالرمادي قريبة منكم الآن، الرمادي العراقية في سوريا الآن، هذا ما قاله لنا أكثر من مختص غربي ومسؤول غربي ولم نقله نحن ولم نكشفه نحن ولم يقله مسؤول إيراني أو روسي أو صيني. هناك خوف حقيقي اليوم من أن الاتجاه الأكثر تطرّفاً هو الاتجاه الذي ينجح في طرف القمع الأعلى شمال سوريا وهذه المنطقة حساسة جداً، حلب متعدّدة الأطيان والطوائف، الآن عمليات النزوح من حلب ضخمة جداً والمناطق الوحيدة التي فيها سكان هي المناطق الكردية ومناطق سيطرة الدولة أما في المناطق الأخرى فالناس هربت، لدينا أكثر من قرية إيزيدية الآن يخيّرونهم بين الإسلام والنفي والقتل، لدينا مشكلة أن الطرف التكفيري الذي دخل بعنصرين السوري والأجنبي يشكل خطراً حقيقياً على اللحمة المجتمعية السورية وبالتالي لا بد من أن نكون واعين لذلك، جزء قليل جداً في المجلس الوطني يشعر بهذا الخطر وللأسف أقولها الجزء الذي يشاطرنا هذا الرأي في المجلس من الأقليات في حين أن الباقين يقولون لك غداً نحل الأمر وهذا خطر كبير أن نستهون في هذه المشكلة.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: قبل العودة إلى الميادين الخبر العاجل الآن أن جورج صبرا تم انتخابه رئيساً للمجلس الوطني هل هذا مكسب له؟ لشخصه؟ مكسب للمجلس الوطني أم هو إبعاد للإخوان المسلمين لأن السيّد عبد الباسط سيدا حتى وإن كان كردياً ولكن كان معروفاً أنه إسلامي ويمثل الإخوان المسلمين، ما هو التعليق الفوري على هذا الأمر دكتور هيثم؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: نهنّئ جورج صبرا بالانتخاب، كنا نتمنّى أن يُنتخب فيُنتخب للأسف أُفشل أسقطوه في الانتخابات العامة ونجّحوه رئيساً ليقولوا أنت هنا رئيساً بفضلنا وليس بالاقتراع.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: يعني جيء به رئيساً ضعيفاً للمجلس الوطني؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: طبعاً لأنه سُمّي تسمية ولم يُنتخب، نحن رأينا كيف الانتخاب ورأينا الأسماء التي خرجت كيف كانوا يحّدثوننا في الثلاثين بالمئة نساء والثلاثين بالمئة أقليات ورأينا كيف كانت كلمة جورج مخيفة ، وللأسف يقول أحد الحاضرين "اعتقدنا صطيفو سنّي كردي طلع مسيحي". للأسف هناك نزعة طائفية في هذا الجو خطيرة على المجتمع السوري.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: لكن انتخاب جورج صبرا اسمه جورج أليس هو رسالة إلى المسيحيين في سوريا ألا تخافوا ولا تخشوا؟&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: محاولة لأن نقول من جهة بأننا لسنا كذلك ولكنهم للأسف ملوثون بالطائفية ونتمنّى أن ينتبهوا لذلك ويجمعون ويلعبون على الوتر الطائفي، وثانياً كما قلت عندما لا تكون مُنتخباً وتُعيّن فوضعك ضعيف.&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: بعد الفاصل سوف نناقش ما الذي تريده بعض العواصم العربية والإقليمية تحديداً، ما هو واقع المخيمات الفلسطينية ومن يريد أن يحشرها في أتون ما يحصل الآن داخل سوريا وسوف نتحدّث أيضاً عن الجانب الكردي وأيضاً عن ضرب البنية التحتية والاقتصادية والصناعية وغيرها في سوريا، مشاهدينا الكرام أرجو أن تتفضلوا بالبقاء معنا نعود بعدها لاستكمال هذه المقابلة مع الدكتور هيثم مناع.</p> <p><strong><u>المحور الثالث</u></strong>:</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام، استكمالاً لوضع المعارضة السورية دكتور هيثم هناك أسماء غائبة لا نعرف أين، السيّد عبد الحليم خدام ماذا يفعل هو كان من البارزين الذين انطلقوا في بداية الحراك في سوريا وأيضاً ما الذي يفعله السيّد مناف طلاس خرج وكان مهيّئاً له أن يكون قائداً كبيراً في المعارضة ما الذي حصل أو ربما يهيئان لأمر لاحق؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: بالنسبة لعبد الحليم خدام ليس عندي أية فكرة عنه ماذا يفعل وماذا يقول.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: لكنه معك في باريس.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: باريس فيها عشرة ملايين ولم أره في حياتي ليس فقط في باريس وإنما في حياتي.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: أنت تصوّره عفواً مع احترامي له كأنه نكرة، أين هو ماذا يفعل؟ ما هو دوره الآن في المعارضة؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: عندما خرج من سوريا كان موقفي واضحاً، أنا وقفت من يومها أنا والأستاذ البيانوني لن نكلّم بعضنا لأن البيانوني شكل معه جبهة خلاص وأنا كنت ضد واعتبرت ذلك طعنة في ظهر إعلان دمشق والحركة الوطنية الديمقراطية السورية.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل هو أبعد نفسه أم أُبعد؟ هل هو لا يمثل شيئاً؟ هل وعد بأشياء ولم يحقق شيئاً كبيراً في بداية الحراك؟ كان يملأ الدنيا كل يوم بالتصريحات والأحاديث وفجأة اختفى.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: هو ليس ممثلاً لتيار أو اتجاه.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: ولكنه في البداية مُنح دوراً كبيراً بعدئذٍ ما الذي حصل؟&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أحزاب السلطة في كل دول العالم التسلطية وليس الانتخابية فيها قاعدة أساسية إضحك تضحك الدنيا معك إبكِ تبكي وحدك، عندما تكون في منصبك يحبك كل الناس وعندما تستقيل أو تنشّق تذهب وحيداً ولا يبقى غير زوجتك تترحّم عليك إذا كنت متزوّجاً هذه قاعدة عامة.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: بمن فيهم رياض حجاب والجميع.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: طبعاً رياض حجاب محظوظ أن لديه متحدث باسمه، جيد أن هناك مخلصين وخاصة أنه ترك المعمعان في وضع صعب وبالتالي بالتأكيد لديه متعاطفون معه ولكن كقاعدة عامة أظن بأن هذه مشكلة أساسية، حتى تروتسكي يا أخي شكل تياراً خارج روسيا.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: في ما يتعلق بمناف طلاس؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: مناف طلاس والضباط السوريون أنا أرفض أن يتم التركيز على ضابط، لدينا أكثر من 50 لواء في الجيش.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: أنا أتحدث عن مناف طلاس لأنه شكّل حالة واستُقبل كزعيم مقبل.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: هذا المشهد الفرنسي، الشخص لديه إمكانيات ويمكن أن يكون جزءاً أساسياً من عملية تشكيل لجنة عسكرية وطنية من الضباط الذين لم يشاركوا والذين لم يرتهنوا اليوم لأي بلد وهم كثر مثل محمّد الحاج علي ويعرب الشرع، أعتذر من الجميع أعرفهم ويعرفونني وأحبهم كثيراً، هؤلاء الناس إعادة هيكلة الأركان في الجيش السوي نحتاج لهم من أجل بناء جيش سوري قوي ، وإلا بغيابهم أظن ستكون لدينا مشكلة لأن الجيش القادم لا يمكن أن يتشكل من مجموعة من المتطوّعين الذين تدرّبوا على عجالة في المعسكرات التركية ولا يمكن أن نقبل بذلك، هؤلاء كثر الله خيرهم لكن مكانهم الطبيعي ليس في تكوين مؤسسة مهنية وطنية.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: وكأنك تستبعد الجيش الحالي.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا لم أستبعد أحداً، أنا أقول مسألة واحدة، الجيش السوري يجب أن يكون يتوافق بين ضباط موجودين الآن في المؤسسة العسكرية وضباط انشقوا لأنهم رفضوا أن يطلقوا النار على أهلهم، هؤلاء في أية مباحثات سياسية يجب أن يكون هناك تفاوض موازٍ من أجل إعادة بناء المؤسسة العسكرية السورية.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: بمن فيهم مناف طلاس.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: طبعاً.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل التقيت مناف طلاس؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: ألتقيه بانتظام.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: ماذا يفكّر الآن؟ هل هو أبعد نفسه أم مستبعد الآن؟ لم نره في المجلس الوطني ولا في المعارضة، هل يُهيّئ لدور لاحق على سبيل المثال؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: سياسياً هو يتحدث أقل لأنه يعتبر أن فكرة ربط الجيش عقائدياً هي تجربة مرة وبالتالي يجب أن يكون الجيش وطنياً هذا ما يدافع عنه كأطروحة ، لكن أظن أن مشكلته الأساسية وهو كتوجهات سياسية أقرب إلى المنبر الديمقراطي وهيئة التنسيق الوطنية وكان محاورنا.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: هل هو مع تسوية أم مع القضاء العسكري الكامل على النظام وإبعاد الرئيس بشّار الأسد؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: لا يوجد قضاء عسكري، ما يحدث اليوم هو معركة عبثية، أي عسكري اليوم إذا سألته أي ضابط كبير في الجيش السوري، هناك من يخرج بعد ثمانٍ وأربعين ساعة ويحاول إثبات أنه معارض منذ سنة ويبدأ بالمزاودة ، ولكن من يجلس قليلاً ويعقل يناقش بالطبع سنتناقش بحكمة مختلفة تماماً، هذه الحكمة تقوم على رفض عمليات أساسية لضرب البنيات التحتية العسكرية، عندما يضرب الدفاع الجوي لصالح من؟ عندما تضرب قواعد ليس فيها مقاتلون أو قواعد للقتال مع أي مجتمع لماذا ولصالح مَن؟ بالتأكيد هناك مجموعات بين المجموعات المسلحة إما من التكفيريين الأجانب تمت تعبئتها بشكل أن هذا الجيش نصيرياً وأسدياً، وبالتالي لا يحق الاستمرار والحياة وهذه التعبئة ندفع ثمنها تمزيق لجيش دفع من دمه الشعب السوري لسلاحه وعتاده ولمرتّباته.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: علماً أن غالبية الجيش من السنّة عفواً أإنا نتكلم بهذه الطريقة. عندما تتحدث الآن عن التدمير في الوقت ذاته كيف تفهم تدمير المصانع في حلب؟ كيف تفهم تدمير البنية الاقتصادية والصحية؟ نتحدث الآن عن محاولة ضرب البنية العسكرية يعني قواعد جوية تهم الجيش السوري أينما كان، كيف تفهم اغتيال رجال أعمال وقتل بعض العلماء والخبراء وحتى الأطباء ، كيف تفهم هذه الظاهرة هل لأن هؤلاء علويون ومناصرون للنظام علماً أن هناك عدداً كبيراً منهم ليس علوياً؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: هناك مسألتان أساسيتان المسألة الأولى أن هناك بالتأكيد عناصر قامت بجرائم اقتصادية بحق الشعب السوري وهذه العناصر إما قامت فيها بتضليل أو بتوجيه أو عن سابق إصرار وتصميم، البعض يقول لك أنا حطّمت المصنع الفلاني لأن صاحبه كان يموّل الشبيحة، نحن اليوم لدينا 600 مصنع ومعمل في مدينة حلب مدمّرة، لدينا اليوم من 29 إلى 24% من البنية التحتية الطبية مدمّرة، هل سيارة الإسعاف نصيرية؟ هل سيارة الإسعاف إرهابية؟ هذا السؤال يوجّه إلى الطرفين، لذلك أقول بأن الطرفين لا يخوضان أية معركة فيها الحد الأدنى من احترام القانون الدولي الإنساني أو احترام القانون السوري العادي، لذلك لا حل لنا بالعنف ولا بد من وقف العنف، العنف اليوم أصبح مدمّراً. هناك جملة أعجبتني للدكتور عبد الكريم بكار وأريد أن أقولها، يقول طول الامتداد يقتل الاتجاه كما يقتل المكان الزمان وهذا ما سمّاه الله عزّ وجل طول الأمد، حين قال فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ، وهذا يملي علينا جميعاً أن نتشبّث بالأهداف الأولى للثورة وأن نحافظ على كل المعاني والأخلاقيات التي واكبت انطلاقتها، هذا الكلام من إسلامي متنوّر. كنا على السكايب في بداية الثورة وحدث حادث طائفي في مدينة اللاذقية فطالب الناس أنه إذا كانت النتيجة شحناً طائفياً فعدم الخروج في التظاهر أنسب للثورة وأفضل، هنالك أشخاص بالفعل تعتز سوريا بهم وبحكمتهم وتنوّرهم مثل الأستاذ العطار وموقفه من التدخل الخارجي، من القتل الأعمى ومن كل هذه المسائل، هناك أسماء كبيرة من الإسلاميين السوريين للأسف الآن ليسوا هم في مفتاح الحل السياسي وفي قيادة الحراك المدني لأنه حصلت عملية تهميش.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: طالما أشرت إلى حلب نحن نتحدث عن تلك المناطق التي فيها معارك، الآن كأن العنصر الكردي دخل على الخط لست أدري إن كان استهدافاً قومياً أو عرقياً، هل هو صراع تركماني كردي دخل على الخط بفعل الجانب التركي، ما الذي يحصل في ذلك الخط الذي فيه كرد؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أولاً علينا بكل تواضع وأمانة أن نقول لقد عانى الشعب الكردي في سوريا معاناة قاسية على الأقل منذ عام 1962 يوم الإحصاء الذي حرم أكثر من 800 ألف إنسان من الجنسية السورية، باقي المعاناة قبل تلك الفترة كانت ليست نوعية وليست حصراً بالكردي، كنا ندفع الثمن كلنا من غياب الديمقراطية، هناك مسائل أساسية محروم منها الإنسان الكردي، أول هذه المسائل اللغة الكردية، مسائل ثقافية أساسية وكان الرد عليها في تشكيل أحزاب سياسية ونهضة سياسية كردية، الحركة السياسية الكردية في سوريا متميّزة تاريخياً وهذا استثناء في كل كردستان الكبرى متميّزة بنقطة هامة كانت سلمية ولا زالت وباستمرار أكدت على سلميتها وعندما طُرحت مسألة العنف مؤخراً ، طُرحت بمعنى الدفاع الذاتي وعدم ضرورة أو قبول استعماله تجاه الآخرين. شكّل الأخوة الأكراد هيئة عليا وهي مشكّلة في نصفها من حزب الاتحاد الديمقراطي ومن أحزاب المجلس الوطني الكردي في النصف الآخر ، وهي تشرف على المناطق الكردية بشكل جيد ويمكن القول إن الإدارة المحلية التي تطبّق في هذه المناطق فيها خدمات أفضل بكثير من المناطق الشمالية الأخرى كلها. للأسف هناك أطراف إما تعمل للطرف التركي الذي يخاف من البعبع، لديه عقدة هي الكرد، أردوغان وحكومته وبالتالي بدأوا يوظفون أحياناً ما كان يسميهم صدّام حسين ب"الجحوش" من قبل الأكراد لأنهم يتعاملون مع الآخر، وأيضاً توظيف شحنات تركمانية أو عربية ضد الإخوة الأكراد. نحن في هيئة التنسيق الوطنية الآن نشكّل لجاناً عربية كردية من أجل تجنب كل ذلك، ونعتقد بأن دخول السلاح إلى هذه المنطقة سيكون مصيبة ويمكن أن يعمّم عليها الهدم والعنف وليست بحاجة له لأنها استطاعت أن تبعد عناصر النظام من دون إراقة الدم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: إذاً من يفتعل المشاكل معها الآن.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: الذي يفتعل المشاكل عناصر مرتبطة بالطرف التركي، الأتراك لا يريدون دوراً للأحزاب الكردية في بناء سوريا المستقبل.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: بوضوح ليس لأنهم كما يقال موالون للنظام، لأنهم كرد.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: كلا أنت تتكلم عن أناس قضوا في السجن أكثر بكثير ممن تراهم على التلفزة السورية والخليجية، القيادات الكردية كلها عرفت السجون السورية.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: إذاً ما يحصل الآن من معارك كلها استهداف تركي عبر معارضين سوريين يريدون ضرب أي دور كردي في المستقبل أليس كذلك.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: بالضبط، هناك خوف لأنهم يظنون بأن هؤلاء تحت تصرّف حزب العمال الكردستاني ، وبالتالي يمكن أن يسرّعوا جبهة الصراع العسكري معهم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: في ما يتعلق بالمخيمات الفلسطينية كأن المعطى الفلسطيني دخل على الخط الآن في أتون الصراع السوري، من يريد أن يفتعل مشكلة داخل الجانب الفلسطيني ويحشره في أتون هذا الصراع، ماذا تقول في هذا الأمر؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: أنا أتمنى على الإخوة الفلسطينيين أن يكونوا هم أصحاب شعار النأي بالنفس، نحن كثورة سورية لدينا من المناضلين السلميين والطرف الذي اختار القتال لديه من المقاتلين ما يفوق حجمه وقدراته وليس بحاجة لأجانب أو لفلسطينيين، والسلطة السورية جنّدت 400 ألف إنسان مقاتل فليست بحاجة، لذا نقول بالإسم وبكل صراحة للسيّد مشعل والسيّد جبريل قفوا جانباً لا تكرّروا مأساة عرفات وصدّام حسين في عام 1990، رأينا النتيجة في الكويت وفي بلدان عديدة ورأينا النتيجة حتى في العراق اليوم. الشعب الفلسطيني في سوريا شئنا أم أبينا لديه من الحقوق ما ليس له في أي بلد آخر، نحن نسجّل هذه النقطة للنظام السابق ونعتبر أنه كانت هناك حقوق أساسية للإنسان الفلسطيني يجب الحفاظ عليها وتعزيزها ويجب الناي عن الإنسان الفلسطيني من أي ردود فعل سورية، الأحقاد كثيرة والشحن كثير والعنف أصبح أعمى، لا نريد للضيف الفلسطيني أن يكون ضحية بأي معنى من المعاني. علينا أن نتذكر أن 250 ألف فلسطيني في إحصائيات الأمم المتحدة بحاجة إلى مساعدة عاجلة اليوم.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: بقي أقل من خمس دقائق دكتور هيثم ثلاثة أسئلة إذا سمحت، نحن تحدثنا عن الدور الخارجي أفهمتنا ماذا تريد واشنطن وأفهمتنا ماذا تريد موسكو والصين وأنقرة &nbsp;، الآن وطهران باعتبارها تساند ضمن محور الممانعة والمقاومة وما إلى ذلك، نريد أن نفهم ماذا تريد الرياض والدوحة في سوريا تحديداً، هل هو فقط رهاب من إيران ومن الدور الإيراني علماً أن العلاقات القطرية الإيرانية يفترض أنها علاقات متميّزة ، لكن ما الذي يحصل؟ ماذا تريد هاتان العاصمتان؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: هناك أكثر من مشكلة، المشكلة الأولى أن العاصمتين قطعتا كل الحبال مع السلطات السورية ، وبالتالي خاضتا في معركة مفتوحة. نتذكر بأن وزير الخارجة السعودي انسحب من الاجتماع لأنهم لم يقرّوا في تونس هنا مساعدة عسكرية للمعارضة السورية ونتذكر تصريحات حمد بن جاسم أكثر من عشر مرات بأن على الأسد أن يتنحّى ويخرج من السلطة، أصبح هناك معركة كسر عظم وأظن بأن هذا ينعكس علينا سلباً رغم كل الإغداق المالي الذي خلق حال فساد في صفوفنا كمعارضة سورية. هناك مشكلة أساسية، هناك كما سمّاه مناف طلاس البعض لم يعد يرى من سوريا إلا مشكلة بشّار لأنه قابلهم أنا لم أقابل الطرفين منذ زمن، الحمدين لم أقابلهما في حياتي.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: سؤال استطرادي بقي دقيقتان علاقاتك القطرية كانت علاقات ممتازة علاقات على مستوى الدولة ما الذي حصل؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: علاقات شخصية جميلة جداً مع الشيخ حمد ، الأستاذة حصة كمناضلة في حقوق الإنسان وهناك علاقات بقيت، وحصة سألتني هل أنت في الدوحة أم لا كي نراك ولكن لم يكن لي علاقة بقمة الدوحة يوماً.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: لا نريد أن ندخل في هذا الأمر. السؤال قبل الأخير دكتور هيثم بصراحة هل أنتم تضعون شرط تنحّي الرئيس الأسد للدخول في أية مفاوضات للتسوية في الجانب السوري ، أم أنتم تريدون تسوية مع هذا النظام ضمن المجتمع السوري بطبيعة الحال كمعارض؟ المجلس الوطني يضع شرط تنحّي الرئيس بشّار الأسد للحديث عن أية تسوية أو حوار أنتم ماذا هل تضعونه شرطاً أساسياً للانطلاق به أم لا؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: كما قالت السيّدة كلينتون للمجلس الوطني انتهت مدة الصلاحية، تقول له لا تضع هذا الشرط، للأسف كما قال الرازي عندما تغيب ملكة الإرادة مشكلة، نحن لدينا ملكة الإرادة ولدينا الحكمة لكي نتعامل مع هذا السؤال وفق ما يمكن أن ينجم عن مؤتمر دولي من أجل سوريا، هذا المؤتمر يصل إلى وفاق ينقذ سوريا من حرب أهلية طويلة. المشكلة اليوم أن هناك من يعتقد بأن النصر العسكري ممكن، هذا غير وارد لا بالنسبة للجيش الحر ولا بالنسبة لبشّار، إذاً كيف يمكن في مجريات الأحداث أن تفاوض، هنا كل واحد لديه شروط مسبقة لكن عندما يجلس على الطاولة مفهوم الشروط المسبقة سيتغيّر.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: يعني بالحكمة والشجاعة ماذا تقول، هل هو شرط بالحكمة والشجاعة التي تتفضل بها شرط أساسي أم ليس شرطاً محورياً؟</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: هناك عدّة أشكال يمكن أن ينقل صلاحيات ويبقى ثلاثة أو ستة أشهر، هناك عدّة أشكال للانتقال الديمقراطي، نحن نتذكّر كيف حدث الانتقال من بينوشيه إلى الديمقراطية في تشيلي، لماذا نحن نقتل كل إمكانيات الحل السياسي.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: جميل لم يتبق وقت على الإطلاق لكن لأنك في تونس هنا وصديقك الرئيس المنصف المرزوقي هل ستلتقيه وماذا سيكون له من دور ما في الملف السوري باختصار لو سمحت.&nbsp;</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: سألتقيه غداً ونتغدّى سوياً وسنتحدّث طويلاً، للأسف الدور التونسي اليوم محصور في إمكانية ما إذا اجتمعنا كمعارضة يجمعنا في اجتماع تحضيري أو شيء من هذا النوع ومحصور أيضاً في المساعدات الإغاثية وفي مسألة الإفلات من العقاب.</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: وهذا جيد لأن تونس احتضنت مؤتمر أصدقاء الشعب السوري. دكتور هيثم من دون الدخول في التفاصيل الصحافيون أيضاً يتعرّضون لمضايقات بالفطرة من أي نظام شمولي لكن عندما يتعرّضون إلى مضايقات وخطف من قبل الثوار والمعارضين ماذا تقول لهم.</p> <p><strong>هيثم منّاع</strong>: ليسوا ثواراً وليسوا معارضين، الخطف مدان في المادة الرابعة من اتفاقيات جنيف الأربع المشتركة وبالتالي من يقوم به لا يمكن أن يكون ثورياً وأن يكون ديمقراطياً أو مقاتلاً من أجل الديمقراطية. نحن ناضلنا طوال حياتنا من أجل ثلاث حريات التعبير والتظاهر والتجمع، الآن من يساعدنا على حرية التعبير نختطفه ونؤذيه أو نقتله!</p> <p><strong>غسان بن جدو</strong>: شكراً لكم دكتور هيثم مناع على هذا اللقاء، شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة. فقط أود ان أختم بما تفضل به الدكتور هثيم مناع، نحن الصحافيون أياً كانت وجهات نظرنا وآرائنا نحن نحاول أن نقوم بدورنا، لقد تضامنا ودافعنا عن كل زميل زميلة صحفية تم سجنهم أو اعتقالهم أو تعذيبهم أو الاعتداء عليهم، أيضاً تضامنا وندّدنا بأي زميل صحفي تم اختطافه وسجنه وأسره من قبل المعارضين أو الثوار وفي أي مكان لا سيما في سوريا. إنني أوجه رسالة إلى الثوار والمعارضين في سوريا بأن يتقوا الله في الصحافيين وأي اختطاف لأي صحافي وخصوصاً لأية صحافية سنشهدهم أمام الله سبحانه وتعالى واللبيب من الإشارة يفهم ولنا كلام بقية ربما في الوقت اللاحق. نتمنى من أي ثوري ومن أي معارض ومن أي ديمقراطي أن يتعاطى مع الصحافيين والصحافيات بمنتهى اللياقة والأدب والاحترام وألا يأسر وألا يختطف وألا يسجن أي صحافي لكننا نحن ماضون في رسالتنا رسالة التوازن والواقعية ولن يرهبنا شيء. شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة مدير مكتب الميادين هنا في تونس نور الدين الدغير على هذه المقابلة وأيضاً المقابلة مع السيّد فاروق القدومي، شكراً للسيّدة غادة، شكراً لطوني عون الذي رافقني إلى تونس والشكر لزاهر العريضي في الميادين وكل الطاقم التقني هنا وهناك مع تقديري لكم في أمان الله.&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>