19-10-2013
موضوع الحلقة: الكنيست يفتتح دورته الشتوية ونواب يعترفون بتعاطيهم المخدرات، والإنتخابات البلدية تعود، فهل ستغير في واقع فلسطينيي 48؟ضيوف الحلقة: د.عباس اسماعيل-رئيس قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة الميادين، زياد الحموري - مركز القدس لحماية الحقوق الإقتصادية والإجتماعية، يوسف جبارين - محاضر جامعي ورئيس مركز دراسات.
نص الحلقة
<p> </p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أهلاً بكم إلى "خلف الجدار"، البرنامج الذي نُطلّ فيه على المشهد الإسرائيلي</p>
<p>- الكنيست يفتتح دورته الشتوية ونوّابٌ يعترفون بتعاطيهم المخدّرات</p>
<p> -والانتخابات البلديّة تعود مع دعواتٍ واسعة للمُقاطعة في (القدس) ومُنافسةٌ على أشدّها في البلدات العربية فهلّ ستُغيِّرُ شيئاً في الواقع المعيشي الصعب لفلسطينيي عام 1948؟</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه هي إذاً المواضيع التي سنُناقشها في حلقة الليلة من "خلف الجدار"، أمّا البداية فتكون كالعادة مع بعض الأخبار التي نبدأها من أرقام تُشير إلى أنّ نصف الإسرائيليين يُفضّلون لو أنّهم وُلِدوا وعاشوا حياتهم في دولةٍ غير إسرائيل بسبب غلاء المعيشة بحسبِ إحصاءٍ أُجريَ مؤخراً</p>
<p>- وبحسب إحصاءٍ آخر فإنّ أربعين في المئة من الأولاد في (إسرائيل) هم عُرضة لخطر أن يُصبحوا فقراء</p>
<p>- وفي شأنٍ آخر، بدأ سلاح الجوّ الإسرائيلي مناورةً جويّةً واسعة النطاق بهدفِ تحسين قدرات الجيش الإسرائيلي على مواجهةِ تحدّياتٍ أمنية</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه هي إذاً الأخبار، أخبار المحور الداخلي، والآن نذهب لنناقش التحدّيات التي تواجه (إسرائيل) في افتتاح الموسم الشتوي للكنيست </p>
<p><strong><u>المحور الداخلي</u></strong></p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: الموسم السياسي الشتوي افتُتِح هذا الأُسبوع في (إسرائيل) من على منبر الكنيست. عرَض "بنيامين نتنياهو" لجُملةِ التحديات التي تواجه (إسرائيل) واضعاً تلك الإقليمية في سُلّم أولوياته. نتداول الآن في هذا المحور هذه التحديات ونُفصِّلها أكثر مع الدكتور "عبّاس إسماعيل" مُدير قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة "الميادين" وهو ضيفنا الدائم في المحور الداخليّ، أهلاً بك دكتور "عبّاس". وكالعادة، قبل أن نبدأ معك الحوار نذهب لتقرير يُعرِّفنا أكثر على هذه التحديات وما حصَل في "الكنيست"</p>
<p><strong>تقرير "الميادين"</strong></p>
<p><strong>سحر حامد</strong>: (إسرائيل) تفتتح دورتها الشتوية للكنيست التاسعة عشر. جلسةٌ افتتاحية اتّسمت بالهدوء وعرضٍ للتحديات التي ستواجهها (إسرائيل). "بنيامين نتنياهو" سيُضطرّ حتّى آذار المُقبل إلى تفكيك العديد من الألغام السياسية حتّى لا يتفكك ائتلافه الحكومي، منها الملفّ النووي الإيراني، عمليّة التسوية مع الفلسطينيين، قانون الاستفتاء العام، المُساواة في تحمّل العبء، قانون الحوكمة، انتخابات السُلطات المحلّية، إلى جانب قائِمةٍ طويلةٍ من مشاريع القوانين المُختلفِ عليها. على ضفّة المُعارضة لا تبدو الأمور أفضل حالاً، فحزب العمل على موعدٍ مع معركةٍ على رئاسة الحزب، معركةٌ قد تترُكُ تداعياتٍ على توجهات الحزب وخطوطه العامة وربّما تُخلطُ أوراق الائتلاف الحكومي في حال فوزِ خصوم رئيسة الحزب الحاليّة "تشيلي يحيموفيتش". أمّا الصراع على وراثة "شاس" فيزدادُ ضراوةً يوماً بعد يوم. تحدّياتٌ داخليّةٌ وخارجيّة تطغى على المشهد الإسرائيلي وتُنذُرُ بشتاءٍ حزبيٍّ وسياسيٍّ ساخنٍ تحت سقف الكنيست</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: من الكنيست إلى الاستديو من جديد معك دكتور "عبّاس". في كلامه " بنيامين نتنياهو" حدّد التحدّيات الإقليمية وبدء بها مُباشرةً وكان في رأس أولوياته الملفّ النووي الإيراني على خلفيّة ما حصل أيضاً، لا نُريد أن ننسى، في (جنيف) من اجتماعٍ بين (إيران) ومجموعة الخمسة زائِد واحد هذا الأُسبوع. ماذا قال "بنيامين نتنياهو" عن (إيران)؟ أيّ تحدٍّ تُشكِّل الآن (إيران) لـ (إسرائيل)؟</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: كرّر "بنيامين نتنياهو" في كلمته في الكنيست ما قاله في طريقة أو في أُخرى في (نيويورك)، وما قاله في المُقابلات العالمية والصحافية وهذه المرّة كان كلامه قبل 24 ساعة تقريباً أو أقلّ من بدء المُفاوضات في (جنيف) بين (إيران) والدول الستّ الكُبرى، وبالتالي أعاد التأكيد على أنّ أيّ رفعٍ للعقوبات مع (إيران) قد يكون خطأً تاريخياً، وحذّر من خطورة المشروع النووي الإيراني وتحدّث عن كلّ هذا المسار وبالتالي يُمكن أن نقول أنّ "نتنياهو" كرّر في الموضوع النووي الإيراني في هذا المجال ما كان تحدّث عنه طوال الأشهُر والأسابيع الماضية وهو يُعبِّر عن قلق فعلي إسرائيلي من إمكانية التوصّل إلى تسوية أو اتفاق يصفونه في (إسرائيل) بأنّه قد يكون اتفاقاً سيّئاً وفي غير مصلحة (إسرائيل). (إسرائيل) تبذُل كلّ ما في وسعها من أجل الحيلولة دون هكذا اتفاق ولو من خلال بعض التغيير في النبرة الإسرائيلية أو في اللهجة الإسرائيلية من قبيل القول بأنّ الفُرصة حانت من أجلّ حلّ دبلوماسي للمشروع النووي الإيراني ولكن طبعاً بشرط أن يكون هذ الحلّ الدبلوماسي يستوفي الشرُوط التي يريدها "بنيامين نتنياهو"</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: إذاً نستشفّ تغيّراً في النظرة وفي الخطاب ربما دكتور "عبّاس"؟</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: إذا عطفنا كلمة "بنيامين نتنياهو" على البيان الذي صدَر عن المجلِس الوزاري المُصغَّر الذي يُمكن وصفه بأنّه بيان استثنائيّ لأنّه صَدَر. أولاً المجلِس الوزاري المُصغّر اجتمع نهار الإثنين ولكن صباح الثلاثاء وقبل بدء الاجتماعات نشَرَ بياناً خصّصه كلّه للموضوع الإيراني. أبرز ما في هذا البيان أنّه كلّ مرّة كان يتطرّق فيه إلى المشروع النووي الإيراني كان يذكُر حصراً البرنامج العسكري النووي ولا يذكُر البرنامج المدني، وحتّى أنه ذكَر في طيّات هذا البيان، وهذه من المرّات النادرة، أنّ (إسرائيل) ليس لها مُشكلة مع البرنامج النووي الإيراني لأغراض سلمية وبالتالي هذا يعكُس تغيّراً كبيراً في اللهجة الإسرائيلية، وليس هناك أدنّى شكّ بأنّ مردّه هو أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة (إيران) في هذا الشأن وصَلت إلى حائِطٍ مسدود وحتّى أنّ (إسرائيل) بدأت تشعُر بأنّها قد تخسر الموقف الغربي وحتّى الموقف الأميركي لذلك كان لا بدّ من إدخال بعض التغييرات الشكليّة على الأُسلوب الإسرائيلي بما يسمح أقلّه للإسرائيلي بأن يخترِق هذا الجدار الذي بدأ الإيرانيون يضعونه أمام الحملة الإسرائيلية ضدّ مشروعهم النووي</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذا بالنسبة لـ (إيران)، وطبعاً هذا موضوع مُهمّ جداً ولكن أيضاً من المواضيع التي تُثير التحدّيات كما حدّدها "بنيامين نتنياهو" في خطابه، الموضوع السوري، موضوع (مصر)، وموضوع التسوية مع الفلسطينيين دكتور "عبّاس"</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: في الحقيقة، في خطابه يُمكن القول أنه قسّم التحديات إلى قسمين، تحدّيات خارِجية وتحدّيات داخليّة. في التحديات الخارجية بالإضافة إلى الموضوع الإيراني مرّ مرور الكرام على التحدّي السوري وأيضاً من الباب الإيراني. بمعنى أنّه أعاد التذكير بأنّ الضغط العسكري الجدّي على (سوريا) هو الذي أتاح تسوية حقيقية للسلاح الكيميائي وكأنه يُريد أن يقول " لو طُبِّقَ هذا الخطّ على (إيران) لحصلنا على نفس النتيجة، وأيضاً تطرّق إلى "حزب الله" في هذا الملفّ واعتبر أنّه لن يسمح لـ (سوريا) بأن تنقُل لـ "حزب الله" سلاحاً خطيراً. في الموضوع المصري، أيضاً فقط فقرة صغيرة تحدّث فيها عن (مصر)، أنّ ما يهمّه من (مصر) هو اتفاقيّة السلام "كامب ديفيد" والأمن على الحدود وبالتالي هذا كان الموضوع الأبرز الخارجي إضافةً إلى الموضوع الفلسطيني الذي كرّر فيه نفس الشروط التي تحدث عنها، بضرورة أن يعترِف الفلسطينيون بالدولة اليهودية كشرط لأيّة تسوية مُمكنة باعتبار أنّه حتّى لو كانت (إسرائيل) غير مُحتاجة إلى هذا الاعتراف ولكنّه بحسب "نتنياهو" هكذا اعتراف يمنع الفلسطينيين مُستقبلاً من أن يقوموا بالمُطالبة بأيّة مطالِب ذات طابعاً وطنياً أو قومياً وهذا ما كشف عنه "نتنياهو" في هذا الخطاب</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "عبّاس"، سننتقل من هذه التحديات الإقليمية إلى تحديات داخلية، وهذه التحديات الداخلية يُحكى بأنّها ربما قد تُطيح بالائتلاف الحكومي إذا لم يتمّ التوصّل إلى توافُق ما. هناك قضايا خلافية داخل الحكومة الآن في (إسرائيل) تبدأ بعملية التسوية مع الفلسطينيين لو نشاهدها أيضاً أمامنا على الشاشة، مُحاكمة "ليبرمان" وسنتحدّث عنها بالتفصيل ودراسة لجنة الخارجيّة والأمن إضافةً إلى انتخاب رئيس جديد واختيار حاكم مصرف "بنك إسرائيل". ما هو أخطر ربّما تحدٍّ يُمكن أن يُطيح بالحكومة دكتور "عبّاس" من هذه التحديات؟</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: التحدّي الأكثر خطورة هو حصول أيّ تقدّم أو اختراق في عملية التسوية الفلسطينية، عملية المُفاوضات مع الفلسطينيين أو حتّى عدم حصول اختراق لأنه أيّ اختراق في هذه المُفاوضات سوف يجعل الائتلاف الحكومي ينقسِم إلى قسمين قسم يُمثله اليمين المُتطرِّف من "البيت اليهودي" و "أفيغدور ليبرمان" في "إسرائيل بيتنا" وقسم كبير من "الليكود" ضدّ أيّة تسوية مع الفلسطينيين بشروط الاعتراف بدولة فلسطينية وتبادل الأراضي إلى ما هنالِك، وبالتالي أيّ اختراق له علاقة بهذا المجال سوف يؤدّي إلى حصول انشقاق في الائتلاف الحكومي، وأيضاً غياب التسوية سوف يكون محرِجاً جداً بالنسبة لحزب الحركة تحديداً بقيادة "تسيبي ليفني" إذا دخلت الحكومة على هذا الأساس، وكذلك لـ "يائير لابيد" الذي كان قد تعهّد بأنه لن يدخل في أيّة حكومة لا يوجد فيها مُفاوضات مع الفلسطينيين، وبالتالي "نتنياهو" أمام مُشكلة خاصّةً وأنّ المُدّة التي حدّدها "كيري" وزير الخارجية الأميركية لهذه المُفاوضات هي تسعة أشهُر وسوف تنتهي في شهر نيسان وبالتالي أمام الحكومة الإسرائيلية بضعة أشهُر من أجل حسم هذا الموضوع ولا توجد أيّة مؤشرات في الأُفق تُشير إلى أنّ هناك تسوية ما يُمكن التوصّل إليها بين (إسرائيل) والفلسطينيين في المُستقبل المنظور</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "عبّاس" موضوع "ليبرمان"، الرجل يشغل وزارة الخارجية ومن المفروض أن يكون وزير خارِجية ولكنّه يُحاكم في نفس الوقت. أيّ إشكالية تُشكِّل الآن داخل الحكومة وماذا تقول الأحزاب عن عدم وجود هذا الوزير في وزارة محجوزة له؟</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نعم، "ليبرمان" يُمكن اعتباره مُشكلة ثانية. في السادس من الشهر المقبل يجب أن يصدُر الحُكم في حقّ "ليبرمان". "ليبرمان" الآن وزارة الخارجيّة محفوظة له ولكنّه لا يشغلها، ليس وزيراً في الحكومة بسبب المسار القضائي الذي يخضع له. "ليبرمان" هو الآن رئيس لجنة الخارجية والأمن، والتقديرات بأنه إذا صدَر حُكم في حقّ "ليبرمان" فبالتالي يجب عليه أن يستقيل من "الكنيست" أو حتّى لو عاد إلى الوزارة واستلَم وزارة وكان بريئاً بفضل الحُكم، منصِب وزارة الخارجية والأمن سيُصبِح شاغراً. "إسرائيل بيتنا" يريده له، "الليكود" تريد هذا المنصب، "هناك مُستقبل" يريد هذا المنصب وبالتالي سوف يكون هناك نزاع على المنصِب فضلاً عن النزاع أيضاً على موضوع وزارة الخارجية إذا عاد "ليبرمان" إلى الحُكومة. هناك مُشكِلة أيضاً يُمكِن أن يُثيرها "ليبرمان" وهي أنّ الانتخابات البلدية التي ستجري في (القدس) المُحتلّة يوم الثلاثاء تحوّلت إلى انتخابات سياسية بامتياز لأنّ "ليبرمان" يتبنّى مُرشّحاً لم يتبنّاه "نتنياهو". من المُفترض بأنّ "الليكود بيتنا" الذي يضمّ التحالف بين "إسرائيل بيتنا" و"الليكود" من المُفترض أن يكون لهم نفس المُرشّحين وبالتالي إذا فاز أو خسر مُرشح "ليبرمان" في (القدس) المُحتلّة وهو "موشيه ليون" قد يؤثِّر هذا أيضاً على العلاقة وهناك أيضاً دعوات لـ "ليبرمان" الذي يقال أنّه قد يضع "نتنياهو" أما حلٍّ من حلّين، إمّا أن يتمّ دمج القائمتين أو أن يتمّ الانفصال ما بين القائِمتين وبالتالي كلّ ذلك سوف يترُك تداعيات على استقرار الائتلاف الحكومي </p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: بما أنّك تتحدّث دكتور "عبّاس" عن الانتخابات لا بدّ من أن نُذكِّر مُشاهدينا بأننا سنتحدّث عنها أكثر في البلدات العربيّة وفي (القدس). ولكن أيضاً اختيار حاكم للمصرف المركزي في (إسرائيل) بعد استقالة الحاكم "ستانلي فيشر"، أيضاً هذا الأمر يُشكِّل موضوع تجاذب بين أطراف في داخل الحكومة، لماذا تأخّر تعيين اختيار الحاكم إلى الآن دكتور "عبّاس"؟ </p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: ثلاثة أشهُر والمنصب لا يزال شاغراً وتشغله نائِبة الحاكم السابق "ستانلي فيشر. بدايةً تمّ التأخّر لأن المُرشّحين الذين تمّ اختيارهم، عندما خضعوا للجنة تُسمّى لجنة "تركل" المسؤولة عن تعيين كبار الموظّفين، منهم من اتُهِمَ بالسرقة، منهم من اتُّهِم بالفساد وبالتالي كانت هناك صعوبة في تمرير المُرشّحين السابقين. الآن هناك مُشكلة ما بين رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ووزير الماليّة "يائير لابيد" حول الشخصيّة التي يجب أن تشغل هذا المنصب. من المتوقّع أن يتمّ حسم هذا النقاش يوم الأحد، أي غداً، وبالتالي ممكن أن تصل هذه المُشكلة إلى نهايتها بالنسبة للحكومة</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "عبّاس"، بما أننا نتحدّث عن تحدّيات، هناك تحدّيات تشريعيّة داخل الكنيست وبالنسبة للأحزاب وهي لا تقلّ أبداً أهميّة عن التحديات الأُخرى. أهمّ القوانين المطروحة على جدول الأعمال لو نُشاهِدها سوياً أيضاً، قانون "الحوكمة"، "إسرائيل بيتنا" و"يوجد مُستقبل" تقدّما بهذا القانون، قانون "الاستفتاء العام" "البيت اليهودي" تقدّم به، قانون "المُساواة في تحمّل العبء" "يوجد مُستقبل"، قانون "برافر" "الليكود"، قانون "تفعيل النقل الشعبي أيام السبت" "يوجد مُستقبل". أيّ قانون هو الأكثر إشكاليّة دكتور "عبّاس" بين هذه القوانين؟</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: "بنيامين نتنياهو" حدّد في خطبته ثلاثة قوانين الأكثر إشكاليّة أو هي تُمثِّل تحدياً أمام ائتلافه في الكنيست، قانون "الحوكمة"، قانون "الاستفتاء الشعبي"، وقانون "المُساواة في تحمّل العبء". وليس من قبيل الصدفة</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذا القانون "المُساواة في العبء" ينتقل في كلّ موسم</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نعم، وليس صدفةً أنّ كلّ قانون يخصّ حزباً، وبالتالي قانون "الحوكمة" يخصّ حزب "إسرائيل بيتنا"، قانون الاستفتاء يخصّ حزب "البيت اليهودي" وقانون "المُساواة في العبء" يخصّ حزب "هناك مُستقبل"، و"الليكود" شريكاً في مُعظم هذه القوانين وبالتالي "نتنياهو" سوف يكون أمام نوع من الصفقة بمعنى أنّ كلّ الأحزاب في الائتلاف الحكومي تُمرِّر مشاريع القوانين، كلٌّ يُمرّر مشروع الآخر لكي يتمّ التوصّل إلى نهايات سعيدة. هذه القوانين مُعظمها أُقِرّ في القراءة الأولى في الدورة الصيفية، وبالتالي إذا سقط أيّ قانون من هذه القوانين في الكنيست من شأنه أن يُحدِث أزمة داخل الائتلاف الحكومي. التوقّعات والتقديرات هو أنّه سوف يتُمّ نوع من الصفقة، من التسوية، كلّ حزب يتعهّد بأن يوافق على القانون الذي يخصّ الحزب الآخر</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نعم</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: وبالتالي هذا يُمكن أن يكون نوعاً من التسوية</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: خلاصة كلّ هذا الكلام دكتور "عبّاس" أنه ينتظرنا موسم حافل بالجدل داخل (إسرائيل) وفي السياسة الإسرائيلية في الإجمال وطبعاً سوف نُتابعها كلّها في "خلف الجدار". الآن هناك أيضاً تقرير مُثير للجدل يتعلّق بنوّاب في الكنيست اعترفوا بأنّهم تناولوا المُخدّرات في مرحلةٍ ما في حياتهم. نُشاهِد ماذا قالوا وكيف قالوه للقناة الثانية الإسرائيلية، نُشاهِد سوياً </p>
<p><strong>تقرير التلفزيون الإسرائيلي – القناة الثانية</strong></p>
<p><strong>المذيعة الإسرائيلية</strong>: استطلاع شامل لأخبار القناة الثانية بيّنَ أنّ واحداً من كلّ عشرة أعضاء كنيست تعاطى المُخدّرات سابقاً أو بشكلٍ أدقّ اعترف بتعاطيها. مراسلنا لشؤون الكنيست "عميت سيغل"</p>
<p><strong>عميت سيغل</strong>: "تشيلي يحيموفيتش" ليست وحدها</p>
<p><strong>محاور الاستديو</strong>: هلّ دخّنتِ مُخدّرات خفيفة؟</p>
<p><strong>تشيلي يحيموفيتش – مباشر</strong>: نعم، عندما كنت شابّة تعاطيت المُخدّرات عدّة مرات، المرّة الأخيرة كانت منذ ستة عشر عاماً</p>
<p><strong>عميت سيغل</strong>: إضافةً إلى رئيسة حزب العمل، تحدّث عن تعاطي المُخدّرات أعضاء من كُتلتها ومن حركة "ميرتس" ومن حزب "هناك مُستقبل"</p>
<p><strong>إحدى أعضاء الكنيست</strong>: حاولت مرّتين لكن كان لديّ مُشكلة تقنيّة فلم أعرِف كيف أُدخِّن ولم أنجح في الأمر واستمرّيت في حياتي</p>
<p><strong>أحد أعضاء الكنيست</strong>: دخّنت خلال شبابي، دخّنت الحشيش وغيرها</p>
<p><strong>عميت سيغل</strong>: في صفوف الوزراء كان هناك نفيٌ فقط، الوزير "منير كوهين" قال بأنه حسب ما يذكُر لم يُدخِّن مُخدرات أبداً، أمّا "يائير لابيد" لِمَن يتساءل فقد أصرّ على هذه الرواية:</p>
<p><strong>محاور الاستديو</strong>: هلّ دخّنت مرّة؟</p>
<p><strong>يائير لابيد</strong>: نعم. أسأل كلّ من درس معي في ثانوية "هرتسيليا" وسيقولون لك أنّه ضمن كلّ هذه المجموعة المجنونة كان هناك شخصٌ واحد يتجوّل طوال الوقت ويقول " انظروا، في النهاية سأتّصل بالشرطة"</p>
<p><strong>عميت سيغل</strong>: المُعطى العام الذي تمّت مُلاحظته هو أنّ كلّ من اعترَف بتعاطي المُخدّرات، أي عشرة بالمئة من أعضاء الكنيست، ينتمون إلى كتلة الوسط-اليسار من دون أيّ شخصٍ من اليمين، فهلّ في اليسار فقط يتعاطون المُخدّرات؟ أم أنهم يكذبون؟ أم أنّ كلّ الأجوبة صحيحة؟</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "عبّاس" شاهدنا في هذا التقرير "تشيلي يحيموفيتش" رئيسة حزب العمل و"يائير لابيد" وزير المالية، كلّهم، حتّى شخصيات سياسية أُخرى يعترفون بأنهم تعاطوا المُخدرات في مرحلةٍ ما في حياتهم</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نعم. بلغة الأرقام حسب ما ورد في التقرير ثلث أعضاء كنيست من حزب العمل اعترفوا بأنّهم تعاطوا المُخدّرات، نصف أعضاء كنيست من حزب "ميرتس" اعترفوا بأنهم تعاطوا المُخدّرات، وثلث أعضاء كنيست من "هناك مُستقبل" اعترفوا أنّهم تعاطوا المُخدّرات</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: كلّهم يسار ويسار- وسط</p>
<p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نعم، وعشرة في المئة تقريباً من أعضاء الكنيست اعترفوا بأنّهم تعاطوا المُخدّرات. المُعطى الثاني هو أنّ الجزء الثاني من أعضاء الكنيست، القسم الأكبر منه، لم ينفِ أنّه تعاطى المُخدّرات لكنّه لم يعترِف. إمّا تهرّبوا من السؤال أو لم ينفوا خاصةً في اليمين الديني واليمين المُتطرِّف. وبالتالي، هذا الكنيست هو مرآة تعكُس المُجتمع الإسرائيلي بطريقةٍ أو بأُخرى، وبالتالي إذا كان عشرة في المئة من أعضاء الكنيست اعترفوا بأنّهم تعاطوا المُخدّرات، يُمكن الافتراض أنّ الرقم أكبر وهذا ينطبق على المُجتمع الإسرائيلي</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: شكراً دكتور "عبّاس إسماعيل" مدير قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة "الميادين" على كلّ هذه المعلومات. مُشاهدينا، بعد قليل سنُتابع "خلف الجدار" وسنتحدّث في القسم الثاني أو سنبدأ بالحديث عن الانتخابات البلدية تحضيراً لها والتي ستجري يوم الثلاثاء المُقبل وسنبدأ من (القُدس)، سنتحدّث عن دعوات المُقاطعة في (القدس) وهلّ القُدس ستُقاطِع هذا العام أيضاً الانتخابات البلدية؟ تابعونا. نعود بعد قليل</p>
<p><strong><u>مقدّمة المحور الإقليمي</u></strong></p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: من جديد نرحّب بكم في "خلف الجدار" ونبدأ المحور الإقليمي ببعض الأخبار</p>
<p>- (روما) ستشهدُ لقاءً بين "بنيامين نتنياهو" وبابا "الفاتيكان" إضافةً إلى وزير خارجية (أميركا) "جون كيري"</p>
<p>- وبالطبع، المُحادثات النووية بين الدولّ الستّ و(إيران) ستكون محور هذا اللقاء بعد الريبة التي أبدتها (إسرائيل) في هذا الملفّ والمُفاوضات مع الفلسطينيين أيضاً ستكون على رأس المُباحثات وهذا اللقاء يعقب دخول المُفاوضات بين (إسرائيل) والفلسطينيين في طريقٍ مسدودة عقِبَ الخلافات الجوهرية بين الجانبين في قضيّة الحدود</p>
<p>- ويبقى أيضاً اكتشاف أكبر الأنفاق في (غزّة) حديث الساعة إذ أنّه يصِلُ إلى عُمق (إسرائيل)، وتُقدِّر المؤسسة الأمنية أن يكون مُخصّصاً لتنفيذ عملية أسر أو تفجير عبواتٍ ناسِفة بحسب ما قالوا </p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه هي إذاً كانت بعض الأخبار والآن ننتقل لنُناقش انتخابات السُلطات المحليّة في مدينة (القُدس)</p>
<p><strong><u>المحور الإقليمي</u></strong></p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: منذ احتلالها عام 1967 تُحاول (إسرائيل) خرقَ كلّ المواثيق الدوليّة عبر اعتبار (القدس) جزءاً منها. فإضافةً إلى سياسة التهويد تُصرُّ (إسرائيل) على تطبيق قوانينها على المدينة خصوصاً الجزء الشرقيّ، ويتجلّى هذا الأمر في انتخاباتِ بلديّة (القدس). فبين المُقاطعة الواسعة والمُشاركة الضئيلة جداً في هذه الانتخابات والتي تتكرّر كلّ مرّة نتحدّث الآن عن هذا العام في ظلّ الانتخابات البلدية الإسرائيلية التي ستجري الأُسبوع المقبل في الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، ونستقبل معنا أُستاذ "زياد الحمّوري" وهو مُحامي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وينضمّ إلينا من (القدس). أهلاً بك أُستاذ "زياد"، وقبل أن نبدأ معكَ الحوار سنذهب سوياً إلى تقرير يعرِض لنا الوضع في مدينة (القدس)، وهو من إعداد زميلتنا "نسرين سلمي"</p>
<p><strong>تقرير- نسرين سلمي </strong></p>
<p><strong>نسرين سلمي: </strong>المقدسيون لن يُشاركوا في الانتخابات المحليّة الإسرائيلية المُقرّرة في الثاني والعشرين من أُكتوبر الجاري. قرارٌ ليس جديداً بالنسبة لهم لكنّ الفعاليات الوطنيّة والشبابية في المدينة تُعيد التأكيد عليه في كلّ انتخابات حتّى يقولوا لـ (إسرائيل) بأنّ (القُدس) ليست جزءاً من (إسرائيل) بل مدينةٌ فلسطينية مُحتلّة</p>
<p><strong>زياد الحموري – مركز القدس لحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية</strong>: القرار الفلسطيني واضح منذ عام 1967 حتّى اليوم، مُقاطعة الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً لأنّ هذا موقف سياسي ليس جديداً، فيه رفض كامل طبعاً لضمّ (القدس) العربية واعتبارها جزء من (إسرائيل). المُشاركة في الانتخابات تُكرِّس الضمّ</p>
<p><strong>نسرين سلمي</strong>: الدعاية الانتخابية للكُتل الإسرائيلية المتنافسة ملأت شوارِع المدينة لكنّ المقدسيين يمرّون عليها من دون اكتراث، فهُم يُدركون بأنّ أيّ مُرشّحٍ لرئاسة البلدية لن يعمل إلّا لمزيدٍ من التهويد في (القدس)، بلّ أنّ تزايد قوى اليمين الإسرائيلي وفرضِ سيطرته بات يُهدّد المُقدّسات في المدينة</p>
<p><strong>دمتري دلياني – عضو المجلِس الثوري لحركة فتح في القدس</strong>: المرشّحون الأقوياء الآن في انتخابات ما يُسمّى ببلدية (القدس) هم من عتاه المستوطنين والمتطرّفين ويُطبّقون أجنداتهم ودعايتهم الانتخابية عن طريق التعبير عن رغبتهم العملية واللفظية في المزيد من الاقتحامات للحرم القُدسيّ الشريف، المزيد من الانتهاكات، المزيد من الاستيطان</p>
<p><strong>نسرين سلمي</strong>: حالُ المقدسيين كحال مدينتهم، فهُم فلسطينيون من دون هويّة، يحملون بطاقاتٍ إسرائيلية تُعطيهم حقَّ الإقامة في المدينة من دون اعتبارهم مواطنين. العنصريّة الإسرائيلية ضدّهم تتفاوت في أشكالها، وهدف (إسرائيل) إخراجهم من (القُدس)</p>
<p><strong>أحمد أبو سلعوم – مدير مسرح سنابل في القدس</strong>: وجود (إسرائيل) هو وجود باطِل في (القدس) العربية وفي الأراضي المُحتلّة طبعاً، وهذا أمر منافٍ للقوانين الدولية ولطبعاً تطلّعاتنا الوطنيّة وبالتالي أنا لا أنتخِب ولا أدعو للانتخاب ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال</p>
<p><strong>نسرين سلمي</strong>: ولا يعرِف المقدسيون من خدمات بلدية الاحتلال في المدينة إلّا مُطالبتها المُتزايدة لهم من ضرائِب ورسومٍ تُفرَض على بيوتهم وأراضيهم وتُهدّد من لا يدفع بالعقاب والترحيل عن المدينة المُقدّسة</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "زياد"، نحن شاهدناك في هذا التقرير تقول بأنّ هذه الانتخابات سياسية وبأنّها لا تحمل هذا الطابع الخدماتي، ماذا أفاد قرار المُقاطعة الذي يعتمده المقدسيون إلى اليوم؟ ماذا أفادهم؟ ماذا حقّقوا من خلاله؟</p>
<p><strong>زياد الحموري – مركز القدس لحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية</strong>: في اعتقادي، القضيّة ليست قضيّة إفادة واستفادة من موضوع الانتخابات. كما جاء في تقرير الأُخت "نسرين"، واضح جداً أنّه حتّى لو الناس شاركت لا يُمكن أن تستفيد من هذه الخدمات، وطبعاً أهلنا في أراضي عام 1948 أدرى بهذا الوضع منّا لأنّه أيضاً في مُعظم بلداتهم هناك نقص كامل مع أنها بلدات من المُفتَرض أن يكون عندها ميزانيات ويكون عندها خدمات وإلى آخره لكن هناك أيضاً نقص. فبالتالي اليوم القضيّة هي ليست قضيّة مُقاطعة فقط، هي قضيّة قناعة، قناعة كلّ فلسطيني بـ (القدس) وبأنّ هذه البلدية لا يُمكن في أيّة حال من الأحوال أن تُعبِّر عن مشاعره وتُعبِّر عن مُستقبله وتُعبِّر عن رخائه في المدينة أو تُعبِّر عن الخدمات التي يُمكن أن يستفيد منها في المدينة لأنّه أيضاً كما جاء في التقرير واضح جداً أنّ هذه البلدية على مرّ سنوات الاحتلال هي أداة من أدوات الضغط على الفلسطينيين. هي أداة من أدوات الهدم في (القدس)، هي أداة من أدوات عدم إنصاف الفلسطينيين حتّى في أبسط الخدمات. وطبعاً اليوم، حتّى الخدمات الموجودة من قِبَل الاحتلال ليست منّة كما هو معروف. حسب القانون الدولي الاحتلال يُمكن أن يجمع ضرائِب لكن المُفترض أن يعيد هذه الضرائِب بشكل خدمات ممنوع أن يستفيد منها. نحن نرى العكس، الاحتلال على العكس، يستفيد من كلّ الضرائِب التي يجبيها منّا، يجبي حوالى 35 في المئة من ميزانيته ويصرِف علينا تقريباً خمسة في المئة وهذا حسب اعترافهم. فبالتالي لا يُمكن أن تعبِّر هذه عنّا كفلسطينيين إطلاقاً</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "زياد"، هذا بالنسبة لمواقفك، اسمح لي، لكن لكي أيضاً نُفسِّر وجهة النظر هذه، أنت تفضّلت بكلّ هذه المُعطيات اسمح لي أن أعرِض لك وجهة نظر من يؤيِّد الانتخابات، من يؤيِّد المُشاركة عفواً في الانتخابات ويدعو إليها وهي بعض النقاط التي تظهر أمامنا الآن على الشاشة. يقولون بأنّ فوائِد المُشاركة إذا تمّ الاتفاق على مُرشّح ووُقِّعت صفقة لدعمه موقّعة مقابل مبادئ وشروط لصالِح أبناء المدينة فإنّ ذلك سيكون لصالِح الوجود العربي في المدينة وسيبدأ كلّ المرشّحين أخذ الأصوات العربية في الحسبان. ثانياً، إذا تمّ تشكيل قائِمة عربيّة موحّدة تخوض الانتخابات البلديّة وتتلقّى دعم جميع أبناء (القُدس) فإنّ العرب المقدسيين سيحتلّون أكثر من ثلث مقاعِد المجلِس البلدي. ثالثاً، إذا قرّر المقدسيون المُشاركة في الانتخابات فإنّ سياسة البلدية بأكملِها تجاه العرب المقدسيين ستتغيّر بأكملها وأعضاء المجلِس البلدي سيأخذون في الحسبان الصوت العربي. وأخيراً المُشاركة تعني أنّ (القدس) بشطريها الغربي والشرقي هي للشعبين العربي والإسرائيلي على حدٍّ سواء، وهذه المُشاركة ستؤدّي إلى تأكيد العروبة لا شطبها. تعليقك على هذا الكلام أُستاذ "زياد"؟</p>
<p><strong>زياد الحموري</strong>: دعينا نأخذ الأُمور من زاوية أحد أحزاب اليسار، بالتحديد "ميرتس" الموجود في البلدية وموجود في عدد غير قليل من المراكز. طبعاً استلموا بعض المراكز الحسّاسة منها أظنّ نائِب رئيس البلدية وادّعوا طوال الوقت أنهم يُحاولون أن يخدموا الفلسطينيين بقدر الإمكان وإلى آخره ويريدون أن يمنعوا الهدم ويريدون أن يمنعوا المُصادرات وإلى آخره. حتّى هذه الدقيقة وهُم يُشكّلون نسبة غير ضئيلة ولم يستطيعوا وقف هدم منزِل واحد</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نعم</p>
<p><strong>زياد الحموري</strong>: هدم بيت واحد في (القدس) لم يستطيعوا، وطبعاً في المقابل لم يستطيعوا إعطاء أيضاً رُخَص للفلسطينيين قد تحلّ مشاكلهم. الشيء الآخر أنّه حتّى تحسين خدمات، في عملية لمّ الخدمات ربما اليوم أيضاً لا يُمكن تحسين تجميع الخدمات لو كان ليس بنسبة الثلث بل أكثر من الثلث، هذه قضيّة سياسية من الدرجة الأولى. القضيّة السياسية أن يحصروا الفلسطينيين بقدر الإمكان، يمنعوا عنهم كلّ الخدمات، يمنعوا عنهم التعليم، يمنعوا عنهم حتّى الصحّة إذا تمكّنوا وأيضاً أن يُخففوا من القضايا الصحية لأنّه في نهاية المطاف المعركة الموجودة في (القدس) هي معركة، تفضلي</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أعتقد بأنّك في هذه الإجابة أجبتني على السؤال التالي الذي أيضاً أطلب منك تعليقاً عليه، لكن في كلّ الأحوال سنستمِع سوياً إلى ما قاله الناشط السياسي والمُستشار للشؤون العربية "نسيبة خطيب" لموقع "بانيت". هو بالمناسبة يتحدّث عن مُحاولة تشكيل قائِمة عربية تخوض الانتخابات وتواجه القائِمة اليهودية، نستمع إلى ما قاله ومن بعد هذا طبعاً سأعود إليك للتعليق</p>
<p><strong>الناشط السياسي والمستشار للشؤون العربية "نسيبة خطيب" – موقع "بانيت</strong>: "القائِمة العربية" وضعت في سلّم أولوياتها وقف تجميد أوامر هدم المنازل العربية في شرقيّ (القدس)، والعمل على توسيع البُنية التحتيّة والنهوض بجهاز التربية والتعليم وبناء المدارِس والروضات والقضاء على البطالة والاهتمام بالشباب المقدسي إضافةً إلى إعطاء التراخيص اللازِمة للبناء ومُساعدة المقدسيين في نيل حقوقهم</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه أُستاذ "زياد" عناوين طموحة جداً وأعتقد أنّها تُلبّي طموحات كلّ المقدسيين. هلّ "قائِمة عربية موحّدة" قادرة على أن تفرِض هذا الأمر إذا لم يستطع أعضاء في حزب "ميرتس" أن يقوموا بهذا الأمر من داخل البلدية؟ ما رأيك؟</p>
<p><strong>زياد الحموري</strong>: في اعتقادي هذا غير قابل للتحقيق إطلاقاً، وأنا في اعتقادي أنّ هناك عشرات آلاف أوامر الهدم الموجودة في (القدس) التي ستُنفّذ ولن تستطيع لا "ميرتس" ولا أيّة قائِمة أُخرى وقف قضايا الهدم هذه. تحسين البُنية التحتيّة، نحن نرى أنّ تحسين البُنية التحتية في الأماكن التي فيها مُستوطنون يُحسّنون البُنية التحتيّة لكن الأماكن التي فيها فلسطينيين ليس فقط لا يحسنون البُنية التحتيّة، أيضاً يمنعون الناس، على سبيل المثال في داخل البلدة القديمة، في داخل الأسوار يمنعون الناس من ترميم منازلهم والمنازل تكون في حاجة ماسّة كما سمعتم ربما في حيّ "القِرَمي" وغيره</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نعم، نعم، طبعاً. ولكن إذا كان هناك عرب داخل البلدية ألا يستطيعون أن يُحدثوا تغييراً ما؟</p>
<p><strong>زياد الحموري</strong>: لا يُمكن. نحن نرى أماكن كثيرة فيها عرب واليوم هذه سياسة لا يُمكن تغييرها لأنّ هناك عضوين أو ثلاثة أو خمسة، لا يُمكن تغييرها. الأهمّ أنّ أيّة قائِمة يُمكن أن تُشارِك، على العكس، تُكرِّس ضمّ (القُدس). كلّ فلسطيني في (القدس) غير قابل للاعتراف بهذا الضّم تحت أيّ مُستوى. صحيح أنه يتعامل مع الدوائِر الرسمية الإسرائيلية لأنّه مضطرّ، وبين أن يأخذ ترخيصاً وبين أن يضطرّ إلى دفع ضرائِب إلى آخره لكن لا يعترِف بالسيادة على (القدس) لأنّ (القدس) هي منطقة مُحتلّة حسب كلّ الاتفاقيات، حتّى حسب اتفاقية (أوسلو)، هي جزء من الأراضي المُحتلّة. فبالتالي مُحاولة فرض أمر واقع، نعم</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "زياد" هناك عوامل كثيرة تُشجِّع على المُقاطعة نستعرِضها سوياً. القانون الإسرائيلي لا يُلزِم أو يُجبر حامل بطاقة الهويّة الزرقاء على الإدلاء في صوته في الانتخابات. الصوت العربي لم تكن له فائِدة سوى للمرشّحين اليهود. المُشاركة تعني كما سبق وذكرت القبول بسياسة ضمّ (القُدس)، المُشاركة تعني القبول بما تقوم به بلدية الاحتلال في (القدس) والاعتراف بسياستها المُميّزة والعُنصرية ضدّ العرب في المدينة. هذا العام كيف سيكون الحال؟ هلّ سنشهد أيضاً نسبة مُقاطعة كبيرة كما المرّات السابقة؟</p>
<p><strong>زياد الحموري</strong>: طبعاً، طبعاً. اليوم، كلّ الجهات الرسمية والشعبية في (القدس) وخارِج (القدس)، "مُنظّمة التحرير" والفضائِل الفلسطينية، كلّ الفعاليات المقدسية، الناس العاديين، كلّهم يدعون ويجدّدون الدعوة للمُقاطعة وليس فقط أنّهم يدعون للمُقاطعة، يُجدّدون الدعوة ويُذكّرون الناس المضطرّين كما قُلت بين قوسين، المضطرين للذهاب لسبب أو لآخر إلى الانتخاب، تُذكّرهم أنّ الانتخابات لن تُفدهم بل على العكس، على المدى البعيد تضُرّ لأنّ (إسرائيل) طبعاً في نهاية المطاف، أشاركوا هؤلاء الناس أم لم يُشاركوا سيكونون هدفاً للإبعاد عن المدينة، سيكونون هدفاً لكلّ الانتهاكات التي تحدُث. إذا أحدهم انتخب وعنده بيت معرّض للهدم، هذا لن ينقذ بيته بل العكس، سيهدمون بيته كما قرّروا وسيقولون في نهاية المطاف أنّ هذا الشخص صوّت لنا إذاً هذا من الناس الراضين ضمّ (القدس) والراضين بأنّ (القدس) وحدة وأنّ (القدس) عاصمة للشعب اليهودي كما يُطرَح على ألسِنة الساسة الإسرائيليين. واضح عندما يُقال أنهم يريدون (القدس) عاصمة للشعب اليهودي، بمعنى يُريدونها فارِغة من كلّ فلسطيني سواء صوّت أو لم يُصوِّت. لا يريدونه في نهاية المطاف أن يكون موجوداً في (القُدس)</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أشكُرك أُستاذ "زياد الحمّوري" محامي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، كنت معنا من (القدس)، شكراً لك على هذه المُشاركة في "خلف الجدار". مُشاهدينا، في القسم الأخير من برنامجنا سنُتابِع في موضوع الانتخابات. بينما هناك مُقاطعة في (القدس) هناك مُنافسة على أشُدّها في البلدات العربية داخل (إسرائيل). تابعونا لنتحدّث بشكلٍ مُفصّل أكثر عن هذا الموضوع بعد الفاصل </p>
<p><strong><u>مقدّمة المحور الفلسطيني</u></strong></p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: من جديد نرحّب بكم في "خلف الجدار"</p>
<p>- ورود الحُزن والأسى تناثرت في بحر (عكّا) عزاءً لروح ضحايا الحرب والغرق الفلسطينيين والسوريين الهاربين من لجوءٍ إلى لجوء، فلا استقبلتهم أرض ولا رئِفَ بهم بحر. نُشطاء فلسطينيون أقاموا هذا النشاط تعبيراً عن وحدة الوجع والمصير</p>
<p>- وفي نشاطٍ آخر قامت مجموعةٌ من فلسطينيي الداخل بتنظيم وقفةٍ احتجاجية ضدّ نيّة الحكومة الإسرائيلية بيعَ "خان العَمَدان" في (عكّا) الذي تسعى (إسرائيل) إلى تحويله لفندق بهدف طمسِ معالِم (عكّا) العربية والإسلامية</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه كانت أخبارُنا والآن نتحوّل لنتحدّث عن انتخابات البلدية في البلدات العربية داخل (إسرائيل) </p>
<p><strong><u>المحور الفلسطيني</u></strong></p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: يتّجه الفلسطينيون داخل (إسرائيل) من جديد إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي سُلطاتهم المحلّية، وبين الأمل بتحسين ظروفهم المعيشية وانتشار ظاهِرة الفساد في البلديات والإدارات لا يأمل كثيرون من هذه الانتخابات في إحداثِ فرق. هذا ما سنناقشه ونتحدّث عنه في هذا المحور من "خلف الجدار" مع الدكتور "يوسف جبارين" وهو مُحاضِر جامعي ورئيس مركز دراسات، يُحدّثنا من (الناصرة)، أهلاً بك دكتور "جبارين". قبل أن نبدأ معك الحوار نذهب إلى "هناء محاميد" وتقريرها عن هذه الانتخابات</p>
<p><strong>تقرير- هناء محاميد </strong></p>
<p><strong>هناء محاميد</strong>: في الثاني والعشرين من الشهر الجاري ستُجرى انتخابات السُلطات المحليّة في (إسرائيل). خمسة ملايين ونصف المليون تقريباً هو عدد أصحاب حقّ الاقتراع عموماً من بينهم مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سينتخبون مجالِسهم وبلدياتهم المحليّة</p>
<p><strong>صاحب حقّ اقتراع 1</strong>: طبعاً نحن ذاهبون لندلي بأصواتنا في الانتخابات البلدية. طبعاً التصويت يدلّ على أنّ كلّ إنسان يُدلي برأيه وحتّى يُدلي كلّ الناس برأيهم ويكون هذا مُشتَرك في كلّ البلد</p>
<p><strong>صاحب حقّ اقتراع 2</strong>: صوتنا اليوم ليس عشوائياً، اليوم صوتنا صوت هوية، نريد خدماتٍ للبلد لا أكثر ولا أقلّ. نحن لا ننحاز إلى أيّ أحد، نحن مع الكلّ والله يولّي الصالح </p>
<p><strong>هناء محاميد</strong>: نسبة التصويت بين المواطنين العرب على العكس تماماً مما هي عليه في الانتخابات البرلمانية، قد تتجاوز التسعين في المئة. وفيما تُعاني كافة السُلطات المحليّة العربية من شُحٍّ وتمييزٍ في الميزانيات والموارِد يرى المواطنون أنّها المسؤولة عن تقديم كلّ الخدمات في مجال الصحّة والتعليم والبُنية التحتيّة وغيرها</p>
<p><strong>خلود بدوي – مرشّحة لعضوية بلديّة الناصرة</strong>: السُلطة المحلية هي المسؤولة عن خوض المعارِك السياسية مع المؤسسة الإسرائيلية العُنصرية من أجل تحصيل أقصى الحقوق للمواطن العربي. طبعاً نحن نتحدّث عن الحقوق التي من المفترض أن تكون أساسية ومضمونة لأيّ مواطن، ولكن في سياق دولة (إسرائيل) كونها دولة يهودية وعُنصرية، السلطة المحليّة يتوجّب عليها وهي التي تأخذ الدور في الحرب أو مجابهة السُلطات الإسرائيلية من أجل الحصول على خدمات أساسية لكل بلدة عربية أينما كانت</p>
<p><strong>هناء محاميد</strong>: معركة الانتخابات الداخليّة هذه هي معركةٌ بشكلٍ أو بآخر أيضاً على وجه وصورة المُجتمع الفلسطيني داخل (إسرائيل). العائلية لها نصيبٌ كبير في التنافُس كما أنّ الطائِفية وإن توارت خلف شعاراتٍ مُختلفة تُطِلّ برأسها في بعض البلدات ما يرفعُ من مسؤولية الأحزاب السياسية الوطنية لتحسِم المعركة لصالِح مُستقبل الناس</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: سنبدأ بما ختمت به زميلتنا "هناء محاميد". طبعاً استمعنا في هذا التقرير إلى رأي الشارِع دكتور "يوسف"، وأيضاً إلى الرأي الأخير الذي يتعلّق بالعشائِرية والطائِفية. هناك من يقول أنّ المُجتمع العربي في (إسرائيل) لديه مساحة واسعة من الديمقراطية ولكنّه حوّلها إلى منهج عشائِري طائِفي. هلّ لديك نفس الرؤية لهذه الانتخابات؟ لما يحصل فيها؟</p>
<p><strong>د. يوسف جبارين – مُحاضِر جامعي ورئيس مركز دراسات</strong>: في الحقيقة أنا أختلِف أنّ هنالِك مساحة كبيرة من الديمقراطية. في نهاية الأمر الحكم المحلّي العربي كما نُسمّيه في مُصطلحاتنا هو حُكم محلّي محدود جداً. في اعتقادي هو أقرب إلى إدارات محليّة داخلية. الصلاحيات التي تتمتّع الحكومة المحليّة، التي تتمتّع بها المجالِس المحليّة هي صلاحيات محدودة، والموارِد التي تملكها هذه المجالِس هي أيضاً موارِد محدودة من ناحية الميزانيات، من ناحية الأراضي، من ناحية المُنشآت العامّة، فلذلك يبدو لي أنّ عملياً هذه المجالِس هي آخر أو ما تبقّى من مساحة للحراك الداخلي لدى المُجتمع الفلسطيني في الداخل، من هنا نجِد هذا التنافس الكبير. الآن لا شكّ أنّ ضمن هذا التنافس في العديد من الأماكن وخاصّةً أقول في القرى الصغيرة ولكن أيضاً في بعض المُدن نعم، تدخُل اعتبارات غير موضوعية، تدخل اعتبارات عائِلية في الأساس مما في اعتقادي يؤثِّر سلباً على جودة الحُكم، على جودة الانتخابات وعلى القرارات الصحيحة التي من الممكن أن يتّخذها المواطن في هذه الحال</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "جبارين"، إذا أردنا أن نتحدّث عن الانتخابات هذا العام هناك الكثير من الأصوات التي تنتقِد الفساد الموجود داخل البلديات ليس فقط في المُجتمع العربي بالمناسبة، أيضاً في المُجتمع اليهودي ولكن نحن نتحدّث الآن عن المُجتمع العربي. لماذا هذا الفساد مُستشرٍ إلى هذا الحدّ في رأيك؟</p>
<p><strong>د. يوسف جبارين</strong>: نعم. الحقيقة أنّ الفساد داخل المُجتمع الفلسطيني في الداخل ليس أكثر من الفساد العام في الحُكم المحلّي داخل (إسرائيل) بشكلٍ عام، و(إسرائيل) أيضاً بحسب الاستطلاعات العالمية هي دولة عادة تكون في أعلى التدريج العالمي من ناحية الفساد المُستشري. بالنسبة إلى الحُكم المحلّي، كما قلت، هناك عوامل دخيلة دخلت على الانتخابات في الحُكم المحلّي، هنالِك عوامل دخيلة غريبة غير موضوعية أيضاً في العملية الانتخابية مثل العائِلية وأحياناً الطائِفية وأحياناً أيضاً حتّى بين الحارات. هذه العوامل تؤدّي في نهاية المطاف إلى انتخاب شخصيات غير جديرة بأن تكون في هذه المراكز القيادية، فهذا طبعاً بالتالي قد يُحدِث مثل هذا الفساد الذي نتحدّث عنه من ناحية التعيينات، من ناحية توزيع الخدمات وما شابه. ولكن من ناحية أُخرى من المُهمّ الإشارة إلى أنّ سياسات التمييز التي تُمارسها الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة ضدّ الفلسطينيين في الداخل أدّت عملياً إلى أن تحصُر مساحة هذا الحراك للفلسطينيين فبقي عملياً الحُكم المحلّي. هذه المجالِس والعاملين في هذه المجالِس هي عملياً ما تبقّى للفلسطينيين من ناحية فُرَص العمل ومن ناحية التطوُّر الاقتصادي وبالتالي أحدثت منافسة شديدة وأحياناً غير نزيهة وأحياناً غير موضوعية. طبعاً هذا هو جانب من الصورة ولكن الجانب الآخر من الصورة أنّه في الكثير من الأماكِن كما رأينا في (الناصرة) بشكلٍ خاصّ هنالِك تنافُس حضاري، هنالِك تنافُس حزبي وهنالِك أحزاب تُشارِك في العملية الانتخابية. بلدية الناصرة تُقاد من قِبَل "جبهة الناصرة الديمقراطية" منذ سنوات بشكلٍ بعيد عن الفساد وبعيد عن المحسوبيات وبمهنية كبيرة. وفي اعتقادي، هذا يُعطي مثالاً ونموذجاً لإمكانية فعلاً أن يُدار الحُكم المحلّي وأن تُدار سُلطاتنا المحلية بشكلٍ مهني وبشكلٍ وطني وبشكلٍ يجعل من هذه المجالِس البلدية والقروية فُرصة للتغيير وأيضاً ركيزة لنضال الفلسطينيين في الداخل وليس كما تُريده لنا الحكومة الإسرائيلية</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: ماذا ينقُص باقي البلدات لكي تكون كـ(الناصرة)، طبعاً (الناصرة) مدينة كما نعلَم، هلّ لهذا العامل، أنها مدينة والبلدات الأُخرى ربما صغيرة، لذلك هذا الأمر يتعزّز؟ هذا الوجه غير المرغوب به؟ وما الذي ينقُص لكي تتعزّز هذه التجربة الديمقراطية الحضارية التي نُشاهدها في (الناصرة) لكي نُشاهِدها في المناطق الأُخرى الفلسطينية؟</p>
<p><strong>د. يوسف جبارين</strong>: نعم، في اعتقادي كما قلت، (الناصرة) هي فعلاً نموذج إيجابي في هذا الإطار وقد تكون أيضاً بعض البلدات الكبيرة أكثر. مما لا شكّ فيه أنّ لكُبر المدينة والثقافة الموجودة هناك، للخطاب الحضاري، لمُستوى الوعي الثقافي، لمُستوى الوعي الوطني، هذه كلّها عوامل تؤثِّر إيجاباً على تحسين ونجاح المجالِس البلدية. من جهة أُخرى يبدو أنّه فعلاً، في القُرى الصغيرة ما زالت الارتباطات العائِلية تؤثِّر بشكلٍ واضح على معايير الانتخابات. وكما قلت، يبدو أنّ الموارِد القليلة المتوفّرة لدى الفلسطينيين هي أيضاً تأتي بنتيجة سلبية بحيث يكون هنالِك هذا التنافُس الشرس أحياناً على ما تبقّى من إمكانيات العمل ومن فُرَص اقتصادية يُمكن أن يوفِّرها الحُكم المحلّي. فأقول أنا، كُبر المدينة هو عامل مُهمّ ولكن أيضاً حاجتنا أيضاً هي تغيير الثقافة بشكلٍ عام والتشديد على مسألة ضرورة أن تكون هنالِك قيادة مهنية، قيادة وطنية وقيادة تعتمِد على العمل المهني</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "جبارين"، بما أنّك تتحدّث عن الموارد القليلة التي تصل إلى البلديات طبعاً هذه نُقطة مُهمّة جداً مُقارنةً بالأموال التي تصل إلى البلدات اليهودية في المُقابل. إذا أردنا أن نُقيم ميزاناً أو أن نحسُب بالأرقام كم يصل إلى العرب أو كم يصل إلى البلدات اليهودية ولا يصل إلى البلدات الفلسطينية داخل (إسرائيل)؟</p>
<p><strong>د. يوسف جبارين</strong>: نعم، غالبية الفلسطينيين في (إسرائيل) يسكنون في البلدات العربية الفلسطينية، أكثر من ثمانين في المئة، فلذلك نسبة العربية حوالى الخُمس بالنسبة للبلدات داخل الدولة، هذا ما يُشكّله الفلسطينيين. من المفروض، لو تعاملت الحكومات بمنهج المُساواة مع الفلسطينيين لأن يحصلوا على خمس الميزانيات والموارِد العامة المتوفرة. الحقيقة هي أنّ ما يحصل عليه الحُكم المحلّي والبلدات العربية هو فقط من الفُتات. لو قسنا نسبياً نرى أنّ ما يحصل عليه المواطن العربي الفلسطيني في الداخل قد يصل إلى فقط الخُمس في أحسن الحالات مما يحصل عليه المواطن اليهودي، وهذه السياسة مُتّبعة طوال سنوات عديدة وهي عملياً خلقت فجوة اقتصادية واجتماعية كبيرة ما بين المُجتمع اليهودي من ناحية مُجتمع الأغلبية وبين المُجتمع الفلسطيني. هذا طبعاً أدّى إلى أن يكون عملياً المُستوى الاقتصادي والاجتماعي داخل بلداتنا العربية هو مُستوى مُتدنٍّ، أضف إلى ذلك أنّ السياسات الإسرائيلية واصلت مُصادرة أراضي الفلسطينيين، حرمانهم من الموارِد بشكلٍ عام، وكما قلنا في العديد من هذه الأبحاث أنّ البلدات العربية تحوّلت إلى غيتوهات مُحاصرة من البلدات اليهودية تفتقِر إلى الموارِد الحكومية اللازمة لتطويرها. من هنا أُريد أن أؤكِّد على أهمية أن ننشُر في مُجتمعنا ثقافة القيادة المهنية حتّى فعلاً نقف في طليعة النضال من أجل تحقيق حقوقنا الوطنية والقومية على وطننا</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "يوسف"، لنختُم معك هذا الحوار، الآن في هذه الانتخابات ما الجديد الذي ستأتي به هذه الانتخابات؟</p>
<p><strong>د. يوسف جبارين</strong>: أتمنّى، وهذه أكثر أمنية، أتمنّى فعلاً أن يُقرّر الناخب الفلسطيني في اتجاه انتخاب قيادة مهنية، قيادة وطنية. نحن في حاجة إلى أن تكون قيادة محلية على مُستوى لائِق من أجل أن تقود نضالنا داخِل هذه البلاد، من أجل أن تقود صمودنا في مواجهة سياسات التفرِقة العُنصرية، سياسات التمييز والإقصاء. فلذلك آمل أن يقف الناخب الفلسطيني أمام هذا التحدّي وأن ينتخِب قيادات في المُستوى الذي نُريده حتّى فعلاً تتحوّل هذه القيادات إلى رافعة للتغيير داخل مُجتمعنا وإلى ركيزة للنضال ضدّ السياسات الحكومية التي تُريد تهميشنا والتي تُريد أن تحرِمنا من التطوُّر في وطننا وفي بلادنا</p>
<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: شكراً دكتور "يوسف جبارين"، مُحلل جامعي ورئيس مركز دراسات كنت معنا من (الناصرة). شكراً لك على انضمامك إلى حلقة هذا الأُسبوع من "خلف الجدار". مُشاهدينا إلى هنا تنتهي هذه الحلقة من برنامجنا. طبعاً يُمكنكم أن تتواصلوا معنا طيلة الأُسبوع عبر "تويتر" و"فيس بوك" وأيضاً عبر الـ E-Mail وأشكر كلّ العاملين في "خلف الجدار" ونلقاكم الأُسبوع المقبل بإذن الله. إلى اللقاء</p>
<p> </p>
<p> </p>