26-10-2013

مشاريع قوانين في الكنيست قد تطيح بالائتلاف الحكوميّ لنتنياهو، وتصريحات مسؤولين اسرائيليين قد تودي بملف التسوية الى حائط مسدود، وفي صالح من تصبّ نتائج انتخابات المجالس المحلية في القدس وأراضي ال48!؟الضيوف: د. عباس اسماعيل – رئيس قسم الشؤون الاسرائيلية في الميادين، عمر الغول - مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني، نجمة علي - محاضرة للعلوم السياسية في جامعة القدس

نص الحلقة

<p><strong>لانـا مدوّر</strong>: مساء الخير وأهلاً بكم إلى "خلف الجدار"، البرنامج الذي نُطلّ فيه على المشهد الإسرائيلي</p> <p>- "تحصين القدس"، بهذا القانون ستواجه (إسرائيل) المُفاوضات مع الفلسطينيين بعد مواجهةٍ داخليّة بين أحزابها الموافقة عليه والمُعترِضة على إقراره</p> <p>- وتزامناً، لا يخرج لقاء السبع ساعات بين "نتنياهو" و"جون كيري" بما يكسر الجمود ويؤسّس لمرحلةٍ جديدة من التوافق على ملفّات (إيران) و(فلسطين)</p> <p>- أمّا القسم الأخير فنُخصّصه لنتائِج انتخابات البلديات في البلدات العربية عبر التحليل وقراءة النتائِج والاتهامات المُتبادلة</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه هي إذاً مواضيع "خلف الجدار" لهذه الليلة والآن نبدأ مُباشرةً بالمحور الداخلي وبعض الأخبار نبدأها مع الشأن المالي</p> <p>- فبعد أشهرٍ من الترددّ والتخبّط عُيّنت الدكتورة "كارنيت فلوغ" في منصب مُحافِظة "بنك إسرائيل" خلفاً للمُحافِظ السابق المُستقيل "ستانلي فيشر"</p> <p>- أمّا اقتصادياً فدعا وزير الاقتصاد الإسرائيلي "نفتالي بينيت" إلى وضع الخلافات جانباً في قضية استخراج الغاز لما فيه مصلَحة (إسرائيل)</p> <p>- وأخيراً أجرى "بنيامين نتنياهو" نقاشاً خاصّاً يتعلّق باستعداد الجبهة الداخلية أمام الهزّات الأرضية على خلفية الهزّات الستّ التي ضربت شمال (إسرائيل) في الأيام الأخيرة</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه هي إذاً الأخبار أمّا الآن فنذهب لنناقش موضوع المحور الداخلي المتعلِّق بالقوانين الخلافية داخل الكنيست</p> <p><strong><u>المحور الداخلي</u></strong></p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: مجموعةٌ من القوانين ستُشكّل مادة سجالٍ داخل الكنيست وستنعكِسُ أيضاً على أداء الحكومة والتحالف الذي يضمّها وتقسم اليمين واليسار وأحزاب المركز والأحزاب اليمينية المُتطرّفة، هذا إضافةً إلى انتخابات بلدية (القدس) وما أحدثته من تصدُّعٍ بين "إسرائيل بيتنا" و"الليكود" والتحالف الذي من المفُتَرض أن يكون بينهما. للحديث عن هذه المواضيع معنا في المحور الداخلي كالعادة دكتور "عباس إسماعيل" رئيس قسم الشؤون الإسرائيلية في "الميادين"، أهلاً بك دكتور "عبّاس". قبل أن نبدأ في النقاش كالعادة نذهب إلى تقرير يعرِض لنا ما هي أبرز القوانين التي تُثير مادّة سجالية داخل (إسرائيل) حالياً؟</p> <p><strong>تقرير "الميادين"</strong></p> <p><strong>سحر حامد</strong>: الأُسبوع الأول من دورة الكنيست الشتوية وجملة تحدّياتٍ تصدّرت المشهد السياسي الإسرائيلي بدأت بقانونٍ يتعلّق بالمُفاوضات حول القُدس، قانونٌ من شأنه أن يُفتّت الائتلاف ويكون الخيط الفاصل في المُفاوضات مع الفلسطينيين. القانون الذي يتطلّع مؤيّدوه إلى وقف أيّة مُفاوضاتٍ مستقبليةٍ حول (القدس) من خلاله يرى فيه مُعارِضوه مغالطاتٍ دستورية ومخاطِرَ أمنية وسياسية وديموغرافية. حربٌ بدأها اليمين على المُفاوضات واستكملها على محكمة العدل العليا عبر عددٍ من القوانين في مُحاولةٍ للسيطرة منه على المحكمة وشلّ فعاليتها. يُعرِب عن عزمه أيضاً على الدّفعِ قُدماً بمشروعِ قانونٍ يُعرِّف (إسرائيل) بأنّها دولةٌ قوميّةٌ يهودية. اندفاعة اليمين القومي والديني هذه تصطدم بتحالفٍ من أحزاب الوسط واليسار وتؤجّج الخلافات داخل الائتلاف، خلافاتٌ تعلو حدّتها على وقع نتائِج انتخابات بلدية (القدس)، فخسارة تحالف "درعي &ndash; ليبرمان" قد تترُك تأثيرها على تحالف "ليبرمان &ndash; نتنياهو" من جهة وعلى مكانة "درعي" داخل حركة "شاس" من جهةٍ ثانية</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: سنبدأ مُباشرةً بالقوانين دكتور "عبّاس" وبالقانون الذي يهُمّنا أيضاً كعرب بشكلٍ عام ويهمّ الفلسطينيين وهو قانون "تحصين القدس". من تقدّم بهذا القانون؟ لماذا يتُمّ تقديم هذا القانون وما هي خطورة هذا القانون؟ &nbsp;</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: في الدرجة الأُولى طبعاً هو لا يزال اقتراح قانون ولم يُقرّ سوى في لجان التشريع الحكومية. المُفارقة أنّ هذا القانون لم يتقدّم به أحد من الائتلاف الحكومي، الذي تقدّم بهذا الاقتراح القانون هو عضو الكنيست "يعقوب ليتسمان" وتمّ طرحه في الاجتماع الذي عُقِدَ للجنة التشريع الوزارية يوم الأحد الماضي وتمّ إقراره بأغلبية ستة أصوات مقابل أربعة تقريباً. صوّتت لصالِحه أحزاب "الليكود" &nbsp;و"الليكود بيتنا" و" إسرائيل بيتنا" إضافةً إلى حزب "البيت اليهودي، وهذا ما أثار غضباً شديداً عند "تسيبي ليفني" التي لكونها وزيرة العدل هي التي ترأس اللجنة وهي أيضاً مسؤولة عن طاقم المُفاوضات، وبالتالي لأنها تعني وتُدرِك ما لهذا الاقتراح القانون من دلالات خطرة على موضوع المُفاوضات، لذلك هذا الاقتراح القانون إذا ما تسنّى له أن يسلُك طريقه نحو الكنيست وتم إقراره هذا يُعتَبر ضربة كبيرة جداً لموضوع المُفاوضات وأيضاً من شأنه أن يُحدِث أزمة كبيرة جداً داخل الائتلاف الحكومي</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: كان ممكن أن يُفضّ ائتلاف حكومي في رأيك دكتور "عبّاس" على خلفية هذا القانون؟</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: يمكن القول أنه لا يُمكن أن تبقى "تسيبي ليفني" في الحكومة</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أن تقبل على نفسها</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: في ظلّ هكذا قانون، وكذلك ربما ينطبق الأمر على "يائير لابيد"، لماذا؟</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: لأنهما دخلا الحكومة لأجل هذا الهدف</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نعم، تحديداً "تسيبي ليفني" و"يائير لابيد" وإن كان لديهما مواقف من موضوع تقسيم (القدس) ولكن هكذا قانون إذا أردنا أن ندخُل على دلالاته السياسية مُباشرةً، هذا القانون ماذا ينُص؟ هذا القانون ينُصّ على أنّه لا يحُقّ للحكومة أن تُجري مُفاوضات حول (القدس) من دون موافقة ثمانين عضو كنيست. ونقطة البند الثاني في القانون، في حال أرادت الحكومة أن تخوض هكذا مُفاوضات وتوصّلت إلى اتفاق فهذا الاتفاق ليست له أيّة قيمة لأنه غير قانوني وغير دستوري. بالتالي، هذا ماذا يعني؟ يعني أنّ الحكومة الإسرائيلية لا يجوز لها أن تجري أيّة مُفاوضات حول (القُدس)، ومن المعروف والمُتّفق عليه أنّ (القدس) هي نُقطة وبند رئيسي جوهري جداً من أيّة مُفاوضات تجري بين (إسرائيل) والسُلطة الفلسطينية، وبالتالي هذا يعني أنه لا جدوى ولا معنى لأيّة مُفاوضات تجري وبالتالي حكماً الأفضل ألّا تجري المُفاوضات وهذا يُعتَبر والكثير من المراقبين في (إسرائيل) يعتبرونه بمثابة دقّ المسمار الأخير في نعش المُفاوضات الآيلة إلى تسوية</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: في كلّ الأحوال دكتور "عبّاس" نحن سنتطرّق إلى هذا الموضوع كثيراً في المحور الثاني، موضوع المفاوضات انطلاقاً أيضاً من هذا القانون ومن يُسوِّق له. ننتقل إلى الموضوع الآخر وهو اقتراح قانون تعيين رئيس محكمة العدل العليا، هذا أيضاً يُثير جدلاً كبيراً. هناك أطراف تُحاول السيطرة على محكمة العدل العليا وعلى قوتها القضائية داخل (إسرائيل). من مصلحته أن يتم تقويض السُلطة القضائية الآن بين الأطراف السياسية في (إسرائيل)؟ ومن يقف في المواجهة؟</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: لو سمحتِ فقط لي أن أعود قليلاً لكي أُكمِل الصورة. القانون الذي كنت أتحدّث عنه "تحصين القُدس" الآن استأنفت عليه "تسيبي ليفني" وبالتالي الآن يوضع جانباً بانتظار رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" لتحويله إلى جلسة الحكومة ككلّ، و"نتنياهو" تعهّد بأنه لن يُحيله إلى جلسة الحكومة ويُمكن ألّا يتمّ إقراره ولكن مُجرّد إثارته تُثير الكثير من علامات الاستفهام خاصةً أنّ من أثاره هو اليمين، نفس الجهة التي أثارت هذه القوانين المتعلّقة بمحكمة العدل العليا والتي تهدف بشكلٍ أساسي إلى تقليص صلاحيات محكمة العدل العليا وإلى كفّ يدها عن التدخّل في القوانين وأيضاً إلى تسييس محكمة العدل العليا، وهناك انطباع أو اعتقاد عند أحزاب اليمين في (إسرائيل) بأنّ محكمة العدل العليا تُعتَبر معقلاً من معاقِل اليسار في (إسرائيل) ولا بدّ من دكّه وهو نفس الانطباع الذي يؤخذ على وسائِل الإعلام الإسرائيلية. منذ ولاية "نتنياهو" السابقة وحتّى هذه الولاية ونحن نشهد عمليّة ممنهجة لتقويض كلّ المؤسسات التي يعتبر اليمين أنّ لليسار تأثيراً فيها مثل محكمة العدل العليا وأيضاً الصحافة، وهذا ما حصل ونحن أمام سلسلة قوانين إذا أريد لها أن تُقرّ فهذا يعني أن تتآكل مكانة محكمة العدل العليا باعتبارها ناظماً وعامل توازُن ما بين الطروحات اليمينية المُتطرّفة وما بين الضرورات السياسية والضرورات الديمقراطية بالنسبة لـ (إسرائيل) ومن هنا تأتي خطورة هذه القوانين</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: عملياً، هلّ يُمكِن أن تُقرّ دكتور "عبّاس"؟ هلّ هناك إمكانية بالأرقام إذا أردنا أن نتحدّث، أن يُقرّ داخل الكنيست هذا القانون؟</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نحن أمام ثلاثة اقتراحات قوانين، هذه القوانين إقرارها رهن بموازين القوى داخل الكنيست. حتّى الآن إذا أردنا أن نُجري نوعاً من الاصطفاف، "البيت اليهودي" والأحزاب الدينية حتّى التي هي خارِج الائتلاف الحكومي مثل "شاس" و" يهودات هتوراه " إضافةً إلى "الليكود بيتنا"، كلّ هذه التيارات وكلٍّ لاعتباراته، اعتبارات "شاس" و" يهودات هتوراه " ليست بالضرورة نفس الاعتبارات الموجودة عند حزب "البيت اليهودي" أو "الليكود بيتنا". هذه الأحزاب مُجتمعةً نعم تملُك الأغلبية إذا أرادت أن تسنّ هذه القوانين لأنّ في مواجهتها يقف حزب "العمل" وحزب "هناك مستقبل" وحركة "ميرتس" وحتّى الآن الأحزاب العربية بعضهم من أعطى موقفاً وبعضهم لا ولكن موازين القوى تسمح بإقرار هذه القوانين ولكن السؤال هو ليس فقط عن موازين القوى، هلّ يُمكن لـ "نتنياهو" أن يسمح في ولايته بإقرار هذه القوانين نظراً لطابِعها اليميني ونظراً إلى أنه تعهّد سابقاً بأنّه لن يمُسّ بمكانة محكمة العدل العليا. هذه القوانين إذا أردنا أن نُفصِّل فيها قليلاً هي ثلاثة قوانين، القانون الأول هو</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: تعيين رئيس المحكمة</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: تعيين رئيس محكمة العدل العليا ونائِبه من قِبَل الكنيست. في السابق كانت اللجنة القضائية، لجنة تعيين القُضاة هي التي تُعيِّن رئيس المحكمة العليا وتُعيّنه وفقاً لمعايير أهمها الأقدمية وبالتالي، انتقال هذا التعيين إلى الكنيست يعني أن يُصبح التعيين سياسياً وهذا سوف يترك تأثيره على محكمة العدل العليا</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: الموضوع الآخر قانون تعديل هيئة لجنة قضاة المحكمة العليا</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: هذا القانون أيضاً إذا تحدّثنا عن هذه اللجنة، اللجنة تضمّ تسعة أعضاء للمحكمة العليا فيها ثلاثة أعضاء وللحكومة عضوان وللكنيست عضوان ولمكتب المُحامين عضوان أيضاً. الاقتراح هو أن يتمّ حذف عضوين من أصل ثلاثة من محكمة العدل العليا بحيث يبقى ممثل واحد فقط في محكمة العدل العليا في هذه اللجنة واستبدالهم بممثل أكاديمي وهو قاض متقاعِد من محاكم الصلح، هذا ماذا يعني؟ يعني تقليص قوّة وحضور محكمة العدل العليا في لجنة تعيين القضاة وهذا أيضاً مقابِل تعزيز العامل السياسي أي الوزراء وأعضاء الكنيست، وهذا أيضاً له علاقة بتسييس محكمة العدل العليا نتيجة التأثير في تعيين رئيسها</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: ومما أيضاً يدلّ بشكلٍ كبير دكتور "عبّاس" على هذا التسييس الاقتراح الثالث وهو إعادة سنّ قوانين أبطلتها محكمة العدل العُليا. نحن نعلم أنّ هذه المحكمة تُبطِل قوانين يُمكن أن تكون مُقرّة</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: هنا ربما إذا سمحتِ بيت القصيد لأنّه الآن محكمة العدل العليا لديها الصلاحية بموجب قانون أساس يُسمّى قانون "كرامة الإنسان وحريته وقانون العمل"، لديها الصلاحية أن تُلغي أيّ قانون يسنّه الكنيست إذا كان يتعارض مع هذه القِيَم الموجودة في القانون الأساس. الآن الاقتراح الذي تقدّم فيه القانون المطروح أنّه حتّى لو رفضت محكمة العدل العليا قانوناً ما يُمكن للكنيست إعادة سنّه بأغلبية 61 عضو كنيست فقط بينما في القانون الأساسي لا يحتاج القانون إلى أكثر من ثمانين عضو كنيست وهذا عملياً تقييد لمحكمة العدل العليا وتقليم لأضافرها في كلّ ما له علاقة بهذا الموضوع</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "عبّاس" قبل أن ننتقل إلى الموضوع الأخير الذي سنتحدث فيه في هذا المحور، هناك أيضاً مشروع قانون القومية، تطرّقنا إليه بشكلٍ متقطِّع في "خلف الجدار" ولكن هذا المشروع خطير جداً. لو تُخبرنا بشكلٍ سريع عن خطورة مشروع قانون القومية، من هي الأطراف التي تعمل لأجل إقراره وهلّ لديه حظوظ في أن يتمّ إقراره بالفِعل في الكنيست؟</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: هي نفس الأطراف، العامل المُشترك هي الأحزاب اليمينية مع "الليكود" ونحن هنا أمام "ليكود"، منذ الانتخابات أمام "ليكود" يميني متطرِّف، وهذا القانون، قانون "إسرائيل دولة يهودية قومية للشعب اليهودي، يلتقي تماماً مح طروحات "بنيامين نتنياهو" الذي يُطالب من الفلسطيني الاعتراف بـ (إسرائيل) دولة يهودية، وأخطر ما فيه أنّ (إسرائيل) فقط دولة لا يحقّ فيها إلّا لليهود بتقرير المصير وهذا يُهمِّش فلسطينيي عام 1948 ويُعطي (إسرائيل) طابعاً يهودياً محضاً يؤثِّر بالضرورة على فلسطينيي عام 1948 وعلى حقوقهم الجماعية وعلى أيضاً هويتهم الثقافية وبالتالي هو قانون قديم لكنه أيضاً يندرج ضمن سلسلة القوانين التي تهدف إلى تعزيز الطابع القومي اليهودي لـ (إسرائيل) وأيضاً الطابع اليميني الفاشي فيها</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: دكتور "عبّاس" لا بد أن نمرّ إضافةً إلى القوانين هناك أيضاً خلافات ممكن أن تنخُر تحالف البيت الواحد خصوصاً "إسرائيل بيتنا" و"الليكود". انتخابات بلدية (القدس) كانت محطّة مُهمّة وفاصلة، نُشاهد بعض الكاريكاتور الذي يُقرّبنا أكثر على الإشكالية. نُشاهد الآن هذا الكاريكاتور، لو تُخبرنا ماذا يقول</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: هذا رئيس بلدية (القدس) السابق "نير بركات" الذي فاز في الانتخابات يركُل "موشيه ليئون" الذي كان مُرشحاً من قبل "أرييل درعي" و "أفيغدور ليبرمان"، وهو بالمناسبة يركله إلى مُستوطنة "كيفاعتين" اسمها التي جاء منها "موشيه ليئون" ليترشّح في (القدس)</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هو ليس من (القدس)</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: هو ليس من القدس وجاء من "كيفاعتين" وهو الآن يرده إلى هذه المستوطنة</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نُشاهد الكاريكاتور الثاني الذي هو من صحيفة "معاريف"</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: أيضاً هنا " موشيه ليئون" يلملم أغراضه في سيارة نقل الأمتِعة ويعود إلى "كيفاعتين"، والذي يقود الشاحنة يبدو أنّه "أفيغدور ليبرمان" الذي جلبه في الأساس</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: موضوع ترشّحه في (القدس) كان مُستفِّزّاً على ما يبدو. أيضاً الكاريكاتور الأخير، ماذا نرى فيه دكتور "عبّاس"؟</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: هنا هوية أو صفة الشخصيات التي يُمكن لها أن تترشّح إلى رئاسة البلديات في (إسرائيل)، إمّا أن يكون عضو كنيست سابقاً أو أن يكون مسؤولاً حزبياً كبيراً أو أن يكون مُجرِماً وإمّا أن يكون حريدياً وبالتالي، لكي تكون رئيس بلدية يجب أن تكون واحداً من هذه المجموعة</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذا الكاريكاتور يفتح لنا النقاش على ماذا حصل في بلدية (القدس)، "نير بركات" المدعوم من اليسار فازَ على مُرشّح "إسرائيل بيتنا" وحركة "شاس" اليمينية المتطرفة، وهذا ما سيؤجّج الخلاف بين "بنيامين نتنياهو" و "أفيغدور ليبرمان". ماذا سيحصل الآن دكتور "عبّاس" بعد هذه الانتخابات؟ ماذا ستكون تداعياتها؟</p> <p><strong>د. عبّاس إسماعيل</strong>: نعم. "نير بركات" نعم كان مُرشّح اليسار والعلمانيين ودعمه حزب "البيت اليهودي" والحاخامات الصهيونية الدينية دعموه بقوّة وأصدروا بياناً من أجل دعمه، وأيضاً اللافت أنّه حظي بدعمٍ أيضاً من قسم من "الحريديم" في مواجهة تحالُف "درعي" -"أفيغدور ليبرمان" اللذان رشحا "موشيه ليئون" الذي كان مُديراً سابقاً لمكتب "نتنياهو". المُفارقة أنّ "ليئون" هو مرشح "الليكود بيتنا" من المُفترض ولم يحظَ بدعم "نتنياهو" ولم يتبنّه "نتنياهو" رسمياً، و"موشيه ليئون" عندما سئل عن الموضوع قال أنّ هناك اعتبارات خاصّة، وبعض المُراقبين حتّى في هذا الموضوع ردّوا الموضوع إلى "سارة نتنياهو" لأنه عندما كان مُديراً لمكتب "نتنياهو" في العام 1998-1999 لم يكن أيضاً على علاقة جيدة مع "سارة نتنياهو". في كلّ الأحوال خسارة "ليبرمان" و"درعي" في الانتخابات البلدية خلقت مُشكلة أو شرخاً بين "ليبرمان" وحزب "إسرائيل بيتنا" و"الليكود" وأيضاً خلقت مُشكلة داخل الصفّ الحريدي لأنّ "الحريديم" انقسموا خاصّةً "الحريديم الأشكيناز" بين اللتوانيين والحسيديين، انقسموا في دعمهم وأيضاً مسّت بمكانة "أرييل درعي" لأنّ "أرييل درعي" خسر في (القدس) كلّ أوراقه، كان يُراهِن على ورقة (القدس) وخسرها إضافةً إلى ما خسره في مدينة (ألعاد) وبالتالي هذا يُمكن أن يؤثِّر على مكانته سلباً أيضاً</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: شكراً دكتور "عبّاس" على كلّ هذه المعلومات وعلى انضمامك لنا دائِماً في المحور الأول من "خلف الجدار". دكتور "عبّاس إسماعيل مُدير قسم الشؤون الإسرائيلية في قناة "الميادين" شكراً لك. مُشاهدينا بعد قليل سنعود لنُتابع في المحور الإقليمي وسنتحدّث عن المُفاوضات انطلاقاً طبعاً من القانون الذي تحدّثنا عنه قبل قليل وأيضاً التطوّرات الكثيرة تُشير إلى أنّ هذه المُفاوضات ربما ستواجه المزيد من الصعوبات. في كلّ الأحوال المزيد في المحور الثاني بعد الفاصل، ابقوا معنا&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong><u>مقدّمة المحور الإقليمي</u></strong>: 17:12</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: من جديد أهلاً بكم إلى "خلف الجدار"</p> <p>- حرج دبلوماسي وقع فيه مكتب "بنيامين نتنياهو" بعد رفضِ "بابا الفاتيكان" لقاءه وذلك بسبب التأخّر في تقديم طلب المُقابلة حسب الأًصول الدبلوماسية والبروتوكولية</p> <p>- وزير الأمن الإسرائيلي "موشيه يعالون" اعتبر أنّ اغتيال الفلسطيني "محمّد عاصي" المسؤول عن العملية في (تل أبيب) أثناء عمليّة "عامود السحاب" هو أمرٌ مُهِمّ وجيِّد لافتاً إلى أنّ لا إشارات انتفاضة ثالثة تلوح في الأُفق</p> <p>_ أمّا " يوفال شتاينتس" فاعتبر أنّ تسوية الملفّ النووي الإيراني ممكنة في حال استُخدِمَ النووي الإيراني لغرضِ توليد الطاقة الكهربائية وليس للأغراض العسكرية. هذا الموضوع نوقِشَ أيضاً بين "بنيامين نتنياهو" ووزير الخارجية الأميركية "جون كيري" والآن سنذهب لنتحدّث عن النتيجة التي خرج بها هذا اللقاء</p> <p><strong><u>المحور الإقليمي</u></strong></p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أصبحت مؤشرات عدّة تؤكِد أنّ (إسرائيل) لن تدعم مسيرة التفاوض مع السُلطة الفلسطينية فتصريحات مسؤوليها تُشير إلى ذلك إضافةً إلى نتائِج صامتة للقاءٍ ماراثوني قيل أنه لم يُثمِر فعلياً بين رئيس حكومتها و"جون كيري" وزير الخارجية الأميركية في (روما). نسأل الآن عن ارتباط ملفّ (إيران) بالعملية السلمية وعن علاقة (أميركا) و(إسرائيل) إضافةً إلى حراك الشارِع الفلسطيني حيثُ ينضمّ إلينا من (رام الله) الأُستاذ "عمر الغول" هو مُستشار رئيس الوزراء الفلسطيني، أهلاً بك أُستاذ "عُمر". قبل أن نبدأ معك الحوار اسمح لي أن نذهب إلى تقرير يوضِح لنا الإشكالية، ماذا حصل في (روما) وغيرها من المواقف &nbsp;</p> <p><strong>تقرير "الميادين"</strong></p> <p><strong>سحر حامد</strong>: على وقع الخطوط الحمراء التي كررها رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ووزراؤه حول التسوية مع الفلسطينيين جاء اجتماع الساعات السبع في "روما" بينه وبين وزير الخارجية الأميركي "جون كيري". الاجتماع المُطوّل الذي أظهر حجم المأزق الذي تمرّ فيه المُفاوضات انتهى من دون أيّ تصريح. "نتنياهو" سعى جاهداً خلال اللقاء لمنعِ حدوثِ تقارُبٍ أميركي إيراني يسمح بتخفيف العقوبات الاقتصادية على (إيران) فيما حاول "كيري" معرِفة ما الذي يُمكن لـ "نتنياهو" أن يُقدّمه لعمليّة التسوية مع الفلسطينيين وخاصّةً في مسائلَ كالحدود والكُتل الاستيطانية وغور (الأُردن) ومعابر الحدود مع (الأُردن). مواقف "نتنياهو" التصعيدية قبل لقائِه "كيري" بشأن يهودية (إسرائيل) ومكانة (القدس) جاءت صدىً للتوجّهات اليمينية المُتطرّفة داخل حكومته بموافقة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع على مشروعِ قانونٍ يمنعُ الحكومة من عقدِ مُفاوضاتٍ على (القدس) من دون موافقة ثمانين عضو كنيست، وحدها وزيرة العدل "تسيبي ليفني" بدت كمن يُغرِّد خارِج السرب. "ليفني" التي حذّرت من تداعيات فشل المُفاوضات مع الفلسطينيين استنجدت برئيسة حزب "العمل" "تشيلي يحيموفيتش" للانضمام إلى الحكومة للتأثير في وجهة دفع المُفاوضات. مُحاولة "ليفني" باءت بالفشل بعدما رفضت "يحيموفيتش" فكرة انضمام حزبها إلى الائتلاف الحكومي واصفةً "ليفني" بورقة التوت في حكومة "نتنياهو" &nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "عُمر"، انطلاقاً من كلّ هذه المُعطيات التي استمعنا إليها في التقرير، أين أصبحت المُفاوضات؟ هلّ يُمكن أن نأمل بعد أن يكون هناك استئناف فعّال للمُفاوضات بين السُلطة الفلسطينية و(إسرائيل)؟</p> <p><strong>عمر الغول - مُستشار رئيس الوزراء الفلسطيني</strong>: بدايةً نتمنّى أن يكون هناك تقدُّم ما في مسار التسوية السياسية وحتى نكون أُمناء وموضوعيين في قراءة العملية التفاوضية علينا أن نأخُذ ما صرّح به " ناشمان شاي " عضو الكنيست عن حزب "العمل" الذي قال أنّ "نتنياهو" وحكومته تعمل بيد في المفاوضات وتعمل باليد الأُخرى لهدمها. بمعنى آخر، حكومة "بنيامين نتنياهو" التي في مُعظمها من ائتلاف اليمين المتطرّف، حزب "البيت اليهودي"، "ليبرمان" وغيره من "يهودات هتوراه" وغيرها من القوى المُتطرفة إضافةً إلى "الليكود" طبعاً وجناحه الأقصوي تُشير إلى أنّ المُفاوضات قد لا تصل إلى مآلاتها لاسيّما وأنّ الملفّات الأساسية مثل (القدس) والحدود واللاجئين والمياه والأسرى وغيرها من الملفّات من الواضح أنّ (إسرائيل) كما أشار التقرير الذي عرَضتموه قبل قليل أنّ "بنيامين نتنياهو" ليس جاداً ولا معنياً بتقدُّم المُفاوضات. والحوار الذي أجراه مع "جون كيري" في (إيطاليا) قبل يومين يُشير إلى أنّ سبع ساعات من المُفاوضات المُشتركة بين الرجلين لم ينتُج منها أيّ تقدُّم مُعلَن حتّى اللحظة بل خرج "نتنياهو" بعد اللقاء ليُشير إلى أنّه يُريد ذات الشروط في أن (القدس) ستبقى موحّدة وبأنه لا عودة للاجئين وأنه على الفلسطينيين أن يعترفوا بـ (إسرائيل) كدولة يهودية وهو ما يعني نسف الرواية الفلسطينية</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "عُمر" هناك أيضاً ما تمّ الحديث عنه أنّ "بنيامين نتنياهو" ربط بين وقف التخصيب في مُنشآت في (إيران) وبين العملية السلمية من جهةٍ أُخرى. بمعنى، هلّ نحن فعلاً أمام ربط لمسار الملفّ النووي الإيراني بالمسار التفاوضي بشكلٍ واضح وعلني من قِبَل الإسرائيليين؟ أي أصبح هناك شروط أكثر على السُلطة؟</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: بالتأكيد هناك ربط بين كلّ الملفّات ولكن على العالم أن يعي جيداً أنّ القضية الفلسطينية وحلّ القضية الفلسطينية والمسألة الفلسطينية لُبّ وجوهر حلّ الصراع في كافّة الملفّات الأُخرى إن كان في المسألة العربية وفي المسائِل المُختلِفة ذات الصلة بالقضايا العربية وحتّى في القضايا الإقليمية، وبالتالي على العالم وعلى الولايات المتحدة الأميركية وعلى الاتحاد الأوروبي وباقي أقطاب الرُباعية الدولية أن يدفعوا بعربة التسوية إلى الأمام لإنهاء هذا الملفّ كما يليق وكما يجب في الحدّ الأدنى المُمكن والذي يستجيب مع الطموحات الوطنية الدنيا للشعب الفلسطيني</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "عُمر"، ولكن هناك مثلاً "تسيبي ليفني" تقول أنّ إحراز تقدُّم في المُفاوضات مع الفلسطينيين من شأنه أن يُضعِف مكانة (إيران) في العالم ويسمح بتشكيل محور دولي يضمّ أيضاً دولاً عربية لمواجهة التهديد الإيراني، ما رأيكم بهذا الكلام؟ و"تسيبي ليفني" هي من أشدّ المؤيّدين للمُفاوضات</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: "تسبي ليفني" في تصريحٍ لها أشارت إلى أنّ المُفاوضات فيها تقدُّم حذِر ولكنها في ذات الوقت أشارت إلى أنّنا لا يُمكن أن نُراهِن على أنّ المُفاوضات يُمكن أن تسير في خطّ مُستقيم نحو أهدافها وغاياتها، لأنّ الملفات المطروحة قد تبدو وكأنها تسير في اتجاه إيجابي في لحظة ما ولكن في اليوم التالي تكون قد اصطدمت بعقبة</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "عمر"، هذا ليس سؤالي! السؤال هو، ما رأيك بالربط الذي أقامته "تسيبي ليفني"، هلّ صحيح كما تقول أنّ إحراز تقدُّم في المفاوضات مع الفلسطينيين سيُضعِف مكانة (إيران) في العالم؟ هلّ صحيح هذا الأمر وستنضمّ دولاً عربية إليها لمواجهة التيار الإيراني؟</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: هي تفترِض وأنا كما أشرت قبل قليل أنّه من خلال مُعالجة القضية الفلسطينية يُمكن حشد جهود عربية أُخرى إلى جانب الرؤية الإسرائيلية لمُحاصرة جمهورية (إيران). من هنا جاء تصريح "تسيبي ليفني"</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: حسناً، ممتاز. أُستاذ "عمر" هناك أيضاً موضوع (القدس)، أنتَ كنت تحدّثت عنه وقُلت بأنّ (إسرائيل) في وقت تجلس معكم على المُفاوضات وفي الوقت عينه تُريد أن تُفشِلها. القانون المُقتَرح أمام الكنيست لتحصين (القدس)، قانون ما يُعرف بـ "تحصين القُدس"، ما هي خطورة هذا القانون في رأيكم، هلّ ممكن لهذا القانون أن يُفشِل المُفاوضات، أن تأخذوا على أساسه إذا ما أُقِرّ؟ طبعاً هو وُضِعَ جانباً ولا ندري إن كان سيعاد إلى المناقشة من جديد. هلّ هكذا قانون أو هكذا تصرفات من الممكن أن تأخذ على أساسها السُلطة قراراً بوقف التفاوُض أم لا؟</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: سيّدتي، هذا القانون في الوقت الذي يُطرح به الآن ويُمرر من اللجنة الوزارية لتشريع قوانين الكنيست يُشير بشكلٍ واضح إلى أنّ قوى اليمين المتطرفة الإسرائيلية تُريد أن تُكبِّل الحكومة والكنيست في آن في عدم أخذ دور إيجابي، بمعنى عدم اعتماد القانون الأساسي الناظِم لقرارات الكنيست الذي يقوم على الأغلبية العُظمى والذي يقول نصف زائِد واحد. بمعنى آخر، أنّ اللجوء إلى ثمانين عضواً أي ثلثي أعضاء الكنيست يعني تكبيل الكنيست وعدم تشريع أيّ قرار بل بالعكس، أنّ القانون يدفع بالأُمور في اتجاه رفض المُفاوضات حول ملفّ (القُدس) بالذات وقبل أن يحصلوا على أغلبية الثلثين من الكنيست، بمعنى آخر قطع الطريق على المُفاوضات وقطع الطريق على الجهود الأميركية وأيضاً على الجهود الدولية بشكلٍ كامل وبالتالي تعطيل عملية المُفاوضات</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "عُمر"، أمام كلّ هذه المُعطيات لماذا تستمرّ السُلطة بالتفاوض؟</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: التفاوض من أجل التفاوض ليس هوايتنا، نحن ذهبنا إلى (أوسلو) وإلى التفاوض من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية المُحددة في برامج الإجماع الوطني، ولكن في اللحظة التي ذهبنا فيها كان هناك ضغوط دولية أميركية ومن باقي أطراف الرُباعية الدولية على القيادة الفلسطينية وشِئنا أن نقطع الطريق على هذه الضغوط. فضلاً عن ذلك، هناك حالة ومرحلة ضبابية نتيجة المرحلة الانتقالية التي تشهدها الساحة العربية وبالتالي لا بدّ من مضيّ نحو سنة حتّى تتّضح الصورة في الساحة العربية. ثالثاً، نحن في حاجة إلى تحقيق بعض الإنجازات لشعبنا سواء على صعيد فاتورة الراتب التي تُثقِل كاهل موازنة السُلطة الوطنية، وأيضاً الإفراج عن أسرى الحرية الذين اعتُقلوا قبل اتفاقية (أوسلو) وكذلك الأمر أيضاً لرمي الكرة في ملعب العالم إذا ما فشلت (إسرائيل) لا سيما وأنّ رزنامة، إذا سمحتِ، رزنامة المُفاوضات من ستة إلى تسعة أشهُر وبالتالي إذا انتهت هذه المُفاوضات إلى الفشل فنقول للعالم وللولايات المتحدة وللاتحاد الأوروبي ولـ (روسيا) الاتحادية وللأُمم المتحدة تفضّلوا وتحمّلوا مسؤولياتكم لأنّ حكومة "بنيامين نتنياهو" لا تُريد التفاوض ونحن أعطيناكم أكثر مما تستحقّ (إسرائيل)</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: سأنتقل معك إلى مقطعٍ يكون مفيداً جداً لأنّ كاتبه إسرائيلي" عاموس هرائيل" كاتب في صحيفة " هآرتس" يُخبرنا ماذا سيفعل أو ما هي الخطّة الإسرائيلية لإبعاد أيّة مُفاوضات عن (القدس) عبر ممارسات تحصل في المدينة. نُشاهِد ونستمِع</p> <p><strong>الشارع الفلسطيني على مفترق طُرق بقلم "عاموس هرائيل": </strong>" إذا ما طرأ قريباً اندلاعٌ أوسع المواجهات وهذا لم يحصل بما أنّ "حماس في (غزّة)، فالخطر الأساس يكمن في التوتّر المتصاعِد في الحرم حيثُ يتعاظم انتقاد الفلسطينيين وإلى جانبهم (الأُردن) على ما يبدو لـ (إسرائيل)، وهناك جهدٌ منظّمٌ من اليمين الإسرائيلي لخرق الوضع الراهن، فتزايد زيارات الحاخامين والمصلّين إلى الحرم والنشاط الحثيث لمنظّماتٍ مُختلِفة يُقلقان الطرف الآخر. وحدثٌ كذاك الذي وقع بعد زيارة "أريئيل شارون" في أيلول 2000 وأشعلَ نار الانتفاضة الثانية من شأنه أن يدفع التوتّر الحالي إلى التدهور نحو مواقع أُخرى أسوأ بكثير مما شهدناه حتّى الآن"</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: انطلاقاً من هذا الكلام أُستاذ "عُمر"، "بوغي يعالون" وزير الأمن يقول، " لا مؤشرات لانتفاضة"؟ أنت ماذا ترى؟ هلّ هناك مؤشرات لانتفاضة جديدة لتحرُّك فلسطيني انطلاقاً مما يحصُل من تدنيس للحرم؟</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: إذا ما فشلت المُفاوضات ووصلت الأُمور إلى طريق مسدود، كما هي العادة في تاريخ ومسار نضال الشعب العربي الفلسطيني، فإنّ هذا الشعب كفيل بإظهار قوّته وإرادته بما لا يدع مجالاً للشك. الانتفاضة الأولى الكُبرى التي اشتعلت في الثامن والتاسع من كانون أول / ديسمبر 1987 لم يكن في الأُفق هناك أيّ مؤشِّر لاشتعال الانتفاضة وكانت القمة العربية كما تعلمين في 08-11-1987، كانت تذوي وتُحاول أن تُبعِد عن الواجهة قضيّة الشعب العربي الفلسطيني، مع ذلك وبعد شهر في الثامن والتاسع من كانون أول / ديسمبر 1987 اشتعلت الانتفاضة، وبالتالي الشعب الفلسطيني لا يشتغِل ولا يعمل بكبسة زرّ من هذا القائِد أو من ذاك. ممكن أن تشتعِل الانتفاضة ومع ذلك نحن نسعى من أجل خيار السلام &nbsp;</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذ "عُمر" تحدّثت قبل قليل عن الأسرى وطبعاً هو بندٌ أساسي في المفاوضات، غداً سيتمّ تقديم في الكنيست قانون يمنع إخراج الأسرى إلّا بعد أن تكون هناك موافقة في الكنيست عليها وهذا أيضاً من مؤشرات العرقلة الإسرائيلية. في حال تمّ إقرار هذا القانون ما سيكون موقفكم؟</p> <p><strong>عمر الغول</strong>: هذا كما تعلمين، تمّ الاتفاق عليه مع الإدارة الأميركية ومع حكومة "بنيامين نتنياهو" وبالتالي على حكومة (إسرائيل) أن تلتزِم بالإفراج عن أسرى الحرية الذين اعتُقلوا قبل (أوسلو) 1994. لا مجال للاستمرار ومواصلة المُفاوضات إن لم يُفرَج عن أسرى الحرية</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: شكراً أُستاذ "عمر الغول" على مُشاركتك معنا، مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني كنت معنا من (رام الله). شكراً لك على المُشاركة في "خلف الجدار". مُشاهدينا بعد قليل في القسم الأخير من "خلف الجدار" سنذهب إلى نتائِج الانتخابات البلدية في البلدات والمدن العربية في أراضي عام 1948، ابقوا معنا</p> <p><strong><u>مقدّمة المحور الفلسطيني</u></strong>:</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أهلاً بكم من جديد ونبدأ المحور الفلسطيني، المحور الأخير في "خلف الجدار" ببعض الأخبار</p> <p>- "مؤيّد إغباريه" الشاب الفلسطيني الذي أُعلِن عن مقتله قبل شهر في قتالٍ في (سوريا) مع الجماعات المُسلّحة تبيّن أنّه ما زال على قيد الحياة بعد اتصالٍ أجراه مع أهلِه</p> <p>- أمّا "شفيق كبها" الذي لمع صوته بين الفلسطينيين في كلّ عرس وفي كلّ ساحة وعلى الفرح وصان هذا الفرح بطريقته التراث الفلسطيني الشعبي أيضاً اصطاده رصاص العُنف والجريمة منتزعاً حياته ومُثيراً حالة غضبٍ جديدة حيال جرائِم القتل المُستشرية</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: هذه هي بعض الأخبار والآن نذهب لنناقش نتائِج الانتخابات المحليّة والبلدية في البلدات العربية &nbsp;&nbsp;</p> <p><strong><u>المحور الفلسطيني</u></strong>:</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: مُشاركة كثيفة مُتوقّعة تُقابلها اتهامات بالتزوير والفساد، هذه هي النتيجة التي خرجت بها الانتخابات البلدية في البلدات، بلدات الـ 48 داخل (إسرائيل) خصوصاً في مدينة (الناصرة) التي ما زالت الخلافات تؤخِّر صدور نتائِجها إلى الآن. عن النتائِج نتحدّث الآن وعن كلّ هذه الانتخابات البلدية ومدلولاتها وتنضم إلينا السيّدة "نجمة علي" وهي مُحاضِرة في العلوم السياسية في جامِعة (القُدس) وطبعاً تُحدّثنا من (الناصرة)، أهلاً بكِ. وقبل أن نبدأ هذا الحوار نذهب إلى تقرير أعدّته زميلتنا "هناء محاميد" عن الجوّ العام في الانتخابات البلدية داخل أراضي عام 1948</p> <p><strong>تقرير- هناء محاميد </strong></p> <p><strong>هناء محاميد</strong>: انتهت عاصفة الانتخابات المحليّة الإسرائيلية مُفرِزةً في البلدات العربية نتائِجَ تعكس في المُجمل حركة الرياح القبلية القوية التي تُدير موازين القوى داخل البلديات والمجالِس المحليّة. المعركة الكُبرى للأحزاب السياسية العربية كانت في (الناصرة)، المدينة العربية الأكبر التي أرست القِيَم الوطنية التقدّمية للفلسطينيين داخل (إسرائيل) على مدار عشرات السنين</p> <p><strong>نادر أبو نصرة &ndash; الناصرة</strong>: مدينة قديمة للسياحة ولكلّ شيء (الناصرة)، وعاصمة (الجليل) (الناصرة) ومدينة مُقدّسة لجميع الطوائِف</p> <p><strong>هناء محاميد</strong>: في عاصمة (الجليل) توقف الفارق بين اثنين من المتنافسين على رئاستها على بضع أصواتٍ فقط من أصلِ أكثر من خمسين ألف صوت، الحسمُ لصالِح أحدهما تولّته المحكمة. أما في عاصمة الفلسطينيين جميعاً توحّد المقدسيون واتخذوا القرار ذاته منذ احتلال (القدس) الشرقية عام 1967 القاضي بمُقاطعة الانتخابات تعبيراً عن عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال</p> <p><strong>باسم زيداني &ndash; القدس</strong>: يتم رفض الانتخابات البلدية في مدينة (القدس) لأنها انتخابات عنصرية لا تمتّ لمدينة (القدس) بأيّة صلة، لا تخدم مصلحة (القدس) ولا المقدسيين العرب بل تخدُم مصلَحة اليهود فقط، قائِمة على أعمال الهدم وتدمير البيوت واعتقال الشبّان المقدسيين وسحب هوياتهم وتفريغهم من جميع حقوقهم</p> <p><strong>هناء محاميد</strong>: رئيس بلدية (القدس) "نير بركات" الذي يُمثِّلُ سياسة يمينية واضحة حافظ على كرسي الرئاسة بصعوبة نظراً لنسبة التصويت المنخفضة بين اليهود في (القدس). نسبة التصويت بين الناخبين اليهود عموماً كانت أيضاً مُتدنّيةً جداً مُقارنةً بنسبة التصويت لدى العرب التي تجاوزت الـ 78 % ما يعكِسُ ربما مدى ارتباط المواطنين العرب وثقتهم بقوة التأثير من خلال الحُكم المحلّي</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: إذاً في هذا التقرير لـ "هناء" زميلتنا كان هناك نموذجان، النموذج المقدسي المُقاطِع والذي لم يكن فيه ما هو جديد، أمّا النموذج الآخر فهو في (الناصرة). في رأيكِ هذه الانتخابات ماذا أظهرت تحديداً في (الناصرة) في مدينة مهمة وتاريخية كـ (الناصرة) أستاذة "نجمة"؟&nbsp; ما هي الخُلاصات التي يُمكن أن نخرُج بها بعد كلّ الاتهامات التي حصلت بالتزوير والفساد؟ &nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>نجمة علي-</strong> <strong>مُحاضِرة في العلوم السياسية في جامِعة القُدس</strong>: من المهمّ التذكير أنه حتّى الآن لا توجد أيّة نتائِج نهائية تتعلّق بكلّ نتيجة الانتخابات، لا يوجد حسم نهائي ونحن ننتظر حتّى يوم الأحد من أجل الحصول على حسم نهائي</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: طبعاً، نعم</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: لكن أهمّ مسألة في مدينة (الناصرة) هي أنه يجب التذكير والتشديد على أنّ مدينة (الناصرة) هي أهمّ مدينة عربية فلسطينية في الداخل الفلسطيني، وكلّ ما يحدُث في مدينة (الناصرة) له تأثير وله أبعاد على كلّ المُجتمع الفلسطيني ككلّ. أحد أسماء مدينة (الناصرة) هو "القلعة الوطنية"، و"القلعة الوطنية" التي تمّ السيطرة عليها من قِبَل الحركة الوطنية عام 1975 بقيادة "جبهوية" لبلدية (الناصرة). نحن اليوم ننتظر نتائِج انتخابات (الناصرة) ويجب احترام طبعاً إرادة الناخب النصراوي</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: أُستاذة "نجمة"، أنا أتفهّم أنّ النتائِج لم تصدُر بعد، ما زال هناك فرزٌ للأصوات بين الأُستاذ "علي سلّام" و"رامز جرايسي" لكي نعلم من سيكون رئيس البلدية، ولكن هناك مؤشرات بالإجمال تدُلّ وتؤشِّر على ربما تطوُّر سياسي أو حالة سياسية مُعينة داخل (الناصرة) تنعكِس على كلّ المُجتمع العربي في أراضي عام 1948. هذا ما أُريد أن أتحدّث عنه بغضّ النظر عن النتيجة التي ستظهر، تفضلي</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: طبعاً طبعاً، الحالة السياسية اليوم الموجودة في أراضي عام 1948، أعني إحدى المظاهر السياسية المُهمّة التي كانت في هذه الانتخابات هي تقريباً عدم وجود قوائِم باسم أحزاب تدخل إلى الانتخابات إنما كانت قوائِم التي كانت بشكلٍ علني قوائِم عائِلية وقوائِم فئوية وهذه إحدى الأمور الخطيرة التي يجب تجنّبها وخصوصاً أنّ طريقة الانتخابات في الحُكم المحلّي هي طريقة جداً مُختلفة عن انتخابات الكنيست. طريقة الانتخابات في الحُكم المحلّي هي مُقسّمة، نستطيع انتخاب الرئيس بشكلٍ مُباشِر ومن ثمّ أيضاً إضافةً نستطيع انتخاب قائِمة العضوية. هذا الأمر يُشجِّع جداً وهو سلاح ذو حدّين، في المقابل بدايةً يوجد تشجيع ودعم ومعرِفة بقدرة وقوّة الناخب، لذلك يذهب إلى التصويت وهذا ما تشهد عليه الإحصائيات. عندما نتحدّث عن أكثر من 78 أو 80 % من المُشاركة في انتخابات الحُكم المحلّي مُقابل 40 % من المُشاركة في الشارع الإسرائيلي. لكن ما يحدُث أنّ هذا سلاح ذو حدّين وفي المُقابل يوجد هنالِك تشجيع للطائفية للأسف الشديد والفئوية والعائلية، وهذه واحدة من الأمور التي ظهرت جلياً في هذه المعركة الانتخابية، ونحن اليوم كفلسطينيي الداخل لا يُمكن أن نسمح لأنفسنا أن نعيش في فراغ سياسي مُطلق من دون رؤية سياسية أو أن تكون الرؤية السياسية ترتكز على الطائِفية والفئوية والعائلية لأنّ هذا ما تريده المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية. هي تريد أن تتعامل معنا كجماعات، كفئات، كمجموعات وأن تُثبِّت سياسة فرِّق تسُد</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نعم. أستاذة "نجمة" نحن نتحدّث عن الحالة في أراضي الـ 48 بشكلٍ عام في البلدات. إذا أردنا أن نتحدّث عن خصوصية (الناصرة) بشكلٍ خاص كان هناك مثلاً مُرشّحة سياسية أو عضو كنيست "حنين الزعبي" لم تنجح في كسب هذه الانتخابات على رئاسة بلدية (الناصرة)، هلّ هذا أيضاً من مؤشرات القبلية والطائِفية أم هناك مؤشِّرات أُخرى جعلت ربّما "حنين الزعبي" لا تصل إلى أن تكسب أصوات الجمهور في (الناصرة)؟ &nbsp;</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: إحدى الأمور التي يجب أن أُشدد عليها أنّ النائبة "حنين الزعبي" لم تترشح ضمن قائِمة من الحزب الذي تنتمي إليه، لم تترشح ضمن قائِمة سياسية من قِبَل الحزب الذي هو "التجمّع الوطني الديمقراطي" وترشّحت تحت قائِمة ترتكز على شخصها. فهذه إحدى الأمور أيضاً التي يجب التطرّق إليها. عادةً عندما نتحدّث عن قائِمة ترتكز على ماضٍ حزبي وتراكمي طبعاً أمام قائِمة لا ترتكز على تجربة تراكمية حزبية، من الطبيعي أن يكون هنالِك فارِق</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: إذاً هذا الأمر لا يُمكن أن يُعتَبر معياراً أو مقياساً لقوة أحزاب مُعينة أو لتراجع أحزاب مُعينة ربما</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: لا يخفى عنّا أنّ "حنين الزعبي" تُمثِّل التجمّع ونحن نُريد أن نقول أنّ هنالِك دليلاً على وجود تراجُع. إذا كانت الأصوات التي حصلت عليها تعكس قوة التجمّع فهنالِك طبعاً تراجُع. ما أُريد أن أشدّد عليه وأن أقوله أنّ النائب "حنين الزعبي" وغيرها، يوجد أيضاً الحركة الإسلامية ويوجد أيضاً مُرشّح آخر الذي كان تاريخياً ضمن الحركة الإسلامية لم يترشح ضمن الحركة الإسلامية بل اختار أن يكون ضمن قائِمة مُستقلّة. ما أُريد أن أقوله، النقطة التي أُريد أن أُشدّد عليها أنّ في اللحظة التي يتمّ تبنّي القوائِم المُستقلة، هي قوائِم من الطبيعي جداً أن تصبّ وتوجد خطورة في هذا الأمر، أن تصُبّ في مصلحة العائلية والطائِفية</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نعم</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: هذا ما أُريد أن أُشدّد عليه</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: لكن أليست هذه مُشكلة الأحزاب أُستاذة "نجمة" إذا أردنا أن نتحدّث عن السبب الذي يدفع الفلسطينيين لأن يتّجهوا إلى العائلية والطائِفية التي تتحدّثين عنها. المشكلة أليست من الأحزاب لأنهم لم يُشكلوا نموذجاً يُحتذى به أو نموذجاً يُشجِّع على أن يكون هناك لجوء إليهم في هكذا انتخابات؟</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: طبعاً توجد مُشكلة. توجد اليوم مُشكلة عامة ليس فقط لدى الفلسطينيين في الداخل بل بكلّ ما يتعلّق بالثقة الموجودة بين الحزب وبين الناخب. يجب التشديد على أنّ أهميّة السُلطات المحليّة في الداخل هي في كونها أداة تنفيذية، يعني بما معناه أنّ المواطن يشعُر بشكلٍ مُباشِر في التغيير وفي التأثير. للأسف الشديد مُجتمعنا ما زال مبنياً على العائِلية وعلى الطائِفية والفئوية وهذه هي الأُمور التي يجب مُحاربتها. لكن لا يكفي أن نقول أو أن نلوم الأحزاب السياسية، يجب أيضاً أن ننظُر إلى الظاهِرة بعينٍ خطيرة وأن نرى أنّ هنالِك دوراً كبيراً أيضاً للسلطة الإسرائيلية عندما نتحدّث عن المدارِس، عندما نتحدّث عن السياسة الموجودة، عندما نتحدّث عن مُحاولة تجنيد المسيحيين وهي مُحاولة لتجزئتنا، وهذه الأمور تغلغل إلى داخل المُجتمع. أعني إضافةً إلى ضعف الأحزاب العربية الموجودة اليوم توجد أيضاً سياسة موجهة لتفرِقتنا</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: نعم. أُستاذة "نجمة" لكي نختم هذا الحوار، لا أدري إن كان لدينا وقت، في دقيقة أو نصف دقيقة، ماذا يُمكن أن تقولي في النهاية؟ ما هي الرسالة ربما التي توجهينها في ختام هذا الحوار إلى الفلسطينيين الذين يُشاهدوننا الآن والذين خرجوا الآن من هذه الانتخابات، انتخابات السلطة المحلية، وربما إلى البلديات الجديدة في الاهتمام بالفلسطينيين؟ ما هي احتياجاتهم الرئيسية؟ سريعاً لو سمحتِ</p> <p><strong>نجمة علي</strong>: كلّ قضية السُلطات المحليّة هي لُعبة جداً مهمة، وهي لُعبة يجب أن نخرُج فيها من الإطار الخدماتي. السُلطات المحليّة ليست وظيفتها فقط أن تُقدِّم خدمات، السُلطات المحلية يجب أيضاً أن تُقدِّم رؤية شاملة لكيفية التعامل بهذا المُجتمع. ما أُريد أن أقوله أنه لا يُمكن أن نسمح لأنفسنا كمُجتمع أن ننجرّ وراء الطائِفية ووراء العائِلية وهذه القوائِم التي هي قوائِم تعِد في وعود من الممكن تنفيذها مثل مثلاً تزفيت شارع أو مدّ خطوط كهرباء أو ماء، لكن نحن مشكلتنا كأقلية تُحتِّم علينا أن نبني رؤية سياسية شاملة. يجب أن ندعم الأحزاب العربية الموجودة وأن نخلِق التغيير من خلال الأحزاب الموجودة وهذا ما أُريد التشديد عليه، وأن نتعامل مع قضية السُلطات المحلية كقضية قُطرية وهذا ما حاولته (إسرائيل) عام 1975 عندما فصلت الانتخابات المحلية عن انتخابات الكنيست وأدخلت عليها تعديلات وحاولت أن تفرِض سيطرتها علينا من خلال هذه النوعية من الانتخابات الموجودة اليوم</p> <p><strong>لانـا مدوّر</strong>: شكراً أُستاذة "نجمة علي" المُحاضِرة في العلوم السياسية في جامعة (القدس)، كنتِ معنا من (الناصرة)، شكراً لكِ على هذه المُشاركة. مُشاهدينا أشكركم أيضاً على مُتابعتكم "خلف الجدار" لهذا الأُسبوع، التواصل معنا يتمّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" وأيضاً عبر الـ E-mail، ولم يتبقّ سوى أن أشكركم من جديد على كلّ المتابعة وأيضاً فريق العمل، إلى اللقاء&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>الحلقة انتهت</strong></p> <p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p>