أحمد جبريل - الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

نص الحلقة

كمال خلف: سلام الله عليكم مشاهدينا من العاصمة السورية دمشق.

اقترب عمره من الثمانين وما زال يحلم بالعودة حيث مسقط رأسه في قرية يازور قضاء يافا. عروبيٌ قوميٌ كان وما يزال ويرى فيهما الحل للمشكلات العربية والفتن الطائفية والمذهبية. هو من أوائل المEنظّرين للبندقية في وجه الاحتلال وأن السلاح يحرّر الأرض وليس المُفاوضات. لذلك سجّل تنظيمه مئات العمليات العسكرية ضدّ إسرائيل ومنها النوعية والاستشهادية.

اعترض وقاوم اتّفاق أوسلو وما انفكّ يدعو إلى الانسحاب من اللقاءات الإسرائيلية والعودة إلى حرب الشوارع والمقاومة المُباشرة. فلماذا لا تكون انتفاضة القدس الراهنة هي الفرصة للعودة إلى هذا الخيار، أم ثقافة الانقسام في العمل النضالي الفلسطيني هي الأقوى والأمضى؟ أما وحّدت انتفاضة الأسرى الحاصلة حالياً الشعب والقيادة في ذات الخندق؟

وبما أنّ ضيفنا ضدّ اتّفاق أوسلو فهذا يعني أنه ضدّ كل تبعاته ومن ضمنها الانتخابات البلدية التي ستجرى في أكتوبر تشرين الأول المقبل. ماذا يقول عنها؟ وهل تكون مُقدّمة لاستنهاض العمل الديمقراطي الفلسطيني، ومن ثم اجتماع الإطار الفلسطيني الموحّد ريثما تتم إعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية؟

هو يؤمن أنّ ما يحصل في سورية مؤامرة، فهل يرى أنّه بعد خمسة أعوامٍ انهزمت هذه المؤامرة أم لا زالت مُستمرّة؟ وكيف تنعكس التحالفات الدولية المُتغيّرة على القضية الفلسطينية وسورية؟

مشاهدينا، ضيفنا في هذا الحوار الخاص من دمشق وفي ذكرى العدوان الإسرائيلي على قِطاع غزّة، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل. أسعد الله مساءك أبو جهاد.

 

أحمد جبريل: مساء الخير.

 

كمال خلف: حيّاك الله.

 

أحمد جبريل: لك وللمشاهدين جميعاً.

 

كمال خلف: حيّاك الله. أبو جهاد قبل أن أبدأ الحوار، هناك سؤال بعد كل هذه السنوات، بعد كل هذه الظروف التي مرّت وبعد كلّ ما تغيّر في العالم العربي، هل لا زال أبو جهاد أحمد جبريل مؤمناً بإمكانية هزيمة إسرائيل؟ دعني أقول أبعد، مؤمن بإمكانية أن فلسطين كاملة التي يعرفها هو في ذاكرته من البحر إلى النهر ستعود فعلاً؟ أنت مؤمن فعلاً أن فلسطين كاملة، كاملة، الآن الكل يتحدّث عن 67 عربياً وفلسطينياً وإلى آخره، فلسطين ستعود كاملة برأيك؟

 

أحمد جبريل: بسم الله تعالى. أنا والتنظيم الذي أنا واحد منه نؤمن إيماناً قاطعاً بأن فلسطين من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها هي أرضٌ فلسطينيةٌ عربيةٌ إسلامية، وقد اختُطِفت هذه الأرض ضمن مؤامرةٍ دولية. لأثبّت هذا الموضوع أنا آتي بمثل، وعد بلفور الذي يعرفه الجميع الذي قام به وزير الخارجية البريطاني بلفور وأرسله في رسالة إلى روتشلد زعيم المُنظمة الصهيونية، في عام 1917، كان عدد اليهود في فلسطين لا يتجاوز 40000 يهودي، وكانوا يمثّلون 3 بالمئة من عدد السكان العرب الموجودين. تخيّل أنت مثل هذا الموضوع في عام، انتهت الحرب العالمية الأولى، نأتي في الحرب العالمية الثانية وتنتهي، ويصبح الملايين على أرض فلسطين. كيف تم؟ أنت تعرف أننا نحن وقعنا تحت الانتداب البريطاني، والبريطانيون عيّنوا هوبرت سامويل يهودياً أول مندوب سامي على فلسطين، لتحقيق هذا الوطن لليهود.

أنا أقول ذلك الغرب ليس حباً في اليهود، وهذه نصيحة لليهود، فالغرب يكرههم، وهو الذي افتعل المذابح بهم أو الاضطهادات، في إسبانيا، في فرنسا، في بريطانيا، بعد كرومويل، في ألمانيا قبل النازية وبعد النازية، في روسيا القيصرية وفي روسيا البلشفية في كلّ مكان. أحد الرؤساء الأمريكان عودوا إلى كلامه أصدر مرسوماً ممنوع أن يدخل اليهودي الولايات المتحدة الأمريكية وهم مكروهون من العالم، لكن أرادوا وتحالفوا هم والحركة الصهيونية من خلال تيودور هرتزل، عندما علموا أنّ هذه الإمبراطورية العثمانية آيلة إلى الانهيار، وشكّلوا الحركة الصهيونية في بداية القرن العشرين، وبدأوا هم والغرب يبنون هذا الكيان. معنى ذلك أنّ هذا الكيان الصهيوني حقيقةً هو واقع، لكن هذا واقع القوة، بينما نحن أصحاب الحق، حيفا ويافا والناصرة وصفد ويافا والرملة واللد وبئر السبع هذه بلادنا وأرضنا.

 

كمال خلف: لكن أبو جهاد، الآن مَن معكم؟ الآن، اسمح لي فقط، الجامعة العربية لديها مُبادرة أقصاها حدود الـ67، السلطة الفلسطينية حضرتك تعرف أكثر مني موضوع المفاوضات، اليسار الفلسطيني شركاؤكم وكذا حدود الـ67 وإلى آخره.

لم يبقَ أحد يا أبو جهاد يتحدّث على المستوى العربي على موضوع عودة فلسطين كل فلسطين وكأنه خيار غير واقعي، وأنه لا أحد معكم، الآن صوتك يا أبو جهاد الآن هو، أنتم قليلون، ربما حضرتك ونتحدّث ربما عن حزب الله وأصبحتم قليلين في العالم العربي الذين يتحدّثون أنّ فلسطين كل فلسطين هي لكم؟

 

أحمد جبريل: أولاً أنا أريد أن أؤكّد مرّة أخرى أنّ هذه قوة حق، الذي فُرِض بالقوة، وللأسف قَبِل فيه العالم لأنهم هم جزء من المؤامرة، وقَبِلَ به كثير من الأنظمة العربية، وللأسف الآن، للأسف شرائح كبيرة مُثقّفة عربية وفلسطينية تقول أن إسرائيل حقيقة. أنا أودّ أن أقول أن مَن يستمع لي ربما لا يكون جامعياً، أنت يا كمال إذا أخذت منك ساعتك التي اشتريتها أنت بعرق جبينك، وأخذتها منك وقلت لك أية ساعة، هناك فرق أنك تقول نعم، أنا ضعيف الآن، ولا أستطيع أن آخذ هذه الساعة التي بيدك الآن، ولكن أنا أريد أن أرى مع حلفائي وأقربائي إلى آخره وأقوى وأسترجع هذه الساعة.

كم هو مُحزن عندما تقف أنت أمام العالم وتقول يا عالم هذه الساعة أنا كنت أعتقد أنها لي، تبيّن أنّها لهذا الرجل وليست لي. هنا المشكلة، أن يقف فلسطيني أو عربي يقول أن فلسطين ليست لنا، هناك فارِق أن يقول هذا واقع، يجب أن نغيّر هذا الواقع، وهناك إمكانية لتغيير هذا الواقع، في هذا الموضوع، هناك أنظمة رسمية عربية للأسف بدأت، عندما مصر السادات خرج بكامب دايفيد وأخرج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي ووضعها في خندق أمريكا وخندق إسرائيل، وسأعطيك حادثة صغيرة بعد سنة من عقد الاتفاق عام 78 جاء مناحيم بيغان وزار القاهرة، السادات قال للجنة الضيافة التي قدمت مبكراً، لدينا دار ضيافة، قالوا له لا نريد، قال لهم لدينا فندق هلتون أو فندق ميريديان، فرفضوا، الرئيس مناحيم بيغان يريد النزول في فندق قرب الأهرامات، وهذا الفندق ليس خمس نجوم، فعملوا ليل نهار حتى يعدّوا مكاناً في الفندق. عندما زاره السادات، قال بيغان أتعلم لماذا جئت إلى هنا، حتى أشاهد الأهرامات التي بناها أجدادنا ومات آلاف اليهود وهم يبنون هذه الأهرامات، أريد أن أنظر إلى عَظَمَتهم وأترّحم على شهدائنا، عِلماً، تاريخيًا وهذا عِلم، الآثار، يقول آخر هرم بُني في مصر سنة 2500 قبل الميلاد، سيّدنا إبراهيم الخليل خرج من بور الدولة السومرية عام 1800 قبل الميلاد، هناك حوالى 1000 سنة فارق، هذا سيّدنا إبراهيم وذهب إلى سورية وفلسطين وأولاده إسحاق ويعقوب إلى آخره من المواضيع، هذا عبارة عن كذب ونفاق، هوليوود أنتجت فيلماً ولا بدّ من أن الكثير من الناس شاهدوه، موسى وكيف اليهود بنوا هذه الأهرامات ويُجلَدون بالصِياط، هذه ليست حقيقة، 1000 سنة بينهم، بين بناء آخر هرم ونبيّنا إبراهيم الخليل، فانظر إلى هذا الكَذب والخِداع في هذا الأمر.

فنحن نقول أنّ هذه فلسطين لنا وحقٌ لنا، وعلينا أن نعدّ قوتنا وأن نجعل المُستحيل  يتذلّل أمامنا، بكل ما نستطيع من قوة، والآن هذه الدول وهذه الاتّجاهات التي تحدّثت عنها، الآن راهنت على التسوية السياسية، وقالوا أنّ السلام هو الخيار الاستراتيجي منذ عام 1982، عبارة عن 34 سنة، ماذا حقّق هؤلاء؟ من العرب، حتى في مبادرتهم العربية، الأمير عبد الله أنجزها مع مستشاره لبوش، هو الذي جاء ووضعها، وقدمت إلى مؤتمر القمة في بيروت، مع ذلك ما هي المُبادرة؟ الاعتراف بإسرائيل والصُلح والتطبيع مُقابل الانسحاب من الأراضي التي احتُلت عام 67. ماذا قال شارون عنها؟ قال وكان رئيس حكومة، قال هذه لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتِبت فيه.

معنى ذلك أن هؤلاء الذين يراهنون على السراب، كفى رهاناً، بينما نحن كنا نراهن في عملية الصِراع واستمرار الصِراع، اليهود احتلّوا لبنان عام 82 ووصلوا إلى بيروت وجاء الحلف الأطلسي وقوات أمريكية وفرنسية وإيطالية لتثبّت الاحتلال الإسرائيلي، وفرضوا اتّفاق 17 أيار.

 

كمال خلف: طبعاً، هذا مفصل، نحن في ذكرى مفصل، أيضاً مهم من مفاصل الصِراع، العدوان على غزّة، نحن في الذكرى الثانية الآن أبو جهاد. هل تعتبر أنّ ما حصل في غزّة قبل عامين كان نصراً استراتيجياً فعلاً على إسرائيل؟ ما هي العِبَر والدروس العسكرية التي يمكن أن يستخلصها المقاوِمون في غزّة باعتبارك رجلاً عسكرياً من الطِراز الرفيع؟ وأيضاً أريد أن أسأل عن نقطة حتى لا أقاطعك بشكل مُتكرّر لأنّك طلبت عدم المُقاطعة، ونحن مُستمتعون أصلاً بما تقوله، لكن أريد أن أسأل عن موضوع المُفاوضات. أنتم شاركتم في المُفاوضات أليس كذلك؟

 

أحمد جبريل: أية مفاوضات؟

 

كمال خلف: المُفاوضات التي جرت بعد العدوان على غزّة في العام 2014؟

 

أحمد جبريل: لا، لم نشارك.

 

كمال خلف: لم تشاركوا في الوفد الذي؟

 

أحمد جبريل: لا، لا.

 

كمال خلف: ولا بوقف إطلاق النار؟

 

أحمد جبريل: لا، أبداً.

 

كمال خلف: والفصائل الأخرى؟

 

أحمد جبريل: الفصائل شاركت، بينما نحن لم نشارك.

 

كمال خلف: لم تشاركوا فيها. ماذا تقولون عنها الآن أبو جهاد؟

 

أحمد جبريل: أنا أقول، سآتيك إلى غزّة، لكن أقول هذه الانتصارات بدأت تتدحرج، إسقاط اتّفاق 17 أيار الذي عقده لبنان مع الإسرائيليين برعاية أمريكية هو مثل اتّفاق كامب دايفيد وأسوأ من اتّفاق كامب دايفيد، إسقاط اتّفاق 17 أيار كان بداية لتغيير منحى من الهزيمة باتّجاه تحقيق إنجازات على طريق المقاومة، 18 سنة من الـ82 وحتى العام 2000 واللبنانيون والفلسطينيون الشرفاء يقاتلون على أرض لبنان، ونحن كتنظيم وضعنا 720 شهيدًا في 18 عاماً على أرض لبنان حتى عام 2000، واضطّر العدوّ الإسرائيلي أن ينسحب لأول مرّة من دون قيد أو شرط ومن دون أن يحصل على أية امتيازات لا اقتصادية ولا سياسية ولا أمنية، ثمّ الانتصار الذي حصل في عام 2006 عندما أُفشِل المُخطّط الأمريكي الإسرائيلي في اجتياح لبنان وإنهاء المقاومة التي يتزعّمها حزب الله، وكيف فشل هذا المُخطّط، هذه أيضاً علامة من هذه العلائم الموجودة كانت على الطريق. لذلك، أنت يجب أن تقول هذه الانتفاضة المُبارَكة التي حصلت عام 1987 كيف حصلت؟ لو كانت هذه الأمّة استسلمت لما تجرّأ أحد للقيام بانتفاضة، لكن هذه المقاومة التي كانت تدور على أرض لبنان هي التي شجّعت، هذا الشعب عندما يرى مجموعة من الشباب استشهاديين يأتون من بلاد عربية بطائرات ورقية قماشية، وينزلون على معسكر إسرائيلي اسمه هايكيبور، معسكر الأبطال من لواء غولاني، ويدمّرونه ويقتلونه.

 

كمال خلف: تريد أن تقول أبو جهاد إنّ العدوان على غزّة أو نصر غزّة هو  مُتمّم لنضال فلسطيني طويل وسابق ولاحق ربما؟

 

أحمد جبريل: طبعاً بالتأكيد، أنا أقول نحن نضالنا، نحن كجيل، الجيل الأول بعد نكبة الـ48، نحن استمرارية نضالنا لم تبتدىء بنا، بل بدأت بآبائنا الذين واجهوا هذا المُخطّط منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى، وضعوا الشهداء. مَن ينسى ثورة البُراق وعطا الزير وحجازي والجمجوم الذي أعدموه في عكا؟ مَن ينسى كل هؤلاء الشهداء؟ مَن ينسى هؤلاء القادة العِظام والكِبار الذين واجهوا هذا العدوّ الصهيوني؟ والآن لا أودّ ذِكر أحد حتى لا أنسى بعضهم.

 

كمال خلف: القائمة تطول.

 

أحمد جبريل: نحن تابعنا هذه المسيرة، تابعنا مسيرة عزّ الدين القسّام، مسيرة الحاج أمين الحسيني، مسيرة كل الوطنيين الشرفاء الذين رفضوا أن تكون فلسطين لليهود في هذا الأمر. نحن بعد الانتصار عام 2006، قام العدوّ الإسرائيلي في عام 2006 في عدوانه الشهير على غزّة الأول، العدوان الأول، وقبل العدوان الأول وكان شارون رئيساً للحكومة، وكان أيامها حسني مبارك موجوداً، دعونا كل الفصائل إلى القاهرة وأنا ذهبت، أنا ذهبت إلى هناك، وقال المندوب المصري في ذلك الحين الذي توفى لاحقاً، مسؤول المخابرات.

 

كمال خلف: عمر سليمان.

 

أحمد جبريل: عمر سليمان، يا أخوان، شارون بلّغنا أنه يريد أن ينسحب من قِطاع غزّة، لكن يريد أن ينسحب ليس تحت النار، بهدوء. هل تريدون قِطاع غزّة أو لا تريدون؟ فاجتمعنا، قلنا له نريده، معناها هناك تهدئة، لكن أنا في المقابل ويذكر الجميع والآن يسمعونني، أنني طرحت مقابل هذا الموضوع أن تتشكّل قيادة فلسطينية عُليا من الأُمناء العامين للفصائل واللجنة التنفيذية وتقود هذه المرحلة، ويتمّ هذا الأمر خلال مدة شهرين.

 

كمال خلف: وبدأ العمل عليه في ذلك الوقت؟

 

أحمد جبريل: اتّخذنا قراراً. طبعاً هذا لم يُنفّذ.

 

كمال خلف: لماذا لم يُنفّذ أبو جهاد؟

 

أحمد جبريل: لأنّ القيادة المُتنفّذة في منظمة التحرير لا تريد مثل هذا، كانت تريد التهدئة لإعطاء شارون الانسحاب، وكانوا هم يعتقدون أن غزّة ستكون لهم وأنهم سينشئون فيها، كما يُقال، أرضهم المُحرّرة.

 

كمال خلف: أبو جهاد علاقتكم بالقاهرة انقطعت منذ ذلك الوقت؟

 

أحمد جبريل: لا، أنا ذهبت مرة أخرى في لقاءات ثانية، وأرادوا كتابة ميثاق، ويذكر الجميع، جاؤوا بي لأوقّع على الميثاق، وأمام شهود، الكلّ، قلت لماذا أوقّع، قيل لي يا أبا جهاد وقّع، قلت لهم بشرط، أكتب "شاهد ما شافش حاجة"، مسرحية عادل إمام، كتبت عليها، إذا تجرّأ أحد الآن على إخراج الوثيقة الأصلية، كتبت "شاهد ما شافش حاجة – أحمد جبريل".

 

كمال خلف: لم تطّلع على ما كان موجوداً في تلك الوثيقة؟

 

أحمد جبريل: لا، أعرف، ولكن أعرف أنّها كلها كذب وكلها خِداع وكل واحد يوقّع للثاني ويكمن للآخر، لا توجد هناك عقلية تُفكّر في النضال الجدي والفعلي من أجل فلسطين.

 

كمال خلف: أبو جهاد، عندما تحدّثت عن سلسلة النضالات الفلسطينية والمحطّات القديمة، وحضرتك تُشير إلى أنّ ما جرى في غزّة في ذكرى العدوان هو ليس مقطوعاً عن تاريخ النضال الفلسطيني. هناك أيضاً الهبّة الفلسطينية أو انتفاضة القدس، انتفاضة السكاكين التي حصلت في فلسطين المُحتلة، كان هناك رأي، وأريد أن آخذ رأيك في هذا الموضوع، كان هناك رأي يقول بأنه يجب أن تبتعد الفصائل الفلسطينية عن هذا الحِراك الجماهيري وأن تتركه فقط للشعب الفلسطيني، ولكن كانت النتيجة ربما أن خَفَت هذا العمل.

برأيك، كان هذا الرأي صائباً، أنّ الفصائل الفلسطينية تترك الشعب يقوم بهبّة جماهيرية، سكاكين وتظاهرات إلى آخره، من دون أن يكون تبنٍ فصائلي لهذا الموضوع؟ كان صحيحاً هذا الخَيار؟

 

أحمد جبريل: حتى لا أحد، أنا أقول العدوان، ثلاث محاولات إسرائيلية للعدوان على قطاع غزّة، وكان برنامجهم الدخول إلى غزّة، وهذا بتآمر أمريكي وعربي، وفشلوا، وأنا أقول وأحيّي كلّ المُجاهدين والمُقاتلين الذين دافعوا في قطاع غزّة، وهذه المعارك هي تُضاف إلى معارك النصر التي تحقّقت في الماضي، وإن شاء الله هناك معارك جديدة ستحقّق في المستقبل في وجه الكيان الصهيوني. هذا الكيان الصهيوني نحن كجيل، أنا أقول عن نفسي، الذين خرجنا في عام 48، وحملنا السلاح، نحن واجهنا الحرس القديم في الحركة الصهيونية، بن غوريون، موشا، شاريت، ليفي اشكول، غولدا مائير، جابتنسكي قتل، مناحيم بيغان، رابين، ديان، إلى آخره.

نحن قاتلنا الحرس القديم بشراسة، نحن كجيل، دارت بيننا معارك، هم كانوا شرسين للغاية، لكن الآن الجيل الإسرائيلي الموجود هو الجيل الثالث هذا الجيل ليس جيلاً مُقاتلاً، هذا جيل شمّ الكوكايين والمُخدّرات في الملاهي الليلية، وهم يعرفون القيادة الإسرائيلية هذا الموضوع، أنه هذا جيل قد فسد، لذلك أنا أقول لكم أن الانتصارات سيتم تحقيقها لكنها تحتاج إلى بعض الثبات والتمسّك بهذه المبادئ، وعلينا أن نفكّر جيّداً كيف سنُحرّر.

 

كمال خلف: أبو جهاد اسمح لي أتوقّف مع فاصل، بعده نكمل في القسم الثاني من الحلقة.

مشاهدينا نتوقّف مع فاصل قصير، ثم نكمل في هذا الحوار. ابقوا معنا.

 

 

المحور الثاني

 

كمال خلف: تحيّة من جديد مشاهدينا من العاصمة السورية دمشق، في هذا الحوار الخاص مع الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل.

أبو جهاد، أعود وأرحّب بك مرة أخرى ونكمل أيضاً في هذا الحديث، ولكن أريد أن أطمع بأن آخذ بعض المواقف من حضرتك ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أيضاً بمجمل الوضع الفلسطيني وأن يكون رأيكم واضحاً للرأي العام الفلسطيني حول ما يجري.

اليوم يُحكى عن انطلاق الانتخابات البلدية الفلسيطنية والمحلية في داخل الوطن المُحتل، لديكم تواجد أنتم في فلسطين المّحتلة، وحماس ستشارك، رفاقُكم أيضاً في اليسار، الجبهة الشعبية، الديمقراطية، حزب الشعب أيضاً سيشاركون. أنتم لماذا ترفضون هذه الانتخابات أو تقاطعونها؟ وما هي رسالة أبو جهاد اليوم والجبهة الشعبية القيادة العامة لرفاقه في اليسار الذين دخلوا بلائحة واحدة إلى هذه الانتخابات؟

 

أحمد جبريل: أنا أريد أن أقول، نحن لسنا مُنشغلين بانتخابات بلدية من أجل أن يخرج مختار أو رئيس بلدية هنا أو هناك، فليخرج من يخرج، نحن منشغلون حول هذا الوطن، هذه فلسطين، كيف يجب تحريرها. أنا أقول بكلّ صراحة، إذا كان أحد يتخيّل أنه من قطاع غزّة يمكن تحرير فلسطين، أنا أقول هو واهم ومُخطئ، وأكتفي بهذه الصفات، وإذا كان أحد يتخيّل أن سلطة رام الله تودّ تحرير فلسطين، ليس واهماً، هذا يرتكب الخطايا وليس الأخطاء في هذا الأمر. نحن نرى أنّ الطريق إلى فلسطين هي في تشكيل محور مقاومة لتغيير موازين القوى الموجود في هذه المنطقة، هناك قوى أمريكية غربية تقف مع هذا الكيان الصهيوني. أنا تحدّثت قبل قليل، أوباما يقف ويقول نحن ارتكبنا مجازر بالشعب العراقي، قبل أسبوع، عشرة أيام، راجعوه، وهذه المجازر هي بسبب أنّ الشعب العراقي أيام نبوخذ نصّر، أي قبل 600 سنة قبل الميلاد، أتى إلى أورشليم وسبى الشعب اليهودي، تخيّل.

 

كمال خلف: أوباما قال هكذا؟

 

أحمد جبريل: أوباما قال هذا الكلام، قال هذا ما جاء في العهد القديم، ليثقّف نفسه أوباما، هذا العهد القديم ولينظر كيف كُتِب هذا، هذا كُتِب بعد السبي في بابل بعد 600 سنة من خروج موسى، فتخيّل بعد 600 سنة بتلك الأيام كيف تُكتَب، حتى عندنا في قرآننا نقول أنهم قد زوّروا التوراة اليهود، المسيحية الكاثوليك والأرثوذكس إلى آخره لا يعترفون بالعهد القديم، يقولون أنّ الأناجيل، فقط البروتستانتية الصهيونية ومنها أوباما وكل الرؤساء الأمريكان هم الذين يعترفون بهذا الأمر. لذلك نحن نقول لا بدّ من أن نُغيّر نحن جلّ وقتنا لن نتلهّى بانتخابات بلدية، نحن نمرّر وقتنا بكيفية بقاء محور المقاومة حياً، فاعلاً، نحن نبذل شهداءنا في كل مكان للحفاظ على سورية، على وحدة وأرض سورية وهذا الوطن السوري، لأنّ هناك مؤامرة كبيرة للغاية وتاريخية لتدمير هذا البلد، لأنّ هذا البلد شوكة في حلق هذا العدو الصهيوني.

 

كمال خلف: أبو جهاد، سأسأل عن دور الجبهة الشعبية في سورية، لكن قلت بأنه مُخطئ مَن يعتقد بأن تحرير فلسطين يبدأ من قِطاع غزّة. لماذا مُخطئ مَن يعتقد ومن أين يبدأ تحرير فلسطين؟

 

أحمد جبريل: إذا كان يستطيع الآن هؤلاء المجاهديون من سرايا عزّ الدين القسّام أو سرايا القدس أو كل المناضلين الموجودين، إذا استطاعوا إحداث توازن رعب مع العدوّ الإسرائيلي ويحافظون على نفسهم في قطاع غزّة، يجب أن يُمنَحوا الأوسمة. أما أنهم سيحرّرون فلسطين، تحرير فلسطين يحتاج إلى تغيير في ميزان القوى، فإذا هذا محور المقاومة إن شاء الله الذي سيكون وستنتصر سورية وأيضاً في العراق وممتداً إلى طهران وممتداً إلى حزب الله والشرفاء الفلسطينيين، أؤكّد على الشرفاء الفلسطينيين، لأنّ هناك فلسطينيين كنّا نعتبرهم شرفاء ولكن للأسف في النهاية انحازوا وذهبوا إلى قطر وأصبحوا جزءاً من اللعبة السياسية الموجودة.

 

كمال خلف: لا تريد أن تُسمّي؟

 

أحمد جبريل: أنا لا أريد ان أجعل هذا اللقاء فيه نوع من المُهاترات في هذا الموضوع، لكن أنا أقول الشُرفاء الفلسطينيين، إذا نستطيع أن ننشئ هذا المحور، أنا أقول لك عليكم أن تروا بأعينكم، لماذا هذا التدخّل الأمريكي على الحدود السورية العراقية؟ لمنع أي تعاون، لإغلاق أي حدود تأتي من طهران إلى العراق إلى سورية، القائم كما ترونها، الخارطة، لماذا هم موجودون هناك في هذه الصحراء الموجودة، هذا الوجود الأمريكي في العراق، أوباما نفسه أيضاً هذا في خطابه الوداعي ماذا قال؟ قال الذي يدور على أرض سورية ومستقبل سورية سيحدّد مصير المنطقة سلباً أو إيجاباً، هم يفهمون هذا الموضوع، لذلك المعركة يا إخوان في سورية هي معركة حياة أو موت.

 

كمال خلف: ودوركم فيها محوري أبو جهاد، في المعركة في سورية؟

 

أحمد جبريل: منذ البدء، نحن من أول الناس، نحن من قبل أن تبدأ الأحداث، من عام 2005 وقبلها، كانوا يقولون الهجوم على إيران من أجل المُفاعِلات النووية، كنت أقول الهدف، وعودوا إلى أجهزة الإعلام، الهدف سورية، هي واسطة العقد، إذا ضربت سورية حزب الله سيضرب، لاحقاً السيّد حسن نصر الله عرف هذه المُعادلة فلذلك وضع كل ثقله أيضاً كيف تنتصر سورية، بعدها ستتحوّل المنطقة إلى صِراع مذهبي سنّي شيعي لمواجهة إيران.

 

كمال خلف: أبو جهاد، أنتم تقاتلون وعناصركم تقاتل على أكثر من جبهة في سورية، كما سمعنا لكم مقاتلون على جبهات حلب، على جبهات ريف دمشق، على أكثر من جبهة. ربما يسأل الفلسطينيون اليوم لماذا الجبهة الشعبية القيادة العامة تشارك في كل هذه الجبهات، لا نعرف العديد، لا نعرف العتاد حتى هذه اللحظة، لكن بالنسبة إلى معركة اليرموك أليست أولوية الآن بالنسبة إلى الجبهة الشعبية القيادة العامة أن تعيد تحرير اليرموك خاصةً بأنه يشكّل رمزية للفلسطينيين، مقرّاتكم الأساسية والمركزية والرئيسية هي في مُخيّم اليرموك؟ هل هذا مؤجّل بقرار سياسي، بقرار منكم، لديكم القدرة، لا تريدون أم لا تستطيعون؟

 

أحمد جبريل: هذا الموضوع لأكون صريحاً معك، نحن حرّرنا 30 بالمئة من مُخيّم اليرموك، وقادرون، والميادين زارت، 30 بالمئة، لكن لم يكلّفنا فقط شهداء، دُمّرت المباني، شبه تدمير كامل، نحن نريد عودة المُخيّم لكن لا نريده مُدمّراً، لكي يعود هذا الفلسطيني إلى منزله، أليس كذلك؟ معنى ذلك علينا أن نفكّرأيضاً  في أن يعود المُخيّم من دون تدمير هذه البيوت بوسائل مختلفة. حاصرنا هذه القوى المُعادية، المُرتبطة بأمريكا وبإسرائيل وبالنظام الرسمي الرجعي العربي، وهي الآن تتقاتل مع بعضها، وداعش، بالأمس القريب ضربت جبهة النصرة هناك في المُخيّم وانتقلت إلى ادم عسالي والجورة. نحن شركاء مع الإخوة السوريين، فنحن طرحنا موضوع كيف نقوم بعمل مُشترك، الإخوة السوريون يدخلون إلى الحجر الأسود، حي سوري، وإلى حي التضامن، ونحن ندخل مُخيّم اليرموك، بنفس الوقت، فقالوا لنا ليس هذا أفضلية عندنا، نحن يجب أن نحاصرهم ويصبحوا عاجزين عن القيام بأي عمل بهذا الأمر، هذا هو السبب، ليس عجزنا ولا خوفنا من الاستشهاد، لكن خشيتنا من أن  يُدمَّر المخيم، نحن ننتظر إخوتنا السوريين، والله برامجهم يقولون لدينا برامج.

 

كمال خلف: لكن أنت قادر أبو جهاد؟

 

أحمد جبريل: نعم.

 

كمال خلف: لديك القوة العسكرية التي تستطيع من خلالها تحرير المُخيّم؟ قادر إذا ما كان هناك تنسيق؟

 

أحمد جبريل: نحن قادرون من الغد بدل من 30 بالمئة نصبح 50 بالمئة، لكن هذا الموضوع، نحن سندخل وعلى يميننا الحجر الأسود الذي فيه قوى مُعادية، وعلى يسارنا التضامن المتواجدة فيه أيضاً قوى مُعادية، وهذا خطأ، وهذا يجب أن تكون معركة واحدة باتجاهات بثلاث رؤوس موجودة بهذه الاتجاهات. الإخوة في سورية يطلبون منّا التريّث، والوقت سيحين لهذا الأمر.

 

كمال خلف: أبو جهاد، العلاقة بينكم وبين حركة حماس متواصلة؟ أنت أرسلت إليهم مبعوثاً من قِبَلكم، اجتمع معهم في بيروت؟

 

أحمد جبريل: أنا شخصياً انقطعت العلاقة بيني وبين خالد مشعل منذ مغادرته القُطر السوري إلى قَطَر.

 

كمال خلف: ولا حتى اتصال هاتفي؟

 

أحمد جبريل: ولا اتصال.

 

كمال خلف: أنا سمعت أبو جهاد بأنه قد اتصل بكم وطلب تنسيق خروج بعض؟

 

أحمد جبريل: اتصل، لم أردّ عليه، أنا حاولت، حماس وخالد مشعل خادعنا عندما كنّا نشكّل تحالف قوى وطنية.

 

كمال خلف: كيف؟

 

أحمد جبريل: ونتيجة الانتصارات في غزّة، وقفت أنا، هذا الرجل صاحب تاريخ مقبول، مناضل، قلت له أمام كل فصائل التحالف يا أبو الوليد أنا أبايعك، تصوّر شخصاً مثلي وله هذا التاريخ يبايع أستاذ مدرسة جاء من الكويت وصار رئيس منظمة، رئيس حماس. أعطيك أنا، طيبة قلبنا وتفانينا وتخلينا عن الأنا في هذا الأمر، وسرنا مع بعضنا، وأوقفنا الكثير من الأمور، سواء كانت في القاهرة، وأصبحت الساحة الفلسطينية، هناك قوى تحالف وطني وهناك قوى سلطة لمنظمة التحرير المُتنفّذة، وهناك قوى كالجبهة الشعبية الديمقراطية تتأرجح، لا تعرف مع مَن تقف، مرّة يغازلوننا وتارة يغازلون رام الله، في رام الله لهم نفوذ ويغازلوننا من أجل المواقف في هذا الأمر.

حينما بدأت الأحداث في سورية، بدأنا نشعر أنّ هناك موقفاً لحركة حماس، ثمّ أتى خالد مشعل إليّ، قال لي أنا لا أستطيع أن أبقى في سورية يا أبو جهاد، هذا في بيتي مدة اجتماع ساعات، هو ربما يستمع إليّ الآن، قلت له ما هو السبب، قال أتعرّض لضغوط من الإخوان المسلمين، قلت له إذهب إلى لبنان، ورمضان عبد الله في لبنان، في الضاحية الجنوبية، آمن، تكون انتهيت من هذه القصة، قال لا، ذاهب إلى قَطَر، قلت له إلى قَطَر، هناك قواعد أمريكية، من قَطَر تريد أن تحرّر فلسطين يا أبو الوليد؟ كيف هذا الكلام؟ انتهى هذا اللقاء، قبل أن يسافر مرّ عليّ، قال لي أبو جهاد الوضع يتأزّم في سورية وكلها شهرين أو ثلاثة، أنا أقول لك وأنصحك وأنت أخ وقائد لنا، اخرج أنت وأسرتك ومَن تريد، وأنتم على رأسنا جميعاً.

 

كمال خلف: إلى أين؟

 

أحمد جبريل: إلى قَطَر.

 

كمال خلف: إلى قَطَر.

 

أحمد جبريل: قلت له أنا أقنعك لتبقى هنا وتودّ إقناعي لأذهب إلى قَطَر، أنا سأموت هنا في هذا البلد قتالاً ودفاعاً عن هذا البلد، لأنني أعرف ما هي المؤامرة الدولية التي تستهدفه. أنتم كل واحد مواطن مفروض يرى مئات ألوف المتطوّعين الذين قدموا من أنحاء العالم، كيف جاؤوا؟ هل أتوا بالمظلّة أم حفياً على الأقدام؟ هؤلاء حُمّلوا بالطائرات كما حُمّل في الماضي بن لادن إلى أفغانستان لمقاتلة السوفيات في ذلك الوقت. مَن قدّم لهم المال؟ مَن قدّم لهم السلاح؟ هؤلاء الذين جاؤوا ويحملون الرايات السوداء، لو جاء هؤلاء إلى فلسطين، هل تسمح لهم هذه الدول بالمرور عبر تركيا إلى فلسطين ليقاتلوا؟ أليست هذه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟

 

كمال خلف: هذا سؤال مركزي أبو جهاد، لكن أنا لديّ سؤالان في الوقت المُتبقّي، الأول يتعلّق أيضاً بعلاقتكم بأبو مازن الرئيس محمود عباس، المسافة بينك وبين أبو مازن اتّسعت الآن، أم هي أقرب من السابق؟

 

أحمد جبريل: أقول لك بكل وضوح، لا يوجد شهر عسل بيننا وبين هذه القيادة المُتنفّذة القديمة والجديدة التي يُمثّلها أبو مازن، شهر عسل واحد لا يوجد بيننا، والخلاف ليس هو خلافاً شخصياً، لو كان هناك وقت في البرنامج لقلت لك لماذا أقول هذا الكلام، ولكن هو خلاف حول السياسة، حول فلسطين، فلسطين ليست الضفّة الغربية وقِطاع غزّة والضفّة الغربية عندما بدأ اتّفاق اوسلو لم يكن فيها 50000 مستوطن، الآن فيها 800000 مستوطن، تُنهَب الآن، القدس، عندما تحدّثت عن ثورة البُراق وذكرت زير وحجازي والجمجوم، جاء اليهود يودّون الصلاة قرب حائط البُراق، لأنهم يعتبرونه حائط المبكى، قام الشعب الفلسطيني بثورة، حتى قبل اتّفاق أوسلو، لم يتجرّأ إسرائيلي على الدخول إلى المسجد الأقصى، لم يتجرّأ الإسرائيليون على الاستيلاء على نصف الحرم الإبراهيمي، هذا من خلال عملية الخنوع، وعندما تسأل أبو مازن بينك وبينه، وجعلتُ ناساً يسألونه، أرسل لي، قال أنا كنت أودّ الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية وطرح عدوان إسرائيل على غزّة، أمريكا أرسلت لي تهديداً والدول العربية أنهم سيقطعون المُساعدات عن السلطة.

 

كمال خلف: والدول العربية؟

 

أحمد جبريل: والدول العربية.

 

كمال خلف: إذا حوّل ملف إسرئيل إلى الجنايات؟

 

أحمد جبريل: نعم، دول الخليج ستقطع المساعدات، وإذا قطعت المساعدات وهذه ليست قليلة، سنوياً هناك ثلاثة مليارات دولار، ماذا سيحدث؟ أنا مُضّطر، أنا لا أقلّل من الانتصارات السياسية التي حصلت واعتراف العالم فينا، لكن هذا تمّ ليس فقط بالعَرَق، تم بدماء هذا الشعب وصموده، من خلال هذا الشاب الذي عمره 18 عاماً من الجيل الرابع والفتاة التي عمرها 18 عاماً التي تنتظر أن تتزوّج وتصبح أمّاً، تمسك سكينة المطبخ وتخرج لتصفّي الحساب مع الإسرائيلي في هذا الأمر، نحن على خلاف.

 

كمال خلف: الخلاف هو بالخيارات وليس؟

 

أحمد جبريل: على خلاف، نحن لا نتلقّى منهم أية مُساعدة مالية.

 

كمال خلف: من المنظمة؟

 

أحمد جبريل: من المنظمة، بينما باقي الفصائل تتلقّى هذه المُساعدات، وهم متفرّغون، كلهم يأخذون، ويأخذون تفرّغاتهم بالألف والألف وخمسمئة دولار، إلى آخره.

 

كمال خلف: هي مبالغ كبيرة تُعتبر بالنسبة إلى المعيشة.

 

أحمد جبريل: مبالغ كبيرة بينما أنا سأكشف سراً، بينما تفرّغ أحمد جبريل في الجبهة الشعبية القيادة العامة لا يتجاوز ال 200 دولار، 200 دولار، وهناك بعض رفاق عندنا لا يتجاوزون 100 دولار أو 70 دولاراً.

 

كمال خلف: أبو جهاد، انتهى الوقت تماماً، لكن اسمح لي بثوانٍ لأنه مرّ الوقت من دون أن أسأل، كان لكم زيارة إلى إيران وزيارة إلى روسيا، هذه المسارات ماذا حصل؟ بعد زيارة إيران ما الذي حدث، وأيضًا روسيا ما هي طبيعة العلاقة الآن؟ ماذا أثمرت هذه الزيارات؟

 

أحمد جبريل: بالنسبة إلى زيارة روسيا، أكّدنا نحن موقفنا، وهم أكدوا لنا الموقف المعروف مع قرارات الأمم المتحدة، إلى آخره.

نحن لنا وجهة نظر أخرى في هذا الأمر، فلذلك هناك نقاط اتّفقنا معها حول موضوع سورية، وهذه الهجمة الإرهابية التي تقودها دول دولية وعالمية في هذا الموضوع، هذا اتّفقنا عليه.

أما بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، نحن منذ اليوم الأول لانتصار الثورة، وأعلن الإمام الخميني، نحن انحزنا إلى الثورة الإسلامية في عام 1979، وأنا اعتبرت أن الله قد أنزل إلى قلبنا السَكينة بعدما أخرج السادات مصر باتفاقيات كامب دايفيد.

 

كمال خلف: أبو جهاد أنا مضطر لمقاطعتك لأن الوقت انتهى للأسف الشديد.

أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة شكراً جزيلاً لإتاحة الفرصة لهذا الحوار.

ومشاهدينا هذا الحوار انتهى من هنا من دمشق. شكراً للمتابعة. إلى اللقاء.

برامج أخرى

1 اب 2014

15 تموز 2014

تصفح المزيد