الإنقلاب العسكري في تركيا

نص الحلقة

جورج غالاواي: أنا (جورج غالاواي)، أقدِّم "كلِمة حرّة" من على قناة "الميادين"، من (لندن) حيث نحن الآن. إنني أقول كلماتي بحرّية سواء في البرلمان أو على التلفاز أو هنا في  شوارع “لندن". "كلِمة حرّة" تعني أن تقول كلماتك بحُرّية، وهذا ما أنطق به دائِماً. إذاً "كلِمة حرّة" هي حوار من وجهتي نظر. تابعوا برنامجنا من على قناة "الميادين"  

جورج غالاواي: أهلاً بكم في "كلِمة حرّة"، معي (جورج غالاواي)، في حلقة تأتيكم من(لندن) عبر قناة "الميادين" مع جمهورٍ من الخبراء المتميّزين وواحدٌ أو اثنين من الهواة أمثالي. نتحدّث الليلة عن (تركيا) بعد الإنقلاب العسكري الفاشل. سنتساءل عن معنى ذاك الإنقلاب ومن كان يقف وراءه وأي تأثيرٍ سيكون للإنقلاب وفشله على كلٍ من (تركيا) والمنطقة والعالم. لقد كنتُ على الهواء مُباشرةً في برنامجي الإذاعي حينما وصلت الأنباء الأولى حول طائِراتٍ تحوم في السماء مُطلقةً النار على أهدافٍ حكومية تُركية، وأدركت أنّ ذلك كان حدثاً حقيقياً. لم يكن مُجردّ طيارٍ غاضب يُحاول أم يثأر مُسجلاً موقفاً سريعاً قبل طيرانه عبر المجال الجوّي طالباً اللجوء السياسي في (اليونان)، كان ذلك كما تبيّن لاحقاً بداية مؤامرة هائِلة للإطاحة بالحكومة التُركية المُنتخبة. عليّ أن أكون صريحاً رغم أنّ أياً من المُشاهدين لن يكون متفاجئاً في أن يسمعني أقول أنني ضدّ حكومة (أردوغان). أنا أُعارِض كلّ شيء تقريباً فعله (أردوغان) خلال السنوات الأخيرة الماضية، وأُعارِض الكثير من الأمور التي يقترح القيام بها الآن، لكن لا يُمكنني أن أدعم مُطلقاً طُغمة عسكرية تستولي على السُلطة بالقوة في (تركيا). واستناداً إلى ذلك كنتُ متضامناً مع كلّ الأحزاب والقوات التركية المُعارِضة، معهم جميعاً وببهجة عالية ويقين ونزاهة أُعارِض هذا الانقلاب العسكري مُنذ اللحظات الأُولى على الرغم من أنّ بعض الناس في العالم لم يفعلوا ذلك وسأتطرّق إليهم بعد لحظات. عندما تسلّم (أردوغان) السُلطة، في البداية كنت أحد المُعجبين به. إنجازاته في العالم الإقتصادي وفي عملية تحرير النساء التركيات المُسلمات ومنحهنّ حقّ مُمارسة إيمانهن وارتداء ما يحلو لهنّ في جميع أجزاء المُجتمع التُركي كان أمراً على جميع الناس الذين يُفكرون بشكلٍ راجح أن يؤيّدوه. أنا مطّلع على التاريخ الطويل من الفاشية في (تركيا) ومن الدكتاتوريات العسكرية في (تركيا)، أنا مطّلع على قوة اليمين المتطرّف وأهميته في المُجتمع التركي واعتقدت أنّ (أردوغان) امتلك المفتاح لـ (تركيا) جديدة، لحلقة جديدة ولحقبةٍ أفضل لـ (تركيا). إصلاحاته الاقتصادية ومُعدّلات النموّ الهائِل للاقتصاد التي سجّلها التي كانت في بعض المراحل أعظم من مُعدّلات النموّ الاقتصادي في (الصين) كانت جميعها جديرة بالثناء. سياساته الخارجية المُتعلّقة بتفادي التوتّرات مع جيران (تركيا) قد كانت أيضاً ما أيّدته بحماسة، وانفتاحه على عملية سلام مع الأقلية الكردية ذات الحجم الكبير جداً في (تركيا) كان أمراً يستحق الإطراء كذلك. لقد أيّدت كلّ هذه الأمور، لكن أبّان السنوات القليلة الماضية، قرابة الخمس سنوات، تخلّى (أردوغان) عن كلّ إنجازاته. إنه الآن في حال حرب مع ملايين من الشعب الكردي في بلاده. المُدن الكردية في جنوبي البلاد تبدو مثل (حلب)، تبدو وكأنها كانت في الحرب السورية. تفاديه للتوتّرات تحوّل إلى توتّرات مع كلّ الجيران وليس توترات فحسب بل إلى حرب بكلّ ما للكلمة من معنى. انضمام (أردوغان) وتسهيله وتعاونه في الحرب لتدمير (سوريا) كان أمراً لا يُمكنني أن أغفره، لكن على الرغم من كلّ هذا ومهما كان شعوري حيال نظام (أردوغان)، الطغمة العسكرية كانت ستأخذ كل الأمور أسوأ بكثير. بالتالي، أنا لا أعتذر أبداً عن كوني فظاً حيال هذا. أولئِك الذين تعاونوا في مُحاولة الإنقلاب العسكري في (تركيا) هم مذنبون بجريمة عظيمة علاوةً على أنّ بعضاً منهم هم من أصدقائه أو أنا أعتقد كذلك على الأقل. الولايات المتحدة الأميركية كانت متردّدة جداً أبّان الساعات الأولى من الإنقلاب، وهو الوقت الذي يتسنّى لك فيه معرِفة الحقيقة. لقد غيّروا وجهتهم خلال الليل عندما أصبح واضحاً أنّ الشعب التُركي بملايينه نزِلَ إلى شوارِع المُدن التركية رافضاً هذه الطُغمة العسكرية ومُحاولتها الإطاحة بالديمقراطية في (تركيا). حلف شمال الأطلسي التي تُعدّ (تركيا) عضواً فيه لسببٍ غير مفهوم عندي، كان صامتاً طوال سبع ساعات قبل أن يتحدّث ضدّ الإنقلاب العسكري. كلا هذين الأمرين يوحيان لي أنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي كانا على الأقل مُتردّدين حيال الإنقلاب، وعلى الأرجح كانا وراءه. المُخطِّط المتآمر للإنقلاب الغامض أو رجل الدين الأُسطوري إلى حدٍ ما (غولين) مُتخفٍّ في الولايات المتحدة الأميركية، يعيش بحرية ويعمل على المُستوى السياسي من هُناك. لديه شبكات مُمتدّة في جميع أنحاء (تركيا)، في الجيش ووسائِل الإعلام والمجال الأكاديمي وأجزاء مُعينة من المُجتمع المدني، وكان يستخدمها للقيام بهذا الإنقلاب العسكري. من غير المعقول، خاصةً لمعرِفتنا بالمكان الذي يعيش فيه (غولين) وهو مكانٌ قريب جداً من المقرّ الرئيسي لوكالة الاستخبارات العسكرية، من غير المعقول أن تكون نشاطات (غولين) في (تركيا) غير مُراقبة عن كثب من قِبَل حكومة الولايات المتحدة الأميركية وأجهزتها الأمنية. في حال كان (غولين) متورّطاً في التحضير لهذا الإنقلاب لا بدّ من أنّ الولايات المتحدة الأميركية كانت على عِلمٍ به غير أنهم لم يُخبروا حليفهم التُركي (أردوغان) وحكومته. إذاً من يقف وراءه؟ أعتقد أنّ قوات خبيثة كانت وراءه، قد تكون المملكة العربية السعودية. "السعودية" أيضاً ضالِعة على الرغم من أنّ الدليل على ذلك غير واضح تماماً بعد. هذه هي رؤيتي وهذا برنامج "كلمة حرة" حيثُ لكلّ شخصٍ الحريّة في التعبير عن رأيه، بالتالي جمهوري حرٌّ في التعبير الآن عن آرائه. من يرغب في التحدّث أولاً؟ نعم، أنت أيها السيّد

هيثم صباحي – رجل أعمال سوري: مساء الخير سيّد (غالاواي). اسمي (هيثم الصباحي) وأنا رجل أعمال سوري ومُحلّل سياسي

جورج غالاواي: أهلاً بك

هيثم صباحي: بالنسبة لـ (أردوغان)، نحن في (سوريا) نؤكِّد فقط على ما حدث في (سوريا) وتدخّل (أردوغان) في (سوريا). أمّا بالنسبة إلى العلاقات الداخلية أو ما يفعله (أردوغان) في داخل (تركيا) فهذا شأن تركي بحت ونحن السوريون لا نتدخّل به. لكن ما الذي فعله (أردوغان) خلال خمس سنوات؟ أذا قسناها على طريقة الربح والخسارة، (أردوغان) ربح كثيراً. ربح من تجارة البترول مع "داعش"، ربح من عمليات الطبابة. عمليات الطبابة في (إسطنبول) اليوم هي أكبر Business موجود في (إسطنبول) لمن يُقال عنهم من المسلحين والإرهابيين الذين يأتون من (ليبيا) للطبابة في (إسطنبول). يأتون من "داعش" للطبابة في (إسطنبول)، يأتون من "النُصرة" للطبابة في (إسطنبول)، يأتون من كلّ مكان وهذا الخطّ مفتوح لهم. خلال السنوات الأربع الماضية، الطيران التركي، نحن أسميناه في (سوريا) الطيران الوكيل للإرهاب، أتى بالإرهابيين من (ليبيا)، أتى بالإرهابيين من مناطق (الشيشان)، أتى بالإرهابيين عبر الطيران وهناك صُوَر مؤكّدة بذلك، أتى بهم من جميع أنحاء العالم وتدُرّبوا في (تركيا) ودُفعَ بهم في اتجاه (سوريا). طبعاً (أردوغان) أو حكومة (أردوغان) والأشخاص الذين هم حول (أردوغان) استفادوا من هذا الشيء. السلاح الذي دخل من عدة دُول ممن يُسمون أصدقاء (سوريا)، هذا السلاح دُفِعَ مالاً لـ (تركيا) كي تُدخِل هذا السلاح من (تركيا) إلى (سوريا) وكانت هذه العملية بالنسبة لـ (أردوغان) عملية اقتصادية بحتة استفاد منها جيداً. لم يعِ في جميع الأحوال من قُتِل في (سوريا)، الآلاف قُتِلوا في (سوريا)، لم يعِ مَن الذين شُردوا في (سوريا). (أردوغان) وحكومة (أردوغان) بالنسبة لنا نحن كسوريين استفادا كثيراً من تأجيج القتال في (سوريا) ومن تأجيج هذه المُشكلة أو ما حصل في (سوريا) في عام 2011، و(أردوغان) مستمرّ في ذلك ونحن نقول، لن يقف (أردوغان) إلاّ إذا المُجتمع الدولي أرغم (أردوغان) على الوقوف ولا توجد إشارات على ذلك. عندي مثال، شخص يقتل شخصاً أو شخصين يدخل السجن، لكنّ شخصاً يقتُل مئات الآلاف يبقى حراً والمثال على ذلك (توني بلير) و(جورج بوش)

جورج غالاواي: حسناً، أنا أتّفق مع كلّ ما قلته وقد قُلتُ ذلك من على منبر هذا البرنامج وعلى قناة "الميادين" تحديداً مئة أو مئتي مرّة. أنا أتّفق مع كلّ كلمة قلتها. السنوات الخمس التي ذكرتها كانت حقبة تاريخية على المنطقة، لكن أيضاً على الشعب التركي نفسه. الجِراح التي فتحها، الأبواب نحو الدمار الإرهابي التي فتحها قد ارتدّت نيرانها على (تركيا) نفسها. لقد مضت أسابيع فحسب عندما تعرّض مطار (أتاتورك) نفسه إلى هجوم إرهابي من قِبَل أصدقائه أنفسهم الذين ساعدهم على التسبّب بالفوضى العارمة في (سوريا).، كلّ هذا صحيح تماماً. لكن دعوني أطرح عليكم سؤالاً، إن كانت المُشكلة تكمن في أن (أردوغان) عميل للولايات المتحدة الأميركية والإمبريالية، كيف يُمكن لهذا أن يتحّسن في حال تمت الإطاحة به على يد طُغمة عسكرية؟ الجيش التُركي هو دمية مُتحركة للإمبريالية وحلف شمال الأطلسي، بالتالي هذا يتبع أن كلّ تلك الأشياء السيئة التي عرّفتها على نحوٍ صحيح ما كانت لتُغيّر شيئاً للأفضل بل كان من المُمكن أن تُغيّر الوضع إلى الأسوأ في حال تولّت السُلطة الدُمى المُتحركة التابعة للولايات المتحدة الأميركية في الجيش التُركي. لهذا السبب كان عليّ أن أتفاعل في لحظات فاتّخذت موقفاً واضحاً ما زلت متمسكاً به حتّى الآن. مهما تكن جرائِم (أردوغان)، الطُغمة العسكرية كانت لتكون أسوأ لـ (تركيا) وللمنطقة بأسرِها بمن فيها طبعاً وبشكلٍ بارز (سوريا)، لكن ليس (سوريا) وحدها بل (العراق) ومساراتٍ أُخرى أيضاً ولهذا السبب، من الصحيح مُعارضة الإنقلاب، ما رأيك؟

هيثم صباحي: بالنسبة لي شخصياً وبالنسبة إلى كثير من الناس الإنقلابات من الجيش نحن ضدّها في جميع الأحوال، لكن هناك إشارات استفهام في (تركيا). مثلاً عشرون عسكرياً في مطار (أتاتورك) بمدرّعتين وسيارة جيب عسكرية لا يُمكنهم أن يحتلوا مطار (أتاتورك)، النقلابات العسكرية لها طابعها الخاص. هذا الإنقلاب الذي رأيناه أو ما يُقال عنه إنقلاب في (تركيا) هو  ليس كإنقلاب عام 1960. الإنقلابات العسكرية أولاً تُسيطر على رأس البلد وعلى حكومته ولم يحصل هذا، لم يسيطروا على مطار (أتاتورك) لأنّ عدد العسكريين أقل بكثير من عدد الموظّفين في مطار (أتاتورك). هناك إشارات استفهام إذا نظرنا إلى ما حصل في (تركيا) وتساءلنا عمّن هو الرابح من هذا الإنقلاب. وأنا قلت سابقاً أنّ (أردوغان) أصبح اليوم يذهب في طريق الدكتاتورية لتصفية جميع خصومه وهذا ليس عملاً ديمقراطياً

جورج غالاواي: حسناً، (تركيا) ليست بدكتاتورية ولكن (أردوغان) يتصرّف كدكتاتور

هيثم صباحي: هذا ما أعنيه

جورج غالاواي: لكن (تركيا) ليست بدكتاتورية. في واقع الأمر، فقط 50 % من الشعب التركي صوّتوا لصالِح (أردوغان) وبالتالي هناك انتخابات وهناك أحزاب مُعارِضة قوية. طبعاً، هناك من يُحاول طوال الوقت أن يتعدّى على المساحة الديمقراطية التي بالإمكان ممارستها والتمتّع بها من قِبَل القوى المُعارِضة التي لم تتلاشَ بعد، ولا أعتقد أن هناك إمكانية لتلاشيها. دعني أطرح عليك سؤالاً لم يأت على ذكره أيٌّ منّا. قبل الإنقلاب بأيام قليلة قدّم (أردوغان) اقتراحات لكلٍّ من (روسيا) و(سوريا)، قد يكون هذا الأمر مميزاً وربما كان الشُعلة التي تسببت بالإنقلاب. ربما شُعلة الإنقلاب كانت لأنّ (تركيا) كانت تتصالح مع (بوتين) وقد يكون هذا نذيراً للتصالُح مع (سوريا)، هذه أيضاً احتمالية. من المُبكر جداً القول إن كانت سياسة (أردوغان) في المنطقة ستُصبِح الآن أسوأ أم ستُصبِح أفضل، ما رأيك؟

هيثم صباحي: حسناً، كلانا يعلم يا سيّد (غالاواي) أنّ الغرب لن يسمح لأيّ قائِد أن ينزلِق كثيراً ويرتكب الكثير من الأخطاء، وسيحين الوقت لرحيل هذا القائِد

جورج غالاواي: لقد كنتُ أُحذِّر (أردوغان) من هذا لسنوات

هيثم صباحي: إنني دائِماً أقول أنّ كلّ ما يحدُث في (سوريا) بما فيها (داعش) وُكلّ شيء لهو حربٌ استخباراتية خفية أكثر مما هي علنية

جورج غالاواي: نعم أيها السيّد، اذكُر اسمك أولاً من فضلِك

رتيب سُليمان- ناشط سياسي: اسمي (راتب سليمان)، أنا سوري وأنا مواطن بريطاني أعيش في المملكة المتحدة منذ 25 سنة. أنا شاهدت الإنقلاب العسكري منذ الساعة السابعة أو الثامنة مساءً حتّى الساعة الثالثة صباحاً وكنتُ أُلاحِظ لحظةً بلحظة ماذا يحصل وماذا يقوم به العسكر. شاهدتُ (أردوغان) عندما ذهب وتكلّم من التلفون الصغير مع الجماهير، مع الشعب. قال لهم "اخرجوا إلى الشوارِع، هؤلاء العسكريون لا يمثلون الديمقراطية ولا يُمثلون الشعب"، فشاهدتُ بأُم عيني الشعب التُركي جميعاً، الصغار والكبار والنساء كلهم ذهبوا إلى الشارِع. بعد أن نزلوا إلى الشارع، العسكر أو الجيش شاهدوا هذه الجموع من الملايين أو الآلاف من الناس فبدأ الجنود يرمون السلاح وبدأوا يستسلمون للشعب، أو بدأوا يشتبكون مع الجماهير وهذا ما دعا العسكر إلى الاستسلام أو إلى فشل الإنقلاب العسكري. طبعاً (أميركا) كانت خلال الساعتين الأُولتين صامتة وجميع العالم كان صامتاً وأنا شاهدت حتّى القنوات الإنكليزية والـ "سكاي نيوز" وكلّ هذه القنوات كانت تُحرِّض على الإنقلاب وكانت مع الإنقلاب قلباً وقالباً وتقول أنّ الإنقلاب نجح والإنقلاب تم والعسكر سيطروا على التلفزيون وأجبروا الفتاة في التلفزيون أن تتكلّم وتنطق بالبيان الذي يقول أن العسكر احتلوا البلد والبلد الآن تحت سيطرة العسكر وهذا لم يحصل فعلياً إلاّ لساعة أو ساعتين أي فترة قصيرة من الزمن. كلّ هذه الأحداث حدثت في وقتٍ قصير وأنا شاهدتُ كذلك أنّ الشعب التُركي لم يضع صورة (أردوغان) أمامه بل وضع العلم التُركي لأنّ الشعب التُركي لا يؤمِن بالدكتاتورية، الشعب يؤمن بالديمقراطية وكان الناس كلهم يحملون العلم التُركي بأيديهم وهذا ما جعل الشعب أو العالم كله يحترِمهم. نحن في البلاد العربية للأسف نرفع شعارات مثل صوَر (القذافي) وصوَر (بشّار الأسد) وصوَر (صدّام حسين) وصوَر الرؤساء العرب، وهذا شيء مُخزٍ لأنّ هؤلاء الأتراك أثبتوا للعالم كله أن الديمقراطية حرّة وهم يتكلمون الديمقراطية ويُحبون الديمقراطية ولا يرغبون أبداً بأن يرجع حُكم العسكر إليهم، لا يريدون حُكم العسكر مُطلقاً أنهم يؤمنون بالديمقراطية، وكذلك الشُكر الجزيل للشعب التُركي طبعاً ولـ (تركيا) لأن لديهم مليونان أو أكثر من السوريين، وهؤلاء السوريون عبارة عن لاجئين. أنا أستغرِب جداً من الدول العُظمى وخاصّةً (أميركا). (أميركا) كلّها لا يوجد فيها ما يقارب المئات من اللاجئين السوريين، أمّا (تركيا) فيوجد لديها مليونا لاجئ سوري وهؤلاء اللاجئون طبعاً حِملهم أو عبئهم كبير على (تركيا). وطبعاً نشكُر الشعب التركي الذي وقف إلى جانب هؤلاء السوريين الذين هربوا من الدمار ومن القتل ومن التشريد ومن الجوع ومن الألم. تركوا منازلهم وجاؤوا إلى (تركيا) و(تركيا) حملتهم وحمتهم والآن نجد (بريطانيا) و(أميركا) ودولاً أوروبية للأسف تتباكى من اللاجئين السوريين، يقولون أنّ السوريين عبء كبير عليهم وكذا وخلافه، واللاجئون للأسف لم يكن يوماً عبئهم على أية دولة، اللاجئون قدّموا الكثير

جورج غالاواي: سأُجيب على مُداخلتك بعد الفاصل

المحور الثاني:

جورج غالاواي: أنتم تُشاهدون "كلمة حرّة" معي (جورج غالاواي) من على قناة "الميادين" في حلقة تأتيكم من (لندن)، نناقش فيها (تركيا) ومكانتها في المنطقة وفي العالم بأسره. قبل الفاصل، استمعنا إلى مُداخلة قوية وبليغة من مواطن بريطاني من أصول سورية مرّ على وجوده 25 عاماً في (بريطانيا). كان شخصاً لطيفاً جداً وبليغاً جداً كما أسلفت الذِكر، لكنه كان أيضاً مُخطئاً جداً بشكلٍ جوهريٍّ، لهذا السبب لا بدّ لي أن أُناقشك كما سبق وذكرت قبل الفاصل. أولاً، هناك عددٌ من الأمور التي قُلتها والتي أتّفق معك في شأنها. المؤسسات هي ما يُرسي أُسس الديمقراطية وليست الأصوات. التصويت كلّ خمس سنوات، ما من شيء عظيم على وجه التحديد في هذا الشأن خاصّةً إن كنتَ لا تعلم من الذي يُحصي تلك الأصوات، لكن أن تمتلك مؤسسات يُمكنها امتصاص الصدمات ويمكنها أن تبقى موجودة وتمتلِك النزاهة ونوعاً من الاستقلالية في الحياة القومية، هو شرطٌ أساسي وحيوي لمُجتمعٍ ديمقراطي و(تركيا) تمتلِك ذلك. لقد كان فيها الكثير من الدكتاتوريات في السابق لكنها امتلكت كلّ ذلك على الرغم من مُحاولات (أردوغان) الدؤوبة والمُتكرّرة لتجاوز المعايير الديمقراطية في (تركيا). الحقيقة أنه وصل إلى الحُكم من خلال حكومة مُنتخبة وهذا ما يجعله أفضل من أيّة حكومة أُخرى غير مُنتَخبة، لأنّه في حال انتُخِبَت حكومة يمكنك سحب الثقة منها وفي حال لم تكن هناك ديمقراطية لا يُمكنك القيام بذلك. ثانياً، من الصحيح أنّ الشعب التركي شعبٌ يمتلِك حضارة متطوِّرة جداً، وقد كان المؤشّر الإيجابي ذي الدلالة العالية المُستوى على ذلك أنهم حملوا العلم الوطني في الشوارِع. لم يحملوا صورة (أردوغان)، لم يحملوا شعارات حزب "العدالة والتنمية" بل حملوا علَمهم الوطنيّ. إنهم يؤمنون أنّ بلادهم ومُجتمعهم ودولتهم تستحقّ الدفاع عنها والحفاظ عليها وهُم بالتأكيد مُحقّون في هذا الشأن. أين كنت أنت مخطِئاً إلى حدٍّ بعيد إن سمحت لي القول؟ بيدَ أنه قبل التطرّق إلى ذلك، من الصحيح أيضاً أنّ الشعب التُركي قد استوعب مليوني لاجئ سوري من دون ظهور أيّة علامات بشاعة كتلك التي ظهرت في (أوروبا) تجاه وعود استقبال عدد أقل بكثير منهم، بهذا الشأن أنا أنحني احتراماً للشعب التُركي أيضاً، لكن ما كان ليكون هناك لاجئون لولا ما فعله (أردوغان)، لما كان هناك لاجئون سوريون في (تركيا) بل كانوا سيبقون جميعهم في (سوريا) لولا (أردوغان). بالتالي، الثناء عليه في ترحيبه باللاجئين السوريين الذين خلقتهم أفعاله المُسبّبة لتلك الأزمة في المقام الأول لهو أمرٌ منحرِف في أقلّ تقدير. الدولة التركية أدّت دور بوابة كلّ الكوارِث التي وقعت على بلدكم. يمكنك أن تكون، وأفترِض أنك كذلك، غير مُعجّب بالحكومة في (دمشق). أنا نفسي لستُ مُعجباً بالحكومة في (دمشق)، لكن (سوريا) بلد ودولة ومُجتمع تعرّض إلى دمارٍ مُمنهج من قِبَل الحكومات الغربية باستخدام أموال الخليج و(تركيا) كبوابة وكأداة. إذاً، لا يُمكنني أن أغفر أبداً لـ (أردوغان) على الدور الذي لعِبه في تدمير بلادكم، وأنا متفاجئ في كونك قادراً على أن تغفُر له في الوقت الذي لا أستطيع أن أغفر له ذلك أنا شخصياً

رتيب سُليمان- ناشط سياسي: أنا أختلِف معك سيّد (غالاواي) لأنني لا أعتقد أن (أردوغان) كان السبب وراء المُشكلة في (سوريا). المُشكلة في (سوريا) تتلخّص في كون الحكومة تقضي على شعبها، الحكومة تُلقي القنابل على شعبها. (أردوغان) لا يُلقي القنابل على (سوريا)

جورج غالاواي: لا، إنه يُرسل رجالاً مع قنابل

رتيب سُليمان: إنّه لا يُرسل رجالاً، هؤلاء الرجال فعلياً، لقد كنتُ في (تركيا) شخصياً، هؤلاء الرجال يأتون من جميع أنحاء العالم وهم ليسوا من (تركيا) فعلياً

جورج غالاواي: كيف يصلون إلى (سوريا)؟

رتيب سُليمان: إنهم يُسافرون

جورج غالاواي: عبر (تركيا)

رتيب سُليمان: نعم، أنا أتّفق معك، لكن ما الذي في وسع (تركيا) أن تفعله؟ إنهم أُناسٌ يُسافرون عِبرها ولا أحد يعرِف عنهم شيئاً

جورج غالاواي: لا أحد يعلم أن هناك حرباً دائرة

رتيب سُليمان: في البداية

جورج غالاواي: ألا أحد يعلم لماذا يأتي هؤلاء الشباب؟

رتيب سُليمان: إنني أراهم بأُمّ عيني

جورج غالاواي: بلُحاهم الطويلة؟

رتيب سُليمان: نعم، إنني أراهم بأُمّ عيني، لكن ما من شكوكٍ معينة أو من مُشكلات تخُصّ هؤلاء. يُسافرون، ومعظمهم متعلّمون ولديهم جوازات سفر، بعضهم بريطانيون وبعضهم من (أفغانستان) ومن (تونس) ومن المملكة العربية السعودية ومن جميع أنحاء العالم. نحن كسوريين

جورج غالاواي: آمل ألاّ تكون أبداً مسؤولاً عن أمن حدودنا، دعني أقول لك هذا. على أي حال، فلننتقل إلى شخصٍ آخر، السيّد في الخلف، دكتور (جيمس)

جيمس ثرنج – مهندس وناشِط سياسي: أودّ أن أتّفق مع الرجل الجالِس في الأمام، وقد أختلِف معك في شأن مَن هو المسؤول

جورج غالاواي: من دواعي سروري دائماً أن أختلف معك

جيمس ثرنج: مَن هو المسؤول عن دمار (سوريا). مرّة أُخرى أحمل معي "خطّة إينون" الموضوعة من قِبَل (عوديد إينون) في عام 1986 والتي وافق عليها (نتنياهو) في عام 1996. لقد أُطلِق عليها في ذلك الحين انفصال وهي إستراتيجية جديدة لحماية المملكة وتتحدّث هنا عن تشكيل على الأراضي السورية يتبنّى هجومات مُنبثقة من (لبنان) من قِبَل قوات إسرائيلية بالوكالة. هذا ما يقوله الإسرائيليون، يقولون لنا ما الذي يسعون إليه

جورج غالاواي: (أردوغان) أفضل صديق لـ (إسرائيل)

جيمس ثرنج: حسناً، لقد كان

جورج غالاواي: إنه كذلك مُجدّداً

جيمس ثرنج: لقد كان

جورج غالاواي: لقد التقى (نتنياهو) وصافحه مُجدّداً

جيمس ثرنج: نعم، لكن مؤخراً، وكما قلت في وقتٍ سابق، كان يُصافِح (روسيا) والسيّد (بوتين) أيضاً. كما أنه قلّل من هجوماته على (سوريا) أو الهجومات التي كان يسمح بمرورها عبر أراضيه كما وصفتها. إذاً، أعتقد أنّ "الموساد" على الأرجح ضالِع بطريقةٍ ما في الإنقلاب بهدف الإطاحة به وخلق الفوضى التي سعت (إسرائيل) إلى تحقيقها في (سوريا) وكانت قد بدأتها في (العراق) ومارستها في (لبنان) أيضاً، تماماً كما وصفوا أنهم سيفعلون

جورج غالاواي: حسناً. لكن السيّد في المُقدمة قال أنّ الذنب في ما يحدُث في (سوريا) يقع على عاتق الرئيس السوري، بينما أنت تقول إنها (إسرائيل)

جيمس ثرنج: نعم

جورج غالاواي: إنني لا أنفي دور الإثنين في هذه المسألة. إنني واثق أنّ كليهما قد أدّى دوراً في جلبنا إلى هذا الحدث، لكن ما الذي ليس في الإمكان نكرانه هو أنّ مئات الآلاف من الأجانِب الجهاديين، كما يُسمّون أنفسهم، قد سُمِح لهم بدخول الأراضي السورية عبر (تُركيا) التي يحكمها (أردوغان). لقد جرى تسليحهم هناك وتزويدهم بما يلزم. لقد اشترى (أردوغان) النفط المسروق من هؤلاء الناس، من (العراق) و(سوريا). لقد عالج (أردوغان) الجرحى من الميليشيات التكفيرية، من "القاعدة" و "داعش"، من كليهما، ولا تنسوا أنّ من يطلقون عليهم صفة المُعتدلين في (سوريا) قد صوّروا أنفسهم قبل أيام وهم ينشرون رأس فلسطيني في الـ 13 من عُمره رافعين إياه إلى أعلى. هؤلاء هم "المعتدلون" بالمُناسبة، ما يُسمون بـ "الجيش السوري الحرّ"! أولئِك الذين نُعطيهم المال والأسلِحة والدعم، و(أردوغان) متورِّط تماماً مع كلّ هؤلاء الناس

جيمس ثرنج: طبعاً، هذا الأمر ينطبق على ما يحدث مع (إسرائيل) أيضاً. الإسرائيليون يريدون رؤية مُخيّم (اليرموك) يتحوّل إلى رماد وفي أن يُحرَم الفلسطينيون من أي نوعٍ من الملجأ في أيّ مكان

جورج غالاواي: لكنهم لم يدخلوا إلى (سوريا) عبر (إسرائيل) بل دخلوها عبر (تركيا)، إنك حريصٌ على تجاهُل ذلك

جيمس ثرنج: (إسرائيل) لا ترغب في أن تكون مرئية بل في أن تكون وراء

جورج غالاواي: لكن لماذا يفعل (أردوغان) ذلك؟ من المُفترض أنه إسلامي؟

جيمس ثرنج: نعم، لكنه كان يرغب أيضاً في أن يكون إلى جانب (إسرائيل) لأنها بلدٌ قويّ. أتذكُر ما الذي حدث لسفينة (مرمرة)؟

جورج غالاواي: إنه لنوعٌ غريب من الإخوان المُسلمين!

جيمس ثرنج: حسناً، من الجليّ أنه

جورج غالاواي: يريد أن يكون إلى جانب (إسرائيل) لأنها قويّة. اعتقدتُ أنّ حركة الإخوان المُسلمين وُجِدت لأجل المُسلمين!

جيمس ثرنج: أعني أنّ هناك مُعضلات مُلغِزةً هنا، فهو من موّل سفينة (مرمرة) لكسر الحصار عن (غزّة)

جورج غالاواي: لقد فعل ذلك

جيمس ثرنج: وقد تعرّضت للقصف

جورج غالاواي: ما الذي فعله (أردوغان) لكل من استشهد على متنها؟

جيمس ثرنج: حسناً، لقد تعرّض مُجدداً للضغط من قِبَل (إسرائيل) في ألاّ يفعل شيئاً

جورج غالاواي: يا إلهي، (جيمس)! على أية حال

جيمس ثرنج: ألا تعرِف شيئاً عن قوة (إسرائيل)؟

جورج غالاواي: إن لمن دواعي سروري أن اُخالفك الرأي. فلنستمع إلى السيّد الجالِس في الوسط أولاً ومن ثم سأعود إليك أيها السيّد

سامان – منتِج أفلام: شكراً، مرحباً سيّد (غالاواي). اسمي (سامان) وأنا مُنتِج أفلام. عليّ أن أقرأ مُلاحظاتي، آسف

جورج غالاواي: نعم تفضل. عليك أن تصل إلى عُمري حتّى لا تحتاج إلى المُلاحظات

سامان: حتّى الآن، وبعد الإنقلاب تماماً، 15 الفاً من المُعلّمين جرى طردهم، 1500 من رؤساء الجامعات والمعاهِد أُجبروا على الاستقالة، أكثر من ثمانية آلاف رجل شُرطة جرى اعتقالهم، 112 جنرالاً اعتُقلوا. يُمكنني أن أُحصي طوال اليوم فلائِحتي طويلة جداً. أليس نوعاً من إنقلابٍ أتى نتيجة ذلك الإنقلاب العسكري؟

جورج غالاواي: لا، لو كنت مكان (أردوغان) لاعتقلت كلّ الجنرالات. في واقع الأمر، لو كنت أُدير أيّ نظام كنت سأُقيل كلّ جنرال في البلاد لأنّ التاريخ يُدرّس مع الجنرالات الذين يُحاولون الإطاحة أو يخرّبون الحكومات التي يُفتَرض بهم خدمتها. لو أنّ السيّد (بوتو) عَزَل كلّ الجنرالات في (باكستان) لما شُنق ولما كان مُستقبل (باكستان) بأسره مسحوقاً. إن كنت تريد استلام السُلطة لتغيّر أشياء، آخِر ما يُمكنك السماح به هو أن يكون لديك جنرالات عدائيون مسيّسون، يعملون لصالِح القوى الأجنبية. (مرسي) على سبيل المثال كان بإمكانه أن يبقى رئيس (مصر) لو أنّ الجنرالاتَ الممَولين والمُدرَّبين من قِبَل الولايات المُتحدة الأميركية لم يُطيحوا به. إن شعر (أردوغان) أنّ كلّ هؤلاء الجنرالات، 115 منهم وهذه ليست غالبيتهم بالمُناسبة، 115 جنرالاً لا يُمكن الوثوق بهم بعد الآن، هذا من حقه، إنه رئيس البلاد

سامان: الأمر لا يقتصر على الجنرالات، ماذا عن المُعلّمين؟

جورج غالاواي: سأتطرّق إلى ذلك. حركة (غولين) هذه، (فتح الله غولين) الجالِس في (فيرجينيا) أو (بنسلفانيا)، على وئامٍ تام مع الأجهزة الأمنية التُركية وهو يعيش هناك تحت وصاية الحكومة الأميركية. إنه عميل أميركي ودوره في هذا الإنقلاب لا يُمكن إغفاله على نحوٍ جدّي، لديهم اتصالات مُشفّرة وقد نُشِرَت الآن. في حال كان (غولين) يجلس في (أميركا) ويتصرّف كعميل أميركي ضدّ الدولة التركية وحكومتها المُنتخبة، عندئِذٍ كلّ المُتعاونين مع الإنقلاب محظوظين في كونهم مُعتقلين فقط، في العديد من البُلدان الأُخرى كانت ستطلق عليهم النار الآن. إذاً هذا التطهير قد يُعاقِب أُناساً أبرياء وهذا مُحتمل في ظلّ فوضى عارِمة كتلك. لكن تقع على الدولة مسؤولية الدفاع عن نفسها وعن مؤسساتها التي تحدّثنا عنها آنفاً، وعن ديمقراطيتها التي يجب ألاّ تُحرَم من الاستمرار في الوجود في (تركيا). لذا، هذه صراحةً مسألة تركية بامتياز، هذه مسألة تركية داخلية  بشأن من يُعتقل لأنه تآمر أو لكونه متورِّطاً مع متآمرين. هذه مسألة من دون شك منوطة بالحكومة التركية

سامان: في حال كان (غولين) يتّبع السياسة الأميركية، أعتقد شخصياً أنّ (أميركا) تريد لـ (أردوغان) أن يبقى في السُلطة

جورج غالاواي: لم يبدُ الأمر كذلك في الساعات الأولى من الإنقلاب

سامان: لا أعتقد ذلك

جورج غالاواي: دعني أُعطيك (جون كيري) إذاً، فهو يعكِس بالفعل وجهة نظر الحكومة الأميركية، إنه وزير دولة. أول تصريحين له لم يُشيرا من بعيد أو قريب للحاجة إلى الدفاع عن الحكومة المُنتخبة ديمقراطياً في (تركيا). أوّل تصريحين له أكّدا فقط على الحاجة إلى الاستقرار. لقد كانوا مُحايدين تماماً حيال مَن الذي عليه أن يحكُم (تركيا). فقط في تصريحه الثالث طرَح مسألة الدفاع عن الحكومة المُنتَخبة ديمقراطياً في (تركيا)، وحلف شمال الأطلسي كان الكلب الذي لم ينبح سوى بعد مرور سبع ساعات. لقد كان صامتاً تماماً من دون أن ينبس ببنت شفه على الرغم من أنّ (تُركيا) عضوٌ في حلف شمال الأطلسي ولدى الحلف قواعِد في (تركيا)، حتّى إنّ لدى الحلف أسلِحة نووية في (تركيا)، لكن الحلف كان عاجزاً عن قول أيّة كلمة حول حدوث إنقلاب عسكري في (تركيا). هذا يُبين لي، وأنا أُتابع السياسة وأُمارسها منذ فترة طويلة جداً، هذا يُبين لي أنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي كانا ضالعين في الإنقلاب وتحدّثا فقط عندما علِما أنّ الإنقلاب قد فشِل. هذا يمنحني بعض الأمل في أنّ بإمكاننا إقناع (أردوغان) بأنه كان مُتحالفاً مع الأصدقاء الخطأ، وأنّ الأصدقاء الخطأ هم الذين حاولوا قتله وقد حاولوا قتله بالمُناسبة في (مارماريس). هاجموا منزله بهدف قتله، لقد كانوا كما قلت، في مفهوم الستينات، كان الأمر بمثابة "إنقلاب أوبرا كوميدية". لقد قاموا بكلّ ما كان عليهم القيام به بشكلٍ صحيح، قاموا به على نحوٍ خاطئ، وتلك العملية كانت واحدةً من تلك الأمور. إذاً، بالنسبة لي، ليس لدي مُشكلة في ما قد يبدو إزدواجياً، إنني ضدّ (أردوغان) تماماً وقد شرحت السبب مئة مرة من خلال هذا البرنامج، لكنني أكثر ضدّ الإنقلابات العسكرية التي ترعاها (أميركا) وحلف شمال الأطلسي. من يرغب في المُشاركة؟

جورج غالاواي: نعم، السيد، آسف. تودّ المتابعة؟ تفضل تابِع

سامان: مسألة اُخرى. في اعتقادي، ما حدث كان بمثابة عرض لأنه في حال كان انقلاباً مدعوماً من هؤلاء الناس ما كان ليُحبط على الأقل في خلال ساعات معدودة، وهذا كلّ شيء

جورج غالاواي: لا إنني لا أتّفق معك. (تركيا) مُجتمع متطوِّر جداً ومُسيّس جداً. نزلت الجماهير إلى الشوارِع بالملايين، وكما بيّنت (إيران) في ثورتها، لا يُمكن إلحاق الهزيمة بقوة الجماهير الشعبية. ليس لدى الجنود ما يكفي من الرصاص لقتل الملايين من الناس، ويعلمون بأنهم حين ينفذ رصاصهم سيُمزّقون إرباً، بالتالي لا يُطلقون النار. سأعود إليكم بعد الفاصل

 

المحور الثالث:

جورج غالاواي: أنتم تُشاهدون "كلمة حرة" معي (جورج غالاواي) على قناة "الميادين"، تأتيكم من (لندن)، نناقش فيها (تركيا). قبل مُتابعتنا النقاش في الإستديو، جالت كاميرا "كلمة حرة" في شوارِع (لندن) لسماع آراء الناس. إليكم ما قالوه

المحاورة: هلّ ستُغلِق (تركيا) الآن الحدود أمام "داعش" بعد الهجومات مؤخراً على مطار (إسطنبول)؟

رأي شاب 1: أعتقد أنه كان يَجدُر يهم إغلاقها منذ فترة طويلة، لكنني آمل أن يفعلوا ذلك الآن 

رأي شاب 2: أعتقد أنّ عليهم تقوية حدودهم من دون شكّ

رأي شابة 1: سيكون من الصعب عليهم إغلاق حدودهم. قد يُحاولون استخدام أساليب أُخرى لكن سيكون من الصعب عليهم إغلاق حدودهم

رأي شابة 2: على الأرجح نعم

رأي شابة 3: أشعُر أنهم قد يفعلون، لكن سيكون من الصعب عليهم السيطرة خاصّةً بعدما حدث منذ أيام، بالتالي هذا مُحتَمل

رأي شابة 4: الناس سيجدون طريقاً للدخول في كلّ الأحوال. بالتالي، مهما حاولوا وقفهم فالناس سيجدون دوماً مخرجاً

رأي رجل 1: أعتقد أنّ عليهم اتّخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لحماية الجماهير لديهم بأُسلوبٍ شامل يتضمّن الأكراد وكلّ من يوجد هناك

رأي رجل 2: إلى حدّ منحهم الأمن إلى حدٍّ مُعيّن. في الواقع، لقد اختبروا ما حدث في (أوروبا) وتبيّن لهم أنه ليس بالضرورة أنّ أولئِك الذين يعبرون الحدود هُم وحدهم مَن يرتكِب الفظاعات، من الممكن لأُناسٍ موجودين أصلاً في البلاد، ممن يشعرون بوجود دافِع لديهم للقيام بهجومٍ ما. لذا لا أعلم إن كانوا سيفعلون ذلك أم لا، لكنه لن يُحدِث فارِقاً كبيراً

المُحاورة: هلّ تعتقد في رأيك أنّ (تركيا) تدعم "داعش" مالياً من خلال شرائِها للنفط؟

رأي رجل 1: آسف، إنه سؤالٌ صعب. يُمكنني أن أقول نعم لكن ليست لدي إثباتات لذا فإنني لا أمتلِك سوى تصوُّر عام، لكن نعم

رأي رجل 2: إن كان هذا صحيحاً، لكن لا أعلم إن كان صحيحاً أم لا، عندئِذٍ قد أقترح أنه صحيح على الأرجح لأنه تدفّقٌ للإيرادات

المُحاورة: هلّ (تركيا) تدعم (داعش) مالياً من خلال شرائِها للنفط؟

رأي شاب 1: لا أعلم! ولا أعتقد أنه يجدر بهم أن يدعموه ولا أعتقد أنهم يدعمونه، لذا لا أعلم!

رأي شابة 1: لا. أعتقد أنّ هناك عوامل عدة وقد تكون تلك إحداها، غير أنني لا أعتقد أنه العامل الرئيس

رأي رجل 1: لقد سمِعنا الكثير من الشائِعات لكنني لا أمتلِك إثباتاً واحداً يدعم هذه النظرية

رأي شابة 2: مُجدداً، هذا أحد تلك الأمور التي تستوجِب استمرار التجارة بين البُلدان، ستبقى هناك حاجة للاستمرار في استخدام النفط لذا هم يفعلون ذلك، لكن ذلك يُعزى إلى كونه خياراً شيطانياً مُبهماً تماماً. سيكون عليهم فعل ذلك لكن من الجليّ أنّ ذلك يؤثِر على آراء الناس في الوقت عينه

جورج غالاواي: هناك بعض التعليقات الذكية هناك. نحن نتحدّث عن معنى الإنقلاب في (تركيا) وما الذي سيتمخّض عنه، السيّد في الصفّ الأمامي هو التالي

عامر بيليم – مُخرِج: نعم، اسمي (عامر بيليم). أردت أن أسألك من منظور الأعمال التجارية. (تركيا) من دون (أردوغان) ومن دون ديون، هلّ يُمكن لهذه الاستراتيجية أن تكون مُفيدة للاتحاد الأوروبي كدعم لما بعد (بروكسيل)؟ أم انها استراتيجية مُبالغٌ فيها؟

جورج غالاواي: لا أعتقد أنّ الاتحاد الأوروبي سيتعامل بشكلٍ أكثر عُمقاً مع (تركيا). في واقع الأمر أعتقد أنهم الآن سيأخذون بالتراجع. لقد وضعوا (تركيا) على نوعٍ من الطريق السريع وكانوا يتحدّثون عن السفر من دون تأشيرة، ليس عن حُرية الحركة لليد العاملة بل عن السفر من دون تأشيرة، ولا أعتقد أنّ أياً من الاقتراحين سينجح. (تركيا) بلادٌ غير مُستقرّة بتاتاً وتؤدّي أدواراً مُتناقضة جداً في السياسات الدولية حالياً، الأمر الذي لا يُشجِّع الاتحاد الأوروبي على الاقتراب أكثر من (تركيا). الرأي العام لن يتقبّل هذا الأمر فحسب. في واقع الأمر، أحد العوامل التي حرّكت الغالبية البريطانية ضدّ البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي كان الاعتقاد أنّ (تركيا) كانت متوجّهة نحو الدخول ضمن الاتحاد الأوروبي. إن كان هذا هو الشعور في (بريطانيا) التي تُعدّ بعيدة جداً عن (تركيا) يُمكنك التأكّد من أنّ بُلدان الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى (تركيا) تشعُر بهذا الأمر على نحوٍ أكثر حِدّة. نعم أيها السيّد

زاك شافي – طالب: لدي سؤال أودّ طرحه عليك، هلّ تعتقد أنّ القمع القائِم في (تركيا) نتيجةً للإنقلاب الفاشل هو بداية لأخذ (تركيا) نحو طريقٍ مُشابه للاتحاد السوفياتي أو ربما للثورة الفرنسية؟ لأن الناس يُقتلعون من مواقعهم استناداً إلى شكوكٍ مُعينة وتعزيزاً لسُلطة (أردوغان)

جورج غالاواي: لا أعتقد أنك حين تختبر إنقلاباً بهذا الحجم الهائل، وقد كان بالفعل إنقلاباً حقيقياً قُتِل فيه المئات وجُرِح الآلاف وكانت فيه مواجهات عنيفة وشرسة وحقيقية. جرى الهجوم على مؤسّسات الدولة مثل التلفزيون التركي، كما تعرّض البرلمان التركي للقصف، كلّ أنواع الوزارات والمؤسسات تمت السيطرة عليها من قِبَل أُناسٍ يلبسون البزّة العسكرية وما إلى هنالِك، هذه ليست بالمسألة البسيطة. لذا يجب أن يكون لديك حملة لفرض النظام بعد حدثٍ كهذا وإلاً قد يحدث إنقلاب آخر. إذاً بالطبع، المرء يُشجِّع الحكومة التركية على التصرّف بشكلٍ مسؤول كي لا تجعل مُشكلاتها تتفاقم أكثر مما كانت عليه في السابق، وليس للمرء ضمانة في أنّ هذا تحديداً ما سيفعلونه! في الوقت عينه يُمكنك بالكاد انتقاد (أردوغان) في كونه يقوم الآن باقتلاع الجنرالات وضُبّاط الشُرطة وما إلى هنالِك من الذين أكتشف أنهم ضالعون في الإنقلاب. فلنستمع إلى السيّدة على الطرف هنا

زهراء سبيتي – طالبة: مرحباً (جورج)، اسمي (زهراء سبيتي) وسؤالي هو، على المدى البعيد، هلّ تعتقد أنّ الغرب سيبقى داعماً لـ (أردوغان) بما أنه، كما تعلم، قد ينتهج سياسة جديدة؟ (أردوغان) لم يكن قادراً على السيطرة على الجهاديين والإسلاميين لأنهم كانوا جامحين جداً. لذا، هلّ تعتقد أنهم سيستمرون في دعمهم لـ (أردوغان) أم سيضعون قواعِد جديدة على المدى البعيد؟

جورج غالاواي: دعني أصف الأمر بطريقة مُختلِفة. حقيقة أنّ (أردوغان) كان بشكلٍ علنيّ وثابت يتعاون مع "داعش" و"القاعدة" في اعتدائهما على (سوريا) يعني أنّ الدول الغربية أيضاً كانت تؤيّدهم لأنه خلافاً لذلك، ما كان لـ (أردوغان) أن يقوم بذلك. إنه عضوٌ في حلف شمال الأطلسي وحليفٌ للولايات المتحدة الأميركية و(إسرائيل) التي قام مؤخراً بإعادة العلاقات معها قبل بضعة أيام من الإنقلاب، إذاً إن كان كلّ هؤلاء الناس مع (أردوغان)، لا يُمكن لـ (أردوغان) أن يقوم بما هو حربٌ في واقع الأمر على جارته (سوريا) من دون دعم تلك الدول الغربية. لهذه السبب لطالما اعتقدتُ أنّ الغرب كان يدعمه بالخفاء وفي العلن. في العلن من خلال حقيقة أنّهم يُزوّدون بشكلٍ مكشوف ما يُسمّى "الجيش السوري الحرّ" الذي قطع رأس الطفل الفلسطيني وصوروا أنقُسهم وهم يقومون بذلك في هذا الأُسبوع فحسب. إذاً السؤال هو، هلّ سيستمرّ (أردوغان) في اتّباع سياسة الغرب في المنطقة؟ أم أنه سيستخدم هذا الاتصال المُبكِر ليُدرِك حقيقة اللاعبين والمُعطيات في المنطقة؟ آمل طبعاً أن يحدث الاحتمال الأخير، لديّ بعض الأمل في الاحتمال الأخير. آمل أن يكون لقاؤه مع (بوتين) واقتراحاته، ليست اقتراحات تماماً بل رسائِله إلى "سوريا" في حقيقة أنه كانت هناك بعض التشديدات المتأخّرة كثيراً على الحدود، والتي تشير ربما إلى إعادة الحسابات. في نهاية المطاف، لا يقتصر الأمر على أنّ (سوريا) قد دُمِّرت خلال السنوات الخمس الماضية، لكن (تركيا) نفسها الآن مُهدّدة بالتقسيم. كما قلت لكم، هناك مدن في المناطق الكردية في (تركيا) تبدو مثل (حلب). لقد جرى قصفها وضربها بالقنابل والهجوم عليها من طائرات بلادهم وعلى يد قوات سلاح جو بلادهم نفسها. هناك حربٌ واسعة النطاق تدور ضدّ الأكراد، ونصف الناس تقريباً ضدّ حكومة (أردوغان) لكن كلّهم عارضوا الإنقلاب. لو كنتُ (أردوغان) لخرجتُ باستنتاجاتٍ مُعينة من هذا وكنت صحّحت أخطاء، بل ما هو أسوأ من أخطاء ارتُكِبت. الوقتُ وحده كفيل في أن يُخبرنا، وإن أعطاني الله عُمراً وما زلتُ أُقدِّم هذا البرنامج فإنني بالتأكيد سأُعلِّق على ذلك. السيّد في المُقدِّمة، خبيرنا

هيثم صباحي- رجل أعمال سوري: نقطتان سريعتان. عندما نقول أنّ عناصِر إرهابية دخلت من (تركيا) إلى (سوريا)، هذا يعني أنّ هناك عناصر وهذا مُثبَت، مُدرجة على لوائِح الأُمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا على أنها عناصِر إرهابية دخلت إلى (إسطنبول) وتدرّبت قرب قاعدة (أنجيرليك) ودخلت إلى (سوريا)، وهذا يعني أنّ المُخابرات التُركية وحكومة (أردوغان) متعاونتان مع هؤلاء، هذا من ناحية. أما ما تقوله مستر (غالاواي) عن أن (أردوغان) مُنتَخب ديمقراطياً، نعم هو مُنتخَب ديمقراطياً لكن ما يفعله ليس ديمقراطياً، ولا ننسى أبداً أنّ (هتلر) أيضاً كان مُنتخب ديمقراطياً وغيّر الطريق

جورج غالاواي: ماذا عن السيّدة في الخلف، هلّ ترغبين في التحدّث؟

ثناء نُعمان: اسمي (ثناء نُعمان) من (اليمن). عندي تعليق بسيط لمن يقول لماذا (تركيا) بالذات؟ سؤال عن لماذا لا يدخل الجهاديون من "الأُردن" مثلاً أو من "لبنان"؟ لماذا من (تركيا) بالذات؟ هنا يكمن السؤال

جورج غالاواي: من المُستحيل أن يدخلوا عبر (لبنان) بسبب الوجود القوي لحركة التحرير أو "حزب الله" في (لبنان). ما كانوا ليسمحوا بعمليات التهريب لهؤلاء الأصوليين التكفيريين آكلي القلوب وقاطعي الرؤوس الذين يُشوّهون ويصلبون ويُمارسون القتل الجماعي، ما كانوا ليسمحوا لهم بالعبور، بالتالي لا يُمكن لهم أن يمرّوا من هناك. يُمكن لهذا أن يحدُث بشكلٍ مُباشر من (إسرائيل) للأسباب التي ذكرها الدكتور (جيمس) الجالِس إلى جانِبِك. إنهم لا يرغبون في أن يكونوا مرئيين تحت هذا الضوء، وفي كلّ الأحوال قد يكون ذلك أكثر خطورةً لهُم في أن يقبلوا مرور 100 ألف متطرِّف عبر بلدهم في الطريق إلى حربٍ كُبرى في (سوريا). بالتالي، (تُركيا) تُشكّل المكان الوحيد، لكن ما من شيء نظري حيال هذه المسألة. إنها مسألة معروفة على نِطاق واسِع وهي مقبولة في أنهم يعبرون من (تركيا) وفي أنهم يأتون ويذهبون. اثنان من القَتلة الجماعيين في حادثة (باتا كلان) في (باريس) سافرا جيئةً وإياباً، من وإلى (سوريا)، عبر (تركيا) وإلى أوروبا لشنّ هجمات إرهابية ولم يتعرّضا للإيقاف ولو مرّة من قِبَل النظام التُركي. بالتالي، يدا (أردوغان) مُلطّختان بالكثير من الدماء وليست دماء سورية فحسب، بل ودماء أوروبية أيضاً. واستخدامه اللاجئين، بفتح الصنوبر وإغلاقه لأسباب سياسية لم يُغفل عنه من قِبَل الرأي العام الأوروبي. لكن الحقائق تبقى في أنّ (تركيا) بلدٌ عظيم، إنّه بلدُ 90 مليون إنسان ذو حضارةٍ قديمة وعريقة واقتصادٌ قوي وقوّةٌ عاملة كبيرة وموقعٌ جيو- استراتيجي مُهمّ على الخارِطة، بالتالي على الجميع أن يولّوا اهتماماً خاصاً لـ (تركيا) ولما يحدُث في (تُركيا)، ووجهة نظري هي أنها لكانت أنباء سيئة جداً أن يكون لدينا مجموعة اُخرى من العصابات العسكرية المُسلّحة مسؤولة عن بلدٍ قويّ كـ (تُركيا). نعم، السيدة في المُقدمة

بتول سبيتي – طالبة: مرحباً، أنا (بتول سبيتي). استناداً إلى كون (أردوغان) تابعاً وفياً ودُميةً وفيّةً للولايات المتحدة الأميركية، عندئِذٍ لماذا شجّعوا على هذا الإنقلاب ضدّه؟

جورج غالاواي: ليس موالياً بما يكفي، ليس مُخلِصاً بقدر جنرالٍ دُمية وبضائِع تالِفة مصداقيّتها مُشكك بها على نحوٍ واسِع لدى الرأي العام العالمي ولديه احتمالية القيام بتقلّبات كبيرة. لقد عشت خلالها، لقد كُنتُ مُشارِكاً في سفينة (مرمرة). هو من أرسل الباخرة مع كلّ الأعلام التي كانت ترفرف فوقها وقد قام بأمرٍ عظيم. لقد قام بأشياء عظيمة أُخرى للفلسطينيين أيضاً، عندما غادر المسرح في (دافوس) على سبيل المثال مُطلقاً على (شيمون بيريز) صفة "قاتل الأطفال". تلك كانت أموراً عظيمة، واستجابته عندما قتلت (إسرائيل) رفاقنا على متن سفينة (مرمرة) كانت قويّة جداً وحازمة جداً، وفي تلك اللحظة أصبحت مكانته في العالمين العربي والإسلامي أعلى من أيّ وقتٍ مضى، لكن انظروا إلى ما فعله لاحقاً. لقد تقبّل الجريمة الإسرائيلية على متن سفينة (مرمرة)، لقد استعاد بسُرعة التعاون العسكري ما بين حكومة الإخوان المُسلمين في (تركيا) ودولة المُستوطنين الصهيونية تحت قيادة (نتنياهو)، إنه أمرٌ لا يُصدّق، ومن ثمّ استعاد العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وجهة نظري هي أنه قادرٌ على اتّخاذ مواقف متطرفة، وربما بدأت الولايات المتحدة الأميركية تشُكّ في ِأنه قد يكون جاهزاً للقيام بموقفٍ آخر في العلاقة مع (سوريا) وليس بإمكانهم تقبّل أمر كهذا تحديداً. الزمن والوثائِق وحدهما قادران على إخبارنا، سنعرِف أكثر عندما نرى ترجمة "ويكي ليكس"، 300 ألف كابِل وتلغرام. والله أنا أُحبّ "ويكي ليكس". المزيد بعد الفاصل

المحور الرابع:

جورج غالاواي: أنتم تُشاهدون "كلمة حرة" معي (جورج غالاواي) من على قناة "الميادين" في حلقةٍ تأتيكم من (لندن)، نُناقش فيها (تركيا). الآن، كما قلتُ لكم سابقاً، لقد جالت كاميرا "كلمة حرة" في الشوارع لسماع أصوات الناس. فلنستمِع إلى المزيد منها

المُحاوِرة: هل تعتقد أنّ الإنقلاب الذي حدث مؤخراً هو نتيجة دعم (تركيا) لـ (داعش)؟

رأي شاب 1: لا أعتقد أنّ هناك علاقة مع ذلك، لكنني أعتقد أنه أمرٌ مُخطط له بشكلٍ مُسبَق، كما أرغب في تقديم التحيّة للشعب التُركي حيث أنه قام بمهمة رائِعة

رأي شابة 1: ربماً، يُحتمل أن تكون له علاقة ما، لكن هل كان لذلك علاقة أم لا؟ هناك آراء مُتفاوتة في هذا الشأن. هناك حاجة لتحريك مشاعِر الناس إلى أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي، هذا مُحتمل

رأي رجل 1: لستُ خبيراً في أيّ شكلٍ من الأشكال حيال ما يحدُث في (تركيا) لكنني أعتقد أنّ إنقلاباً، أو مُحاولة إنقلاب، يعتريه الكثير من العوامل والتأثيرات المُتشابكة، ومن الممكن أن يكون هذا أحدها. لكن هناك قضايا أُخرى منذ وقتٍ طويل تتعلّق بالتغييرات في التركيبة الحكومية التُركية كونها انقلبت من كونها برلمانية إلى ترتيبات رئاسية إنتخابية. التوتّرات ما بين الميول العلمانية والميول الأكثر تديناً في البلاد، أعتقد أنّ هذه الأمور على القدر نفسه من الأهمية

رأي شابة 2: لا أعتقد ذلك. أعني، من الجليّ أنه في حال كان أحدهم يتّخذُ موقفاً منذ فترةٍ طويلة من الزمن فسيكون في المُجتمع بعض الأشخاص غير الراضين عن الأُسلوب الذي تسير فيه الأمور، وتلميحاتٍ كهذه قد حدثت بالفِعل. لكن حتى حينها أنا لا أؤيِّد أيّ إنقلاب، فالديمقراطية أمرٌ مُهمّ جداً لأيّ بلدٍ في أن يكون للناس كلِمتهم، أو  في مَن يحكّم البلاد

المُحاورة: هلّ يُمكن للإنقلاب الذي حدث مؤخراً أن يُطلِق المزيد من العمليات الإنتحارية في (تركيا)؟

رأي شاب 1: آمل ألاّ يحدث ذلك، وأنا أثق تماماً بالرئيس. إنه رجلٌ عظيم وآمل أن يتدبّر أُمور البلاد

رأي شابة 1: نعم، بالتأكيد حكماً قد يحدث هذا بوجود بعض الأشخاص غير الراضين عمّا يجري. كما ذكرتُ آنفاً، هناك أجزاء مُختلِفة في أي بلدٍ كان على أية حال، وبالتالي قد توجد عناصِر لحدوث أمرٍ مُماثل

رأي رجل 1: أعتقد أنّ (تركيا) قد كانت في موقفٍ صعبٍ جداً، وعلى الأرجح أنها بذلت أفضل ما في إمكانها استناداً إلى كون حدودها مُتاخِمة للحرب السورية

رأي رجل 2: بالتأكيد نعم. إنها منصّة يشعُر الكثير من الناس بأنها أُسلوبٌ للتعبير عن رأيهم، وأعتقد أنه قد يكون لذلك تداعيات تأثيرية للأسف

جورج غالاواي: حسناً، أنا كذلك اُقدِّم التحية للشعب التُركي لأنهم نزلوا إلى الشوارع بالملايين مواجهين الدبابات والأسلِحة والطائِرات والطوافات العسكرية. إنه لإنجاز استثنائي في أن تتمكّن وبسرعة كبيرة من الدفاع عن بلادك ومؤسّساتها والقضاء على الآلاف من المتآمرين وصانعي الإنقلابات، هذا وبشكلٍ جزئي في كون (تركيا) قد كانت هنا من قبل. لقد شهِدتُ في حياتي على الأقلّ أربع طُغمات عسكرية في (تركيا) ولم يخرُج أيّ خير منها. التعذيب والإختفاءات والقتل الجماعي، الإقفال الكامل لكل الحياة الديمقراطية، قد حدث ذلك كلّه أربع مرّات في (تركيا) خلال فترة حياتي فضلاً عمّا حدث قبل ذلك. لكن هذا لا يعني أنني أُحيي رئيسهم على الرغم من أنه قد يكون من الجيِّد أن يكون بإمكان المرء القيام بذلك لاحقاً. السيّدة عند الطرف

دعاء أنور – ناشطة: مرحباً، لقد ذكرتُ سابقاً أنّ (تركيا) صديق جيِّد لـ (أميركا) وأنهم حلفاء ويقومون بأعمال مُعّينة معاً، هل يُمكن القول أنّ "داعش" عدوٌ مُخترع لإبقاء العالم مشغولاً حتّى الآن في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة الأميركية والغرب بإعادة إصلاح اقتصاداتها وقواها الدفاعية ومنظّماتها؟ لأنه في خلال السنوات القليلة الماضية، الغرب، وعلى وجه الخصوص (أميركا)، فقد نزاهته وصدقيّته. (أوباما) لا يقوم بدورٍ جيِّد كما يعرف الجميع. إذاً هلّ "داعش" عدوٌ مُختَرع؟

جورج غالاواي: لا، ما من شيء مُختَرع فيه. لقد شاهدتُ رغماً عني الفيديو الذي أشرتُ إليه سابقاً لطفلٍ قُطِع رأسه بمنشار ومن ثُمّ رُفِعَ عالياً. لقد سمِعتُ مُنقّذي "داعش" أو بالأحرى منفذي "الجيش السوري الحرّ"، مُعبّئين بعقلية “القاعدة" و "داعش" تلك، وهم يتناقشون في ما إذا كانوا سيضعونه في ماءٍ مغليّ حياً عوضاً عن قطع رأسه. هذه أمور حقيقية، والناس الذين كانوا يقومون بعملية قطع الرأس لم يكونوا أميركيين ولم يكونوا إسرائيليين

دعاء أنور: لا داعي لأن يكونوا أميركيين!

جورج غالاواي: في الواقع لم يكونوا مُقاتلين أجانب حتّى، كانوا سوريين، كانوا عرباً

دعاء أنور: لا داعي لأن يكونوا، إنني لا أتحدّث عن أُصولهم بل عن "داعش" ككل

جورج غالاواي: ما أقوله هو أنه ما من شيء مُزيّف فيهم. كلّ تلك الدماء التي تدفّقت، بحارٌ من الدماء لهي دماء حقيقية

دعاء أنور: إنها بالفعل

جورج غالاواي: وقد أُريقت من قِيل أُناسٍ حقيقيين

دعاء أنور: لكن إن كانوا يعرفون أين يتواجد تنظيم "داعش" فلماذا لا يقبضون عليهم، إن كانوا يعرِفون؟

جورج غالاواي: لا أعلم إن كانوا يعرفون. إن كان سؤالك هو، هلّ الغرب يدعم هؤلاء في الخفاء وحتى يدعمهم علناً؟ فالإجابة هي نعم، لقد سبق أن قلت ذلك. في واقع الأمر لقد كان هذا موقفهم منذ البداية، وقد دعموا ما أصبح في وقتٍ لاحق "القاعدة" منذ البداية. لقد كنتُ آخر رجل يقف في البرلمان البريطاني عندما تسلّم هؤلاء السُلطة في (أفغانستان) في الثمانينات، والسيّدة (تاتشر) كانت رئيسة وزرائِنا حينئِذٍ وقلت لها عبر الغُرفة وجهاً لوجه، لقد فتحتِ البوابات لهؤلاء المتوحّشين وسيحلّ ظلامُ ليلٍ طويل جداً الآن على شعب (أفغانستان). لم يسبق أن قلت كلماتٍ أكثر صحةً. بالتالي، حتّى عندئِذٍ يُمكنني أن أعود في الزمن إلى الوراء أكثر، إلى الحكومات الغربية وتخريبها لحكومة (جمال عبد الناصر) المصرية مثلاً. يُمكنني العودة إلى الإطاحة بـ (عبد الكريم قاسم) في (العراق) واستبداله بحزب "البعث". الحكومات الغربية كانت في أفضل أجزاء ثلاثة أرباع قرن من الزمن متورّطة مع هذه المجموعات الأصولية المتطرّفة وقد استخدمتها في ما اعتقدت أنه يخدم أهدافهما الخاصّة، لتكتشف لاحقاً، كما فعل الدكتور (فرانكنشتاين) عندما ابتكر وحشاً في قصته الشهيرة، أنك حالما تبني وحشك فإنّك لن تعود قادراً على السيطرة عليه، لهذا السبب يُسمّى وحش. بالتالي، هذا الوحش لم يبتكره الغرب لكنه بالتأكيد ابتُكِر في توافقٍ مع الغرب وقد جرى استخدامه من قِيَل الغرب، لكنني أخشى أنه ينبثق من بين المُسلمين أنفسهم، إنه منبثِق من الأُمة الإسلامية نفسها. لم تكن في حاجة إلى فرنسي أو إنكليزي أو أميركي أو إسرائيلي ليبتكره

دعاء أنور: بالنسبة لي شخصياً، هذا ليس منطقياً أبداً. إنهم يعرفون مكانهم ويعرفون هويّاتهم وما زالوا يُقاتلون في (كردستان) وفي (العراق) و(سوريا) ولا يُمكنهم وقفهم من المصدَر الذي يأتون منه!

جورج غالاواي: أحد أسباب عدم قدرتهم هو

دعاء أنور: (تركيا) مستفيدة من الحرب في (سوريا)      

جورج غالاواي: لا، إنهم لا يتحضّرون ليجتاحوا، هذه إحدى المُشكلات بالنسبة إليهم لأنهم يعلمون أنّ الرأي العام لديهم لن يتقبّل كميةً كبيرة من القتلى. أعني، لقد خسرت (فرنسا) للتو أربعة أشخاص يُقاتلون في (ليبيا) اليوم، الأمر الذي يُعد مُشكلة رئيسية لـ (هولاند) لأنه لم يقل للشعب الفرنسي أو للبرلمان الفرنسي أنّه كان لديهم جنود يُقاتلون في (ليبيا)، ولم يقولوا لهم لأنهم يعلمون أنّ العامّة لن تتقبّل ذلك. "حزب الحرب" قد فقد مصداقيته إلى حدٍ بعيد في الدول الغربية بحيث أصبح عليهم أن يبقوا حروبهم التي يخوضونها سراً الآن. إذاً، لا يُمكنهم إلحاق الهزيمة بـ "داعش" و"القاعدة" و"الجيش السوري الحرّ" وكلّ تلك المجموعات المُسلّحة الأُخرى، بشكلٍ جزئي لأنهم غير قادرين على الإجتياح وقتالهم على الأرض، يمكنهم فقط القيام بقصفهم. لكن طبعاً كان في إمكانهم القيام أكثر بكثير مما يفعلون، بيدَ أنهم لا يفعلون. يُمكنهم تجميد كلّ الحسابات المصرفية، يُمكنهم وقف عمليات بيع النفط المسروق، يُمكنهم القيام بالكثير من الأمور لكنهم لا يفعلون ذلك لأنهم موضوعياً في تحالُف مع هؤلاء الناس. لأنهم، كما فعلوا تماماً في (أفغانستان) في الثمانينات، لقد استنتجوا أنّ "عدوّ عدوّي هو صديقي". هذه هي المُقاربة التي استخدموها في (أفغانستان)، عدّوهم كان الاتحاد السوفياتي بالتالي كلّ من يُحارب الاتحاد السوفياتي كان صديقاً لهم حتّى وإن كان صديقهم أسوأ من عدوّهم، والأمر ينطبق الآن تماماً في (سوريا) و(العراق). دكتور (جيمس) كان يومئ بإشارات حادّة في الخلف، فلنستمع منه ومن السيّد في نهاية الصف الخلفي

جيمس ثرنج –  مهندس وناشط سياسي: إنني أشعُر فحسب أنّ وسائِل الإعلام والغرب يُشيطنون على نحوٍ غير عادل الناس في دائرة ما يسمّونهم "داعش" في حين أننا نحن من تسبّب في نموّ "داعش" نتيجة لقصف (العراق) ومُساعدة الإسرائيليين على قهر الفلسطينيين. هذا ما يتسبّب بالغضب وهذا كما تقول نتيجة لكلّ شيء. هؤلاء الناس يقولون لأنفسهم بقدر ما أرى،" نريد خلافة إسلامية لاستعادة المنطقة تحت السيطرة الإسلامية"، وهذا منطقي

جورج غالاواي: لكنهم نادلون من (غيل فورد)

جيمس ثرنج: حسناً، لا بدّ وأنهم يشعرون بالتعاطف مثلما أفعل أنا

جورج غالاواي: كيف يُمكن لنادِل من (غيل فورد) أن يمتلك الحق في الذهاب إلى (سوريا) وأن يقطع رأس طفلٍ فلسطيني وأنت تقول لي أنها شيطنة غير عادلة؟  أيّ نوعٍ من فكرة الشيطان لديك؟

جيمس ثرنج: لقد قلت للتو أنّ وكالة الإستخبارات الأميركية، حسناً أنت لم تقل هذا لكنني أعلم أنّ وكالة الإستخبارات الأميركية و"الموساد" قد اخترقا "داعش" وهم الذين يقومون بتلك البشاعات

جورج غالاواي: هم من قطعوا رأس الطفل؟

جيمس ثرنج: لقد اعترفوا بذلك فعلياً. هناك كولونيل إسرائيلي تمّ إلقاء القبض عليه في "الأُردن"، أتصدِّق؟ وتنيبن أنه أحد هؤلاء

جورج غالاواي: (جيمس)، (جيمس)، لقد شاهدت الفيديو. لم يكن كولونيلاً إسرائيلياً من قطع رأس الطفل، لقد كان (سوريّاً) يتحدّث العربية بلكنةٍ سورية. إنه سوري وقد عُرِف اسمه، صورته في كلّ مكان

جيمس ثرنج: أجرؤ على القول أنّ الإسرائيليين قادرون تماماً على جعل أُناسٍ من أُصول عربية يرتكبون العمل القذِر عنهم

جورج غالاواي: لا، إن الشخص معروف والناس يعرفونه تماماً. جيرانه يتحدّثون عنه بحق السماء يا رجل. دعوني أستمع إلى السيّد في الخلف

علي شيرازي – صحافي: بعض الناس يقولون أنّ ما حدث كان مٌجردّ عرض، والآخرون يقولون أنه كان انقلاب حقيقي. أودّ أن أعرِف منظور (تركيا) في المُستقبل حيال هذا الوضع

جورج غالاواي: حسناً، لقد كان ما حصل إنقلاباً حقيقياً وأُناسٌاً حقيقيين قد قتلوا جرّاءه، العديد من الناس أُصيبوا خلاله وجميعنا شاهدناه على التلفاز. لقد كانت هناك أسلحة حقيقية وطائِرات حقيقية وقنابل حقيقية، وقد هُزم هذا الإنقلاب بفعل قوة الجماهير وعلينا أن نبتهِج لهذا الأمر. بالتأكيد (إيران) فرِحَت وكان من الجليّ مُنذ اللحظة الأولى رفضها لهذا الإنقلاب وهذا كان صحيحاً. هذا تحديداً ما كان عليهم القيام به، وكان على الآخرين أن يتصرّفوا على نحوٍ أفضل، كان عليهم أن يفعلوا الأمر ذاته. عندما جرت الإطاحة بـ (مُرسي) على يد الطُغمة العسكرية المُشابهة في (مصر)، ليس لأننا نُحبّ (مرسي) فأنا لم اُحبه قط، بل لأن الطُغمة العسكرية التي هي في جيب الولايات المُتحدة الأميركية، أطاحت بحكومة مُنتَخبة بعد عامٍ واحِد من انتخابها وهي جريمة كُبرى. لا يُمكن أن يتمخّض أيّ خير عن جريمة كبرى مثل هذه، بالتالي لم يكن هناك شيئ مزيف في ما يتعلّق بالإنقلاب. لو كان هناك بالفعل ما هو مُزيّف لكانت الولايات المُتحدة أوّل من يُعلَن عن ذلك. حلف شمال الأطلسي كان ليُعلِن أولاً أنّ الإنقلابَ مزيف والهدف منه تقوية (أردوغان) ولكان أصدقاؤه مُشاركين فيه وما كانوا ضمنياً ليدعموا الإنقلاب في حال كانوا يعلمون أنه مزيف ومحكومٌ عليه بالهلاك منذ البداية. يُداهمنا الوقت، أُريد بعض الناس الذين لم يتحدّثوا بعد إن أمكن

علي شيرازي: لدي سؤال آخر

جورج غالاواي: هكذا يبدو

علي شيرازي: إن كنت تقول أنه ليس مزيّفاًـ لماذا لم يعتقلوا أي من الموظفين الحكوميين الرسميين؟

جورج غالاواي: لقد فعلوا

علي شيرازي: لا لم يفعلوا

جورج غالاواي: لقد اعتقلوا قائِد الجيش وسيطروا على وزارتين وسيطروا على التلفزيون الرسمي. ما أعتقد أنه مُرجَّح هو أن (أردوغان) قد حظيَ بتحذير قبل عدة ساعات من حدوث الإنقلاب. عليك أن تُسلِّم الأمر لـ (أردوغان) فهو زبونٌ رائع ورجلٌ صارِم وقد عالج هذا الإنقلاب بحيلة، وهو الآن يستخدم عواقبه بحيلةٍ أعظم. إنه درسٌ لـ (فنزويلا) وكلّ تلك الأماكِن حول العالم تواجه احتمالية حدوث إنقلابات. ادرسوا كيف تمكّن (أردوغان) من مُعالجة الإنقلاب التُركي، إنني من دون شك أدرُس ذلك. لقد كنتم رائعين وأنا (جورج غالاواي) كنت معكم، وهذه كانت "كلمة حرّة" من على قناة "الميادين" 

برامج أخرى

29 كانون الثاني 2021

تصفح المزيد