اليمن بين التفاوض المرير والحرب الطويلة
إلى متى تستمر الحرب في اليمن وعليه؟ من يمنع وصول التفاوض إلى الاتفاق على حل؟ تاريخ من الحضارة والعمران والعراقة يُدمَّر كل يوم، فمن يصنع المستقبل وكيف؟ هل في الأمر فقط انسداد لأفق المصالحة الداخلية أم فيه أوهام إقليمية بأن يحقق التفاوض ما عجزت عنه الحرب؟
نص الحلقة
سامي كليب: أهلاً بكم أعزائي المشاهدين إلى هذه الحلقة من "لعبة الأمم"
عبر قناة "الميادين". الفقر في "اليمن" ينهش لحم أكثر من 55 %
من السُكان وفق تقرير البنك الدوليّ وربما وصل إلى 80 %. البطالة تنهش مستقبل أكثر
من 60 في المئة من الشباب وربما أكثر بكثير. أمّا الحرب المُستمرة في
"اليمن" وعليه فهي تنهش لحم الناس والحضارة والتاريخ وتكاد تُغلِق كلّ
أبواب الأمل. لا المُفاوضات في "الكويت" نفعت ولا الوساطات الدولية
أوقفت نزيف الدماء. لا يبدو أنّ ضمير العالم سيصحو يوماً كي يفرِض على الجميع وقف
حمام الدماء الذي لا يوفِّرُ فقيراً أو مُستشفىً أو مدرسة. خطوة سياسية واحدة
حرّكت الجمود لكنها زادت الشروخ بين الأطراف المحلية والإقليمية تمثّلت في إجتماع
البرلمان اليمنيّ للمرة الأولى منذ عامين ومنح نواب الرئيس السابق "علي عبد
الله صالِح" والحوثيين ثقتهم بالمجلِس السياسي الأعلى. خطوةٌ ستُمهِّد
لخطواتٍ أُخرى بينها تشكيل حكومة ربما والسعي إلى نزع الشرعية عن الرئيس "عبد
ربه منصور هادي". من الطبيعي أن يرفضها خصوم "صالِح" و"الحوثيين"
ومعهم المملكة العربية السعودية والدول المُتحالِفة معها وفي مُقدّمها
"مصر". إلى أين سيسير "اليمن" طالما الحسم العسكريّ غير
مُمكِن؟ ما هي آفاق المجلس السياسي بعد اجتماع البرلمان؟ أين هي موازين القوى
الداخلية؟ ماذا حقّقت فعلياً "عاصفة الحزم"؟ لماذا دعا "صالِح"
إلى التحاور مع "السعودية" التي وصفها بالشقيقة الكُبرى، وانتقد عدم
تلقّي أية مُساعدة من "إيران"؟ عن كلّ ذلك نتحدث في هذه الحلقة من
"لعبة الأُمم" ومعنا فيها كلٌّ من الأساتذة الكِرام، من
"صنعاء" الدكتور "عبد الواحِد الآنسي" نائِب رئيس الدائرة
الإعلامية في "حزب المؤتمر الشعبي العام"، أهلاً وسهلاً بك. ومعنا من
"لندن" الدكتور "حميد بن يحيى الشجني"، أكاديمي يمني وباحث في
الشؤون العربية والدولية، أهلاً وسهلاً بك أيضاً. ومن "باريس" معنا المُتخصّص
في شؤون "اليمن" "فيصل جلّول"، باحث وخبير في الشؤون
الإقليمية والدولية وله مؤلّفات ودراسات عديدة عن "اليمن". وهنا في الإستديو
جاءنا مشكوراً من "السعودية" الدكتور "خالد باطرفي" وهو كاتب
وباحث سياسي سعوديّ. أهلاً بكم جميعاً إلى هذه الحلقة من "لعبة الأُمم"
سامي كليب: أهلاً بكم أعزّائي المُشاهدين وأهلاً بضيوفي الكرام ونبدأ من الإستديو
بطبيعة الحال. دكتور "باطرفي" أهلاً وسهلاً بك
د. خالد باطرفي: أهلاً بك
سامي كليب: إن شاء الله كانت سفرة غير مُتعِبة من "السعودية" اليوم؟
د. خالد باطرفي: لا على العكس
سامي كليب: حسناً. الآن، عام ونصف العام تقريباً على "عاصفة الحزم"، هلّ
يُمكن أن نختصر ماذا حقّقت لـ "اليمن" ولـ "السعودية"؟
د. خالد باطرفي: بالمقارنة، هناك فرق كبير، بمعنى العكس. بعد أن كان
المتمرّدون والإنقلابيون على أبواب "عدن" ويحتلّون بعض أحياء
"عدن" ومُحافظات جنوبية كثيرة، الآن العكس، المقاومة والحكومة على أبواب
"صنعاء". هذا في حدّ ذاته يختزِل لك التطوّر وكيف انقلبت الطاولة، وبعد
أن شعروا في لحظة من اللحظات أنهم حقّقوا الإنتصار الكامل وأعلن الإيرانيون وقتها
أنّ "صنعاء" أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي يُهيمنون عليها، الآن
الوضع مُختلِف تماماً. بالنسبة إلـى "هادي" الذي كان مُطارداً في ذلك
الوقت، إما في السجن بمعنى في الإقامة الجبرية أو مطلوب الرأس تُطارده الطائِرات
من مكان إلى آخر، أصبح ألان معه حكومة كاملة، يذهب إلى جبهات القتال، يذهب إلى
"عدن" و "المُكلّا "، فأعتقد أنّه إلى حدٍّ كبير تحقّق
لليمنيين، للحكومة الشرعية ثمانين في المئة على الأقل مما أرادت. بالنسبة إلـى
"السعودية"، الخطر ما زال قائِماً. نحن سمِعنا الآن عن الصواريخ
الإيرانية التي تُطلَق، صواريخ "سكود" المُعدّلة التي تُطلق على المناطق
المدنية في الجنوب ويتمّ إسقاطها. ما زال الخطر قائِماً ولكنه ليس بالخطورة التي
تتصوّرها مُقارنةً قبل عام ونصف العام وكيف كان الخطر جاثماً ومُحققاً بالنسبة إلينا
سامي كليب: حسناً دكتور "باطرفي"، هم عندهم صواريخ إيرانية وأنتم عندكم
صواريخ أميركية في نهاية الأمر
د. خالد باطرفي: نعم
سامي كليب: بعد الإنتقال من "عاصفة الحزم" إلى إعادة الأمل، المُتحدّث
الرسمي بإسم "العاصفة" قال أنّ مخزون السلاح، رغم القول أنّها حقّقت كلّ
أهدافها آنذاك، مخزون السلاح عند "الحوثيين" و "صالِح" يفوق
ما تمتلكه عدة دول مُجتمِعة. لنستمع إلى وجهات النظر الأربع في البداية ثمّ ندخُل
أكثر في صُلب النقاش، وآمل أن تكون هذه الحلقة هادِئة لكي نفهم من كلّ طرف ما هو
موقفه وما الذي تحقّق وكيف ينظر كلّ طرف من أطراف الصِراع إلى ما يحصل في
"اليمن". من صنعاء الدكتور "عبد الواحد الآنسي" أهلاً وسهلاً
بك. حضرتك نائِب رئيس الدائِرة الإعلامية في "حزب المؤتمر الشعبي العام"
أي حزب الرئيس السابق "علي عبد الله صالِح". ماذا في رأيك تحقّق ولم
يتحقّق منذ "عاصفة الحزم" حتّى اليوم؟
د. عبد الواحد الآنسي: شُكراً جزيلاً لك ولكل ضيوفِك أولاً
سامي كليب: أهلاً بك
د. عبد الواحد الآنسي: ثانياً، سمعتُ عبارات، في الأساس هناك نوعٌ من التضليل
عن حقائِق مُعينة. لم يحدُث أيّ شيء لهذه العاصفة سوى تدمير البنية التحتية وقتل
المدنيين والنساء والأطفال وما إلى ذلك. لا
يوجد أيضاً في المناطق اليمنية، في جنوب الوطن، لا دولة تمثّلت ولا أمنٌ استقرّ
إلاّ انتشار لـ "القاعدة" و "داعش" وجميع الجماعات التكفيرية
هناك والإرهابية. في كلّ المُدن لم يستقرّ أبناؤها، لم نرَ شيئاً يوحي بأنّهم
خدموا "اليمن". "اليمن" تُقصف على مدى عامٍ ونصف العام، لم
تُحقق تلك العاصفة سوى الدمار للمدنيين، سوى الدمار لكلّ القضايا، سوى الدمار
للطرق والجسور والجامعات والمدارِس والمستشفيات. أعداد مهولة جداً في ظلِّ صمتٍ
عالمي ودولي ليس له نظير، فلذلك نكون صادقين. نحن في الداخل ونعيش ونتعايش مع
الناس ونرى. لم تُحقق شيئاً سوى دمار "اليمن"، ولا نعرِف ما السبب
ولماذا. أمّا قضية التباكي على أنّ هناك رئيساً انتقل من مكانٍ إلى مكان، هناك
دستور يمني هو الذي يحكُم الناس لأنّ هناك دستوراً يجمع اليمنيين والكلّ مُجمِعٌ
عليه وموقّع عليه. لم يكن هناك في ذلك الوقت أيُّ فصيلٍ مُغترب في دولةٍ أُخرى، أو
أيّ حزبٍ مُغترِب. الدستور اليمني هو الفيصل، وبالتالي لا يوجد أيّ تحقيق سوى دمار
البنية التحتية، سوى تفاقُم الحال الإنسانية التي ليس لها نظير في العالم على
الإطلاق. وكذلك أيضاً، نرى اللا تدليس عبر وسائِل الإعلام، عن أيّ نصرٍ يتحدّثون؟
عن أية خدمة لليمنيين؟ أم أنهم يعملون بالمقولة القائِلة " ومن الحبّ ما
قتل"! هؤلاء يقتلون الناس ويقتلون الأبرياء ولا يوجد أيّ تحقيق لأيّ شيء إستراتيجي.
لو كان هناك تحقيق لأي شيء إستراتيجي فهو أن الحكومة في "اليمن"
سامي كليب: في جميع الأحوال، أنا تأخّرت ربما قليلاً في تقديم حلقة من "لعبة
الأُمم" حول "اليمن" لكي تهدأ النفوس قليلاً. لم نشأ أن ننكأ الجراح
أكثر. الآن هناك حديث عن إحتمال التفاوض، والرئيس السابق "علي عبد الله
صالِح" قال صراحةً، نريد التفاوض مع من أسماها بالشقيقة الكُبرى. لنفهم أكثر،
نذهب إلى "أوكسفورد". الدكتور "حميد بن يحيى الشجني"، أهلاً
وسهلاً بك. أكاديمي يمني وباحث في الشؤون العربية والدولية. دكتور، هلّ من معلومات
موثوقة كم هي الخسائِر في "اليمن" منذ عام ونصف العام؟ لأنّ البعض يتحدّث
عن ستة آلاف قتيل، عن سبعة آلاف جريح، هلّ توجد أرقام دقيقة معروفة حتّى الآن؟
د. حميد بن يحيى الشجني: أهلاً وسهلاً أخ "سامي" بك وبضيوفك الكِرام
وبمشاهدي "الميادين" في كلّ مكان. للأسف، ليس هناك أرقام دقيقة وإحصاءات
لأنّ كلا الجانبين سمح بالتعتيم الإعلامي الكبير وعدم حصر القتلى، وهُمشت الأمم
المتحدة في هذه الحلقة الظالمة من الجانبين. بالمناسبة، أكبر دمار حدث في البلد هو
للنسيج الإجتماعي الذي بسببه أصبحت الأُسرة اليمنية مُقسّمة في ما بينها. الشارِع اليمني
أصبح مُقسماً، المُدن مُقسّمة، هنا لا أضع اللوم على جانب وأُبرّئ جانباً آخر
فالجانبان أجرما في حق الشعب اليمني سواء الموجودين في الداخل أو الموجودين في
الخارِج، لأن الموجودين في الداخل لو كان عندهم الحسّ الوطني السليم لاحتووا
المُشكلة منذ بدايتها. على العكس، هم ساهموا في إثرائها وإيصالها إلى ما وصلت
عليه، حتّى وصلت إلى حدود "عدن" ومن ثمّ أصبح هناك تباكٍ على ما يقوم به
من يُسمّون بالإنقلابيين الحوثيين وأنصارهم. المشكلة اليمنية عويصة جداً جداً
وأطراف النزاع حوّلت ولاءاتها بين ليلة وأُخرى من طرفٍ إلى طرفٍ آخر، وتتمثّل في
الصِراع على السُلطة. الشعب اليمني
ومُعاناة الشعب اليمني للأسف، لم يعُد هناك العبء بها. أبجدية الحياة في
"اليمن" لا تتوفر، الماء نفذ من قبل الحرب والآن لا يجد اليمنيون ما
يسدّوا به رَمَقَهم، الطعام، الحِصار، الخدمات من صحة وما إلى ذلك، وطرفا النزاع
كلٌ يُغنّي على ليلاه. الموجودون في الداخل يستمتعون بأنهم يحكمون البلد وليس لهم
شرعية والموجودون في الخارج ليس لهم موطئ قدم في الداخل ويتغنّون بالشرعية.
"اليمن" بحاجة إلى مُشاركة أبنائها ومثقفيها ومستقليها،
"اليمن" بحاجة إلى أُناس يتكلّمون عن الواقع اليمني المرير ويقدّمون
حلولاً أُخرى
سامي كليب: لو سمحت لي دكتور، نعم. إن شاء الله نحن في خِتام البرنامج سنتحدّث عن
الأمل، ماذا يُمكن أن ننتظر وما هو المُنتظر وماذا يجب أن نفعل بالنسبة إلى "اليمن". أُستاذ "فيصل
جلول"، أنت عشت في "اليمن" فترات طويلة ولك مؤلّفات قيّمة عن
"اليمن"، الآن عُقم الوصول أو إستحالة الوصول إلى حلّ سياسي، خمس جولات
من المُفاوضات لم تؤدِّ عملياً إلى شيء. هلّ الصراع داخلي؟ أم هو تصفية حسابات إيرانية
سعودية بدماء اليمنيين؟
فيصل جلول: شكراً. فقط إشارة صغيرة للإجابة عن السؤال الأول وهو أنه كان الهدف إبعاد
تحالُف "علي عبد الله صالِح" "والحوثي" عن "باب
المندب" والآن لا يزال هذا التحالف موجوداً في "زباب" على
"باب المندب". في "اليمن"، "باب المندب" هو أهمّ
موقع إستراتيجي
سامي كليب: صحيح
فيصل جلول: وله حسابات إقليمية ودولية عديدة وما زالوا يُقاتلون هناك. إذاً التغيير
لم يحصل على هذا الجانب. بالنسبة إلى "عدن" ومناطق الجنوب، كما نعرِف هي
غير قابلة للحُكم وكما نعرف هي مرتع لـ "القاعدة" ولـ "داعش"
وللإرهابيين. حتّى الرئيس "هادي" ليس قادراً على الإستقرار في
"عدن" أو الإستقرار حتّى في "أبيَن" أو مسقط رأسه. على صعيد
آخر، جنوب المملكة العربية السعودية الذي كان قبل الحرب هادئاً تماماً ولم يكن فيه
إطلاق نار ولم يكن فيه إطلاق رصاصة واحدة، اليوم هناك مئات الآلاف من السكان
يُبعدون من جنوب المملكة إلى المناطق البعيدة، وهناك عمليات عسكرية بشكلٍ شبه
يومي. المملكة دخلت اليوم في حرب استنزاف طويلة في "اليمن"، إذاً الوضع الآن
في "اليمن" وبالنسبة إلى المملكة العربية السعودية يختلِف تماماً عن ذي
قبل، لم تُجلَب الشرعية، لم يتم التوصّل إلى أيّ إنجاز على صعيد داخل
"اليمن"
سامي كليب: أوكي، السؤال الأبرز أُستاذ
فيصل جلول: السؤال حول إن كان لهذا الصِراع بُعد إيراني سعودي، "السعودية"
تُقدِم الصراع على هذا النحو، في أنه لطرد "إيران" من
"اليمن". لكن نحن نعرِف أنّه لم يُقتل إيراني واحِد، جندي إيراني واحد
في "اليمن"، لم تُضبط سفينة عسكرية واحدة تأتي بالسلاح إلى اليمنيين.
حاول الإيرانيون إرسال سفينة غذاء إلى "اليمن" ففرض عليها الأميركيون أن
تُفرِّغ حمولتها في "جيبوتي" وتوقّف الإيرانيون عند هذا الحدّ. طبعاً
هناك موقف سياسي إيراني مؤيِّد لتحالف "علي عبد الله صالِح"
و"أنصار الله"، هذا واضح تماماً، لكن العُمق الإيراني للأحداث اليمنية
غير قائِم في الوقائِع اليومية وفي هذه الحرب. طبعاً الصِراع بين المملكة العربية
السعودية و"اليمن" قائم في كلّ مكان ويُمكن أن يتأثّر الصِراع في
"اليمن" به، لكن مُباشرةً "إيران" ليست مُنخرِطة في هذا الصِراع.
أمّا بالنسبة إلى المُفاوضات
سامي كليب: أوكي
فيصل جلول: لحظة، جملة واحدة فقط
سامي كليب: سنتحدّث عن المُفاوضات أُستاذ "فيصل". بعد الموجز
فيصل جلول: المفاوضات السابقة
سامي كليب: بعد الموجز سنتحدّث عن سبب فشل المُفاوضات وعن المجلس السياسي الحالي،
كلّ ذلك معنا ساعة للحديث عنه ولكن هذه جولة أولى لكي نفهم مواقف كلّ الأطراف.
حضرتك وضعت الإصبع على جرح مُهم جداً، هلّ ما يحصل في "اليمن" سعودي
إيراني؟ تصفية حسابات؟ هلّ السعودية تريد كما تقول أن تطرُد "إيران" من
"اليمن"؟ أم هناك مُشكلة أُخرى؟ أنت قلت أنه لا يوجد بعد أي دليل على
تورُّط إيراني في "اليمن"، أي لم يُقتل شخص إيراني، لم تُعتقل أو توقَف
سفينة وما إلى ذلك. لنترك الجواب مع الدكتور "خالد باطرفي" أن يقول لنا
العكس. هلّ توجد دلائِل حسّية، غير الموقِف السياسي؟ والموقِف السياسي معروف لـ
"إيران"، هلّ غير الموقف السياسي توجد دلائِل حسيّة على تورُّط إيراني
في "اليمن" فعلاً؟
د. خالد باطرفي: أكثر من الأًمم المتحدة وأميركا وأُستراليا وكندا
وغيرها؟ تمّ القبض على سُفن مُحمّلة بالأسلِحة الإيرانية متوجّهة إلى
"اليمن" وأُعلِن ذلك رسمياً، وأيضاً قامت قوات التحالُف بالسيطرة على
سُفن وأظهرت مُحتوياتها من الأسلحة والمُعدّات وكلها مصنّعة في "إيران"
مع طاقم الإيرانيين معها، وتمّ إعلان ذلك رسمياً وإبلاغ الأُمم المتحدة. إذا كان
الأُستاذ "فيصل" لا يُتابع ذلك فأرجو أن يستعين بالشيخ Google لعله يُنير طريقه بعض الشيء. هذا ليس كلامي
أنا، هذا كلام الأُمم المتحدة والمُجتمع الدولي. أمّا بالنسبة إلى إستخدام
الإيرانيين، فالإيرانيون عبر التاريخ، الفُرس يستخدمون العرب عَلَفاً للمدافع. قدر
الإمكان، عندما تذهب جيوشهم يُقدّمون العرب في "العراق" وغيره ليكونوا
هُم الجنود في المعارِك. لذلك، في "اليمن" هذا ما يحدُث للأسف الشديد، أنهم
يستخدمون اليمنيين عَلَفَ المدافع. لكن هناك فيديو من سلسلة فيديوهات ربما تظهر
لاحقاً، تُظهِر أنّ "حزب الله" وهو بلا شكّ عميل إيراني، وقد أعلن
"حسن نصر الله" أنهم تلقوا كلّ الدعم من "إيران" وكلّ
ميزانيتهم من "إيران"، إذاً "إيران" مسؤولةٌ عنه. كان في هذا
الفيديو مُدرِّب إيراني يُدرِّب اليمنيين على عمليات انتحارية وتفجير في
"الرياض". الأسلِحة الآن، "إيران" نفسها أعلنت أنّ صواريخ
"سكود" التي تضرب " نجران" و"صامته" هي صواريخ
إيرانية. كي لا نكون ملكيين أكثر من الملِك، إذا كانت "إيران" تعترِف
نحن نُنكِر؟
سامي كليب: حسناً، قدّمتُ وجهة نظر أنّ الأُمم
المتحدة وأُستراليا وأميركا وغيرها قدّمت دلائل. سيّد "الآنسي"، أنت
تريد الكلام وأنا أراك على الشاشة، تريد الكلام منذ فترة، تفضّل
د. عبد الواحد الآنسي: أخي العزيز، أنا أستغرب كثيراً. لماذا لا ننظر بمنهجٍ
علميّ إلى الحقائق والوقائِع؟ لماذا ننسُب
إلى الأُمم المتحدة وإلى كذا؟ لا يوجد إيرانيون على الأرض اليمنية، لا يوجد أيّ
إيراني. لماذا دائِماً يُحاولون الإخوة في المملكة أن يتوّجوا أنَّ
"إيران" في الداخل من أجل أن يقنعوا شعبهم ويقنعوا الناس أنهم يواجهون
"إيران"؟ إذا أرادوا مواجهة "إيران" فهي على حدودٍ معهم في
البحر، في المياه. هي أقرب إليهم منّا، وبالتالي الشعب اليمني لا يحتاج إلى دعم
"إيران" أساساً لمواجهة أعدائه، لسنا قاصرين. أمّا الصواريخ التي يتحدّث
عنها الأخ العزيز، الشقيق، الأخ الشقيق في الشقيقة الكُبرى. الشقيقة الكُبرى من
الرأس والشقيقة الكُبرى من العلاقة، من أين عرف أنّ صواريخ "سكود"
إيرانية؟ صواريخ "سكود" هي في الأساس روسية ولا يوجد لـ
"إيران" صواريخ "سكود" ولا نحتاج إليها، ومتى رآها؟ ومتى
وجدها؟ يتحدّث عن سفنٍ إيرانيةٍ كانت مليئة بالأسلِحة، يكفي كذب على الناس، اتّقوا
الله. لقد مات أكثر من 30 ألف يمني بينهم 2,260 طفلاً و1,677 امرأة. اتّقوا الله،
لا يجوز الكذب. من قال لك أنّ "إيران" تُحارِبُك من "اليمن"؟
"إيران" إذا أرادت أن تُحارِبك ستُحاربك من دولتها ومن المياه التي أنت
جارٌ معها. وبالتالي، لماذا نكذب على الناس ونضحك على أنفسنا؟ أخي، الشعب اليمني
سيُدافع عن نفسه ولا يحتاج إلى دعم "إيران" ولا يحتاج إلى أيّ دعم لأنه
قائِمٌ على ذاته، قويٌّ في أرضِه، ثابتٌ في جباله ووديانه وسهوله. لا يُمكن أن
نقبل بأن يأتي إيراني في الأساس من أجل أن يتدخّل في هذه الحرب، وبالتالي لماذا
يكذبون على الناس؟ يتحدّثون بصدق، هم لديهم خوف من "إيران"، هم لديهم
خوف فلا يجرؤون على مواجهتها عبر المياه وإنما يتحدّثون أنهم في
"اليمن". عزيزي، لا يوجد، "اليمن" لا يُمكن أن يقبل أحداً من
أية دولة يأتي ويُشارِكنا في الدفاع عن كرامتنا وفي الدفاع عن أرضنا. وبالتالي،
هناك كلامٌ مغلوط. غيّروا الأسطوانة، انتهى الموضوع. "إيران" ليست
موجودة، جارتك من جهة الجنوب هي "الجمهورية اليمنية"، هذه التي لا يُمكن
أن تستقرّ المملكة إلاّ إذا استقرّ "اليمن". أمّا "إيران"
وغير "إيران" فبيننا وبينهم بُعد غير قليل
سامي كليب: سيّد "الآنسي"، سنستمع إلى نصيحتك ونُغيِّر الأُسطوانة بعد
الفاصل وننتقل إلى الكلام السياسي. ما الذي يحصل على المستوى السياسي، ماذا في
المُفاوضات؟ آفاق هذه المفاوضات. استمعنا إلى
وجهة نظر كلّ شخص حول ما يجري في الداخل.
هل هناك سلاح؟ هلّ يوجد دعم خارجي نعم أم لا؟ إلى أين ستؤول الأمور؟ بعد الفاصل.
إن شئتم أعزائي المُشاهدين وإن كنتم مُهتمّين مثلنا بهذا "اليمن" الحبيب
الشقيق إبقوا معنا. بعد الفاصل سنواصل هذه الحلقة
المحور الثاني:
سامي كليب: أهلاً بكم مُجدداً أعزّائي المُشاهدين لمواصلة هذه
الحلقة من "لعبة الأُمم" عبر "قناة الميادين" نتحدّث فيها عن
"اليمن"، ما هي مآلات الحرب الجارية حالياً. لعلّكم استمعتم قبل لحظات في
الموجز، قصف في "السعودية"، قصف في "اليمن"، الحرب كأنها تتجدّد.
بعد خمس جولات من المُفاوضات بعد عامٍ ونصف العام على العملية العسكرية بقيادة
"السعودية" المعروفة بإسم "عاصفة الحزم". أعود وأُكرّر
الترحيب، من "صنعاء" الدكتور "عبد الواحد الآنسي" نائِب رئيس
الدائِرة الإعلامية في "حزب المؤتمر الشعبي". من "أوكسفورد"
الدكتور " حميد بن يحيى الشجني"، من باريس الأُستاذ "فيصل
جلّول" الباحث والخبير في الشؤون الإقليمية، وفي الإستديو معنا الدكتور
"خالد باطرفي"، كاتب وباحث سياسي سعودي. إذا انتقلنا إلى الشأن السياسي،
كان عندك تعليق دكتور "خالِد"؟
د. خالد باطرفي: تعليق سريع. الدكتور "عبد الواحد" الأخ
الشقيق اليمني، بالمناسبة أنا أُصولي يمنية فقد نلتقي في جدٍّ ما، أعتزّ بأُخوّته
وأعتبره أخاً وشقيقاً، ولكن آلمني أن يقول أنّ ما أقوله كذِب. والحمد لله، في
الموجز، وأرجو أن يكون تابعه قبل قليل، سُمّيَ الصاروخ باسمه "زلزال"
وهو الإسم الإيراني. "إيران" أخي الكريم أعلنت، إذا لم تكن تعلم أُعلِمك
الآن، بأنّ هذه الصواريخ إيرانية واعتزّت بأنها صواريخ "سكود" مُعدّلة
مُصنّعة في "إيران" وقالوا بأنهم زوّدوا "اليمن بها
سامي كليب: مَن الذي أعلن؟
د. عبد الواحد الآنسي: أنا أقول لك
د. خالد باطرفي: أعتقد وزارة الخارجية الإيرانية أو مسؤول أعتقد
سامي كليب: فعلاً لا أعتقد وزارة الخارجية
د. خالد باطرفي: مسؤولون يمنيون أعلنوا ذلك، عفواً إيرانيون أعلنوا ذلك
ولا أعرِف بالضبط مَن، ولكن أُعلِنت وسُمّي الصاروخ، هم مَن أعلنوا إسم الصاروخ
بأنه صاروخ "زلزال"
سامي كليب: أنا أؤكِّد لك، لا يوجد أيّ مسؤول إيراني أعلن هذا، ربما قد يكون هناك
مسؤول غير رسمي. نعم السيّد "عبد الواحِد"، صاروخ "زلزال"
عفواً اسمح لي، سيدّ "عبد الواحد" الذي تحدّثنا عنه في الموجز والذي
ذكره دكتور "خالد باطرفي"، "زلزال" ليس صاروخاً إيرانياً
عملياً؟
د. عبد الواحد الآنسي: لا، هو صاروخ صناعة محليّة وليس به علاقة بـ
"إيران" لأننا مُحاصرون جواً وبرّاً وبحراً ولا يصل إلينا الماء، كيف
ستصل إلينا صواريخ؟
د. حميد بن يحيى الشجني: أحسنت
د. عبد الواحد الآنسي: الطائرة تهبط بالأطفال والنساء والمرضى في
"بيشة" ولا يتركون أحداً. يهينون كرامة اليمنيين في مطار
"بيشة" وفي البحار وفي المياه، من أين ستأتينا صواريخ من
"إيران" وقد أحكموا علينا الخِناق في ظلّ صمتٍ عالميّ ودوليّ ليس له
نظير عبر التاريخ؟
سامي كليب: ننتقل إلى الجانب السياسي. في جميع الأحوال أعزّائي المُشاهدين هناك
وجهات نظر مُختلِفة ولا نريد الدخول لا في جدل ولا في نِقاش، كلّ ضيف تحدّث ربما
بعبارات قد نقبلها وقد لا نقبلها ولكن لا نُريد نحن الدخول في هذا النِقاش، نريد
أن نفهم أكثر ما الذي يجري. لذلك ننتقل إلى الجانب السياسي. البرلمان اليمني اجتمع
السبت للمرّة الأولى منذ بداية الحرب، قبل عامين تقريباً، وأعطى جزء منه أساسي،
تحديداً النواب المنضوين تحت لواء المؤتمر بقيادة الرئيس السابق "علي عبد
الله صالِح" وأيضاً الحوثيين، أعطوا الدعم لما يُسمّى بالمجلِس السياسي.
أُستاذ "فيصل جلول"، حضرتك قلت أنّ المجلِس يقطع الطريق على رهانات،
نعم
د. حميد بن يحيى الشجني: عندي مُداخلة بسيطة
سامي كليب: نعم؟
د. حميد بن يحيى الشجني: عندي مُداخلة بسيطة بالنسبة إلى التدخّل الإيراني لو
سمحت
سامي كليب: تفضّل، تفضّل. لا بأس أستاذ "فيصل سنأخّرك قليلاً، تفضّل دكتور
د. حميد بن يحيى الشجني: أنا أعتقد بالنسبة إلى التدخّل الإيراني الذي يحدث،
الإيرانيون أذكياء جداً جداً، ولو نظرنا إلى ما حدث في "العراق" على
سبيل المِثال وما يحدث الآن في "اليمن" وفي "سوريا" نجد أنّ
الذي يُعاني هو الشعب العربي سواءً في "اليمن" أو في "سوريا"
أو في "العراق". مَن يدفع الأموال ويُخطّط وينفِّذ هم الإخوان للأسف في
دول الجوار. فـ "العراق" على سبيل المِثال، الأخ الفاضل
"خالد" تطرّق إلى أنّ "العراق" وما يجري في
"العراق" هو من "إيران" عليه ألاّ ينسى أنّ الذي أسقط النظام
الموجود في "العراق" هو "السعودية"، وأنفقت تريليونات
الدولارات على إسقاط النظام، وأتت "إيران" واستلمت "العراق"
على طبق من ذهب، لا يُقتَل جندي إيراني في "العراق". الآن ما يجري في
"اليمن"، يُذبَح أبناء "اليمن". في إشعال الفتنة أنا أتّفق مع
الجميع أنّ "إيران" لها أيادٍ خفية ولكن ليس بالتسليح كما يُظنّ.
"إيران" تنفق أموالاً وتُساعِد على انتشار ما يُسمّى بالمدّ الثوري ثمّ
تظلّ تتفرّج والشعوب العربية تتصارع في ما بينها. فعملية إخلاء سبيل
"إيران" أو تحميل "إيران" كامل المسؤولية ليس بالدقيق من
الجانبين. "إيران" لها مصالِحها خاصةً أنّ الحرب كما تعرفون بدأت، أو
المشاكل في "اليمن" بدأت قبل حلّ مُشكلة المُفاعِل النووي الإيراني، أو
المُحادثات النووية. فـ "إيران" استفادت من الملفّ اليمني وكان إخواننا
في الجوار يغضّون الطرف عن "اليمن"، ووصلت الأحوال في "اليمن"
إلى مستوى سيئ جداً جداً. حينها، الآن بدأت الصحوة في أنّ هناك تدخُّلاً إيرانياً
وما أدراك ما التدخّل الإيراني. في المُقابل أيضاً، لا ننسى أنّ هناك دُوَلاً
كُبرى تستفيد من الحرب واستمرارها في عملية بيع الأسلِحة، وهذا ليس خفياً
سامي كليب: صحيح
د. حميد بن يحيى الشجني: فالصفقات التي تتم سواءً مع الشقيقة أو مع الدول
الأُخرى، مليارات الدولارات، وهذا في صالِح أن تستمرّ الحرب. من الضروري أن تكون
هناك ذريعة قد تكون "إيران"، قد يكونون "المجوس" قد يكونون
الدواعِش"، والآن إذا نظرنا إلى الملف السوري نجد في الملف السوري والعراقي
أنه كانت "إيران" ودول التحالف تُحارِب "داعش" في
"العراق". الآن نجد أنّ الروس والإيرانيين يُحاربون "داعش" في
"العراق" ولا نعرِف من يملك ماذا! فعملياً نحن الآن أصبحنا ندفع
الضريبة، والشعب اليمني بالذات أو الشعب العراقي أو الشعب السوري مغلوبٌ على أمرِه،
يموت ليل نهار، وإخواننا في الداخل كما إخواننا في الخارِج لا يفقهون من أمرهم شيئاً،
ويجب أن يتنحّوا جانباً ويُعطوا الفرصة لمن يُمكن أن يُحلحل الموضوع بطريقة أفضل
سامي كليب: أوكي. لننتقل الآن إلى الجانب السياسي، نتحدّث عن المجلِس السياسي وإعطاء
الشرعية له في البرلمان. أُستاذ "فيصل" كنّا نذكُر ما ذكرته حضرتك وقلت
كلاماً عالياً جداً عن هذا المجلِس وأنه في النهاية يُشكِل ضربة، كما قلت، للمملكة
العربية السعودية ولخصوم الرئيس "علي عبد الله صالِح" والحوثيين. هلّ لك
أن تشرح ما الذي جرى عملياً وماذا يُفيد هذا المجلِس السياسي فعلاً؟
فيصل جلول: نعم، بدايةً لا بدّ من لفت الإنتباه إلى أنّ هذا المجلِس، المجلِس
النيابي الذي انعقد، ليس فيه تمثيل حوثي، "الحوثيون" غير مُمثلين في
المجلِس الذي يضمّ "المؤتمر الشعبي العام" و"الإصلاح"
و"الناصري" و"الإشتراكي". طبعاً الذين حضروا هم أغلبية من
"المؤتمر الشعبي العام". إنعقاد هذا المجلِس وإعطائه شرعية للمجلس
السياسي اليمني يُكرِّس نوعاً من المُصالحة التاريخية في "اليمن" تحدُث
للمرة الأولى منذ العام 1962، منذ الصِراع بين الجمهوريين والملكيين. ما كان
محسوباً في السابق على الملكيين وما كان محسوباً على الجمهوريين رغم التطوّرات
العجيبة التي طرأت من بعد، الآن صاروا كتلة واحدة، وهذه الكُتلة الواحدة تخوض
صراعاً على هوية "اليمن" في المدى البعيد وليس فقط الآن. يُمكن تشكيل
حكومة شرعية مئة في المئة، والمجلس النيابي اليمني هو المجلس الشرعي الوحيد في
"اليمن" وهو الهيئة الشرعية الوحيدة في "اليمن" هو الذي أعطى
لحكومة "هادي" شرعيتها، هو الذي كان في إمكانه أن ينزع شرعية
"هادي" لو قبِلَ المجلِس استقالة الرئيس "هادي"
سامي كليب: ولكن أُستاذ "فيصل"، الآن هناك شكوك في أنّ ما حصل في البرلمان
اليمني ليس شرعياً. في النهاية، حتّى عدد النواب الذين صوّتوا على المجلِس لا يكفي
فيصل جلول: بالأرقام
سامي كليب: اشرحها لي لو سمحت، تفضّل
فيصل جلول: بالأرقام. المجلِس 301. كان المطلوب 151 لنيل الأغلبية، متوفى 26. أنت
تحسُب النصاب بالأحياء ولا تحسبه بالأموات، كيف يُمكن لك أن تحتسب نصاباً
بالأموات، مُستحيل. الأحياء الذين حضروا 140 و16 من الخارِج يساوون 146. حتّى
وصلوا تقريباً إلى العدد المطلوب، حتّى مع الأموات. إذاً، هذا بالأرقام وبالأسماء
وموجودين، لا يُمكن التشكيك بهذا الموضوع. حتّى البعض يتحدّث عن 148. إذاً، هنا
شرعية وحيدة في مجلس شرعي مُنتخب وحيد لم يُلغِه أحد، لم يُلغِه لا
"هادي" ولا ألغته المُبادرة الخارجية. حتّى المُبادرة الخليجية كانت
تقوم على مبدأ اتّخاذ القرارات بالتوافق. و"هادي" عندما خرج إلى الخارِج
وأعطى "عاصفة الحزم" شرعية لم يُعطها بالتوافق
سامي كليب: حسناً، ماذا سينفع المجلِس إذا كان الطرف الآخر سيرفُضه في النهاية؟
ورُفِض من "السعودية" ورُفِض من الجانب الآخر اليمني، حتّى رُفِضَ من
"مصر" عملياً. الدول العربية الأساسية، تفضل
د. عبد الواحد الآنسي: اسمح لي
فيصل جلول: نعم، بالنسبة إلى الرفض المصري
سامي كليب: سيّد "الآنسي" سأُعطيك الكلام، لحظات فقط، تفضّل
"فيصل"
فيصل جلول: "مصر" عضو أساسي في التحالف السعودي وأعطت تغطية كاملة لـ
"عاصفة الحزم" وبالتي شريك في هذه الحرب، ورفضها هو استمرار لرفض
المملكة العربية السعودية
سامي كليب: سيّد "الآنسي" يريد التعليق على الأمر. أُستاذ
"فيصل" سأعود إليك لو سمحت
فيصل جلول: نعم
سامي كليب: سيّد "الآنسي" تفضل
د. عبد الواحد الآنسي: في ما يتعلق بالنِصاب في مجلِس النواب، لا يستطيع أحد أن
يُلغي مجلس النواب أساساً. "السعودية" ليس لها علاقة، ليست هي معنية
أساساً، حتّى أنها ترفُض البرلمان اليمني. البرلمان اليمني وِفق دستور، والدستور
هذا مُعتَرف به في كلّ دول العالم ومنها "السعودية". الدستور ينُصّ على
أن يتوافر في النِصاب عدد، ولا ينصّ على أن يتوافر حزبٌ مُعين أو فئة مُعينة أو
طائِفة معينة. عددٌ إذا توافر في المجلِس أصبح ساري المفعول
سامي كليب: ولكن سيّد "الآنسي" المُبادرة والحوار، المُبادرة الخليجية ثم
الحوار كانا من شأنهما
د. عبد الواحد الآنسي: اسمح لي، لحظة
سامي كليب: لأسألك السؤال! دعني أسألك
د. عبد الواحد الآنسي: لحظة اسمح لي
سامي كليب: لكن لم أسأل، يا أخي لم أسأل. لم أسأل لكي تُجيب. المُبادرة الخليجية والحوار
كانا سيؤسّسان إلى دستور جديد وإلى شرعية جديدة الآن عدنا وكأننا إلى نقطة الصفر
د. عبد الواحد الآنسي: اسمح لي، اسمح لي
سامي كليب: تفضل
د. عبد الواحد الآنسي: مَن قال أنّ المُبادرة الخليجية تؤسّس لدستور جديد؟ مَن
الذي قال ذلك أساساً؟ هلّ هناك مُبادرة غير المُبادرة التي وقّعها المرحوم الملك
"عبد الله بن عبد العزيز"؟ هذه هي، لا يوجد أساساً في المُبادرة تأسيس
دستور أو تأسيس كذا؟ يا عزيزي، المُبادرة كانت مُدتها عامين فقط، والشعب استفتى
على الرئيس آنذاك لمدة عامين فقط. الذي قدّم استقالة "هادي" قدّم
استقالته بعد إنهاء مدّته المُتفق عليها بسنة، والدستور اليمني ينصّ على أن الرئيس
يُقدّم استقالته أثناء مُدته الدستورية. أما الرجل هو رئيس انتقالي لمدة سنتين
فقط، والمُبادرة الخليجية لم تُلغِ البرلمان، لم تُلغِ البرلمان على الإطلاق
د. حميد بن يحيى الشجني: أخ "سامي"، يا أخ "سامي"
د. عبد الواحد الآنسي: وبالتالي، عندما
سامي كليب: لحظة لحظة، تفضل
د. عبد الواحد الآنسي: نحتاج إلى توافق، التوافق كان مبنياً في ما يتعلّق
بالحوار في "موزامبيق". إذا اختلف الأطراف كانوا يرجعون إلى الرئيس، أمّ
التوافق في مجلس النواب في الأساس هو سيُلغي الدستور. لو ألغينا مواد الدستور
كارثة. الدستور اليمني جمع كلّ فصائِل المُجتمع، لذلك نقول لإخواننا في المملكة،
نقول لهم، بالنسبة إلى اليمنيين الذين في الخارِج بيننا وبينهم دستور، لهم وعليهم.
أمّا في ما يتعلّق بالحرب الظالِمة على "اليمن" فالذي يتحمّلها هو
المملكة للأسف الشديد. وبالتالي، لا يكذبون على المُبادرة، المُبادرة تنصّ على أنّ
الدستور لن يُلغى، والدستور لا يزال ساري المفعول، وفي المُبادرة أيضاً مادّة تقول
أنّ مجلس النواب يُمارس مهامه وفقاً للدستور اليمني والقوانين النافذة، فلا يكذبوا
على الناس بمبادرة غير المُبادرة التي وُقِّعت
د. حميد بن يحيى الشجني: يا عزيزي الفاضل، أخ "سامي"
سامي كليب: تفضّل، تفضّل. الآن الدور للدكتور "باطرفي" ولكن تفضل
د. حميد بن يحيى الشجني: أهلاً وسهلاً
سامي كليب: تفضّل
د. حميد بن يحيى الشجني: مَن يعني؟
سامي كليب: حضرتك من "أوكسفورد" تفضّل. "صنعاء" أعطى رأيه، تفضل
دكتور "حميد"
د. حميد بن يحيى الشجني: أوكي، أنا أعتبر أن النقاش الآن حول ما إذا كان النِصاب
قانونياً أم غير قانوني لا يُمثِّل لبّ القضية. المُشكلة هنا أنّ البرلمان الذي
مدّد لـ "عبد ربه منصور هادي " بعد إنتهاء شرعيّته، جدّد له لمدة سنتين،
كانت مُنتهية صلاحية البرلمان. البرلمان جدّد لنفسه ثلاث مرات، لم يتم إنتخاب
البرلمان حسب المعمول عليه في الدستور. فعملياً البرلمان الموجود الآن إنتهت
صلاحيته قبل 15 سنة، فعملية ما نتناقش حوله هو جدالٌ عقيم أكثر من كونه واقعياً.
في المقابل، فرضاً أنّ الدستور الآن فُعِّلَ وأن البرلمان له صلاحية وتمّ اعتماد
ما يُسمّى "المجلس الرئاسي الأعلى"، السؤال الذي يُطرح الآن، هلّ
سيستطيع المجلس الرئاسي الأعلى أو المجلس السياسي الأعلى فرض سلطته على أرض
الواقِع؟ هلّ سيستطيع إيجاد السلم والسلام في البلاد؟ هلّ سيستطيع الحصول على الإعتراف
الدولي به كي يُمارِس صلاحيته وينفُذ من الحصار الموجود علينا في
"اليمن"؟ هلّ سيستطيع أن يُجيب أطراف النزاع الأُخرى والأحزاب الأُخرى
كي تشترِك معه في السُلطة؟ هلّ سيُمارِس
صلاحيته على الظاهر أم سيظلّ تحت الأنفاق. لا يهمنا إن كان هناك نِصاب أو غير نِصاب،
فالمجلِس هو نفس المجلِس الذي تكوّن منذ أن اغتُصِبت السُلطة أو منذ تم الإستيلاء
على "صنعاء" بموافقة "هادي" في حينه. فالقضية هنا أننا نحن
نريد شيئاً واقعياً على أرض الواقع لينتشل "اليمن" من المشاكل التي هو
فيها. حقيقة الجدال حول شرعية هذا أو شرعية "هادي" لم تؤدِ إلى حلّ حتّى
الآن
سامي كليب: أوكي. ننتقل إلى رأي الدكتور "باطرفي"
د. عبد الواحد الآنسي: أخي
سامي كليب: فقط لو سمحتم لنا، كلّ واحِد له دوره في هذه الحلقة، وأنا أُريد أن أؤكّد
على ما ذكرناه قبل قليل رغم تحفُّظ السيّد "الآنسي". في المُبادرة يا سيّد
"الآنسي"، وسأُعطيك الكلام بعد الدكتور "باطرفي" لو سمحت،
هناك مراحل عدّة :
المرحلة الأولى مع نفاذ
الآلية تنتهي مع تنصيب الرئيس عقب إجراء الإنتخابات الرئاسية المُبكرة
المرحلة الثانية مدتها
عامان مع تنصيب الرئيس بعد الإنتخابات الرئاسية المُبكرة وتنتهي بإجراء الإنتخابات
العامّة وفقاً للدستور الجديد، وتنصيب رئيس الجمهورية الجديد
سامي كليب: إذاً هناك دستور جديد، نصّت المُبادرة على دستور جديد
د. عبد الواحد الآنسي: لا يوجد
سامي كليب: موجود في بنود المُبادرة، كيف لا يوجد، ماذا لا يوجد؟ في بنود المُبادرة
د. عبد الواحد الآنسي: اسمح لي، لا لا اسمح لي
سامي كليب: سأسمح لك بعد الدكتور "باطرفي" لأنّنا تأخّرنا عليه، لو سمحت
سيّد "الآنسي"
د. عبد الواحد الآنسي: نعم، نعم
سامي كليب: سأُعطيك الكلام بعده، تفضل
د. خالد باطرفي: أكثر من ذلك، نفس البرلمان الذي يعتبرونه الآن، رغم أن
انتهت صلاحية البرلمان نفسه قبل أن تنتهي صلاحية الرئيس، هو نفسه الذي جدّد للرئيس
"هادي" وهو نفسه الذي رفض استقالة الرئيس "هادي" لأنها تمّت
تحت الكلاشينكوف الحوثي، وهو نفسه الذي أقرّ مُخرِجات الحوار الوطني التي نصّت على
دستور جديد كما تفضّلت وأُعلِنَ هذا الدستور وستة أقاليم إلى آخره، وكُوِّنت لجنة
لدراسة أو وضع صيغة هذا الدستور، وشارك الحوثيون في كلّ هذه المراحل ووقّعوا على
مُخرجات الحوار الوطني ومن بينها اللجنة التي ستُصيغ الدستور وإقرار دستور جديد،
والآن أسمع رفضاً وإنكاراً لهذا كله. فقط معلومة صغيرة، في تلك الفترة التي يقولون
أنه لم يكُن هناك إيرانيون يصلون إلى "صنعاء" وأية أسلحة، كانت هناك
طائرتان يومياً تصلان من "طهران" إلى "صنعاء"
و"صعدة" على مدار، يومياً، أي في الأسبوع كم؟ في الشهر كم؟ وهذه كانت
مُحمّلة بماذا؟
سامي كليب: كانت في السابق
د. خالد باطرفي: لا، هو يقول بأنه ما كانت قبلاً وهو في السابق تمّ
الدعم ووصلنا إلى ما وصلنا إليه. فماذا كان في هذه الطائِرات؟ إذا ما كان هناك
سامي كليب: ولكن دكتور "باطرفي" السعودية تدعم في دول كثيرة. شاهِد في
"سوريا"، كلّ الأسلِحة وكلّ المقاتلين وما إلى ذلك
د. خالد باطرفي: نحن لا نُنكر ذلك لكن هم يُنكرون. أنا أتكلّم على
الإنكار فهم يقولون أنه لم يصلهم أيّ شيء، لكن الطائرات كانت مُحمّلة بمَن؟ إذا لم
تكن مُحملّة بالبشر، وإذا كانت طائِرات الشحن ليست مُحمّلة بالأسلِحة، فبماذا كانت
مُحمّلة؟
سامي كليب: لأنّ هذه النقطة تحدّثنا عنها، هناك رأي يقول أنّ "إيران"
تدعم، هناك رأي يقول "إيران" لا تدعم وأنا أعتقد أنّ الدكتور
"حميد" من "أوكسفورد" قال أنّ الجانبين يدعمان ويُخطئان في
نهاية المطاف. ليست هذه هي القضية الآن، نريد أن نتحدّث عن المستقبل. خمس جولات من
المُفاوضات لم تؤدِّ إلى شيء، الآن كلام عن مجلِس سياسي جديد، كأنّ الرئيس
"علي عبد الله صالِح" وحلفاءه يؤسّسون لشرعية جديدة تُلغي عملياً
الشرعيات الأُخرى، وهناك قتال ضدّ "القاعدة" في نهاية الأمر في
"اليمن" قد يتحوّل المُجتمع الدولي كما يتحوّل دائِماً، والولايات
المتحدة الأميركية وغيرها وتعود وتقبل بهذه الشرعية. تقول لك هذا برلمان وانتخب
مجلساً سياسياً وهذه هي الشرعية وليست شرعية "هادي"، الذي أيضاً حسب
مُخرَجات المُبادرة والحوار في ما بعد تنتهي ولايته بعد سنتين عملياً. عملياً
انتهت ولايته
د. عبد الواحد الآنسي: نعم
د. خالد باطرفي: نعم، ولكن هلّ هناك برلمان؟ هلّ هناك مجال لانتخابات
عامة؟ هم الذين انقلبوا على الشرعية
د. عبد الواحد الآنسي: نعم
سامي كليب: هناك برلمان، حتّى في "لبنان" كم مرّة صار مُجدِّداً البرلمان؟
يوجد برلمان
د. عبد الواحد الآنسي: لا بالعكس
د. خالد باطرفي: كيف يُمكن أن يكون برلماناً حراً وهو تحت حُكم
الإنقلابيين في "صنعاء"؟ هلّ
عُقِدَ هذا البرلمان في مكانٍ مُحايِد
د. عبد الواحد الآنسي: يا سلام
د. خالد باطرفي: وحضره الجميع سواءً الذين في "صنعاء" أو
خارِج "صنعاء"؟ أم أنه برلمانٌ مُخصّص
د. عبد الواحد الآنسي: في "الرياض"
د. خالد باطرفي: لأولئِك الذين يعيشون في "صنعاء" وتحت حُكم
الإنقلابيين؟ هذا لا يُمكن أن يكون. ثمّ أنه تقول فقط "السعودية"
و"مصر". أولاً الجامعة العربية أصدرت بيان تأييد للحكومة الشرعية
د. عبد الواحد الآنسي: عفواً
د. خالد باطرفي: ثانياً الأُمم المتحدة ومجلِس الأمن والمُجتمع الدولي
رفضوا هذا المجلِس السياسي واعتبروه تعطيلاً وإنقلاباً على مُفاوضات السلام، ولم
تعترِف به إلاّ "إيران". فالعكس صحيح، ليست دول عدة هي التي ضدّ لكن
دُوَل عدة هي التي مع
د. عبد الواحد الآنسي: عفواً
د. خالد باطرفي: كم دولة في العالم أعلنت تأييدها لهذا المجلِس
سامي كليب: سيّد "الآنسي" عليك أن توقِف هذه المُشاغبة علينا قليلاً.
أُستاذ "فيصل جلول" تأخّرنا عليك. سأُعطيك الكلام، والله سأُعطيك الكلام
د. عبد الواحد الآنسي: أخي العزيز، بدلاً
سامي كليب: تفضّل، تفضّل
د. عبد الواحد الآنسي: أنا لا أرى أنك ستعطيني الكلام أساساً
سامي كليب: تفضّل هيّا تفضّل، قل رأيك وسأُعطي بعدك الكلام لـ "فيصل
جلول"
د. عبد الواحد الآنسي: أنا أُريد أن ننتقل إلى نُقطة أُخرى. سأردّ على هذه
النقاط من أجل أن ننتقل إلى نقطة أُخرى
سامي كليب: تفضّل
د. عبد الواحد الآنسي: قصّة الدستور
سامي كليب: هل تأتي إلى مكاني لتدير الحوار؟ تفضّل
د. عبد الواحد الآنسي: اسمح لي، نعم، نعم، ألله يُبارِك فيك. كان الأساس
للدستور أن يتمّ في أول يومٍ يُعيِّن فيه الرئيس تشكيل لجنةٍ لصوغ الدستور سواء كانوا
يريدونه نظاماً برلمانياً أو نظاماً رئاسياً، ثمّ يُعرَض على الشعب للإستفتاء وهذا
لم يتم إطلاقاً. الموضوع الثاني، البرلمان لا ينتهي وهو ليس بسلعة. ليس سلعة كعلبة
الفول أو علبة كذا وسينتهي البرلمان. متى انتهي أي برلمان في العالم؟ جاء
الكونغرِس في لبنان لعشرين سنة. البرلمان لا ينتهي إلاّ بإنتخاب برلمانٍ جديد،
وبالتالي لا ينتهي البرلمان وهو ليس سلعة
د. حميد بن يحيى الشجني: ولم يتم الإنتخاب
د. عبد الواحد الآنسي: لا، الإنتخاب موجود، الإنتخاب سيتم عندما
د. حميد بن يحيى الشجني: لم يتم الإنتخاب لبرلمان جديد
د. عبد الواحد الآنسي: من الذي رفض الإنتخاب؟ هلّ دعا أساساً
"هادي" أو من كان معه إلى الإنتخاب؟
د. حميد بن يحيى الشجني: يا عزيزي قبل الحرب، قبل الحرب، قبل الحرب بعشر سنوات
د. عبد الواحد الآنسي: يا عزيزي، يا عزيزي، ألله يُبارك فيك تعثّر
د. حميد بن يحيى الشجني: لحظة، لحظة، قبل عشر سنوات من الحرب
د. عبد الواحد الآنسي: تعثّر الإنتخاب، لحظة يا عزيزي لحظة، تعثّر الإنتخاب، عزيزي
طبيعي تعثّر الإنتخاب، هكذا الدستور. إذا تعثّر الإنتخاب يستمرّ المجلِس حتّى
يُنتَخب مجلسٌ غيره إذا كانت هناك ظروفٌ منعت إجراءه
د. حميد بن يحيى الشجني: عُثِّر الإنتخاب، عُثِّر
د. عبد الواحد الآنسي: إقرأ الدستور. هذا دستور الجمهورية اليمنية مُستفتى عليه
شعبياً وأنتم تقولون لا يوجد دستور، هذا شأنكم
د. حميد بن يحيى الشجني: عُثِّر، "خالد"
د. عبد الواحد الآنسي: عزيزي، البرلمان كما أقول لك ليس علبة فول، البرلمان إنتخاب
دستوري شعبي لا يستطيع أن يُغيِّره إلاّ الشعب بارك الله فيك. يا عزيزي، نعم نحن
في إنتظار أن تتم إنتخابات. الآن الإنتخابات ستتم، والذي يُريد أن يُشارِك أهلاً
وسهلاً به، لكن لن يأتي أحد من نظام " آل سعود" ليُشارِكنا، لن يُشارِك
إلاّ اليمنيون في الإنتخابات في الأساس
د. حميد بن يحيى الشجني: هذا كلام سليم
د. عبد الواحد الآنسي: وبالتالي نحن نريد الآن أن نتحدّث ونقول، البرلمان هو
برلمان، إسم البرلمان يمني، ليس برلماناً سعودياً يمنياً بل برلماناً يمنياً، جميع
مَن فيه يمنيون خُلّص، من العربِ الأقحاح الذين لا يحتاجون بلا شك إلى وضع الأيادي
على الصناديق
سامي كليب: سيّد "الآنسي، أطِل بالك يا رجل
د. عبد الواحد الآنسي: نعم
سامي كليب: أطِل بالك، نريد أن نفهم قليلاً في الحلقة لو سمحت. أُستاذ
"فيصل"
فيصل جلول: نعم
سامي كليب: استمع إلى ما يقوله الرئيس اليمني "علي عبدالله صالِح" لحظات،
ونُريد أن نُعلِّق على ذلك. هلّ هناك تحوّل حيال موقف المملكة العربية السعودية،
نعم أم لا؟ نستمع إلى ما يقول عن الحوار مع المملكة
علي عبدالله صالِح – الرئيس اليمني السابق: علينا أن نتحاور مع الشقيقة الكُبرى المملكة العربية
السعودية وليس مع دول التحالُف. ما دول التحالف إلاّ من اتّبع نداء المملكة العربية
السعودية ومكانة ووجاهة المملكة العربية السعودية، فاستجابوا لهذا النداء واعتدوا
علينا. سيكون لنا حسابات أُخرى مع أشقائنا في الوطن العربي الذين اعتدوا علينا
وقتلوا أطفالنا ونساءنا وخرّبوا منازلنا ومصانعنا وجامعاتنا وأسواقنا. سيكون لنا
حساب يوم الحساب. نحن جاهزون للحوار المُباشر مع السعودية سواء في "سلطنة
عُمان" أو في الكويت الشقيق أو في أيّ مكانٍ يريدونه. إذا وقفت الحرب وفُكّ
الحصار ومُنِع الزحف على المُدن وتوقفت الإمدادات فنحن على استعداد للحوار
سامي كليب: أُستاذ "فيصل"، مسألتان، الأولى يتحدّث الرئيس "علي عبد
الله صالِح" كما كان يتحدّث في أوج سياسته أو سُلطته. الأمر الثاني، كأنه
هناك مدّ يدّ للسعودية جديد. هلّ هناك تحوُّل في موقف الرئيس "صالِح"؟
فيصل جلول: واضح أنّ هناك سقفاً للحرب التي استؤنِفت الآن. هذا السقف هو حوار مُباشر
مع المملكة العربية السعودية، وبالتالي إلغاء ما شغل العالم خلال سنة ونصف السنة
عن شرعية الرئيس "هادي" وعودة الرئيس "هادي". واضح تماماً أنّ
الرئيس السابق السيّد "علي عبد الله صالِح"، كما "أنصار الله"
في الوقت نفسه، يضعون سقفاً جديداً والتحاور مباشرةً مع المملكة، والإتفاق مع
المملكة على سياسة مُشتركة تحمي حدود المملكة وحدود "اليمن" وتكون فيها
ندّية وشيء من هذا القبيل
سامي كليب: ما الذي تغيّر؟ لماذا الآن سمِعنا هذا الخطاب وليس قبل ستة أشهُر مثلاً؟
فيصل جلول: أنا كنتُ أريد أن اُشير إلى نُقطة منذ بداية مداخلتي الأولى، وهي أنني
كنت، قبل شهرين أو شهرين ونصف الشهر تقريباً، قد استمعت في جلسة طويلة إلى أحد
كبار المعنيين في هذه المُفاوضات. وقال لي حرفياً أنّ الإتفاق جاهِز، وأنّه
أُلغِيَت مسألة ستة أقاليم وأنّ الحلّ المُقبل سيكون بالإستناد إلى إقليمين في
"اليمن" وإلى مُصالحة داخلية وشيء من هذا القبيل، وأنّ هناك خلافاً فقط
على كيفية إخراجه. الواضح أنّ هذا الإتفاق كان قائِماً وعبّر عنه مراراً مبعوث
الأُمم المتحدة وأطراف عديدة، لكن ما تبيّن لاحقاً أنّ المملكة العربية السعودية
كانت تُراهِن على إطالة التفاوض وعلى إدخال المُفاوضات في نفق طويل بحيثُ تراهِن
على إحداث انشقاق بين الرئيس "صالِح" وبين "الحوثيين"، طرفٌ
يضرب طرفاً، وفي هذه الحال تربح الحرب وتُقيم النظام الذي يُناسبها في
"اليمن". إذاً، كانت المُفاوضات لهدف تكتيكي وليست لهدفٍ إستراتيجي. كان
واضحاً أنه خلال الفترة الماضية، تحالُف الرئيس "صالِح" و"أنصار
الله" تمكّن من إعادة تسليح نفسه ومن إعادة تكوين
سامي كليب: أُستاذ "فيصل"، هلّ يُريد الرئيس "صالِح" أن يقول
الآن، " أنا الشرعية، وهذا مجلِس النواب اليمني منح المجلِس السياسي الشرعية.
تعالوا لنتفاوض"، وأنه في النهاية لن ينتصِر طرف على الآخر لأنه لو هو أيضاً
انتصر لما ذهب للتفاوض مع المملكة العربية السعودية
فيصل جلول: بطبيعة الحال. هذا السقف الحرب هي التي وضعته، مُجرّد اختيار المخرَج
السياسي الجديد عبر مجلِس النواب معناه وضع شرعية جديدة للحرب الراهنة الآن تحت
هذا السقف، ومُطالبة "السعودية" بالإعتراف بهذا التغيُّر. وإن لم تعترِف
فالحرب قائِمة. والآن واضح تماماً أنّ طبيعة الحرب تتناسب مع هذا التطوّر. من جهة
السعوديين يُحاولون تحريك جبهة " مأرِب - الجوف – فرضة نهم" في اتجاه
"صنعاء"، وواضح من جهة أُخرى أنّ "أنصار الله" والجيش اليمني
يتوغلون في عُمق جنوب المملكة، وهناك كما قرأت خبراً في إحدى الصحف الأجنبية يقول
بأنه هناك تفكيراً بقطع طريق "جيزان – جدة" والتدخّل في هذا الإطار،
وبالتالي التصعيد يكون من هذه الجهة ومن الجهة الأُخرى. إذاً، نحن أمام حال جديدة،
أمام مُعطى جديد، هذا المُعطى الجديد له معنى واحِد، إتفاق مع
"السعودية" مُباشرةً يُنهي الحرب ويضمن للطرفين مصالِحهما أو استمرار
الحرب وتكون حرب استنزاف طويلة خاصّةً أنّ المملكة كما نعرِف تخوض اليوم ثلاث حروب
وليس حرباً واحدة في "اليمن" تخوض حرباً، لحظة
سامي كليب: تفضل
فيصل جلول: تخوض حرباً ضدّ تحالُف أنصار الله والرئيس "صالِح" وحرب أُخرى
ضدّ "داعش" والإرهابيين في المناطق الجنوبية، وحرب ثالثة في الجنوب.
إذاً، هذه الحروب الثلاث على قاعِدة وضع اقتصادي في السعودية إُعلِن منذ أيام عن
عجز في الميزانية بقيمة 80 مليار دولار، وهناك حرب أسعار النفط التي تخوضها
"السعودية". إستراتيجية الإستنزاف التي أعلن عنها الرئيس
"صالِح" قد يكون لها هذا المعنى، معنى إمّا تفاوض وإما حسم الأمور على
الأرض
سامي كليب: أوكي، الجزء الآخر من كلام الرئيس "علي عبد الله صالِح"، وهنا
سأُعطي الجواب للدكتور " باطرفي"، يتحدّث فيه عن "إيران"
وفعلاً هنا أيضاً كلام لافِت، نستمع إليه
علي عبدالله صالِح – الرئيس اليمني السابق: إذا كانت ذريعة "السعودية" أنّها تتّهمنا بالشيعة
فيا ليتنا كنا شيعة، نحن نمدّ أيدينا إلى "إيران"، يا "إيران"
تعالوا نتفاهم معكم ولا تريدون. لا دعمتمونا سياسياً ولا اقتصادياً بل دعمكم
معنوي، فقط إعلامياً". لا بأس، نحن لسنا في حاجة إلى دعم أحد، اتركونا وشأننا
ونحن نُرتِّب أنفسنا
سامي كليب: يقول طلبنا دعماً من "إيران" ولم تقدّم دعماً، لا نريد دعماً
من أحد، اتركونا وشأننا. كلام جديد
د. خالد باطرفي: رجلٌ المُتناقضات. أنا أتمنّى لو يكتُب خطاباته بدل أن
يُلقيها لأنه يوقع نفسه أحياناً في تناقضات كبيرة. الخطاب اليمني الآن أو الخطاب
الحوثي، خطاب التمرّد والانقلابيين دائماً هذه قضية يمنية وأنتم ما دخلكم.
الأُستاذ " عبد الواحد الآنسي" في "المؤتمر الشعبي الذي يرأسه
الرئيس "علي عبد الله صالِح، وهو يقول طوال هذه الحلقة، "ما دخل
السعودية، هذه قضية يمنية نحلّها بيننا وبين بعضنا البعض". وفي نفس الوقت
يأتي رئيسه ويقول أنّ هذه قضية بيننا وبين "السعودية" ونريد
"السعودية" أن تتفاهم معنا، لا نريد أن تدخل الحكومة اليمنية على الخطّ،
هذه قضية بيننا وبين "السعودية" وليست قضية يمنية – يمنية. فهذا التناقض
في الحقيقة مُتعِب بالنسبة إلينا لرصد الفكر في بلاد هي بلاد الحِكمة، والحِكمة
يمنية
سامي كليب: دكتور "باطرفي"، بعيداً عمّا تصفه بالتناقض
د. عبد الواحد الآنسي: دعني أردّ عليه
سامي كليب: لا لا، أطِل بالك. أُستاذ "الآنسي" دقيقة وأُعطيك الكلام،
وهناك الدكتور "حميد" أيضاً تأخّرنا عليه. الآن، بعيداً عن هذه المسألة،
الرئيس "علي عبد الله صالِح" يقول لـ "السعودية" "تعالوا
نتفاهم وأنا عندي الآن 150 أو أقلّ أو أكثر بقليل من النوّاب يسيرون في شرعية مُعينة
وبأنّ الحرب لم تؤد إلى شيء لا من قِبلِكم ولا من قِبَلنا. والدليل أننا ما زال
عندنا على الحدود حرب وفي الجنوب حرب وفي الداخل حرب. هلّ توجد إمكانية في أنّ
"السعودية" الآن تتجاوب مع هذا المطلب؟ خصوصاً أننا نذكُر أنه حين توفلى
الملك ذهب وفد من الحوثيين أيضاً وشارَك في الجنازة. بمعنى كانت هناك مُبادرات
للتقارب في لحظة مُعينة؟
د. خالد باطرفي: أولاً، بصفته مَن؟ هو حتّى الآن لم يُحدّد الصفة
سامي كليب: الرئيس "علي عبد الله صالِح"؟
د. خالد باطرفي: نعم، بصفته الرئيس المخلوع أو بصفته رئيس "حزب
المؤتمر" أم بصفته شريكاً مع المجلس السياسي
سامي كليب: في رأيك، من دون الرئيس "علي عبد الله صالح" وجيشه هل كان
استطاع في اليمن أن يقاوم حتّى الآن؟
د. خالد باطرفي: لا، هو الآن يريد أن تذهب "السعودية" وتتحدّث
معه. ليُحدّد أولاً الصفة التي نتحدّث معه بها، بأية صفة؟
سامي كليب: في المجلس السياسي
د. خالد باطرفي: هو في بداية الأحداث كان يقول أنا ليس لي أية
علاقة
سامي كليب: شكّل مجلساً سياسياً
د. خالد باطرفي: أنا رئيس حزب وأنا ليس لي علاقة وأنتم مشكلتكم مع
"اللجنة الثورية"
سامي كليب: عال، شكّل مجلساً سياسياً الآن وعنده دعم من النواب وعنده شرعية عسكرية
على الأرض
د. خالد باطرفي: ليس هناك رئيس لهذا المجلِس السياسي الذي شكّلوه.
طبعاً رفضه العالم كلّه وليست "السعودية فقط، العالم كله رفض هذا المجلِس ولكن
أليس له رئيس؟ لماذا لم يتحدّث هذا الرئيس؟ ثمّ ما هو دور "عبد الملك
الحوثي" إذا كان هو يريد أن يتكلّم معنا، و"عبد الملك الحوثي" يريد
أن يتكلّم على انفراد. المُباحثات التي تمّت كما ذكرت، الوفد الحوثي جاء من الحوثيين
وطلبوا التهدئة على الحدود وتبادلوا الأسرى والجُثث وتمّ توقيع اتفاق، ثمّ انقلبوا
عليه كالعادة. أولاً هؤلاء لا أعداء لهم ولا ذمّة، لا تستطيع أن توقِع معهم أيّ إتفاق،
سبق وأن وُقعَ إتفاق وانقلبوا عليه. "علي عبد الله صالح" نفسه سبق أو
وقّع اتفاقات مع "السعودية" ومع "مجلس التعاون الخليجي" ومع
الأُمم المتحدة وغيرها وانقلب عليها. فأنا لا أعرِف
سامي كليب: هلّ يُمكن أن تستمر الحرب دكتور "باطرفي" إلى ما لا نهاية؟ حتّى
الآن، عام ونصف العام من الحرب لم تؤدِّ عملياً إلى قلب التوازنات. لا يزال القتال
مستمراً، وحتى عند الحدود، الأخبار من اليوم أن الحرب لا تزال عند الحدود، حتّى
داخل مناطق "السعودية". هلّ ستستمر الحرب إلى ما لا نهاية. ربما فتح
الرئيس "علي عبد الله صالِح" كوّة في الجدار ويقول تعالوا لنتفاهم، وفي
النهاية أنت لا تتفاهم مع صديق لك أو حليف، تتفاهم مع خصم
د. خالد باطرفي: هم يُصرّون على أنّ هذه قضية يمنية
و"السعودية" وغيرها ليسوا طرفاً فيها، فلماذا لا يستمرون على هذا المنطق
ويتحدّثون مع الحكومة اليمنية الشرعية المُنتخبة المُعترف بها من العالم كلّه؟
يتحادثون في ما بينهم، يمنيون مع يمنيين. أتذكر أنت زمان، عندما كانت الإشكالية
قبل إقامة الجمهورية بين الملكيين والجمهوريين؟ كان الحوار بينهم سواء كان هناك مَن
يدعم، نعم "السعودية" كانت تدعم الملكيين و"مصر" كانت تدعم
الجمهوريين، ولكن الحوار كان بين اليمنيين، وهم الذين خرجوا بقرارات. هم الذين
اجتمعوا في "صنعاء" وخرجوا بمُخرجات الحوار الوطني. فليرجعوا إلى هذا الإتفاق
سامي كليب: دكتور "حميد" قبل "الآنسي"، دكتور "حميد"
وبعده " السيّد الآنسي". يوجد تقرير للتقييم المبدئي للأضرار
والاحتياجات ذكرته وكالة "رويترز" وشارك في إعداده البنك الدولي والأُمم
المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية والإتحاد الأوروبي يقول:
إن الحرب كبّدت
"اليمن" حتى اليوم أكثر من 14 مليار دولار بين أضرار مادية وخسائِر
اقتصادية
هناك أكثر من ستة آلاف
وخمسمئة شهيد ونحو مليون ونصف مليون يمني يعيشون كالمُشردين، مليونان ونصف المليون
تقريباً
نحو 900 مؤسسة طبية ونحو
700 مؤسسة للخدمات الطبية والتطعيم لم تعُد صالِحة
التقارير الطبية تتحدّث عن
إنعدام الدواء لأكثر من عشرة آلاف مُصاب بالسرطان والأورام الخبيثة
حسب وزارة التعليم اليمنية
هناك أكثر من 671 مدرسة اُصيبت بالأضرار وتحتاج إلى أكثر من 269 مليون دولار
سامي كليب: واضح أنّ كلّ طرف يحتاج إلى حلّ سياسي. ما عاد أيّ طرف، لا
"السعودية" ولا في "اليمن" يستطيعون الانتظار طويلاً في هذه
الحرب المجّانية والتي لا طعم لها من الأساس. هلّ ما طرحه الرئيس "علي عبد
الله صالِح" قابِل للواقع، للمنطق، أن يؤسّس لمرحلة مُقبلة مع
"السعودية" مثلاً؟
د. حميد بن يحيى الشجني: أنا أعتقد أنّ ما طرحة يُمكن أن يكون سليماً وواقعياً في
حال واحدة، إذا بدأ من الداخل. البدء من الداخل وإبداء حسن النوايا بإطلاق
المُعتقلين والسجناء السياسيين وأصحاب الرأي الآخر وتوحيد الشارِع. بمعنى أصحّ،
توحيد جميع الأحزاب تحت راية يمنية واحدة وعدم مُعاداة أحد والبُعد عن الخطاب
الطائِفي أو الخطاب التعبوي المقيت من الجانبين أقولها هنا. في المُقابل أقول
أيضاً، الإخوان في ما يُسمّى بالشقيقة السعودية أخطأوا خطأً تاريخياً. نحن لم
نؤيِد الحرب من قبل اندلاعها وكنّا نُحذِّر منها، ودور المملكة كان في السابق
دائِماً يتِم عن طريق استرضاء الأقطاب وتجميع المتخاصمين والمثول كمثال الأخ
الأكبر الذي يحتكم إليه اليمنيون من جميع الطوائِف والأعراف. لمّا دخلت
"السعودية" في الحرب صُنِّفت كطرف، كطرف مُشارِك في الاعتداء على
"اليمن"، وهذا كان الخطأ التاريخي الذي ارتكبته "السعودية".
فعملياً الآن ليس هناك من حلّ غير التفاوض، التفاوض إذا أصبح "علي عبد الله
صالِح" عنده القابلية والقُدرة على التصالُح مع إخوانه في الداخل أولاً. فلا
يجب أن ننظر إلى الخارِج والداخل مُعبّأ. الأن المناطق التي يتمّ استهدافها أو
حرقها كثيرة. هناك "البيضاء"، هناك "تعِز"، إذا استطاع هو
أولاً أن يُطلِق السجناء السياسيين ويُبدي حسن النية وأن يمُدّ يده إلى جميع
الأحزاب وأن يلتف الشعب حوله، حينها "السعودية" أعتقد ستكون راضِخة
للأمر الواقع وستمُدّ يد التصالُح. أمّا الآن هناك في الجانبين، المشكلة والطامة
الكُبرى أن كلا الجانبين يدّعي أنه سيستطيع الحزم، وهذا مُستحيل في نظري
سامي كليب: صحيح
د. حميد بن يحي الشجني: حتّى لو استطاع الحلفاء دخول "صنعاء" فستظلّ
"صنعاء" مثل "بغداد"
سامي كليب: أوكي
د. حميد بن يحيى الشجني: “بغداد" يا عزيزي، منذ أن سقطت في يد الأميركيين إلى
حد الآن، انفجارات يومية، والدخول إليها بتصريحات وما إلى ذلك. فنحن لا نُريد
"صنعاء"، وقلناها مراراً وتكراراً، لا نُريد "صنعاء" أن تكون
بمثابة "بغداد". نريد التصالُح السياسي هنا قبل أن تزداد التعقيدات. ما
يحدث الآن في المملكة مأساة بكلّ معنى الكلمة، نُهاجِم إخواننا في المملكة وفي
القدر نفسه مأساة لـ "السعودية" التي تُهاجِم اليمنيين منذ سنة ونصف السنة
سامي كليب: أوكي دكتور "حميد"، دعنا نستمِع قبل أن نُشاهِد، اسمح لي لأننا
نُشارِف على القسم الأخير من البرنامج للأسف. لكن بشكلٍ سريع، تفضل
د. حميد بن يحيى الشجني: النقطة الأساسية هنا أنّ الكلّ الآن اشترك في حرب
"اليمن"، بما يُسمّى بالتحالف وخلافه. الآن "اليمن" دُمِّر
وبالنسبة إلى اقتصاديات تلك الدول أصبح الآن في مستوى لا يُرثى عليه، فمن سيقوم
بإصلاح ما دُمِّرَ في "اليمن"؟ هلّ هناك مشروع "مارشال" كما
حدث في "أوروبا"؟ للأسف، العرب ليسوا متجّهين في غير مسار الدمار وهذا
ما يُقلقنا ويؤرِّق نومنا. شكراً أخي "سامي"
سامي كليب: لم ننتهِ بعد، ستبقى معنا دكتور "حميد" ولكن بعد السيّد
"الآنسي" سنُشاهِد خارطة عن المناطق الباقية عسكرياً في حال قرّر
التحالف بقيادة "السعودية" مثلاً الوصول إلى "صنعاء" في
الحرب، لو فشِلَت كلّ المُفاوضات وعُدنا إلى منطق الحرب أكثر من التفاوض السياسي
وإن شاء الله لا. عندها سيشرح لنا الأُستاذ "فيصل" حول هذه الخارطة بعض
الأمور. سيّد "الآنسي"، تفضّل، لك التعليق
د. عبد الواحد الآنسي: أولاً أردّ على أخي العزيز عندك، عندما قال أن الزعيم
"علي عبد الله صالِح" رئيس الجمهورية السابق، "رئيس المؤتمر الشعبي
العام" قد وقّعَ مع "السعودية" عدّة اتفاقات ونقضها، أنا لا أعرِف
عن أية اتفاقية يتحدّث. لا يُمكن أن تكون هناك اتفاقية وقّعها الزعيم "علي
عبد الله صالِح" مع المملكة ونقضها إطلاقاً، أنا لا أعرِف عن أيّة اتفاقيات
يتحدّث. الموضوع الثاني، أُصحح له معلومة تاريخية. عندما قال أنّه مع الملكية تفاوضنا
مع اليمنيين، لم تنجح أيّة مُفاوضات آنذاك مع اليمنيين، تمّ التفاوض مع المملكة
العربية السعودية، تمّ التفاوض بين اليمنيين والسعوديين واتفقوا على نقاط مُعينة
وخرجت البلاد. الموضوع الآخر، الأخ العزيز يقول أنّه نحن عندما نقول، ما شأن
"السعودية" في "اليمن" حتّى تتزعّم هذه الحرب؟ ما هي علاقتها
في "اليمن" حتّى تتزعّم هذه الحرب؟ لماذا تقتلوا الأطفال والنساء
وتشترون ضمائِر العالم بالريال السعودي من دون رحمة؟ الريال السعودي استطاع أن
يغزوا جميع المنظّمات الدولية والمؤسسات الدولية التي لم تقُم بواجبها. الأمين
العام للأُمم المتحدة يظهر أمام عدسات التلفزة بكلّ جرأة ويقول، " ضغطت عليّ
المملكة، ضغطت علينا بقطع المعونات التي تُقدّم أساساً كنفقات تشغيل للأُمم
المتحدة، هدّدت بقطعها ما لم تُسحّب من قائِمة الأطفال والنظام السعودي ارتكب في حقّ
اليمنيين عدة قوائِم سود، ليس فقط في الأطفال، في الأطفال، في النساء، في البشر،
في الشجر، في الحجر، في المدنيين. أمّا ما يتعلّق بما ينبغي، أنا أريد أن نحترم
بعضنا البعض لأنّ الداخل اليمني هو شأنٌ يمني. سنتصالح في ما بيننا في
"اليمن" والجميع سيجلسون على طاولة واحدة في "اليمن" واليدّ
ممدودة لكلّ القوى السياسية داخل "اليمن"
سامي كليب سيّد "الأنسي"، لماذا الآن، اسمح لي لأنّ، ولو بشكلٍ سريع، ما
تتفضل به صار لنا سنتان نسمعه من الأطراف، كلّ طرف يُحمِّل الطرف الآخر المسؤولية.
ولكن السؤال ولو بشكلٍ سريع لو سمحت لأنّنا شارفنا على نهاية البرنامج. لماذا الآن
الرئيس "علي عبد الله صالِح" مدّ اليدّ إلى "السعودية"، ماذا
يُريد بالضبط؟
د. عبد الواحد الآنسي: يا أخي العزيز، اليدّ ممدودة من أول يوم من عاصفة
الريال السعودي، وهو يقول في كلّ خطاباته، "نحن نمدّ أيدينا إلى الشقيقة
الكُبرى للسلام"، لأنها هي التي تقود الحرب وهي التي تفتعلها
سامي كليب: هذا ليس موقفاً جديداً في رأيك؟
د. عبد الواحد الآنسي: ليس موقفاً جديداً، هو من أول وهلة يقول،
"اليمنيون يمدّون يد السلام للأشقاء"
سامي كليب: عندنا فقط دقيقتان، أوكي، عندنا فقط دقيقتان، نُشاهد الخارِطة لو سمحت
لأنه يجب أن يرى الناس ما هي هذه الخارِطة. أُستاذ "فيصل" أرجو أن تشرح
لنا هذه الخارطة بالضبط وماذا تعني
فيصل جلول: هذه الخارطة تُمثِّل القبائِل الموجودة حول "صنعاء"، وبالتالي
أيّ هجوم على "صنعاء" يجب أن يأخُذ في عين الاعتبار ميزان القوى بين هذه
القبائِل. الواضح حتّى الآن أنّ الاختراق الوحيد في هذه القبائِل عسكرياً على
الأرض هو "فرضة نهم". في "فرضة نهم" وفي شمالي شرق
"صنعاء" الموجودة في رأس الخارطة
سامي كليب: أي هي هنا طبعاً
فيصل جلول: نعم. "فرضة نهم" لا تُسيطر عليها الجماعة التي تؤيِد الرئيس
"هادي" وتُسيطر هذه الجماعة على
سامي كليب: في رأيك كلّ هذه القبائِل أُستاذ "فيصل"، في رأيك كلّ هذه
القبائِل يجب أن تؤيِد أيّ دخول خارِجي من قِبَل المملكة العربية السعودية
وحُلفائِها للوصول إلى "صنعاء"
فيصل جلول: بطبيعة الحال، لأنّ هذه القبائِل تُشكِّل القسم الأساسي من الجيش اليمني
أصلاً. الجيش اليمني مُجنّد من هذه القبائِل بمعظمها، من قسم كبير منها، وبالتالي
من الصعب اقتحام "صنعاء" إذا كان لهذه القبائِل موقف آخر. فقط مُلاحظة،
الإستراتيجية العسكرية باتت واضحة الآن، لأنه يجري الحديث عن الجنرال "محسن"
وبأنه موجود في "مأرِب" لقيادة هذا الهجوم. قبل الانتقال من
"مأرِب" إلى "نهم" يجب احتلال جبل "هيلان"، وجبل
"هيلان" هو الذي يُسيطر على "مأرِب"، ويجب احتلال مُديرية
"صرواح" لأنّ مُديرية "صرواح" خلال دقائِق منها ممكن الإنتقال
إلى القصر الجمهوري حيثُ يوجد الجنرال "محسن". إذاً من الصعب جداً في
ضوء ميزان القوى العسكري الراهن على الأرض الرهان على احتمال انتصار عسكري في
"صنعاء"
سامي كليب: انتهى الوقت للأسف. أعرِف يا أُستاذ "فيصل" أنّ كلّ ضيف من
ضيوفي الكرام يحتاج إلى حلقة كاملة لكي نستنفِذ أو نتحدّث عن كلّ المواضيع. أُستاذ
"خالِد " بشكلٍ سريع، عندك أيّ تعليق في نهاية البرنامج لأنّ الوقت
انتهى
د. خالد باطرفي: نحن إمّا أن نكون صريحين مع أنفسنا وننظر إلى الواقع
كما هو، أو نستمر في العملية الدعائية السياسية وفي المُبالغات
سامي كليب: هلّ نحن أقرب إلى الحلّ السياسي أم إلى العودة إلى الحرب في رأيك؟
د. خالد باطرفي: أنا في رأيي أقرب إلى الحلّ العسكري إذا لم يحدُث
تحوّل جذري في "طهران" وهذا لا أعتقده لأن القرار ليس في
"صنعاء" و"صعدة" ولكن في "طهران"
سامي كليب: دكتور "حميد" أنت أقرب إلى الحلّ العسكري أم السياسي؟
د. حميد بن يحيى الشجني: أنا أتمنّى أن يكون الحلّ سياسياً لأنّ الحلّ العسكري
ليس فيه غالِب ولا مغلوب
سامي كليب: صحيح
د. حميد بن يحيى الشجني: بل الشعب اليمني هو الذي سيُعاني
سامي كليب: كلّنا نأمل بحلٍ سياسي. لنرى الأطفال لنفهم لماذا نريد حلاّ سياسياً وليس
حلاًّ عسكرياً لـ "اليمن"
د. خالد باطرفي: بالضبط
طفل يمني 1: الحرب ليست جميلة، خرّبت كلّ الأيام. لم نعُد نُشاهِد
أيّ شخص في الطريق ولا حتّى أيّ طفل
طفلة يمنية 1: اشتقتُ إلى والدي، اشتقت إلى أخي، اشتقتُ إلى الجميع
طفل يمني 2: لو أستطيع أن أُخاطب الحرب سأقول لها أوقفي الدمار،
توقفي عن القتل
طفلة يمنية 2: سأقول للحرب يكفي حرباً
طفلة يمنية 3: سألعب طوال النهار حتّى الغروب ومن ثمّ أدخل لأنام
طفل يمني 3: سأُصلّي كلّ نهار جُمعة بأمان، سأفعل ما أُريد، سنمشي
سامي كليب: شكراً لـ "اليونيسيف" على هذا الكليب المؤثِّر، شكراً لكم
ضيوفي الكرام، شكراً لكم أعزّائي المُشاهدين، إلى اللقاء في الأُسبوع المقبل إن
شاء الله في حلقة جديدة من "لعبة الأُمم" على قناة "الميادين"