رامي الحمد الله - رئيس الوزراء الفلسطيني
نص الحلقة
ناصر اللحام: مشاهدينا الكِرام، إخوتي وأخواتي، أسعد الله أوقاتكم.
باسم الله هادينا وبارينا
باسم الله راعينا وحامينا وباسم الله يا نابلس، نابلس يا إسماً تسامى يا انفتاح
الباب في وجه اليتامى، ومن غزّة إلى الضفة شعبٌ واحد وهمٌّ واحد وحكومة واحدة
ووزير داخلية واحد، ولكنّ الغرب عكس الشرق أحياناً.
كيف المُقدّمة دكتور رامي؟
رامي الحمد الله: ممتازة، جيّدة.
ناصر اللحام: مُقدّمة نقول لرئيس الوزراء وزير الداخلية، ونقول لأهلنا وشعبنا في داخل
الوطن وخارج الوطن، في غزّة وفي الضفة، في القدس الحبيبة، نقول هذا اللقاء الهام
لأنه يأتي مع تفاعلات الأوضاع في المدن الداخلية الفلسطينية، نتحدّث عن السلم الأهلي
وعناوين كثيرة بودي أن أسألك في قسمين، قسم كدولة رئيس الوزراء دكتور رامي الحمد الله،
وقسم كوزير الداخلية، كمسؤول عن الأمن وأمن المواطن والأمن الفلسطيني بشكل عام.
سأتحدّث أولاً عن قطاع غزّة،
لك زيارة أخرى سمعنا إلى قطاع غزّة. كيف علاقتك مع حماس؟ نقطة، وإذا سألتني رأيي
قبل أن أسألك حتى لا يكون السؤال غبناً، أراها هادئة، علاقة هادئة، ليست سلبية.
كيف علاقتك مع حركة حماس؟ وماذا في جدول زيارتك القادمة إلى غزّة؟ وكيف كوزير
داخلية تتعامل مع الشرطة، مع الأمن؟ هل هناك أمن وقائي مخابرات؟ لا، هناك دفاع
مدني، هناك شرطة وهناك أجهزة أمنية، كيف تتعامل معها؟
رامي الحمد الله: أولاً أنا رئيس حكومة وفاق وطني، مفروض علاقتي تكون مع الجميع منفتحة،
وهذا يتهيّأ لي في صُلب عملي الواقعي. أنا أخدم فلسطين، أهتم بكل الشعب الفلسطيني
وعندما نقدّم خدمات سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزّة أو القدس الشرقية نحن نقدّمها
لكل أبناء فلسطين وهذا واجبنا. قد تكون هنالك عقبات، اعتراض هنا وهناك، هذه
موجودة، لا ننكر أنه في قطاع غزّة هناك عقبات كبيرة. تحدّثت عن الأمن، في الواقع
لا سيطرة لنا على الأمن، وأنا تحدّثت بهذا في كثير من المرّات، الأمن في قطاع غزّة
لا يخضع للحكومة الفلسطينية على الإطلاق، لا المخابرات ولا الأمن الداخلي ولا
الدفاع المدني، كلّه مرتبط بحركة حماس ووكلاء الوزارات السابقين في حكومة حماس
الذين يديرون الأمور، حكومة الأمر الواقع هي وليست حكومة الظل، أنا بدلت المفهوم،
هي حكومة أمر واقع موجودة في قطاع غزّة وتشرف على كل الأمور في قطاع غزّة.
أخ ناصر نحن ننفق حالياً
شهرياً في قطاع غزّة 440 مليون شيكل، حماس تجبي ما بين 100 و150 مليون شيكل كضرائب،
تأخذها هي ونحن ندفع النفقات، ودخلنا كله من قطاع غزّة لا يتعدّى 20 مليون شيكل
شهرياً، ورغم هذا، عندما تتحدّث عن إعادة الإعمار وهذا من المهم أن يشهده المواطن
الغزّاوي ويعرفه، نحن جئنا بعد حرب 2014، ورثنا ثلاث حروب 2008 و2012 و2014، عندما
أعددنا تقرير لجنة الإعمار وذهبنا إلى مؤتمر القاهرة في 12- 10 2014 والدول
المانحة تعهّدت وتذكر أنت، أعتقد أنك كنت موجودًا، 4 فاصل 9 مليار دولار، لم يأتِ
منها لغاية الآن إلا 36 بالمئة فقط، والواقع هناك دول لم تدفع أي فلس، ورغم هذا،
أتحدّث لك عما فعلناه بالإعمار لوحده. الآن لدي من أصل 11000 منزل هُدِم كلياً أخ
ناصر، 11000 منزل هُدِم كلياً، الآن لدي 6820 منزلاً إما انتهى بناؤها أو في طور
البناء من أصل 11000، تصوّروا، لو الدول التي تعهّدت أعطتنا ما تعهّدت به كنا
أنهينا ملف الإسكان، حوالى 110000 منزل مُدمّر جزئياً أعدنا بناءه وعاد أصحابه
إليه، انتهى العمل بنسبة 95 بالمئة بشركة الكهرباء، شركة المياه ذات الأمر، القطاع
الصحي نحن مَن يشرف عليه وكذلك القطاع التعليمي نحن مَن يشرف عليه، نحن مَن يدفع
كل شيء من النفقات في غزّة، حتى فاتورة الكهرباء، أنت تعلم دكتور أنّ إسرائيل
تقتطعها من المقاصّة الخاصة بنا، كلّ شهر لدي نفقات كهرباء لقطاع غزّة 80 مليون
شيكل، من الخزينة، سواء الإعفاء الضريبي أو ما تأخذه إسرائيل، إسرائيل تأخذ شهرياً
ما بين 45 لـ55 مليون شيكل على خط يسمونه 761، تعطي منه غزّة 120 ميغاوات لقطاع غزّة،
وأيضاً نحن مسؤولون عن الخط المصري الذي يأتي من رفح، نحن ننفق وكل هذا واجب وطني،
لدينا الآن أكثر من 65000 موظف مدني وعسكري في قطاع غزّة ندفع رواتبهم وهذا
واجبنا.
ناصر اللحام: أنت تدفع رواتب 65000 موظف في قطاع غزّة؟
رامي الحمد الله: نعم، في قطاع غزّة، ندفع رواتبهم كاملة.
ناصر اللحام: تدفع لـ65000 موظف؟
رامي الحمد الله: بالتأكيد، هؤلاء لا يعملون، طُلب منهم في عام 2007 أن يبقوا جالسين في
منازلهم، والواقع أنّهم بقوا جالسين.
ناصر اللحام: كان قراراً خاطئاً؟
رامي الحمد الله: أنا برأيي إن سالتني بصراحة، نحن نتحدّث بصراحة، ومعروف أني أتحدّث بكل
صراحة، نعم، كان قراراً خاطئاً.
ناصر اللحام: أخطأنا.
رامي الحمد الله: وهذا ما سمح لحماس لتقوّي نفسها، بصراحة، أخطأنا، واعتقد أن هذا من المتأخّر
أن نتحدّث به، وعبر هذا المنبر اليوم أنا أناشد وأطلب من حركة حماس أن يستغلوا
المبادرة التي تقدّم بها فخامة الرئيس، قال لهم تعالوا نتعاون لنشكّل نحن حكومة
وحدة وطنية، وأنت تعرف يا أخ ناصر، والرئيس أبو مازن تحدّث معك كما أعرف أكثر من
مرة، والآن حماس مدعوّة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، أنا أعتقد أنّ الحل بأن
تدخل حماس هذه الحكومة وتكون جزءاً منها حتى تتحمّل مسؤولية الفراغ. دائماً دكتور
ناصر مَن يكون خارج الحكومة سهل عليه أن يتحدّث، أنت اسمع السياسيين الذين هم خارج
الحكومة، طويلة وقصيرة، أنا أحبّ أن يشارك الكل في الحكومة، كل الفصائل تشارك، لا
يكفي أن تكون خارجاً وتنتقد ومَن يُضرب ليس كمن يعدّ العُصي، على الجميع أن يشارك،
حماس يجب أن تكون جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية وكافة الفصائل، والسيّد الرئيس
قال العرض هذا لا زال قائماً على حركة حماس أن تشارك، وكما قال الأخ ابو مازن، ثم
نذهب للانتخابات.
ناصر اللحام: تتحدّث معهم؟ تتحدّث مع الأستاذ إسماعيل هنية مثلاً، يتحدّث معك؟ كيف
علاقتك به؟
رامي الحمد الله: والله أنا أتشرّف بأي شخص يتحدّث معي، ولكن لا يوجد اتصال.
ناصر اللحام: أنت وزير داخلية، في هذا الجزء، لا يتّصلون بك ولا تتّصل بهم، معاملات
مصرفية فقط؟
رامي الحمد الله: للأسف أنا ذهبت إلى غزّة عام 2014 والتقيت بالأخ إسماعيل هنية، وذهبت عام
2015 أيضاً والتقيت بقيادة حماس وتحدّثنا عن حكومة وحدة وطنية وعن أمور غزّة، ولكن
مَن يتابع أمور قطاع غزّة حالياً، لدينا خمسة وزراء من قطاع غزّة هم مَن يتابعون
أمور قطاع غزّة، والواقع حماس لا تتّصل بي ولا أعارض، ولو اتّصلوا بالتأكيد أردّ
عليهم، ولكن هم لا يتّصلون بنا وهذا يعود لهم، ولكن نحن نرحّب بأي فلسطيني يتّصل
بالحكومة ونحن على استعداد للعمل مع الجميع، ولكن أنا أقول هناك مبادرة.
ناصر االلحام: هل لك زيارة قادمة دكتور؟
رامي الحمد الله: أفكّر في الذهاب.
ناصر اللحام: قبل العيد أو بعده؟
رامي الحمد الله: والله حتى الآن نفكّر في الذهاب إلى قطاع غزّة، إن شاء الله تكون هناك
بوادر مُصالحة حقيقية، حكومة وحدة وطنية الكل يشارك فيها.
ناصر اللحام: أنت رجل أمني، كم تضع نسبة؟ هل يمكن أن توافق حماس؟
رامي الحمد الله: وبعدها نذهب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، وأنا أقول لك إذا نجحنا في انتخابات
السلطة المحلية هذه، آمل أن تكون بوابة حقيقية لمُصالحة حقيقية بين فتح وحماس. يا
أخي لا تحتاج إلى نسبة هي، أنا لا أعرف لماذا الاختلاف بين فتح وحماس، أنا شخصياً
أمضيت ثلاث سنوات في الحكومة، وأنت رجل إعلام وسياسي، أنت قل لي ما هو الاختلاف في
البرنامج السياسي ما بين فتح وحماس. لماذا هذا الاختلاف؟ إذا الأخ خالد مشعل قال
عام 2012 نحن نعترف بدولة فلسطينية بحدود 67 وقال مقاومة ماذا؟ شعبية سلمية، صح أم
لا؟ وفتح تقول ذات الكلام والفصائل تقول نفس الأمر. إذاً لماذا الخلاف وعلى ماذا؟
لماذا لا نشكّل حكومة وحدة وطنية ونجري انتخابات وانتخابات ليس لمرة واحدة? كنت أنا أمين عام لجنة انتخابات عام 2006 وكانت انتخابات حرّة
ونزيهة وديمقراطية وكل شيء، لماذا لا نجري انتخابات جديدة رئاسية وتشريعية؟ ومَن
ينجح وتحدّثت لك عن تجربة العام 2006.
ناصر اللحام: مَن ينجح الله يعينه.
رامي الحمد الله: الله يعينه ويستلم الحكم.
ناصر اللحام: انتخابات الحكم المحلي والانتخابات البلدية تُصرّ عليها أنت؟ لأني سمعت مُجدداً
حديثاً عن احتمال تأجيلها.
رامي الحمد الله: أنا أؤكّد أنه بالاتفاق مع فخامة الرئيس أبو مازن الذي أعلن قبل أن أعلن
ان الانتخابات في موعدها في 8 10 2016 وآمل أن تكون هذه الانتخابات بوابة لعملية
المُصالحة ما بين حركتي فتح وحماس وحكومة وحدة وطنية، هذا المهمّ. ولكن هذا يحتاج
إلى إرادة قوية، البرنامج السياسي واحد، مَن يقول لك الضفة الغربية تحت الاحتلال
أنا أقول لك وغزّة تحت الاحتلال، إسرائيل عندما تحاصر مليون و800000 مواطن من
أهلنا في قطاع غزّة، ولا يخرجون إلا عبر تصريح، وتعرف اجتياحات براً وبحراً وجواً،
صح أم لا؟ كم يدخلون إلى شرق خان يونس معظم الأيام؟
ناصر اللحام: ليس مطلوباً منا أن نثبت أين المُحتل أكثر، نحن كلنا.
رامي الحمد الله: كله احتلال.
ناصر اللحام: شخص يقول لك، مَن فينا مَن يتألّم أكثر؟
رامي الحمد الله: كلنا نتألّم، مَن في غزّة يتألمون وربما يتألمون أكثر منا، أنا أقول لك مَن
في غزّة يتألّم، حصار خانق قاتل، ودائماً أقول هذه جريمة إنسانية أن هذا الحصار
يستمر عشر سنوات على قطاع غزّة.
ناصر اللحام: كيف هي علاقتك بالفصائل الأخرى؟
رامي الحمد الله: ممتازة، ليس لدي أية مشكلة.
ناصر اللحام: هل تجلس معهم؟
رامي الحمد الله: مَن يطلب طبعاً أنا أجلس معه ولا مشكلة وأحضر اجتماعات منظمة التحرير مع
كل الفصائل الوطنية، بالعكس تربطني علاقات ممتازة مع الجميع، مع الجهاد الإسلامي،
مع حركة حماس، مع الشعبية، مع الديمقراطية، مع فتح، لا يوجد أي خلاف على الإطلاق.
ناصر اللحام: تجلس معهم؟
رامي الحمد الله: بالتأكيد أي شخص يطلب أن اجتمع به جاهز، أنا رئيس حكومة الشعب الفلسطيني
ولن أكون بعيداً عن الناس ومن عادتي أن أكون قريباً من الناس، وأسمع لهم ونتحاور
ونتناقش.
ناصر اللحام: هل جلست مع حزب التحرير أو لا يعترفون بحكومتك؟
رامي الحمد الله: لا والله، لم أجلس معهم، حزب التحرير لم أجلس معهم.
ناصر اللحام: أنت تطرح رؤية متفائلة جداً، تقول إنّ الانتخابات البلدية بوابة مصالحة،
بالمصطلح؟
رامي الحمد الله: آمل ذلك.
ناصر اللحام: ودقّقت بالمُصطلحات فعلاً على الطريقة الإنكليزية، دكتور لا تدع شيئاً
للفرصة أو للصحافة.
سأسألك عن المعلمين،
المعلمين قضية انتهت أو هناك تهديد بإضراب جديد أو أنا مُخطئ أم ماذا أفهم؟
رامي الحمد الله: هذا الإعلام ودورك يجب أن تتحدّث.
ناصر اللحام: أنا ما أعرفه يختلف عما تعرفه أنت، أنت تعرف أوراق ووثائق وتواقيع، أنا
أعرف ظنون؟
رامي الحمد الله: أولاً أنا عبركم أكنّ كل احترام وتقدير للمعلمين.
ناصر اللحام: أنت مُعلّم.
رامي الحمد الله: بالتأكيد.
ناصر اللحام: أنت مُعلّم أساساً والرئيس مُعلّم.
رامي الحمد الله: الرئيس أبو مازن مُعلّم وأنا مُعلّم والإخوان المُعلمون نحن نعتزّ بهم
ونرفع لهم الراية.
ناصر اللحام: يجب أن نضع لك أغنية "وأنت مُعلّم"، يحبّها الشباب.
رامي الحمد الله: الله يبقيك، ونحن عام 2013 وقّعنا معهم اتفاقًا تاريخياً عندما تسلمت
الحكومة لأنني أؤمن أن المعلم يجب أن يُنصَف، وقبل أسبوعين وقّعت معهم أيضاً اتفاقاً
تاريخياً، وبهذا الاتفاق تعهدنا بدفع بقية المستحقات وبالمناسبة دفعت بالأمس،
الحمد لله. الآن ليس لديهم علينا أي مبلغ، أدّينا كل الحقوق كاملة. كانوا يتحدّثون
عن فتح درجات البكالوريوس، فتحناها، الدبلوم ينتظر مرسوماً من فخامة الرئيس
لفتحها، ومطلع السنة المقبلة هناك خمسة بالمئة زيادة على رواتبهم كما أعلن فخامة
الرئيس، ونحن الآن لا يوجد أي خلاف بيننا وبين اتحاد المعلمين. ولكن يبدو أنّ هناك
حركة تدور داخل المعلمين بإنشاء جسم نقابي أو نقابة، نحن لسنا مسؤولين عن هذا
الموضوع، هذا الموضوع يحتاج إلى قانون، وأنت تعلم أي نقابة تنشأ تحتاج إلى ترخيص،
واتحاد المعلمين يا أخ ناصر يمثل المعلمين الفلسطينيين في الضفة وغزّة والشتات
والقدس، وله عشرات الفروع، واتحاد المعلمين حسب نظامه هو حصري، هو من يمثل
المعلمين.
ناصر اللحام: المجلس الوطني.
رامي الحمد الله: هو لمنظمة التحرير، الآن الاتحاد يجب أن يحسم الموضوع، ويأتي للإخوان
الذين يريدون تشكيل نقابة، ويضمّهم للاتحاد حتى يشاركوا به، وتحصل انتخابات من
خلال الاتحاد، لكن نحن لا تتوقّع مني كرئيس حكومة أو وزير تربية وتعليم عالٍ أن يلتقي
ناساً ليس لديهم جسم شرعي. وزارة العمل لا تقبل أن ترخّص جسماً نقابياً ضدّ.
ناصر اللحام: ستتعامل معه أنه غير مُرخّص ولا يوجد أي جسم آخر؟
رامي الحمد الله: هو حتى الآن لا يوجد شيء، أثناء إضراب المعلمين كان الضغط عليّ لألتقي مع
الحِراك، وأنا شخص كما قلت لك لديّ قانون، أنا من يمثل المعلمين أمامي كان الاتحاد
وأصرّيت أن لا أقابل إلا الاتحاد، وقلت لهم عندما ينتخبون أهلاً وسهلاً يأتون ولا
مشكلة، ولكن أنا ألتقي اتحاد المعلمين، وهذا ما تم. الآن يتهيّأ لي أن اتحاد
المعلمين، بالنسبة إلينا كحكومة نحن أنهينا كل التزاماتنا وليس لدينا أي مشكلة،
الآن العملية التعليمية إن شاء الله ستنطلق في 28 8، ومَن يريد تشكيل نقابة هذا
موضوع داخل اتحاد المعلمين يُبحث وليس مع الحكومة، عليهم بداية أن يتّفقوا وثم
يذهبون إلى الترخيص، ولكن أنا أقول للمعلمين لماذا ننشئ جسمين؟ هذا تشتيت وأعتقد
ان اتحاد المعلمين يجب أن يفتح المجال للانتخابات لتسجيل المعلمين، وربما تنجح
إدارة جديدة، ليس لدينا مشكلة، نحن مَن ينتخب اتحاد المعلمين نتعامل معه، هذه
سياستنا.
ناصر اللحام: أنت تقول ليس لنا علاقة.
رامي الحمد الله: بالانتخابات ليس لنا علاقة.
ناصر اللحام: ليس لنا علاقة بالاتحاد وهذه قضية نقابية، والحكومة أوفت بالتزاماتها
والباقي ليس من جهة تُخصّص؟
رامي الحمد الله: هذا أمر داخلي لديهم ونحن لا نتدخّل بها على الإطلاق.
ناصر اللحام: هل لديك حصار مالي على حكومتك؟ هل يوجد أسرار لا نعرفها؟ مَن يحاربك مالياً
ولماذا فعلوا بك هكذا؟ انخفضت الميزانية التابعة لك بطريقة كبيرة، هناك انخفاض في الواردات
وانخفاض من الدول الداعمة ولا أعرف إن وصلت للمشاريع أم لا. هذا سياسي؟ أنت تُحارَب؟
رامي الحمد الله: ليس أنا مَن أُحارَب، بل فلسطين التي تُحارَب، أنا شخص، لماذا يحاربونني؟
ناصر اللحام: لو تسمح معاليك بتوضيح الأمر للمشاهدين؟
رامي الحمد الله: الواقع بالتأكيد هناك حصار مالي، ونحن قرّرنا من أول يوم في الحكومة أن
نبقي هذا الموضوع، لا نتحدّث به كثيراً حتى نحفظ الاستقرار والهدوء في البلد، ولكن
نعم هنالك حصار مالي مفروض، أخ ناصر كان الدعم المالي يأتي للحكومة سنوياً من 1
فاصل 2 مليار لواحد فاصل نصف، العام الماضي جاءنا فقط، حتى تكون بالصورة واضحة، وصلنا
فقط 719 مليون دولار.
ناصر اللحام: تقريباً النصف.
رامي الحمد الله: هذا العام ونحن في شهر 8، كلّ ما وصلنا من الدول المانحة 350 مليون دولار.
ناصر اللحام: الربع.
رامي الحمد الله: الآن انخفض 70 بالمئة الدعم الدولي، طبعاً أكيد هناك حصار سياسي ومالي.
ناصر اللحام: لكن هذا رقم كبير، 70 بالمئة انخفض؟
رامي الحمد الله: هذه الحقيقة يجب أن يعرفها شعبنا، الآن هناك حصار.
ناصر اللحام: لكن لم تقولوا لنا؟
رامي الحمد الله: الآ، أنا أتحدّث.
ناصر اللحام: 70 بالمئة؟ نحن في مأساة.
رامي الحمد الله: 70 بالمئة انخفض الدعم الدولي هذا العام، وأنا أعتقد هناك حصار مالي، وبصراحة
هذا المال هو مربوط بالسياسي، نحن القيادة لدينا لها مواقف مبدئية.
ناصر اللحام: ثمن مواقفنا السياسية؟
رامي الحمد الله: لدينا مواقف سياسية، بالتأكيد، لدينا مواقف مبدئية لا نتنازل عنها، حقّنا،
مشروعنا، وطننا، قضيتنا، الأسرى، كل هذا حق وطني نحن لا نتنازل عنه مقابل شيء. لذلك
أنا أقول لك هناك بعض الدول فرضت حصاراً كاملاً علينا، لا تعطينا شيئاً.
ناصر اللحام: غير أمريكا مَن؟ أمريكا معروفة.
رامي الحمد الله: أمريكا هذا العام دفعت 250 مليوناً.
ناصر اللحام: والله؟ لا تقل لي العرب لم يدفعوا.
رامي الحمد الله: لكن كانت تدفع ملياراً أو مليار و200، عام 2015 دفعوا 250 مليون دولار
كمشاريع ودعم المُشتقات النفطية، ولا يدفعون شيئاً للخزينة بشكل مُباشر، حتى عندما
يدفعون للمشتقات النفطية يدفعونه مباشرة للشركات الإسرائيلية أو يساعدون مستشفيات
القدس يدفعونها بشكل مُباشر ولا يدفعون للخزينة شيئاً، دفعوا 250 مليوناً العام
الماضي، بالنسبة إلى العام 2016 حتى الآن لم يُقرّوا أي مبلغ، ولا دولار، الحكومة
الأمريكية لم تُقرّ أي شيء لنا لهذا العام.
ناصر اللحام: أنت مُقاطَع من الأمريكان؟
رامي الحمد الله: لا بالتأكيد، لماذا أكون مُقاطعاً؟ ألتقي معهم ولكن أنا قلت لك القضية
ليست شخصية.
ناصر اللحام: دولة رئيس الوزراء، أنت بمنصب سياسي.
رامي الحمد الله: أنا أقول لك الموضوع سياسي، على المستوى الشخصي يأتون ونلتقي معهم.
ناصر اللحام: على مستوى حكومتك تشعر أنهم لا يدفعون لك نقداً، بل يدفعون للمؤسسات بطريقة
غير مُباشرة، انخفض 70 بالمئة؟
رامي الحمد الله: هناك بعض الدول في الإقليم أيضاً، الإمارات لم تدفع أي مبلغ، أنا في الحكومة
منذ العام 2014.
ناصر اللحام: هذه على خلفية أزمة الدحلان؟
رامي الحمد الله:لا أعرف لماذا، 2014، 2015، 2016، أو قبل ذلك حتى، من العام 2013 الإمارات
لم تدفع للخزينة، حتى إعمار غزّة، الإمارات رصدت 200 مليون دولار لم تدفع منها شيئاً.
ناصر اللحام: 200 مليون لغزّة لم تُدفع؟
رامي الحمد الله: لو دفعت 200 مليون لقطاع غزّة كنا أنهينا ملف الإسكان، لأتحدّث على
المكشوف.
ناصر اللحام: حزينون جداً الإمارات منا؟
رامي الحمد الله: نأمل، علاقتنا مع الإمارات علاقة قديمة، رحمه الله الشيخ زايد آل نهيان
كانت القضية الفلسطينية في جوهر سياسته، نحن نطلب، هناك قضية فلسطينية وشعب
فلسطيني، دائماً كانت أولويات للقيادة الإماراتية، نحن نناشد الإمارات ونطلب منها أن
تطبّق السياسة القديمة، رصدوا 200 مليون أثناء مؤتمر القاهرة في تشرين الأول 2014
ولم تُدفَع، ولكن رغم كل هذا الحِصار، ما أودّ قوله نحن تمكّنا من أن نرفع إيراداتنا
60 بالمئة، وسأشرح لك كيف، النفقات زادت بنسبة 36 بالمئة من العام 2013 وحتى
اليوم.
ناصر اللحام: النفقات ارتفعت أيضاً؟
رامي الحمد الله: 36 بالمئة. كيف رفعنا الإيرادات؟ المُقاصّة الإسرائيلية.
ناصر اللحام: الضابطة الجمركية؟
رامي الحمد الله: لا، أولاً المُقاصّة، الضريبة مع الإسرائيلي يسمّونها المُقاصّة، كان
المتوسّط الشهري 350 مليون شيكل يدفعونها لنا شهرياً، الآن وصل لـ550 مليون 600
مليون شيكل شهرياً، بتنا نراقب وندقّق، وحتى الآن هناك تهرّب أيضاً، ولكن تصوّر
عندما يرفع المبلغ للضعف، رفعنا الإيرادات المحلية أيضاً.
ناصر اللحام: هل تدفع قطر؟
رامي الحمد الله: قطر دفعت عام 2013 آخر مرة 450 مليوناً. دُفِعت للخزينة.
ناصر اللحام: 2013؟ أنا كنت في القمة العربية في الدوحة، وقال الأمير مليار دولار
للقدس. أنا كنت موجوداً في نفس القاعة.
رامي الحمد الله: أنا أجيبك بصراحة دائماً، وهذا يُسجّل عليّ، أنا زرت قطر عام 2013 بعد
تشكيل الحكومة، وسموّ الأمير دفع 150 مليون دولار على ثلاث دفعات للخزينة، هذا عام
2013، في أعوام 2014 و15 و16 لم يدفع شيئاً للخزينة أيضاً، هم يساعدون في قطاع غزّة،
نشكرهم على ذلك، ولكن أيضاً حسب قرارات القمة العربية كل الدول يجب أن تدفع
مساهماتها لفلسطين، من يدفع حالياً فقط الجزائر والسعودية، أنا أناشد كل الدول
العربية أن تفي بإلتزاماتها.
نعود إلى موضوعنا، نحن
رفعنا الإيرادات، كانت عام 2012 7 مليار شيكل ونصف سنوياً، الدخل السنوي، الآن
لدينا 12 مليار ونصف مليار شيكل سنوياً، ولو العجز الدولي لم ينقص لما احتجنا إلى أي
شيء، كنا نسيّر أنفسنا، ولكن العجز الدولي، عندما نُحسّن أداءنا يعاقبوننا، عندما
تحسّن أداءك تُعاقَب، أتحدّث عن 70 بالمئة وأنا دقيق، خفضوا 70 بالمئة، أنا أشكر
الاتحاد الأوروبي الذي بقي مستمراً في مساعداته، ولكن رقم 70 بالمئة ليس رقماً
قليلاً، سألتني عن عدد الموظفين، أنا لدي 154000 موظف مدني وعسكري، عندما وصلنا
إلى الحكومة كانوا أكثر ونجحنا بالخفض إلى حد مُعيّن.
ناصر اللحام: تشغّلون سنوياً؟
رامي الحمد الله: نُشغّل حالياً، مَن يتقاعد نشغل بدلاً منهم، مثلاً تقاعد 1000 سنوياً، نُعيّن
مكانهم.
ناصر اللحام: استبدال وليس تشغيل؟
رامي الحمد الله: تقريباً. سألتني على الدين المُتوجب على الحكومة، عندما تسلّمت الحكومة
كان الدين 5 فاصل 2 مليار دولار، على كل فلسطين، الآن الدين يتراوح الدين ما بين 4
فاصل 2 و4 فاصل 14 ملياراً حسب سعر الدولار واليورو، يتفاوت، ولكن استطعنا أيضاً
خفض الدين، لأن لدينا في الواقع سياسة مالية جيّدة، نضبط نفقاتنا ونحافظ على إيراداتنا.
قد تستغرب أن معظم الدين لصندوق التقاعد، ونحن وبكل أدائنا، نحن أول حكومة بدأنا
نسد، رغم كلّ ما يحدث بنا والحصار المالي المفروض علينا، بدأنا ندفع لصندوق
التقاعد شهرياً 20 مليون شيكل، جئت إلى الخزينة ووزارة المال عام 2013 كان هناك
دين لصندوق التقاعد 1 فاصل 8 مليار نفقات، أنا لا أتّهم أحداً طبعاً، هذا المبلغ
أنفق لأن كان هناك حاجات ورواتب أنفقت، نحن الآن نسدّ عشرين مليوناً وتبقى 1 فاصل
6 مليار، وهذا المبلغ ليس سهلاً، وعلينا دين مليار للمصارف الخارجية و900 مليون
للمصارف الداخلية و400 مليون محروقات للشركات الإسرائيلية و100 مليون كانت
الحكومات السابقة حصلت على قرض من الإسرائيليين، تبقّى منه 100 مليون دولار.
ناصر اللحام: نحن نستدين من الإسرائيليين؟
رامي الحمد الله: كان في السابق قرض كبير، دفعنا الآن.
ناصر اللحام: إسرائيل تمنحنا قرضاً؟
رامي الحمد الله: كان مستداناً قبل أن أصل إلى الحكومة.
ناصر اللحام: قطاع خاص أو حكومي؟
رامي الحمد الله: الحكومة أخذته من إسرائيل، كان هناك قرض مستدان ونحن سددناه وبقي منه 100
مليون.
ناصر اللحام: والله أنا صحافي، أول مرة أسمع ان إسرائيل تمنحنا قروضاً.
رامي الحمد الله: مرّت فترة، تم استدانة قرض من إسرائيل، هذا موجود.
ناصر اللحام: أنت تريد أخذ قرض من إسرائيل؟
رامي الحمد الله: لماذا آخذ قرضاً من إسرائيل؟ إذا أردت أن آخذ، آخذ من مصارف محلية.
ناصر اللحام: نحن نتحدّث ببراءة، هل تدري ما الذي يخطر ببالي وأنت تتحدّث دكتور؟ يخطر
ببالي وأنت تتحدّث الحكومة مُفلسة، وأقول للناس الحكومة مُفلسة ومديونة وابعدوا من
وجهها، وأنت تتحدّث عن الوضع المالي، 70 بالمئة تقليص الدعم رقم مزعج.
رامي الحمد الله: لكن الحمد الله تعرف، عندما يكون لديك سياسة مالية حكيمة، أوقفنا الرواتب
يوماً، القطاع الخاص عندما تسلمت رئاسة الحكومة، وأتحدّث عن أرقام دقيقة كان الدين
ما بين 600 و700 مليون دولار دين على الحكومة للقطاع الخاص، الآن بقي 200 مليون
للقطاع، الآن الدين الحقيقي لكل المصارف والتقاعد والمؤسسات 4 فاصل 2 مليار، ونحن
انتبه بالنسبة إلى أجواء دول الإقليم، من عليه 30 مليار ومئة مليار و200 مليار، ونحن
رغم كل ظروفنا، تصوّر نحن دولة 64 بالمئة من أرضنا، كل مواردنا الطبيعية تحت الاحتلال،
أنا أقول لك لو يسمحون لنا باستخراج النفط.
ناصر اللحام: هل تريد رأيي أنا؟ تحقّق أملنا ونكون بمعجزة، لم يحدث في التاريخ.
رامي الحمد الله: هناك معجزة، والله هناك معجزة.
ناصر اللحام: شعب تحت الاحتلال، وهناك سلطتان، وحماس وفتح، وأجهزة أمن، الأمن الفلسطيني
يكون في النهار وليلاً نجتاح.
بعد الفاصل سأسألك عن
علاقتك بفتح، سألتك عن علاقتك بحماس وبالفصائل ولم أنسَ. بعد الفاصل بعد إذنك
دكتور.
إخوتي وأخواتي، نتابع.
المحور الثاني
ناصر اللحام: إخوتي وأخواتي مرّةً أخرى، في هذا اللقاء المطوّل مع دولة رئيس الوزراء
معالي وزير الداخلية الدكتور رامي الحمد الله. جزيل الشكر لك أنك سمحت لي بكل هذا
الوقت، أنا شخصياً شاكر لك وزملائي أيضاً يشكرونك جزيل الشكر.
رامي الحمد الله: أهلاً وسهلاً.
ناصر اللحام: قبل الانتقال إلى علاقتك بفتح، الضمان انهيناه، دكتور حتى لا أترك ثغرات،
الضمان انتهى؟
رامي الحمد الله: الحمد لله أستطيع أن أبشّر كلّ شعبنا أنّ هذا إنجاز وطني، إنجاز سيسمح لنا
أن نؤمّن الحماية الاجتماعية لـ963000 مواطن، للمرأة، للرجل، المساوة، لا يوجد
الآن فارق بين رجل وأمرأة بهذا النظام، سنحصّل مدّخرات العمال عند الإسرائيليين، ويوضَع
هذا المبلغ، مليارات الشواكل ستوضع في هذا الصندوق، وآمل خلال الجلسة القادمة أن
نقرّ التعديلات التي قمنا بها بالتشاور مع كافة مكوّنات هذا البرنامج، أصحاب
الأعمال، الحِراك الذي شكّله الإخوان للضمان الاجتماعي، العمال، الاتحادات العمالية،
وزارة العمل، أنا أزّف بشرى، كما رتّبنا مع اتحاد المعلمين اتفاقاً، إن شاء الله
قريباً سنبدأ في تطبيق نظام الضمان الاجتماعي، ونشكّل مجلس إدارة لهذه الهيئة
وننطلق، هذا أخ ناصر، صدّقني، هذا إنجاز وطني ليس لي ولا للحكومة، للشعب.
ناصر اللحام: إن شاء الله.
رامي الحمد الله: هذا للشعب، انظر إلى الضمان الاجتماعي تجربة كم هي ناجحة، أفضل من صندوق
التقاعد، فهذه بشرى، إن شاء الله فخامة الرئيس يُقرّ التعديلات ونبدأ العمل، تعرف
العمل يحتاج إلى وقت حوالى سنتين على الأقل من تاريخ إقرار الهيئة، ولكن عندما
نبدأ كل شيء ينتهي، إن شاء الله سنبدأ قريباً.
ناصر اللحام: ان شاء الله. من ناحية المنصب، من ناحية الإمكانيات، لا أعتقد أنّ علاقتك
بحماس أو علاقتك بالفصائل الأخرى تصل إلى مستوى الحسم في القرار، لكن علاقتك بفتح
فيها من الحساسية، وعلاقة سلفك الدكتور سلام فياض والذي قبله، علاقتك مع فتح هي
التي تحدد بقاءك السياسي. وبالتالي مرّت بفترة شدّة قليلاً، وثم عادت وهدأت، وتبدو
للناظر، تبدو لي من بعيد الآن كل الأمور جيّدة، حتى المناكفة التلفزيونية التي
كانت ذات يوم مع الأخ العزيز والغالي أبو نداء عزام الأحمد، يبدو لي شاهدتك أنت وهو
عند الرئيس ممتازة العلاقة وجيدة وهادئة. كيف تقيّم علاقتك بفتح دكتور؟
رامي الحمد الله: أولاً أنا كرئيس حكومة بصراحة مرجعيتي هي فخامة الرئيس.
ناصر اللحام: صحيح، هذا قانونياً صحيح.
رامي الحمد الله: مرجعيتي لمّا حتى بعض الأطراف حاولت عندما اتّخذنا قرار إجراء الانتخابات
المحلية، البعض من قيادات حركة فتح راجعوا الرئيس ابو مازن قالوا له كيف رئيس
الحكومة يأخذ قراراً بإجراء انتخابات، قال لهم أنتم لا تعرفون، رئيس الحكومة
يشاورني بالصغيرة والكبيرة، أنا بالأمور.
ناصر اللحام: هذا النظام رئاسي.
رامي الحمد الله: حتى الليلة الماضية اتصالي مع فخامة الرئيس على مدار الساعة، والله أمس
تحدّثت معه في المنزل، بالأمس مساء، تحدّثت معه عند العاشرة مساء أمس في المنزل
وأطلعته على بعض التفاصيل في الوطن وأتشاور، أنا علاقتي علاقة تشاور مستمر وتنسيق
مستمر والأخ ابو مازن أنا تعلّمت منه الكثير، أنا لا أودّ أن أجامل أو أتحدّث
للإعلام وليس لدي أي برنامج بالمناسبة.
ناصر اللحام: لا، أنت رئيس وزراء يجب أن يكون لك برنامج تضيعّنا إن لم يكن لك برنامج؟
رامي الحمد الله: لا، أنا واضح.
ناصر اللحام: لا يوجد برنامج شخصي.
رامي الحمد الله: نعم، نحن برنامجنا الحكومي من اليوم الأول أعلناه، من 8 6 2013 قلت
برنامجنا هو برنامج منظمة التحرير والرئيس، برنامجنا السياسي واضح ولكن أنا تربطني
والحمد لله علاقة ممتازة وفوق الممتازة مع فخامة الرئيس، نتشاور وننسّق ونتّخذ
القرار بالتشاور، وهذا أساس النجاح في العمل، أنت عليك أن تعمل بانسجام وإلا إن لم
تعمل بانسجام ستؤثّر على البلد، إن كنت أريد أن أكون رأساً، فالعلاقة هي علاقة
تكاملية وعلاقة انسجام.
ناصر اللحام: أفهم من جوابك أنك تحت مظلّة الرئيس سياسياً.
رامي الحمد الله: بالتأكيد، المظلّة السياسية.
ناصر اللحام: أوضحت.
رامي الحمد الله: لم أكمل، أنا تعلمت خلال ثلاث سنوات من الرئيس، أنا كانت علاقتي مع المرحوم
أبو عمّار ممتازة، حتى أنا رئيس جامعة ولجنة انتخابات كانت علاقة ممتازة، وتربطني
علاقة ممتازة أيضاً مع فخامة الرئيس أبو مازن، وأقول لك بصراحة تعلّمت كثيراً ورأيت
كثيراً، وأنا أعتزّ بالمواقف الوطنية التي يمثلها فخامة الرئيس والبرنامج السياسي
الذي يحمله، ويجب أن يتحدّث الإنسان بالحقيقة ولا يجامل، الأخ أبو مازن أوصلنا إلى
مرحلة في البعد الدولي، مرحلة متقدّمة جداً، الآن 146 دولة تعترف بك، عضو مراقب،
دخل منظمات دولية كثيرة، وإن شاء الله هذا الخط الذي يتحدّث به سيادة الرئيس في
الأمور السياسية نحن نتّفق معها مئة في المئة، الآن القضية دُوّلت. تصوّر أخ ناصر
وأنت مُراقِب، في ظل أزمات الإقليم، تقول لك إسرائيل القضية الفلسطينية ليست
أولوية، الأولوية الآن لليمن والعراق وسورية إلى آخره، أن نعيد بقيادة الأخ أبو
مازن، أن نعيد القضية الفلسطينية إلى جدول أعمال العالم، هذا بحدّ ذاته إنجاز،
الإنسان يجب أن يُحيّيه، إنجاز، الفرنسيون نشكرهم الآن يحاولون عقد مؤتمر دولي،
كان الكل يراهن، تزورنا وفود من الكونغرس ودول أوروبية والكل يراهن أنّ القضية
بعدما يزورون الإسرائيليين، يأتينا الأوروبيون شبه مقتنعين أن القضية الفلسطينية
ليست أولوية، نقول لهم لا، أولوية. القضية الفلسطينية هي رحم كل القضايا في
المنطقة، وإن لم تُحَل هذه القضية لن تُحَل أية قضية، والآن العالم بدأ يقتنع أنه
من دون حل القضية الفلسطينية لن تُحَل أية قضية، ونعتقد آن الآوان لينعقد المؤتمر
الدولي للسلام وأن تكون مرجعيات جديدة وأن تقام الدولة الفلسطينية المستقلة على
حدود 67 والقدس عاصمتها، أعتقد أننا أنجزنا إنجازات دولية كبيرة لا ينبغي لنا أن
نقلّل منها، وأعتقد أن على الولايات المتحدة ممارسة دورها أيضاً، وعندما أرادوا حل
مشكلة إيران، حلوها أم لا؟
ناصر اللحام: عليها أن تستنهض ضميرها، طبعاً.
رامي الحمد الله: عندما قصدوا، نحن نقول نحتاج إلى جهد دولي، نحن فاوضنا إسرائيل 22 سنة
برعاية أمريكية، ولكن للواقع لم يُنجَز أي شيء، لم نُحقّق الدولة، حسب اتفاقيات
أوسلو كان من المفروض أن يكون لدينا دولة من العام 99.
ناصر اللحام: حتى الجدول الزمني، المفروض من 98 99 أن نكون أعلنّا الدولة وانتهينا من
هذا الأمر.
رامي الحمد الله: نحن الآن نعتقد أن الوقت أتى، نحن نعوّل الآن على المبادرة الفرنسية أن تُطوَر
وأن ينعقد مؤتمر دولي وتوجد مرجعيات جديدة لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة، ولكن أعود
للسؤال الذي سألته، علاقتنا مع الرئاسة هي علاقة تكاملية، علاقة تشاور وانسجام تام
وثقة تامة. أهمّ أمر بالعمل الثقة، وأنا أقول لك، أنت تتحدّث كلاماً صحيحاً أن
هناك أشخاصاً يحاولون هكذا وهكذا، صحيح، ولكن هناك ثقة مُتبادَلة، ربما تعرف أو لا
تعرف، وأعتقد أنك تعرف ولا يُخفى عليك، هناك ثقة مُتبادَلة ما بين رئيس الوزراء
وفخامة الرئيس، وهذا أمر أنا أعتزّ به وهذه الثقة المُتبادَلة.
ناصر اللحام: ثمرة تجربة.
رامي الحمد الله: أنا اقول لك هناك تحدّيات كبيرة، وهناك ناس يحاولون حَرف البوصلة ويحاولون
هنا وهناك، لكن عندما يكون لديك ثقة مع مَن تعمل معه أعتقد يُغلَق كل شيء.
ناصر اللحام: علاقتك بإسرائيل، هل تشعر أنهم يحاربونك، تشعر أنهم يُفشِلون مشاريعك، تشعر
أنهم يمنعونك من مناطق جيم؟ أعطيك مثالاً، حضرتك اصطحبت قادة الأجهزة الأمنية
وذهبت إلى الخليل وهي مُحاصَرة، نكايةً فيك، في نفس الليلة، حوّلوه إلى حصار خانق،
كان حصاراً يتنفّس باللغة العبرية، حصار يتنفّس، حوّلوه إلى حصار خانق حتى يقولوا
للشعب الفلسطيني لا رامي الحمد الله ولا قادة الأمن يستطيعون رفع عنكم أي شيء، نحن
مَن نستطيع. وصلتك الرسالة يومها؟ فهمت ذلك؟ شاهدت ماذا فعلوا، حملة مُكثّفة بعد
مغادرتك من الخليل؟
رامي الحمد الله: أولاً اتصالنا مع الإسرائيليين لدينا هيئة الشؤون المدنية، هيئة الشؤون
المدنية هي مَن تُنسّق، حتى أي لقاء يكون بين أي وزير أو أي رئيس مؤسسة تكون
الشؤون المدنية موجودة، ويُسجَّل محضر في الجلسة، سواء بموضوع المياه، الكهرباء،
الجسر، إلى آخره، فهناك علاقة تنسيق من خلال هيئة الشؤون المدنية التي نحن نفتخر
بها ونعتزّ في عملها أيضاً. عندما زرت الخليل، أنا واجبي أن أكون بين شعبي أينما
كان، ذهبت إلى الفوار وبني نعيمة وزرت وربما من فوائد عملي كرئيس وزراء زرت كل
أنحاء فلسطين، تقريباً معظم القرى وصلت إليها، المُخيّمات، المدن، وأنت عندما تزور
تعرف الواقع والمُعاناة، تعرف الأولويات، كان لديكم مشكلة في بيت لحم في رمضان،
والله إضطررت أن أذهب بنفسي إلى بيت لحم.
ناصر اللحام: مشكلة المياه.
رامي الحمد الله: مشكلة المياه، ووجدت المشكلة، هناك ناس يسرقون من خط، لا مشكلة وحليناها.
ناصر اللحام: الخطوط المنهوبة.
رامي الحمد الله: تصوّر، حللنا المشكلة بنفس اليوم، أن تذهب وترى المشاكل وتعالجها أنا أستمتع
بخدمة شعبي، الإسرائيليون ليس فقط أنا، يُذكّرون الرئيس وقبل فترة على بيت الرئيس،
يُذكّروننا كل فترة، يومياً عندما يوقفوننا على الحواجز، يُذكّروننا يومياً أنّ
هناك احتلالاً، وهذا أمر ليس غريباً.
ناصر اللحام: ما هو تعقيبك على الخطة التي طرحها ليبرمان وهي الاتصال مع الشعب
الفلسطيني مباشرة من دون حكومتك؟ أنا شاهدت الردّ السياسي، الردّ السياسي هو الردّ
الفلسطيني والردّ الفصائلي، لكن أنت؟
رامي الحمد الله: أخ ناصر، نحن الحمد لله شارون حاول ربط القرى في الثمانينات أم لا؟ فشلت
أم لا؟ نحن نقول للإسرائيليين بكل صراحة، ليوفّروا على أنفسهم، لن يجدوا فلسطينياً
يفاوضهم غير القيادة الشعبية، مستحيل، نحن نقول لهم حاولتم في الماضي كثيراً
وفشلتم، ولا ينبغي عليهم تكرارها، يجب عليهم الاتجاه نحو عملية سياسية تؤدّي إلى
نتيجة، لا يوجد حل من دون دولة فلسطينية مُستقلّة وعاصمتها القدس، هذا الحل الأوحد
والوحيد، وغير ذلك لا يوجد، إلا إذا أرادوا دولة واحدة بنظامين وأعتقد أنّ كلّ
العالم يرفض هذا الحل، حتى داخل إسرائيل، المجتمع الإسرائيلي يرفض هذا الحل، دولة
بنظامين، فلذلك أنا أقول لهم ليوفّروا على أنفسهم، الطريق القصير دائماً، الطريق
المستقيم حل سياسي يفضي إلى دولتين، فلسطين دولة مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس،
هذا الحل الوحيد، لا ليبرمان ولا نتانياهو سينجحان في حرف بوصلة الشعب الفلسطيني،
حاولا وفشلا، ونحن نقول لهم وفّروا التجربة مجدّداً.
ناصر اللحام: طلبت منهم وقف الاجتياحات الألف، يومياً اجتياح، يومياً بشكل مُكثّف؟
رامي الحمد الله: ليس فقط أنا، قادة الأمن باستمرار، الأخ حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون
المدنية، الأخ ابو مازن، نرسل رسائل مباشرة وغير مباشرة، عليهم وقف الاجتياحات
طبعاً.
ناصر اللحام: يزيدون.
رامي الحمد الله: بالتأكيد لا يسمعون منّا ولا يسمعون من أحد، يقولون لك هذه احتياجات أمنية،
ما هي الاحتياجات الأمنية؟ هم عندما يثبتون ان الاحتلال موجود.
ناصر اللحام: يعتقلون أطفالاً في عمر الثالثة عشر نشطاء فايسبوك؟
رامي الحمد الله: ولا احتياجات أمنية ولا شيء، هم هدفهم أن يثبتوا للفلسطيني أننا نحن هنا،
نحن فوق رأسكم، نحن نحتلّكم، يذكّروننا يومياً بالاحتلال، هذا هدفهم، ولكن أنا
أطمئن شعبنا، وقد زرت الجزائر قبل ثلاثة أشهر، الجزائر تعرف كانت مُستعمرة 130 سنة،
قال لي الأخ رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك السلال، قال لي نحن مَرَرنا بظروف
أصعب منكم وكذا وكذا، قال لي ولكن لم يبقَ مستوطنون ولا أخذوا معهم الأرض ورحلوا
وتركوا كل شيء. أنا أقول فلسطين إن شاء الله هذا الاحتلال سيزول عنها طال الزمن أو
قصُر، علينا أن نكون مُتفائلين، ويا أخ ناصر أنظر دائماً إلى نصف الكأس المُمتلئ
وليس الفارغ، نحن الآن أستطيع أن أقول لدينا دولة، جاهزون، ولسنا نحن مَن نقول،
البنك الدولي وتقرير الأمم المتحدة يقول لك فلسطين فيها مؤسسات أفضل من 80 دولة
فيها مؤسسات قبلنا، نحن جاهزون للدولة ولإعلان دولتنا فوراً، العَقَبة الوحيدة الاحتلال
وهذا الاحتلال بالتأكيد إلى زوال. الحتمية التاريخية، أنت حاصل على دكتوراه وتعرف،
لا يوجد احتلال يبقى، الاحتلال إلى زوال، وقبل فترة كان يزورني الدكتور عبد السلام
مجالي رئيس الوزراء الأسبق الأردني، قال لي مسألة، قال لي أنتم الفلسطينيون،
واعتبرتها جميلة منه، قال لي عليكم أن تنظروا إلى نصف الكاس المُمتلىء وليس الفارغ،
قلت له لماذا، قال لي أنا جئت بعدة زيارات وآخر زيارة كان زار جنين والخليل ونابلس
ورام الله، قال لي والله لديكم نظام صحي جيّد، عندكم تعليم، عندكم شق طرق، عندكم
كل شيء، تعليم جيّد، عندكم حرية سقفها جيّد، قال لي مشكلتكم الوحيدة الاحتلال، قال
لي يرحل الاحتلال اليوم تعلنون غداً دولة، قال لي عليكم أن تنظروا بتفاؤل للمستقبل
وأنا هذه وجهة نظري. شعبنا بداية عليه أن يفخر بقيادته من الراحل أبو عمّار والله يُطيل
بعمر أبو مازن وكل القيادة الفلسطينية، هل تنازل أحد عن شيء؟ هل تنازلنا عن شبر؟ هل
تنازلنا عن سنتيمتر؟ نحن قيادتنا ثابتة، ولدينا مواقف مبدئية، تحرير فلسطين، إقامة
الدولة الفلسطينية، إزالة الاحتلال، فكما قال الدكتور عبد السلام أنظروا إلى
المستقبل، المستقبل لنا إن شاء الله، لدينا موارد طبيعية، أنا أقول لك والله لو
يسمحون لنا بالاستثمار في منطقة C أنا أقول لك
لا نحتاج مساعدات، وسنشكّل منظمة أو هيئة لمساعدة الدول الأخرى، يا ابن الحلال،
البنك الدولي يقول لك إذا سمحوا لنا فقط بالاستثمار في البحر الميت والمنطقة ج
ومياهنا والنفط في رانتيس وبالمناسبة شكّلنا شركة لاستخراجه، يجوز أن يوقفها
الإسرائيليون أيضاً، شكّلنا شركة لاستخراج النفط، يصلنا دخل سنوي.
ناصر اللحام: متى يمكن أن تُباشر العمل؟
رامي الحمد الله: الآن بدأنا وسنّحدّد شركة للمُباشرة بعمليات المسح للأرض لتُحدّد بدقة
مكان حفر الآبار لأن كل بئر تكلف 15 مليون دولار، حفر البئر، فعلينا تحديد الأماكن،
البنك الدولي يقول لك إذا سمحوا لنا بالاستثمار يرتفع دخلنا 4 مليارات دولار، الناتج
القومي الفلسطيني يرتفع أربع ملياات دولار، أي يمنحك 800 مليون دولار للخزينة ما
يوازي العجز السنوي.
ناصر اللحام: أحياناً لا نُصدّق البنك الدولي، نُصدّق شكري بشارة وزير ماليتنا وفقط، أما
هذه الأرقام المليارات التي تسمعها العالم وتقول هانت واقتربت؟
رامي الحمد الله: معنى ذلك لم تعرف ماذا قلت. إذا استثمرنا في مناطقنا في السياحة.
ناصر اللحام: أعرف، أعرف دكتور، فاهم عليك.
رامي الحمد الله: في السياحة، في البحر الميت، في المحاجر، في النفط.
ناصر اللحام: هل تنسى أن غازنا؟
رامي الحمد الله: في غزّة، إذا انسحبت إسرائيل، نستثمر به فوراً، لا مشكلة.
ناصر اللحام: وغاز غزّة؟
رامي الحمد الله: وغاز غزّة، كله، نحن نصبح نكفي أنفسنا ولا نحتاج إلى أية مساعدات، ولكن
حالياً من واجب المجتمع الدولي أن يساعدنا، لأن الاحتلال مفروض علينا.
ناصر اللحام: لخّص لي الموقف في الدقائق المُتبقية، قلت لي هناك نقص 70 بالمئة من الدعم،
الإمارات لا تدفع وقطر لا تدفع، أنت ماض ٍبالعملية الأمنية، غزّة غير مُسيطَر
عليها من الأجهزة الأمنية، حكومة الوحدة الوطنية لم تُنجَز بعد ومتفائل معنوياً،
لكن هل هناك جدول زمني للأمانة كرئيس وزراء؟ أنا أتمنّى كثيراً كمواطن.
رامي الحمد الله: جدول زمني لماذا؟
ناصر اللحام: الوضع المالي مثلاً.
رامي الحمد الله: نحن الآن، في آخر جلسة لمجلس الوزراء اتّخذنا إجراءات تقشّف إضافية بالرغم
من أننا شدّدنا أكثر من اللازم.
ناصر اللحام: أكلناها دكتور؟
رامي الحمد الله: يجب أن نشدّ، لأنه بصراحة علينا ألا نستدين وأن يكون هذا الضغط المالي
وسيلة لكسرنا، لن ننكسر حتى لو جعنا، لن ننكسر.
ناصر اللحام: إسرائيل تريدك أن تنكسر.
رامي الحمد الله: ربما أيضاً غير إسرائيل يريدني أن أنكسر، ولكن أنا أقول لك لن ننكسر،
إرادتنا قوية، نحن أصحاب قضية، مَن يؤمن بقضية، حتى لو يجوع لا يهتزّ، أنا أقول
لك.
ناصر اللحام: لكن إذا توقّف الدعم عنك تنهار السلطة، ليس مطلوباً منك كرئيس وزراء أن
ترفع الضرائب؟
رامي الحمد الله: بالعكس نحن الحكومة الوحيدة التي خفّضت الضرائب.
ناصر اللحام: هذا قصدي، للتوضيح.
رامي الحمد الله: نحن الحكومة الوحيدة في ظلّ كل ذلك خفّضنا الضرائب على الناس، وعن دراسة
أيضاً، لأنه عندما تُخفِض الضرائب يزداد النشاط الاقتصادي، وبالفعل زادت الشريحة
التي تدفع ضرائب حوالى 24000 مكلف خلال السنتين الأخيرتين، نحن عندما نُخفِض ضريبة
الدخل على المشاريع مثلاً، قانون تشجيع الاستثمار الذي أقرّ، قانون الطاقة المُتجدّدة،
نحن سنستثمر خلال أشهر قليلة مئات ملايين الدولارات من القطاع الخاص في الطاقة المُتجدّدة.
ناصر اللحام: أنت بغلاوتك تسمح لي أن أتجرّأ بسؤال دكتور.
رامي الحمد الله: تفضّل.
ناصر اللحام: أنا كنت قد قلت سابقاً للدكتور سلام فياض، إن كان يراني الآن، قلت له ليست
حكومتك مَن تأتي بالمال، قال لي لماذا، قلت له الرئيس مَن يأتي بالأموال، وإذا
الرئيس لا يأتي بمال، كل مهاراتك الاقتصادية دكتور سلام ممكن. أنت تحدّثت عن الخطّة
السياسية، التزامك بالخطّة السياسة، أنا أعتقد أنّ الأمر كله سياسي في النهاية،
حتى لا تجلد نفسك ونجلد نفسنا، أننا نحن أخطأنا فقلت الأموال. تتّفق معي دكتور أن
المسألة سياسية، الرئيس يُمكن أن يقول الآن، نعم لأمريكا، نعم لإسرائيل، تأتي
المليارات، يقول لا لأمريكا، لا لإسرائيل، العرب قبل العجم يقطعون المال عناّ.
صحيح أم أبالغ؟
رامي الحمد الله: أنا سأروي لك قصة ومتأكّد أن فخامة الرئيس أخبرك بها، في يوم من الأيام
كان هناك قمة في سورية، وجاء نائب الرئيس الأمريكي السابق أيام بوش ديك تشيني
أعتقد، وقال لإبو مازن 500 مليون دولار ندفع للخزينة ولا تذهب إلى دمشق.
ناصر اللحام: أنا كنت معه في الطريق إلى دمشق على مدرج الطائرات، اتصلت كوندوليزا رايس.
رامي الحمد الله: لا جاءه إلى المقاطعة وقال له نحن مستعدون لدفع 500 مليون دولار وألا تذهب،
قال له أنا.
ناصر اللحام: لن أغيب عن القمة العربية في دمشق.
رامي الحمد الله: أنا بلدي، أنا أمثّل فلسطين ولديّ 400000 لاجئ فلسطيني في سورية، يجب أن
أذهب وبالفعل ذهب.
ناصر اللحام: أنا كنت معه في دمشق ورفض.
رامي الحمد الله: أنا أتحدّث بحقائق، لأنني أعرف بحكم قربي من فخامة الرئيس، أعرف كل
الحقائق، وأعرف كم مرة قال لا، وأنت تعرف كم مرة قال لا من أجل مواقف سياسية.
مواقفنا السياسية لا تُباع ولا تُشترى ونحن ثابتون وسنبقى ثابتين.
ناصر اللحام: إن شاء الله. بدأنا بنابلس وننهي بنابلس، بقي سؤال واحد، عندي دقيقة
واحدة، حضرتك قلت هناك تشكيلات عصابية ومافيات؟
رامي الحمد الله: قبل الدقيقة، أنا أحب أن ألفت لما يحدث في القدس، ما يحدث في القدس أعتقد
يدقّ ناقوس الخطر، القدس تُستباح يومياً، المسجد الأقصى، الكنائس.
ناصر اللحام: أنت زرت القدس.
رامي الحمد الله: زرت القدس وأحب يومياً أن أزور القدس، ولكن الأمر ليس بيد الفرد، ولكن
موضوع القدس أعتقد أنه يحتاج إلى وقفة، صحوة ضمير من العالم العربي والإسلامي
حولنا، المليارات التي تحدّثت عنها للقدس ولم يصل منها شيء، سواء في قمة سرت أو في
قمة الدوحة، أنا أناشد كل الدول العربية والإسلامية أن تفي بالتزاماتها، الوقت يمرّ
والقدس تُستباح، نحن بحاجة إلى دعم القدس. أنا أعتقد أن من أولويات حكومتي، ربما
نحن الجهة الوحيدة التي نعمل في القدس، نحن مَن نُرمم ونشيد المدارس وندعم
المستشفيات بما نستطيع، ولا أقول لك نعمل مئة بالمئة، ولكن من خلال هذا اللقاء
المهم والبرنامج أتأمّل ممن يسمعنا ويشاهدنا من إخواننا في الدول العربية، القدس
في خطر وعليهم أن يمدّوا يد العون للقدس قبل فوات الآوان، نحن بحاجة المليارات
التي تم التعهّد بها سواء في قمة سرت أو في قمة الدوحة، هذه الأموال أن تُرسَل.
القدس مسؤولية عربية ومسؤولية إسلامية، وعلى العالم كلّه أن يساعدنا، لا يكفي
شعارات، نحن مع القدس والقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، هذا موضوع الآن.
ناصر اللحام: الشعارات لا تكفي.
رامي الحمد الله: الشعارات لا تكفي، نحتاج إلى دعم حقيقي للقدس حتى تبقى هوية القدس عربية إسلامية.
ناصر اللحام: رسالتك إلى شعبك وأهلك في نابلس، قبل أن نُنهي والمناطق الأخرى، بأقلّ من
دقيقة دكتور؟
رامي الحمد الله: رسالتي إلى كل فلسطين، لديكم قيادة سياسية عليكم أن تثقوا بها، ورسالتي
إلى شعبنا الفلسطيني في الداخل، الحكومة هي خادم للشعب الفلسطيني، تعمل على تلبية
احتياجاته وتثبيت صموده على أرضه الفلسطينية، وأنا أتعهّد، سنحقّق الأمن والأمان،
هذه وظيفتنا، وظيفة القيادة وتوجيهات الأخ الرئيس والحكومة أن نحقّق الأمن والأمان،
وأنا أقول للشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني رائع والشعب الفلسطيني لن يمرّر أية
مؤامرة والشعب الفلسطيني يعرف الصح و يعرف الخطأ، والانتخابات دائماً خير دليل
ويعرف الصح ويعرف الخطأ، وأنا أقول لهم نحن نقول شعبنا بألف خير، عندما نقول من 4
فاصل 6 أو 4 فاصل 7 مليون فلسطيني، هناك 150 أو 200 خارجون عن القانون، هذا لا
شيء، ورغم ذلك، هؤلاء الخارجون عن القانون أنا أدعوهم من خلالكم لتسليم أنفسهم
للأمن والعدالة ونحن نتعهّد كما دائماً بإجراء محاكمات عادلة ونزيهة للمُخالف
والبريء يُطلَق سراحه، ولكن كلهم الـ200 رغم قلّة عددهم لكنهم يؤثّرون على المجتمع
وعلى استقراره، وأنا مجدّداً أطالبهم بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية والذهاب إلى
القضاء حسب الأصول وسنؤمّن إجراءات عادلة للجميع.
وأقول لأهلنا في نابلس،
نابلس هي جبل النار، نابلس هي مركز العلم والعلماء والأدب والأدباء والشعراء، هي
دمشق الصغرى، وتحيّة من خلالك، من خلال برنامجك، إلى أهلنا في نابلس، ونقول لهم
هذه غمامة ستنزاح وسنعيد إن شاء الله بالتأكيد.
ناصر اللحام: ستكشف كل شيء دكتور وتتحدّث بكل صراحة في ما يتعلّق بنابلس، المخبّأ
بندوق، ستكشف كل شيء؟
رامي الحمد الله: بالتأكيد، سنعيد الأمن، وبالتأكيد أنا أناشد هؤلاء الخارجين عن القانون أنّ
الناس الذين يحمونهم لا يوفّرون لهم غطاء ويتخلّون عنهم في أول محطّة، أَولَى لهم
أن يسلّموا انفسهم للسلطة الشرعية. مَن يوجّهونهم يؤدّون بهم لأهداف ليست بريئة،
خذ بالك، أهداف ليست بريئة، لأجندات شخصية وربما أخرى، أنا أقول لهم ليتّجهوا
للقيادة وللحكومة وللسلطة الشرعية ويسلّموا أنفسهم.
ناصر اللحام: والله يا دكتور رسالتك كوزير داخلية كرّرتها ثلاث مرات، أنا صرت متأكّداً،
الذين يوجّهونهم والذين يوجّهونهم، هذا يعني أنّهم اعترفوا، ويعني أنّ لديك وثائق وهناك
أمر مهم ستكشفه؟
رامي الحمد الله: والله اعترفوا، نعم.
ناصر اللحام: نعم، هكذا، معناها اعترفوا عمّن يوجّهونهم ويموّلونهم ونحن أمام؟
رامي الحمد الله: أنت أخ ناصر، عندما بيوم واحد نصادر في البلدة القديمة سلاحاً بمليون شيكل،
بيوم واحد، قذائف الإنرغا والذخيرة والب 7 والأم 16.
ناصر اللحام: لو لم تقل حتى لا يأتي الإسرائيليون ويصادرونه؟
رامي الحمد الله: الإسرائيلي يأخذ كل شيء، أكيد هم يتابعون ويعرفون كلّ شيء، ولا نخبّئ
شيئاً، حتى عُرِضت الصوَر في الإعلام.
ناصر اللحام: إن شاء الله خيراً.
رامي الحمد الله: شكراً أخ ناصر.
ناصر اللحام: جزيل الشكر دولة رئيس الوزراء، جزيل الشكر وزير الداخلية الدكتور رامي
الحمد الله على وقتك الثمين، وأنا جداً أشكرك، وإن شاء الله يكون مفيداً للمُشاهد
الفلسطيني والعربي.
شكراً لميمي محمّد عبد
غنيم ومحمّد صبيح وإشراف عام محمّد فرج.
شكراً للطاقم الذي جَهد
معنا، شكراً لطاقم مكتبك دكتور، وإن شاء الله، إن شاء الله دائماً نلتقي في القدس،
وتكون هناك العاصمة لدولة فلسطين المُستقلّة إن شاء الله.
شكراً مشاهدينا الكِرام،
نأمل أن نكون أضفنا للفائدة الشعبية والرسمية شيئًا من مساهمة الإعلام في المُكاشفة
والحديث بصراحة في قضايا المجتمع الفلسطيني.
شكراً لك.
رامي الحمد الله: شكراً لك.
ناصر اللحام: شكراً لك.