الفنانة نعيمة الجزائرية
نص الحلقة
زاهي وهبي: مساء الخير. سيّدةٌ مُبدِعةٌ من المغرب العربي الكبير، من
"الجزائِر" بلد الثورة العظيمة والمليون شهيد، بلد المُجاهدين
والمناضلين والأُدباء والشُعراء والمُفكّرين. بلد "المالوف" و"
الراي" والغناء الأندلسي الضارب في أصالته وتمازُجه مع ما عاشته
"الأندلس" من تلاقحِ ثقافاتٍ وفنون. صوتها مغسولٌ بماء السماء، وإحساسها
ممعِنٌ في عنفوانه ورقّته وعذوبته وفي امتداده على مساحةٍ واسعةٍ تجعلها قادرةً
على أداءِ مقاماتٍ متنوّعةٍ وصعبة وعلى ارتقاءِ طبقاتٍ شاهقةٍ من التحليق المُمتِع
الأخّاذ. لم يمنعها فقدان حاسّة البصر من مواجهة الصعاب والتحديات وتحقيق حلمها
باحتراف الغناء حتّى غدت واحدةً من أشهر سيّدات الفنّ "الحوزيّ" الذي
نتعرّف الليلةَ على بعضِ ملامحه. "بيت القصيد"، بيت المُبدعين العرب
يتّسع الليلة باستضافة الفنانة القديرة السيّدة "نعيمة الجزائِرية"،
أهلاً وسهلاً بحضرتكِ
نعيمة الجزائِرية: أهلاً بك أُستاذ "زاهي"
زاهي وهبي: هذه هي زيارتكِ الأولى إلى (بيروت) وإلى (لبنان)، صحيح؟
نعيمة الجزائِرية: هذه هي المرة الأولى
زاهي وهبي: إن شاء الله تكون فاتحة خير، ونسمعكِ ونراكِ على خشبات المسارِح في
(لبنان) وفي المشرق العربي عامةً
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله
زاهي وهبي: أولاً، لفتني هذا الثوب الجميل الذي ترتدينه سيّدتي، هذا ثوب تقليدي
جزائِري؟
نعيمة الجزائِرية: نعم، هذا الثوب تقليدي جزائِري عاصمي
زاهي وهبي: نعم، من العاصمة الجزائِرية
نعيمة الجزائِرية: صحيح
زاهي وهبي: وحضرتكِ تحرصين، شاهدت بعض الحفلات لحضرتكِ ولاحظت أنّكِ في مُعظم الوقت
تلبسين ملابسَ تقليدية جزائِرية
نعيمة الجزائِرية: نعم. لأنّ ما أُغنّية من اللونين "الحوزي" و"العاصمي"
يمتاز بهذا اللباس، من اللازم ارتداء هذا اللباس المُسمّى " الكركو"
زاهي وهبي: حسناً، قبل أن نسمع حضرتكِ ونسألكِ أكثر عن تجربتكِ وعن الفنّ الحوزي،
ونسمعكِ غناءً أيضاً كي يشاركني المشاهدين في مُتعة الإصغاء إلى صوتكِ الجميل،
دعينا نتابع معاً لو سمحت ربورتاجاً مع حضرتكِ بعنوان "علامة فارِقة"
نعيمة الجزائِرية: تفضّل
علامة فارِقة
نعيمة الجزائِرية
أنا "نعيمة
الجزائِرية"، صار لي 29 سنة وأنا أُغنّي. أنا إنسانة بسيطة، صبورة، حنونة،
وصادقة
فنّ المغرب العربي لا يصل
إلى المشرق وأنا لست زعلانة، لأنّ على الفنان نفسه أو يوصل فنّه وثقافته إلى
البلدان
اللون الذي أنا معروفة به هو
اللون "الحوزي"، لونٌ جزائِريّ عاصميّ، يمكننا أن نقول عنه من وسط
العاصمة، فيه أغانٍ ثقيلة وقصائِد. هذا هو اللون المعروفة به "نعيمة"
رسالتي هي الغناء ولهذا اخترت
الفنّ لأُوصل صوتي إلى كلّ العالم
قلبي هو دليلي، والحمد لله
قلبي لم يخنني أبداً طوال عُمري. أنا بصفتي إنسانة كفيفة كما تعلمين، يقولون عيوني
قلبي، أنا أمشي بحسب ما يُملي عليّ قلبي، وقلبي هو دليلي وقلب "نعيمة"
لم يخنها أبداً طوال عُمرها
في رأيي، الفنّ ليس في خطر. لو
كان الصوت جميلاً والعطاء يكون أجمل وبإحساس وصدق فلن يكون الفن في خطر
"نعيمة" معروفة في
أنّها صعبة في اختيار كلماتها واختيار اللحن. إذا لم أحسّ باللحن ولم أحسّ بالكلمة
في الأُغنية لا يُمكنني أن أُغنّيها، محال
أنا عشت في (فرنسا) عدّة
سنوات، ثم رجِعت إلى (الجزائِر). ما وجدته في وطني هو أنني وجدت أهلي ووجدت أُناسي
وأولادي وزوجي. في (فرنسا) كنت أظلّ بمفردي، والفنان كما تعلمين يُحبّ الناس
ويُحبّ الجوّ ويُحبّ الغناء ويُحبّ الـ Ambiance. هذه هي
"نعيمة"
الوطن لـ
"نعيمة" هو مليون ونصف مليون شهيد، هو الدمّ، هو الروح، هو العقل، هو
القِيَم
الألم، أنا لا أُحبّ الألم.
حيثما يكون الألم لا تكون "نعيمة" لأنني إنسانة Sensible جداً،
حسّاسة. إنسانة حسّاسة جداً
سحر حامد: مدام "نعيمة" عن ماذا تريدين أن تحدّثينا اليوم في الحلقة؟
نعيمة الجزائِرية: عن كلّ المواضيع، عن الفنّ، عن حياتي، عن شخصيتي ومسيرتي
الفنية إن شاء الله. أنا سعيدة وفرحانة وأشكركم على الضيافة وعلى حُسن الضيافة
زاهي وهبي: أهلاً وسهلاً، واجبنا. والشكر لزميلتنا "سحر حامد" على هذا
الربورتاج الجميل
نعيمة الجزائِرية: أُوجّه لها التحية
زاهي وهبي: قلبكِ هو دليلكِ وهو طريقكِ، ولحُسن الحظّ قادكِ إلينا هذا القلب وقلوبنا
قادتنا إليكِ
نعيمة الجزائِرية: (تضحك) الحمد لله
زاهي وهبي: سيّدتي، قبل أن أبدأ بطرح الأسئِلة، أرغب أن نبدأ، بعد إعطاء فِكرة
للمُشاهدين والمُستمعين من خلال الغناء إذا سمحتِ
نعيمة الجزائِرية: سأُقدّم لكم كما يقولون عندنا، " استخبار"،
بمعنى "موال"
زاهي وهبي: نعم
نعيمة الجزائِرية: (تغنّي)
زاهي وهبي: شكراً سيّدتي. لو في البداية سألتُ حضرتكِ عن الفنّ "الحوزي"
أو الغناء "الحوزي"، بماذا يتميّز عن غيره من ألوان الغناء في
(الجزائِر) والمغرب العربي؟
نعيمة الجزائِرية: فيه قصائِد وفيه نوبات، نحن نقول لها نوبات، مثل
"نوبة الغريب"، "نوبة الحسين" بحيث يمكنني أن أقول لكّ أنّ
"الغريب" هو "البيّاتي" الذي أضاف نغمة الربع
زاهي وهبي: شبيه بمقام "البيّاتي"
نعيمة الجزائِرية: يعطيك الصحة
زاهي وهبي: نعم
نعيمة الجزائِرية: نوبة "الحسين" هي بين بين، كونها
"نوتة" كما نحن نقول "طائحه"، وكذلك الموّال، هو يُشبه مقام
العجم. "الحوزي" ثقيل جداً
زاهي وهبي: لماذا اخترتِ هذا اللون من الغناء، هل بسبب أجواء الأُسرة والبيت؟ أعلم
أنّ اُسرتكِ لها باع في المجال الموسيقي والفنّي، ما الذي جعلكِ تختارين هذا
اللون؟
نعيمة الجزائِرية: أنا إنسانة كما أقول لك Calm
زاهي وهبي: نعم، هادئة
نعيمة الجزائِرية: هادِئة جداً، وهذا اللون يُناسبني. أنا اُحبّ القصائِد
الطويلة وأُحبّ الأغاني وغنّيت أغاني قصيرة وأغاني من "الحوزي". نحن
عائِلة مُحافِظة، عائِلتي كلّها تُحبّ هذا اللون
زاهي وهبي: محافظة بمعنى أنها تُفضِّل الغناء الأصيل والتقليدي؟
نعيمة الجزائِرية: الأصيل والتقليدي، صحيح
زاهي وهبي: على الغناء الحديث والإيقاعات الجديدة
نعيمة الجزائِرية: على الغناء الحديث، لا، الإيقاع الحديث لا نشعُر
بوجوده كثيراً
زاهي وهبي: وهلّ كان بالنسبة إلى حضرتكِ اكتشاف الصوت في فترة مبكرة من حياتِك؟ أيمتى
بدأتِ تشعرين أنّ عندكِ شيئاً مُختلِفاً؟ صوتٌ جميل يختلِف ربما عن بقية زميلاتكِ
ورفيقاتكِ في الطفولة؟
نعيمة الجزائِرية: أنا كنت أدرُس في مدرسة خصوصية للمكفوفين، عندما كنّا في
الدراسة كانت عندنا قاعة فيها الآلات الموسيقية، وفي هذه القاعة اكتشفت صوتي،
وكانت رفيقاتي يقلنَ لي "نعيمة غنّي". كنت أُحبّ الغناء، أُحبّ الغناء
كثيراً. من بعدها عرضوا عليّ أن أشترك في حلقة من برنامج " ألحان وشباب"
زاهي وهبي: نعم، برنامج تلفزيوني إسمه " ألحان وشباب"
نعيمة الجزائِرية: نعم، مثل The Voice، مثل Arab Idol
زاهي وهبي: نعم، برنامج هواة يتقدّم إليه أصحاب الأصوات الجميلة
نعيمة الجزائِرية: هذه هي، فاشتركت وفُزت بالجائِزة الثانية بعد أن غنّيت
أُغنية عندك عنوانها، "مال حبيبي مال"
زاهي وهبي: "مال حبيبي مال"، صحيح. هلّ ما زِلت تتذكرين هذه الأُغنية؟
نعيمة الجزائِرية: نعم (تُغنّي)
زاهي وهبي: نعم، كونكِ تنتمين إلى اُسرة تُحبّ الموسيقى، تُحبّ الغناء والفنّ
الأصيل، كم كان هذا عاملاً مشجعاً بالنسبة إلى حضرتكِ؟ بمعنى، هلّ الأهل وقفوا إلى
جانبكِ في مسألة احتراف الغناء؟
نعيمة الجزائِرية: في اليوم الذي كنت ذاهبة للاشتراك في الحلقة، من
رافقني هو والدي، الأب العزيز هو الذي رافقني. عمره ثمانون سنة وما زال حياً
زاهي وهبي: أطال الله في عُمره
نعيمة الجزائِرية: الله يخلّيك، ودعا لي بالنجاح ونجحت وفزت بالجائِزة الثانية
زاهي وهبي: جميل أنّ أباً عمره ثمانون سنة يُشجِّع ابنته على احتراف ما تُحبّ وما تهوى،
لأنّ عادةً، وحضرتك تعرفين أنني حاورت مئات الفنانين والفنانات العرب، وغالباً كنت
أسمع أنّ الأهل كانوا يُعارضون دخول أولادهم وبناتهم إلى المجال الفني والغنائي
والتمثيلي، إلى آخره
نعيمة الجزائِرية: والدي قال لي "نعيمة"، وكان عمري 14 سنة حين
شاركت في الحلقة، من بعد نجاحي قال لي "نعيمة" كوني امرأة وكوني في
القمة
زاهي وهبي: كسيّدة وكفتاة آنذاك، كم هذا الدعم من الوالِد ومن الأهل كان حافزاً
لحضرتكِ كي تُثبتي نفسكِ وتُحقّقين ذاتك؟
نعيمة الجزائِرية: ما أعطاه لي الوالد جعلني، أستطيع أن أقول لك، أنجح به
زاهي وهبي: هلّ هناك أصوات معيّنة، مغنّين معينين أثّروا بكِ وبتجربتكِ؟ أحببتِ
أصواتهم وأنتِ صغيرة؟
نعيمة الجزائِرية: كان هناك مغنّون، كنت أسمع من "الجزائِر"
السيّدة "فضيلة الجزائِرية"، والآن، في هذا الوقت الحالي السيدة
"حسيبة عمروش"، ومن المشرق كنت أسمع السيّدة "أم كلثوم" والسيّدة
"فيروز"
زاهي وهبي: هلّ غنّيتِ مشرقياً أو طرباً شرقياً؟
نعيمة الجزائِرية: لا لا. بصراحة، لا أُحب أنّ أغنّي أُغنية لا أتمكّن
منها لأنّ فيها لهجة معينة. من ناحية الصوت لم يكن عندي حتّى مشكلة، بمعنى في
المقام وربع المقام، لكن أن أُغنّي شرقياً ولا تكون اللهجة في مكانها، لا، لا
زاهي وهبي: تفضّلين غناء اللون الذي تتقنينه وتجيدين الغناء به. على كلّ حال، سنستمع
هذه الليلة إلى رأي السيّدة "حسيبة عمروش" في حضرتكِ، ولكن قبلاً، بشكلٍ
عام حضرتك درستِ الموسيقى ليس فقط في مدرسة للمكفوفين بل درستِ في الكونسرفاتوار
وأكملتِ دراستكِ الموسيقية في ما بعد
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: قبل الفن، كإنسانة، كم أسعفتكِ الموسيقى في حياتكِ؟ ماذا أضافت لحياتِك؟
ماذا غيّرت في حياتكِ؟
نعيمة الجزائِرية: كإضافة، أضافت لي أشياء كثيرة
زاهي وهبي: مثل؟
نعيمة الجزائِرية: مثل الشجاعة، الدراسة، ليس دراسة الموسيقى، الدراسة.
كنت حين أقوم بمراجعة دروسي، أضع المذياع وأسمع الموسيقى وأُراجِع. الموسيقى
تُعطيني الأمل، تُعطيني عدّة أشياء
زاهي وهبي: مسألة الشجاعة، علاقة الموسيقى بالشجاعة كيف نشرحها؟
نعيمة الجزائِرية: علاقة الموسيقى بالشجاعة جعلتني أتحدّى إعاقتي
زاهي وهبي: عادةً، عندما نفقد حاسّة سيّدتي من حواسنا يُقال أنّ الحواس الأُخرى
تُصبِح أقوى، هلّ كان السمع بالنسبة لحضرتكِ أقوى وأكثر رهافة وأكثر، بمعنى عيناً
أُخرى، الأُذُن هي عين أُخرى في الوقت نفسه؟
نعيمة الجزائِرية: عندي أولاً حاسّة السمع قوية، لهذا عندما أُغنّي،
أُغنّي بشكلٍ عادل، وعندي كذلك حاسّة اللمس قوية
زاهي وهبي: نعم. قبل أن نتوقّف مع موجز إخباري، أريد أن نسمع أيضاً من حضرتكِ، تفضّلي
نعيمة الجزائِرية: (تغنّي)
زاهي وهبي: الله، الله. أُغنية جميلة طبعاً، وربما من أشهر الأُغنيات التي غنيّتها
نعيمة الجزائِرية: "يا
المقنين الزين"
زاهي وهبي: "المقنين" هو العصفور؟
نعيمة الجزائِرية: هو العصفور
زاهي وهبي: نعم. لاحظت أنّ هناك هدفاً وهو أنّ الحب لا يأتي بالمال، أي القلوب هي
التي تُحِبّ
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: بمعنى أنّ هذا النوع من الغناء فيه مضمون، فيه هدف
نعيمة الجزائِرية: كاتب هذه الكلمات أولاً هو المرحوم
"الباجي"، قال لي "تفضّلي غنّيها" وغنّيتها وكان الأداء رائِعاً
وكان صدى هذه الأُغنية كبيراً. تقول: يا المقنين الزين، يا أصفر الجناحين، أي تتحدّث
عن جناحي الطير
زاهي وهبي: ممكن أن تؤدّى من دون إيقاع هذه الأُغنية؟
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: لو سمحتِ
نعيمة الجزائِرية: (تغنّي)
زاهي وهبي: شكراً، شكراً. سنُتابع مع حضرتكِ سيّدتي ونسألكِ أكثر ونستمع أيضاً إلى
آراء وشهادات بتجربتكِ ولكن بعد أن نتوقّف مع موجز إخباري نُتابع بعده "بيت
القصيد"
المحور الثاني:
زاهي وهبي: إذاً مُشاهدينا، نتابع "بيت القصيد" مع القديرة الجزائرية السيّدة
"نعيمة". سيّدتي، قلتِ في البداية أنّه من اللازم أن تحسيّ بالكلمة التي
تغنّيها، من اللازم أن تعيشيها. سؤالي هو، كيف تختارين كلمات الأُغنيات التي
تريدين غناءها؟ بناءً على ماذا؟ عمّا تبحثين في الأُغنية وفي كلام الأُغنية؟
نعيمة الجزائِرية: أنا أسمع الموضوع. كاتبة كلماتي هي السيّدة "سلمى
عندر"
زاهي وهبي: التي سنسمع رأيها أيضاً هذه الليلة
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله، وهي صديقتي وتحسّ بي كثيراً وتعرف ما
أحبّ وما لا أحبّ، وعندما أكون معها في دردشة أقول لها، " سلمى، أنا أحبّ أن
يكون الموضوع حسّاساً، موضوع جيّد" فتقول لي "نعيمة"، سأحكي لك
أُستاذ "زاهي" إذا تسمح لي، أحكي لك حكاية قبلها
زاهي وهبي: نعم
نعيمة الجزائِرية: كنت حين التقيت بالسيّدة "سلمى عندر" قالت
لي، " يا سلام على الصوت" وكانت لا تعرِفني. فقالت لي " أنا سلمى
عندر كاتبة كلمات" وقدّمت لي نفسها، فقلت لها" أُريد أن تكتبي لي شيئاً،
فقالت لي، " لكن عندكِ عدّة سنوات لم تظهرِ فيها ولم تُغنِّ"، فقلت لها،
" لم أجد الإنسان الذي يكتب لي لأنني صعبة قليلاً في المواضيع"
زاهي وهبي: سنسمع بعد قليل السيّدة "عندر"، ما رأيكِ، هلّ نسمعها الآن؟
نسمع ما تقوله هي وكيف تعرّفت عليكِ؟
نعيمة الجزائِرية: تفضل
زاهي وهبي: هيّا
كلام يوصل
سلمى عندر – شاعرة أُغنية: المرة الأولى التي تعرّفت فيها على "نعيمة"
كانت في سنة 2001. كانت أولى انطلاقاتي معها في أُغنية " ما زلنا بخير"
بعد أن التقينا صدفة. وقلت لها حينها، " نعيمة عندي كلمات أُحبّ أن تغنّيها لي".
كانت حينها " نعيمة" في حال ليست جيّدة، كان في مرحلة شبه منسية بعد أن
تغلّبت أُغنية " الراي" على الطابع الجزائِري العاصمي، لكن عندما سمعت
كلماتي أعجبتها ومن ثمّ دخلنا إلى الاستديو وسجّلنا وكانت الانطلاقة لـ
"نعيمة" الجزائرية في هذه الأُغنية، وحازت الأغنية على ضجة كبيرة والحمد
لله، ومن هنا كانت انطلاقتي معها وبدأ تعاملي مع السيّدة "نعيمة"
الجزائرية. صوتها قوي جداً وأعتزّ وأفتخر به، أداؤها في صوتها كانت تؤدّيه بكلّ
حبّ، بكلّ ثقة، بكلّ إحساس، والكلمة التي كتبتها ومكبوتاتي النفسية فيها كانت
توصِلها "نعيمة" إلى جمهوري في غنائها. لا تُحبّ أن تُكثِر من الألبومات
وهذه نقطة فاعلة في "سجل" نعيمة" ويمكننا أن نقول أننا فاعلون في
سجلّ "نعيمة". لا لا، لا تستأهل أن تُغنّي أية حاجة أو أن تُعطي جمهورها
أية حاجة لا تقتنِع هي بها. "نعيمة" يمكنني أن أقول لك، أعطيها أُغنية
مع كلّ احتراماتي لكلّ الفنانات، أكتب لهنّ الأُغنيات ويخطئن في غنائِها، فيقلنَ
لي "الكلمات خطأ يا "سلمى" وهي مكتوبة بشكلها الصحيح، لكن حين
أُعطي أُغنية لـ " نعيمة" تسمعها في أذنها لأنها ضريرة ولا ترى، تسمعها
وتغنّيها لي وكأنها تغنّيها عن الورقة، عندها سرّ ربّاني وعندها ذكاء خارِق للعادة
وإرادة قوية وحبّ للفنّ. مساء الخير "نعيمة"، أحببت أن أسألكِ سؤالاً
محتارة فيه منذ أن تعرّفت عليكِ في عام 2001، أي نحن الآن في عام 2017 ومعرفتنا
منذ 17 سنة، كلّ كُتّاب الكلمات يحضُرون لكِ كلمات وأغانٍ، ما شاء الله، لكن أنتِ
سيّدتي لا تحبين غير كلماتي وتُحبّين أُغنياتي، ما زلت لا أعرِف لماذا!
زاهي وهبي: شكراً للسيّدة "سلمى عندر" كاتبة أُغنياتكِ. إذاً، لماذا
تُحبين كلماتها؟ كنتِ بدأتِ تُخبريني، نعم تفضّلي
نعيمة الجزائِرية: (تضحك). صحيح، أشكرها على هذا الكلام الذي قالته عني.
أُحبّ كلماتها لأنها إنسانة حسّاسة وتعطيني الشيء الذي يُريحني في الكلمة. أشعُر
بأنها تعرف ما أُحبّه وما لا أُحبّه. "سلمى عندر" إنسانة متواضعة جداً،
عندما تقرأ لي الموضوع أنا أُصحِّح لها الكلمات
زاهي وهبي: أهه، أي تقبل أن تتدخّلي في الكلمات
نعيمة الجزائِرية: نعم تقبل، وبكلّ حبّ وكلّ فرح. أُصحّح لها الكلمات وأُغنّي
كلماتها وأُحبّ كلماتها
زاهي وهبي: والملحنون؟ من يُلحِّن لكِ أُغنياتكِ سيّدتي؟
نعيمة الجزائِرية: الأُغنية التي سمعناها وهي "ما زالني على ديداني"
لحّنها السيّد "توفيق عامر" الذي يُحبّ صوتي كثيراً، ولحّن لي عدّة
أُغنيات، عدّة ألبومات، وأرتاح له في اللحن لأنني أستطيع أن أُغنّي براحتي
زاهي وهبي: نعم. الأُغنية التي تتحدّثين عنها، هل يُمكن أن نسمع منها نموذجاً إذا
سمحتِ؟
نعيمة الجزائِرية: (تغنّي)
زاهي وهبي: شكراً، "ما زالني على ديداني" معناها ما زالني على إيماني أو
على ثقتي!
نعيمة الجزائِرية: ما زالني على ثقتي
زاهي وهبي: نعم، كم في هذه الأُغنية لسان حالِك كما يُقال؟
نعيمة الجزائِرية: تُعبِّر عنّي، لا يُمكنني أن أقول لك كم لكن فيها عدّة
عبارات، عدّة أشياء. هذه الأُغنية تعني لي أشياء كثيرة، لأنني أقول، سامحني، أقول
" ما زالني على ديداني وما زالني بخير عليها"، أظنّ أنّك فهمتني
زاهي وهبي: طبعاً
نعيمة الجزائِرية: " ما زالني في قدري وشأني لا أقول طاحت
بيّ"، أي ما زلت واقفة، ما زلت أُغنّي، ما زلت بصحتي (تضحك)
زاهي وهبي: إن شاء الله تظلّين تغنين وتظلّين بصحتكِ
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله
زاهي وهبي: موضوعات الغناء "الحوزي"، هلّ هناك موضوعات مُعيّنة؟ بمعنى،
هلّ هو غناء عاطفي، هل هو غناء "صوفي" هل هو غناء اجتماعي؟ ما هي
المواضيع التي تغنّونها؟
نعيمة الجزائِرية: مواضيع الغناء "الحوزي" فيها الغرامي وفيها
الديني
زاهي وهبي: فيها دين
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: أي أنه قريب للغناء الصوفي يمكننا أن نقول؟
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: لأنّ الغناء الأندلسي فيه الكثير من الغناء الصوفي باختلاف مدارسه واختلاف
تيّاراته الغنائية
نعيمة الجزائِرية: صحيح. نحن نقول أنّ فيه التيّار الغرامي وفيه تيّار الغناء
الديني
زاهي وهبي: في رأيكِ، لماذا لم يخرُج من الإطار الجزائِري هذا الغناء؟ لماذا لم يصل
مثلاً إلى المشرِق العربي كما وصل "الراي"؟
نعيمة الجزائِرية: أشكرك كثيراً على هذا السؤال وكنت أرغب في أن نصل
إليه. أنت، سامحني، بصفتك شاعراً وكاتباً وعندك جميع الصفات، الله يُبارِك
زاهي وهبي: الله يخلّيكِ ويُبارك بكِ
نعيمة الجزائِرية: كيف تشعر بالطابع "الحوزي" أو الكلمات
الحوزية أو اللون الجزائِري؟ لماذا أنت تستضيف فنانين جزائِريين؟ يمكنني أن أسألك
هذا السؤال الآن
زاهي وهبي: أنا أستطيع أن أقول لكِ أننا نُحاول في برنامج "بيت القصيد"
بشكلٍ عام وفي قناة "الميادين" أن نكون صلة وصل بين المشرِق والمغرِب،
هذا بالدرجة الأُولى. ولكن أنا شخصياً كمتذوِّق أو كمُستمِع، أولاً يلفتني الصوت
الجميل والإحساس العميق، وأجد أننا نحن كعرب من اللازم أن نتعرّف على تجارُب بعضنا
البعض ومن اللازم أن نكون أكثر انفتاحاً بين بعضنا البعض وألاّ يقتصر الأمر على أن
نكتفي بما نعرِفه لأنّ هذا شيء ممتع؛ كلّما تعرّفنا على شيء جديد يكون بالنسبة لنا
أفضل
نعيمة الجزائِرية: وأنا على حسب ظنّي، أنتَ إن شاء الله ستوصِل الأُغنية
الجزائِرية للمشرِق
زاهي وهبي: إن شاء الله، أنا أبذل جهداً متواضعاً برفقة فريق العمل انطلاقاً من
الواجب المهني وأستطيع أن أُضيف، القومي إذا صحّ التعبير. (الجزائِر) بالنسبة لنا
بلدٌ عظيم، ومثلما تفضّلتِ حضرتكِ بلد المليون شهيد وبلد الأُدباء والشُعراء.
البعض يُلقّبكِ سيّدتي بـ "إديث بياف" (الجزائِر)، هلّ يُرضيكِ هذا
اللقب؟
نعيمة الجزائِرية: لا، أنا أحب لقب "نعيمة" الجزائِرية (تضحك)
زاهي وهبي: "نعيمة" الجزائِرية، لا تريدين أن تكوني شيئاً آخر
نعيمة الجزائِرية: لا لا، أُحبّ "نعيمة" الجزائِرية. يلقّبونني
في (الجزائِر) بـ " إديث بياف" لأنّ البحة التي توجد في صوتي
زاهي وهبي: قريبة من بحّة " إديث بياف"
نعيمة الجزائِرية: هذه هي، لكن أنا لا أُغنّي لها ولا أُغنّي باللغة
الفرنسية
زاهي وهبي: لم تُغنِّ بغير اللهجة الجزائِرية؟
نعيمة الجزائِرية: فقط اللهجة الجزائِرية، نعم
زاهي وهبي: مع أنّك تتقنين، حسب معلوماتي، الغناء بلغات أُخرى
نعيمة الجزائِرية: نعم، اللغة الفرنسية، لكن لا أُحِبّ أن أُسجِّل باللغة
الفرنسية
زاهي وهبي: إذا طلبنا مثلاً أن نسمع شيئاً لـ "إديث بياف"؟
نعيمة الجزائِرية: لا أحفظ لها
زاهي وهبي: أبداً؟
نعيمة الجزائِرية: أبداً
زاهي وهبي: لمن تحفظين؟
نعيمة الجزائِرية: لا أحفظ أغاني للفنانين
زاهي وهبي: فقط تغنين لـ "نعيمة" ولا تحبّين أن تُغني لغير
"نعيمة"
نعيمة الجزائِرية: (تضحك)، أغنّي لـ "نعيمة"
زاهي وهبي: نعم. لو وُجِّهَت إليكِ دعوة من أحد المهرجانات مثلاً في المشرِق العربي
للغناء في (لبنان) أو في (الأُردن) أو في (سوريا) التي إن شاء الله تعود
نعيمة الجزائِرية: أتمنّى. إن شاء الله، إن شاء الله تعود المياه إلى
مجاريها للشعب السوري
زاهي وهبي: لأنني أتصوّر أن الاستماع إليكِ أيضاً على المسرح شيء مُختلِف تماماً عن
الاستديو أو عن "اليوتيوب" أو عن السيديهات أو عن هذه الأمور، صحيح؟
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله يكون هناك إصغاء، أتمنّى أولاً أن يكون
عندي مهرجانات في المشرِق وأتمنّى أو أوصِل ثقافتنا وأغانينا وقصائِدنا وإن شاء
الله يكون هناك عدّة
زاهي وهبي: مناسبات
نعيمة الجزائِرية: دعوات ومناسبات وغيره
زاهي وهبي: وأعتقد أيضاً أنّ وزارة الثقافة ووزارة الإعلام في (الجزائِر) مدعوّة إلى
بذلِ جُهدٍ أكبر في هذا الإطار، في دعم الفنّ الجزائِري أو في إيصال الفنّ
الجزائِري إلى المشرق العربي وغير المشرِق العربي
نعيمة الجزائِرية: لكن أنا في عُمري لم أتلقَّ دعوة
زاهي وهبي: أبداً!
نعيمة الجزائِرية: أبداً
زاهي وهبي: ولا حتّى من
نعيمة الجزائِرية: ولا حتّى من وزارة الثقافة الجزائِرية
زاهي وهبي: أتمنّى أن يكون صديقنا، معالي وزير الثقافة الأُستاذ "عزّ الدين
ميهوبي" يسمعكِ هذه الليلة ويأخُذ هذه المُلاحظة بعين الاعتبار
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله
زاهي وهبي: اسمحي لي سيّدتي أن نتوقّف مرة أُخرى مع استراحة سريعة ثمّ نُتابع
"بيت القصيد"
نعيمة الجزائِرية: تفضّل
المحور الثالث:
زاهي وهبي: مُشاهدينا، نُتابع "بيت القصيد" مع الفنانة القديرة السيّدة
"نعيمة" الجزائِرية. سيّدتي، هذا اللون، لون الغناء "الحوزي"
العاصمي نسبةً إلى (الجزائِر) العاصمة، له جمهور واسِع في (الجزائِر)؟ يُعتبر غناء
جماهيرياً؟ أم لا، النُخبة هي التي تسمعه والسمّيعة وهواة النوع كما يُقال؟
نعيمة الجزائِرية: لا لا، عندنا أُناس كثيرون يسمعون في (الجزائِر)، حتّى
ليس غير في العاصمة، حتّى في شرق العاصمة، في "عنّابا"، في، يُمكنني أن
أقول لك، في "جيجل"، في "وهران"
زاهي وهبي: نعم، في عدّة مناطق جزائِرية
نعيمة الجزائِرية: في عدة مناطق جزائِريّة يستمعون، أنا شخصياً يستمعون
لي
زاهي وهبي: هلّ اللون "الحوزي" له جمهوره ومحبوه في وسط الأجيال الجديدة؟
بين الشباب؟
نعيمة الجزائِرية: عنده جمهور شباب نعم، ويُحبونه كثيراً. أنا في
(الجزائِر) العاصمة أوصلت الأُغنية الحوزية والحمد لله وأُدعى إلى أعراس ليس فقط
في العاصمة بل أحييتُ أعراساً في خارِج العاصمة كما قلت لك، في شرق العاصمة وغرب
العاصمة وجنوب العاصمة يُحبّونني كثيراً
زاهي وهبي: وأيضاً أحييتِ حفلات خارِج (الجزائِر) أعتقد، في (أوروبا) وفي (فرنسا) أو
في كندا أو أنا مُخطئ؟
نعيمة الجزائِرية: لا، لستُ مخطئاً، عندك كلّ المعلومات (تضحك) أحييت حفلات
في (فرنسا) وفي (مونتريال) وأحييت حفلات في المغرب العربي، كنت في (سويرة) وكان
هناك مهرجان للأُغنية الحوزيّة، وكانوا قد استدعوني أنا من (الجزائِر)
زاهي وهبي: نعم، في دولة (المغرب). هلّ الجمهور في الخارِج، أي في (أوروبا) وفي
(كندا) هو جمهور عربي وجزائِري مغاربي؟ أم أيضاً يأتي أجانِب ليسمعوا هذا اللون؟
نعيمة الجزائِرية: يأتي أيضاً أجانِب وجزائِريون وشرقيون ومغارِبة
وتونسيون ومن المغرب العربي، ولمّا أدّيت أغاني وحفلات، كما نقول نحن، خارِج الوطن،
لاقت صدىً كبيراً
زاهي وهبي: هلّ حضرتكِ تؤيّدين التجديد في هذا اللون من الغناء؟ مثلما حصل مع
"الراي" مثلاً حين صارت إيقاعاته أسرع وانتشر أكثر في العالم. هلّ يُمكن
أن يحصل هذا الأمر في الغناء "الحوزي"؟
نعيمة الجزائِرية: أتمنّى أن أوصِله أنا إلى العالم
زاهي وهبي: حضرتك
نعيمة الجزائِرية: نعم، إن شاء الله أوصِله. لماذا قلت لك هذا؟ الإشارة
الأولى هي (لبنان) وأنا موجودة الآن هنا (تضحك)
زاهي وهبي: إن شاء الله تكون بداية خير ومرحلة نجاح جديدة. دعينا نسمع لو سمحتِ لي الفنانة
السيّدة "حسيبة عمروش" وماذا تقوله عن حضرة جنابِك
كلام يوصل
حسيبة عمروش – مغنية: "نعيمة" من أجمل الأصوات الجزائِرية وهذا
أولاً. من أجمل الأصوات الجزائِرية، وأنت تعلم أنّ أحلى الأصوات في العالم العربي هي
من المغرب الكبير وهذه مسألة معروفة، وأجمل صوت في المغرب الكبير في لونها العاصمي
الشعبي والمالوف" لمن يعيشون بالقرب من العاصمة. طبعاً بالنسبة لي وأنا عندي
عينين وأذنين صحيحتين، بالنسبة لي أجمل صوت في المغرب الكبير هي "نعيمة"
الجزائِرية. عندها نبرة صوتية جميلة جداً وعندها حضور، تراها سيّدة جميلة وحلوة
وبيضاء وشابّة وصغيرة هكذا لكن حين تبدأ بالغناء تحسّ وكأنّها دخلت إلى قلبك وحين
تخرُج تقول "سبحان الله"، قوية وعندها صوت وجمال الروح، هذا كلّه عندها
في نفس الوقت. حين تغنّي تشعر بإحساس صادق خارِجاً من قلبها، من صميم قلبها، هذه
مسألة معروفة طبعاً، وهذا هو الفنان. ربّي سبحانه خلقها فنانة وأعطاها تلك العظَمَة
وذاك الصوت. هي فقدت البصر حين كان عمرها ربما سبع سنوات، لا أدري بالضبط كم كان
عُمرها، لكن ربّى أعطاها نعمة لم يُعطها لباقي الناس وهذا النعمة تقوى وتقوى
فتفرِض نفسها والناس يحبونها، ونحن نقول بأنها لا ترى كلياً لكن هي تُبصِر بقلبها
أحسن من الناس الذين يرون بأعينهم. يا أهلاً وسهلاً بقناة "الميادين"
وربّي إن شاء الله يوفّقكم على هذا العمل، ونحن فرحون جداً بكم وشُكراً، وإن شاء
الله يفرح الجزائريون كثيراً برؤيتنا أيضاً. "نعّومتي" أنا هنا حبيبتي،
"نعّومتي" يا فنانتي ويا شيخة، ربّي يوفّقك إن شاء الله، وإن شاء الله
تسمعين هذه المقابلة وأنا قلت فيها أشياء كثيرة لكن لم أقل سوى الحقيقة. عندي لكِ
سؤال صغير يا "نعّومتي"، هلّ تحبّينني؟ أنا أموت عليكِ (تضحك)
نعيمة الجزائِرية: (تضحك)
زاهي وهبي: شكراً للسيّدة والفنانة "حسيبة عمروش"، خفيفة الدمّ
نعيمة الجزائِرية: خفيفة الروح (تضحك)
زاهي وهبي: جميل جداً أنّ تقول مغنّية عن مُغّنية أُخرى هذا الكلام بكلّ حبّ، بكلّ
صراحة، من دون عُقَد ومن دون غيرة ومن دون شعور بالمنافسة
نعيمة الجزائِرية: نحن في (الجزائِر) هكذا الفنانات، الفنانة تحسّ
بالأُخرى، و"حسيبة" كذلك تُحِبّ صوتي وأنا اُحبّ صوتها. ونسيت أن أقول
لك أُستاذ "زاهي" أنّ "حسيبة عمروش" عندها صوت جميل جداً.
عندما تُغنّي لـ "وردة" عندها صوت جميل جداً. "حسيبة" تُغنّي
اللون الخفيف، تغني الأغاني الصغيرة كما يقولون وعندها صوت جميل، عندها صوت طرَبي
زاهي وهبي: إن شاء الله تكون لنا فُرصة أيضاً ونستقبلها في "بيت القصيد"،
لكن أعتقد أنها لكثرة ما تحدّثت عن صوتكِ بحُبّ يجب أن تُهديها مُباشرةً شيئاً على
الهواء
نعيمة الجزائِرية: قبل أن أُهديها شيئاً سأُجيبها على السؤال الذي سألتني
عنه
زاهي وهبي: نعم
نعيمة الجزائِرية: قالت لي، "نعيمة هل تُحبينني؟" وأنا أقول
لها " حسيبة"، أنا أموت عليكِ، أحبّكِ جداً يا حبيبتي، يا أُختي، يا
عُمري، يا صديقتي
زاهي وهبي: إن شاء ألله يدوم الحبّ بينكما، وعالمنا العربي للحقيقة يحتاج إلى الكثير
من المحبّة وإلى الكثير من المشاعِر الإيجابية
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله
زاهي وهبي: وكلّما رأينا مُبدعَين يبثان مشاعِر إيجابية بين بعضهما نفرح
نعيمة الجزائِرية: صحّ
زاهي وهبي: ونُهديها بصوتكِ الذي تُحبّه ونحبه أيضاً، تفضّلي
نعيمة الجزائِرية: (تغني)
زاهي وهبي: شكراً، هذا الصوت الجميل القوي الواسع المساحة، هلّ ورِثته عن أحد في
العائِلة؟ في الأُسرة هلّ هناك أصوات مُشابِهة لصوتِك؟
نعيمة الجزائِرية: في الأُسرة لم يكن أحد يُغنّي، أنا الوحيدة التي
أُغنّي. حتّى أولادي لا يغنّون
زاهي وهبي: ولكن في الأُسرة كان هناك حبّ للغناء، للموسيقى
نعيمة الجزائِرية: هم ذوّاقون ويسمعون
زاهي وهبي: ليس بالضرورة أن يكون أحدهم يحترف الغناء سيّدتي، لكن ممكن أن يكون أحدهم
صوته جميلاً
نعيمة الجزائِرية: لا يوجد
زاهي وهبي: لا يوجد
نعيمة الجزائِرية: لا والله، لا يوجد
زاهي وهبي: أي صوتكِ نعمة إلهية، نعمة من الله
نعيمة الجزائِرية: نعمة من الله وعندي صوت ربّاني كما يقولون
زاهي وهبي: عندك كما قلنا شاب وشابة، لم يرثا عنكِ حبّ الغناء والأصوات الجميلة؟
نعيمة الجزائِرية: لم يرثا. ابنتي عندما أقول لها " زينب"، إسمها
"زينب"، أقول لها "زينب" غنّي، تقول لي "ماما، لا صوت
عندي" (تضحك)
زاهي وهبي: وابنكِ ما اسمه؟
نعيمة الجزائِرية: "رفيق"
زاهي وهبي: الله يخلّيهما لكِ
نعيمة الجزائِرية: الله يخلّيك
زاهي وهبي: وأعتقد أنك أصبحتِ جدّة، أي تحوّلتِ إلى " تيتا"
نعيمة الجزائِرية: نعم، في الأربعينات (تضحك)
زاهي وهبي: أي أنت جدّة صغيرة
نعيمة الجزائِرية: صحيح
زاهي وهبي: هلّ تغيَّر شيء في حياتِك، في كونكِ جدّة تغيّر شيء في المشاعِر وفي
الأحاسيس تجاه الأحفاد؟
نعيمة الجزائِرية: نحن نقول، حين تصبح الامرأة جدّة في (الجزائِر) وأنا
أظنّ أنك تفهمني، يقولون كبِدَت مرّتين، أي كَبِد مرّتين
زاهي وهبي: في المشرِق نقول، "ما أعزّ من الولد إلّا ولد الولد" سواء كان
صبياً أو بنتاً
نعيمة الجزائِرية: الله يُبارِك. ولَد ابنتي أحسّه ولدي أنا وليس ابنها،
ابني أنا. أحبّه وأموت فيه
زاهي وهبي: الله يخليكم لبعضكم جميعاً
نعيمة الجزائِرية: مرسي
زاهي وهبي: قلنا أنّ إسم حضرتكِ "نعيمة" لكنّه الإسم الفنّي، صحيح؟
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: الإسم الحقيقي هو "فاطمة الزهراء"؟
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: من أسماكِ "نعيمة"؟
نعيمة الجزائِرية: "نعيمة"، منذ الصِغَر كانوا ينادوني
"نعيمة". كانت أُمّ أبي تنادي لي "نعيمة" وتقول لي، "أنتِ
نعمة من عند الله"
زاهي وهبي: نعم، جدّتكِ كانت تناديكِ "نعيمة"
نعيمة الجزائِرية: رحمها الله
زاهي وهبي: وصوتكِ هو فعلاً نعمة إلهية بهذا الجمال وهذه القوة
نعيمة الجزائِرية: الله يخلّيك
زاهي وهبي: والأهم في الخيارات، أن اخترتِ أن تُغنّي أشياء راقية وذات مضمون
نعيمة الجزائِرية: وأشياء صعبة
كذلك، لأنّ "الحوزي" ليس سهلاً. فيه مواويل، فيه كما نقول نحن بيتو
صياح، أي تُغنّي وتصيح وتقوم باستخبارات، تقوم بمواويل، وفيه طبوع جدّ صعبة
زاهي وهبي: نأخذ مثالاً لو سمحتِ عن هذه الطبوع الصعبة
نعيمة الجزائِرية: نعم. (تغنّي)
زاهي وهبي: شكراً سيّدتي، للحقيقة قبل قليل كنّا نقول بأننا
نُساهِم بإيصال الأُغنية الجزائِرية إلى مُشاهدين ومُستمعين ربما لم يتعرّفوا على
هذه التجارب من قبل، لكن للحقيقة، أيضاً نتعلّم. أنا شخصياً في كلّ مرّة أكتشف شيئاً
جديداً، كلّ مرّة أتعلّم شيئاً جديداً من حضرتكِ، من آل "الفرقاني"، من
أُدباء، من شعراء من المغرِب العربي الكبير، كلّ الوطن العربي. ألف شكر، سنُتابع
مع حضرتكِ ولكن اسمحي لنا أيضاً مرّة أُخرى أن نتوقّف مع استراحة أخيرة ثمّ نأتي
إلى مِسك ختام "بيت القصيد"
المحور الرابع:
زاهي وهبي: مُشاهدينا الكرام، تعرّفنا الليلة على تجربة إبداعية جديدة بالنسبة لنا
وهي تجربة السيّدة "نعيمة" الجزائِرية، جديدة بالنسبة لنا ولكنها على
مستوى (الجزائِر) والمغرِب العربي الكبير وأماكن كثيرة في العالم هي تجربة إبداعية
جديرة بالتقدير والاحترام والحبّ أيضاً. قلتِ سيّدتي في البداية أنّ قلبكِ دليلكِ
وهو وحده الذي لا يخونكِ. إذا كان دليلكِ ولا يخونكِ أبداً قلبكِ، هلّ يعني هذا
أنّ هناك قلوباً ما خانتكِ في مُشوار الحياة والفنّ والعطاء؟
نعيمة الجزائِرية: لا، لم يكن الناس يُعاملونني بطريقة غير جيّدة لأنّ
الناس والحمد لله يُحبونني كثيراً، لا يستطيعون أن يقوموا بالأشياء التي لا يقبلها
ربنا، وعندما تكون أشياء تُضرّني أنا كإنسانة أقول لك، لا أُزلِق نفسي، الحمد لله
أنا إنسانة عاقلة وهادئة ولا أتكلّم كثيراً، ولا أعتقد أنّ هناك من يقصد أن يقوم بأي
شيء ليس جيّداً مع "نعيمة" الجزائِرية
زاهي وهبي: نعم. هلّ هذا القلب الذي لا يخون كان دليلاً جيّداً، قلبكِ كان دليلاً جيّداً
بالنسبة لحضرتكِ؟
نعيمة الجزائِرية: أنا سيّد "زاهي" قلبي يُسيّرني، والله عندي
إحساس قوي، وسأُعطيك مثالاً. أكون أرغب أن أذهب إلى مكان، وعندما أحِسّ بنشاز لا
أذهب إليه
زاهي وهبي: تلحقين إحساسكِ
نعيمة الجزائِرية: عندي إحساس ربّاني، لا أذهب، تأتي "تقيّة"
ولا أعود أستطيع أن أذهب
زاهي وهبي: المهمّ أنّ قلبكِ لم يخنكِ هذا أهم شيء
نعيمة الجزائِرية: الحمد لله
زاهي وهبي: وقلتِ أنّ لديكِ من الأصدقاء والمُحبّين وبينهم الصديق والموسيقي مُنظِّم
الحفلات السيّد "مُصطفى سمير"
نعيمة الجزائِرية: نعم
زاهي وهبي: نسمعه لو سمحتِ في فقرة كلام يوصل، ونسمع ماذا يقول عن تجربتكِ
نعيمة الجزائِرية: تفضّل
كلام يوصل
مُصطفى سمير – موسيقي: أنا عندي علاقة جيّدة مع كلّ الفنانين، لكن لا علاقة
خاصة عندي مع "نعيمة الجزائِرية. دائرة معارفي كبيرة ويُمكنني أن أقول لك أنها
من آخر الأشخاص الذين عرِفتهم في حياتي. هي امرأة حسّاسة جداً جداً، إذا لم تكن
هناك ثقة بك لا تستطيع أن تتعامل معها ولو أعطيتها ملايين الدنيا، وكان عندي الحظّ
أنني تعاملت معها وهي فنانة كبيرة "نعيمة" الجزائِرية، فنانة تعيش كما
نحن نعيش سائِر الجزائِريين. أشعُر أن عندها إحساس قوي كثيراً ونفس الإحساس الذي
تُظهِره في الغناء تظهره أيضاً في الحياة اليومية وحتّى أكثر. "نعيمة"
عندها طابعها الخاصّ وهذا ليس من رأيي الشخصي، لكن "نعيمة" الجزائِريّة
كوّنت مدرستها، كوّنت مدرسة. احتراماتي الكبيرة للفنانين والفنانات ونحن نُقدِّرهم
ونُحبّهم وجميعهم يغنّون جيّداً لكن هناك دفعة من الفنانين الذين يُقلّدون
"نعيمة" الجزائِرية، والشيء الذي يميّز "نعيمة" الجزائِرية هو
أنّ الأُسلوب الذي لا تتقنه لا تُغنّيه. لا تُحبّ أن يديرها المنتج بل تقول
له" أنا أعرف شغلي" لأن المنتج عمله تجاري وهي تعتني جيداً بشغلها. هناك
ذكريات كثيرة لي معها وبالأخصّ حين قمنا في (فرنسا) بجولة، وكانت تلك المرة
الثانية التي نعمل فيها معاً في الخارِج. رأت حينها كيف وقفت معها ولم أخذلها فقالت
لي "مصطفى، أنا أبداً أبداً لا أخونك، وأبداً أنت لا تخونني وشعرت بك وهذا
الوعد إلى الممات ". شدّتني بيدي وقالت لي، " أنت إنسان على بالي لا
تخدعني"، ولم تخذلني هي أيضاً. مساء الخير شيختي العزيزة "نعيمة"
الجزائِرية، أموت بكِ وأرغب في أن أقول لك شيئاً بصفتي أعرِفك شخصياً. على بالي
سماع الطرب العربي كثيراً مثل " أُم كلثوم و"وردة الجزائِرية" والسيّدة
"فيروز"، وعلى بالي أن تتقني هذا الأُسلوب بحيث تجعلين جمهوركِ يسمعِك
ويكتشفك في هذا الأُسلوب الطربي لأنني أعلم أنك إن أردتِ تتقنيه
زاهي وهبي: شكراً للأُستاذ "مُصطفى سمير". نحن تطرّقنا إلى هذه النقطة،
لكن هو يقول أنك تتقنين هذا اللون وحضرتكِ قلتِ لي أنّكِ لا تتقنينه، وربما هذا من
باب التواضع أن تقولي هذا
نعيمة الجزائِرية: لا لا. لا أستطيع
زاهي وهبي: هلّ هو خوف من الاقتراب من لون طربي آخر مُختلِف؟
نعيمة الجزائِرية: لا، ليس خوفاً. أنا عندي، ما لا أستطيع القيام به لا
أقوم به، وأنا سأُحاول أن أُفهمك، هو يتحدّث عن التقنيات الصوتية التي عندي
زاهي وهبي: نعم، وأنّ لديكِ المقدِرة لو رغِبتِ
نعيمة الجزائِرية: صح، القُدرات الصوتية الموجودة عندي. هو يقول لك أنها
تتمكّن من تأدية ربع المقام، عندها فصاحة اللسان، لكن أن أُغنّي مصري أو لبناني،
ربما، قريباً إن شاء الله سأُحاول من أجل أحبّائي وجمهوري وإن شاء الله أتمكّن من
اللحاق بهذه الأُغنية إلى المشرِق وتنجح عالمياً، إن شاء الله أؤدّي ما يُفرِحهم
زاهي وهبي: المهتمّون بتجربتكِ ويُتابعون أعمالكِ يقولون أنّ حفلاتِك أكثر بكثير من
ألبوماتِك، بمعنى أنهم يُطالبونكِ بإصدار المزيد من الألبومات، أن يكون هناك
ألبومات أكثر. هلّ تأخذين هذه المُلاحظة بعين الاعتبار؟
نعيمة الجزائِرية: أنا حفلاتي، صحيح، أكثر من ألبوماتي. قلت لك، أنا صعبة
في اختيار الكلمات وفي اختيار اللحن ولا يُمكنني أن أُصدِر ألبوماً بين شهر وآخر،
هذا مُحال. كلّ سنة أو سنتين نُصدِر ألبوماً
زاهي وهبي: هذا من باب الإتقان والحِرص على جودة العمل
نعيمة الجزائِرية: صحيح
زاهي وهبي: كي لا يكون هناك استعجال
نعيمة الجزائِرية: صحيح، العمل فيه دراسة. فيه دراسة الكلمات، فيه دراسة
اللحن، فيه غناء اللحن عدّة مرّات بحيث يُمكنني أن أؤدّيه وأنا مُرتاحة
زاهي وهبي: مَن يُساعِدكِ في مثل هذه الأمور؟ مَن تستشيرين؟ رأي مَن تأخذين به في
لحنٍ مُعيّن أو في أُغنية أو في كلمات؟
نعيمة الجزائِرية: كنت أدّيت لك أُغنية واسمها " لله وين شفتم
حبوبي". هذه الأُغنية، عندما سمعتها أحببتها كثيراً وسمعني ابني، سمعني أردّدها
داخل البيت فقال لي، "ماما غنّي لأنك ستنجحين"، فقلت له "صحّ"
فقال لي " نعم، ستنجحين" فغنّيتها ونجِحت، نجحت كثيراً هذه الأُغنية
زاهي وهبي: كان إحساسه في محله
نعيمة الجزائِرية: نعم، كان إحساسه في محلّه
زاهي وهبي: هلّ تسمعين اليوم، إذا أردتِ أن تسمعي في لحظة استرخاء، في لحظة مع
النفس، أن تسمعي أصواتاً أُخرى، من تسمعين هذه الأيام؟ من مغنّين جزائِريين أو عرب
أو أجانب حتّى
نعيمة الجزائِرية: هناك عدّة جزائِريين
زاهي وهبي: مثل مَن؟
نعيمة الجزائِرية: أنا أُحبّ "حسيبة"
زاهي وهبي: نعم، والحبّ بينكما متبادل
نعيمة الجزائِرية: نعم، أنا أُحِبّ "حسيبة" جداً وأُحبّ
الأغاني العربية وأُحبّ أن أسمع للسيّدة "فيروز" ولـ "أم
كلثوم". كنت قد قلت لك أنني أُحبّ الأغاني الطويلة والأغاني الهادئة
زاهي وهبي: نعم. هلّ هناك أغنيات مُعيّنة للسيّدة "فيروز" أو للسيّدة
"أم كلثوم" تحبينها؟ أغنية مُعينة تحبّينها كثيراً؟
نعيمة الجزائِرية: أُحبّ للسيدة "فيروز" عدة أغانٍ
زاهي وهبي: مثلاً؟
نعيمة الجزائِرية: "يا جارة الوادي"، "زهرة
المدائِن"، " طِلعت يا محلى نورها"، عدّة أغانٍ، وللسيّدة أمّ
كلثوم " أنت عُمري"، " حبّ إيه؟"، "على بلدي
المحبوب"، عدّة أغانٍ
زاهي وهبي: تميلين للغناء الثقيل حضرتكِ
نعيمة الجزائِرية: (تضحك) أُحبّ كثيراً الأُغنية الصعبة، اللحن الصعب،
الأُغنية الصعبة
زاهي وهبي: لماذا، لماذا تحبّين الأشياء الصعبة؟ هل تتحدّين نفسكِ فيها؟
نعيمة الجزائِرية: "نعيمة" هكذا
زاهي وهبي: هذا طبعكِ
نعيمة الجزائِرية: هذا طبعي
زاهي وهبي: نعم. ماذا بقيَ من أحلامكِ سيّدتي، هلّ حققتِ الكثير من الأحلام؟ هلّ
يبقى في الجُعبة الكثير من الأحلام؟ وما هي أبرز الأحلام الباقية؟
نعيمة الجزائِرية: أحلامي الباقية إن شاء الله هي أن أُزوِّج ابني
زاهي وهبي: نعم، إن شاء الله
نعيمة الجزائِرية: أن أُحضِر له عروسة (تضحك)
زاهي وهبي: (يضحك) إن شاء الله. هذا نداء على الهواء، عبر الشاشة
نعيمة الجزائِرية: وأحلامي أن يخلّي لي ربّي صحتي، ولا أتمنّى أشياء
زيادة، أتمنّى أن يتحقّق حلمي إن شاء الله بالنجاح لأنّ الفنّ مثل البحر، غامق
زاهي وهبي: عميق
نعيمة الجزائِرية: نعم، إن شاء الله أنجح، وإن شاء ألله أُحقّق حلمي في
الغناء في المشرق، وأُغني كما قلت لك، أحب الحاجة الصعبة، إن شاء الله سأُغنّي في
مسرح كبير
زاهي وهبي: إن شاء الله تغنّين مثلاً في دار "الأوبرا" المصرية أو في دار
الأوبرا السورية
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله
زاهي وهبي: أو في مهرجان (بعلبك) في (لبنان) أو في مهرجان (صور) أو (بيت الدين)
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله هذه أُمنيتي
زاهي وهبي: ونحن أيضاً نتمنّى أن يكون هذا اللقاء نافذة أو باباً إلى مثل هذا الأمر.
سيّدتي أنا أُريد أن أُحمِّلكِ، قبل أن أطلب منكِ أن تختمي بصوتكِ الرائِع وألاّ
تبخلي علينا بمعنى أن تمُدّي قليلاً
نعيمة الجزائِرية: إن شاء الله
زاهي وهبي: أريد أن أشكرك كثيراً وأن أُحمِّلكِ الكثير من الحُب لـ (الجزائِر)
والجزائِريين وللمغرِب العربي بشكلٍ عام، ونقول لكلّ مُشاهدينا كلّ الشُكر دائِماً
على حُسن المتابعة، والشكر لفريق العمل ولمخرِج البرنامج "علي حيدر" ولمُنتجة
البرنامج "غادة صالِح"، ومسك الختام صوت القديرة "نعيمة"
الجزائِرية
نعيمة الجزائِرية: (تغنّي)
زاهي وهبي: الله، الله. ألف شكر، شرفتِنا سيّدتي، شرّفتنا