تفخيخ الطفولة

26 كانون الثاني 2017 20:00

إنا لله وإنا إليه راجعون، نقول ذلك حزنا وكمدا وشجنا وغما وهما على ما أصاب هذه الأمة التي أضاعت طريقها وإنحرفت عن خط رسولها الذي أرسله الله لإتمام الأخلاق، لقد نجح رسول الله في القضاء على عادة الجاهلين المتمثلة في وأد البنات، ونزل القرآن صادحا بذلك، وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت. أما أبي نمر السوري فقد فخخ ابنته وهي صغيرة لم تبلغ الحلم وأرسلها إلى مخفر لتفجر نفسها وسمى فعلته غزوة دمشق، والحمد لله أن سلمت إبنته الثانية إسلام من التفجير وقد فخخت أيضا، الفاعل الذي قتل بعد فعاله بأيام على قاعدة بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين قتل كل الإسلام وكل الفواطم وكل الأخلاق، وتفوق على عرب الجاهلية, فعرب الجاهلية كان يئدون بناتهم, وهم فخخ بناته إن الفكر الإرهابي المقيت المستبط من بعض الموروث الإٍسلامي المنحرف لم يصبح خطرا على الدول والمجتمعات فحسب بل بات مهددا للطفولة التي نعول عليها من أجل بناء غد عربي جميل.

نص الحلقة

(مشاهد فيديو لتجهيز عبد الرحمن طفلته فاطمة للتفجير)<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: حيّاكم الله وبيّاكم وجعل الجنّة مثواكم. <o:p></o:p>إنا لله وإنّا إليه راجعون. نقول ذلك حزناً وكمداً وشجناً وغمّاً وهمّاً على ما أصاب هذه الأمّة التي أضاعت طريقها وانحرفت عن خط رسولها الذي أرسله الله لإتمام الأخلاق. لقد نجح رسول الله في القضاء على عادة الجاهليين المتمثّلة في وأد البنات، ونزل القرآن صادحاً بذلك "وإذا الموؤودة سُئلت بأي ذنب قُتلت". <o:p></o:p>في الجاهلية الأولى كان الناس يدفنون الإناث خوفاً من العار والشنار، وفي العهد التكفيري والذي يدّعي رموزه أنهم يكرّسون خط الإسلام يفخّخون الأبناء والبنات ويرسلونهم إلى مواقع التفجير. هذا ما فعله، ويجب أن نذكر اسمه ليبقى حيّاً في ذاكرة تاريخ الانهيار العربي، عبد الرحمن شدّاد المعروف بلقب أبو نمر السوري، والذي فخّخ هو وزوجته ابنتيه. <o:p></o:p>نجح التفخيخ مع ابنتهم فاطمة في حيّ الميدان، فظُلِمت فاطمة وظُلِم اسمها. هذا رسول الله يقول عن فاطمة الزهراء بنت محمّد في الحديث الذي رواه مسلمٌ في صحيحه "فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها"، وفي الأثر أيضاً كان رسول الله لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة، وقال المناوي في فيض القدير "وكانت فاطمة من فضلاء الصحابة وبلغاء الشعراء وكانت أحبّ أولاده إليه وإذا قدمت عليه قام إليها وقبّلها في فمها". <o:p></o:p>تلكم فاطمة رسول الله، وفِعله سُنّة، أما فاطمة أبي نمر السوري فقد فخّخها وهي صغيرة لم تبلغ الحلم، وأرسلها إلى مخفرٍ لتفجّر نفسها وسمّى فعلته غزوة دمشق. والحمد لله أن سلمت ابنته الثانية إسلام من التفجير وقد فُخّخت أيضاً. الفاعل الذي قُتِل بعد فعاله بأيام على قاعدة بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين، هذا الفاعل قتل كل الإسلام وكل الفواطم وكل الأخلاق وتفوّق على عرب الجاهلية، فعرب الجاهلية كانوا يدفنون بناتهم وهو فخّخ بناته. <o:p></o:p>إن الفكر الإرهابي المقيت المُستنبط من بعض الموروث الإسلاميّ المنحرف لم يصبح خطراً على الدول والمجتمعات فحسب، بل بات مهدّداً للطفولة التي نعوّل عليها من أجل بناء غدٍ عربيٍ جميل. قال تعالى "قل تعالوا أتلُ ما حرّم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإيّاهم". <o:p></o:p>وإذا كان ضرب الطفل محرّماً وجرحه كذلك وإلحاق الأذى به محظوراً، فكيف بتفخيخه وتفجيره ونسفه. صدقاً إنّا لله وإنّا إليه راجعون.<o:p></o:p>تفخيخ الطفولة عنوان برنامج أ ل م، ويشاركنا في النقاش من مصر الحبيبة المفكّر الإسلاميّ أحمد ماهر، ومن سوريا الحبيبة المفكّر الإسلاميّ والباحث الدكتور علي الشعيبي. مرحباً بكم جميعاً.<o:p></o:p>أستاذ أحمد، المقدّمة تغنيني عن السؤال، فماذا تقول؟<o:p></o:p><o:p> </o:p>أحمد ماهر: بسم الله الرحمن الرحيم. أقول أنّ الروى في الفكر صار فقهاً، وأنّ الجريمة الفقهية صارت مناهج تُدرَّس وتتوارث جيلاً بعد جيل. لقد صرنا وقد هجرنا القرآن إلى مرويّاتٍ تتصادم مع القرآن. أقول أنّ الزخم العام والثقافة العامة للمسلمين، مهما روينا وتلونا عليهم من آيات الله، فالناس لا تتأثّر بآيات الله بكلّ أسف، لقد صار الناس في شعوب الأمة الإسلامية لا يتأثّرون بالقرآن، وإذا قلت "وإذا الموؤودة سئلت بأيّ ذنبٍ قُتِلت"، تصوّروا أنّ هذا في عهدٍ من مضى، لو قلت "قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم" يتصوّرون أن هذا من وحي الخيال ولا يطبّقون أمراً على أنفسهم إطلاقاً. إن قلت لهم "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، يقولون لا، بالسيف. أمّة هجرت القرآن تماماً ولا تعلم أنها فقدت الوحدانية أو التوحيد الذي يتشدّقون به، أمّة فقدت الدستور العظيم، القرآن، فراحت لا تلوي على شيء وتطالب بقتل هذا وسفك دماء ذلك وتتّخذ من الحجج ما يرفع جهلها إلى مصاف التنفيذ، للأسف. للأسف أننا أصبحنا أمة ترعى الجهل باسم لا إله إلا الله، يقتلون ويقولون الله أكبر، ينزفون الدماء ويقولون الله أكبر، فقه الكراهية والله أكبر، فقه القتل والهدم والله أكبر. هذه هي الأمة الإسلامية.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: هذه الأمة الإسلامية يا أستاذ أحمد تحتاج إلى رثاء لا مثيل له بالفعل. تفضّل.<o:p></o:p><o:p> </o:p>أحمد ماهر: الفقه الدموي المُسمّى الأموي سابقاً، الفقه الدموي المُسمّى الأموي سابقاً ولاحقاً، أو تحت مُسمّى الفقه الأموي، فهو فقهٌ دموي لا يريد أحد أن يصحّحه، لا يريد أحد أن يبحثه. عندنا أساتذة ودكاترة في الفقه المقارن يشمخون بأنهم أساتذة الفقه المقارن، لكن لا يعدّلون شيئاً ولا يقيّمون عوجاً أبداً. لهذا ظهر مثل هذا الرجل الذي يفخّخ الطفولة، الذي يفخّخ الأطفال الذين قال الله عزذ وجل فيهم "إنّ قتلهم كان خطأ كبيراً"، وليس هذا للإملاق فقط، إنما على سبيل العموم "إنّ قتلهم كان خطأ كبيراً"، كما أنّ قتل الناس عموماً خطأ كبيراً وليس قتل المؤمنين فقط، وليس هناك حجّة للانتحار ولا حجّة لمن يسفك الدماء يوم القيامة أنّه يسفكها في سبيل الله، فسبيل الله عزّ وجل "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، سبيل الله عزّ وجل "أفأنت تُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين"، سبيل الله عزّ وجل "وقل الحق من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، مخفر الشرطة السوري الذي تمّ تفجيره هؤلاء ليسوا كُفّاراً بل الكافر هو من تصوّر أنّ تفجير مخفر الشرطة هو الإيمان، هؤلاء ضلّوا.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: أستاذ أحمد، دعني أتوقف عند هذه الجزئية من فضلك، وأمضي إلى دمشق التي للأسف الشديد شهدت هذه الحادثة وحوادث غيرها.<o:p></o:p>دكتور علي الشعيبي، سوريا حاضنة التاريخ والحضارة، سوريا الممتدّ تاريخها إلى آلاف السنين، كيف نجح فكرٌ تكفيريٌ قاعدي أن يخترق هذه الحضارة، أن يخترق هذا التراث، أن يخترق هذا الشعب الذي تربّى على مفردات الوطنية والعروبة والانتماء لفلسطين؟<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وبعد. نسأل الله العفو، نسأل الله أن يرفع هذه الغُمّة عن سوريا وغير سوريا. سؤالك هذا سؤالٌ كبير يا سيّدي، تفتح له ملفات، تستقبله جامعات، تقام له مؤتمرات، يجب أن يبحث فيه الباحثون في ندوات، كيف استطاع هذا الفكر أن يضع له قدماً في سوريا؟<o:p></o:p>أولاً تفضّل سماحة الفاضل الأخ أحمد من القاهرة الحبيبة فذكر الفقه الأموي. نعم، المصيبة أنّ الناس حين يبحثون في جذور الإرهاب أول ما يتحدّثون عن الخوارج. لا يا سيّدي، أول من وضع أسس الإرهاب هم الأمويون. لا يأتيني أحدٌ ويقول فتحوا وفتحوا وذهبوا شرقاً وغرباً، فتحوا على أنهم ملوك كما جاء في جامع الأحاديث، رضينا أن نكون ملوكاً، هكذا كان مؤسس دولتهم قد قال هذه العبارة، فظهر هذا الفقه وفيه أشياء لا يصدّقها عقل مثل الأحاديث الموضوعة الكاذبة التي وضعوها على لسان رسول الله، "جُعِل رزقي تحت سنّ رمحي"، "جئتكم بشريعة الذبح" وقس على ذلك، وهب ابن منبه الذي سبقه كعب الأحبار، وهب ابن منبه، مقاتل ابن سليمان، كل هؤلاء هم الذين وضعوا مثل هذه الأحاديث التي نسبوها ظلماً وزوراً وبهتاناً لرسول الإنسانية، خاتم الأنبياء، الإسلام الذي هو السلام والمحبّة والوداد.<o:p></o:p>يا سيّدي، في سنة 1220 و1221، تكرّر مرتين، غزا الوهّابيون سوريا، 1220 و1221 هجري، جاؤوا إلى حوران، بصرى الشام، ريف حمص، ريف حلب، ثمّ تركوا بعض أتباعهم، وبعض أتباعهم الآخر هرب منهم. كان هناك باشا اسمه يوسف أفندي، كان في دمشق، اتصلوا معه طلبوا منه التجديد أن يتقيد بما عندهم. في سوريا قبل ذلك جاء ابن تيمية، المتوفّى سنة 728 كما تعلمون، لقد طالبتُ كثيراً وعبر هذه الشاشة وهي تبحث في آلام الإسلام والمسلمين، يجب فتح ملف مجموعة أشخاص هم المؤسّسون، ابن تيمية، ابن عبد الوهاب، وقس على ذلك. قبل ذلك، لم يكن الناس، لم يكن المسلمون يعرفون هذا، إطلاقاً، فبدأت الكتيّبات الصغيرة، وهذه للعالم الإسلامي والعربي يجب أن يعرفها التي يوزعها الوهّابيون في مواسم العمرة، في مواسم الحج، تدخل من تحت الأبواب، تدخل وتغسل العقول. أضف إلى ذلك مليارات الدولارات التي وضعوها في تفخيخ الفكر أولاً قبل تفخيخ الصبية والأطفال وغير ذلك، لأنّ هذا التفخيخ واضح، واضح أنه مرفوض في الإسلام، قتل الأطفال مرفوض في الإسلام، لا الأطفال المسلمين ولا غير المسلمين، ممنوع، الإسلام يحرّم قتل الطفل والمرأة والشيخ العجوز وقطع الشجر إلى آخره.<o:p></o:p>فممنوع، لا يجوز هذا في القتل، لكن دعني أقول وأذكّر مرّةً أخرى أنّ ابن عبد الوهاب حينما وقف وقال كل ما تحت الطباق السبع كافر، كلّ ما تحت الطباق السبع كافر، مشرك، ومن يقتل مُشرِكاً دخل الجنة، فأخذوا هذا الفقه، أخذوه ونشروه وكتبوه وصاروا كل سنة يأخذون ضعاف النفوس من سوريا أو من غير سوريا، من البلاد العربية ومن البلاد الإسلامية، فيدرّسونهم هذا الفقه التكفيري القاتل في الجامعة الإسلامية في المدينة أو في أمّ القرى أو في جامعة محمّد بن عبد الوهاب، ويدرسونه دراسة كافية، ويخالفون في ذلك ما جاء في القرآن كما تفضّل ضيفك من القاهرة، يخالفون في ذلك ما ورد في الصحاح، في الصحاح، في البخاري، في الجزء الثاني، بحث 428 على ما أعتقد، مناقب النبوّة، في بحث مناقب النبوّة، "إني والله لا أخشى عليكم الشرك من بعدي"، هذا كلام رسول الله. أنصدّق رسول الله أم نصدّق ابن عبد الوهاب الذي يقسم أنّ ما تحت الطباق السبع كلّهم مُشرِكون؟ نصدّق رسول الله، نحن المسلمون يجب علينا أن نصدّق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، لا نصدّق محمّد بن عبد الوهاب ولا ابن تيمية ولا القتلة ولا الذين ميّزوا. تعالوا معنا، هذا ناصر الدين الألباني حين يضع ابن تيمية في الميزان، يقول عجباً لهذا الرجل تراه يركض خلف الحديث الصحيح فيكذّبه ويضعّفه، ويلهث وراء الأحاديث الموضوعة فيقوّيها ويستشهد بها.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: دكتور علي، إذاً، إذا سمحت، إذاً هذا الذي أرسل ابنته بعد أن فخّخها يتصوّر أنه يتقرّب إلى الله زلفا، وأنه سوف يذهب إلى الجنة. دعني أعود إلى القاهرة، من فضلك. <o:p></o:p>أستاذ أحمد الرجال فخّخوا أنفاسهم فصمتنا، النسوة فخّخن أنفسهن وأرواحهن وأجسادهن فصمتنا. وصل الأمر إلى الطفولة، إلى الأولاد فصار الأولاد يقتلون وهم الذين يقيمون الحد الشرعي على الجنود، على المنحرفين في زعم داعش والنصرة والقاعدة فصمتنا.<o:p></o:p>بربك يا أستاذ أحمد، إلى متى هذا الصمت؟ أين العلماء؟ أين المؤسسات؟ أين الجامعات؟ أين أصحاب النخوة؟ أين القائلون لا إله إلا الله محمّد رسول الله؟<o:p></o:p>هل ماتت هذه الأمّة والسلام عليها ورحمة الله وبركاته؟<o:p></o:p><o:p> </o:p>أحمد ماهر: في الحقيقة لا بدّ من أن تكون المسؤولية ليست مسؤولية فقط من يسمّون أنفسهم بأهل العلم أو الفقهاء، لكننا أصبحنا الآن في مسؤولية كبرى تخصّ كلّ فرد، كل مسلم، فالإسلام لم ينزل لأهل المدينة المنوّرة ولم ينزل لأهل الأزهر ولم ينزل لأهل الجماعة الإسلامية في إسلام أباد أو المدينة المنوّرة أو خلافه، إنما نزل الإسلام للناس جميعاً ليخاطب الناس فرداً فرداً، كلٌ وفق طاقته. نحن لسنا مسؤولين عن فقه شيخ الأزهر، شيخ الأزهر له فقهه، هو مسؤول عنه، وله عقليته وإدراكه هو مسؤول عنه، لكن أنت أيها المسلم مسؤول عن إدراكك. وللأسف تخلّى المثقّفون في هذه الأمة عن العلم الديني وتركوا الغوغائية تتصدّر المشهد الفقهي، وبالتالي صارت كتيّبات تُطبَع بأموال البترو دولار وتوزَّع بالمجّان، منها يستقي، هذا أبو فهد السوري أو أبو نمر السوري يستقي معلوماته بالمجان، يستقي معلوماته من مساجد بعد صلاة الفجر يجلسون فيها ليتسامروا حول الفقه الدموي لبني أمية، وهم لا يدرون أنهم يكفرون بالرحمن. <o:p></o:p>للأسف، لا بدّ لكلّ مسلم أن يعلم طالما أنه يفخر بالفتوحات الإسلامية أنه يكفر على الأقل بـ50 آية من كتاب الله، لا بدّ لكلّ مسلم حينما يقرّر أنّ المرأة ناقصة عقل ودين أنّه كفر بآيات كثيرة في كتاب الله تمدح، وضرب الله مثلاً للذين آمنوا، فضرب مثلاً بآسيا امرأة فرعون وهي إمرأة وضرب مثلاً بمريم ابنة عمران أمرأة، ضرب مثلاً بامرأة عمران، ضرب مثلاً ببلقيس ملكة سبأ، ضرب مثلاً بالسيّدة خديجة رضوان الله عليها لماذا نتركها. كل هؤلاء نساء ومع هذا تمنطقنا واعتقدنا بالمرويات الأموية التي تقول أن المرأة ناقصة عقل ودين، لماذا؟ لأننا هجرنا القرآن. لا يهمنا الواقع إذا كانت أنجيلا ميركل إمرأة تقود ألمانيا أعظم قاطرة صناعية في العالم، لا يهمنا إذا كانت أنديرا غاندي نجحت مع الهند، لا يهمنا إذا كانت مارغريت تاتشر نجحت مع إنكلترا، لكن نحن ننجح تماماً مع المرويات المخالفة للقرآن، نحن لا نشعر بالقرآن، البترودولار أعمل مصله فينا، فصرنا خواء من القرآن، صرنا أمّة لا تعبأ بالقرآن.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: أستاذ أحمد، وقبل ذلك بتنا خواء من العقل والعقلانية. أمة أقرأ أصبحت أمة فخّخ وأمة إذبح.<o:p></o:p>مشاهدينا سر يا حصاني قبل أن يطول لساني. فاصلٌ ثمّ نعود إليكم.<o:p></o:p><o:p> </o:p><o:p> </o:p>المحور الثاني <o:p></o:p><o:p> </o:p>(مشاهد فيديو)<o:p></o:p> <o:p></o:p>يحيى أبو زكريا: مشاهدينا أهلاً بكم من جديد. عدنا والعود أحمد، ومن أدرك حلقتنا الآن، نحن نعالج موضوع تفخيخ الطفولة وإعداد أبنائنا للتفجير والذبح والسلخ، بدل أن نُعِدّهم للثقافة وريادة العالم وقيادة الحضارة وصناعة الدور في المسرح الدولي.<o:p></o:p>دكتور علي الشعيبي، والله كم أحزن عندما أجول في شوارع أوروبا أو أحاضر هنا وهناك في تلكم القارة، عندما أرى الطفل هو خط أحمر بالنسبة للمجتمع الغربي، والطفل مقدَّس، يستطيع الطفل أن يأخذ أباه أو أمه إلى السجن إذا إدّعى أنّه ضُرِب من قبلهما، كيف تُعَدّ الاستراتيجيات والبرامج لإنتاج أجيال رائدة وقائدة، مدارس للمتميّزين والعباقرة. أما في بلادنا، الحكومات العربية تذلّ الطفل وتركسه في الأرض حتى لا يرفع رأسه أبداً، وجاءت الجماعات التكفيرية أيضاً أرسلته إلى الموت.<o:p></o:p>أيّ واقعٍ هذا؟ ألم يقرأ التكفيريون عما ورد عن الإحسان إلى الطفل؟ ألم يقرأوا ما قاله رسول الله إن الذي يقبّل ابنته ليس له إلا الجنة وأنّ الذي يُحسن إلى أبنائه له الجنة، وأن الرسول كان يقبّل يد الفلاح والعامل ويقول هذه يد يحبها الله ورسوله؟ أين أصبحت هذه التعاليم دكتور علي؟<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: أحسنت سيّدي والله إنه سؤال جميل وكل ما تطرحه جميل. <o:p></o:p>أولاً دعني أبدأ بالقرآن، الآية التي مرت علينا يجب أن نعود فنؤكدها، "قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم"، سورة الأنعام، الآية 140. هذه الآية، "قتلوا أولادهم"، لماذا؟ كيف قتلوهم؟ سفهاً، جهلاً، بغير علم. ما هو علمهم؟ جدهم المعاصر هذا الأردني الذي قتل في العراق ثلاث مرات يقدم على شهادة صف تاسع، ثلاث مرات يرسب ولا يأخذها.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: تقصد أبا مصعب الزرقاوي.<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: هم يتمتعون بالجهل، الزرقاوي يا سيّدي ثلاث مرات تقدّم على شهادة صف تاسع وواحدة من هذه المرات الثلاث كان مسجوناً في الأردن وأتيحت له ظروف في السجن وفشل في أخذ هذه الشهادة، إنما استطاع أن ينجح في السفه، استطاع أن ينجح في الجهل، استطاع أن ينجح بكل ما هو معادٍ للإسلام ويحمله على الإسلام.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: دكتور علي، نجح في أن يصبح أميراً للمؤمنين.<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: نعم ويحمّله عن الإسلام، هذا هو الإسلام. لاحظت؟ هذه واحدة.<o:p></o:p>الأمر الثاني، تفضّلت جنابك تحدّثت عن الحديث، يا سيّدي كما هو معلوم، الرسول قال "من له ثلاث بنات، من يُحسن تربيتهنّ، يُسقيهنّ، يكسوهنّ، يُطعمهنّ، دخل الجنة"، لم يقل الرسول يفخّخهنّ، يزوّجهن وهنّ طفلات، يضع أحزمة ناسفة، يُرسلهن إلى المخافر. يا سيّدي في هذه السنوات الأخيرة، في سوريا التي تعاني من هؤلاء المجرمين منذ ستّ سنوات في سوريا أو في العراق، آلاف مؤلّفة من الأطفال مزّق أجسادهم الطريّة الـTNT، مزّقت أجسادهم، طفل عرضوه على الشاشة السورية جاء به هؤلاء المسلحون ليقتل عقيداً طيّاراً، طفل، وشرح للناس كيف قتل العقيد الطيّار، كيف ذبحه ذبحاً. <o:p></o:p>الآن دعنا نفتح ملف شيء من التاريخ الإسلامي الصحيح، نحن نعلم أنه في واقعة بدر، تقدّم البراء ابن عازب وعبد الله ابن عمر ليذهبا في الواقعة، ولكنّ رسول الله خوفاً على طفولتهما الراشدة، نحن إذا تذكّرنا أن الطفولة ثلاثة مراحل، الطفولة المبكرة والطفولة الوسطى والطفولة الراشدة، كانوا في طفولة راشدة مع ذلك رفض رسول الله خوفاً عليهما من القتل، فوقف البراء على رأس أصابعه ليظهر طويلاً. <o:p></o:p>تعال معي إلى حادثة في التاريخ رائعة جداً. هناك أحد أحفاد عمر بن عبد العزيز، من أحفاده اسمه نوح ابن عبد الله ابن عمر ابن عبد العزيز. نوح هذا كان شاعراً، وهو طفل كتب قصيدة أو ارتجل قصيدة ينفي فيها وجود الذات الإلهية. لاحِظ، لمّا جاء المهدي ابن أبي جعفر المنصور وأقام ديوان الزنادقة جيء بنوح هذا، جاؤوا به ليقتلوه، فسأله نوح لمَ تقتلني، قال أنت الذي ينكر وجود الله، أنت صاحب هذه القصيدة، قال نعم ولكنني قلتها مذ كنت طفلاً، وليس لك من الحق لا في الإسلام ولا في الشرع ولا في أي فقه كان أن تقتلني، فاستشار المهدي فقالوا كلام نوح صحيح، فتركه. <o:p></o:p>فلنترك نوح، نأتي إلى رجل اسمه شيبان، أيام عمر ابن الخطاب. شيبان عنده أبوان كبيران في السنّ، فيأتي شيبان يترك أبويه ليذهب إلى الجهاد، فشكاه أبوه إلى عمر، فقال شيبان يقول أبوه المخبر السعدي اسمه أيتركني شيبان في كل ليلة لقلبي من خوف الفراق وجوب ويخبرني شيبان أن لم يعقني تعقّني إذا فارقتني وتحوب، تأثم أيضاً، فلا يجوز قتل هذا الإنسان وهو ناضج.<o:p></o:p>في عالم الطفولة أيضاً في الإسلام، لا يجوز قتل الجنين في بطن أمّه، لا يجوز، لا يجوز إطلاقاً إلا في حال واحدة، في حال واحدة إذا كان مريضاً أو يسبّب ضرراً أو أو أو، فكيف به وقد خرج وله حقوق. أنت تحدّثت وتفضّلت عن أوروبا. في عام 1989 ظهر في أوروبا وفي أمريكا قائمة طويلة عريضة من حقوق الطفولة، حقوق الطفولة، إذا استعرضنا ما ذكره الغزالي في كتابه الإحياء، عقد الغزالي في الإحياء باباً خاصاً لحماية الطفولة وتحدّث عن الطفولة، ومن هذه الأبواب العظيمة التي أكّدها الإسلام وذكرها حق الحياة، فهذا الذي، هذا عبد الرحمن الشداد الذي جاء وقتل ابنته بيده، ويله وويلٌ له وويلٌ لمن يؤمن بما فعل. ماذا، تصوّر معي أنه سيأتي يوم يقوم الأشهاد وستناديه تلك الطفلة، بما قتلتني يا أبتي، بما قتلتني، من قال لك أنك مجاهد، من قال لك أنك مقاتل، من قال لك انك متقيّد بالإسلام، أتقتل طفلتك، أتقتلني وأنا طفلة وتقسم حياتي وتحرمني النشأة الأولى والثانية والثالثة، تحرمني كل ما كتب الله لي في الحياة تحت دعواك الباطلة الفاسقة الفاسدة التي أخذت عن كتب هؤلاء التكفيريين، هلاّ راجعت قرآنك، هلاّ راجعت الأحاديث، هلاّ راجعت سيرة السلف الصالح، هلاّ راجعت الحق والحقيقة، أنقص الرجال، لأفنيتم يا معشر المسلّحين، لم يعد لم يعد لديكم من مقاتلين، لم يعد لديكم رجال فجئتم إلى الأطفال تفخّخونهم، تضعون الأحزمة عليهم، ترسلونهم وقد استقبلهم مخفر الشرطة، استقبل هذه الطفلة على أنها ضائعة فتصوّر من يقول لك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تقول له عليك السيف والدمار والقتل. <o:p></o:p>هذه ثقافتهم، هذه ثقافة الإجرام، قتلوا الأطفال، نعم، آلاف مؤلفة من الأطفال قتلت في سوريا، انتزعوا قلوباً، نعم، وأكلوا الأكباد، نعم، بل يا سيّدي في الرقة بلدي الحزين الدامي، رجلٌ من هؤلاء الخبثاء قتل أمّه، ذبح أمّه في ساحة مدينة الرقة، ذبحها صائمة، مصلّية، كلّ ذنبها أن قالت له يا ابني حرام عليك والله فعلك الذي تقوم به هذا، ودعني أقولها بلهجتنا الأعروبية الرقية، حرام عليك يا وليدي والله تراك هذا الذي تقوم به لا قال الله عنه ولا قال عنه محمّد اتق الله يا ابني. كان جزاء هذه النصيحة أن جاء بها وقال لأتباعه من هؤلاء انظروا هذه أمّي وأنا قاتلها، فذبحها ذبحاً وألقى برأسها في وسط ساحة الرقة عند الساعة.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ووالله يا أستاذي العزيز، دكتورنا الغالي، الله يمهل ولا يهمل، وسوف يجازى كل هؤلاء الذين أساؤوا إلى رسول الله وأساؤوا إلى الإسلام.<o:p></o:p>أما فاطمة التي قُتِلت في حي الميدان، فرحمها الله تعالى، لأنها كانت بريئةً صغيرة، لا تعلم ما دبّره لها أبوها للأسف الشديد. حسبي الله ونِعم الوكيل، حسبي الله ونِعم الوكيل.<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: (يبكي)<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: يا دكتور علي، دكتور علي، دموعك غالية علينا، دكتور علي دموعك غالية علينا ودموع كل سوري غالية علينا ودموع أي رجل من الجيش العربي السوري غالية علينا وكل الأحرار في سوريا، ومن الجيش المصري ومن الجيوش العربية غالية علينا، وإن شاء الله سينتهي هذا الإرهاب بإذنه تعالى وسوف نروّج ونصنع فكر التحرير لا فكر التقتيل والتكفير.<o:p></o:p>أستاذ أحمد، الأطفال في العراق سُخّروا في عمليات انتحارية، الأطفال في سوريا، سابقاً في الجزائر، في ليبيا اليوم أيضاً الأطفال يسخَّرون، في تونس، في كل منطقة عربية وإسلامية. إذا كان الأطفال في خط الانحدار والخطر، هذا يعني أنّ المستقبل العربي سيكون خطيراً أسوداً إلى أبعد الحدود؟<o:p></o:p><o:p> </o:p>أحمد ماهر: نعم، ولكن للأسف، أنا أريد أن أقول كلمة قبل أن أجيب عن هذا السؤال، فقد عهدت في قناة الميادين أنها قناة هادفة تحافظ على الهدف. لقد شرح الدكتور علي شرحاً مستفيضاً ولكنه مأساوي، وأظنه أصاب وأظنه على حق حين أسهب. يا أخي الفاضل لا يصحّ أن نتحدّث مع الفلاحين في المزارع ومع العمال في المصانع ومع ومع ومع ونقول لهم هذه الكتب لا تقرأوها أو ذلك هو فقه ابن تيمية أو فقه الوهّابية أو فقه كذا أو كذا، فهم لا يملكون من أمرهم شيئاً، إنما يجب علينا أن نخاطب الحكومات، نخاطب المعاهد التعليمية العلمية الفقهية كالأزهر وخلافه، أين هم من الله؟ أين هم من الواجب؟ أين هم من العقل؟ <o:p></o:p>حينما يكون في سوريا مثلاً المسجد الأموي، لماذا لا يقيّمون الفقه الأموي قبل أن يشيدوا المسجد الأموي؟ حينما يكون في مصر شارع اسمه شارع السلطان سليم الأول، سليم الأول هذا هو أول من أرسى دعائم دولة الخلافة في مصر وقتل أباه وقتل إخوته وقتل السلطان الغوري وقتل طومنباي وقتل 60000 مصري ورحّل مَهرَة الصنّاع إلى الاستانة ثم صنعوا شارعاً باسمه في القاهرة؟ هؤلاء لا عقل لهم، نحن نتحدّث مع دول لا عقل لها ورؤساء وقائمين على الأمر لا عقل لهم وناس في الأزهر وفي الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة لا عقل لهم. نحن نتحدّث عن الطفولة، نعم، قبل الطفولة الدماء، أين حرمة الدماء؟ حتى نقول أنها طفولة أو جنين في بطن أمه أو رجل، حرمة الدماء أين هي من كتبنا؟ أم أن حرمة ابن تيمية وأنه شيخ الإسلام صارت هي الأظهر وهي في الصدارة وفي الموقع الأكبر؟ <o:p></o:p>يا أخي الفاضل يجب أن يكون هدفنا استراتيجيته واضحة، استراتيجية ان نتحدّث نحن في دول نظامية، دول مؤسسات، هذه المؤسسات هي التي تؤثّر على الفلاح في حقله وعلى الصانع في مصنعه وعلى الموظّف في مكتبه وعلى كل السائرين في الشوارع والطرقات والبيوت وفي محطات الإذاعة والتلفزيون. أين هذه التنظيمات الإدارية الحكومية من الأزهر؟ أين هذه التنظيمات الإدارية الحكومية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة؟ أين هذه التنظيمات من الجامعة الإسلامية في إسلام أباد؟ أين هؤلاء من الله عزّ وجل؟ <o:p></o:p>إذاً لقد أسهبنا في الطفولة، نعم، وأنا أعلم أن البرنامج عن الطفولة، نعم، أعلم تماماً، لكن لا يمكن أن أغادر موقعي هذا إلا وإذا تحدّثت عن المسؤولية، لا يمكن أن أتباكى وأبكي على طفولة بريئة نحن نذبحها ونذبح مستقبلنا، نحن نصنع التشرّد، صنعنا بالروث الفكري تشرّداً شعبياً للأمة الإسلامية من دون أن ندري، كل هذا لأن وزارات الثقافة نائمة والوزارات الدينية نائمة، وكله ينقل بلا عقل نقلاً بلا عقل، لا يوجد أحد لديه عقل في الأمة الإسلامية، لا يوجد أحد مسؤول يستيقظ ويعلم أن هذا عبد الرحمن أبو نمر السوري هذا ليس الأول وليس الأخير، لا يعرف أحد أن أحداً جاء وراء واحد مسيحي وذبحه بسكين في الاسكندرية، وأنّ هناك حارساً في تركيا قتل من يحرسه، سفير، وقتله من وراء ظهره باسم الله. <o:p></o:p>يا ناس هذه ظاهرة صارت مضرب الأمثال في الدول الإسلامية ويجب علينا أن نقف وقفة أكاديمية منهجية، وقفة إدارية قانونية تجاه هذه المناهج التي ندرسها ونعظمها ونضعها على رؤوسنا، ونقول أنّها دين الله، هكذا نكون أخذنا بثأر فاطمة. ثأر فاطمة لا يمكن أن يأتي بالرثاء عليها والبكاء عليها وعلى الطفولة، ثأر فاطمة يأتي بالخطوة التالية لتصحيح كل ما فات من 1300 سنة، من 1300 سنة، من أكثر من 1300 سنة، من ساعة عندما قال الإمام مالك إن بسم الله الرحمن الرحيم ليست من الفاتحة، من هذه الساعة. لا بدّ من إعادة القاعدة المعرفية لدين الإسلام، يعاد مرة أخرى معرفة دين الإسلام على قوائم إبراهيم وعلى سنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم اتّباعاً وليس تقليداً، اتّباعاً وليس تقليداً، هكذا يجب أن تكون الأمة العاقلة، أما أمة بلا عقل فلا والعياذ بالله أمة لا فائدة منها ولا يُرجى منها خير وستقتل فيها الفواطم جميعاً وعائشات كلهن وكل النساء ستقتل ولن يغيثهن أحد.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: ويبدو أستاذ أحمد أننا نجدّد في كلّ يومٍ ذكرى كربلاء عندما سُبي نسوة آل البيت إلى الشام، وما زالت المسألة تتكرّر للأسف الشديد، كانت في كل عام، اليوم في كل يوم.<o:p></o:p>دكتور علي، إذاً نحن نحتاج إلى ثورة معرفية ابستومولوجية ثقافية بكل المعايير، ثورة في الفهم الإسلامي، في الخطاب الإسلامي، في المعتقد الإسلامي، في علم الكلام، في علم التفسير، في النصوص. المسلمون كانوا وما يزالون ببغاوات، يرتقي الشيخ المنبر، يخلط ويثبت ويذهب يمنة وشمالا، والمسلمون صامتون لا أحد يقول له يا هذا توقف ماذا تقول، من منبري هذا يخرج ثورة ضدّ الأمة، يدعو إلى الذبح والمسلمون صامتون. لكن والله بحّت الأصوات، والله جفّت المآقي. كيف نبدأ ومن أين نبدأ إذا وسائل الإعلام مهتمة بالراقصات والناشزات وقضايا السحر والشعوذة أكثر من العقل والفكر؟<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: أحسنت، أحسنت. أولاً فلنضع هذا المثال أمامنا، تجد أحياناً رجلاً يُعدّ نفسه من رجال الدين أو من العلماء قضى 50 سنة، 60 سنة وأحياناً 70 سنة، إذا كان من ذوي الأعمار، ومع ذلك حين تسأله عن مسألة ما يعود فيفتيك، يفتيك عمّا مرّ من قبل 1400 سنة أو 1300 سنة. إذاً ماذا كنت تفعل خلال 60 عاماً؟ ماذا كنت تفعل؟ قل لي بربّك. إننا نجد أنفسنا أمام مجموعة من الناس ظلموا الإسلام أولاً وظلموا المسلمين، ظلموا الأمّة حولهم، وهم عبارة عن تبّع، همج، رُعاع، لا اجتهاد لهم، لا قوة فكرية عندهم، لا وقوف بالفكر، الوقفة التي يجب أن تنطلق الأمة منها. آلاف مؤلفة من الأطفال، مئات الألوف من الذين استشهدوا على يد هؤلاء المسلحين من الرجال والشباب والجنود والأطفال والنساء، ثمّ بعد ذلك ماذا يحدث؟ يحمّلونك منية، يقولون لك جددنا الخطاب الديني، فيأتون لك بكم عبارة حديثة من العصر الحديث على أنها تجديد للخطاب الديني، على أنها تجديد للفكر الديني، على أنها شيء جديد، هذا الأمر كله لا يجدي. <o:p></o:p>أعطيك مثالاً واقعياً. في هجماتهم الأولى في ثمانينات القرن الماضي على السوريين، فجّروا مدرسة في الأزبكية، مدرسة أطفال، سقط فيها حوالى 400 طفل، بعض الأطفال تدحرجت عيونهم في الزقاق الذي كانت فيه المدرسة، مدرسة أطفال، مدرسة الأزبكية في حي الأزبكية في دمشق. الآن بعد 30 سنة وأكثر ماذا حدث؟ أمّ ذلك المجرم القاتل الذي فجّر المدرسة ثم بعد ذلك لقي جزاءه، أنشأت أبناءه، أبوك بطل، أبوك مجاهد، أبوك كان مقاتلاً، يجب أن تقاتل، يجب أن تجاهد. أين الفكر الذي يقوم على دراسات علم نفس الطفولة ليغيّر الحال النفسية التي يعيشها أطفالنا اليوم؟ أين الفكر الذي يجب أن يوقف رجال الدين وعلماء الدين عند حدّهم ويقول لهم إنّ الله لا يستحي من الحق، تعالوا جدّدوا، أبدعوا، ما كتب هؤلاء لكم، الشافعي وأحمد ومالك وأبو حنيفة وجعفر، ما كتبوا لعصركم، كتبوه لعصرهم، اكتبوا أنتم لعصركم واستشرفوا المستقبل، بل إنّ شاعرنا يخجل أن يستشرف المستقبل فيقول لك ما مضى مضى والمؤمَّل غيبٌ ولك الساعة التي أنت فيها. يا رجل حتى استشراف المستقبل من خلال رؤية الواقع محرومون منه، محرومون منه لقلّة التفكير، لقلة الإبداع، لقلة العطاء. نحن عبارة عن واحد نقل، ينقل، 2 اتباعيون نتبع، أما الإبداع والعطاء ودراسة العصر وما تحتاجه الأمة وما يحتاجه الدين وما تحتاجه الحياة، هذا أمر نعتبره كفراً ويجب أن لا نُقدم عليه.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: دكتور علي، وعندما تقارن بين أمتين نحن والغرب دعنا نقول بصراحة، هم سكنوا في المستقبل ونحن نسكن في الماضي. كل المؤتمرات والندوات التي تعقد في أوروبا تناقش الفضاء في سنة 2030، التطوّر الزراعي سنة 2020، مواجهة تحديات المناخ والطقس وما إلى ذلك، ونحن ما زلنا في قالوا وقلنا، ذكروا وذكرنا. <o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعبي: دكتور، دكتور، اسمح لي.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: وقتي انتهى للأسف الشديد. كليمة.<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: الأدب، الأدب الأمريكي يتحدّث عن، في رواياته قصص عن  الفضاء، بعد 300 سنة تنزل مركبة من الفضاء فيرون إنساناً وقع على قارعة الطريق ونزل منه دم فتقول قائدة المركبة، تقول في الحوار نحن لم نرَ دماً من 300 عام إلا في المخابر.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: حدّثوا حتى الشعر ونحن ما زلنا في الماضي. <o:p></o:p>دكتور علي الشعيبي شكراً جزيلاً لك كنت معنا من سوريا الحبيبة أمّنها الله تعالى وتجتاز هذا القطوع قريباً إن شاء الله.<o:p></o:p><o:p> </o:p>علي الشعيبي: آمين، آمين.<o:p></o:p><o:p> </o:p>يحيى أبو زكريا: الأستاذ الفاضل أحمد ماهر من مصر الحبيبة أمنها الله تعالى وإن شاء الله تستقر وتعود مصر رائدة للعالم العربي شكراً جزيلاً لك.<o:p></o:p>مشاهدينا وصلت، لا أقول حلقتنا، وصلت نكبتنا، لا أقول إلى تمامها، إلى لا تمامها لأن النكبة ما زالت مستمرة. <o:p></o:p> هذا يحيى أبو زكريا يستودعكم الله الذي لا تضيع أبداً ودائعه.<o:p></o:p>