الأقصى.. جرائم الاحتلال وصمت العرب
أُعلِن النفير العام في الأراضي المقدسة. فوجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين في الساحات، كمن يتضامن مع نفسه. لم يحرّك الشارع العربي ساكناً اللهمّ إلا من بعض الوقفات والخطوات التضامنية الخجولة جداً. سكت الدعاةُ ومفتو السلاطين عن كلام الحق، بعد أن أفتوا للحرب والدمار والذبح في دول عربية أخرى. لم يعيروا اهتماماً لكل الممارسات والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، ربما لأنّهم منشغلون بحجز مقاعد على قطار التطبيع، يقول أحد الكتّاب. لأول مرة منذ نحو نصف قرن تمنع إسرائيل الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. المرةَ الأولى كانت عندما اقتحم الأسترالي المتطرف دنيس مايكل روهان المسجد الأقصى وأشعل النار فيه. قالت وقتها غولدا مائير عبارتها الشهيرة: نحن أمام أمة نائمة. وقال آخرون: نحن أمام أمة خائنة، لأنّ الأمةَ التي تصِمُ أنبل حركات التحرر والمقاومة لديها بأنها إرهابية هي أسوأ الأمم. والأمة التي يقاتل بعضها بعضاً ويستقوون بالغريب على بعض هي أمة لا تستحق الحياة. تستغل إذاً دولة الاحتلال التشرذم الذي يعيشه العرب والمسلمون لتعيث فساداً في الأراضي المقدسة، ولتعلن أنّ الأمر لها في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، ضاربة عرض الحائط كل منظمات وهيئات المجتمع الدولي. قد تكون العملية البطولية الأخيرة التي استشهد خلالها 3 فلسطينيين أحدَ أسباب التصعيد الإسرائيلي. لكنّ ما جرى في الرياض والقمة التي عقدها الرئيس الأميركي مع قادة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية ربما أعطى الضوء الأخضر لتمادي إسرائيل في جرائمها وممارساتها. هل هذا صحيح؟ لماذا يصمت العرب والمسلمون والعالم عن جرائم إسرائيل؟ وإذا لم يغضب العربُ اليوم فمتى يغضبون؟ لماذا ترتفع أصوات التطبيع مع دولة الاحتلال في الوقت الذي تستمر فيه بانتهاكاتها وسياساتها التهويدية؟ وعن أي رؤيةٍ أو مفاوضات يتحدث الغرب وسط هذا المشهد؟