المرأة العربية على صفيح الحروب والسياسة
من النيابة إلى الوزارة إلى المقاومة إلى قيادة السيارة، أي دور للمرأة العربية في حروب وسياسة الوطن العربي؟ هل تشارك المرأة العربية فعلاً في القرار أم أن إشراكها هو فقط لحفظ ماء الوجه؟ ماذا تقول المرأة العربية عن حاضر ومستقبل الأمة، وكيف تنظر إلى القضايا المصيرية الراهنة؟
نص الحلقة
<p> </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أهلاً بكم أعزّائي المُشاهدين إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج "لعبة الأمم" عبر قناة "الميادين". ما أشطرنا في الحديث عن المرأة وقول الأمثال والحِكم، مثلاً " إن المرأة نصف المُجتمع" و"خلف كلّ رجلٍ عظيم امرأة"، أو "الأُمّ مدرسةٌ إن أعددتها أو إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيّبَ الأعراق". ما أشطرنا في قول كلّ ذلك وما أبطأنا نحن معشر الرجال العرب في القبول بأن تُصبِح المرأة فعلاً نصف المُجتمع في المناصب والإدارات والوظائِف. هلّ نستطيع استحضار الثورة الجزائِريّة من دون "جميلة بو حيرِد"؟ هلّ نتذكّر مقاومة (لبنان) لـ (إسرائيل) عام 1982 من دون "سناء محيدلي" و"وفاء نور الدين" و"سهى بشارة" و"يسار مروّة" و"لولا عبّود" وغيرهنّ؟ هلّ نتذكّر الثورات التي أطاحت أنظمةً عربية من دون الفتيات والنساء اللواتي ملأن الشوارِع؟ هلّ ننسى دور نساء الجنوب والبقاع اللبنانيين ونساء (غزّة) و(فلسطين) وهنّ يُقاتِلنَ أو يُقدِّمنَ الأكلَ والخُبزَ تحت القصف والدمار للمقاومين في حروب (إسرائيل) الأخيرة؟ مع ذلك، فجلدُ الذات ليس مُناسِباً. هذه (الجزائِر) و(تونس) و(السودان) وغير هذه الدول مثلاً تتقدّم كثيراً في منح المرأة مكانة برلمانية جيِّدة، وفي دول أُخرى صار التمثيل السياسي والإداري للنساء يصِل إلى مُستويات مقبولة أو عالية، لا بلّ أنَّ في بعض الدول التي لا يزال فيها التمثيل ضعيفاً في البرلمان فإنّ المرأة استطاعت أن تُصبِح رئيساً لمجلِس الشعب أو نائِباً للرئيس أو مُستشارة رئاسية كما هي الحال مثلاً في (سوريا) رغم الحرب، بينما في دُوَل من المُفتَرض أن تكون طليعية في دور المرأة كـ (لبنان) فإنّ التمثيل النسائي البرلماني لا يزال ضعيفاً جدّاً. الوضع العربي بشكلٍ عام إذاً يتحسّن ولكن ببطء، لا بدّ من أن يتحسّن في المُستقبل لا بلّ هذه المرأة السعودية باتت قادرة على قيادة السيارة ونُبارِك لها مع الأمل أن يكون في ذلك فاتِحة لحرّيات أُخرى تحصل عليها كحقّ وليس كمنّة من الرجل. وفي (موريتانيا) حيثُ المرأة تحتلّ مكانة مُحتَرمة في المُجتمع لم يعُد غريباً أن نرى فنّانةً مُبدِعةً مثل "المعلومة بنت المِداح" تُصبِح منذ سنوات عضواً في مجلِس الشيوخ. لا نُريد في هذه الحلقة أن نُقدِّم إحصائيات ونشرح أين هي المرأة في البرلمانات والإدارات والوزارات، ربّما نمرّ على ذلك سريعاً، لكن كثيرون قدّموا برامج وافية عن هذا الأمر. سنُحاول أن نفهم كيف تنظُر المرأة العربية إلى قضايا الساعة؟ كيف تُتابع مثلاً الحروب في (سوريا) و(اليمن) و(ليبيا) و(العراق) والاشتباكات في (مصر) والإرهاب على مُستوى العالم؟ هلّ تُفضِّل المقاومة أم الصُلح والسلام؟ ما هو موقفها من العروبة؟ ماذا تطرح من أفكار لنهضة الوطن العربي والخروج من فخاخ الفِتَن؟ ولكي نناقش كلّ ذلك يُسعدني أن تكون معنا الليلة مجموعة من السيّدات العربيات من دون أيّ رجُل. أُرحِّب بكلٍّ من "هند الفايز" من (الأُردن) نائِب في البرلمان الأردني، أهلاً وسهلاً بكِ</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: لا يا سيّدي، نائِب سابق</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: نائِب سابق، نعم. بالنسبة لنا نائِب دائِم، أهلاً وسهلاً بكِ دائِماً</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: الله يخلّيك</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: من (سوريا) عضو مجلِس الشعب السوري وأُستاذة العلوم السياسية "أشواق عبّاس" في جامعة (دمشق)، أهلاً وسهلاً بكِ </p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: مساء الخير لحضرتك ولجميع المُشاهدين</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أهلاً بكِ. ومن (مصر) معنا الكاتبة الصحافية في جريدة "الأهرام" " هند الضاوي"، أهلاً وسهلاً بكِ أيضاً، وهنا في الاستديو أُرحِّب ترحيباً كبيراً بالسيّدة "سمر الحاج"، إعلامية وناشِطة سياسية، ناشطة جداً. أهلاً وسهلاً بكم جميعاً إلى هذه الحلقة من "لعبة الأُمم"</p>
<p><strong><u>المحور الأول</u></strong>:</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أهلاً بكم جميعاً أعزّائي المُشاهدين وأهلاً بضيوفي أو ضيفاتي الكريمات، في الواقع سعيد جداً أن نُناقش كلّ ذلك فقط مع النساء هذه الليلة. أبدأ معكِ سيّدة "سمر"، سعيد بحضورِك معنا</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: شكراً أنا أسعد طبعاً</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: آخر حدث نسائي حصل أنّه في (السعودية) المرأة بدأت تقود السيارة. البعض يقول أنّه أمرٌ عابر ولا يتعلّق بالديمقراطية والبعض الآخر يقول لا، هو في سلسلة أمور تُقدِم عليها (السعودية) من أجل مرحلة جديدة مُقبلة فيها الكثير ربما، بما فيها الفنّ والموسيقى والمسرح. أي بخطّة (السعودية) عام 2030 كلّ ذلك مذكور. ما هو موقفكِ مما حصل؟ هلّ هي خطوة كبيرة؟</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: بالنسبة إلى السعوديات وما يحدُث هناك قد تكون بالنسبة لهنّ أنّ هذه خطوة عظيمة وجبّارة تمكّن من إنجازها. سواء أكان هناك بالفعل حراك جاد وليس نسائياً فقط بل على صعيد المواطنين في اتجاه إعطاء هذه المرأة أقلّ حقوقها التي تُطالِب بها. موضوع قيادة السيارة بالنسبة لهنّ مُهمّ كثيراً ولكنه بالنسبة لي في الظرف الحالي واللحظة الحالية لا أجد أنّه هو الإنجاز. أنا أجد أنّ الإنجاز الأكبر أن تتم المُطالبة بمواطَنة ولكي لتتمكن من المُطالبة بمواطِنة لا بدّ وأن تستنِد إلى قانون، وطالما إلى الآن في المملكة العربية السعودية لا يوجد دستور فلا أعلَم من أيّ باب قانوني ممن أن تدخل السيّدة السعودية. هنيئاً لهذه القيادة، نوع من فكّ القيد</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ولا بدّ من تشجيعه في النهاية</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: نُشجِّعه أكيد، جيِّد خطوة إلى الأمام. "أم كلثوم" نُشاهدها على التلفزيونات وأيضاً خطوة إلى الأمام ولو أتت متأخّرة، ولكن المُطالبة بالمواطنة الحقّة ربما تفتح لها أبواباً كثيرة وأكثر بكثير من قيادة سيارة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي، في (القاهرة) طبعاً الآن (مصر) قريبة جداً من المملكة العربية السعودية وحليفة للمملكة، كيف يُنظَر إلى هذه الخطوة "هند الضاوي"؟ هي مُقدِّمة لتغييرات اجتماعية في رأيكِ في (السعودية)؟</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: بالطبع (السعودية) تشهَد العديد من المتغيّرات نتيجة صعود وليّ العهد الجديد "محمّد بن سلمان"، هذه التغيّرات بالنسبة إلى المواطنين السعوديين أو السيّدات السعوديات هي تغيّرات كبيرة بالنسبة لمجتمعهم. هي بالنسبة للمُجتمعات العربية مثل (مصر) و(لبنان) و(سوريا) هي أقلّ من أبسط الحقوق، ولكن في البداية هي خُطوة تُشجِّع المُجتمع، تُشجِّع النساء على أن يُطالبن بالمزيد من حقوقهنّ الشرعية والطبيعية والأخلاقية والإنسانية، وهذه الخطوة بعد فترة منها أو بعد إصدار الملك قراراً بسماح للسيّدة بقيادة السيارة كان هناك حديث عن أنّ يكون للمرة الأولى أمرأة متحدِّثة رسمية باسم سفارة (السعودية) في الولايات المتحدة الأميركية، فهذا التطوُّر هو تطوُّر كبير بالنسبة للمُجتمع السعودي ولكن بالنسبة إلى باقي المُجتمعات العربية والدولية في دول (أوروبا) و(أميركا) هو تطوُّر بطيء وجاء متأخّراً ولكنّها خطوة تحتاج إلى التشجيع. ربما في المرحلة القادمة سنجد الكثير من الحراك بالنسبة إلى (السعودية)، المزيد من السيّدات يُطالبن بالعديد من الحقوق، فهي خطوة ولكن هلّ المُجتمع السعودي مُهيّأ اجتماعياً لتقبُّل مثل هذه المتغيرات؟ نحن نرى أنّ هناك الكثير من الدعاة والكثير من السياسيين والكثير حتّى من الرجال في الدولة من الذين لهم وضع يرفضون هذا التغيّر ويرون أنه بمثابة ثورة ستقضي على عادات المملكة العربية السعودية، ستقضي على العادات الأُسَريّة، ستُعرِّض المرأة في النهاية لأن تكون أكثر احتكاكاً في الشارِع. ورأينا على "الفيس بوك" وعلى "تويتر" وعلى "الأنستاغرام" الكثير من الاستهزاء بهذا القرار وهذا التغيُّر، ولكن أعتقد أنّ المرأة السعودية حالياً في مرحلة تحتاج فيها إلى أن تُثبِت وجودها، محتاجة إلى أن تُثبِت أكثر أنها محتاجة أكثر من حقوقها وهذا حقّ طبيعي وحقّ إنساني حتّى لو (السعودية) رفضته في مرحلة مُعيّنة المتغيرات التي يشهدها العالم والانفتاح والـٍ Social Media والتواصل عبر العالم كلّه والعولمة التي باتت موجودة. حالياً (السعودية) كدولة لن تتمكن من أن تقف في مواجهة هذه المتغيرات، فهيَ مُضطرة إلى أن تتعامل معها ولكن لا بدّ من ترسيخ هذه المتغيرات بالنسبة للمُجتمع. الأُسرة تتقبّل هذا والطلبة في المدارس يدرسون اليوم حقوق، عفواً أقصد الطالبات، أنّ لهنّ حقوقاً من المفروض أن يُطالِبن بها ومن المفروض أن يحترمها المُجتمع، ولهذا أعتقد ممكن أن تكون المرحلة القادمة أكثر تطوراً</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي، هلّ سيّدة "هند الفايز" تريدين التعليق حول هذه المسألة أو ننتقل إلى أسئِلة أُخرى؟ لأنني أرغب في سماع رأيكنّ على الأقلّ في مسألة الآن تُثير جدلاً في الوطن العربي</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: أنا فقط أُريد أن أتحدّث في قضية (السعودية). نحن العالم العربي والإسلامي في المنطقة أو الإقليم ما من شيء يحدُث عبثاً. أنت بدأت في البداية " الأمّ مدرسةً إذا أعددتها أعددت شعباً طيِّب الأعراقِ"، الأُمّ إذا أضعفتها تُضعِف الشعوب. ما يحدُث في عالمنا العربي وخصوصاً في (السعودية) ومن المفروض أنّ (السعودية) هي منبع الإسلام أرض الإسلام الذي من المفروض أنّه رفعَ قدر المرأة. ديننا الإسلامي أعزَّ المرأة لكن نحن نرى بأنه في (السعودية) تلك المُمارسات لا تخرُج عبثاً، هي مقصودة لأنّه إذا أُضعِفَت المرأة أُضعِفَت الشعوب وصارت شعوباً مستهلِكة، شعوب تعتمِد على الآخر، شعوب ضعيفة، شعوب غير قادرة على التحدّث لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الاجتماع، فقط مُستهلِكة وطُفيلية. ما يحدُث مع المرأة في العالم العربي بشكلٍ عام وفي (السعودية) بشكلٍ خاص هو أمر مُمنهَج من أجل إضعافها، من أجل تراجُعها. فيا سيّدي إذا أردنا أن نتحدّث عن قضيّة تمكين المرأة، وأنا لا أُحبِّذ استخدام كلِمة تمكين المرأة يجب أن تكون هنالِك إرادة سياسية حقيقية. المُشكلة ليست في الدين، المُشكلة في العادات التي تمّ إدخالها من أجل وضع المرأة في الصفوف الخلفية وبالتالي أُنظُر إلى الشعوب الآن، الشعوب العربية دول عالم ثالث تعتمِد على دول الغرب</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: والتي في النهاية تستنزِف طاقاتنا وموارِدنا وشبابنا</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: على كلّ حال، طبعاً هناك رأي يقول أنّ هذه خطوة جيِّدة ليس فقط بالنسبة إلى المرأة السعودية، الآن للمرة الأولى السيّدة "أم كلثوم" كانت على التلفزة السعودية ساعة كاملة والمشروع السعودي أو الرؤية السعودية 2030 وكلام عن المسرح وعن الفنّ، ضبط على ما يبدو التدخّل الديني المُباشَر بالمُجتمع. إن شاء الله تكون خطوات جيّدة في اتجاه تطوير الوضع الداخلي</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: اُستاذ، هناك أُغنية لـ "أُم كلثوم" لن يتمّ السماح ببثها</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: وهي؟</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: " أصبح عندي الآن بندقية إلى (فلسطين) خذوني"، هذه مُحرّمة على الإعلام السعودي</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي، سنتحدّث عن (فلسطين) بعد قليل. أنا أودّ أن ألفُت النظر، فقط اسمحي لي سيّدة "أشواق" دقيقة، إلى أنه حين استضفنا السيّد "ليث شبيلات" في (الأُردن) حصل هجوم على (ليث شبيلات) وكانوا يقولون له، " كيف تظهر على قناة "الميادين"، هذه قناة شيعية وإيرانية ولا أدري ماذا و"حزب الله" وفارسية" وما إلى ذلك من عبارات فعلاً سخيفة، والآن حين أيضاً طلبنا من سيّدة مُناضِلة مُحترمة عروبية تُدافع عن القضايا العربية " هند الفايز" أن تكون معنا أيضاً شُنَّ هجوم عليها، وأقرأ في الهجوم: " قناة الميادين تبثّ الفِكر الشيعي الإيراني، تُنفِّذ أهداف "حزب الله" والنظام العلوي". فعلاً مُعيب، نحن نُدافع عن العروبة، نُدافع عن (فلسطين)، لا ندعو إلى الفتنة ونُحارب الفتنة، لا نُفرِّق بين سُنّي وشيعي ولا كُردي حتّى ولا مسيحي، نستضيف الجميع. لا أدري لماذا هذا الهجوم ومن هو وراء هذا الهجوم، فقط أودّ أن أُشير إلى هذه المسألة ونحن نعتزّ بحضور السيّدة "هند" والسيّد "ليث شبيلات" وكلّ من يُريد أن يكون معنا في هذا الإطار. سيّدة "أشواق"، طبعاً المرأة السورية قديمة في العمل السياسي، الأقدم على المُستوى العربي منذ عام 1953، منذ أكثر من نصف قرن، سبعون سنة تقريباً المرأة السورية لها حقّ الترشُّح إلى البرلمان. الآن حضرتكِ عضو في مجلِس الشعب، كان هناك سيّدة رئيسة مجلِس الشعب أُقيلت لأسباب داخلية سورية ولكن وصَلت السيّدة إلى رئاسة مجلِس الشعب. هلّ، إذا أردت أن تُعلّقي على الموضوع السعودي طبعاً لكِ الحقّ ولكن أُريد أن أسأل سؤالاً آخر، هلّ الآن المرأة داخل مجلِس الشعب لها دور فِعلاً؟ يقبل بها الرجل فعلاً داخل مجلِس الشعب في القضايا المصيرية في (سوريا)؟ لأنني أسمعكِ دائِماً تعترضين وترفعين الصوت وصُرتِ مُعارِضة داخل مجلِس الشيوخ، عفواً مجلِس الشعب</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: مجلس الشعب السوري. بدايةً مساء الخير وأنا بالتأكيد لا أُريد أن أُعلِّق على الموضوع السعودي، ربما الزميلات العزيزات أعطين للموضوع حقّه بالكامل ما بين هي فعلاً خطوة إصلاحيّة أم هي فعلاً خطوة استباقية يقوم بها الملِك السعودي من أجل منع حدوث حركة إصلاح حقيقية في المملكة. في ما يتعلّق بـ (سوريا) نعم، (سوريا) لها باع طويل جداً في العمل السياسي للمرأة، واسمح لي أن أُمرِّر المعلومة التالية، الذي وقّع وثيقة استقلال (سوريا) كانت سيّدة في الأُمم المتحدة هي "أليس قندلفت". الذي وقّع استقلال (سوريا) كانت سيّدة ولم يكن رجلاً في الأُمم المتحدة، هذا يُعطي كم كان للمرأة السورية تحديداً دور كبير. لكن أنا أُريد أن أكون أيضاً شفافة جداً في الحديث عن هذا الموضوع. أنا أعتقد أنّ دور المرأة السورية في السياسة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي كان تأثيره أكثر فعالية عمّا هو عليه الآن في (سوريا). أنا أرى أنه حتّى في العالم العربي ككل في أيام النهضة العربية كان هناك حركات نسائية سياسية وجمعيات وأندية نسائية كانت ذات فعالية كبيرة جداً والآن هذه الفعالية غير موجودة في عالمنا العربي رغم كلّ التطوُّر ورغم كلّ ما نتشدّق به من دعمٍ للديمقراطية وحقوق المرأة والمُساواة مع الرجل. في ما يتعلّق بمجلِس الشعب السوري، نعم هناك اليوم ثلاثون سيّدة تقريباً هنّ أعضاء في مجلِس الشعب ولكن أعتقد أنّ هذا العدد رغم أهميته ورغم أنه عدد كبير قياساً بالكثير من الدول العربية المُجاورة لكنّه غير كافٍ، هو خطوة مُهمة لكنها أعتقد غير كافية. هنّ يُحاولن أن يقمنَ بدورٍ مُهمّ تحت قبّة البرلمان أو مجلِس الشعب السوري، لكن أعتقد أنّ سيطرة الذكورة تحت القبّة. نحن ثلاثون سيّدة من أصل خمسين عضواً من أعضاء مجلِس الشعب السوري. أعتقد أنّ الصوت ما زال قليلاً غير فعّال كما يجب أو كما نتمنّى أن يكون تحت قبّة البرلمان</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: رغم أنّ الرئيس مُحاط بسيدات، عنده نائِبة الرئيس، نائِبة كلمة غير جيّدة، نائِب الرئيس دكتورة معروفة جداً ومُثقفة جداً الدكتورة "العطّار"، وعنده أيضاً مُستشارات موجودات إلى جانبه وفي النهاية يبدو أنّ هناك تشجيعاً في هذا الإطار</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: نعم، لدينا وزيرات وفي الأمس تمّ تعيين أول سيّدة كرئيس لمحكمة الإرهاب، هذا منصب مهم جداً وهو موقِع مسؤولية مهمّ جداً. حقيقةً، نحن في (سوريا) وأنا أُريد أن أُميِّز بين حالتين كي أكون مُنصِفة جداً. في القانون وفي العمل المؤسساتي وفي الدولة لا فرق بين الرجل والمرأة. في عمل المؤسسات المرأة لا تُميَّز عن الرجل لكن التمييز يجري تحت تلك المؤسسات، في العُرف وفي العادات في المجتمع في البيئة في العائِلة هنا يجري التمييز الأخطر بين المرأة والرجل</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: على كلّ حال أنا لا أُميِّز شخصياً بين المرأة والرجل أبداً لذلك سنُناقِش سياسة ونبتعِد عن كلّ الأعداد والأرقام وما إلى ذلك. الآن أريد أن نسأل عن مسألة الإرهاب المطروحة فعلاً في الوطن العربي أينما كان، ماذا يُقال عنها، وسنذهب إلى (الكويت) لنُشاهِد نائِب، سيّدة قوية جداً شُجاعة جداً داخل مجلِس الأُمّة الكويتي وماذا تقول ضدّ وزير العدل والأوقاف</p>
<p><strong>صفاء الهاشم</strong>: أنت أقحمت المقام السامي وقلت أنّ صاحب السموّ هو من أمر بهذه المُساعدات. دعني أُذكِّرك، صاحب السموّ هو من أمر بمُساعدات للشعب السوري وليس لمُجاهدين. وضِّح لنا، نحن دولة مدنيّة ذات قانون ودستور أم دولة دينية؟ أنت تُقدِّم مُساعدات و"جيش حرّ" و"نصرة" وعفرة وبلوى؟ هذا عندك، أنت تُمارِس عقائِدك عندك في مسجدك أو في بيتك لكن لا تمارسها في الدولة. الجمعيات الخيرية التي ثبت عليها أنها تُقدِّم الإرهاب والدعم للإرهاب أينك عنها؟ أنت مسؤول. كونك مسؤولاً عن هيئة مُكافحة الفساد تكشف عن الدور. لن أطمئن إلى تطمين رئس حكومة يقول " أثق في وزير العدل". لذلك أضفت هذين المحورين للاستجواب</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: "صفاء الهاشم" نائب في مجلِس الأُمّة الكويتي تُثمّن بمئة رجل، ما رأيكِ؟</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: طبعاً، المرأة في تكوينها وفي طبيعتها، حتّى منذ لحظة تكوّنها كجنين هي مُقاوم. ثلاثة أرباع الأطفال الذين لا يولدوا للحياة، يولدون ميتين هم مع الأسف ذكور، فالمرأة في طبيعتها إنسان قوي ومُحصّن وقادر على القيام بإنجازات</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: مسألة الإرهاب سيّدة "سمر"</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: لا ينتظر الآخر كي يعطيه أو يفتح له بيتاً، هذه السيّدة التي شاهدناها للتوّ في البرلمان الكويتي لم تطلُب إذناً من أحد، هذه السيّدة تُفكِّر بصوت عالٍ، هذه السيّدة ترفُض أن تدعم دولتها الإرهاب وترفض أن يختبئ الناس وراء الدين وتُهوِّل على الآخرين. هذه السيّدة صوتها عالٍ بقناعة تامة وبإيمانها بالحقّ وبإيمانها أنها تنطُق بلغة الحقّ. لا تنتظر المرأة الدور</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صح ولكن أيضاً سيّدة "سمر"، لا بدّ من توجيه التحيّة إلى قيادة في (الكويت) تسمح للمرأة داخل قُبّة البرلمان أن تقول هذا الكلام لوزير العدل بهذه الصراحة ضدّ شيء يمُسّ الوطن العربي وهو حالياً الإرهاب وتمويل تنظيمات إرهابية، لذلك أنا أودّ أن أسأل السيّدة "هند الفايز" في (الأُردن). المرأة العربية تعرّضت للكثير في موجة الإرهاب الحاصلة حالياً. أُريد أن أسألكِ، كيف تنظُرين إلى واقع الإرهاب الآن في الوطن العربي؟ لماذا جاء الإرهاب وكيف يُمكن الانتهاء منه في رأيكِ؟</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: والله يا سيّدي أنا لا أُريد أن أظلّ أتحدّث عن المؤامرات التي تُحاك لكن نحن نتحدّث عن الإرهاب، ما هو تعريف الإرهاب؟ تجد الإرهاب موجوداً في (سوريا) وفي (ليبيا) وفي (العراق) لكن هذا الإرهاب لا تجده على أرض الكيان الصهيوني. كلّ هذه التنظيمات في النهاية وُجِدت من أجل خدمة المُخطّط الصهيوني. يتحدّثون بحربٍ دفاعاً عن الإسلام وتجدهم يقتلون المُسلمين ولكن لا تجدهم على أرض الكيان الصهيوني. لم نسمع بتفجير واحد على أرض الكيان الصهيوني بالرغم من الانتهاكات التي لا يُمكِن إحصاؤها. نعود إلى قضيّة المرأة يا سيّدي</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: اسمحي لي سيّدة "هند"، آسف لمُقاطعتكِ. أنا أعلم أنّه الآن شُنَّت حملة عليكِ في (الأُردن) لأنكِ قلتِ في لحظة مُعينة عن بعض القيادات ومنهم نواب " أنصاف الرجال" ويقومون بحملة عليكِ، تحدّثتِ بكثير من الجرأة. الآن أُلاحِظ أنّكِ تقولين "الكيان الصهيوني"، ومعروف أنه بين (الأُردن) وبين (إسرائيل) توجد اتفاقية "وادي عربة"، أي لا تعترفين بـ (إسرائيل) والاتفاقية؟ هل هذا ما أفهمه؟</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: طبعاً يا سيّدي ونحن لطالما وما زِلنا نُطالِب في إلغاء اتفاقية الذلّ هذه. للأسف يا سيّدي (الأُردن) احترَم كلّ بنودها لكن الطرف الآخر لم يحترِمها، وآخر قضية هي قضية الوصاية الهاشمية على (الأقصى)، أُنظر ماذا فعلوا بـ (الأقصى)، هنالِك وصاية هاشمية على (الأقصى). قتلوا شباباً أُردنيين أمام سفارة الكيان بدمٍ بارِد ولم نجِد أيّ ردّ فعل لا من (الأُردن) ولا محاكِمة من طرف الكيان. أيّة اتفاقية تقوم بتوقيعها مع كيان يقتات على الدم ويقتات على الغزو ويقتات على التهجير؟ فطبعاً لا نعترف فيها كدولة. هو كيان صهيوني وسيبقى كياناً صهيونياً</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ممتاز. لحظات أعزّائي المُشاهدين، السيّدات العزيزات، سنتوقّف مع موجز للأنباء سريع، يمرّ الوقتُ سريعاً مع النساء لا أدري كيف، ونعود إليكم لمواصلة هذه الحلقة من "لعبة الأُمم"، ابقوا معنا إن شئتم </p>
<p><strong><u>المحور الثاني</u></strong>: </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أهلاً بكم مُجدداً أعزّائي المُشاهدين لمواصلة هذه الحلقة من "لعبة الأُمم" عبر قناة "الميادين" نتحدّث فيها مع سيّدات عربيّات عن المرأة العربية وكيف تنظُر إلى قضايا الساعة، كيف يُمكن الحديث عن نساء عربيات مُناضلات عربيات من دون أن نذكُر "هند الفايز" و"هند الضاوي" و"سمر الحاج" ومن (سوريا) "أشواق عبّاس"، ضيفاتنا في هذه الحلقة. كنّا نتحدّث عن موضوع الإرهاب، طبعاً قالت السيّدة "هند الفايز" ما أرادت أن تقوله وذكرت بأنّ الكيان الصهيوني في النهاية هو كيان غاصِب ولا يُمكن الاعتراف به حتّى لو هناك اتفاقية بين (الأُردن) وبين (إسرائيل). أودّ أن نستمرّ في الحديث عن موضوع الإرهاب، كيف تنظُر السيّدات العربيات إلى هذا الموضوع؟ كيف يُمكن مُقاومة الإرهاب؟ ما هي أسبابه؟ وأنتقل إلى "هند الضاوي". سيّدة "هند"، معروف أنّه في (مصر)، تحديداً منذ وصول الرئيس "السيسي" توجد مُشكلة جدّية في موضوع الإرهاب، الجيش يُقاتل على الكثير من الجبهات، يكاد ما يحصل في (مصر) يُشبِه بدايات ما حصل في (سوريا). هلّ نحن أمام أمر واحِد في هذا الإطار؟ وإذا كان الشيء نفسه لماذا حتّى الآن هذا التردّد في الانفتاح المصري الرسمي الدبلوماسي على (سوريا) في رأيِك؟ رغم أنّ هناك قائِماً بأعمال نشيط جداً في (القاهرة) وأيضاً قائِم بأعمال أو رئيس بعثة دبلوماسية بمثابة سفير في (القاهرة)، أي هناك في (دمشق) وفي (القاهرة)</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: في البداية عزيزي سأتحدّث إليك عن الجزء الخاصّ بالإرهاب لأنّ حضرتك عن الإرهاب في (مصر)، المرحلة التي نعيش فيها حالياً هي مرحلة تُشبِه كثيراً بداية المرحلة في (سوريا)، ولكن الإرهاب من وجهة نظري لا يُمكن القضاء عليه بالفِكر الأمني أو بالسياسات الأمنية مهما حصّنت بلدَك بأسلِحة أو بأجهزة أو كافّة الوسائِل. الطريق الوحيد أو الأداة الفعّالة في موجة الإرهاب هي الفِكر وتثقيف المُجتمع. نحن في (مصر) مررنا بمرحلة كبيرة جداً مُمكن أن تكون لفترة ثلاثين سنة أو أكثر من ثلاثين سنة تقبّلت الفِكر المُتشدد ولم يكن هناك مُقاومة حقيقية مجتمعيّة تُقاوم الفِكر المُتشدد الذي صُدِّرَ لنا من الخارِج. فمقاومة الإرهاب حالياً عندما نرى العمليات الإرهابية التي تحدُث في (مصر) نجد أنهم يُجنّدون أناساً لم يرونهم أبداً، أي المسألة ليست أنهم متشددون يذهبون إلى الخارِج ويتدرّبون على القيام بعمليّات إرهابية، لا، من خلال الإنترنت. بمعني يُمكن أن تصِل إلى أكبر قطاع من المُجتمع في أماكن مثل (الصعيد) والأماكن القروية في (مصر) أو في (صعيد مصر) ويُمكن أن تُجنِّد عدداً كبيراً جداً من الشباب وتستغلّ ظروفهم المادية، تستغل ظروفهم الاجتماعية، تستغلّ أنهُم طبقة بسيطة فكرياً وتُسيطِر عليهم بالفِكر المُتشدّد. كيف يُمكن أن تُحصِّن المُجتمع من الفِكر المُتشدّد كرجل مثقف أو كامرأة حتّى مُثقفة؟ هلّ يُمكن أن يسيطر عليك أحد ويُقنِعَك بأفكار تتنافى تماماً مع عقليّتك؟ هذا مُستحيل. أنا أرى أنّ الفقر والمستوى الاقتصادي والمُستوى التعليمي المُتدنّي هو السبب الأساسي الذي أوصل (مصر) لهذه المرحلة من الإرهاب، وبالتالي المرحلة الحالية فيها شيء كبير من مُحاولة خلع رداء التديُّن في المُجتمع بمعنى أنّ الإيمان أو التديُّن يجب أن يكون تديُّناً داخلياً، التدين في أنك تفهم جيداً ما معنى الدين. ولذلك نحن نرى في (مصر) أن خطبة الجمعة عليها رقابة مُشدّدة وقبلاً كان يُمكن أن يُبنى أيّ مسجِد في أيّ مكان، أن يعتلي أيّ إمام المنبر ويقول أيّ كلام من دون رقابة حقيقية. أما بالنسبة إلى العلاقات مع (سوريا)، أنا من وجهة نظري كصحافية مُختصّة بهذا الشأن، العلاقات ليست جيّدة حتّى الآن، أو على مُستوى رسمي كان المفروض أن يكون هذا من زمان لكن في ما يتعلّق بتحالفات كلّ دولة ليس الدولة نفسها، معروف أنّ (سوريا) لها علاقات قوية جداً مع (إيران)، (مصر) لها علاقات قوية جداً مع دول الخليج وهناك خلاف حقيقي ما بين (إيران) ودُوَل الخليج. (مصر) من المفروض كدولة إقليمية أن يكون لها دور. (مصر) و(العراق) هما أكثر دولتين ممكن أن يقوما بهذا الدور لتوحيد أو تقريب وجهات النظر ما بين (إيران) و(السعودية) لأنه طالما هناك صراع وهمي لا أساس له من الصحة أو حتّى من الفِكر الذي تقتنع به. الكيان الصهيوني، تفضل </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أُستاذة "هند"، هلّ الآن عفواً للمُقاطعة، هلّ الآن الرأي العام المصري، المُفكّرون في (مصر) والدبلوماسيون السياسيون بدأوا يُغيِّرون وجهة نظرهم حيال (سوريا)؟ صار هناك استعداد أكثر لقبول فتح علاقات؟</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: يا عزيزي، منذ عام 2013 في (مصر) والشعب المصري وكلّ الطبقات الاجتماعية حتّى البسيطة، أنا أذكُر جيداً، عندما سافرت إلى (سوريا) في عام 2012 وعدت كان كلّ الناس حتّى أقاربي لا يريدون أن يتحدثوا إلي ويقولون لي، " كيف تذهبين وتساندين دولة تقتل شعبها؟" حالياً كلّ الناس استوعبت فعلاً ما الذي يحدُث في (سوريا)، كلّ الناس تشهد للجيش السوري وأنا أرى ذلك في الشارِع وفي النادي وفي كلّ مكان أذهب إليه، ولكن غير مُبرّر على الإطلاق حتّى الآن ألا يكون بين الدولة السورية والدولة المصرية تعاون جاد ومُشتَرك. ربّما حضرتك تتذكّر جيّداً عندما الرئيس "عبد الفتاح السيسي" كان في إحدى اللقاءات الصحافية وتحدّث عن دعم الجيوش العربية</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: في أنه يُفضِّل دعم الجيوش العربية النظامية مثل الجيش العربي السوري والجيش العراقي فقطعت (السعودية) المُساعدات عن (مصر) وقطعت النفط عن (مصر) ولولا تدخُّل (العراق) لشهدت (مصر) أزمة حقيقية. ولكن مع المتغيّرات الجديدة والسياسة الجديدة للشرق الأوسط ربّما في الأيام القليلة القادمة سنجد تطوراً في العلاقات وتمثيلاً دبلوماسياً على أعلى مُستوى. حضرتك تحدّثت عن قائِم بالأعمال وهناك قائِم بالأعمال فقط للعِلم. القائِم بالأعمال في (سوريا) بالنسبة إلى (مصر) هو شخصية أمنية قوية جداً وهناك تنسيق أمني على أعلى مُستوى، لكن العلاقة ما بين السعودية و(إيران) اعتقد هي التي تنعكس بشكلٍ سلبي على العلاقات. لكن أنا أجد أنّ المُجتمع المصري كلّه مع الدولة السورية ويدعي للجيش العربي السوري أن يوفّقه ربنا ويقضي على الإرهاب</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الشخص الذي تتحدّثين عنه في (سوريا) هو السيّد "محمّد ثروت سليم" وفعلاً هو ناشِط جداً على الأراضي السورية وفي (القاهرة) السفير " رياض سنيح" أيضاً أنا زرته مرّتين وفي الواقع له نشاطات كثيرة وأُلاحظ أنّ المُجتمع المصري كان على مُستوى المُفكرين المثقّفين الفنانين أيضاً، جميعهم أو قسم كبير منهم على الأقلّ على علاقة جيّدة جداً معه. ننتقل الآن إلى (سوريا) لكي نستمِع إلى نفس الرأي. "أشواق عبّاس"، بالنسبة إلى موضوع الإرهاب، الآن (سوريا) سبع سنوات وهي تُقاتِل الإرهاب وكان معروفاً أنّ أحد الأسباب التي سيقت في الكثير من الكتب والدراسات أنّ (سوريا) في السنوات الأخيرة فتحت الأبواب كثيراً لجمعيات، لمؤسسات دينية، لدُعاة دينيين دخلوا قبيل الحرب السورية. الآن، هلّ بدأ يتغيّر المناخ داخل لمُجتمع السوري؟ هلّ حضرتكِ داخل مجلِس الشعب مثلاً تشعرين بأنّ وطأة المُتدينين قد خفّت كثيراً وأنّ المُستقبل سيكون أفضل؟</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: نحن اليوم نناقش قضايا من وجهة نظر المرأة وحقيقةً أُستاذ "سامي" أنا أُريد أن أُعرِّج على الفكرة التالية، إذا كنّا نناقش كيف ترى المرأة هذه القضايا السياسية الكبرى فهذه مسألة في غاية الأهمية، لكن إذا نشاهد هذه القضايا فقط من نظرتنا للأحداث فهذا أمرٌ آخر تماماً. دعني أبدأ من سؤالك الجوهري الأول، كيف تنظُر المرأة لهذه القضايا. غالباً المرأة هي أكثر المتضررين من أية حوادث تجري في الوطن، في الدولة، في المُجتمع لأنها تكون المُتلقّي الأول والمتفاعِل الأول وهي من سيقوم بتجميع كلّ هذا الحدث ومن ثمّ إعادة إنتاجه للمُجتمع والمجتمع متأثر بالمرأة في درجة أساسية كأمّ كأخت كزوجة كأبنة على تعدّد مستويات عملها. في ما يتعلّق بالإرهاب أنا أُريد أن أُعرِّج على الفكرة التالية قبل أن أُجيب عن الموضوع المتعلِّق بـ (سوريا). أنا في رأيي كامرأة قبل أن أتحدّث كمتخصّصة في الشأن السياسي في الدرجة الأساسية، الإرهاب الذي يضرب المنطقة هو واحد بمسمياته بشخصياته حتّى بأسماء دعني أُسميها تيارات المجموعات المُسلّحة بأهدافها المُعلنة. (مصر) نعم، اليوم تتعرّض (مصر) في ما يتعلّق بالإرهاب لما بدأت تتعرّض له (سوريا) قبل سبع سنوات، والدولة المصرية استفادت كثيراً من مقولات الدولة السورية في مُكافحة الإرهاب. واليوم نحن نسمع عن إعادة إنتاج تلك المقولات التي قالتها (سوريا) قبل سبع سنوات من اليوم على لسان الدولة المصرية. أنا أُريد أن أُميِّز في الإرهاب بين حالين، الحالة الفِكرية وهي حال مُتطرِّفة إخوانية والحال العسكرية التي يستثمر بها الغرب. الحال المتطرِّفة لم تُصدَّر إلينا من الخارِج، هي موجودة حقاً في بُنى المُجتمعات العربية. نحن لدينا بُنى مُتشدّدة في العالم العربي في مُختلف الدول العربية، هي موجودة، لكن أودّ الاعتراف هنا أنّ هذه البُنى الإخوانية تمت هزيمتها سياسياً في (مصر) من خلال ثورة على "الإخوان" وتمّ إنهاؤها في (سوريا) عسكرياً وفي (العراق). لذلك أعتقد أنّ المشروع الإرهابي الآن هو في أطواره الأخيرة في هذه المنطقة العربية. أمّا في ما يتعلّق بـ (سوريا) ولأنّ الإرهاب الذي ضرب (سوريا) هو بسبب وجود جمعيات إسلامية، طبعاً (سوريا) منذ القضاء على حركة "الإخوان المُسلمين" في السبعينات وبداية الثمانينات بدأت إعادة التعاون مع الفِكر الديني من خلال انفتاحها عليه بالدرجة الأساسية خاصةً وأنّ هناك من قال أنّ الدولة السورية تُحارِب الفِكر الديني وهذا الأمر غير صحيح. نحن اليوم في (سوريا) لا أعتقد أن السبب هو جمعيات خيرية لعِبَت دوراً دينياً مزدوِجاً أو إرهابياً. السبب الأساسي هو وجود سياسة خارجية غربية في هذه المنطقة تُحاول الاستفادة من كلّ نقاط الضعف في دولنا العربية. في (مصر) الفقر والبطالة هما ما أدّى إلى انتشار الفِكر المُتشدّد. في (سوريا) مُحاولة استغلال بعض نقاط ضعف الدولة السورية هو ما أسهم في تأجيج ما جرى في (سوريا) لكن الأساس هو غربيّ بامتياز وليس داخلياً ضمن الدولة السورية. أنا أعتقد اليوم أنّ المُشكلة ليست انفتاحاً سورياً على الجمعيات الخيرية أو الدينية وليست في المشروع الإسلامي في المنطقة ككل إنما في مُحاولة الذهاب بالمشروع الإسلامي إلى حال سياسية أي تسييس الحال الدينية</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: مثلاً (أشواق) "القُبيسيات" هلّ هي ظاهِرة إيجابية ونحن نتحدّث عن النساء الإسلاميات في (سوريا). هلّ ظاهرة النساء "القُبيسيات" ظاهرة إيجابية إسلامية مُعتدِلة مثلاً تنفع المُجتمع؟ </p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: تسألني سؤالاً حرِجاً جداً وأنا أتمنّى ألا أخوض في هذا السؤال</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دوري أن أسألكِ أسئِلة</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: نعم، هذا السؤال حقيقةً يمُسّ سبعة آلاف، هناك إحصائيات تقول أنّهن بين تسعة آلاف امرأة إلى 12 أو 13 ألف امرأة وربما الرقم أكثر من ذلك بكثير. أُستاذ "سامي" دعني أكون صريحة معك جداً، مثلما حضرتك قلت أنني تحت قبّة مجلس الشعب وأتكلّم بصراحة ودائِماً صوتي عالٍ وأنا أشعُر بالفخر لهذا الأمر</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: سأتكلّم الآن حتّى على الإعلام بصوت عالٍ. هذه الظاهرة موجودة في (سوريا)، هذا الطيف الديني موجود في (سوريا) هلّ يجب التعامل معه بإزاحته أو بقمعه؟ هذا كلام غير صحيح وأنا لا أتّفق معه في السياسة، قد لا أتفق معه اجتماعياً لكن في السياسة يحب التعامل مع كلّ مكوِّنات المُجتمع السوري. "القُبيسيات" في (سوريا) خلال الحرب على (سوريا) كان موقفهنّ أشبه بموقف دعني استخدم تعبير المواءمة بين الدين والعلمانية. وهنا أعتقد أنهنّ استطعن إعادة إنتاج الفِكر الديني بما يوائم المُجتمع السوري. هناك أحياناً عدم ارتياح للمُجتمع السوري من بعض مكوِّنات المُجتمع السوري لكن خلال سبع سنوات من الحرب على (سوريا) لم يكن دورهنّ سلبياً بل في بعض الحالات لعِبن دوراً إيجابياً بشكلٍ أو بآخر</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: ممتاز</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: أستاذ "سامي"</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: على كلّ حال الجواب مُختصَر ومفيد جداً، ممتاز. تفضّلي</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: أُستاذ "سامي" الإرهاب أصلاً عندما رأيناه بهذه القوّة وبهذه الصورة الواضحة في (سوريا) ليست صدفة أنّ ما بعد هزيمة (إسرائيل) في عام 2006 وما قبل وبعد هزيمتها أيضاً في (غزّة) وبعد الهزائِم المتكرّرة وإذ نرى هذا الوجه الآخر للصهيونية العالمية على صورة هذا الإرهاب وهذا التشويه الواضح الصريح لصورة الإسلام، تحت لواء الإسلام. ليس صدفة أنه كلّما هُزِمَت (إسرائيل) في مكان يظهر سلاح الإرهاب ويتمّ التهويل به. في هزيمته بإذن الله، هُزِم صحيح في (سوريا) والتهويل فيه الآن أكيد الفقر، أكيد الجوع والأزمات الاجتماعية تكون حقلاً خصباً لكن أحياناً كثيرة أيضاً الفقر والجوع يكونا حقلاً مقاوماً وليس إرهابياً. لا يُمكننا أن نشمُل كلّ الفقراء أو كلّ الجائِعين في أنهم موضوعٌ قابل لأن يتحوّلوا إلى إرهابيين</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح، وتبيّن أنّ هناك قسماً كبيراً من الإرهابيين أغنياء ومتعلمون ومهندسون وما إلى ذلك</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: طبعاً ومموّلون</p>
<p> </p>
<p> ومُدرّبون وإلى ما شِئت. في (مصر) ليست صدفة أيضاً أنه في لحظة مُعيّنة يعلو منسوب هذا الإرهاب. نحن نعرِف من هي الدول التي الآن تقوم بسيناريو معيّن في خلاف مُعيّن مع الولايات المتحدة الأميركية وتتّهم بعضها البعض بالإرهاب، (قطر) تتّهم (السعودية) و(السعودية) تتّهم (قطر) وكلاهما يدعمان الإرهاب وهذا ثابت ولم يعُد مجالاً للنقاش. إعلاء منسوب الإرهاب في (مصر) في لحظة مُعيّنة هو للضغط على (مصر). عندما تُشيد (مصر) بالجيش العربي السوري يرتفِع منسوب الإرهاب وهذه ليست صدفة. ليست صُدفة عندما (إسرائيل) تكون مُرتاحة إلى هذه الدرجة، من أول لحظة بدأت فيها الأزمة في (سوريا) إلى هذه الدرجة مرتاحة على نفسها لأنّ هناك الوجه الآخر وهناك الوكيل الذي يُدمِّر ما لم تستطع أن تُدمّره. عندما دخل الإرهاب إلى (لبنان) والحمد لله تمّ القضاء عليه بفضل أولادنا في المُقاومة وأولادنا في الجيش اللبناني وأولادنا من حُماة الديار أو الجيش العربي السوري، عندما دخل لماذا دخل؟ ما لم تتمكّن (إسرائيل) أن تفعله في (لبنان) حاولت أن تقوم به عن طريق تلك الأدوات. في (لبنان) أجل هناك فقر لكن لماذا انحصَر الفقر في (عرسال)؟ لماذا حصل التجنيد في (عرسال)؟ لماذا عندما نلجأ دائِماً، حتّى عندما يسقُط سلاح الإرهاب نلجأ مثلما هدّدوا ضيفتك العزيزة من (الأُردن) وقالوا أنهم يعتبرون أنهم يشتمونها عندما يقولون عنها شيعية وإيرانية وإلى ما ذلك، لماذا يلجأون للمذهبية؟ تسقُط (إسرائيل) يلجأون للإرهاب، يسقط الإرهاب يعودون إلى التمييز المذهبي </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لأنها شجاعة وترفع الصوت في (الأُردن) في قضايا اجتماعية ولا يريدون لها أن تظهَر على قنواتنا</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: لأنها وقفت وقالت لهم لا، لا نريد غازاً من (إسرائيل)، لأنها ضدّ التطبيع، لأنها لا تقبل بأن يكون (الأُردن) هذا الوطن البديل</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: لأنها تؤمِن بـ (فلسطين) وبأحقية العودة لدولة (فلسطين) حرّة هذه الإنسانة. لماذا كلّنا ينعتوننا بأننا إيرانيون وخرجنا عن ديننا وخرجنا عن مذاهبنا؟ لأننا نؤمن أنه لا توجد طريق للوصول إلى الحقّ إلّا بالمُقاومة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: الآن ما يحدُث في هذه الحظة وأكيد هي متابعة وكلّهن متابعات ما شاء الله عليهنّ، كلّهن. ما يحدُث في هذه اللحظة في (فلسطين)</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: آسف للمُلاحظة، نعم</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: ما يحدُث في (فلسطين) أُستاذ "محمود عبّاس" لا يؤاخذنا، خائِف من صورة "حزب الله" وأن يراها تتكرّر في (فلسطين)، لا يا أٌستاذ "محمود عبّاس"، بالأمس السيّد "حسن نصر الله" كان ينصح اليهود غير الصهاينة بالرجوع إلى بلادهم أحسن لهم. تُريد أن تعيدنا مئة سنة إلى الوراء؟ نحن انتصرنا ومن غير اللازم أن نتحدّث في هذه اللغة الدونيّة سواء أكنّا نساءً أو كنا رجالاً. المواطن مواطن والمؤمن بالحقّ مؤمن بالحقّ، وهذه ليس فيها نساء ورجال</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: حسناً، دعينا نُكمِل وأنا أنصح فقط الأعزّاء المُشاهدين أن يقرأوا جيّداً عن "سمر الحاج" لأنّها فعلاً مُناضلة كبيرة، وقفت وقفة رجال لسنوات طويلة حين اعتُقِلَ زوجها "اللواء الحاج" زوراً وبهتاناً في (لبنان)</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: الظلم هو ظلم</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الأمر الثاني، لحظة سريعة، آسف واعذروني أعزّائي المُشاهدين والسيّدات العزيزات، أعتقد أنّ الدفاع عن المُقاومة وعن العروبة وعن النضال ليس محصوراً الآن بطائِفة. لا أعتقد أنّ أحداً من الضيفات العزيزات ينتمين إلى المذهب الشيعي، لا أعتقد. ليس كلّ شخص أصبح إيرانياً وفارسياً وشيعياً ولا أدري ماذا فقط لأنه يدعم المقاومة</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: لكن أنا أقول "عليّ وليّ الله"، أنا مُسلمة سنيّة أقول "عليٌّ وليّ الله"</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: عفواً وآسف للمُلاحظة. هلّ الدين أعزّائي المُشاهدين يُعيق تقدُّم المرأة في المُجتمع العربي؟ قبل أن نواصل النقاش أُريد أن نستمِع إلى السيّدة "لبنى قاسِم"، نائِب الرئيس التنفيذي لبنك (الإمارات) والمُستشار القانوني العام في دولة (الإمارات) حيثُ المرأة بدأت تأخُذ دوراً مهماً ليس فقط كمُستشارة لكن أيضاً كوزيرة</p>
<p><strong>لبنى قاسم</strong>: الدين الإسلامي يُعطي المرأة الحريّة الكاملة لتعمل. أنا شخصياً اشتغلت في (بريطانيا) واشتغلت في (الإمارات). في (بريطانيا) عندما كنت أُمارِس المُحاماة كنتُ المُحامية المُتحجّبة الوحيدة بين خمسة آلاف محامٍ. الدين لم يوقفني عن العمل ولا المُجتمع البريطاني نظر إليّ بنظرة مُختلفة لأنني كنت محجّبة، فأعتقد أن التحديات هي في ذهن الإنسان وهلّ الذهن أو عقلية الإنسان تتبع العادات والتقاليد ربما؟ </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أيضاً سنستمِع من (الإمارات) سريعاً جداً إلى "شمّا المزروعي" أصغر وزيرة، وزيرة الدولة لشؤون الشباب الإماراتية، عمرها اثنان وعشرون عاماً</p>
<p><strong>شمّا المزروعي</strong>: نحن في دولةٍ يقول فيها نائِب رئيس الدولة رئيس مجلِس الوزراء حاكم (دُبَي)، صاحب السموّ "محمّد بن راشد آل مكتوم" حفظه الله بأننا قد تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة في المُجتمع، بل نحن الآن في مرحلة تمكين المُجتمع عن طريق المرأة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: عبارة جميلة، تمكين المُجتمع عن طريق المرأة. "هند الفايز"، حين نتحدّث عن الدين وهلّ هو مُعيق؟ (الأُردن) في الواقع يطرح نفسه، الحركة الإسلامية قوية جداً في (الأُردن). الحركة العشائِرية أو التاريخ العشائِري إذا صحّ التعبير أيضاً له جذور مهمّة جداً منها إيجابي ومنها غير إيجابي. هلّ المرأة في (الأُردن) تشعُر أنّ هذه عوائِق أمامها وتحديداً كما تفضّلت "هند الضاوي" أنّ هناك أناساً يلبسون رداء الدين زوراً في النهاية</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: يا سيّدي، الدين عمره ما كان عائِقاً وخصوصاً في (الأُردن)، هنالِك وعي في (الأُردن) لكن أكبر مثال في مجلِس النواب الذي كنت أنا فيه أنّ المرأة أثبتت وجودها لدرجة أنّه كان هنالِك اقبال شديد في الانتخابات الأخيرة على التصويت للمرأة، و"هند الفايز" سُلِبَ منها سبعة عشر صندوق، سُرِقت صناديقها من أجل ألّا تصِل. إذاً المرأة قضيتها ليست قضية كون الدين معيقاً لها ولمسيرتها</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: على العكس</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: المرأة إذا أثبتت وجودها، المرأة إذا أثبتت أنها قادرة على قيادة الدفّة هنا يكمُن الخطر. يا سيّدي العديد من المعونات والمُساعدات التي تأتي من الدول العربية هي لتمكين المرأة ولتمكين الطفل وللعمل على قضايا، نحن لسنا في حاجة إلى تمكين. 70% من الطالبات في الجامعات الأُردنية هنّ نساء بينما 95 % من مجالِس الأُمناء هم ذكور. إذا هي قضية ليست قضيّة تمكين المرأة وليست قضيّة دين، هي قضيّة إذا كانت المرأة قادرة على قيادة الدفّة وأثبتنا هذا الكلام وأثبتنا هذا الشيء، بالتالي سيكون لدينا القُدرة على أن نوجِد أجيالاً قادرة على أن تُشاطرك مُشاركة سياسية وترفع رأسها وتُطالِب وتُحاسِب هؤلاء الزعماء الذين لطالما كان جهدهم وعملهم هو تكسير المُجتمعات العربية وتقزيمها وإضعافها. المرأة يا سيّدي في (الأُردن)، دعني فقط أعطيك فقط تحمّلني</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: تفضّلي</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: المرأة في (الأُردن) يا سيّدي، لا يوجد هنالِك عائِق ديني. الدين الإسلامي كما ذكرت سابقاً، وأيضاً "الإخوان المُسلمين" تبوّأوا المناصب ووصلوا إلى قبّة البرلمان في مجلس النواب الثامن عشر. هنالك أربعة عشر نائِباً من "الإخوان المُسلمين" في المجلِس الحالي لكن لم نجد لديهم الصدى والقوة كما وجدنا في مجلِس النوّاب السابق. إذاً القضية ليست قضية دين، القضية قضيّة سياسة وفرض سياسة. القضيّة قضيّة تشارُك وفَرض الرأي فأنا أتمنّى ألّا نعيد ونُكرِّر قضيّة تمكين المرأة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: المرأة الأُردنية وصلت إلى الجامعات وكما ذكرتُ سابقاً 70 % وصلن الجامعات وتخرّجن ونزلن إلى الميدان، لكن عند التعيين سواء في "مجلِس الأعيان" أو في السُلطة التنفيذية أو في الديوان الملكي أو في مجالِس أُمناء الجامعات تجد المرأة تأخُذ الحصّة البسيطة والحصّة الصغيرة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: لماذا؟ لأنها إذا أثبتت وجودها وتبوّأت المناصب هي قادرة على التغيير، قادرة على الإصلاح، قادرة على مُحاربة الفساد، قادرة على إثبات وجودها. المرأة ليست في حاجة إلى تمكين، المرأة في حاجة إلى فرض </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح جداً، على كلّ حال سيّدة "هند الفايز" أُريد أن أُنوِّه بمسألتين أساسيتين. المسألة الأولى أنّ حضرتكِ حين رفعتِ لواء الدفاع عن الدول العربية وحتّى عن (سوريا) في بداية الحرب، معروف أنّ والدكِ كان قد سُجِن حتّى في (سوريا) لسنوات طويلة</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: نعم</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: وفي النهاية تخطّيتِ كلّ ذلك ودافعتِ عن البلد، دفاع عن بلد عربي. الأمر الثاني أنه كما تتفضّلين، المرأة تفرِض نفسها. أنا أقرأ لكِ قبل أيام حينما قامت القيامة ضدكِ، تقولين، " أُكرّر الشعب جاع واستُنزِف ومن حقّه أن يكون شريكاً في أن يختار حكوماته لا أن يدفع فواتير أخطائِها وتقاعُد وزرائِها وكأنه يعيش في مزرعة لا وطن. وسأقول" وحضرتك تتحدّثين وأحب أن يسمع المشاهدون، وسأقول لك،" سيبقى العبدُ في هوان ما دام خوفُ العبدِ من العبدِ لا خوفه من ربّ العِباد"، وهذا موقف لسيّدة أُردنية أنا كعربي أعتزّ به أينما كان في الواقع</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: كلّنا نعتز به، وكأنك تتحدّث عندنا في (لبنان) أيضاً </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح </p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: الله يخليكِ يا سيّدتي. لكن أنا أُريد أن أُعقِّب في مسألة بسيطة. القضايا الشخصية نرميها خلفنا أمام أوطان وأمام مصلحة شعوب. نعم، النظام سجن والدي 22 سنة في مُعتقلات لكن المنطقة، (سوريا) و(العراق) و(ليبيا) يجب علينا ألاّ نتكاتف لكي نقتُل بعضنا من خلال ائتلافات</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: ومن خلال توجيه السلاح نحو بعضنا البعض. هنالِك عدوّ واحِد هو من يعمل على تقسيمنا، هو من يعمل على تفتيتنا. فعندما للأسف قمنا بتحالفات وجّهنا الأسلِحة ضد بعضنا البعض ولم نوجِّهها ضدّ الصهيونية. الآن خلقوا عدواً " دون كيشوتي" ما بين سنّي وشيعي، شمال شرق غرب جنوب، قسّموا (سوريا) إلى أكراد وعلويين، إلى متى البوصلة ستتوه؟ عدوّنا واحد وهذه هي القضية، أنا لا أؤيِّد أيّ نظام عربي، أنا أؤيِّد كلّ الشعوب العربية بما أرادت وبما تشاء وبما هي تبتغي. هذا النظام السوري هو القادر على الحِفاظ على (سوريا) من التقسيم لذلك أنا لنّ أُطالب بإسقاط هذه الأنظمة التي تُحافِظ على البلاد العربية بعيداً عن التقسيم، بعيداً عن التفتيت</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح، صحيح. شكراً أوكي</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: القضية ليست قضيّة شخصيّة، القضيّة ليست قضية انتقام والقضيّة ليست قضيّة ضغينة </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: معكِ حقّ</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: نحن أُمّة عربية إذا وضعنا يدنا في يد بعضنا البعض ستسترِدّ حقوقنا وموارِدنا وكرامتنا</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح تماماً، يسلم فمكِ. على كلّ حال هذا كلام محمود ومشكور وأيضاً أنا أُريد أن أقول أنّ هناك دولة مثل (الأُردن) تستطيع شخصيّة سياسية ونائِب سابق أن يقول كلّ هذا الكلام ولا يُعتَقل ولا يُسجن ولا يُسحَق ولا يختفي. أيضاً أمر إيجابي وإن شاء الله تبقى هذه الحريّات في هذه الدول، على الأقلّ يستطيع الإنسان أن يُسمِع صوته في النهاية ليُحسِّن الوضع. لا تتحدّث لا ضدّ العرش ولا تريد قلب الأنظمة هي تُريد أن تقول أنّ الحكومة تعمل بشكلٍ جيِّد أو بشكلٍ سيّئ ويجب التصحيح. أُريد أن نستمِع قبل أن نُكمِل هذه الحلقة إلى الرئيسة السابقة لمجلِس الشعب السوري "هديّة عبّاس" في مجلِس الاتحاد الروسي وماذا تقول عن المُعارضة السورية في الخارِج</p>
<p><strong>هديّة عبّاس</strong>: للأسف، هناك من يُسمّي الإرهاب مُعارضة ويُنسِّق مع الإرهابيين ويُبرّر إجرامهم في حقّ السوريين ويعمل على تبرئتهم في الأوساط الدولية ويقدم الدعم المادّي والسياسي لهم، فهؤلاء لا يُمكن الحوار معهم لأنهم لا يُشكّلون طرفاً سياسياً بل هُم أدواتٌ إرهابيةٌ ينبغي عزلهم ومُلاحقتهم ومُحاكمتهم بموجِب القوانين الوطنيّة والدولية</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: "هند الضاوي" طبعاً حضرتكِ دعمتِ أيضاً الدولة السورية والجيش السوري مراراً في كتابات وفي مواقف، جئتِ إلى (دمشق) عدّة مرّات. توجد مُعارضة سورية في (القاهرة)، أُريد أن أسأل أن شخصية مثلكِ إعلامية وصحافية وكاتبة ولكِ علاقة مباشرة أيضاً مع (سوريا)، كيف تنظرين إلى هذه المُعارضة في الخارِج؟ كما تقول السيّدة رئيسة مجلس الشعب السابقة؟</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: يا عزيزي، من وجهة نظري أنا كصحافية مصرية عربية أيّ مُعارِض أو أيّ شخص يُعارِض بلده من خارِج بلده فهو بالنسبة لي عميل مموّل، سمِّها كما تُسمِها. المُعارِض الحقيقي هو الذي يكون موجوداً في بلده ويُشارِك في الحياة السياسية ويُناضل من داخل بلده وعلى فكرة هناك مُعارضون سياسيون كثيرون في (سوريا) داخل البلد ورفضوا أن يأخذوا أيّ تمويل ورفضوا أن يُهينوا بلدهم من الخارِج. أي شيء، أيّ إنسان سمح لنفسه أن يخرُج إلى بلدٍ أُخرى حتّى لو كانت عربية ويُعارِض جيشه ويُعارِض دولته في ظروف قاسية وصعبة لهذه الأُمور فهو عميل من وجهة نظري ولا أستثني أحداً. وهذا الكلام أقوله دائِماً وأبداً لأيّ مُعارِض حتى ولو أنا مُعارِضة مصرية. أنا أحياناً أختلِف مع النظام في سياسة بلدي ولكن لا يُمكن أبداً أن أعارِضه من خارِج الدولة، هذه خيانة عُظمى لجيش (سوريا)، الجيش العربي السوري في ظروف لن يغفِرها التاريخ لأيّ أحد</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: إذا لا يستطيع أن يُعارِض من الداخل ماذا يفعل؟</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: أنا لو بلدي في ظروف (سوريا) ألتزِم الصمت عندما أرى في كلّ يوم الجيش العربي السوري على الجبهات والمُقاومة وقوّاته الرديفة تُقتّل كلّ يوم. المواطن السوري المُعارِض أو الذي أتى من خارِج (سوريا) من أجل أن يدعم الجيش العربي السوري، هذا أمر مخزٍ للأسف. وبعد ذلك، السؤال الذي يطرح نفسه، المُعارضة السياسية الموجودة في الخارِج لا نعرِف لها عملاً ولا وظيفة ولا راتباً ورغم ذلك يعيشون في القصور والفنادق وتذاكر طيرانهم من الـ Business Class، من أين لكم هذا؟ أنا أعرِف مُعارضين سوريين، تعرّفت عليهم في بداية الأزمة، جاؤوا إلى (مصر) لا يملكون قوت يومهم واليوم أولادهم في مدارس International وسياراتهم من أحدث السيارات. هذا الأمر يعني شيئاً مُخزياً وأنا من وجهة نظري أن التفاوض السياسي سواء أكان في (جنيف) أو في (أستانا) أو في أيّ خطّ سياسي، هذا أمر غير معقول ولا يُمكن أبداً أن أجلِس مع إرهابي أو أن أُجادله وأُناقشه عن ماذا سأتخلى له وعن ماذا سيتخلّى لي. هؤلاء فعلاً هُزموا في الميدان ونهايتهم الدفن في تُراب (سوريا) وخسارة بهم تراب (سوريا) أيضاً</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الآن مطروح أعزّائي المُشاهدين مسألة (كردستان)، وضع الكُرد، المرأة الكردية ما هو موقفها. طبعاً هناك منطقة تقول إنّها أجرت استفتاءً عليها في اتجاه الاستقلال ولا ندري إن كانت ستُعلِن الاستقلال أم لا. أوّل دولة رحّبت بكثير من الفرح كانت (إسرائيل). دول الجوار جميعاً ضدّ ذلك. البعض يقول هذا حقّ الكُرد في إقامة دولة والبعض الآخر يقول كفانا تقسيم هذه الدول العربية، على الأقل فلنتّفق على شيء وليُعطى الكُرد حقوقهم. أُريد أن نستمِع إلى "بُشرى علي" وهي رئيسة منظّمة المرأة الكردية للعلاقات تُحدّثنا من(السليمانية) عن دور المرأة الكردية بشكلٍ عام ونُعلِّق على ذلك</p>
<p><strong>بشرى علي</strong>: المرأة الكرديّة تماماً على الأرض في جميع المجالات، عسكرياً وتنظيمياً وسياسياً وثقافياً وفنياً ونضالياً، وصلت إلى مرحلة تطبيق نظام الرئاسة المُشتركة على جميع المُستويات من أدنى خليّة إلى أعلى مُستوى، وفي نفس الوقت تُحافِظ على تنظيمها الخاص شبه المُستقلّ من حيث أنّ كلّ القرارات المعنيّة بالمرأة تعود إلى المرأة وأيضاً تُساهِم بشكل ريادي وفعّال في جميع الشؤون المعنية أعني الشؤون العامة وليس فقط في شؤون المرأة من جميع النواحي تُساهم فيها. أيضاً يُمكننا أن نقول أنه في السنوات الأخيرة تجاوزت المرأة الكردية حتّى موضوع الكوتا، قبل سنتين أو ثلاث كانت هناك كوتا 40 % للجنسين لكن الآن هناك العمل بمبدأ المُناصفة بشكلٍ عام والقبول بها بشكلٍ رسمي، وحتّى في بعض الأحيان وفي بعض الأماكن يكون مبدأ المُناصفة أكثر بقليل لصالِح المرأة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: وضع المرأة الكردية جيّد ولكن ما هو رأي "بُشرى علي" في موضوع الاستفتاء في (كردستان)؟</p>
<p><strong>بُشرى علي</strong>: من حقّ أيّ شعب أن يقوم باستفتاء على أمر داخلي معني به ولكن المُشكلة هنا هي في الذهنية التي تُسوِّق لهذا الأمر. الانفصال ليس بحلّ وإنّما يزيد الطين بلّة كما يقولون وتجربة الدول العربية كلّها أمام العين بصراحة لاستخلاص الدروس التاريخية والأساسية منها، ومن غير الصائِب إسقاط قضيّة شعب، إسقاط قضيّة وطن إلى موضوع الاقتصاد والنفط والغاز والبترول، القضيّة أكبر من هذا بكثير. موضوع الحريّة فقط بالانفصال لم يكن حلّاً جذرياً بقدر ما أنه يجب أن تُدرَس هذه المواضيع من كلّ النواحي ومعاً</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: موقف سليم ومحمود من قلب (السليمانية). قيادية كردية تقول أنّ الانفصال مسألة غير مُهمّة وغير مُفيدة وربّما تكون ضارّة ويجب الاتفاق على كلّ الأمور مع كلّ الأطراف في النهاية، مع الحكومة العراقية ومع دول الجوار لا شكّ. "أشواق عبّاس" تعليق على ذلك ثمّ لكِ "سمر"</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: قبل أن أُعلِّق على ذلك أُستاذ "سامي" اريدك أن تُعطيني مجالاً ولو دقيقتين لأن الموضوع</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لماذا تنهمرين بنا بالمشاكل منذ البداية؟ تفضّلي</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: لا لا أبداً. أنت اليوم تُدافع عن المرأة وهذه الحلقة مُهمّة جداً في الدفاع عن المرأة، ما مرّ قبل قليل من حديث عن رئيسة مجلِس الشعب السابق السيّدة الدكتورة "هدية عبّاس" اسمح لي أن أُعلِّق عليه. أعتقد أنّ الفهم كان خاطِئاً لما ورد في كلمتها أمام مجلِس "الدوما" الروسي. هي لم تتكلّم عن المُعارضة السورية الخارجية في الخارِج، هي تحدّثت عما أسماه الغرب أنه مُعارضة وتبيّن أنه إرهاب. هي لم تُشِر أبداً إلى أنّ المقصود بالكلام هم المُعارضون السوريون في الخارِج أبداً. لذلك أنا أحببت أن أُعطها حقها للدكتورة "هديّة" وهي سيّدة فاضلة سواء نحن اتفقنا أن نشجب الثقة عنها كرئيسة بسبب أخطاء تنظيمية</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لحظة قليلاً، عمّن تتحدّث؟ لحظة سيّدة "أشواق"</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: في الكلمة هي تتحدّث في الكلمة عما أسماه الغرب بداية في الأحداث، في الحرب على (سوريا) مُعارَضة وتبيّن أنها مجموعات إرهابية مُسلّحة، ولا تُشير أبداً إلى أنها تتحدّث عن المُعارضة الخارجية أو تُقيِّم أو توصِّف السوريين المُعارضين في الخارِج. أنا فقط وددت أن أُوضِّح من أجل أن نُعطي المرأة أو الدكتورة "هديّة" حقّها الكامل وأنا أكنّ لها كلّ الاحترام</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: فقط وجب التنويه. ثانياً، في ما يتعلّق بـ (كردستان) أُستاذ "سامي" حقيقةً نتحدّث في منطقين</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: عفواً سيّدة "أشواق"، هلّ أفهم منكِ أنّ عند حضرتكِ رأياً إيجابياً بالمُعارضة في الخارِج؟</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: أُستاذ "سامي" مفهوم المُعارِض في المنطق السياسي لا يوجد شيء اسمه المُعارِض الخارِجي والمُعارِض الداخلي. المُعارِض هو كلّ إنسان يملُك رؤية إصلاحية لدولة ككل أياً كان هذا الإنسان سواء أكان في الخارِج أو في الداخل يؤمن ببلده ويؤمن بطريقة صحيحة وأنّ هدفه الأساسي هو الدولة ونهوض الدولة. كلّ ما يندرِج تحت هذا الإطار هو مُعارِض وطني سواء أكان داخل البلد أم خارِج البلد، أمّا من يرتهِن بلده لمشاريع خارجية أو يُطالِب بالتقسيم أو يُطالب بالموت من أجل تحقيق مطالِب شخصية فأكيد هذا المُعارِض لا في الداخل ولا في الخارِج والدليل أنّ في (سوريا) الكثير من المُعارضين موجودين ويمارسون نشاط المُعارضة وهُم معارضون وطنيون بامتياز. لذلك مفهوم المُعارِض عندي هو مفهوم سياسي وليس أداة تُستَخدَم من قِبَل الغرب لتدمير دوَل سواء في (سوريا) أو خارِج (سوريا)، تمام؟ معي أنت؟</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي، ممتاز. وعلى كلّ حال من الجيِّد أنكِ أوضحتِ المسألة بالنسبة إلى الدكتورة "هديّة عبّاس"</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: أرجوك، نعم، أرجوك</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: إذا هي تتحدّث عن الأطراف التي أراد الغرب أن يقول إنها أطراف مُعارِضة وهي إرهابية ولا تقصد المُعارضة في الخارِج، جيّد</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: نعم، والغرب نفسه حارب تلك الأدوات لاحقاً وأسماه بالإرهاب والآن يأتي الغرب ليُقاتل الإرهاب في (سوريا)، الإرهاب الذي أتى به إلى (سوريا) تحت اسم مُعارضة. أمّا في ما يتعلّق في مسألة (كردستان)، دعني أكون منطقية وأيضاً أريد أن أتحدّث بمنطقين، بمستويين. المُستوى الأول، أنا إذا أردت أن كلّ أقليّة أو كلّ مُكوِّن جزئي من مُكوّنات أية دولة يحُق لدول أُخرى أن تدعم انفصاله وإعلان دولته، فنحن نُشرِّع لـ (إسرائيل) جديدة في المنطقة</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: نعم (إسرائيل) رقم 2 </p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: نحن مع الشعوب كشعوب. هؤلاء مواطنون في الدولة السورية أو الدولة العراقية أو الدولة الإيرانية، لذلك دعم هؤلاء من أجل الانفصال بحجّة أنهم قوميّة فأعتقد أنّ هذا يفتح باب التقسيم. النُقطة الثانية وهي الأهم، وأنا قلتها وأُعيدها الآن، أعيدها الآن على الهواء مُباشرةً. حتّى الأكراد، إذا استطاعوا إنشاء الدولة فهذه الدولة محكومة بالموت من المنطق السياسي، بمعنى دولة مخنوقة من دوَل الجوار ونحن نسمّها دولاً ميتة في الجيو سياسة. الدولة محكومة بحدود برية من أربع دول ستكون عدوّة لها، فهذه الدولة ستموت من تلقاء نفسها. لذلك أعتقد أنّ الغرب يستثمر حتّى في هذه المسألة. هو يُشجِّع الحركات الانفصالية، هو يُشجِع الحركات بمعنى تدمير أو تفتيت الدول من الداخل. الأكراد هم مُكوِّن أساسي وهُم مواطنون لهم ما لكلّ المواطنين وعليهم ما على كلّ المواطنين. أنا هذا مبدئي في التعامل مع القضية الكُردية</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي. كنّا نقول أنّ المرأة القوية تقف وقفة رجل، أعتقد بعد ما نستمع إليه الليلة نقول أنّ الرجل القوي يقف وقفة امرأة. عندكِ تعليق؟</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: طبعاً، في الموضوع الكُردي. هذا الاستفتاء في هذه اللحظة بالذات أي قبل إعلان النصر التام على الإرهاب في (سوريا) وفي (العراق) والحمد لله تأتي هذه اللحظة ويحدُث هذا الاستفتاء وأوّل احتفال يحدُث في عمق الأراضي المُحتلّة في (فلسطين) بما يُسمّى بالإقليم. يُحاولون كما تفضّلت الآن الأستاذة اللواتي تحدّثن، يحاولون إنشاء (إسرائيل) رقم اثنين التي على حدودها المباشرة من؟ (إيران) و(العراق) و(تركيا) </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: و(سوريا)، أربع دول</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: صار الاستفتاء لكن لا يوجد انفصال، من غير المُمكن أن يحدُث هذا الانفصال وهم يعرفون هذا الشيء، ولكن كلّما حُشِرَت (إسرائيل) في زاوية كلّما كشفت عن وجهها الآخر وهو الإرهاب الذي لم يعد يأتي أُكله وتحاول أن تجِد ذريعة أُخرى. الآن تحاول أن تخلِق (إسرائيل) رقم اثنين مع العِلم أنّها جغرافياً في هذا الموضع كيان ميت ومن غير المُمكن أن يكون عنده أمل في الحياة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لكن سيّدة (سمر)، دعينا نكون متّفقين على شيء جميعاً، أنه في النهاية الكُرد، وهي الكلمة الأفضل للأكراد، الكُرد أُصيبوا بالغُبن في الكثير من الدول، لم يحصلوا على كلّ الحقوق، ثقافتهم حضارتهم لغتهم</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: أبداً ليست (إسرائيل) من يُمكن أن توصل لهم هذه الحقوق، أبداً</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أنا معكِ، ولكن نحن لا نستطيع أن نقول أنّ كلّ من يحلَم بتحسين وضعه هو إسرائيلي بين الكُرد</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: أنا لا أقول هذا</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: مسألة الانفصال مسألة أُخرى</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: أنا أقول من احتفل ومن يستفيد من هذا الموقع </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: دعينا نتفق أنّ هذا أيضاً شعب كُردي يجب أن يحصل على حقوق جيِّدة له داخل إطار الدول التي يقيم فيها. صحّ؟</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: نريد أن نناقش قبلاً. هلّ هو تمتّع حقاً بالمواطنة الكاملة في بلده حيث هو يعيش؟</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لا</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: ليس لا، أنا أتحدّث بين مواطن عراقي ومواطن من الكُرد العراقيين أو مواطن سوري ومواطن من الكُرد، علينا أن نعاود النظر أكثر بشكلٍ موضوعي ولائِق. لا نستطيع نحن أن نفتح أقبية لا يستفيد منها إلّا العدو الصهيوني، ليس شمّاعة العدو الصهيوني ولا أميركا شمّاعة </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: صحيح، غداً الأمازيغ</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: غداً الأزدي يريد ذلك والأرمني أيضاً والسنّي يريد أن يُنشئ إمارته. لا يصحّ أن نرجع نحن إلى منطلق الإرهاب نفسه الذي حاول أن يُكرِّس حدوث إمارات قائِمة على المذهب، قائِمة على العرق</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: والغريب أنّ</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: مَن؟ (إسرائيل)</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: اسمحي لي، من يدعم الانفصال الآن يرفضه في (كاتالونيا) مثلاً في (إسبانيا)</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: طبعاً يرفضونه هم أنفسهم لأنهم دائِماً عندهم صيف وشتاء على سطح واحد. هناك منطق في الشرق الأوسط، أن تمكنوا من إنشاء كانتون إمّا يكون هذا الكانتون عرقياً أو يكون دينياً أو يكون مذهبياً، هذه الخدمة الجليلة تكون لـ (إسرائيل) ومن خلفها الولايات المتحدة التي تعلم أنه لا يُمكن أن يكون في المنطقة، تحديداً في الشرق الأوسط، إلّا حلّ سياسي. ولكي تُحافِظ على مكانتها على الطاولة بهذا الحلّ السياسي لا بدّ من أن يكون لديها سلاح تُهوِّل فيه. الآن هي تُهوِّل بأهلنا من الكُرد. أهلنا من الكُرد من اللازم ألّا يسمحوا لأحد أن يستعملهم كلقمة سائِغة. لطالما نحن نعرِف أنّ الفِكر الصهيوني لا يتبنّى أحداً، إنّ الفِكر الصهيوني عنده حلمه الذي يُريد أن يُنفِّذه، ممكن أن يستعمل الكلّ وبعدها يرميهم إلى مزبلة التاريخ كما حدث مع "داعش" وأخوات "داعش"</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أطيلوا بالكنّ عليّ لأنه لا يزال عندي عدد من الأسئِلة لو سمحتنّ</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: نعم، تفضّل</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: في الواقع، بشكلٍ سريع المرأة العربية تاريخياً، صحّحوا لي معلوماتي إن كانت خطأ</p>
<p>- المرأة السورية: حقّ الترشّح للبرلمان عام 1956، أوّل تمثيل عام 1973، وحالياً نائب الرئيس الدكتور "نجاح العطّار"، نوجّه لها تحية كبيرة</p>
<p>- المرأة المصرية: حقّ الترشُّح للانتخابات النيابية في العام 1956، "راوية عطيّة" أوّل نائِب في العام 1957 وكانت برُتبة ضابط في الجيش العربي المصري</p>
<p>_ أول نائِب جزائرية مُباشرةً بعد الاستقلال عام 1962 – سبع وزيرات في الحكومة الحالية، تحية كبيرة إلى "جميلة" وكلّ الجميلات اللواتي قاتلن في الثورة الجزائِرية، كنّ ثلاث جميلات على فكرة</p>
<p>- المرأة العراقية "نزيهة الدُليمي" أوّل سيّدة عربية تتقلّد منصباً وزارياً حيثُ عُيّنت وزيرة للبلديات عام 1959</p>
<p>- في العام 1963 أخذت المرأة المغربية حقّ الترشُّح، عام 1993 دخلت البرلمان، في العام 2007 تسلّمت سبع حقائِب وزارية. غريب عندنا في (لبنان) الذي يعتبر نفسه ديمقراطياً وحريات لا يزال التمثيل ضعيفاً جداً </p>
<p>- المرأة في (المغرِب) تشغل 20 % من مقاعِد مجلس النواب، في (تونس) 33%. (تونس) أعلى نسبة مُشاركة برلمانية حالياً 33 % منذ عام 2014، وهناك مادّة تنصّ على المُساواة الكاملة بين المرأة والرجل</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: الآن هناك اختلاف مثلاً في دولة مثل (لبنان) المرأة لا تستطيع أن تُعطي أولادها الجنسية، أمر مُعيب جداً، بينما في دول عديدة صارت المرأة قادرة على إعطاء أبنائِها الجنسية ومنها في (العراق) تحديداً</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: فقط بالعودة للمذهب والطائفي</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: لن تعودين لا لأنه لا يزال عندنا سؤالان</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: حسناً، تفضّل</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: تفضلي سريعاً لو سمحتِ</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: فقط أريد أن أقول أنه في (لبنان) العائِق الأكبر أنّ عندنا 15 قانون أحوال شخصية. نحن المذهبية أكلتنا في (لبنان) ليس فقط كسيّدات، لا، كلّ أصحاب الحقّ. الطائفية والمذهبية والمُحاصصة هي التي تضع الكفاءات جانباً سواء للرجال أو للنساء</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: "هند الفايز"، الآن توجد مسألة مطروحة على مُستوى الوطن العربي، صار من المُعيب ويحدث عليكِ هجوم فوراً، عليّ وعليكِ وعلى الجميع، لو قال الإنسان أنا عروبي أو أنا مع المُقاومة. أُريد أن أسمع رأيكِ في مسألتي العروبة والمُقاومة، هلّ لا يزالان صالحين لهذه المرحلة فعلاً؟ هل لا يزال هناك مشروع عروبي؟</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: طبعاً يا سيّدي. هو العامود الفقري ولا يوجد لديه تاريخ انتهاء. الآن صرنا نتحدّث عن تقسيمات في الدول العربية أو في الاقليم وتقبّلنا مسطرة "سايكس بيكو" وكأنّ شيئاً لم يكن. أنا منذ يومين كنت أنظُر إلى صورة لباص موضوع عليها (الكويت)، (العراق)، (الأُردن) (فلسطين). لم يكن هناك شيء اسمه حدود ولا كان هناك شيء اسمه جوازات سفر. أُنظُر إلى حال العرب الآن، طبعاً لن نستعيد كرامتنا إلّا إذا عُدنا إلى أنّ الأُمّة العربية تجمعها اللغة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: (إسرائيل) موجود في قلب، أو هذا الكيان موجود في قلب الكيان العربي، مهما حاول ومهما فعَل هو لا ينتمي لا في اللغة ولا في الدين وبالتالي يا سيّدي</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: "هند" هلّ حضرتكِ </p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: قضية العروبة ليست قضية تنتهي بتصفُّح التاريخ وكأنّ لها تاريخ انتهاء، عفواً </p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: "هند" لو سمحتِ لأننا شارفنا، أنا آسف أن أقاطعك، شارفنا على النهاية. لا يزال عندنا دقيقة واحدة، جواب لكلّ السيّدات</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: تفضّل، ارفع الصوت الله يخلِّيك، والله لا أسمع</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: حضرتكِ مع مبدأ المُقاومة؟</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: الآن طبعاً مع مبدأ المُقاومة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شكراً لكِ</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: لحظة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: تفضّلي</p>
<p><strong>هند الفايز</strong>: المقاومة لكن أن تُحدّد إلى أين يتوجّه السلاح. المقاومة ليس أن نوجِّه السلاح ضدّ بعضنا البعض، هناك فرق </p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: حلو</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي، صحيح شكراً لكِ "هند الفايز" برافو عليكِ. "هند الضاوي" لو سمحتِ وأيضاً "أشواق عبّاس" أيضاً بشكلٍ سريع، العروبة والمقاومة فقط بكلمتين لأنّ الوقت انتهى</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: السؤال هل موجه لي أستاذ "سامي"</p>
<p><strong>هند الضاوي</strong>: العروبة ليست مشروعاً يأتي وينتهي</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: "أشواق عبّاس"، عفواً يبدو الصوت</p>
<p><strong>أشواق عبّاس</strong>: أنا فقط أودّ أن أقول في المقاومة، لن تقوم للعرب قائِمة إلّا بالمقاومة. لم يوجد العرب قبل المُقاومة ولن يستمرّوا إلّا بالمقاومة، والمُقاومة هي ضدّ الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأساسية ومن أجل إعادة بناء الدول العربية هذا أيضاً نوع آخر من المُقاومة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: أوكي</p>
<p><strong>سمر الحاج</strong>: كلّ قرارات الأُمم المتحدة منذ إنشاء الأُمم المتحدة لهذه اللحظة لم يُنفَّذ قرار، وهي حبرٌ على ورق، ورق يُملئ البحر الأبيض المتوسّط. لا يعود الحقّ إلّا بالمُقاومة ولا تُختَصر المرأة بالمرأة الموجودة في البرلمان أو في وزارة. "أُم عماد مغنية" بالنسبة لي هي النموذج الراقي للمرأة العربية المُقاوِمة، لن نستعيد حقنا إلّا بالمُقاومة</p>
<p><strong>سامي كليب</strong>: شكراً لكِ "سمر الحاج"، شكراً "هند الضاوي" شكراً "أشواق عباس"، شكراً "هند الفايز" وشكراً أيضاً للسيّدات اللواتي يعملن معي في هذا البرنامج أعني "بترا" و"تيما" و"رانا" وأتمنّى لـ "بترا" التي تودّعنا هذه الحلقة لأنها تنتظر مولوداً أن تعود إلينا قريباً جداً بمولود جميل كجمال روحها. شكراً لكم أعزّائي المُشاهدين وإلى الحلقة المقبلة من "لعبة الأمم" في الأُسبوع المقبل عبر قناة "الميادين"، إلى اللقاء</p>
<p><strong>الحلقة انتهت</strong></p>