برهم صالح - رئيس التحالف من اجل الديمقراطية العدالة

العراق في صلب اهتمام دَولي غيرِ مسبوق. أرضُ الرافدينِ ما بعدَ استفتاء الانفصال تغلي، حشود عسكرية على خطوط التماس ومبادرات سياسية على الطاولة. الى اينَ وصلت الامور وما هو الآتي؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى مقابلة مع برهم صالح، رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، الرئيس السابق لحكومة اقليم كردستان العراق، وأنت الغنيّ عن التعريف دكتور برهم، أهلاً بكم على شاشة الميادين.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> شكراً لهذه الاستضافة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> دكتور، سنبدأ مباشرة بآخر التطوّرات من كركوك وما بعد كركوك وما آلت إليه الساعات الأخيرة. كان لكم بيان أعربتم عن قلقكم من الهجوم العسكري على كركوك.</p> <p>الآن أصبحنا كركوك وما بعد كركوك. هل لا زال هذا القلق موجوداً حتى هذه اللحظة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> لا شكّ الأوضاع الأخيرة مقلقة ومدعاة للقلق، كنّا نتمنّى ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، هناك اتصالات مستمرة مع الحكومة الاتحادية وبين أطراف مختلفة في القيادة الكردية لتدارك الموقف، دعينا لا ننسى أنّ البشمركة والقوات العراقية كانوا في خندقٍ واحد في مواجهة داعش، مع الأسف الشديد وصلت الأمور إلى أننا في خندقين متقابلين. يجب ألا ننسى ما يجمعنا، يجمعنا الدفاع عن هذا البلد، ويجمعنا العمل ضدّ الإرهاب والتطرّف، فعسى ولعلّ أن نتعلّم من هذه الأحداث الأخيرة ونحتكم إلى الحوار في بغداد ونضع الدستور أساساً لتفاهماتنا القادمة، وإن شاء الله تنتهي هذه العمليات بأسرع وقتٍ ممكن. من الضروري وقف تلك العمليات، من الضروري الاهتمام بوضع المدنيين وعدم إتاحة الفرصة لأيّ تجاوزٍ على أحوال المدنيين، البلد بحاجة إلى استقرار ووئام.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> نعم، مهمّ هذا الكلام. السيّد برزاني قبل دخولنا إلى الاستوديو كان يتحدّث عن حدود 2016، السيّد العبادي يقول ملتزم ببسط السلطة الاتحادية على كل أنحاء العراق. هدف العمل العسكري أين؟ أنت تدعو الآن إلى وقفه، عن أيّ حدود؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> الحدود يجب أن تكون حدود الدستور، هناك مناطق متنازع عليها ثبتت في الدستور وفق المادة 140، علينا الاحتكام إلى تلك المادة والأساليب أو السياقات الدستورية لحسم التبعية الإدارية لهذه المناطق. الكل يتفق، الكل يصرّ على ضرورة الاستناد إلى الدستور، وفي تقديري هذه نقطة مهمّة، فبعيداً عن التوصيف، 2003 و2016، يجب أن نتعامل مع هذا الموضوع بروحية حسم الموضوع من خلال الآليات القانونية والدستورية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> الآليات القانونية والدستورية، أي أنت مع السلطة الاتحادية ومع العودة والاحتكام إلى الدستور؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> واقعاً نحن مع الاحتكام إلى الدستور، هناك سلطات اتحادية واضحة في الدستور، وفي نفس الوقت هناك سلطات واضحة لحكومة اقليم كردستان وللمحافظات الأخرى في العراق، هذه منصوصٌ عليها في الدستور. دعيني أؤكّد على نقطة مهمّة، في ما يتعلّق بالتعامل مع هذه المناطق والنزاعات حول ترسيم الحدود الإدارية، فرض الأمر الواقع لن يجدي نفعاً، الأنظمة السابقة حاولت ذلك، والعديد من المحاولات منذ العام 2003 إلى اليوم عملت على فرض أمرٍ واقع، الحدود التي تُرسَم بالدم وبالقوة تزال بالقوة ويعاد رسمها بالدم. كفى بالعراقيين هدر الدماء، علينا أن نحتكم إلى سياقاتٍ قانونية ننتصر فيها إلى حلولٍ ترضي الناس في تلك المناطق.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> السيّد البرزاني نفسه تحدّث عن أنه ببيان القيادة المشتركة بعض المواقع للبشمركة تم تسليمها للقوات العراقية، للحشد الشعبي، وهنا ندخل إلى مصطلح الخيانة الذي استخدمه هذا البيان واتّهم البعض بالخيانة، القيادات الكردية.</p> <p>مَن قصَدَ وهذا دليل أيضاً على أن هناك انقساماً على الجبهات الكردية إن صحّ التعبير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> هناك انقسام، لا شك في ذلك، هناك انقسام وتباين في وجهات النظر، وفي خضّم هذه الأحداث الأخيرة تعالت أصوات مختلفة. الآن بدل أن ننغمس في تلك الاختلافات والتوجّهات المتباينة والصراعات بعضها القديمة والمتجدّدة في هذه اللحظات، علينا أن نؤكّد على ضرورة الانتهاء من هذه الدوّامة، الوصول إلى بغداد والجلوس إلى طاولة الحوار والاحتكام إلى الدستور، فمثل هذه السجالات السياسية باللغة العربية والحمد لله باللغة الكردية أيضاً موجودة لن تنتهي بين الفرقاء السياسيين. هذا البلد، العراق بعمومه وكردستان تحديداً أيضاً، عشنا ما عشنا من النزاعات والصراعات الدموية ولم نجنِ منها إلا الدمار والويلات، لنتّعظ من تاريخنا المعاصر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> مهم هذا الكلام.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> قوة كردستان، قوة لبغداد، لا، لا، كلام مهم جداً، وهنا أذكر أيضاً مرة أخرى بأن من كان يتصوّر أن داعش خطر على الشيعة فقط تبيّن أن خطرهم على السنّة لا يقلّ تهديداً عن خطرهم للشيعة، وأيضاً تبيّن أنّ الكرد أيضاً مستهدَفون. فنحن في هذا البلد وهذه المنطقة لدينا مصالح أمنية مشتركة ولدينا أعداء مشتركون، ولدينا ما يمكن أن يوحّدنا، نستطيع أن نجتمع على كلمة سواء نستفيد من خيرات هذا البلد، وكفى بنا هذه النزاعات العبثية وكفى بنا هدر الدماء وكفى بنا فرض الأمر الواقع. اليوم هذا الطرف قوي ويفرض أمراً واقعاً ويأتي بعده غداً عندما تتبدّل الموازين ويتبدّل هذا الأمر الواقع، هذه حال عبثية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> صحيح، كي نفهم أكثر، وألا يكون هذا العنوان فضفاضاً، من الذي يقوم بفرض الأمر الواقع الآن؟ السيّد مسعود البرزاني بالاستفتاء والدعوة إلى الانفصال، أم الحكومة والتي تقول نحن نحتكم إلى الدستور وإلى السلطة الاتحادية وسنعيد المناطق المشتركة، سنعيدها ونبسط السلطة العراقية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> هناك مشاكل متراكمة بين الاقليم وبغداد على مرّ السنوات الماضية، هذه المشاكل ليست وليدة اليوم، هناك حال تاريخية، إشكالية تاريخية بين الوضع الكردي والدولة العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، كتبنا الدستور في 2004، استفتينا عليه وارتضيناه لأنفسنا فيصلاً في حلّ تلك الإشكالية، مع الأسف لم يتم تطبيق الدستور، وهناك خرق للدستور من أطراف مختلفة. اليوم في هذه اللحظة، سلمى خاتون، لا أريد أن أدخل في قضية لوم هذا الطرف أو ذاك، حقيقة هناك أرواح بريئة تزهق في هذه الأوضاع وهناك أموال تهدر بدلاً من أن تذهب إلى الإعمار، فلذلك أريد أن أؤكّد على نقطة.</p> <p>الاستفتاء لا شكّ أنه أتى في ظروف كانت هناك أوضاع داخلية معقّدة في كردستان، كان هناك إجماع عراقي في معارضته أيضاً، وكان هناك وضع دولي واقليمي معارض لهذا الموضوع، لكن تمّ اتّخاذ قرار الاستفتاء وتفاقمت هذه المشاكل واقع الأمر، هذا لا يمكن إنكاره، الواجب الآن أن نتجاوز تلك المرحلة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> أخطأ السيّد مسعود البرزاني في اختيار هذه الفرصة والذهاب إلى الاستفتاء؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> على أيّة حال، الاستفتاء وقع، والحلم الكردي في الاستقلال وتقرير المصير هذا موجودٌ وواقعٌ تاريخي لا يمكن تجاهله، لكنني أقول في تلك المرحلة الاستفتاء تبيّن من تداعياته أنه أتى بمشاكل كثيرة للوضع الكردي، أتى بمشاكل وتعقيدات كثيرة للوضع العراقي، علينا أن نتجاوز ذلك الاستفتاء وأن نحتكم إلى الدستور ونتجاوب مع دعوة سماحة السيّد السيستاني، المرجع الأعلى في النجف والمرجعية في النجف، وكذلك الكثير من المبادرات العراقية والدولية والاقليمية. هذا الوضع يجب أن ينتهي، نحن للتوّ خارجون من مواجهة داعش والشعب العراقي منهك والقوات العراقية خاضت بطولات، ومنهم البشمركة في مواجهة داعش، علينا أن نركّز جهودنا على ترتيب أوضاع البيت العراقي وننتهي من هذه الأزمة.</p> <p>في هذا السياق أيضاً، أريد أن أذكّر بنقطة مهمة، هناك تركيز على وضع كردستان، نحن تقريباً 14 سنة مضت على سقوط صدّام، الشعب العراقي لا يزال يعاني من مشاكل حقيقية في منظومة الحكم، أهلنا في البصرة يعانون من تردّي الخدمات وسوء الإدارة وكذلك في الحلّة وفي السماوة وفي الموصل وفي بغداد، ونعم، أيضاً في كردستان وفي السليمانية وفي أربيل وفي المناطق الأخرى. منظومة الحكم في العراق فيها مشاكل بنيوية، والدستور الذي ارتضيناه لأنفسنا فيصلاً كما قلت في السابق بحاجة إلى أن يطبَّق، أو على الأقل أن يفسَّر تفسيراً صحيحاً. لا شكّ فيه ثغرات، فيه مشاكل، فيه خلل بنيوي، علينا أن نرجع إلى طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن لأنّه ليس هناك حل إلا الحوار، وأيضاً التركيز على نقطة أساسية، هناك أزمة حكم في العراق، هذه الأزمة لا تعني الكرد وحدهم، هي أزمة أهل البصرة والسماوة كما قلت والمناطق الأخرى لأن العراقيين بعد 14 سنة من سقوط صدّام يذهبون من أزمة إلى أزمة أشدّ، يذهبون من حال عنف إلى حال عنف أشدّ. كفى بالعراقيين دوّامة الأزمات، هذا البلد بما فيه من الخيرات يستحق أكثر مما نحن فيه اليوم.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> هذا الكلام جداً مهم. أحاول أن أفهم مما تفضّلت به بأن حضرتك الآن، الدكتور برهم صالح هو ليس مع الاستفتاء حالياً كما طُرح وبهذا الشكل. لنقلها بصراحة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> الاستفتاء وقع، أقولها بكل صراحة، الاستفتاء وقع، أنا لا أنكر ولا أتنكّر لحق الشعب الكردي في تقرير مصيره أسوة بشعوب العالم، فهذا حق طبيعي ولا يمكن تجاهله.</p> <p>نقول الحل في بغداد، حل هذه الحقوق في تعقيدات المنطقة وفي تعقيدات الوضع الكردي أيضاً وما نعاني منه من إشكاليّاتٍ داخليّةٍ واقليمية ودولية، الحل في بغداد. إن لم تكن بغداد قوية ومستقرّة، كردستان تكون في حال قلق، والعكس صحيح. يجب حقيقةً، أقولها بكلّ وضوح إن شاء الله، الاستفتاء حدث، كانت هناك أحداث رافقت الاستفتاء، وكانت هناك سجالات ونقاشات تمحورت حول الاستفتاء، الشعب الكردي له حق التطلّع إلى تشكيل كيانه المستقل أسوة بالشعوب العربية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> ولكن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> لكن تبيّن أيضاً أنّ التبعات للاستفتاء وما أتى به الاستفتاء كان، وحسب التحذيرات التي صدرت قبل الاستفتاء من أطرافٍ كردية وشخصياتٍ كردية وأيضاً من قوى دولية واقليمية صديقة لنا، لم يتم الأخذ بها وتفاقمت الأمور ووصلنا إلى ما نحن به الآن.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> إذاً، على من كان يعتمد السيّد البرزاني طالما كل هذه المواقف الاقليمية والدولية معارضة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> هذا السؤال يستوجب الإقرار بحقيقةٍ مرّة أنّ القرار الكردي بحاجة إلى مراجعة، بحاجة إلى إعادة النظر في المصادر والتحليلات والتقديرات التي تبيّن أنّها خاطئة، كان هناك من يقول أنّ هناك 80 دولة تناصر حق الشعب الكردي في تأسيس دولته، ثمّ قالوا ليس لنا من يعارضنا، وتبيّن أنّ الأمور غير ذلك.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> من قال هذا الكلام؟ دكتور برهم، من قال هذا الكلام، ومن وعد السيّد البرزاني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> والله الكلام موجود في أروقة القيادة الكردية وأروقة القرار الكردي وتبيّن أنه كان خاطئاً، والشجاعة تستوجب من الكل أن يقرّوا بخطأ تلك التقديرات وبسوء تلك التقديرات، أنا أقولها وقلتها قبلاً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> برأيك كان هناك سوء تقدير من قبل القيادة الكردية أم خُذِل الأكراد مجدّداً من هذه القوى؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> والله حقيقةً، أنا أكون صريحاً، أنا لست في صلب القرار الكردي هذه الأيام على الأقل من الناحية الرسمية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> ولكن متابع بشكل ممتاز.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> لكني من المراقبين ومواكب ومتابع وعلى اتصال دائم، أنا المعلومات التي كانت تصلني وفي التواصل مع الدول الاقليمية والدولية وأيضاً مع أصدقائنا في بغداد، حُذّرنا ووُجّهت لنا تقييمات واضحة وصريحة من الدول الكبرى، من مجلس الأمن، من الدول الاقليمية، كانت الرسائل واضحة لكن كان هناك إصرار على المضيّ بهذا الموضوع. مرّة أخرى، لا يمكن تجاهل الحق الطبيعي للشعب الكردي أسوة بشعوب العالم في تقرير مصيره، لكن يقيناً في هذه اللحظة والإصرار على الاستفتاء في تلك الوضعية ومن دون تفاهم مع بغداد، فاقم المشاكل، ولم يكن قراراً يأتي بخيرٍ لا لكردستان ولا للعراق.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> مهم جداً هذا الكلام. علاقتكم الآن بالسيّد البرزاني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> يجب أن نتعامل بكلّ احترام وتقدير مع القائمين على الشأن الكرديّ، لكن مع كلّ هذا الاحترام والتقدير، أقول أيضاً الوضع الكردي بحاجة إلى مراجعة، تكلّمت عن أزمة عراقية، أزمة منظومة الحكم في العراق وأهل البصرة والسماوة، وأقول لك وأنا أخاطبك من السليمانية، أهل السليمانية وأهل أربيل، أهل كردستان غير راضين عن منظومة الحُكم، فكردستان كانت تعيش حال ازدهار وتطوّر ونمو، لكن في السنوات الأخيرة تعرّضنا إلى العديد من الهزّات الاقتصادية والمشاكل السياسية، وتفاقمت هذه المشاكل. كردستان بحاجة إلى إصلاحات بنيوية، فحُكم كردستان يجب أن يكون ديمقراطياً، مستنداً إلى شرعيّة الناس ومستنداً إلى عدالةٍ تكون أساساً لحكومة رشيدة تلبّي للكرد حقوقهم، الكرد بحاجة إلى إصلاحات.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> مهم هذا الكلام. أنتم ذهبتم إلى بغداد دكتور برهم صالح بعد خمسة أيام على ما أعتقد من الاستفتاء، التقيتم فيها شخصيات وكتلاً سياسية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> قبل خمسة أيام.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> قبل خمسة أيام، وبالتالي لماذا هذه الزيارة؟ هدفها؟ هل حملتم رسالة ما أم هي كانت براءة من هذا الاستفتاء؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> لا، ليست براءة من الاستفتاء بهذا الموضوع، لأن الاستفتاء وقع وليس هناك تمويه حول هذا الموضوع، أنا لست من الذين يموّهون، أنا لديّ علاقات مع قوى صديقة وقيادات كبرى في العراق، بغداد عاصمتنا وتبقى عاصمتنا ونتعاون مع إخواننا في بغداد ومع الحكومة العراقية، أنا كنت في زيارة شخصية لكن الظروف وتلاحق الأحداث أيضاً استوجبت إجراء بعض المشاورات بصفتي الشخصية، لكن هذه المشاورات كانت تعني الوضع الحالي. أنا من المؤكّدين على ضرورة أن نتوصّل إلى حل، إلى حل مبني على التفاهم.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> صفة شخصية رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> نعم، هذا التحالف أوجدناه قبل فترة وننوي خوض الانتخابات النيابية في اقليم كردستان وأيضاً إن شاء الله في العراق، لأننا ندعو إلى إصلاحاتٍ بنيوية وندعو إلى تحقيق العدالة التي هي مطلب أساسي للمواطن الكردي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> على ماذا اتفقتم أنتم والسيّد العبادي؟ ومع مَن التقيتم من الحشد الشعبي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> أنا التقيت في اجتماع خاص أخويّ مع السيّد رئيس الوزراء، كانت مداولات ومشاورات، فأنا لست في موقعٍ رسميّ يمكّنني من أيّ اتفاق معيّن، لكننا تبادلنا وجهات النظر حول الوضع الحالي وكيف يمكن تفادي التصعيد في هذه الأزمة، وأيضاً التقيت بالعديد من القيادات الأخرى في التحالف الوطني والشخصيات السياسية الأخرى، فهم اصدقاءٌ لي عملت معهم في بغداد، وأنا أيضاً مرّةً أخرى أؤكّد أن هؤلاء كانوا معنا في المعارضة العراقية، وعملنا معاً في الحكومة العراقية الجديدة، كلهم مؤمنون بهذا الأمر ولدينا مصلحة في التواصل.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> كنت مرتاحاً دكتور لهذه اللقاءات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> والله شخصياً أنا أرتاح إلى لقاء أصدقائي والحوار والتحاور أفضل من الانقطاع، وهناك مستجدات وهناك تلاحق للأحداث، فمن الضروري أن نتواصل وهذا التواصل فيه خير إن شاء الله للبلد.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> الأصدقاء أحياناً قد يقودون إلى تحالفات جديدة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> حقيقةً، واردة، الوضع العراقي والوضع الكردي كله في تحرّك وحراكٍ كبير، تحالفات جديدة وانقسامات جديدة، لكن خاتون، أتمنّى أن تكون التحالفات الجديدة مبنيّة على شيءٍ واحد، إنهاء دوّامة الأزمات في العراق، إنهاء دوّامة العنف في هذا البلد. آن الآوان للعراقيين أن يرتاحوا، كفى بهذا البلد دوّامة الأزمات.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> ما هو الدور الإيراني اليوم الذي تلعبه طهران برأيك في كل ما يجري اليوم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> إيران دولة مهمّة، جارة مهمة للعراق، احتضنت المعارضة العراقية ودعمت نضالنا ضد النظام السابق، وتربط القيادات العراقية اليوم والكرديّة أيضاً علاقات متينة بالقيادة الإيرانية. إيران عندما حدث تغيير النظام السابق، إيران كانت من المبادرين للاعتراف بمجلس الحكم ودعم الدستور والعملية الانتخابية في العراق، وفي الفترات الأخيرة عندما اجتاحت داعش الموصل ثمّ هدّدت كردستان، إيران كانت في مقدمة الدول التي هبّت لمساعدتنا، فإيران لها حضورها وتأثيرها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> هذا الحضور الآن، ما هو الدور الإيراني أو الطرح الإيراني أو حتى المبادرة الإيرانية، ما هو بالضبط، وباختصار من فضلك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> نحن في تواصل مع الجانب الإيراني، الإيرانيون يؤكّدون على الحل في بغداد والاحتكام إلى الدستور والتجاوب مع مبادرة السيّد السيستاني.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> علاقتكم بالأميركي اليوم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة طرفٌ مهمّ في المعادلة الأمنية والسياسية في العراق، لهم تأثيرهم المعروف، متابعون، لكن خلال الأزمة الأخيرة حاولوا كثيراً ثني القيادة الكردية عن إجراء الاستفتاء، لم يفلحوا في ذلك كما يبدو، يصرّون مرّةً أخرى على التحاور والحوار في بغداد والاستناد إلى الدستور والعمل تحت سقف الدستور.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> أمام هذا المشهد، هل تتخوّفون من حرب أهلية، وأعود إلى السؤال كي لا يفوتني، الحدود التي سوف، إن بقي الحل العسكري أو فرض سياسة الأمر الواقع كما أسميته دكتور، إلى 2003 سنكون؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> والله، الحرب الأهلية، العراق عاش حروباً أهلية، دقيقة، العراق في تاريخه المعاصر بالرغم من الحروب التي قامت بها الأنظمة المتعاقبة ضدّ الكرد أو ضد المكوّنات الأخرى، لم تتحوّل إلى حال احتراب كردي عربي.</p> <p>أذكّرك أيضاً، اليوم في كردستان هناك أكثر من مليوني نازح عراقي عربي يعيشون بين أهلهم في كردستان.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> صحيح.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> هنا أذكر أيضاً، خلال السبعينات هُجّرت الآلاف المؤلّفة من العوائل الكردية إلى الجنوب والوسط، والدي كان منفياً في السماوة ولم نلقَ من أهل السماوة إلا الترحاب، فأهل العراق بالرغم من الاختلافات الموجودة بين السياسيين يبقون متحّابين لأن هذا واقعنا الاجتماعي والتاريخي.</p> <p>وبالعودة إلى قضية ترسيم الحدود وفرض الأمر الواقع، والله التاريخ مليء بذلك، لا يمكن فرض الأمر الواقع بالقوّة. فرض الأمر الواقع خاطئ، هناك دستور احتكمنا إليه، تحديد تبعية هذه المناطق يجب أن يتمّ من خلال الاجراءات الدستورية المنصوص عليها في المادة 140، نحتكم إلى الناس لقول رأيهم وكفى بهذا البلد العنف.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> أسأل سؤالاً عن حضرتكم وعن هذا التحالف الجديد الذي أبصر النور منذ فترة.</p> <p>لماذا خرجتم من حزب الاتحاد الكردستاني؟ باختصار من فضلك، وعلاقتكم الآن بعد رحيل المؤسّس الرئيس طالباني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> الرئيس طالباني رحمه الله شخصية تاريخية وزعيم تاريخي كبير للكرد، كان بمثابة العمّ والمعلّم لي، أفتقده كثيراً، هناك خلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، لي مآخذ على التوجّه السياسي والحكومي لقيادة الاتحاد الحاليّة، لذلك أرتأيت الخروج من قيادة الحزب في هذه الظروف.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> أي على السيّدة هيرو إبراهيم، هي التي تدير الدفة اليوم، زوجة الرئيس الراحل.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> على أية حال، أنا أتمنّى لإخواني رفاقي السابقين في الاتحاد الوطني الكردستاني التوفيق، لكنني مؤمن بضرورة تحقيق الحكم الرشيد. أنا مع أن يكون الحكم مبنياً على قِيَم واضحة مستندة إلى شرعية الناس وخدمة الناس، فخير الناس من نفع الناس.</p> <p>أنا أرى أن منظومة الحكم في كردستان لها مشاكل جديّة والناس غير راضين عن هذه المنظومة وبحاجة إلى إصلاحات جذرية وبنيوية.</p> <p><strong>&nbsp;</strong></p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> وأنت الآن، برهم صالح مع حفظ الألقاب، القائد الحكيم الذي سوف تقود السفينة الكردية إلى برّ الأمان ومُرضى عنك إيرانياً وأميركياً وأكثر من جهة وحتى بغدادياً إن صحّ التعبير بالنسبة إلى بغداد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> خاتون، كفى بهذه البلاد مفهوم القائد الحكيم والقائد الأوحد، عسى ولعلّ أن يكون برهم مساهماً في توجيه دفّة الأمور في الاتجاه الصحيح. حقيقةً لدينا الكثير والكثير من المشتركات مع قوى كبرى في المجتمع العراقي وفي القيادة العراقية، هم بحاجة إلينا، نحن بحاجة إليهم، أن نكون معاً، نستطيع أن نبني كردستاناً أفضل بكثير ممّا نحن فيه، وهم أيضاً في البصرة والسماوة والموصل.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> بموضوع الاستفتاء، دكتور، بموضوع الاستفتاء حالياً والأدوار الاقليمية التي دخلت على الخط وتحديداً الدور الإيراني، وأتمنّى أن تكون صريحاً معي كما أنا صريحة معك، أنتم وحزب الاتحاد، أنتم في التحالف، في حزبكم والاتحاد متّفقون حيال الطرح الإيراني وحيال طرح بغداد حيال الاستفتاء؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> نحن، على الأقل أستطيع أن أتحدّث عن التحالف وقد أصدرنا بياناً واضحاً في هذا المجال، نحن مع حل في بغداد مبني على الحوار ومبني على الدستور والتجاوب مع المبادرات التي طرحت وتحديداً مبادرة السيّد السيستاني ومبادرة الشخصيات الوطنية العراقية وأيضاً دعم المجتمع الدولي والاقليمي، دول الجوار، وأيضاً هناك نقطة خاتون لو سمحتِ لي مهمّة جداً، مفارقة في هذه اللحظة، العراق عاش تجاذبات كثيرة اقليمية ودولية خلال الفترات الماضية، لكن في هذه الأزمة أجمعت قوى كبيرة دولية واقليمية، إيران، تركيا، أميركا، الاتحاد الأوروبي، على بعض المفاهيم. هل من الممكن أن نحوّل هذا التفاهم، أن نحوّل هذا الإجماع إلى حال دعمٍ لإعادة بناء العراق وإعادة بناء العقد السياسي الداخلي في العراق ليضمن الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي وازدهار هذا البلد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>خاتون: هذا سؤال مهم جداً دكتور.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> ونجعل من العراق محوراً أساسياً في محاربة التطرّف. دعينا نتذكّر الماضي القريب.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> باختصار.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> الفوضى السياسية في العراق وفوضى منظومة الحكم أدّت أو أنتجت التطرّف في كثير من تجلياته، ليتحوّل العراق إلى ساحة للتفاهم بدلاً من ساحة الصراع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>سلمى الحاج:</strong> وهذا ما نتمنّاه. كلّ الشكر لك الدكتور برهم صالح رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة. نتمنّى كل الخير للشعب الكردي ولكل الشعب العراقي، على أمل اللقاء في حلقات مقبلة.</p> <p>مشاهدينا الكرام مقابلة مع انتهت. إلى اللقاء.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>برهم صالح:</strong> أشكرك.</p>

برامج أخرى

5 أيلول 2012

8 تشرين ثاني 2019

تصفح المزيد