هل مصير الطائفة الآشورية "المحو"؟

رين حنا، الباحثة الأميركية المتخصصة بشؤون الطائفة الآشورية تتحدث عن تقريرها: "محو الآشوريين: وتـُلقي الضوءَ على قضايا انتهاك حقوق الإنسان في إقليم كـردستان العراق وترصد أوضاع المكونات الاجتماعية الأخرى بين الامس واليوم.

نص الحلقة

<p><strong>زينب الصفار: </strong>السلام عليكم ورحمة الله. أهلاً بكم إلى هذه الحلقة من برنامج من الداخل عبر قناة الميادين. معكم زينب الصفار. العراق لن يُقسّم بتاريخه وحضارته وأرضه وشعبه المتنوّع والمتجذّر بثقافته. فقد تتباعد الأغصان ولكن الجذور تبقى متشابكة في الأعماق. ولعلّه بحسب المتابعين، من غير المقبول السماح بالتقسيم من جانب واحد للأراضي المُتنازع عليها، مثل نينوى وسنجار، بين بغداد وحكومة اقليم كردستان، وهذا التقسيم في أحسن أحواله سيؤدّي إلى ضعف بقاء وتشرذم واندثار الأقليات في هذه الجغرافيا، ويقوّض تمسّكها التاريخي المرتبط بحضارة أرض الرافدين العريقة. محو الآشوريين، كيف تقوم حكومة اقليم كردستان بانتهاك حقوق الإنسان وتقويض الديمقراطية والسيطرة على مواطن الأقليات؟ هو تقرير للباحثَين الأميركيَّين رين حنّا وماثيو باربر في أكثر من 100 صفحة يرصد تفاصيل هذه العملية والانتهاكات الجارية بين الأمس القريب واليوم، حيث لا أمان ولا استقرار ولا استمرارية للأقليات المسيحية. ويخلص الباحثان إلى أننا نشهد اليوم على مجرّد مرحلة أخرى في الاتجاه الأطول أجلاً لاختفاء هذا الشعب من وطنه الأمّ. اسمحوا لنا مشاهدينا الكرام باستقبال ضيفتنا من ولاية إيلينوي، رين حنّا، مديرة العلاقات بين الجالية الآشورية في مؤسسة التحالف العالمي الآشوري في الولايات المتحدة الأميركية. رين حنّا، أهلاً وسهلاً بك في الميادين وفي برنامج من الداخل.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>السلام عليكم، يسرّنا أن نكون معكم.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>أهلاً وسهلاً بك. ما الذي دفعك إلى المشاركة في كتابة هذا التقرير ولماذا الآن؟ هلا شرحت لنا ما قمت به أنت بالذات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>في الواقع بعد الدمار الذي وقع في سهل نينوى الذي يُعدّ مهد الآشوريين منذ القدم، أنا ومجموعة من الزملاء تيقّنا أن ما يحصل في هذه المنطقة حالياً، وأقله خلال السنوات الثلاث الماضية، فضلاً عن الأحداث التي تدور رحاها، من شأنه أن يحدّد مستقبل هذه الأقليات. بالتالي كان من المهم بالنسبة إلينا كآشوريين أن نتعقّب ما يحدث وأن نراقب هذه الوقائع، ولهذا قرّرت أن أذهب إلى شمال العراق في كانون الأول / ديسمبر 2016 حتى كانون الثاني / يناير 2017 لأقوم ببعض الأعمال البحثية كي نتمكّن من توثيق كل الاعتداءات على حقوق الإنسان التي كانت تحدث بهدف التوصّل إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها أن توجّه صانعي السياسات بالنسبة إلى كيفية بناء مستقبل مُستدام للآشوريين والأيزيديين والأقليات الأخرى، تحديداً في سهل نينوى ومناطق أخرى تُعتبر مُتنازَع عليها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>يركّز النصف الأول من التقرير على سهل نينوى في شمال العراق، ولكن منذ نشر هذا التقرير تغيّر الكثير من الوضع هناك، لعلّك تعطينا تحديثاً على الحال الراهنة في سهل نينوى اليوم من فضلك.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>لا شك في أن الوضع قد تبدّل بشكل جذري. لقد شهدنا على تحوّل كبير في الأحداث على مرّ هذه الأسابيع الماضية فيما تقدمت القوى العراقية شمال البلاد لكي تقوم بإعادة بسط السلطة الاتحادية في بعض أقسام سهل نينوى، وبالتالي منذ تحرير هذا القسم في وقت سابق سيطرت القوات العراقية على المناطق الجنوبية من سهل نينوى إلى جانب قوى الأمن الآشورية الحليفة لها، أي القوى التي تسعى إلى حماية هذه المنطقة ، لكن بقيت المناطق الأخرى تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية، وبالتالي في الأسبوع الفائت رأينا القوات العراقية الاتحادية تتقدّم أكثر في هذا السهل وأعادت السيطرة على بلدات أخرى كانت تابعة في السابق لسيطرة قوات البيشمركة، والآن تبقى بلدتان فقط وبعض القرى المحيطة بها تحت سيطرة البيشمركة، وبالتالي نحن في انتظار استرداد السلطة الاتحادية للقوات العراقية في منطقة "القوش" تحديداً التي تُعتبر قلب سهل نينوى. وبالطبع هذا تطوّر كان السكان يتوقون إليه منذ أكثر من عقد، ويبدو أن قوات البيشمركة في الواقع ترفض حالياً أن تنسحب من البلدات الشمالية في سهل نينوى كما ذكرت سابقاً في "القوش" وغير ذلك، وبالتالي القوى تبقى منتشرة هناك، لكن نأمل في الأيام المقبلة أن نشهد على انسحاب هذه القوات وأن تستبدلها القوات العراقية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>عبّر العديد من الآشوريين في العراق عن تأييدهم الساحق للحكومة المركزية في بغداد لاستعادة السيطرة الكاملة على سهل نينوى، هل يمكنك أن تفسّري لنا لماذا هذا المكوّن الأصيل، من الآشوريين وحتى الأيزيديين وسواهم، يفضّل العراق على اقليم كردستان؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>لطالما تاق الآشوريّون للحصول على مقاطعة خاصة بهم حيث يمكنهم أن يحكموا أمورهم ويديروها ويؤمّنوا هذه المناطق، لكن عبر المرور بالحكومة المركزية في بغداد، وكما ذكرتِ، السواد الأعظم من المقيمين في سهل نينوى سُعداء بالتطوّرات الحاصلة ويرحّبون بقدوم القوات العراقية إلى جانب القاطنين في منطقة "القوش" في انتظار وصول القوات العراقية الاتحادية، والسبب واضح، فيجب أن نفهم أنه قبل الاجتياح الأميركي في العام 2003، كانت هذه المناطق تحت سيطرة صدّام حسين، ولكن بعد سقوط نظامه قامت قوات البيشمركة الكردية بنشر قواتها جنوب الحدود الدستورية وفرضت السيطرة على هذه المناطق بفعل الواقع، وبالتالي خلال السنوات الـ 13 الماضية، وقع سهل نينوى تحت السيطرة الكردية بحكم الواقع، فقام الكرد بفرض سيطرتهم غير القانونية على المُقيمين في هذه المنطقة، وأبناء هذه المنطقة لم يعرفوا يوماً السلام ولا الديمقراطية لأنهم انتقلوا من ديكتاتور، أي صدّام، إلى آخر وأتحدّث عن حكم البرزاني. وبالتالي عاشوا قمعاً سياسياً في السنوات الماضية وحالة من التهديدات المتواصلة وانعدام الاستقرار المتواصل وبالتالي يتطلّعون قُدُماً لاسترداد السيطرة الاتحادية في سهل نينوى، أملاً في أن يعطيهم ذلك فرصة للحصول على مستقبل مُستدام وأن يتمكّنوا من إعادة بناء بلداتهم أملاً في التوصّل إلى اقليم في سهل نينوى حيث يمكنهم أن يديروا شؤونهم الخاصة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>في ظل هذا القمع الذي تحدّثت عنه والذي مورِس ضد الآشوريين وفي سياق التقرير، ذكرت القمع السياسي وناقشت ذلك كثيراً، هلاّ أعطيتنا بعض الأمثلة على ذلك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>بالطبع. مثال حصل مؤخراً خلال الأشهر القليلة الماضية، كان ذلك في تموز / يوليو 2017 حيث رئيس بلدية "القوش" قد جرت الإطاحة من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتعيين أحد أعضاء الحزب كرئيس بلدية مكانه، الأهالي شعروا بالإهانة الكبيرة وتظاهروا 3 مرات للتعبير عن معارضتهم للإطاحة برئيس بلديتهم ومواصلة قمع الحزب الكردي المفروض عليهم. وبعد هذه التظاهرات الثلاث، وصل الأشخاص الذين اعتبروا أنهم من أطلقوا هذه الحركة المقاومة، إخطارات واضحة من رئيس البلدية تحذّرهم من مغبّة التظاهر. نتحدّث إذاً عن هيكلية إدارية تدّعي أنها تدعم حرية التعبير والديمقراطية، وإن صحّ ذلك لماذا حاولت أن تكمّ فاه المعارضة. ولماذا تقوم بقمع وتقويض حقوق الإنسان للأشخاص القاطنين في هذا المجتمع المحلي؟ إذا ما أردنا أن نعود بالذاكرة في التاريخ إلى هذه المنطقة عام 2005 منع الحزب الكردي وصول صناديق الاقتراع خلال الانتخابات المحلية ما منع قرابة 100 ألف ناخب آشوري من الاقتراع. وبين العامين 2005 و2017 تتعدّد الأمثلة والكثير منها مفصّل في التقرير، لكنها انتهاكات قامت بوسْم هذا العقد الفائت من الزمن وحدّدته في هذه البلدة ، حيث ان السلطات الكردية اعتمدت على التهديد والترويع والترهيب إلى جانب أنها اعتمدت الكثير من الاستراتيجيات لبثّ الانقسامات في هذه المجتمعات المحلية بهدف بسط سيطرتها بشكل مُطلَق، وبالتالي ليس من المُفاجئ أن نرى الآشوريين والأقليات الأخرى سعيدة برحيلها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>اسمحي لنا بالتوقّف مع فاصل قصير وبعده سنناقش سهل نينوى وعلاقته بالاستفتاء الذي حصل. إذاً مشاهدينا الكرام فاصل قصير ونعود، لا تذهبوا بعيداً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>فاصل</strong></p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>أهلاً وسهلاً بكم من جديدنا مشاهدينا الكرام ونرحّب مجدّداً بضيفتنا من ولاية إيلينوي، رين حنّا، مديرة العلاقات بين الجالية الآشورية في مؤسسة التحالف العالمي الآشوري في الولايات المتحدة الأميركية. هل كان سهل نينوى مُدرجاً في الاستفتاء؟ وهنا نودّ أن نعرف ما هو ثقل الصوت الآشوري في صناديق الاقتراع في الاستفتاء؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>لسوء الحظ جرى فرض هذا الاستفتاء على بعض المناطق في سهل نينوى بما في ذلك بلدة "القوش" على الرغم من أن سهل نينوى خارج نظاق الاختصاص القانوني للكرد ولكن الكثير من المقيمين يرفضون المشاركة لأن الكثيرين منهم يريدون أن يعودوا إلى هذه المنطقة لكن الظروف الحالية تمنعهم من العودة، فيشعرون أن الكرد يستغلّون الوضع الراهن وهذه الفئة المُستضعفة في هذه الأوقات الصعبة، ولذلك يرغبون بفرض الاستفتاء. كما ذكرت، حصل الاستفتاء في بعض مناطق سهل نينوى، أي بعض البلدات التي كانت واقعة تحت سيطرة قوات البيشمركة وليس في مناطق تحت سيطرة قوات الحماية الآشورية، ولكن حصل الاستفتاء في بلدة "القوش" وبالتالي أسوة بالنتائج التي شاهدناها في بعض مناطق اقليم كردستان رأينا هنا أيضاً أن النتيجة جرى التلاعُب بها وخضعت لمبالغة كبيرة. بحسب مصادرنا في الميدان 400 مقيم فقط في بلدة "القوش" مثلاً شاركوا في الاستفتاء لكن مصادر الكرد قالت إن 4000 شخص قد شاركوا وصوّتوا بـ "نعم" وهذا غير صحيح، وبالتالي في حين أن الاستفتاء قد حصل في بعض مناطق سهل نينوى إلا أن النتيجة مُجتزأة ولا أعتقد حتى أن الكرد قد كشفوا عن النتائج لهذا الاستفتاء بشكل رسمي، إلا أن النتيجة التي ادّعى بها بعض أفراد السلطة بعيدة عن الحقيقة ولا تمثّل بالطبع الأكثرية من بين المقيمين في سهل نينوى.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>ماذا يأمل الآشوريون أن يحدث بمجرّد أن تستردّ الحكومة العراقية الأراضي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>للآشوريين هدفان على المدى القصير، حيث نأمل بعد استعادة السيطرة على هذه المناطق من جانب الحكومة الاتحادية، أن تستلم قوات الحماية في سهل نينوى مسؤولية حماية هذه المنطقة وهي قوات مؤلّفة من الآشوريين المسيحيين من مناطق مختلفة من سهل نينوى، من بغداد إلى "القوش". ونأمل أن تقوم هذه القوات بالاهتمام بالوضع الأمني في كل أنحاء سهل نينوى، وبالطبع ستكون بحاجة لمؤازرة القوات العراقية بشكل مؤقّت، لكن نريد أن نرى انسحاباً لكل القوات الأخرى. ونأمل بالطبع أن يتمكّنوا من التفكير في اعتماد استحداث اقليم نينوى، حيث يتمكّن سكان هذا الاقليم من إدارة شؤونهم بذاتهم وتأمين أمنهم بذاتهم&nbsp; لكي يتمكّنوا من الحرص على استمرارية هذه الفئة المُستهدفة، ولكن ذلك لا يأتي نتيجة لأفعال داعش مثلاً، وهذه الأفكار لم تبرز على مرّ السنوات الثلاث الماضية. هذه الفكرة التي أتحدّث عنها تأتي في سياق مشروع طويل الأمد لطالما طالب به الآشوريون، أقلّه خلال العقد الفائت. منذ سقوط صدّام يسعى الآشوريون إلى الحصول على اقليم يخضع للحكم الذاتي، لأن القادة الآشوريين يعتبرون أن هذه الفرصة الأخيرة في الواقع المتوافرة للحرص على بقاء هذه الفئات في موطنها الأصلي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>النصف الثاني من التقرير ركّز على الآشوريين الذين يعيشون في اقليم كردستان، ما هي أكبر مشكلة تواجه الآشوريين هناك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>تتعدّد المشاكل التي فصّلتها في التقرير، ولكن من الإشكاليات المُستدامة مسألة سرقة الأراضي التابعة للآشوريين في مختلف أنحاء اقليم كردستان حيث نرى حالات متكرّرة لسرقة الآشوريين. حالات جرى توثيقها لا سيما في مناطق في اقليم "دهوك" حيث رأينا أراضٍ آشورية تُسرَق بتسهيل من الحكومة في اقليم كردستان، وحصل في بلدة "سيرسينك" أيضاً الواقعة في اقليم "دهوك"، وهي بلدة أسّسها الآشوريون وكانوا يقطنوها حصراً، ولكن بعد الحملة العسكرية التي حصلت رأينا كيف أن حكومة اقليم كردستان بدأت بنقل المُقيمين الكرد إلى هذه البلدة معتبرة أن وجودهم في هذه البلدة سيكون مؤقّتاً. والأقليات الآشورية قد رحّبت بالوافدين بنيّة طيّبة، ولكن مع الوقت رأينا كيف أن الحكومة المركزية في اقليم كردستان واصلت إيفاد الكرد إلى البلدة، واليوم بات الآشوريون يشكّلون الأقليات في هذه البلدة التي قاموا أساساً بتأسيسها، وهذا يأتي في سياق المساعي والجهود المستمرة لتبديد الواقع الديموغرافي، وسيرسينك مثال من أمثلة عدّة عن سرقة الأراضي التي حصلت في بعض الحالات إما بتسهيل من الكرد أو بدعم منهم. الأراضي التي بني عليها مطار إربيل الدولي عام 2010 في بلدة "عنكاوة"، هي أراضٍ جرت مصادرتها من المقيمين الآشوريين من قِبَل الحكومة الكردية المركزية، وهؤلاء المقيمون لم يحصلوا على أي نوع من التعويض حتى يومنا هذا. بالتالي كلها أمثلة عن سرقة الأراضي وهي حالات تحصل حتى يومنا هذا، والحكومة الكردية لم تتّخذ أي إجراء لمنع هذه الأمور من الحصول، أو أقلّه التعويض على المتضرّرين جراء عمليات سرقة الأراضي. على الرغم من أن الآشوريين قد لجأوا للمحاكم الكردية، وفي معظم الحالات فازوا بالقضايا بالنسبة إلى سرقة الأراضي، وكانت الأحكام مؤاتية لهم لكن لا تطبيق ولا إنفاذ لهذه الأحكام، بالتالي ولسوء الحظ تتكرّر مشكلة سرقة الأراضي وتبقى هذه المسألة مشكلة كبرى بالنسبة إلى الآشوريين القاطنين في اقليم كردستان، وهذا مرتبط بالطبع بالسياسة المُمنهجة المتبّعة لتبديل وتغيير الديموغرافيا. هذا الأمر لا يرتبط بالإهمال أو ربما بعدم اتخاذ إجراء هنا أو هناك، لكن ذلك مرتبط بتسهيلات تقدّمها الحكومة الكردية المركزية ولذلك أن هذا من الإشكالات الأساسية التي يواجهها الآشوريون في اقليم كردستان.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>سؤال أخير وباختصار، لماذا عنونت التقرير بـ "محو الآشوريين"؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>رين حنّا: </strong>خلال البحث الذي قمنا به تيقّنا أن الكثير من السياسات التي تطلقها حكومة اقليم كردستان تهدف إلى محو الآشوريين وتواجدهم في أراضيهم الأصلية، أكنا نتحدّث عن سرقة الأراضي أو طرد الآشوريين أو سحق إرادتهم السياسية أو استحداث أحساب بهدف تقويض الإرادة الحرّة للآشوريين. كل ذلك يأتي في سياق سياسات ممنهجة تتّبعها الحكومة بهدف القضاء على الوجود الآشوري في المناطق الكردية وفي سهل نينوى والهدف بالطبع الارتقاء بالمصالح الكردية وتعزيز القضية القومية الكردية. هذا أمر مؤسف بالطبع، ولكن يبدو أنهم يحاولون بالفعل محو المطالب الآشورية التاريخية بالحصول على أراضيهم الخاصة، ولذلك اخترت هذا العنوان: "محو الآشوريين".</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>زينب الصفار: </strong>رين حنّا مديرة العلاقات بين الجالية الآشورية في مؤسّسة التحالف العالمي الآشوري في أميركا، شكراً جزيلاً على انضمامك إلينا، حدّثتنا من ولاية إيليني. والشكر لكم مشاهدينا الكرام على طيب المتابعة ونلتقي في حلقة أخرى للحديث أكثر عن مُعاناة الطائفة الإيزيدية في العراق ليس فقط من تنظيم داعش الإرهابي، بل من ظلم أقسى. وكما يقول الشاعر وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة على المرء من وقع الحسام المُهنّد. السلام عليكم ورحمة الله.</p>

برامج أخرى

12 حزيران 2012

تصفح المزيد