واقدساه...

أين فقهاء التكفير, أين دعاة النفير, أين شيوخ الفتنة الذين أفتوا بوجود الجهاد في سوريا والجزائر ومصر والعراق واليمن ولبنان وتونس وليبيا وغيرها, أين أنتم يا فقهاء الموساد, القدس سرقت, أين أنتم في فنادق خمس نجوم مع بنيامين نتنياهو تحتفلون، وأنتم من مهد لضياع القدس بتدميركم الأمن القومي العربي، العرب قاتلوا العرب, المسلمون ذبحوا المسلمين, اليهود لم يتقاتلوا فيما بينهم تناصروا تآزروا تعاضدوا خططوا بصمت وها هم يستعدون لبناء هيكل سليمان على أنقاض مسجد كان يسمى الأقصى وعلى أنقاض عاصمة كانت تسمى القدس, من أجلك يا مدينة السماء أبكي..

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> حيّاكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم.</p> <p>قال الله تعالى في محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".</p> <p>واقدساه، واعروبتاه، وا إسلاماه، وعار العرب والمسلمين. أين فقهاء التكفير؟ أين دعاة النفير؟ أين شيوخ الفتنة الذين أفتوا بوجوب الجهاد في سوريا والجزائر ومصر والعراق واليمن ولبنان وتونس وليبيا وغيرها؟ أين أنتم يا فقهاء الموساد؟ القدس سُرِقت. أين أنتم؟ في فنادق خمس نجوم مع بنيامين نتانياهو تحتفلون، وأنتم من مهّد لضياع القدس بتدميركم الأمن القومي العربي؟</p> <p>العرب قاتلوا العرب، المسلمون ذبحوا المسلمين، اليهود لم يتقاتلوا في ما بينهم، تناصروا، تآزروا، تعاضدوا، خطّطوا بصمتٍ، وها هم يستعدّون لبناء هيكل سليمان على أنقاض مسجدٍ كان يُسمّى الأقصى، وعلى أنقاض عاصمةٍ كانت تُسمّى القدس.</p> <p>من أجلك يا مدينة السماء أبكي، واقدساه واعروبتاه. أيها المسلمون لا تسلّموا شرف القدس. صرخةٌ، كلمةٌ، موقفٌ، تصحيح الأوضاع من أجل القدس، من أجلها، من أجل عاصمة الأنبياء، من أجل المكان الذي اجتمع فيه الرسول مصلّياً بالأنبياء.</p> <p>القدس عروس عروبتكم، ولأنّ الشعوب هي التي تغيّر الواقع، فيجب على المسلمين أن يحوّلوا يوم الجمعة إلى يومٍ للقدس إبراءً للذمّة، وأداءً للتكليف الشرعيّ والوطنيّ والقوميّ. نعم، سنصرخ، سنرفع الصوت، قد لا يتغيّر الواقع كثيراً، لكن لا نريد أن تقول الأجيال المقبلة نحن ننتمي لأمّةٍ ميّتة، فقد يسخّر الله لنا من أصلابنا من ينتصر للقدس بقوة المقاومة.</p> <p>أين الأمير عبد القادر الجزائريّ؟ أين عمر المختار؟ أين الخطابيّ؟ أين القسّام؟ أين شرف الدين؟ أين الثعالبي؟ أين إقبال اللاهوري؟ أين موسى الصدر؟ أين عباس الموسوي؟ أين راغب حرب؟ أين العماد؟ أين الأحرار والشرفاء الذين أعلنوها مدوية، القدس عرضنا، نموسنا، شرفنا، كرامتنا، حركة النبوة، تاريخ الرسل والرسالات، مسرى النبي محمّد حيث صلّى بالأنبياء جميعاً؟</p> <p>إنّ القبول بقرار أميركا بسرقة القدس جهاراً نهاراَ هو ضربة قوية للكتلة العربية والإسلامية. أين الجامعة العربية؟ أين منظمة التعاون الإسلامي؟ أين الحكّام؟ أين الملوك؟ أين المثقّفون؟ أين الأحرار؟ صرفوا مليارات الدولارات على الطرب المتعفّن والبرامج الجنسية وبرامج النكات حتى يُنسوا العرب فلسطين، ونجحوا في ذلك.</p> <p>أيها العرب وأيها المسلمون إن لم يكن لكم دينٌ فكونوا أحراراً في دنياكم.</p> <p>واقدساه عنوان برنامج أ ل م، يأتيكم على الهواء مباشرةً، ومعنا من العراق رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، ومن تونس الشيخ محمّد علي كيوا من علماء الزيتونة، ومعي هنا الشيخ محمّد خضر رئيس المنتدى الإسلامي للدعوة والحوار.</p> <p>مرحباً بكم جميعاً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>(مشاهد فيديو)</strong></p> <p>اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين، اغضب، اغضب، فإنّ الأرض تحني رأسها للغاضبين، اغضب واجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الضلال، ويشرق الحقّ المبين.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> شيخ محمّد، لا نقول كما قال امرؤ القيس، اليوم خمر وغداً أمر، لماذا؟ لأننا نتعبّد الله بالطاعات وترك المعاصي، لكننا نقول اليوم تنديد وغداً حديد بإذنه تعالى.</p> <p>كيف تقرأ عملية اغتصاب القدس في ذكرى مولد رسول الله، وهذا الغرب الذي يعرف جيّداً حركة تاريخ المسلمين وقّت سرقة القدس في يوم ميلاد المصطفى الذي صلّى بالأنبياء جميعاً من آدم إليه سلام الله عليهم في بيت المقدس؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد خضر:</strong> بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطاهرين.</p> <p>طبعاً، لا شكّ أنّ هذا الحدث يشكّل منعطفاً كبيراً وأمراً خطيراً على مستوى القضايا الكبرى ذات الصلة بواقع أمّتنا الراهن، ولا شكّ أنّه يشكّل مصدر ألم كبير لكل مسلم ولكل عربي ولكل شريف ولكل إنسان كريم ولكلّ مناصرٍ للحقّ والمظلوم على وجه الأرض.</p> <p>هذا الأمر هو في الواقع يأتي نتيجة مسار الذلّ والهوان الذي سلكه كثيرٌ من حُكّام العرب والمسلمين، ودفعوا في هذا الاتجاه شعوبهم، ليقولوا في نهاية المطاف نحن بصدد عقد صفقة القرن، التي هي في واقع الأمر تشكّل صفعةً لعاقديها، ولكلّ من هيّأ وحضّر لها.</p> <p>ان يتزامن هذا في الواقع مع ذكرى مولد سيّدنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم، هذا في اعتقادي يشكّل علامةً فارقة، يؤشّر إلى مدى جرأة الخصم، جرأة العدو الذي لم يعد يقيم أي وزن أو يحسب أيّ حساب لكل الاعتبارات الدينية والعقدية والفكرية والحضارية ذات الصلة بالمسلمين وتاريخهم.</p> <p>وهذا يستدعي منا في الواقع أن نقف وقفةً قوية، أن نتأمّل في ما نحن فيه من واقع وأن نحاول أن نستخلص العِبَر بشكل سريع لننهض من هذه الغفوة الكبيرة، من هذا السّبات العميق، الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن، والذي لو استمرّ لا قدّر الله، فإنه لا شك ينذر بعواقب قد تكون أكثر خطورة، وأكثر سلبيّةً في واقع حياة الأمّة، وخاصةً في ما يتعلق بمقدّساتها وعلى وجه الخصوص فلسطين والمسجد الأقصى.</p> <p>لكن أنا أريد أن أقول، من الأمور البارزة في هذا الموضوع، والنتائج المباشرة التي ينبغي ألا تكون خفيّة بعد اليوم، أنّ هذا الأمر يشكّل فاضحةً كبرى لكلّ المتواطئين، لكلّ الذين كذبوا على العرب وعلى المسلمين وعلى الشعوب، مئة عام بعد وعد بلفور، مئة عام من الوعود الكاذبة، من المؤتمرات، من القمم العربية، من مقرّرات جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وكل هذه الأطر التي لم تقدّم أية خطوة إلى الأمام باتجاه استعادة الحقوق السليبة للشعب الفلسيطني وللأمّة العربية والإسلامية بشكل عام.</p> <p>الآن سقط القناع، كما قال الله تعالى "وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ"، من أهم القضايا التي تستخلص من مثل هذه الاستحقاقات الكبرى في الواقع هي قضية كما أخبر الله تعالى، "أ ل م أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".</p> <p>الآن باتت الأمور مكشوفة، بات واضحاً من هو الصادق في دعمه لقضايا العرب والمسلمين والمحافظة على المقدّسات، ومن هو الكاذب والمتواطئ والمتاجر والمنافق في واقع الأمر، عندما يقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلم "آية المنافق ثلاث، ما هي، إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتُمِن خان"، هؤلاء كذبوا في كل أحاديثهم عن القضية الفلسطينية وعن المقدّسات، هؤلاء أخلفوا في كل وعودهم لشعوبهم وللأمّة العربية أنهم حريصون وضنينون على الحق العربي وعلى الحق الإسلامي وعلى الحق الفلسطيني.</p> <p>هؤلاء خائنون لله ولرسوله وللمؤمنين ولشعوبهم، ولكلّ قضيّة ذات صلة بالإنسانية والحق والعدل والمظلومية، وبالتالي لم يعودوا صالحين من وجهة النظر الإنسانية والإسلامية في اعتقادي في أن يتبوأوا مثل هذا الموقع الذي هم فيه اليوم، وعلى الشعوب أن تتحمل مسؤوليتها بناءً على هذا الواقع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> والقدس أمانة في ذمّة كلّ مسلمٍ ومسلمة ومسيحي ومسيحية وحر وحرة.</p> <p>سماحة الشيخ خالد الملا، مبدئياً نبارك لكم انتصار العراق على داعش الصغرى، لكنّ داعش الكبرى إسرائيل سرقت قدسنا، يعني قطب رحانا، عمودنا الفقري، إرثنا النبوي، حركة الرسل والرسالات، المغزى الدلالي التعبدي الذي لا يمكن حصره في حلقة.</p> <p>ما الذي يجب أن نفعله غير الصراخ، غير التنديد، غير إعداد الحديد لاسترجاع هذا القدس، لأنّه لعمري إن ضاعت القدس والله لن تقوم لنا قائمة بعد اليوم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ خالد الملا:</strong> دكتور أولاً، تحيّة لك وللسادة الضيوف وللسادة المشاهدين، ومن العراق الجريح اليوم يزداد جرحنا لهذا القرار البائس، والذي ينبغي علينا كما تفضّلت ألا ننظر إلى هذا القرار بنظرةٍ سطحيّة. تعلّمنا قديماً في علم المنطق، هنالك مقدّمات وبعدها النتائج. اليوم نحن نحصد النتائج، على مستوى حُكّامٍ متخاذلين، أو بعض الحُكّام المتخاذلين، الذين كانوا طرفاً، وهذا لا بدّ من أن تتحملوا فيه صراحتي، هؤلاء الحكام الذين كانوا طرفاً في حرق بلدانٍ مهمّةٍ كالعراق وسوريا واليمن وليبيا، هذه الدول دُفِعت للمعارضات المسلحة فيها أموالٌ طائلة وفُتِحت لها مخازن السلاح. الذي ينظر إلى ترامب على أنه رئيس الدولار، هذا لا يفهم بالسياسة شيئاً، هنالك إدارة أميركية هي التي تحدّد الزمان والمكان، حينما أطلق صوته الخبيث وقراره اللئيم في سلب قدسنا من جديد من العالم الإسلاميّ، هو عنده قراءة وعنده أجهزة استخبارات وحوله مستشارون، أفهموه أنّ الأمّة الإسلامية اليوم انشغلت، انشغل بعضها ببعض، حينما نقرأ عن المليارات التي خسرها العراقيّون بسبب محاربة داعش التي هي بالأصل صنيعة صهيونيّة وصنيعة أميركيّة، وحينما نقرأ عن الخسائر في البنية التحتية والأرواح البشرية في سوريا ومثلها في اليمن، واليوم أعجبني تصريح حقيقةً، تصريح من التصريحات التي ينبغي أن نقف عندها على مستوى العراق، حينما تحدّث السيّد مقتدى الصدر بكل صراحة عن التحالف الإسلامي ضد اليمن أو التحالف العربي، ولا أدري ما اسمه، هذا التحالف لماذا لا تحوّله السعودية اليوم إلى تحالفٍ ضدّ الصهاينة، ضدّ هذا القرار، وقبلة المسلمين الأولى في القدس، وقِبلة المسلمين الثانية التي نتعبّد فيها الآن، نحن أمّة المليار ونصف المليار نتعبّد نحو المملكة العربية السعودية، نحو بيت الله الحرام، ولذلك أنا أضم صوتي معكم أنه ما عاد الآن فقط قضية الصراخ، ما عاد اليوم قضية أن نحلّل، حينما تكلّمنا في وقتها صاح علينا الصائحون، حينما سألنا أسئلةً بسيطة، قلنا لماذا الرئيس الأميركي يفرش له البساط الأحمر في المملكة العربية السعودية، هذا بروتوكول يعني مرّرناها، لكن أن يطير الرئيس الأميركي من الرياض إلى إسرائيل ويقف عند حائط المبكى هذه رسالة واضحة لكل مسلم شريفٍ وغيورٍ، لكلّ مسيحي، لكلّ إنسانٍ عنده ذرّة من الغيرة، فهم اللعبة من تلك اللحظة. كانت واضحة سيّدي، النتيجة كانت واضحة، أنا لا أقول لك أننا أمّة متراجعة عن الجهاد والقتال. والله الآن في العراق أو في لبنان، كما دعا السيّد حسن نصر الله قبل قليل على شاشات التلفاز إلى تظاهرات كبرى في الضاحية وغيرها، أنا أقول لك في سوريا، في العراق، في اليمن، في ليبيا، لو كانت هنالك دعوات من فصائل المقاومة لرأيت شوارع العواصم في هذه البلدان امتلأت رجالاً وأسلحة، نحن غير عاجزين عن القتال، أن نقاتل الصهاينة أو أن نقاتل إسرائيل أو أن نمنع القرار، لكن علينا أن نتّخذ قرارات مهمّة، لربما بعضها أشار إليها السيّد حسن نصر الله في خطابه قبل قليل، منها الضغط الحكوميّ، الضغط الدوليّ، اليوم مبادرة العراق وتعلم أنّ العراق اليوم بحال يرثى لها، بحال ضعف وحرب وداعش وخسائر وشهداء ومدن مدمَّرة، لكن مع هذا الحكومة العراقية استدعت السفير الأميركيّ. لو حدث هذا غداً في كلّ دول العالم الإسلاميّ، والعربيّ، واستدعوا السفراء، وطُرِد بعض السفراء، وقُدّمت بعض المذكرات الاحتجاجية الصارخة، التي مكتوبٌ فيها سوف نُنزِل جيوشنا، سوف نُنزِل شبابنا، سوف نُنزِل نساءنا وأطفالنا كي يواجهوا هذا القرار، لارتدّت أميركا وإسرائيل عن هذا القرار البائس، لكن هذا الخذلان، هذا التراجع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> شيخ خالد، وهذا يجب أن يحدث، لعمري كل حاكم عربي وكل رئيس عربي لا ينسجم مع تطلّعات الشعوب هو حاكمٌ لا أقول جبان فقط، لكن سيسجّل في التاريخ أنه كان إلى جانب الصهاينة. دعني شيخنا الفاضل أنتقل إلى تونس، إلى الشيخ محمّد علي كيوا.</p> <p>والشيخ محمّد علي كيوا، دعني أطبع قبلة على جبين تونس، لله ذرّ تونس، بوركت تونس، تونس التي تعيش آلاماً في الاقتصاد وآلاماً في السياسة وآلاماً في مواجهة الإرهاب، تخرج لفلسطين. بوركتم وبورك مسعاكم شيخ محمّد، لكن فقهاء الضلال الذين كانوا يقولون الجهاد في سوريا وليس في فلسطين، الجهاد في ليبيا وليس في فلسطين، لماذا سكتوا؟ لماذا خرسوا؟ لماذا جبنوا؟ لماذا تخنّثوا والقدس اغتُصِبت؟</p> <p>شيخ محمّد؟ سمعت سؤالي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;<strong>الشيخ محمد علي كيوا:</strong> لا، الصوت انقطع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> سألتك عن الجهاد في العالم العربي وعندما اغتصِبت القدس تراجعوا واختفوا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد علي كيوا:</strong> بسم الله الرحمن الرحيم، أقول بسم الله الرحمن الرحيم، وإن كنتُ لم أسمع السؤال جيّداً، ولكن فهمت فحواه من خلال الموضوع. أقول، وبالله التوفيق، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلّ اللهمّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما.</p> <p>يا سيّدي، هؤلاء فقهاء الظلام كما أسميتهم، هؤلاء الذين يسمّون علماء الأمّة، هؤلاء هم ملح الأرض، فإذا فسدوا فسدت الشعوب، هؤلاء نقاسي منهم، نحن هنا في تونس وفي المغرب العربيّ نقاسي من شريحة معيّنة، من طائفة الذين يدّعون الإسلام، وهم محسوبون على الإسلام ومحسوبون على المسلمين، يؤيّدون الجهاد في سوريا، يؤيّدون قتل الإخوة المسلمين والمسيحيين الأبرياء في سوريا، يؤيّدون قتل المسلمين في اليمن، يؤيّدون التعدّي على الحرمات، باسم الجهاد في سبيل الله. أيّ جهادٍ في سبيل الله هذا؟ أيّ جهاد؟ ألا يعلمون أنّ الجهاد هو في سبيل الله، هو ما كان لإعلاء كلمة الله؟ ونحن اليوم يجب أن نكون في هذا المستوى من إعلاء كلمة الله في الجهاد في سبيل الله فعلاً، نحن لسنا بحاجة اليوم، لم نعد بحاجة إلى كثرة الكلام، ولا نحتاج أيضاً إلى كثرة الآراء، ولا نحتاج إلا إلى وحدةٍ بين إخواننا الفلسطينيين، ثمّ إلى وحدة بين المسلمين عامة وبين الأمّة العربية بصفة عامة أيضاً، نحتاج إلى دعم إخواننا الفلسطينيين، نحتاج إلى ثورة، لا إلى يوم، لا إلى يوم نقف فيه ضد الطغيان ونسمّيه يوم القدس، لا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> شيخ محمّد علي، فلسطين تحتاج إلى ثورة دائمة مستمرة حتى نصلّي في القدس وقريباً جداً بإذنه تعالى.</p> <p>مشاهدينا فاصل قصير ثم نعود إليكم، فابقوا معنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong><u>المحور الثاني</u></strong></p> <p><strong><u>&nbsp;</u></strong></p> <p>اغضب اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين اغضب اغضب فإن الله أرض تحني رأسها للغاضبين، اغضب واجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الظلام ويشرق الحق المبين.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> مشاهدينا أهلاً بكم من جديدٍ. من أدرك حلقتنا الآن، نحن نعالج موضوع سرقة القدس من أيدي المسلمين والمسيحيين، وها هنا أسجّل تحية حارة للقساوسة والرهبان وأبناء عيسى يسوع المسيح سلام الله عليه، الذين دعوا إلى نصرة القدس، لأنّ القدس رمزٌ إسلاميّ ومسيحيّ ويهودي خالص أيضاً، لكنّ القدس ليست لا صهيونية ولا أميركية ولن تكون كذلك بإذنه تعالى.</p> <p>سماحة الشيخ محمّد، نعود إلى موضوع الحُكّام. حُكّام العرب كانوا جزءاً من التآمر على القدس، كانوا جزءاً من التآمر على واقع العرب والمسلمين، كانوا دائماً بدل أن يدعوا إلى العزّة يدعون إلى المعزا للأسف الشديد، سلموا مقدراتهم، أموالهم، رساميلهم، تاريخهم، جغرافيتهم، سيوفهم، بنادقهم، دباباتهم للأميركي.</p> <p>كيف يجب أن تتعاطى الشعوب مع هؤلاء الطغاة الذين باعونا وباعوا قدسنا في سوق النخاسة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد خضر:</strong> أنا في الواقع أريد أن أركّز على نقاط واضحة في هذا الإطار. لم يعد لأحد بعد الذي حدث عذر في التردّد والاشتباه. أعتقد أنّ الأمور أصبحت واضحة. من يدعم وينصر قضية فلسطين والمسجد الأقصى أصبح معروفاً، بات واضحاً، من قدّم السلاح، من قدّم الموقف السياسي، من سخّر وسائل الإعلام لنصرة القضية الفلسطينية ودعم قضية المسجد الأقصى ودعم المقاومين الشرفاء، من الذي أمدّهم بالقوة المادية والمعنوية هو واضح، ومن الذي قدّم لفلسطين الوعود الكاذبة وقدّم لها الخذلان والخيانة أصبح واضحاً الآن، ولذلك مسؤولية الشعوب أن تنتبه إلى قضية مهمة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> لاحظ تحديداً أبوديس عاصمة للدولة الفلسطينية. ما علاقة أبي ديس بالقدس؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد خضر:</strong> ثم يسمّون هذا صفقة العصر، أعتقد أنه لا توجد مهزلة أعظم وأكبر وأوقح من هذه المهزلة، وهذا لا ينبغي أن يكون أمراً هيّناً أو سهلاً على كل مسلم أو عربي أو شريف. هذا من ناحية. من ناحية أخرى، الذي يخون المسجد الأقصى هو مرشّح درجة أولى لخيانة المسجد الحرام.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> صحيح.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد خضر:</strong> لأنّ الله تعالى الذي بارك المسجد الحرام وقال "إِنَّ أَوَّل بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً" هو الذي قال "الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، وبالتالي من لم يؤتمَن طيلة هذه السنوات والعقود ولم ينجح بخطوة إيجابية واحدة لنصرة المسجد الأقصى لا يؤتمَن على المسجد الحرام، هذه قضية مهمّة، وينبغي على شعوب العالم العربي والإسلامي أن تتنبّه إلى المستقبل القاتم والمظلم الذي يدفع باتجاهه هؤلاء شعوبهم. لا ينبغي أن نبقى نعيش واقع، منطق الحظيرة، ومنطق قطيع الغنم الذي يقوده الراعي، وبخاصة عندما نكتشف أنّ الراعي عدو الغنم.</p> <p>ناحية أخرى أيضاً، وينبغي التنبّه لها في هذا الإطار، حركة الشعوب الآن هي حركة عفوية، ينبغي أن تتحوّل إلى حركة منظّمة، في إطار مشروع مقاومة الإرادة الأميركيّة والإرادة الصهيونيّة المتكاملتين، ينبغي أن ننتبه إلى الصادقين الذين أمر الله تعالى بأن نكون معهم، أمر الله تعالى بأن نصطفّ إلى جانبهم وأن نرفع راية فلسطين والمسجد الأقصى والانتصار للمقدّسات معهم، لا يجوز أن تبقى حركتنا حركة منعزلة، حركة فردية، تتحرّك جماعة هنا وفئة هناك وحزب ها هنا، ينبغي أن نصبح جميعاً مكمّلين لهذا المشروع الذي قوامه مقاومة المشروع الأميركيّ، الصهيونيّ، على مستوى العالم العربي والإسلاميّ، وبالتالي مشروعٌ في مواجهة مشروع، ليس مجموعة فئات وجماعات يتحرّكون في مواجهة هذا المشروع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> وفي هذا السياق، سماحة الشيخ خالد الملا، ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لمراكمة العمل المقاوم ضدّ الكيان الصهيوني وضدّ أميركا، لأنّ أميركا هي الشيطان الأكبر كما كان يسمّيها الإمام الخميني الراحل؟</p> <p>أعطيك بعض المصاديق التي يمكن تفعيلها. ماذا لو أفتى السيّد السيستاني والشيخ أحمد الطيب في الأزهر الشريف بحرمة تعامل المسلمين بالدولار الأميركي؟ تصوّر، المسلمون يقاطعون العملة الأميركية، تصوّر لو تصدر فتاوى ربانية في مقاطعة المنتجات الأميركيّة، تصوّر لو يُرفَع الغطاء الأمني عن المصالح الأميركية في العالم العربي، والله لا ترامب ولا الذين سوف يأتون بعده يقدرون أن يغتصبوا القدس. فما هي الخطوات المبدئية فضيلة الشيخ؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ خالد الملا:</strong> حقيقة، أنظر دكتور، المدخل الحقيقي والمدخل الصحيح والواقعي حتى نعيش الواقعية، لا بدّ من أن نعترف ببعض الأخطاء، ثمّ أقول لك، واحدة من أهم الأخطاء التي وقعنا بها، أو سمّه الفخ الذي وقع البعض فيه، هو أنّ البعض فهم أن العدو الأول لك، إذا كنت سُنّياً، فعدوك الشيعي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> صحيح.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ خالد الملا:</strong> وإذا كنت شيعياً فعدوك السنّي، هذه تجربة على الواقع لا ينبغي لنا أن نتهرّب منها، وتجربة داعش وما حدث من أعمالٍ إجرامية واضحة البيان. هذا مهم جداً، وأعلّق على قضية الخطابات التي كانت تدعو إلى الجهاد في العراق والجهاد في سوريا، وأضرب لك مثلاً على خطبة الشيخ العريفي التي خطبها في القاهرة. أكثر من 5000 متطوّع في وقتها يجاهدون في العراق ويجاهدون في سوريا على أثر هذه الخطبة، ودُفِعت الأموال والمليارات، وهو ترك مصر وذهب إلى لندن. أنا مقترحي الواقعي كالآتي، سماحة الشيخ تحدّث عن الحرم المكّي. أنا أقول هذه مبادرة. غداً يجب على إمام الحرم المكّي، وهو يقرأ خطبته المكتوبة، أن يضمّنها إعلان جهاد الوجوب لتحرير القدس من استباحة الكيان الصهيوني. هل يستطيع؟ هل يستطيع إمام الحرم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> لكنه قبل فترة شيخ خالد دعا على الروافض وعلى المجوس وعلى العراقيين كي يغيّر البوصلة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ خالد الملا:</strong> هذا الذي أردت أن أقوله، في ما سبق كانوا يتحدثون بلغة التحريض عن الوضع السوري والوضع العراقي. في الوضع العراقي أنت تعلم جيّداً ومتابع لنا بكل ما حدث في العراق، دفعنا عشرات الألوف من الأبرياء بسبب فتاويهم، نحن نتحدّث بلغة السياسة. لغة السياسة اليوم انفتاح مع المملكة العربية السعودية، وعفا الله عمّا سلف، لكن بلغة الدين نحن نطالب كعلماء مسلمين، نطالب غداً من إمام الحرم أن يعلن الجهاد الواجب على المسلمين جميعاً لكي يهبّوا بالدفاع عن القدس ولكي يُسقِطوا قرار ترامب. هل عنده استطاعة؟ إذا استطاع نقول الأمّة لا تزال بخير، لكن مع هذا، إن لم يستطع إمام الحرم، وإن كان الإمام السيستاني أصدر بياناً استنكارياً في هذا المجال، لكن صدّقني وخذها مني كلمة، في العراق الجريح وأبناؤنا الذين ملأوا المقابر، لكن لو تأتي دعوة من مرجع أو من فصيل جهادي أو من عالم سنّي مسموع الكلمة، لامتلأت شوارع البصرة وبغداد والمدن العراقية وهبّوا لنصرة إخواننا في فلسطين وتحرير القدس.</p> <p>الشعوب كما تفضّل الشيخ، الشعوب واعية، لكن العقبة التي أمامنا عقبة الحُكّام أو بعض الحُكّام المتخاذلين الذين هم الذين فرشوا البساط الأحمر، وهم الذين أعطوا الضوء الأخضر إلى الرئيس الأميركي والإدارة الأميركية أن تصدر هذا القرار، بعد أن ملأت جيوبهم بالمليارات من الدولارات، واشتروا منهم الطائرات، هذه الطائرات التي قتلتنا وقتلت أهل اليمن وقتلت وقتلت وقتلت، هذه الطائرات التي طارت في وقتٍ ما، وهي تقتل العراقيّين من مطاراتٍ خليجية، أليس باستطاعتها اليوم أن تطير ذات الطائرات كي تحارب إسرائيل وتوقف هذه المهزلة أو ترسل برسائل عملية واقعية، كما ذكرت مقاطعة الدولار، مقاطعة الأميركان، فعل عملي غاضب حتى يروا ثورة هذه الشعوب، لأننا إذا اعتمدنا على بعض حُكّامنا فليس هنالك قدس، وليس هنالك بيت الحرام.</p> <p>اسمح لي بنصف دقيقةٍ، كي أخاطب قلوب المسلمين، هذه القلوب الملأى بجروح عميقة، أمّة المليار والنصف مليار كما تسميها أنت دائماً، هذه الأمّة التي حُجِبت عن رؤية قبر نبيها، أيّة أمّةٍ هذه وأية جريمة تُقترَف بحقنا وأيّ مسوّغٍ شرعيّ يمنعنا كمسلمين أن نرى قبر نبيّنا؟ هذا القرار الذي منعنا من رؤية قبر نبينا وقبر سيّدنا أبي بكر وعمر وفاطمة والإمام الحسن وسيّدنا عثمان وغيرهم من كبار الصحابة، ذاته هو الذي يمنعنا من أن نرى القدس أو أن نصلّي بالقدس.</p> <p>افهموها واضحةً، يكفينا مجاملةً، ويكفينا كلاماً مُصاغاً بالذهب والفضّة. اليوم ندفع دماءً، اليوم مدننا هُدّمت بفتاوى العريفي وغير العريفي، آن الآوان أن يأتي وقت الحساب وهذا هو وقت الحساب، وقت أن نوقف أميركا عن قرارها المجحف، اليوم هذا التحشيد الذي نسمع فيه، هذا إحياء. المبادرة التي أصدرها السيّد حسن نصر الله، مبادرة الفايسبوك، اليوم مليار مسلم يستطيعون القراءة والكتابة، لماذا لا يتحرّك الفايس، كلّ الفايس يتحرّك لكي ينصر إخواننا في القدس ولكي يدين ويستنكر هذا القرار الأميركي؟ القرار الأميركي لم يأتِ من اعتباط، وإنما جاء بعد أن رأى الأمّة ممزَّقة، بعد أن فُرش له البساط الأحمر، فطار من الرياض ونزل في تل أبيب، نزل في فلسطين، نزل في القدس ووقف عند حائط المبكى. إنّها رسالة لكل العقلاء، لو كان في الأمّة عقلاء لفهموا الرسالة واضحةً في حينها ووقتها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> دكتور خالد، أريد أن أؤكّد ها هنا أنّ الوجوب الشرعي يقتضي أن ننتصر لفلسطين بالكلمة في وجه الكتاب "فايسبوك" بين قوسين، تويتر، في المقالات، في المجلة الجدارية، في المواقع الإلكترونية، وأيضاً ننتصر لفلسطين بالسلاح، بالكاتيوشا، وبالزلزال ورعد وكل وسائل الأسلحة التي نرجو مقاومينا ألا يُهمِلوا فلسطين وأن يخططوا ملياً لاسترجاع القدس.</p> <p>سماحة الشيخ محمّد علي كيوا، في هذا السياق، كيف يمكننا أن نملي على المسلمين وجوب الانتصار الدائم لفلسطين؟ يا سيّدي، فلسطين اغتُصِبت قبل عشرات السنين واستمر الاغتصاب، واغتُصِبت الجغرافية العربية والإسلامية بداعش والنصرة.</p> <p>كيف نجعل الانتصار لفلسطين بشكلٍ دائم حتى يرضخ شخصان، ترامب ونتانياهو؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمد علي كيوا:</strong> يا سيّدي، أقول لك وفي القلب حسرة وفي العين دموعٌ من دمٍ، أقول، إنّ هذا اليوم الذي أعلن فيه الوحش، أعلن فيه عاصمة فلسطين، القدس عاصمة فلسطين، هذا اليوم وهذا القرار ليس وليد اليوم، إنّما هو وقع هذا القرار، وضُمّن سنة 1897 في مؤتمر بال في سويسرا، هذا القرار الذي تضمّنته وصيّة من وصايا هذا المؤتمر المشؤوم، مؤتمر بال المعروف باسم مؤتمر تقسيم القارة الإفريقيّة، والذي حضره أندريه شاتولييه، وحضره من آباء الصهيونية الأربعة تيودور هرتزل وحضره غيره، هذه الوصية تقول، بعد أن تداول المؤتمِرون على منصّة الخطابة وأسنِدت الكلمة النهائية تكريماً لأندريه شاتولييه باعتباره أسن واحد فيهم وباعتبار مكانته لدى البابا، قال لهم تكلّمتم كثيراً ولم تقولوا شيئاً، تكلمتم كثيراً ولم تقولوا شيئاً. سئل لماذا، قال لأنكم أردتم أن تحاربوا الإسلام وأردتم أن تسقطوا الإسلام، وهذا نصيبكم منه سيكون كناطح الصخرة. ما العمل في هذا أيها الأب؟ قال أن توجّهوا جهودكم لإبعاد المسلمين عن دينهم، لإبعاد المسلمين عن دينهم وتلهيتهم بالموبقات التي نسمّيها حضارة، ونعطيها اسم الحضارة.</p> <p>هذا هو واقعنا اليوم. نحن اليوم، العرب لا يقرأون بكل أسف، لا يقرأون، وخاصة الخليجيين لا يقرأون، هممهم في أنصافهم السفلى، هممهم في بطونهم، هممهم في فروجهم، ومن كانت همته في بطنه فقيمته ما يخرج منها، هؤلاء هم رؤساء الدول هؤلاء، هم مصيبة الأمّة ومصيبة المسلمين. تجدون هذا الكلام في كتاب "كيف نحطّم الإسلام" لأندريه شاتولييه.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> شيخ محمّد علي كيوا، صحيح، وتجده أيضاً في كتاب "قادة الغرب يقولون دمّروا الإسلام أبيدوا أهله" ولدينا كل تصريحاتهم منذ مئتي سنة.</p> <p>أذكر فقط قليل من الأولين وقليل من الآخرين في سورة الواقعة، وعندنا قليل والحمد لله من المقاومين الشرفاء في جنوب لبنان دكدكوا الكيان الصهيوني، صفعوا الكيان الصهيوني، ويقودهم رجلٌ الحرف الأول من اسمه السيّد حسن نصر الله، هذا الرجل الذي هو آخر رجالات العرب، آخر أبطال العرب ما فتئ يكرّر حيّ على فلسطين، حيّ على القدس.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد علي كيوا:</strong> لن يكون الآخر إن شاء الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> وأملنا فيه معقود أيضاً، ونحن نفوّضه باسم الأمّة الإسلامية أن يقود معركة تحرير القدس.</p> <p>سماحة الشيخ، هل من أملٍ في ظلّ هذا الضياع؟ هل من نافذةٍ في ظل هذا التشرذم والتمزّق؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد خضر:</strong> مما لا شك فيه إننا في ثقافتنا الإسلامية الدينية، في وعينا وفي عقيدتنا، أإننا في كل محنة يمكن أن نجد فسحة ومنفذاً لتحويلها لفرصة. الله تعالى يقول "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ". عندما ننظر في واقع الأمر إلى ما يقدّمه الشعب العظيم في الداخل الفلسطيني في غزّة وفي الضفة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> طبعاً تحية لشعب فلسطين، شعب الجبارين، تحية لفلسطين كل التحايا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ محمّد خضر:</strong> تحية كبيرة لأنه يقدّم بالفعل يقدّم نموذجاً للشعب المنتصر رغم قلّة العدد والعدّة، أنا أقول حتى في الشعوب المقهورة المظلومة التي تعاني من الجوع، أنا أقول في اليمن لو أعلن الجهاد الآن لتحرير فلسطين سيخرج أهل اليمن بشبابهم وشيبهم بعشرات الآلاف لنصرة قضية القدس والمسجد الأقصى، وفي كل قطاع بلاد العالم العربي والإسلامي ومن كل الشرفاء في العالم. لذلك، نعم، يمكن أن نحوّل المحنة إلى فرصة، ونحن قادرون على إحداث التغيير. المطلوب الآن ألا نترك هذه الشرذمة وألا نترك هذا القرار المسخ بتحويل وتغيير هوية القدس ينفّذ، علينا أن نستعيد بدل تهويد القدس، أن نسعيد هوية كل فلسطين، وهذه فرصتنا لانطلاقة حراك كبير على مستوى كل الأمّة ينشئه وينطلق فيه المجاهدون في الداخل الفلسطيني، الصادقون في حمل قضية مقاومة الاحتلال وقرارات الاحتلال، وهم معروفون في الداخل الفلسطيني وهم يعتمدون بشكل أساسي على المجاهدين في لبنان وفي كل العالم العربي والإسلامي، وحينئذٍ سنرى النتائج إن شاء الله عكس مراد هذا الظالم وهذا المحتلّ، وسيتحقّق النصر على أيدي هؤلاء الشرفاء بإذن الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> والذي رفع السماء بلا عمدٍ، إنّ اليد التي وقّع بها نقل القدس إلى الكيان الصهيوني وجعلها عاصمة لإسرائيل سوف تُشَلّ بإذنه تعالى.</p> <p>شيخ خالد الملا، نسياننا للقدس هو نسياننا للنبي محمّد، نسياننا للأنبياء، نسياننا للإسلام. أيّ إسلام يبقى لنا من دون قدس يا ترى؟ ما الذي تقوله للشعوب العربية والمسلمة، وغداً بإذنه تعالى صلاة الجمعة ويوم الجمعة، واسعوا إلى ذكر الله واسعوا إلى ذكر القدس أيضاً؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>الشيخ خالد الملا:</strong> يا دكتورنا العزيز، هكذا أريد للأمّة أن تنسى القدس، وأن تنسى هذه القضية، وألا تكون هذه القضية هي المحور الأساسيّ في حياتنا، بل لربما نعيش وقتاً من الأوقات، يُعتبَر المدافعة عن القدس وعن استرجاع القدس ضرباً من الخيال، أو أنّه لطائفةٍ معيّنة دون غيرها، أو أنّ الذي يتكلم عن القدس وعن تحريرها هو يتبع إلى إيران أو يتبع إلى هذا المرجع أو ذاك العالِم، اعتُبِرت القضية هكذا. جسّ نبض الشعوب لا بدّ منه، ولذلك استغلال الجمعة غداً ينبغي أن يكون في محلّه، وأتمنّى عليك، وأتمنّى على قناة الميادين أن تراقب، أنا لا أقول أنقلوا، أقول راقبوا الخطب التي سوف تصدر من أقدس بقعتين، من المدينة المنوّرة ومن بيت الله الحرام، أنا مع فضيلة الشيخ محمّد، نعيش الأمل ولا نيأس من روح الله لكن إذا رأينا صوتاً، لأنهم بالأصوات دمّروا بلداننا، بالخطب هاجموا دورنا، بالتحريض مزّقوا صفوفنا، نحن في المقابل إذا ما تحدّثنا وخطبنا وكتبنا وحشّدنا الجماهير أيضاً سوف نؤثّر في هذه الجماهير. الذي حشّد مئات الألوف لذبح العراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين، بمقدورنا نحن أن نحشّد الشارع الإسلامي، أن نحرّر الشارع الإسلامي لكي نُفهِمه جميعاً أنّ قضية القدس قضية دين، قضيّة إسلام، قضية حضارة، قضية تاريخ، هو المسجد الأقصى، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو المسجد الذي صلّى به رسولنا رسول الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلّم، الذي نحتفل اليوم بمولده، أو في هذا الأسبوع بمولده، صلّى إماماً بجميع الأنبياء، هذه الرسالة هي رسالةٌ نحملها نحن كعلماء وخطباء ومشايخ، نحن لا نريد أن نقطع الأمل، لكنّنا ننتظر منظمة التعاون الإسلامي، ودعوة أردوغان، وما أدراك ما أردوغان، لكننا نسير مع هوى هذه التصريحات. إذا سمحت لي، أقول منظمة التعاون الإسلامي إذا اجتمعت لا نريد منها كلاماً ولا نريد خطباً ولا نريد حبراً على ورق، نريد فعلاً، نريد طائرة وصاروخاً ومدفعاً ورشاشاً لتحرير القدس. كفانا ذلاً، وكفانا هواناً، وكفانا أن نتقاتل في ما بيننا وأن نعتقد أن الطرف الآخر من المسلمين هو عدوك.</p> <p>اسمح لي بلحظةٍ واحدةٍ، اسمحوا لي بهذه الصراحة المطلقة، أقول يوم ظهرت الحركة الوهّابية في جسد الأمّة الإسلاميّة، قُضِي علينا، حينما هُمّشت مذاهبنا الأربعة، واعتُبِرت الوهّابية هي البديل، هنا سُحِقت المبادئ واختفت مقدّساتنا ولم نرَ قبر نبيّنا وماتت القلوب.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>يحيى أبو زكريا:</strong> شيخ خالد، وقتي انتهى. شيخ خالد، ألخّص ما قلت، فكرتان دمرتا العالم الإسلامي، الفكرة الوهّابية والفكرة الصهيونية. لكن أنت من أهل القرآن، أعيدك إلى القرآن، إنّ الله عندما تحدّث عن عودة القدس للمسلمين ما قال الجامعة العربية تعيدها ولا منظمة التعاون الإسلامي تعيدها، قال يعيدها رجال لنا، نسب الرجال إليه، أي رجال الله. رجال الله اعملوا في الليل ونحن معكم إن شاء الله.</p> <p>الشيخ خالد الملا من العراق الحبيب تحية مباركة وشكراً جزيلاً لك، وفي ميزان حسناتك، الشيخ محمّد علي كيوا من تونس الحبيبة شكراً جزيلاً لك. شيخ محمّد الخضر من لبنان الحبيب شكراً جزيلاً لك.</p> <p>مشاهدينا وصلت حلقتنا إلى تمامها. إلى أن نلتقيكم هذا يحيى أبو زكريا يستودعكم الله الذي لا تضيع أبداً ودائعه، والقدس عروس عروبتكم فلا تنسوها.</p> <p>&nbsp;</p>

برامج أخرى

10 حزيران 2012

تصفح المزيد