الانتصار للقدس عاصمة فلسطين الأبدية

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مساء الخير. لا تنسَ أبداً أنهم دُخلاء مهما تمادوا أو بدّلوا في الأسماء. هنا (القدسُ) هنا الأمسُ والغد الأبيض في أثداء الأُمّهات، هنا قبّة الله على الأرض ومهدُ طفولته الناطقة. هنا (حيفا) هنا (يافا) هنا (بيسان) هنا (قانا) هنا كان مخاضُ امرأتَك، هنا تعالى صراخ مولودكَ لأوّل مرة، هنا علّمته الأحرف والمشي على إيقاع قلبك. هنا لعبتَ هنا كبِرتَ وكبر أبوكَ وجدّكَ وجدّ جدّك، تذكّر، لا متّسع للطغاة، لا نهر في اتجاهين، لا وردةَ للجلّاد، لا نومَ للقتيل. انهض الآن، انهض الآن وقُلّ باسم الشهداء والشُعراء، باسم الجنوب الذي فتح ذراعيه واستقبلك، باسم المُفتاح الذي حملته أُمّكَ خمسين عاماً، بيدين مرتجفتين أعطتك إياه قبل المجزرة، باسم النساء اللواتي شِبنَ حول التوابيت، باسم النساء اللواتي شِبنَ حول التوابيت، باسم البُكاء باسم الدعاء، لا متّسع لهم ولك. وطنك دمك، وطنك ضيِّقٌ على الغُزاة. عن الأدب والفن ودورهما في مواجهة مُحاولات تزييف الوعي وتزوير التاريخ، وفي الانتصارِ لعروبة (القدس) عاصمة (فلسطين) الأبدية وفي الانحياز لحقّنا في مُقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكلّ ما استطعنا إليه سبيلاً. عن كلّ ما تقدَّم في هذه الحلقة من "بيت القصيد"، بيت المبدعين العرب يُسعدنا أن نستضيف فيها كلّاً من الفنانة السورية "ميس حرب" والناقد والصحافي ونائِب رئيس تحرير جريدة "الأخبار" الأُستاذ "بيار أبي صعب" والناشطة في حركة مُقاطعة (إسرائيل) والمُطبّعين معها الناشطة الأُردنية "دينا أبو جبارة". أهلاً وسهلاً بكم جميعاً واسمحوا لي أن أعتذر من "دينا" ومن "ميس" وأن أبدأ مع الأُستاذ "بيار" على غير عادة حينما يكنّ السيّدات موجودات</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: أنا الأقلية اليوم</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: أنتَ الأقلية والسؤال الأول هو للجميع، ماذا تعني لك (القدس)؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: (القدس) إذا أردت هي عنوان وجود. (القدس) هي عنوان القضية الفلسطينية ولكن أكثر من هذا، هي عنوان الظلم والتمرّد على الظُلم في وعي الشعراء والكتّاب والأُدباء العرب منذ النكبة لليوم، منذ سبعين سنة لليوم، (القدس) هي هذه الكلمة السحرية هي المُفتاح الذي يُحرِّك الوجدان. كان هناك اليوم على "تويتر" "عبير" والآن سأتذكّر اسمها، ناشطة معروفة، تقول أنّ العرب غضبهم انتقائي، لم يغضبوا إلّا في اللحظة التي حُكيَ فيها عن (القدس)، لحظة التي صادر فيها الطاغية الأميركي (القدس) وحاول أن يهديها وهي ليست ملكه، إلى دولة الطغاة. يجب أن تعلموا أنّ في (فلسطين) كلّ يوم مُعاناتنا هكذا، كلّ يوم نُعاني من الطمس والقمع والاقتلاع وسرقة الأرض وسرقة الحقوق، صحيح ولكن (القدس) هي عنوان كلّ هذا الظلم. &nbsp;ليس فقط الجانب الديني وهو مُهمّ جداً، مقدسات العرب مسيحيين ومُسلمين موجودة في (القدس) ولكن ليس فقط الجانب الديني، الجانب التاريخي، الجانب الرمزي والجانب الوطني. كانت ولا يُمكن إلّا أن تبقى (القدس) عنوان القضية الفلسطينية وعاصمة (فلسطين)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، ولكلّ ما تُمثِّله هذه القضية &nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: فإذا ذهبت (القدس) ماذا سيبقى؟</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، وكتبت حضرتكَ مقالاً بهذا العنوان في جريدة "الأخبار". سنتناول الكثير من القضايا التي أشرت إليها، ولكن "ميس" بالنسبة إلى حضرتكِ ماذا تُمثِل مدينة (القدس)؟&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: (القدس) مزروعة في وجداننا منذ وعينا على هذه الدنيا. (القدس) يحكون عنها أمهاتنا وأباؤنا، نسمع كلمة (القدس) في الأغاني مثلما نسمعها من جدّاتنا، فزُرِعت كلمتا (القدس) و(فلسطين) في لا شعورنا وأحببناهما في لا شعورنا وكبرنا على حلم تحرير (القدس) وزيارة (القدس)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح، ومن أجل هذا من المُستحيل أن تُسلَخ من هذا الوجدان ومن هذه الذاكرة لا بقرار أميركي ولا غير أميركي. "دينا"، حضرتك ربما من جيل أصغر قليلاً منّا، ماذا تُمثِّل لكِ (القدس) كشابة عربية أُردنية؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: (القدس) هي مهد الحضارة وهي عاصمة كلّ العالم، يُمكنني أن أقول إنها فعلياً عاصمة الإنسانية، مركز الحبّ والسلام والصراع والحرب وكلّ التناقضات موجودة في (القدس). هي فعلياً تعكِس روح الإنسانية بالأكمل</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كيف وقع عليكِ قرار الرئيس الأميركي "ترامب" في إعلانه أنّ (القدس) هي عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيلي؟ كيف تلقيتِ هذا الأمر؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: أكيد كان وقعه ليس بسيطاً علينا هنا في (الأردن) وفي المنطقة العربية وكلّ العالم كما اتضح لنا من المسيرات الغاضبة والاحتجاجات التي صارت. أنا فعلياً انفطر قلبي وأحسست بوجع لكن في الوقت نفسه كلّ هؤلاء الناس الذين تظاهروا أرجعوا لي الأمل بأنّ هناك نبضاً لقضيتنا ومن الممكن أن تكون إن شاء الله خطوة إيجابية في صراعنا بحيث يُمكننا أن نرى العدوّ الحقيقي من دون أيّة وجوه دبلوماسية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح، من دون أيّة رتوش، مندون أيّة أقنعة. اُستاذ "بيار" مسألة إعلان "ترامب"، هناك البعض يتساءلون عمّا هو جديد في الموضوع، بمعنى واقع الأمر في (القدس) إنها عاصمة ومدينة مُحتلّة والإسرائيلي يُهوِّد بها ويقوم بالذي يريد أن يقوم به، فما يُقدِّمه أو يؤخِّره قرار "ترامب" في الموضوع؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: صراعنا مع (إسرائيل) "زاهي" هو قبل أيّ شيء صراع وجودي. طبعاً الجانب العسكري منه، الجانب الاستراتيجي مُهمّ وأساسي ولكن هناك الجانب الرمزي، الجانب المعنوي والأخلاقي هما جانب رمزي، المسرح الإغريقي القديم كلّه قائِم على هذه الرمزية الصغيرة. الغرب ما زال يتردّد ويرفُض وأحياناً يتردّد لكنه يخجل أن يعترِف وأن يضع سفاراته في (القدس) عاصمة (فلسطين). حتّى الأميركيين، والقرار أتُخِذ في الكونغرس كما تعلم منذ عام 1995</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: ولكن كان لا بدّ من أن يأتي إلى البيت الأبيض رجل مجنون متغطرِس عنصري يحتقر، بمعنى فائض الثقة بنفسه وفي أن في إمكانه أن يكسر قرار شعب وقراراً أُممياً ضدّ فكرة سرقة (القدس). ولكن الأهم من ذلك، في رأيي اليوم (أميركا) تعتمد على لحظة ضعف عند العرب. ما قالته المناضلة ضدّ التطبيع أساسي وأعاد لي معنوياتي، أنا سمعت صحافيين وخُبراء مواقفهم الوطنية لا غبار عليها ويقولون أن "ترامب" أخذ القرار والقصة انتهت ونشعر بأننا خاسرون، لماذا؟ نشعر بأن الناس لن ينزلوا إلى الشارِع، نشعُر أنّ هذا العالم العربي تفتت وضُرِب ولم يعُد عنده القدرة لأن يصرخ لأسباب عديدة قد نرجع إليها في سياق الحلقة وهنا دور المثقّف، أن يوعّي الناس</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: سنتحدّث عن كلّ هذه القضايا وبالذات هذا الأمر وأهمية هذه التحرّكات وكيف يُمكن تأطيرها بشكلٍ لا يرتبط فقط بحدث معيّن صادِم مثل إعلان "ترامب". نريد أن نتحدّث عن أهمية الأُغنية والكلمة لأنّ البعض يُسخّفون هذه الأمور ولكن قبلاً "ميس" أريد أن نهدي بصوتكِ للمقدسيين الذين يواجهون اليوم مُباشرةً وهم على تماس يومي مع المُحتلّ، أن نهديهم بصوتكِ أُغنية من الأُغنيات التي تنتصر لـ (القدس)، أغنية رسّخت في ذاكرتنا ووجداننا معنى (القدس)</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: أكيد لا يوجد أجمل من "زهرة المدائِن" لنبدأ بها</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضلي</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: (تغنّي)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ألف شُكر "ميس". هذه الأُغنيات رسّخت في ذاكرتنا وفي وجداننا (القدس) و(فلسطين) ومعاني هذه القضية. أعتقد أنّكِ مثل كثيرات نشأنَ على هذه الاغنيات &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: على هذا الفن طبعاً، خصوصاً أن ما زُرِعَ في وجداننا عن (القدس) وعن (فلسطين) هو نفسه الذي زُرِع جرّاء حبّ الأُغنية من "فيروز"، بالنسبة لي "فيروز" و(فلسطين) واحد و"فيروز" هي أكثر وأصدق وأجمل شخص غنّى عن (القدس) وغنّى للأوطان وغنّى عن الحبّ، فالأُغنية أكيد سيكون وقعها أجمل وأصدق</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: اُستاذ "بيار" قبل أن أتحدث مع "دينا" عن أهمية التحركات والاعتصامات والتظاهرات التي نراها اليوم في مُدن كثيرة عربية وعالمية، الأُغنية الكلمة القصيدة هناك أُناس يُحاولون أن يحبطوننا بقولهم، " يا أخي إن كتبتم عن (فلسطين) أو غنيتم لـ (فلسطين) وإذا أحييتم أُمسيات شعرية فماذا سيكون من أمرِكم؟ هناك مقولات تُردّد هكذا فما ردّك على هذا الموضوع؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: صدّقني اليوم المعركة ثقافية قبل كلّ شيء. هناك كفاح مُسلّح من دون شك و(إسرائيل) لا تفهم إلّا لغة العُنف ولغة القوة وما أُخِذ بالقوة لا يُستَردّ إلّا بالقوة، ولكن أنا رأيي جزء. إذا كانت خاصرتنا ضعيفة أو لينة أو مائِعة اليوم فالسبب هو انحسار المُثقفين وتراجُع المُثقفين ولا نريد أن نُعمِّم. ولكن هناك جوّ من الإحباط والتراجُع والاستسلام وأحياناً الانتهازية التي جعلت النُخب العربية إمّا تستسلِم أو تتعب أو تتواطأ مع الجلّاد من حيثُ تدري أو لا تدري، بشكلّ أنّ هذه الجبهة كادت، وهي تقول "فيروز" و(فلسطين) واحد، نعم في جيلنا هكذا كان الأمر. اليوم الجيل الجديد لا، مراجعه الجمالية والثقافية والعالم الافتراضي الذي يعيش فيه والأشياء التي تأتيه من الغرب، وأنا لست ضد الغرب بشكلٍ عام، جعلته يقول أنّ (فلسطين) هي موضة قديمة، موضة أهلنا، موضة الأنظمة العربية الاستبدادية إذا أردت التي دافعت عن (فلسطين) باللفظ والخطاب في ما كانت تقمع شعوبها. ولكن هذه ليست (فلسطين)، (فلسطين) هي عنون الحق، عنوان الحقيقة، عنوان الحريّة، هي عنوان تحرّر مُجتمعاتنا. إذا أردت أن تبني مُجتمعات عربية ديمقراطية حديثة ومُزدهرة لا يُمكنك ألاّ تمرّ من تحرير الأرض، لا يُمكنك تحت عنوان الاحتلال أو عنوان الاستعمار الأميركي أن تُدافع عن حرية المرأة وتُدافع عن الفن الحديث، وبالتالي الفنان العربي والمثقف العربي مُطالب بأن يلعب هذا الدور وهو للأسف، وأنا أقولها من باب النقد الذاتي، ترَاجَع. في السنوات الأخيرة تراجع وانحسر وصمت حيث يجب أن يصرُخ</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، وأصبح هذا الأمر حتّى عند الملتزمين في حدث كبير معيّن، في مجزرة كبيرة في (فلسطين)، ودائِماً أنا أقول أنه يجب ألّا يرتبط دائِماً اهتمامنا بـ(فلسطين) بمنسوب الدم الفلسطيني بمعنى وكأنك تقول للفلسطينيين يجب أن تموتوا كلّ يوم لكي تكونوا خبراً في نشرة الأخبار. "دينا"، إلى جانب القصيدة والأُغنية وأنتم في حركة المُقاطعة وفي "الأردن يُقاطع" تقومون بأمسيات شِعر وتقومون بأمسيات أحياناً فيها موسيقى وفيها كذا، كم يُمكننا أن نُراهِن على أنّ هذا الحراك المدني اليوم في الشارع يُمكن أن يتطوّر، يُمكن أن ينضج؟ كم أهميته بالنسبة لكِ كشابة عربية وكيف يُمكن أن نستقطب أجيالاً في عُمرِك وأصغر من عُمرِك إلى هذا الحراك؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: أكيد هذا الحراك يؤدّي إلى حالة ثقافية على مُستوى (الأُردن) وعلى مُستوى كلّ الحِراك العالمي الذي يشتغل أو التابع لحركة المُقاطعة. نحن نُركِّز على المنحى أكيد الثقافي والفنّي لكن أيضاً نشتغل على حملات محليّة مثلاً ضدّ اتفاقية الغاز وحملات ضدّ استيراد البضائِع الإسرائيلية والصهيونية، وهناك حملات أُخرى طبعاً تُغطّي كافة المناحي الاقتصادية يمكنك أن تقول. في كلّ سنة نُنظم أُسبوع مُقاومة الـ Apartheid أو الفصل العنصري وهذا يحدث في كافة أنحاء العالم وهو جزء ومُبادرة مصدرها اللجنة الوطنية للمُقاطعة في (فلسطين)، وطبعاً نُحاول بقدر استطاعتنا أن نشتغِل على الجيل الصغير ونقيم في كلّ سنة مُخيماً صيفياً ونقيم مُحاضرات في المدارِس، فكلّ هذه الأنشطة المتنوعة أكانت ثقافية أو فنية أو سياسية تخلِّف حال وعي شامل ومن الممكن حتّى أن تخلق فرصاً للناس كي يشتغلوا في طريق آخر يُساهم في تحرير أرض (فلسطين) ويُقدِّم بالتأكيد الكثير للقضية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ما هو ردّكِ على مقولات مثل أنّ الكلام اليوم عن (فلسطين) والاهتمام بقضية (فلسطين) والحديث عن المقاومة ومواجهة التطبيع وكلّ هذه الأمور يعتبر البعض أنّها لغة خشبية أو صارت لغة رجعية أو دقّة قديمة في العربي المحكي؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: في نظري الخطاب يلعب أكبر دور في هذا الموضوع. يُمكنني أن أتفق في جزئية مُعينة مع الناس الذين يقولون أن هذا الموضوع صار دقة قديمة، لماذا؟ لأنّ فعلياً الناس في ظلّ كلّ هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة وفي ظلّ كلّ ما يمرّون به تعبوا وأُنهِكوا من الخطاب التقليدي الذي يحتوي على الشعارات العاطفية التي لا تحتوي على أيّ تحريك فعلي أو استراتيجية يُمكن أن يُبنى عليها وتترك تأثيراً ونحن على وعي بهذا الشيء ونُحاول أن نُغيِّر الخطاب وفعلياً هذا يترك أثراً في الشارع الأُردني وحتّى في الوطن العربي وفي العالم لأننا نأخذ الخطاب من مرحلة عاطفية وشعارات يُمكن أن تكون كبيرة جداً على جيلنا الحالي ونُحوِّلها إلى شيء ملموس يُمكن أن نشتغل عليه ونقوم بشيء على أرض الواقع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: جميل جداً ما قالته "دينا" أُستاذ "بيار"، انطلاقاً مما قالته كيف يُمكن تجديد تفاعلنا مع قضية (فلسطين) ومع (فلسطين) في ظلّ هذا الوضع العربي المكركب كلّه والحروب والنكبات في (سوريا) وفي (العراق) و(اليمن) وفي (ليبيا) وانشغال (مصر) بنفسها، كيف يُمكِن إعادة تقديم (فلسطين) ومسألة مُقاومة الاحتلال بأُسلوب يُمكنه أن يصل بلغة العصر إذا جاز التعبير، يصل إلى الأجيال والشباب والصبايا الجدد</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: تماماً مثلما تقول "دينا". "دينا" ممتازة واسمح لي أن أُهنّئها وأشكرها لأّنه إن هناك أحداً من جيلها يُفكِر هكذا لأنّ (فلسطين) معنا وليست شعاراً، (فلسطين) هي حياة وهي قلب ينبض، هي أرض مسروقة، هي أُناس يُقتلون، هي أرضٌ تُصادر، هي بيوت، هي هوية تُطمَس يوماً بعد يوم، هي تاريخ يُزوَّر وبالتالي هذه قصص تطال من هم في العشرين من العُمر ومن هم في المئة والعشرين من العمر. كلّ القصّة كما سؤالك يستبطن هذا الجواب، وهذا ما قالته "دينا"، إعادة اختراع المعنى، إعادة اختراع القضية بلغة صادِقة وبمفردات وأدوات وأشكال تعبير جديدة. بمعنى هناك الفولكلور لنقل والدبكة والثوب التقليدي ولكن إلى جانبه هناك موسيقى الراب والفن المُعاصر والشعر الحديث. فكرة استعادة (فلسطين) من المتحف لأنّها ليست فكرة مُحنّطة ومُحاربة الفِكر الليبرالي الذي يُحاول أن يقول لنا "خلص مللنا"، لكن هذا لا يأتي بالصدفة "زاهي". هناك مئات المنظمات غير الحكومية التي تشتغِل في (الأُردن) وفي (تونس) وفي (لبنان)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ويدفع لها الملايين</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: الملايين، ولم نتحدث بعد عن الإعلام، إعلام الرجعيات العربية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كلّ في جيله</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: طبعاً ولكن ما أقصد أن أقوله أنّ هنالك عمليّة كي للوعي، هناك عملية خلق ظاهرة عصرية Cool بالإنكليزية وعلى الموضة وبالتالي إذا نظرت إلى (إسرائيل) العدو الإسرائيلي على لأنه مُستبِدّ وقاتل يكون هذا شيء مملاً، لذلك يجب إعادة اختراع المفاهيم وهذا الاختراع المثقف يبتكره قبل سواه لأننا نشتغل على المعنى ولا نشتغل على الصورة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هذا ما نحاول هذه الليلة في هذه الحلقة أن نُضيء عليه ونؤكِّد عليه. معكِ دقيقة قبل أن نتوقّف مع موجز إخباري "ميس"، صوتكِ لا يُشبَع منه إذا أردت. هكذا الأُغنية ربما والصوت الحلو يُبلسِم هذه الليلة وجع ذاك العجوز الذي شاهدناه في (القدس)، هل رأيت وجهه؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: فظيع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وتجاعيده التي تقول أنه أكبر من (إسرائيل) وأكبر من الاحتلال. تفضلي</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: سأؤدّي مقطعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من ماذا؟</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: من أُغنية " والله لزرعك في الدار يا عود اللوز الأخضر"</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضلي</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: (تغني)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ألف ألف شكر "ميس حرب". مُشاهدينا، نتوقف مع موجز إخباري سريع ثمّ نُتابع هذه الحلقة الخاصّة من "بيت القصيد" ضمن تغطية "الميادين" لما يجري في (القدس) ولما تتعرّض له (القدس) على أيدي الاحتلال وبسبب أيضاً القرار الأرعن للرئيس الأميركي "دونالد ترامب". لحظات ثمّ نُتابِع</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong><u>المحور الثاني</u></strong>:</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مُشاهدينا الكرام نتابع "بيت القصيد" مع الأساتذة "ميس حرب"، "دينا أبو جبارة" و"بيار أبي صعب" وهي حلقة خاصّة، تحية لـ (القدس) ولـ (فلسطين) ولنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني. "دينا" لو سمحتِ لي، انطلاقاً مما تحدثنا به قبل الموجز، تجديد الخطاب الثقافي والخطاب السياسي والخطاب الإنساني المتعلِّق بقضية (فلسطين)، كنّا نتحدّث عن أنّ البعض يقول أنّه في ظلّ النكبات التي يعيشها العالم العربي، مَن الآن متفرِّغ لـ (فلسطين)؟ الذي حدث في (سوريا) و(العراق) وفي (اليمن) بحجم الذي حدث في (فلسطين) على عشرات المرّات، البعض يقول هذا. كم في تجديد الخطاب يُمكن إقناع أو إيصال فكرة أنه لا ينفصل ما يجري في بلادنا العربية عمّا جرى أصلاً وبدأ في (فلسطين) قبل عقود من الزمن؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: أكيد، الآن فعلياً هذه من أهمّ النقاط التي نتحدث عنها ونُحاول أن تكون متضمَّنة في خطابنا مع الشباب وحتّى مع كافة الفِرَق التي تشتغل على المُقاطعة في العالم، حتّى هذه الصراعات التي في المنطقة عندنا وعلى مُستوى عالٍ كلّها حتّى مرتبطة. هي ليست فقط حصراً على المنطقة العربية، والمثال الأكبر الذي صار قبل فترة في (الهند) وهو تبنّي نقابة المُزارعين تقريباً 16 ألف مُزارِع ومزارعة في المقاطعة وهذه من دلائل انصهار هذا الصراع ضد النظام الاقتصادي الحالي الذي يؤدّي إلى كلّ هذه المشاكل الاقتصادية والحروب والقمع الذي يحدُث في كافة أنحاء العالم وليس فقط في المنطقة العربية. الآن نحن نُحاول أن نُركِّز أنّ هذا المشروع الصهيوني هو خطر فعلي على كلّ شعوب المنطقة وليس فقط خطراً على (فلسطين). في (الأردن) بالذات هذا ينعكِس على حياتنا اليومية، على مُزارعينا الأُردنيين وعلى لقمة عيشنا، فالمشروع الصهيوني فيه امتداد ولا يتوقف فقط عند الحدود الفلسطينية والشعب العربي واعٍ لهذا الشيء ولكن الصراعات اليومية تُنسيه ربما هذه الجزئيّة لكن أكيد يرجع إليها كلّما أعدنا محورة الخطاب والصراع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح "دينا"، ما تفضلتِ به كان قد أسماه قبل قليل الأُستاذ "بيار" كيّ الوعي أو تزييف الوعي في بعض الأماكن. أنا عندما أسمع صبيّة في عُمر "دينا" تقول هذا الكلام أسترجِع الخطاب الأُممي في فترة من الفترات عندما كان كلّ واحِد فينا معني بالذي يحدث في (نيكاراغوا) وصولاً إلى الذي يحصل في قريته ربما. أُستاذ "بيار" ذكرت أنّ هناك مُنظّمات باسم المُجتمع المدني أحياناً عندها دعم مالي لكي تُغيِّر مزاج الناس واهتماماتنا تجاه البوصلة إذا جاز التعبير، هذا فضلاً عن الجهات الرسمية والحكومية العربية. في المُقابل نرى في المحور الآخر الداعِم للمُقاومة والمتبنّي لقضية (فلسطين) أنّه لا يوجد إعلاء لشأن الفنّ والأدب ودعم حقيقي للأدب الملتزِم والفنّ المُلتزِم</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: لكلّ أشكال الأدب</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لكلّ أشكال الأدب قبل أن نتحدّث في المُلتزِم وغير المُلتزِم. أليس من اللازم أيضاً أن يُضاء على هذه النُقطة وأن يُقال لأهل الحلّ والربط أنّ هذه ليست مسألة ترف وليست كماليات؟ الموسيقى والطرب والغناء والشِعر والرواية والمقالة ليست أشياء على هامش المعركة</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: صحيح أنّ في وجهنا وحشاً عملاقاً عنده إمكانات مالية وعنده إمكانات إعلامية مُهمة لإعادة صقل الوعي نحن لا نمتلكها، وصحيح أنّ الإعلام الممانع إذا أردت أن أُسميه بشكلٍ عام يجمع حساسيات مُختلفة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تنوُّع ضمن هذه اليافطة العريضة</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: مُقصِّر جداً ولم يفتكِر بعد وهذا ربما له تبريره، ما زلنا في طور أنّ المواجهة والمقاومة الأساسية مع العدو هي مواجهة عسكرية، هي مواجهة كفاح مُسلّح لأنّ هذه هي اللغة التي يفهمها. ولكن إذا لم ندعم الجبهة بخطوطها الخلفية وإذا لم نتمكّن من إعادة مخاطبة الرأي العام وهنا يأتي دور المثقف، في أن تقول وتعيد أنّ حياتنا اليومية وحريتنا وحقوقنا ووجودنا اليومي مُرتبِط أساساً بفلسطين، مرتبِط أساساً باستعادة الحقّ المسلوب. من أجل هذا عندما أنت قلت في سؤالك، طبعاً أنت لم تتبنَّ هذا الكلام بل وضعته بين مزدوجين، أنه يُقال أنّ الآن هناك مشاكِل أُخرى. الذي حدث في السنوات الستّ الأخيرة في (لبنان) وفي العالم العربي، وفي (لبنان) عشناها بشكلٍ فرعي ولكن الذي حدث في (سوريا) وغير (سوريا). أُريد أن أقول لك مسألة أساسية، هناك شعوب انتفضت بشكلٍ شرعي لكي تُحاول أن تُحسِّن الأمور وتتجه نحو حرية أكبر، ولو نجحت الديمقراطيات في الأنظِمة العربية لما كان لها أن تنجح إلّا تحت عنوان (فلسطين) واستعادة (فلسطين). أمّا وقد أُجهِض في الأشهُر الأولى في (سوريا)، أُجهِض "الربيع العربي" وأُجهِض حلم التغيير شاهدنا تدخل الغرب، تدخل الاستعمار وتدخّل الرجعيات العربية على أنواعها، كلّ هذا يُضيِّع طريق (فلسطين). فالسؤال البسيط، من الذي يلهي الشعوب العربية ببعضها؟ الاستعمار منذ مئة سنة يشتغل على هذا، هو من يجعل السنّي يكره الشيعي والمسيحي يكره المُسلِم والعلوي يكره السنّي وإلى آخره، هم يلهوننا ببعضنا البعض. إعادة الاعتبار للخطاب الوطني هو شغلة المُثقف، إعادة الاعتبار في أنك إنسان عربي أيّا يكن دينك لك نفس الحقوق. إعادة اختراع الشعوب فشعوبنا تفتت إلى جماعات مُتناحرة وهذا مشروع أميركي. إذا "ترامب" ليس مجنوناً وأحمقاً ومتهوراً، انتبه إلى أنّ مُجتمعاتنا تفتتت إلى حدّ أنهم لن ينزلوا إلى الشارِع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: اصطاد اللحظة، اصطاد اللحظة، ربما هو "ترامب" نفسه لو قبل عشرين سنة لما كان في إمكانه أن يفعل هذا</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: كان "أوباما" يتمنى أن يقوم بهذا ولم يكن في استطاعته، من أجل هذا فكرة نزول الناس إلى الشارِع اليوم في (قغصة) في (تونس) وفي (غزّة) وفي (الأُردن) وفي (بيروت) في (طريق الجديدة) بالأمس وغداً في (عوكر) وفي "الضاحية" يوم الإثنين في (بيروت)، في (الضاحية الجنوبية). كلّ الفِرَق، كلّ الجماعات اكتشفوا فجأةً وتذكروا واستيقظوا من الغيبوبة وانتبهوا إلى أنّ البوصلة الوحيدة هي (فلسطين)، (فلسطين) تجمع الشعوب العربية، وإذا عندنا حلم نحو التقدّم والحريّة والديمقراطية لا يُمكنه ألاّ يمُرّ من قضية (فلسطين) وتحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة أصلاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: أنا في إحدى المرّات كتبت في بدايات ما سُميَ بـ "الربيع العربي"، أنّ الربيع الذي يقف على حدود (فلسطين)</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: ليس ربيعاً هذا</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هذا ليس ربيعاً، الربيع الحقيقي يبدأ ربما من (فلسطين). كم (فلسطين) يُمكن أن توحِّدنا "ميس"، بمعنى اليوم في ظلّ كلّ التشظّي والتفرقة والتشتّت في العالم العربي والطائِفيات والمذهبيات الموجودة، كم يُمكن أن تكون (فلسطين) نقطة التقاء للجميع؟</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: أكيد هي نُقطة التقاء لأنّ ضمن كلّ التناقضات التي نعيشها في آرائِنا وبأنّ أحداً مع فلان والآخر ضد فلان، في النهاية كلنا متفقين على هذه النُقطة وهي أنّ (فلسطين) لنا، (فلسطين) عربية، (فلسطين) للفلسطينيين و(القدس) للفلسطينيين. (القدس) في النهاية التي انبثقت كلّ الأديان منها لن تظلّ لدين واحد في النهاية ستبقى للجميع وللفلسطينيين بالأخص</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وهي أبعد من الإطار الديني يمكننا أن نقول، (القدس) هي رمز إنساني ووطني وقومي يجمع الكلّ</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: يجمع الجميع وهي للجميع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: في مسألة الفن والأدب والغناء الراقي والمُلتزِم بالإنسان قبل أن نقول ملتزماً بالمعنى السياسي، كم تشعرين من خلال شغلكِ كفنانة راقية، كفنانة عندها خيارات غير تجارية أنّ فعلاً وكأن حتّى الفن الذي له قيمة قليلة غير مُرحّب فيه من جهات كثيرة، من مؤسسات كثيرة</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: غير مُرحّب فيه لا، يُهمّش. مُرحّب فيه ربما على الأرض لكنه مُهمّش من منظمات ومن جهات خارجية ربما أو داخلية لا أدري. المقصود أن يطغى الفنّ الهابط على الفنّ المُلتزم والراقي وهذه نُقطة من النقاط الأساسية التي أبعدت (فلسطين) عن محورنا فتهمَّشَ كلّ هذا الفنّ الملتزم. لم نعد نرى فضائيات تتحدث لا عن (فلسطين) ولا تترك الفن يحكي عن هذه القصة، لا عن (فلسطين) ولا عن غير (فلسطين). هناك تهميش كبير حداً لهذا النوع من الفنّ مع أنّ في الفن ربما أسهل شيء أن تحفظ أُغنية لتدخل في اللا شعور واللا وعي. ربما كان هناك الكثير من الشعوب في العالم أو الجيوش تمشي أمامها فرق موسيقية لكي تُحمِّس الجيش وترفع نسبة الثقة بالنفس والإقدام، فربما هذا هو سبب هذا التهميش للفن الملتزم أولاً والفن الراقي ثانياً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: دعيني أسأل "دينا"، من خلال أنشطتكم، وأنتم تقومون بجُهد مشكور جداً ومهمّ جداً في مسألة مواجهة التطبيع ومواجهة تسلّل الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاقتصاد ومن خلال الثقافة ومن خلال السينما أحياناً ومن خلال الغناء، هذه القوة التي نسمِّها الناعمة كم فعلاً تشعرون من خلال عملكم أنّ الاحتلال الإسرائيلي يُحاول استغلال كلّ المنافذ وكلّ المنابر التي يمكنه أن يستغلها بينما نحن أحياناً تواجهنا مسألة عدم إيلاء هذه القوة الناعمة ما تستحقّ من أهمية ومن أولوية؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: الآن فعلاً معك حقّ، هم يحاولون الدخول بأية طريقة ليغزوا مجتمعاتنا بأية وسيلة أكانت ثقافية أو رياضية أو اقتصادية، بكلّ طريقة يمكن أن يتوصلوا إليها. من أجل هذا ولأننا نشتغل على المُقاطعة نرى كلّ هذه المُحاولات ونُحاول أن نتصدّى لها كلها ونردّ على كلّ شيء في مجاله. فإذا لاحظنا أي تطبيع رياضي مثلاً نقوم بمباريات ضد التطبيع، إذا لاحظنا مثلاً وجود تطبيع ثقافي نقوم بضغط حتّى من خلال حركة المُقاطعة العالمية، وصارت طبعاً مع أكثر من فنان وفنانة حتّى في (أميركا) و(أوروبا) وهنا أيضاً في المنطقة العربية، كي تُلغى حفلاتهم إذا كان هناك أيّ شك أنّ هذه الحفلات ممكن أن تكون تطبيعية أو أن تُساعِد الكيان بطريقة مُباشرة أو غير مُباشرة. كنّا نتحدّث قبل فترة كم ثقافة المقاطعة يُمكن أن يكون لها تأثير احياناً غير مباشِر كما صار في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأميركية حين أعطوا جوائِز زيارة (إسرائيل) لفائِزي الأوسكار لكن ولا أحد من هؤلاء الفنانين ذهب إلى (إسرائيل) وأخذ هذه الجوائِز مع أنها رحلة مدفوعة مئة بالمئة لخوفهم فقط من عواقب هذا الشيء. ففعلياً هناك تأثير عالمي وهناك تأثير محلّي ونحن نُحاول أن نستغلّ أيّ منبر يمكن لنا أن نصل إليه في مُحاربة هذا الغزو الثقافي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح. في النشاط في هذه المسائِل أو المواجهة حضرتك أُستاذ "بيار" رأس حربة في مواجهة التطبيع الثقافي والفنّي، وهذا يدلّ كم (إسرائيل) مُدرِكة لأهمية الفنّ وأهمية الثقافة لتتسلل من خلالهما وتدخل إلى مجتمعاتنا. كم هنا من مسؤولية أيضاً على المُثقف، كم هنا من مسؤولية على النُخب العربية في هذه المسألة لأنّ هناك كما تفضلت حضرتك، هناك نُخَب تُحاول أن تُصوِّر لنا (إسرائيل) بأنها عصرية ومودرن وكذا ونحن وحوش خارجة من كهوف التاريخ</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: أنا في رأيي (إسرائيل) فهِمت أنه لم يعُد في إمكانها أن تربح حروباً عسكرية. بعد انتصارات المُقاومة في (لبنان) وفي (فلسطين) فهمت أنها يجب أن تبحث عن طُرق أُخرى، والذي حدث في (لبنان) في الفترة الأخيرة كان تواجد مثقف فنان إعلامي مُشتبه فيه حتّى الآن ولكنه اعترف بأنه مُكلّف من قِبَل "الموساد" باختراق الوسط الثقافي اللبناني</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، تتحدث عن الممثل "زياد عيتاني"</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: "زياد عيتاني" الذي لم يُحاكم بعد في المحكمة وبالتالي نتحفظ ولكن اعترافاته لجهاز أمني موثوق به كبيرة وأساسية وهي أنه كان مكلّفاً باختراق الوسط الثقافي اللبناني لخلق صورة إيجابية عن (إسرائيل). العدوّ الإسرائيلي سيشتغل في السنوات المُقبلة منهجياً على الموضوع وأنت سألتني سؤالاً قبلاً لم أُجِبك عليه وهو عن المنظمات غير الحكومية. أيضاً هنا لا نستطيع أن نُعمِّم لأنّ هناك بعض المؤسسات والجمعيات تشتغل بشكلٍ جدّي وحلو إلى آخره. لكن هذا المال كله تتساءل لماذا يُصرَف؟&nbsp; وأي نوعٍ من النُخب تأخذ المال ويتم تدريبها على لا أدري ماذا وتخترع لها لغة جديدة ووعيٍ جديد ومصدر آخر للأُمور على حساب حقيقتها. نحن مُجتمع غير متحرّر وأنا مع تحرّر مُجتمعنا. مجتمع غير متحرّر ومكبوت ويُقصي الفن لا يُمكنه أن يُحارِب (إسرائيل) ولكن العكس صحيح أيضاً. لا يمكنك، إذا كنت لا تُحارب (إسرائيل) ولا تعرِف أنّ (إسرائيل) عدوّك ولا توجّه البوصلة، أن تُحرّر أيّ مُجتمع من مُجتمعاتنا العربية، يمكنك أن تسلِّم مفاتيح هذه المُجتمعات لـ (أميركا) والاستعمار كي نُصبح أسواقاً لهم وعبيداً لهم وبالتالي المُثقف يرجع إلى دوره كمثقف. اليوم يوجد يأس ويوجد إحباط وهناك من تمت رشوته، اشتروه</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تدجين</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: هناك تدجين ولكن عليك أن تخلِق جيلاً جديداً وهو المُثقف المُستقلّ الذي يرفع صوته ويتحدث باسم الضمير لأنّه إذا أردت هو آخِر مؤتمن في أيّ مُجتمع من مُجتمعات العالم على الضمير الجمعي. فبالتالي عملنا هو أن نقول لهم انتبهوا واصحوا إلى ما يحدُث، والأرعن الذي يقطن البيت الأبيض خدمنا خدمة عمره ومن اللازم أن نقول له اليوم "شكراً ترامب" لأنه استطاع إعادة التوحيد، ذكّرنا أننا لسنا جماعات مُتناحرة بل نحن شعوب</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من اللازم أن نتوحّد في لحظةٍ ما، في موقفٍ ما</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: مُتوقّع في ضاحية (بيروت) الجنوبية يوم الإثنين ألاّ يكون جمهور "حزب الله" هو المشارك في المسيرة، سيشارك مسيحيون وسنّة ومواطنون وعلمانيون ويساريون في تظاهرة وطنية من أجل رفض سرقة (القدس) وانتزاع ضميرنا العربي مع (القدس) التي هي اليوم عاصمة العدالة الإنسانية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وهذا ربما أيضاً يُحمِّل مسؤولية للمحور المواجه لـ (إسرائيل) كي يرفع السقف، بمعنى أن يرفع السقف للفنون والآداب ويقبل التنوّع. طبعاً عندما نتحدث عن الفنون والآداب نتحدث عن الفنون والآداب التي لها معنى والمُلتزمة بالإنسان ولسنا نتحدث عن الفنون التجارية والـ كيفما كانت. وعندما نتحدث عن الفنّ الراقي نتحدث عن صوتكِ "ميس" الذي كما أقول دائِماً لا يُشبَع منه، ودائِماً الأُغنية الراقية تُبلسِم وجع وتُكفكِف دمعة أحياناً، تكون ملاذاً. صح؟</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: نعم</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضلي</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: سأؤدي أُغنية للسيّدة "فيروز" أيضاً وهي "بيسان" من كلمات وألحان "الرحابنة"</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وأنا سأُساعِد المُخرِج قليلاً وسأُصوِّر معه، تفضلي</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: (تغني)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ألف ألف شُكر "ميس". هناك هذه الروحانية في أدائِها ولاحِظ كم هذه الأغاني تزرع في ذاكرتنا وفي وجداننا حتّى أسماء المُدن والقُرى الفلسطينية. "دينا" أُريد أن أسألكِ، من خلال أنشطتكم والمناسبات التي كان لي شرف مشاركتكم فيها والتي تقومون بها، كم مهم أحياناً مُشاركة شاعِر أو مُشاركة مُغنٍّ أو موسيقي؟ مهمة بمعنى استقطاب ربما جمهور أوسع، استقطاب جمهور أحيانا ليس معنياً فقط بالمُقاطعة لكنّه آتٍ ليستمع إلى قصيدة أو أُغنية ومن خلال الأُغنية والقصيدة يكتشف أو يدخل إلى عالم المُقاطعة وثقافة المُقاطعة ورفض التطبيع</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: صوت جميل كصوت "ميس" وشعر أيضاً رائِع مثل شعرِك</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: خلص سندعوها إلى "حاصر حصارك"</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: أكيد، أهلاً وسهلاً بكِ يا "ميس"</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: نتشرف &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: الفنّ يوقظ في الإنسان القِيم التي يُمكن أن تكون خمدت جراء قصة حياة أو مثلاً تغيُّب عن كلّ هذه الأشياء الجميلة أو هذا الجمال كلّه في المُجمل. نحن حتّى في حملاتنا التثقيفية والمُخيّم الصيفي الذي نقوم به مع الأطفال نُحاول أن نسترِدّ هذه القِيَم ونسترِد هذه الروح وهذا الجمال لنتمكن من إعطاء معنى لمقاومة التطبيع أو بشكلٍ عام مُقاومة أي شيء يُمكن أن يكون مُسّبباً لهذا القهر الموجود في مُجتمعنا. هذه القِيَم والأحاسيس أشعر أنّها الدرجة الأولى التي يُمكن أن ننطلق منها لنتطوّع ولتُعطنا حافزاً لأن نتحرّك، ففعلياً هذا مهم جداً، مهم جداً أن نُذكِّر العالم أن هناك شيئاً جميلاً وهناك جمال في هذا العالم ويجب أن يكونوا مُساهمين فيه</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: معنا دقيقة أُستاذ "بيار" قبل أن نتوقف مع استراحة، الوقت معكم يمرّ بسرعة للحقيقة. كم فعلاً حفظ الذاكرة، حفظ الوجدان يتمّ من خلال الأدب؟ يتم من خلال الفنّ؟ بمعنى إذا كانت هناك محاولات لطمس هذه الذاكرة وتزييف الوعي وجعل (فلسطين) (إسرائيل) وجعل المسجِد (الأقصى) الهيكل وجعل المُقاوِم إرهابياً، كم هنا الأدب له دور عظيم؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: المقاومة في النهاية، العدو الإسرائيلي يسرق حتّى المطبخ الفلسطيني</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، قرص الفلافل وصحن الحُمّص</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: وبالتالي في رأيي الثقافة هي حصن المُقاومة الأخير لأنّها وجدان الجماعة وهوية الجماعة وكرامتها وما تُمثِّله وما هي. في النهاية هناك جيل جديد إذا لم نُقاوم سيبدأ ينظر لنفسه في عين المستعمِر، في عين الإسرائيلي وليس في عينه هو، وهذا أخطر الأنواع، خلص. سرقة الأرض يمكنك استردادها ولكن إذا سرقوا لك ذاكرتك وضميرك ولم تعُد تعرِف من أنت فبإسم ماذا ستُقاوِم؟ الثقافة في النهاية هي هذا السدّ العظيم الذي يجعلك تحفظ أو تُعيد الإنتاج لأنّ الذاكرة والثقافة ليسا شيئاً ميتاً، ليسا شيئاً مُحنّطاً، هناك اختراع للثقافة والثقافة تتجدّد وتتغيّر انطلاقاً من واقعك وهويتك وهذا دورنا نحن أعتقد</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ربما لا نكون نقول شيئاً جديداً في أنّ مثلاً كم لعبت (هوليوود) ربما دوراً، السينما الهوليوودية، في تكريس صورة سلبية للإنسان العربي حتّى يُصبِح الذي يُشاهد الفيلم يشكّ في نفسه أحياناً</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: كانت دائِماً (أميركا) تبرز التفوّق الأميركي والخيال الأميركي في وجه الهمج الذين هم الهنود الذين سرقوا لهم أرضهم وهويتهم، تأسّست (أميركا) على مجزرة في حقّ الهنود وبالتالي أصبح الهنود أشراراً والرجل الأبيض أو الكاوبوي هم الأخيار، تماماً مثلما يفعل بنا "ترامب" اليوم</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وإذا دخلت إلى الثقافة الهندية الحقيقية تجد أنها مُسالِمة وإنسانية بقدر ثقافة الرجل الأبيض بألف مرّة. سنتوقف مع فاصل سريع ثمّ نُتابع هذا اللقاء من "بيت القصيد"</p> <p><strong><u>المحور الثالث</u></strong>: &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: (تغني- يُمّام ويل الهوى)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ضرب الخناجر ولا حُكم النذل بيّ. ألف شُكر "ميس حرب". "دينا"، هذه الأُغنية من الفولكلور الفلسطيني وطبعاً كثيرون غنّوها من "الشيخ إمام" إلى كُثُر. عندما تسمعين هذه الأُغنيات كشابّة اليوم، صبيّة عربية، ماذا تحكي لكِ؟ ماذا تقول لك؟ ماذا يحكي معكِ هذا النوع وهذا النمط من الغناء ومن الفنون؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: يجعلنا مُستمرّين</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كيف؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: يجعلنا مستمرّين ومُستمرّات مهما واجهنا من صعوبات، مهما صادفنا في وجهنا ومهما حاولوا في الكيان أن يوقفوننا، يجعلنا مُستمرّين لأنّ هذه الأغاني تُخاطب وجداننا كما تفضّلت. ستظلّ تُخبّرنا بطريقة إيجابية عن كلّ ما يحدث حولنا وتجعلنا مُركِّزين فقط على هدفنا الرئيسي وعلى حلمنا الجميل هذا، في أنه مهما يحدُث ومهما تضرب فينا الخناجر ومهما يحدُث لنا من صعوبات سنستمر إن شاء الله، أكيد سنستمر</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: أكيد "دينا" تسمعين أحياناً بعض الناس الذين من الممكن أن يقولوا لكِ أنّك شابة في بداية عُمرِك فلماذا تُجلبين لنفسكِ وجع الرأس، اذهبي واهتمّي بمستقبلكِ واشتغلي شغلة تنفعكِ، بين مُزدوجين طبعاً أقول هذا الكلام لأنه ليس رأيي، ما ردّكِ على هذه المقولات؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: أكيد يحكوا لنا في الشارِع وأيضاً الناس حولنا والأصحاب وأيضاً العائلة، بأنهم جربوا وحاولوا ولن نغيّر شيئاً لأنّ هذا هو الواقع. لكن أنا شخصياً طبعاً في نظري إذا الإنسان لم يتبنَّ قضية لا يوجد أيّ معنى حقيقي آخر في الحياة، غير هذا سنعيش في طريقة عشوائية ونكون فقط مُستهلكين مثل أي أحد أو هذه الكائِنات الأُخرى الموجودة في العالم. نحن علينا مسؤولية كجنس بشري في أن نُحاول أن نُقلِّل من الذي يقوم به الجنس البشري لكن على الجهة الأُخرى التي هي تدمير هذه الأرض وتدمير نفسه حتّى غير الكائِنات التي حوله</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نحن نقول لك، أكثر الله من أمثالِك "دينا". أشارت إلى مسألة مُهمة في رأيي، أنّ خيبة الأجيال السابقة أو انكسار الأجيال التي سبقت وشعور أجيال بأكملها أنها لم تستطع تحقيق شيء ينعكس أحياناً على الأجيال الجديدة أو يُحاول البعض أن يُحبِطوا الأجيال الجديدة لأنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء. كيف يُمكن أن نستنهِض الجيل الجديد ويجب أن نتعلّم من الجيل الذي سبق ولكن ليس بالضرورة ان نُحبَط مثله أو ننكسِر مثله</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: يُمكننا أن نتعلّم من أخطائه. لا توجد جملة جارحة في العالم أكثر من القول " لن يُمكنكم أن تُغيِّروا الواقع لأنّ هذا هو الواقع كما هو". على العكس، يُمكن أن نُغيِّر واقع التاريخ البشري كله والتاريخ العربي الحديث كلّه وصولاً إلى المُقاومة في (لبنان) التي تمكّنت من تغيير موازين القوى مع (إسرائيل). على العكس، في إمكاننا تغيير الواقع، و"دينا" وزميلاتها وزملائها ورفاقها ورفيقاتها مقتنعين أنّ في استطاعتهم تغيير الواقع ونحن عملنا هو إعادة اختراع الأمل. عند كلّ جيل أنبياء بين مزدوجين، شعراء كبار، رموز كبار، قادة كبار يعيدون اختراع الأمل. صحيح أنّ في إمكاننا القيام بتصحُّر اليوم ولا أحد يرفع هذا الصوت، على الأقلّ في الاتجاه الذي دعنا نُسميه العلماني التقدمي اليساري. الأصوات للأسف خُذِلت، انهار جدار (برلين) واشتُرِيت النُخب "زاهي"، دعنا نكون شجعاناً ونعترِف أنّ جزءاً كبيراً منّا بيع واشتُريَ وأننا من اللازم إعادة اختراع حريتنا، اختراع وظيفتنا وأن نقول أنّ وظيفتنا إلى أن نموت هي أن نشهد للحقّ، إذا تمكّنا من فعل القليل نفعله وإذا تمكّنا من فعل الكثير نفعله، وأنا في رأيي "دينا" وجيلها سيتمكّنون من فعل الكثير لاستعادة الحقّ والأرض وتطوير مُجتمعاتنا لأنهما ليسا منفصلين</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: دعني أسألك هنا عن مسألة، أنّه في زمن الثورة الفلسطينية في بداياتها وفي مرحلة نهوضها، في زمن اليسار العربي ونهوضه، أنتج هذا الزمن أدباً وفناً وأنتج شعراً وأنت تعرِف شُعراء المُقاومة وشُعراء الجنوب والأُغنية السياسية والثورية، الأسماء البارزة في هذا المجال</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: الأدب الجزائري والمغربي والتونسي والفلسطيني والأُردني مثل "تيسير شبول" و"غالب هلَسة" في (الأُردن)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: الشيخ "إمام" و"عزة بلبع" لنصل إلى (بيروت) من دون أن نعدّ أسماء الكثير من أصحابنا مثل "مارسيل خليفة" و"أحمد قعبور" و"خالد الهبر" و "أُميمة الخليل". لماذا اليوم، هلّ ممكن اليوم أن تُحفزنا انتفاضة (فلسطين) الجديدة وهبّة (القدس) وتجعلنا نُفكِّر في إنتاج أدب وفنّ يليق بتضحيات الناس ودم الشُهداء وأوجاع الجرحى والأسرى؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: أكيد، لا بدّ من أن يكون في هذه الهبة من الخصوبة ما يُساعدنا على إعادة إنتاج ثقافة جديدة وفنّ جديد. لكن أيضاً ليس غلطاً أن نرى كلّ مشاريع العالم تُحبَط في لحظة مُعينة وتفشل في معنى معيّن والفشل ليس من الضروري أن يكون نهائياً. المشروع التقدمي العربي، مشروع الحداثة العربية مثلما حلِمَ فيه (أدونيس) وكلّ الشعراء والمُفكّرين العرب وانكسر في لحظة من اللحظات ولم ينكسر بالسحر أو بسبب لعنة ضدنا، أنظمتنا العربية مسؤولة والمُجتمعات لم نتمكّن من تطويرها. فشلنا في تطوير المُجتمع والأنظمة الاستبدادية مسؤولة ووصاية الغرب الذي يدّعي الحرية والديمقراطية كذباً وزوراً ساعدنا في أن نُحبط</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ودعمه لأكثر الأنظمة تخلّفاً ورثاثة</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: بالضبط، لأنّ مصالِحه الاستراتيجية الاستعمارية هي الأهم وبالتالي، قيامنا بجردة في الماضي عن سبب فشلنا مسألة أساسية كي نفهم ولا نُعاود الفشل مجدداُ وكي يعيد الجيل الجديد اختراع اللغة والفن والسينما والمسرح والغناء ويقدمه لكن ليس للنُخَب. انتبه أنت تحدثت عن منظمات غير حكومية تموِّل لك مسرحية فتعرِضها في (أميركا) وفي (أوروبا) لكن لا نراها نحن في (بيروت) وفي (عمّان). بالتالي إعادة إنتاج فن للناس، كما نعرِف وكما كلّ (أميركا) اللاتينية تعرِف شعر "نيرودا" ومثلما يعرِف كلّ العرب "محمود درويش"، نتمكّن من أيصال فننا للناس كي يهزّهم ويقول لهم قفوا على أقدامكم ودافعوا عن الحقّ</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هذا الذي نُريده. كم اليوم كفنانة كما قلنا راقية ومحترمة تشعرين أننا اليوم في حاجة إلى استنهاض هذه الفنون؟ استعادة إذا أردتِ الإضاءات الإبداعية في عالمنا وفي وجداننا وفي حياتنا؟</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: أكيد مهم كثيراً خصوصاً أُستاذ "زاهي" لأنّ أسهل شيء كي تزرع فكرة في فكر أو عقل أحد هو من خلال الأُغنية. أسهل شيء أن تسمع أُغنية، أسهل من أن تسمع خطاباً أو أن تقرأ رواية. أسرع طريقة للوصول هي الأُغنية، هكذا أتخايل أو هكذا أحس. فأهم شيء أن يُضاء على هذا الفن، لكن عندما كما قلنا أنه يتهمّش، لأنه قوي إلى هذا الحد الفن يتهمّش</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: ممكن أن أتدخل؟</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: طبعاً&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: تحت الهواء كانت "ميس" تتحدّث عن "كمال خير بك" الذي قال وداعاً أيها الشِعر وحمل السلاح وذهب ليُناضل ضدّ الاستعمار</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: الشاعر الكبير الذي للأسف قُتِل في شوارِع "بيروت"، اغتيل اغتيالاً في شوارِع (بيروت)</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: وبالتالي عندها شيء له وليتها تُسمِعنا من شِعره لأنني سمعت أنّ عندها شِعر</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يا ليت&nbsp;</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: أخذت أبياتاً من قصيدته "نهر الغضب" وسأقولها على طريقتي ولا يُمكنني أن أعتبر أنني لحّنتها</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم غير ملحنة ولكن دندنة دعينا نقول</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: دندنة، تماماً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضلي</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: (تدندن)</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: حلو</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يا سلام، إذا لم تلحنيها وهذه النتيجة! أكيد عندما تنتهي ستكون عملاً، وهكذا أعمال نحن في حاجة إليها &nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: تماماً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: التي فيها موقف وفي الوقت نفسه نصها جيِّد وليست شعارات وخطابات، الفن ليس مطلوباً أن يكون خطاباً بل المطلوب أن يكون شعاراً</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: أن يوصل الفكرة بطريقة أسلس وبطريقة أرقّ ربما</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: قبل أن يُداهمنا الوقت "دينا" أُريد أن أسأل أن اليوم في ظلّ هذا الحراك التضامني مع (القدس) والانتصار لعروبتها والانتصار للقضية الفلسطينية وهذا الحراك الذي ملأ شوارِع عربية وعالمية كثيرة، كيف يُمكن التقاط اللحظة والبناء عليها بحيث مثلما قلنا في بداية الحلقة ألّا يكون موضوع (فلسطين) هو موضوع لَحظِيّ، موضوع مُناسباتي، موضوع يُصبح همّاً حقيقياً ويومياً لنا؟</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: الآن فعلاً ضروري أن نبني على هذه الحراكات التي تحدُث حالياً في الوطن العربي. مثلاً أريد أن أحكي في خصوص (الأُردن)، هذه من الأوقات النادرة في التاريخ الجديد دعنا نقول، الحديث، أن يكون الشارِع بشعبه وجيشه والحكومة والنظام على نفس الخطّ وأنّ كلنا نحكي وننادي لحماية (القدس) طبعاً أكيد بسبب وجود وصاية هاشمية على مُقدساتنا في (القدس)، فهذه من الفُرص التي من اللازم أن نغتنمها ومن الفُرَص.. ألو</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم نسمعكِ، تفضلي. أكملي نسمعكِ "دينا". يبدو أنّ "دينا" لا تسمعنا. دعني "بيار" أسألك الى حين تعاود سماعنا "دينا". البناء، اليوم هناك هبة عاطفية إذا أمكننا تسميتها في الشارِع العربي، كيف يُمكن أن نستثمرها لأجل الشعار الذي نسمعه وهو إعادة تصويب البوصلة في اتجاه العدو الحقيقي؟ لأنك تعلم عن اختراع الأعداء والجبهات البديلة عن الجبهة الحقيقية التي من المُفتَرض أن تكون مع المُحتلّ &nbsp;</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: قبل أيّ شيء هي نهاية وَهم السلام مع (إسرائيل) و"ترامب" ساعدنا في دفن وَهم "أوسلو". ثانياً، محو كوابيس "الربيع العربي" المُجهَض ونعود شعوباً موحّدة أي نعود لنتجاوز سرطان الفتنة المذهبية والانقسامات الأهلية ونعود شعوباً مع بعضنا البعض. أعتقد أنّ هذه الأشياء لا أحد يقوم بها خير من الإعلامي وخير من المُثقف. أعتقد أننا يجب أن نرجع لبناء لغة جديدة وأمل جديد وأن يكون الذي حدث ليس هبّة. ذكرت في بداية الحلقة وكنت أتحدّث عن "عبير قُبطي" التي هي مُبدعة وناشطة فلسطينية والتي كانت تقول هذه الفِكرة، أنّكم تهبّون وتغضبون غضباً انتقائياً ثم تعاودون النسيان. فهذه المرّة من اللازم أن نكّون بداية موجة، هذه الانتفاضة الثالثة يجب أن نؤسّس لها كي تكون في (فلسطين) وفي كلّ العالم العربي من أقصى المغرِب إلى أقصى المشرِق كي نتمكّن من إعادة خلق خطاب وطني كما كان في السبعينات لأنّ (إسرائيل) لم تتغيّر والاحتلال لم يتغيّر والانحطاط العربي لم يتغيّر فلماذا مشروعنا التقدمي والتحررّي يجب أن يتغيَّر؟ يجب أن نُعاود بناءه وأن ننقله إلى جيلٍ جديد ونجعل الإيمان كبيراً في أنّنا نستطيع القيام بشيء انطلاقاً من الفِكر. أحياناً طعن السكاكين ليس خطأً لأنّ المرء يكون معزولاً في وجه الاحتلال وليس عنده سوى طعن الخناجر</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم بحيث صار بعد قليل من يريد أن يدافع عن بلده عليه أن يستحي من هذا الفعل</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: صار إرهابياً. ولكن وراء السكين أنا أقصد أن أقول، الذي أنا أُمجِّده</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يجب أن يكون هناك كلمة</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: يجب أن يكون هناك فِكر، وهذا الفِكر يجب أن يمتدّ عبر الأجيال ولا يكون هبة فقط</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح، وتكون الكلمة منطلقة من وعي ومن معرِفة ومن إدراك. "دينا" أريد أن أعود إليكِ. كنّا نتحدث عن كيف في الإمكان إبقاء هذا الشارِع في حال تفاعُل مُستمرّ مع (فلسطين)، ربما ليس طوال الوقت في التظاهرات والاعتصامات ولكن طوال الوقت أن تكون (فلسطين) حاضرة في وجداننا مثلما الاحتلال الإسرائيلي يفعل، كلّما زاره ضيف من آخر الدنيا يأخذه إلى حائِط المبكى أو يأخذه إلى نصب الـ، Holocaust، وفي السينما الهوليوودية دائماً في المسرح والكُتب تجدين دائِماً قضيتهم حاضرة بينما قضيتنا هبات هبات وبعد ذلك تخمُد وننسى وننصرف إلى أشياء أُخرى</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: صحيح، الآن الشعب العربي بالذات أكيد أدرك أنّ قرار "ترامب" هو فعلياً بسبب ترهُّل الموقف الرسمي في ما يخص القضية والتطبيع وحتّى هرولته لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. فعلياً اطررنا إلى النزول إلى الشوارِع وأن نتحدث بصوت مُوحّد لنتمكن من التعبير عن موقف حتّى المواقف الذي ليس في إمكان هذه الأنظمة التعبير عنها رسمياً. فعلياً الخطوة المنطقية المقبلة هي حصول ضغط شعبي في المنطقة لإلغاء مُعاهدات السلام مثل مُعاهدة "وادي عربه" في (الأُردن) التي تمّ خرقها بكلّ وقاحة وفي أكثر من مُناسبة، وهذه هي المُناسبة الأخطر في هذا الوقت، وفرصتنا فعلياً أن نحمي (القدس) وأن ننهي علاقاتنا مع (إسرائيل) أو الكيان، وأيضاً أن نُطالب الحكومة هنا ويوجد ضغط حالياً لإلغاء اتفاقية الغاز، وأيضاً المؤسسات المدنية نُحاول أن نُحرِّكها في المنطقة وحتّى عالمياً للمناداة بمُقاطعة حتّى (أميركا) الآن، أي لم تعُد (إسرائيل) فقط والكيان هما المستهدفين بل أيضاً (أميركا) والـ U.S.Aid مثلاً وأي من البرامج التي تدعم التطبيع. فأنا في نظري هذا شيء على العكس جيِّد، ونحن نرفع السقف قليلاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: رُبّ ضارةٍ نافعة</p> <p><strong>دينا أبو جبارة</strong>: بالضبط، نرفع سقف نشاط الشباب العربي وإن شاء الله ستكون خطوة توحِّد في ظلّ كلّ هذا التفريق الذي يحدُث في المنطقة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يا رب، أُستاذ "بيار" قبل أن نختُم بصوت "ميس" وإحساسها العالي والتزامها، أنا أعرِف أغانيها الخاصة وأعرِف كم هي مُلتزِمة في أن تُقدِّم شيئاً يحترِم ذوق العقل الذي يسمعها. كيف يُمكِن، في دقيقة إذا أردت أن نُعمِم ثقافة المُقاومة، حقنا في المُقاومة سواء المُقاومة ضدّ الاحتلال بشكلٍ مُباشر، بالحجر والسكين والرصاصة أو المُقاومة بمعناها الثقافي والفِكري والمعرِفي؟</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: الذي يسمع "دينا" ويسمع "ميس" يقول الدنيا بألف خير. هاتان صديقتان من الجيل الجديد من (سوريا) و(الأُردن) تقولان الكلام الذي لم يكن يُحكى بهذا النُضج في السبعينات والثمانينات، هناك وعي سياسي شامل وفي الوقت نفسه هناك موقف إنساني حقيقي وحضاري مع السلام ولكن مع سلام العدالة وليس سلاماً استسلامياً وظلماً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لا يُمكنك أن تقيم سلاماً بلا عدالة، هذا الكلام عن السلام من دون عدالة خصوصاً الآن الحديث عن صفقة القرن</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: هذه خدعة عُظمى</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وأن نبدأ بالسلام من الخارِج، نقوم بالسلام مع الدول العربية كلّها ونرجع إلى (فلسطين). هم عندما أقاموا السلام من الداخل بحجّة (أوسلو) لم يمشِ الحال</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: يأخذوننا إلى الذبح مع حفلة ومهرجان</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: أيوه، صحيح</p> <p><strong>بيار أبي صعب</strong>: من دون أن نعرِف أنهم يقتادوننا إلى المذبحة، فالفِكرة هي تماماً ما تقوما "ميس" و"دينا" به وهو تعميم هذا الدور في أن نرجِع فاعلين في مُجتمعنا والمُثقف رجعَ إلى الهامش وتدجّن وأصبح مُهرِّج السُلطان أو اشترته منظمات غير حكومية ليقوم لها ببرنامجها ويقدّم لها اقتراحاً يأخذ عليه 20 ألف دولار فيصرفهم ويصير يلبس ثياباُ مُختلفة ويتحدّث بالإنكليزية بدل أن يتحدّث بالعربية وتنتهي الأمور هنا. إعادة المُثقف إلى قلب الجماعة ليكون في المعنى "الغرامشي" ضمير الجماعة وصوتها مع الناس ويعيش معهم ويتحدّث بلغتهم ويفرح معهم ويزعل معهم، وأعتقد أننا إذا عدنا ووضعنا صوت الضمير في قلب الجماعة، صدّقني أُنظر، كانت تكفي صفعة مثل صفعة "ترامب" كي يهب الكلّ في نفس الصوت. هذا يعني أننا ما زلنا شعوباً وما زالت قضيتنا قادرة على أن تنتصر وتقف على رجليها ضدّ التخاذل وضدّ الانهيار لأننا ندفع فعلاً ثمن تخلّف البنية الاجتماعية وتخلُّف أنظِمتنا الحاكمة. أمّا الشعوب والأفراد صدّقني إذا كان في إمكاننا أن نتحدّث إليهم ومن اللازم أن نحاكيهم عبر الإعلام وعبر الفن والثقافة لنتمكن من مُعاودة الوقوف على رجلينا ونخترِع مستقبلاً أحلى، عادِل وجميل ونهضوي وحرّ وديمقراطي ولكن حرّ من (إسرائيل) قبل كلّ شيء</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، بوجود الأصوات التي تماثل أصواتكم هذا الشيء يظلّ يُعطينا أملاً. أنا قبل أن أُعطي الكلمة الأخيرة لصوت "ميس" أُريد أن أشكركم، أشكر "دينا" من (عمّان) وأُحمِّلها سلامات لـ (عمّان) وأهل (عمّان) وعائِلتها أيضاً ورفاقها في حركة المُقاطعة وأن أشكرك أُستاذ "بيار" وأقول أنه دائِماً وجودكَ إضافي لبرنامجنا للحقيقية وأن أشكركِ "ميس" وأن أشكُر فريق العمل والمُخرِج "علي حيدر" والمنتِجة "غادة صالِح"، ومثلما بدأت بشِعر أُريد أن أقول مقطعاً من قصيدة كتبتها في زمن الحرب والعدوان على (غزّة) في عام 2008 والتي تقول عذراً (غزّة) في القصيدة الأساسية ولكنني أُريد أن أقول عذراً (فلسطين) وعُذراً (القُدس) :</p> <p>لا يغتسل الشُهداء، بكامل أناقة دمائِهم يصعدون</p> <p>فهلّ لعصفورٍ أن يحُطّ على غُصنِ البُكاء</p> <p>لدعاءٍ أن يوسِّعَ سقف السماء</p> <p>كأني أسمعكِ تهتُفين</p> <p>غداً لن يبقى من الجدار سوى أثر الجدار</p> <p>لن يبقى من الحصار سوى حكايات الحصار</p> <p>لن يبقى من النار سوى بقايا النار</p> <p>غداً تتهاوى غربان الفولاذ</p> <p>تصيرُ مُصفّحاتهم خُردة</p> <p>وعلى نجمة الضغينة يدوسُ طفلٌ من (فلسطين)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضلي "ميس"</p> <p><strong>ميس حرب</strong>: سأختُم بأُغنية لـ "فيروز" بما أنه كما تحدّثنا، "فيروز" أجمل وأصدق من غنّى للقضية (تغنّي)</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;&nbsp;&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p>

برامج أخرى

23 حزيران 2021

تصفح المزيد