العراق: ما بعد الانتصار على الإرهاب
أخيراً، تم دحر تنظيم داعش من الجغرافيا العراقية ويمكن القول إنه في التاسع من كانون الأول ديسمبر الجاري دخل العراق عهداً جديداً بإعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر النهائي على الإرهاب وانتهاء حقبة سوداء في تاريخ البلاد. تضمّن خطاب النصر رسائل للداخل والخارج: الحفاظ على تنوع العراق الديني والعرقي، وعدم العودة إلى الخطاب الطائفي والتحريضي الذي أسهم في ولادة داعش، واحترامَ القانون والقضاء، وبدء حرب شاملة على الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة مع البقاء على حالة التأهب والحذر لمواجهة العمليات الإرهابية. هذا يعني أن تحدياتٍ كثيرة جداً ربما لا تقلّ أهمية عما سبق، تنتظر العراقيين. وهنا تُطرح أسئلة كثيرة على أبواب الانتخابات المقرر إجراؤها في أيار مايو المقبل: هل العراق بات آمناً نسبياً؟ ماذا يعني الكلام عن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة؟ وكيف يترجَم عملياً؟ هل كلام العبادي عن محاربة الفساد قابلٌ للتطبيق أم انه يأتي ضمن عناوين انتخابية وإعلامية؟ هل صحيح أن ملفات مسؤولين كبار في الدولة العراقية ستحال إلى القضاء وسيحاسب كل من تثبت عليه تهمٌ بالفساد؟ وماذا عن خطط إعادة الإعمار وعودة النازحين؟ وكيف ستتعامل الحكومة المركزية مع الملف الكردي؟ ثم، أين يصطف العراق اليوم؟ هل هو ضمن محور اقليمي؟ وماذا قصد العبادي بالإعلان عن فتح صفحة جديدة في التعامل مع دول الإقليم؟ واين بغداد من قضية فلسطين المركزية لا سيما وان محافظات عدة شهدت تظاهرات دعما للقدس..