وزير خارجية لبنان جبران باسيل

واقع لبنان بين الدول الإقليمية، وسياساته الداخلية.

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أهلاً بكم مشاهدينا معنا إلى منطقة اللقلوق اللبنانية التي وصلناها للتوّ.</p> <p>كنت أفكّر ونحن في الطريق إلى هنا بالأحداث التي مرّت على لبنان خلال عام 2017، إنجازان سُجّلا، اجتياز استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بمزيد من الوحدة الوطنية. أما الانجاز الثاني فهو تحرير الجرود الشرقية للبنان من التنظيمات الإرهابية. ليس هذا فقط، تمّ إقرار الموازنة، سلسلة الرتب والرواتب، ملف النفط، وقانون الانتخابات.</p> <p>إذا لاحظتم معي أيضاً، فإنّ لبنان استرجع قراراً كان مفقوداً في السنوات الماضية، فرغم التناقضات، استطاع لبنان أن يظهّر موقفاً خارجياً موحّداً وواحداً في المحافل العربية والدولية.</p> <p>نحن هنا بين هذه الجبال العالية لنلتقي بمهندس السياسة الخارجية اللبنانية. ليس هذا فقط، فهو أثبت أنه لاعبٌ أساسي على الساحة الداخلية اللبنانية من خلال ترؤسه للتيار الوطني الحر.</p> <p>سأسرع الآن لندخل إلى هذا المنزل الجميل، حيث ينتظرنا وزير خارجية لبنان جبران باسيل.</p> <p>&nbsp;</p> <p>(<strong>فاصل)</strong></p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ميلاد مجيد معالي الوزير، أعاده الله عليك. الآن بتنا نعرف من أين تأتي بهذا الصفاء وهذا الفكر النقيّ ربما لكي تتّخذ قرارات سياسيّة، رغم أنّك لا تأتي كثيراً إلى هذا المنزل، صحيح؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعاده الله عليك وعلى كل المشاهدين. آتي قليلاً إلى هنا لكن الوقت القليل كافٍ ليشعر الشخص أنه أقرب لله وأقرب للطبيعة وللناس. هنا يوجد صفاء ونقاوة الناس والأرض، وعندما يكون الشخص موجوداً هنا يفهم لماذا لبنان هكذا مميز ولماذا استطعنا نحن أن نبقى فيه.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ومن هنا تستمد روحية خطابك السياسي الذي فيه الكثير من لبنان، التعلق بلبنان بشكل عام؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا آتي إلى هنا لأتأمل، لا، آتي لأعمل، أستقبل وأجلس قليلاً مع العائلة/ لكن خطابي السياسي، يومياً أرى الناس، يومياً أفكر بلبنان.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> بما أنك تتحدث عن الناس، زادت شعبية جبران باسيل في الآونة الأخيرة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا أعرف.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ليست لديك فكرة؟ ربما بعد الخطاب في الجامعة العربية أصبح هذا الإسم، وزير خارجية لبنان، متداولاً ليس فقط على مستوى لبنان إنّما على المستوى العربي من خلال الخطاب الذي قلته.</p> <p>كان خطاباً صادماً معالي الوزير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعتقد أن هناك لحظات يكون لدى الناس استعداد للسماع أكثر. أنا كنت أقول دائماً أنّه إن شاء الله لا يقع أحد من اللبنانيين أو يمدّ أحد اليد عليه أو من العرب لأننا سنقف معه، فبهكذا لحظات أعتقد هذا العطش العربي للحقيقة، هذا كلام يقوله كل الناس ويفكر به الكل، العجز العربي لم نخترعه، أمر قائم ونعاني منه، ونحن نستأهل أكثر من هذا، وأفضل من هذا، نحن شعب يمكننا أن نقدّم للبشرية أكثر بكثير مما يقدَّم، فطبيعي أن نثور على وضع ولا نقبل به.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أسموك الإمام جبران باسيل؟ أزعجك هذا اللقب؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا، في كل لحظة يسميني أحد باسم، تارة أكون متطرّفاً مسيحياً، وطوراً عنصرياً، وطوراً طائفياً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أليس كذلك؟ ألست متطرّفاً مسيحياً؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أنا لبناني، أنا مسيحي بيني وبين ربي، إن شاء الله لا يبقى البلد طائفياً، ومشروعنا إقامة دولة مدنية، أتمنّى أن يتحقق، لكن في البداية أنا لبناني، وهذا ما أود قوله بالجامعة العربية أنه لاحقاً مشرقي وعربي، لدينا انتماءات نحن، الإنسان يبدأ من الحلقة الصغرى وهي عائلته إلى الحلقات الكبرى، فبكل مكان يكون هو يمثل بفكره الحلقة التي هو فيها، كم تسمح له، والمهم ألا يتعارضوا مع بعضهم، ويوسعوا ويتكاملوا ويشعوا أكثر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير أنت كتبت هذا الخطاب في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكما قلنا أثني عليه حتى من كثير من المراجع السياسية، ليس فقط من لبنانيين أو حتى من الناس، وكان ملفتاً كما قلت بأن يأتي وزير مسيحي، عذراً على التأطير في هذا الإطار الطائفي، وأنت متهم بأنك يميني مسيحي بشكل خاص، وتخرج بهذا الخطاب العروبي الجامع الذي يتحدث عن فلسطين والقدس. كان مفاجئاً هذا الأمر؟ أنت انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أخرى، أم أنك تؤمن بذلك ولكن هناك سوء فهم لما يفكر به جبران باسيل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل: </strong>أعتقد أن هناك سوء فهم للعروبة، لأنه إذا باتت العروبة مرادفة للإسلام هذه ليست العروبة، نسينا أنّ المسيحيين هم كانوا بأساس النهضة العربية، هم من حافظ على اللغة، هذه الجبال حفظت فيها اللغة والمطبعة الأولى، وأعتقد أنا أنه للأسف ألا تكون لدينا قدرة على منح العروبة معناها الكبير. ما حاولت قوله بكلمة التطوّر، العلم، هذه الشراكة التي يمكننا القيام بها، لأن العروبة ليست رابطة سياسية واقتصادية وثقافية، وحتى اللغة التي تجمعنا أحياناً لا نفهم على بعض بها، وليست دينية طبعاً، لأنّه إذا لم يكن في هذا العالم العربي مسلمون ومسيحيون وملحدون أو أية ديانة أخرى، واليهودية لديها مكانها بين العرب، فإذا لم تكن رابطة انتماء واسع تعترف بالآخر وبالاختلاف، لا، لا تشبهنا. نحن قيمتنا أننا نفكر بالتسامح، بالحوار، بالتعدّد، بالتنوّع، بقبول الآخر، بقبوله كما هو، الناس عليهم أن يقبلوا بعضهم ليس من خلفية ما هو دينه وإيمانه للإنسان إن تحدّث بأمر لمصلحة الآخر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أثرت استياء البعض باستخدام تعبير عيسى. ما ردّك على استخدام هذا التعبير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أيضاً نتيجة عدم فهم. المهم عيسى هي ترجمة عربية لايسوس، وإذا رأيتِ تدرّج الكلمة، مهما كان، بالنهاية أليس الجميع يعرفون ماذا يعني عيسى؟ يسوع المسيح المخلّص المعلّم الله، يسوع المسيح لديه عدّة تسميات، إذا المسلمين يعترفون بأنه نبي بهذا التعبير الذي هو ترجمة لكلمة ايسوس أي يسوع، ما هي المشكلة؟ هذا يدل أيضاً على المحدودية والتزمّت عند البعض، للأسف أن المسيحيين.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور: </strong>كثير هذا البعض معالي الوزير، في لبنان، نحن نعلم أن سنوات الحرب كانت ثقيلة على اللبنانيين وخلقت الكثير من الجروح بين اللبنانيين والفلسطينيين.</p> <p>هل تم تضميد هذه الجروح بشكل كامل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا، إذا أردت، وهذا جزء من التنوّع المسيحي المسيحي، أن هذه نقطة اختلاف، نحن لا نؤمن بلبنان المسيحي ولا نؤمن بوطن على قياس طائفي، تحديداً لبنان لأنه يفقد معناه، والمشكلة نحن والفلسطينيون عندما أخطأوا تجاه لبنان تصدّى لهم اللبنانيون، بجزء أحياناً كان طابعه الأغلب مسيحياً، فليكن لكن لا نحمل معنا هذا الأمر كل العمر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> فتحت صفحة جديدة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعتقد أن الفلسطينيين في لبنان وعلى مدى سنوات يقولون أنهم تحت القانون والدولة اللبنانية، ونحن نود العودة إلى وطننا، هم يطالبون بحق العودة ونحن معهم وننادي بمنع التوطين ورفضه، وهذان الأمران يصبان بذات المعنى. إذا كان هناك هدف مشترك لماذا لا نعمل على تحقيقه؟ نكون قد أقمنا دولة للفلسطينيين ولم يحدث توطين في لبنان، ونعيش كشعبين شقيقين لأن هذا شعب ضحّى، عندما جاء جزء منه في لبنان ليقبض ثمن تضحيته رفض اللبنانيون وهذا حقهم، وكما اليوم مع السوريين، هذا شعب شقيق وجار ونحبّه، عندما يحدث عمل من قبله تجاه لبنان يضر بمصلحة لبنان نرفضه ونواجهه. الأمر الطبيعي أن يكون كل واحد ببلده ضمن سيادة وقوانين بلده نعيش بأفضل حال.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> بما أنك تحدثت عن التوطين معالي الوزير ونحن نعلم أنه في الآونة الأخيرة هناك ما يُحكى عن صفقة القرن، هل مورست أية ضغوط على لبنان في هذا الإطار للقبول بالتوطين لأنه على ما يبدو أن صفقة القرن ستلغي حق العودة بشكل كامل للفلسطينيين؟ مورست ضغوط عليكم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعتقد أنه لن تبرم هكذا صفقة، ولن تسمّى، التسمية فاشلة من الأساس، لأنه عندما يوجد شعب كالشعب اللبناني وهنا الشعب الفلسطيني وهنا الشعب السوري وهنا نريد الشعب العربي بأكمله أن يواجه، لن تمر هكذا صفقة. لبنان لا يمكن، مهما كان الثمن، تعرفين نحن بلد نقدّم تضحيات وشهداء ونقاوم ونواجه ولا نسأل على هكذا ثمن عندما يهدّد بلدنا، عندما لبنان الكيان، لبنان الجبال، لبنان الرسالة التي لا تستبدل بأمر آخر، عندما يهدّد أعتقد كله يرخص ونواجه، ونحن هذا الشعب الصغير نسقط مشروعاً وصفقة أياً يكون من أبرمها ومهما جمعت قوى خلفها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> فعلاً معالي الوزير الآن الطقس بارد قليلاً ولكن نحن محظوظون أن الشمس مشرقة في اللقلوق ومشهد الثلج رائع في الواقع والجبال اللبنانية أساساً هي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل: </strong>هذه الجبال نتسلّقها ونسير عليها جميعاً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معروف أنك تمارس رياضة المشي في الجبال؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> وهذه فوق سيّدة الأرز الصليب مضاء عليها، وهذا إذا شاهدتِ، كل هذا صخر نسير عليه.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور: </strong>هذا كله مسار جبلي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> وهذه الجبال كلها نصبح فوق العاقورة، أيضاً هناك صليب، وأنا ممّن يضعون الصليب عليها فقط لحماية الناس.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لكن معالي الوزير أنت تحمل خطاباً مسيحياً، ولكن في الوقت نفسه مؤمن بالعلمنة والدولة المدنية. أليس هناك تناقض بين الأمرين؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أنا لا أحمل خطاباً مسيحياً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تدافع كثيراً عن حقوق المسيحيين؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أدافع عنهم عندما يكون النظام طائفياً وتوزّع الحقوق على الطوائف، أكيد بهذا المقياس لا يمكن لأحد أكل حقوق أحد، بوطن ارتضى فيه جماعاته أن يكونوا محكومين بهذا النظام.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> عندما ينتهي النظام الطائفي ينتهي هذا الخطاب؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> الحل برأيي هو الدولة المدنيّة، الإنسان هو القيمة، بغض النظر عن انتمائه الطائفي، ولكن للأسف هذا ما لم تقبل به بقية القوى، نحن طرحناه وتحديداً بالأمس بقانون الانتخاب، للأسف معظم القوى السياسية ترفض، لأننا نحن أيضاً لسنا مع العلمنة المُلحدة التي تصل إلى حد إلغاء الله.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أنتم مع الدولة المدنية، سنتحدّث بعد قليل عن هذه النقطة، ولكن لأننا دخلنا أكثر في السياسة، استمعت طبعاً إلى دونالد ترامب يهدّد الدول، على اعتبار أن هناك مساعدات أميركية تأتي إلى الدولة اللبنانية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> هذا الأمر ربما يكون موجّهاً لدول فقيرة. لبنان بلد غني.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لبنان بلد مديون معالي الوزير.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> غني بشعبه وبفكره وبقيَمه وبرسالته، وأكيد لا يمكن لأحد في العالم أن يقايض لبنان بمبادئه على أي دعم أو مساعدة مهما كان حجمها ومهما كبرت، لبنان لا يخضع لهذه المعادلة إن كان مقصوداً بها، ولا أعتقد العلاقة مع الولايات المتحدة تقوم على هذا الأمر. هناك مصلحة لأميركا باستقرار لبنان، لأنّ لبنان علينا ألا ننسى أنه يقوم بدور كبير جدًا، عن دول كثيرة وبينها أميركا. لبنان برسالته وبنموذجه يواجه الإرهاب.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لبنان غير داخل في هذا التهديد الأميركي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لنفترض أنه داخل، لن نبدّل موقفنا، لبنان سياسيته الخارجية قائمة على أمرين، مصلحته الوطنية ومبادئ الحق الدولي، وقضية القدس قضية حق، وأيّة قضية تخص لبنان وسيادته واستقراره قضايا لا نتنازل عنها مهما كان.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> جدّيون في مسألة نقل السفارة إلى القدس، أو أنه فقط ربما طرح إعلامي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> على الأقل أنا جدّي بالطرح، وأقول لك ليس جديداً بمعنى نحن أنشأنا علاقات دبلوماسية مع فلسطين، هذه ترجمة عملية لهذا القرار السابق للحكومة، وأعتقد أنه إذا ردّت كل الدول بهذا الشكل نكون قد أحدثنا توازناً مع الموقف الأميركي، لأنه لا يمكن ألا نستبدل هذا المسار الانحداري، الانهزامي بالقضية الفلسطينية، ونعود لإعادة الحقوق ونعيد إمكانية وفكرة وجود الدولة الفلسطينية، يجب أن نفعل شيئاً. أهمية القدس أنها بصدق عالمية، بمعناها الديني، للديانات السماوية الثلاث، لكن أيضاً برمزيّتها العالمية، القدس خصّصت لها قرارات أممية حتى يكون لديها وضع دولي خاص، لا يمكن لدولة هي بالمنظومة الأممية، أن تنقض كل قرارات المنظومة الأممية بلحظة معيّنة لمصالحها الخاصة، لا يمكن أن نقبل حتى بالأمر الذي حدث بمجلس الأمن، وإلا كل مجلس الأمن وسبب بقائه هما السلام والاستقرار الدوليان.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير، قد نفهم إسرائيل، موقفها الأيديولوجي والديني، وكلّ ما إلى هنالك، ولكن لا نفهم الموقف العربي، الموقف العربي بدايةً ما تقييمك له، بما أنك ذهبت إلى اجتماع وزراء الخارجية، طالبت بقمّة عربية طارئة لم تحصل، ويبدو أن هناك رفضاً لها كما فهمنا، هل لديك تفسير لهذا الموقف العربي المتراجع في ما يتعلق بالقدس؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> تخاذل، تخاذل ومصالح كل دولة وإلهاء بالانقسامات التي تعطى طابعاً أحياناً فارسي عربي، وأحياناً أخرى طابع سنّي شيعي، وأحياناً ثالثة إسلامي مسيحي، كلّه إلهاء، ولا أودّ تحميل المسؤولية لإسرائيل، لأنها عدو وهدفها فعل هذا، لكن المسؤولية علينا لأننا نحن نقبل أن ندخل بهذا الإلهاء، ونبتعد عن الهدف الأساسي، وبدل أن نضع الرابطة العربية والجامعة العربية أن تكون مبنية على أسس، على مشروع يفتخر الشباب العربي به، يفتخرون بما ينتظرهم بالمستقبل، نضع أنفسنا بدورة عنف داخلي وصل لمرحلة الإرهاب التكفيري الذي شهدناه، وبالتالي الحل للأسف هو عند الشعوب، هو هذه الانتفاضة التي نراها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> الشعوب هي التي ستغيّر وليس الحكّام؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> هي التي تستطيع لأنه لا يوجد شعب قاوَم وصبر إلا ووصل، وهذا لبنان، هذا لبنان كسر إسرائيل لأنه قاوَم ولأن شعبه صمَد وصبر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> مبادرة السلام العربية هل ما زال لديها قيمة؟ هل ما زال لديكم تعويل عليها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> للسلام، نحن مع السلام، وهي الأمر الوحيد الممكن، إنما بقاؤها هكذا أكيد يبعدها عن الطاولة، وعملياً يعرّض كل عملية السلام للأذى.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> من المسؤول عن كل ما يحدث الآن لمسيرة السلام الفلسطينية الإسرائيلية؟ من المسؤول؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> مسؤول كل من تخلّى وأعطى إشارات بأنه مستعد للتخلّي عن المقدّسات مثل القدس، القدس اليوم لو لم يكن هناك سكوت عربي معروف مسبق ومتّفق عليه، لكان اتخذ هذا القرار؟ إذا وصلنا لمكان نمسّ فيه بقدسيّة القدس، ما الذي يبقى؟ ما الذي يبقى من مسييحيتنا، من إسلامنا؟ وما الذي يبقى من عروبتنا؟ ماذا يبقى؟ معنى ذلك إننا شعب ليس حياً، هذه خطورة الموضوع، ولذلك لبنان انتفض بعكس الدول الأخرى، لأن لبنان حيّ، لأن لبنان استطاع كسر الإرهاب وكسر إسرائيل، فلبنان قادر على القيام بهذا الدور لكنه يريد أن يكون هو مع سائر الدول العربية لتقديم هذا النموذج لينتصروا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير سأسألك سؤالاً أتمنى ألا أحصل على جواب دبلوماسي، ربما معلومات إذا أمكن. هل ترى أن التطبيع أصبح واقعاً، تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أودّ أن أقول لك مسألة، نحن بالنسبة لنا ليست قضية أيديولوجية، نحن لا نرفض وجود إسرائيل بحقها أن يكون لديها أمان، لا نرفض ذلك، نحن نقول نريد أن تعيش كل الشعوب بأمان وتعترف ببعضها البعض وتعترف بالآخر، فالقضية ليست قضية عمياء، نحن شعب نريد الآخر وعلى اختلافنا معه، لكن عندما لا يقبلك الآخر، هل ما زال اليوم في العام 2017، تقام دول أحادية؟ هل يصدّق أحد العالم الذي يتحدث عن العولمة وانفتاح الناس على بعضها وسقوط الحدود والآخر والناس تتواصل من القطبين للقطبين مع بعضها، هل مازال أحد يشكل دولة على دين؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> سوريا أسقطت مشاريع في المنطقة؟ صمود سوريا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> طبعاً، صمود لبنان، صمود سوريا، طبعاً التفتيت، الآن سوريا تنتصر عندما تبقى موحّدة، عندما يكون فيها ديمقراطية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> كيف توصّف الوضع في سوريا الآن بصراحة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أنا اعتبر أن هناك انتصاراً على الإرهاب لكن الانتصار الحقيقي لبلد هو عندما يمنح الازدهار والتطوّر لشعبه، تعرفين ما هو البديل، لماذا الشعوب العربية ثائرة وتشعر بالكبت والقمع؟ لأنه بداية هناك طغيان من السلطة عليها، ولكن أيضاً لأنه لا يوجد لها آفاق بحياة كريمة وأن ترى مستقبلها، ولذلك نحن نواجه وجزء من مقاومتنا ومن وجودنا ومن اعتبار الناس لنا هو أن نقدّم نموذجاً يشبه ناسنا، أنظري أولادنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير انطلاقاً من هذا الكلام هل لديك رسالة للرئيس بشّار الأسد؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أتمنّى لسوريا كبلد جار كل السلام والخير ونحن معها بمواجهتها للإرهاب، ولا يمكننا إلا أن نكون معها، وآمل أن تكون هي معنا عندما نكون نواجه، لكن في النهاية الشعب اللبناني يقرّر حكّامه والشعب السوري يقرّر مَن حكّامه، وأتمنّى لسوريا أن تكون أكثر تطوراً وديمقراطيةً، وأعتقد أن هذه التجربة ستكون هكذا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تعود وتلتقي وليد المعلم مرة أخرى، وزير الخارجية السوري، أم تنأى بنفسك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> نحن نطبّق سياسة إبعاد وابتعاد لبنان عن المشاكل، لأن نحن لدينا علاقات دبلوماسية مع سوريا لم نقطعها، بأي إطار طبيعي يجب هذه العلاقات أن تكون طبيعية، لا من يطالب بالقطيعة مع النظام هو يحترم سياسة النأي بالنفس، ولا من يواجه إلى جانب النظام هو يواجه هذه السياسة. من يحترم سياسة الابتعاد هو نحن.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تعود وتلتقي وليد المعلم؟ تعود وتلتقيه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> بهذا السياق كل شيء مع مصلحة لبنان، كل أمر لمصلحة البلد، غداَ لدينا علاقات اقتصادية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> الزيارة إلى سوريا ستطول؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> ليس مهمًا أن نقوم بأمر مع الخارج نؤذي وحدتنا الوطنية، لذلك سؤالك.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ليس وقت زيارة إلى سوريا الآن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> كل أمر يأتي في حينه للقيام بمصلحة لبنان التي هي، إذا اليوم مصلحتنا بالأمن والاقتصاد والعلاقات الدبلوماسية وقتلنا نفسنا حتى تعترف بنا سوريا أننا بلد مستقل ونريد علاقات دبلوماسية، قدّمنا شهداء في لبنان لذلك، لبنان كان تحت الوصاية فلن نفرّط بهذا الربح الكبير للبنان، أبداً، لكن وحدتنا الوطنية تبقى الأساس.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> صحيح، معالي الوزير، بما أنك تتحدّث عن هذه الوحدة وعن الداخل اللبناني وعن كل ما له علاقة بالتفاعلات الداخلية بينكم كأطراف سياسيين، سندخل إلى منزلكم ونتحدّث أكثر عن لبنان في المحور الثاني.</p> <p>بعد الفاصل مشاهدينا إبقوا معنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> تفضلي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور: </strong>شكراً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong><u>المحور الثاني</u></strong></p> <p><strong><u>&nbsp;</u></strong></p> <p><strong>لانا مدور: </strong>نعود إلى حوار الساعة. دخلنا الآن إلى منزل وزير الخارجية جبران باسيل، وزير خارجية لبنان.</p> <p>معالي الوزير، في الخطاب الذي ألقيته في الجامعة العربية، قلت إنّك مسيحي بالإيمان، لبناني بالهوية، مشرقي بالانتماء، وعربي بالهوية والانتماء في الجامعة.</p> <p>لماذا قدمت المشرقية على العروبة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> خرجت من حلقة لحلقة، من الأصغر للأكبر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> وليس لأنكم بدأتم ربما تبحثون عن هوية أخرى غير العروبة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> نحن لسنا بحاجة للبحث عن هوية، نحن ناس من ألوف السنين لدينا هويتنا المتراكمة، حضارات، حضارات، حتى أنشئ لبنان ككيان بشكل رسميّ، فنحن لا نحتاج للبحث، بالعكس، نحن نشعر بأن لدينا فائضاً من الثقافات والحضارات والذي يسمح للبنانيين بأن يكونوا منتشرين بكل دول العالم.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ماذا بقي من العروبة معالي الوزير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> للأسف الجامعة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> فقط؟ ما زالت الجامعة فاعلة في القضايا العربية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> للأسف، واللغة، ويا ليت ميثاق الجامعة محترم، لأن المادة الثامنة منه تتحدث عن عدم التدخل بشؤون الدول الأخرى. لذلك، نحن لم نكن ننتقد فقط بالكلمة، كنّا ندعو لأمر إيجابي، لعمل، وعندما نعمل سوياً لا يمكن إلا أن ننتج شيئاً، حال الانتظار واللا شيء، العدم، العجز، هو الذي يولّد أن كل أحد يتجه نحو سياسات خاصة، مفهومة للدولة بمصالحها إنما ليس عندما تنهار كل المنظومة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> انا قلت إنّكم تبحثون عن هوية أخرى، هي ربما هوية سياسية أو حاضنة سياسية للمسيحيين أو للفكر الذي تمثلونه، حاضنة سياسية أكبر من الوطنية، من الحاضنة الضيقة.</p> <p>هل ما زلتم تنتمون إلى الدول العربية، إلى المشروع العربي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> الحاضنة الوطنية، نحن ناس ليس لدينا ارتباط بأحد بالخارج، ولا تبعيّة، فنعتبر دائماً الحاضنة الوطنية هي الأساس، بحاجة لمظلة من الخارج تحمي، هذا طبيعي، لكن ليس على خلفية دينية. أهمية المسيحيين بلبنان والمنطقة أنهم يمنحونه تنوّعاً ويعطونه فرادته، من دونهم لا يوجد لبنان، كما أنه من دون المسلمين لا يوجد لبنان، لكن لسنا بحاجة للبحث عن حماية للمسيحيين. نحن لسنا جالية من الخارج تحتاج لحماية، نحن يكفينا أن يكفّ الخارج عن أذيتنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لكن لطالما المسيحيون كانوا محميين من الخارج؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لأنه لا يوجد سوى السياسات الخارجية التي سبّبت الأذى للمسيحيين والبرهان العراق وفلسطين.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> هذا مفهوم جديد معالي الوزير، لأنّ المسيحيين دائماً كانوا محميّين من الخارج. كانت أوروبا هي التي تحمي الوجود المسيحي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لأنه إذا نفذوا سياستهم التي تكون حضانتها من داخلها وحمايتها من داخلها أيضاً يصبح الخارج حماية للوطن وليس لجزء من الوطن، وإلا كل واحد يذهب ويبحث حتى يربط مصرانه لنصبح نتناول أغذية مختلفة، ولذلك يحدث عسر هضم بالبلد.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تشخيص طبي للواقع. معالي الوزير، ما رأيك أن نرتاح قليلاً الآن لنفتح أكثر على الداخل اللبناني، ولأسألك هل أنت مرتاح إلى الانفتاح على الشارع السنّي، تحديداً أنتم كتيار وطني حر، بعد سنوات من التباعد على المستوى الشعبي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> كما قلت لك، أتت لحظة أو فرصة سمحت أن يكون الانتباه للآخر، وأن يكون هناك قبول له، ولكن نحن عام 2005 كنّا السبّاقين عندما اغتيل الرئيس الحريري للنزول إلى الساحة، ليس أمراً جديداً علينا، ولا يوجد موقف تبدل منّا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لكن بعد 7 أيار تغيّر الوضع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أمر طبيعي أن نقوم بما قمنا به تجاه رئيس حكومتنا، هذا عمل سيادي ودفاع عن وطننا من اعتداء حصل عليه من الخارج. عندما حدث ذات الأمر مع حزب الله من الخارج هكذا كان موقفنا، وعندما حدث نفس الأمر مع المسيحيين بما خص حقوقهم وقفنا، عندما سيحدث تجاه أي لبناني ثانٍ، وإن شاء الله لا يجرَّب أي لبناني، سيجدنا نقف إلى جانبه تجاه الخارج.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> إذا أردنا أن نشخّص سياسياً الآن الواقع مع هذا المكوّن السنّي معالي الوزير، أزمة الرئيس الحريري هل تعتقد أنها أبعدت بشكل كلّي الفتنة عن لبنان، ما كان يُعمَل عليه وكنتم تتحدّثون عنه، فتنة سنّية شيعية يكون المسيحيون مقسومين في ما بينها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا، أبعد فصلاً، خرجنا من فصل، أنا واعٍ جيّداً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لم تنتهِ المساعي للفتنة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> طبعاً، إنّما باتت أصعب، كلما توحّدنا أكثر، وتعرفين كلما فشل مخطط الواحد يحاول من جبهة إذا فشل يحاول من جبهة ثانية، إن لم يستطع يمكنه أن يعاود المحاولة لكن المشكل أن عليه إحصاء الخسائر أيضاً عليه، عندما يقوم أحد ما بعمل تكون نتائجه عكسية عليه في الوقت الذي كان يمكنه فيه أن يربح كل اللبنانيين، نحن كلبنان لا نود أن نكون بعداء مع أحد وخاصة بمحيطنا، وخاصة خاصة مع الدول العربية. &nbsp;عندما يكون كل اللبنانيين قادرين أن يكونوا أصدقاء للدول العربية، للمملكة العربية السعودية تحديداً، ونعبّر عن هذا الأمر، هذه رغبتنا وإرادتنا وعملنا، لماذا يأتي أحد للقيام بعمل ضد لبنان أو ضد جزء من اللبنانيين؟ لماذا، في الوقت الذي يمكن أن يكون كل اللبنانيين على علاقة جيدة معها؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> السعودية تريد علاقة بهذا الشكل مع لبنان؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لها مصلحة ولبنان لديه مصلحة وتاريخ العلاقات والصداقة بيننا تسمح بحدوث هذا الأمر، ونحن نريده ونعبّر عنه.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تريد علاقة ندّية معالي الوزير؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> طبعاً علاقة ندّية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> السعودية تريد علاقة ندّية؟ ليس لبنان، هذا ما أقصده.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> نحن لا نقبل إلا بعلاقة ندّية، وأعتقد أن كل الدول، سأقول لك أمراً، كل دولة خارجية، لأتحدّث بصراحة، سوريا، السعودية، إيران، فرنسا، أميركا، كل دولة بعلاقتها مع الدولة الأخرى تستطيع أن تجعلها تتبع لها بسياستها لن ترفض، هذه مصلحتها. السؤال عندنا وليس عند الدول الأخرى، نحن فريق لا نقبل إلا أن تكون علاقاتنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> كبر هذا الفريق؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> هذا الفريق يكبر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> هذا تماماً ما أريد أن أصل إليه. بعد أزمة الرئيس الحريري؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> هذا الأهم ونأمل نحن أن يتوحّد كل اللبنانيين على هذا الأمر، لذلك كان أمراً غير مسبوق هذه الوحدة على السيادة وعلى الكرامة، لذلك حدث لغط كبير جداً عند البعض القليل الذي خرج عن هذه الوحدة. لماذا؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير، من أدار هذه الأزمة بنجاح لبنانياً، جبران باسيل ونادر الحريري؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا، نحن جزء، أنا على الأقلّ لا أدّعي فضلاً، أنا أقوم بواجبي، وأكيد لو لم يساهم بهذا الأمر كثر من فخامة الرئيس بدايةً ونزولاً لكل من كانوا ضد هذا الموقف الذي سمح لنا بهذه الوحدة أن نذهب لنواجه، وعرفوا أنه ليس بإمكانهم خرقنا، والمكان الذي كانوا يتأملون الخرق فيه ظهر أنه صغير وضعيف لا يسمح بالخرق.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أصبح التحالف أو التوافق بينكم وبين المستقبل أقوى بعد أزمة الرئيس الحريري الآن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> طبعاً، هو يقول.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> سينعكس بالانتخابات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> آمل أن يكون طويلاً، ويسمح لنا بأن نتأمل أننا نحن كلبنانيين لا يعود أحد يستطيع أن يزرع بيننا وخاصة على مستوى الجماعات والطوائف، أن هذا فريق ضد السنّة وذاك فريق مع الشيعة، ضد الشيعة، ننتهي من هذا التعميم، نحن لا نمثل كل المسيحيين ونحن نمثل جزءاً من المسلمين ممن ينتسبون إلينا بالتيار الوطني الحر وممن يشاركوننا، ونحن نمثل كثيرين من العلمانيين أو المدنيين. نحن تيار وطني حر، وصادف أنه بالسياسة الخارجية لدينا سياسة لكل اللبنانيين، لمصلحة كل اللبنانيين وليس لفئة. هذا الأمر هو من ينقذنا بالأزمات الكبرى، ونعود لجمال لبنان وميزته بالتنوع والتنافس الديمقراطي ومنه بالانتخابات التي ستجري، وتنهال علينا العروض بأن نكون جبهة واحدة. أين الديمقراطية إذا بتنا جميعاً جبهة واحدة؟ نحن لا نأتي لنكون فريق سلطة، نحن لدينا مشروع بناء للدولة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لن يكون هناك تحالفات رباعية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> نحن لا نرفض أحداً، لكن فكرة أن نتجمع ونلغي فريقاً لا نقبل بها، لأنه أصلاً لا أحد.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لن يتكرر ما حصل مع التيار الوطني الحر عشية الانتخابات عام 2005؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> ليس من قبلنا.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تماماً. أنتم لن تقوموا بما حصل بكم عام 2005؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> نحن لا نعزل أحداً، بالنيابة ناس تتحالف مع بعضها، بالسياسة تتفق، هناك أحد يود أن يضع نفسه خارج هذا الأمر، هو يكون من اتخذ خياره، لكن نحن، أعطيك مثلاً، نحن توجهنا للمجتمع المدني أو ما يسمّى بالمجموعات التي كان سعينا دائماً أن تنهض وتتحدّث، وبالعكس عندما ينهض كل المجتمع اللبناني يكون هذا صدى لمطلبنا وهذا نجاح، إذا هو يرفض ليس معنى ذلك أننا نرفض، نحن لم نغلق الباب أمام أحد بمشروع أن نبني دولة، لأنه بعد الانتخابات النيابية لدينا إلزام أن نتحرّك بطريقة أسرع وأقوى بمشروع الإصلاح والتغيير.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير، هذا التقارب مع المستقبل هو الذي شجّعك على زيارة المناطق ذات الغالبية السنّية ومقابلة مع بعض القيادات السنّية حتى مثلاً في صيدا أو في عكار؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> ليس صحيحاً، هذه كانت الزيارة الثالثة لصيدا، وبالنسبة لعكار والبقاع الغربي وزحلة والجنوب، فقد زرت أكثر من مرة قرى سنّية وشيعية ودرزية ومسيحية لأن تيارنا هكذا، نحن لدينا قسم كبير، آلاف من المنتسبين للتيار الوطني الحر من الطوائف الأخرى.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير، من يلاحظ، هنا أتحدّث عن تشخيص للوضع السياسي، من العام 2005 لليوم كان المسيحيون مقسومين بين جزءين، جزء مع حزب الله، متحالف مع حزب الله، الشيعة بشكل عام لنكون أكثر وضوحاً، وجزء مع الطرف السنّي. بعد أزمة الرئيس الحريري تغيّر هذا المشهد الآن؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أولاً نحن عندما أبرمنا التفاهم مع حزب الله عام 2006 دعونا اللبنانيين للانضمام إليه وقلنا هذا ليس تفاهماً ثنائياً، هذا يسع الجميع، وكان هناك رفض من الآخرين. الآن هذا الرفض زال، وليس اليوم مع أزمة الرئيس الحريري، بل مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد عون، بات التقارب أقرب.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تقارب على المستوى الشعبي، أنا أقصد أيضاً، هذا كان أهم من مسألة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل: </strong>طبعاً، والمطلوب أكثر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لأنّ وصول الرئيس إلى سدّة الرئاسة ما زال يسمّى تسوية ولا يسمّى نوعاً من التحالف أو مصالحة وطنية، ما زال تسوية، يأخذ هذا الطابع المصلحي أكثر من الطابع الوطني؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أنا ولا مرة سميتها تسوية، لأن التسوية تكون أمراً على حساب أحد، هذا الاتفاق لمصلحة لبنان وظهرت نتائجه، طبعاً ما حدث سمح لنا بالنزول أكثر إلى الأرض لأنه بات هناك قبول أكثر، كما قلت لك رغبة بالاستماع أكبر، وهذا ما يجب علينا القيام به، عندما ذهبت إلى الجبل وحدث انتقاد لما قلته في رشميا، ماذا قلت؟ قلت إنّ المصالحة بين الناس لا يمكن لأحد أن يمس بها، هذه يجب أن تكون قوية ونحصنها، حتى عندما يختلف السياسيون لا تفجر البلد من تحت، بالعكس، تصبح عبارة عن تنافس سياسي مشروع والناس تلحق من تشاء بالفكرة. الخطأ أننا نطيّف الزعيم أو المسؤول السياسي، بحيث إذا أخطأ وكأننا نتهم كل طائفته بالخطأ أو بالفساد أو بالسرقة أو بالخيانة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تصالحت مع النائب وليد جنبلاط؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> ما زلنا نحن على موقفنا العادي والطبيعي هناك رغبة يتمّ التعبير عنها من قبلهم ونحن نقدّرها ونريدها بأن نتفاهم أكثر، لأننا نعتبر أنها تعزز العودة إلى الجبل وتجعل المصالحة كاملة، لأنّها ليست كاملة، وتجعل العودة كاملة لأنها ليست كاملة، وهي لا تتم إلا بالشراكة. أي تحالف انتخابي أو تفاهم سياسي مبني على الشراكة الكاملة بالجبل وعلى مستوى الوطن نحن أكيد نرحّب بها، أيّ أمر غير ذلك نعتبره منقوصاً، والتنافس فيه أو المواجهة فيه هي مسموحة بأطرها الكاملة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> اتفقتم على هذه المبادئ معالي الوزير مع النائب وليد جنبلاط في العشاء الأخير؟ كسر هذا العشاء بدايةً الجليد الشخصي الذي كان في العلاقة؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أنا لم أشعر ولا مرة بجليد أو بأمر شخصي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أبداً؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> تعرفين، كثر في لبنان لدينا مشكلة أساسية، هي أننا نخلط ما بين الإطار السياسي والشخصي، وهذا خطأ كبير، كله ندخله بالاجتماع.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> كانت علاقتك الشخصية جيدة مع النائب وليد جنبلاط؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> إذا كان شخص لديك علاقة جيدة جداً بالشخصي، تساعدك على تحقيق الغرض السياسي، لكن لا تبيعين الهدف السياسي لأنه لديكِ علاقة جيدة بالشخصي مع هذا، ليس لأجلي وعلى اللبناني امسحها بذقني، هذه تساعد لكن لا تدفع الشخص للتنازل عن المبادئ ويضيع الهدف.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> اتفقتم على الشراكة على أسس كما أنت ذكرتها الآن في الانتخابات المقبلة في الجبل وعاليه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعتقد أنّ التجربة السابقة تسمح أن يعرف ما الذي يريده الآخر بما يقبل به وبما يرفضه، وأعتقد نحن يوماً بعد يوم الآخرون يكتشفوننا أكثر فأكثر أننا نحن لا نريد إلا شراكة كاملة مع الجميع، وهذا ما حصل، عندما أخذنا ما نستحق برئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، ما نستحقّ أكثر بمراحل لاحقة، وبالإدارة ما يجب أن نأخذ من ضمن شراكتنا الوطنية، نكون مرتاحين ونساعد الغير. عندما يكون كل واحد قد أخذ حقه يستطيع أن يقف إلى جانب الآخر عندما تصيبه مصيبة، وكلنا نقف مع الوطن عندما يهدّد الوطن.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> أي طرف لبناني الآن يعتقد جبران باسيل أنه لا يفهم رسالة التيار الوطني الحر أو الهدف من سياساتكم للآن ويجب أن يكون هنالك تغيير في الموقف تجاهه؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعتقد بموضوع الفساد ما زال هناك من يراهن بأن يضعفنا بهذا الموضوع، نحن فريق سياسي بحاجة إلى مال أو بحاجة إلى حصة، كما نريد حصة سياسية وإدارية نريد حصة مالية. هذا الأمر أعتقد أن هؤلاء لا يفهموننا جيّداً وما زالوا يحاولون حتى اليوم وسيفشلون.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> من؟ أي طرف؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا أقصد أحداً معيّناً بل أعتقد أن هناك فكراً في البلد أنه عندما يسير مشروع يجب أن يحدث تقاسم حصصي، مالي به، نحن نريد حصة بالاقتصاد، بمعنى اقتصاد وإنماء عادل ومتوازن على المناطق والطوائف، ولكن نحن الحصة المعتادة لتوزيع المغانم بالمشاريع هذه لم نكن شركاء بها ولن نكون شركاء بها.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ومسألة النفط؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> تحديداً مسألة النفط.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لن تكونوا شركاء؟ لستم مستفيدين كتيار وطني حر من النفط؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> اليوم وجودنا بالحكومة هو كان الضمانة أنه لا يحدث أن يتسرب الفساد لهذا الموضوع، وحتى الآن الحمد لله لم يدخل إليه الفساد.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تطمئن اللبنانيين إلى أنه لن يكون قطاعاً فاسداً كالكهرباء وغيرها والاتصالات؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أطمئن اللبنانيين أنه طالما التيار الوطني الحر بوزارة الطاقة، لن يكون هناك أيّ مشروع فساد بهذه الوزارة، لا بالنفط ولا بالكهرباء ولا بالغاز ولا بالمياه ولا بالطاقة المتجدّدة، ولن يحدث هذا الأمر. هناك أمر حاصل من زمن، مثلاً بملف الكهرباء هناك عجز، نقاوم نحن لإصلاح الوضع ولرفع العجز والآخرون يقاوموننا لأننا نسعى للقيام بهذا الأمر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير، في جلستكم الخاصة، هل أخبرك الرئيس سعد الحريري ما حدث معه في السعودية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا، ولا أحتاج أنا لأن يخبرني.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> لم تسأله؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أنا أعرف.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تعلم ما الذي حصل معه في السعودية؟ قبل أن يعود إلى لبنان؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> لا يحتاج الشخص ليعرف، وأنا لا أتكل كثيراً على المعلومات. تعرفين، هناك نوعان من السياسيين، هناك نوع يسمع ما حدث ليقوم بردّة فعل أو حتى يتخذ قراراً، ونوع يحلّل، يقدّر، يقرأ، ويرى ما هي المصلحة، ما هي مصلحة الناس والبلد، أنا من الصنف الثاني، صدّقيني إنني لا أسأل.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> تعلم أنه كان محتجزًا وعومل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعرف تماماً أنه كان بوضع التعبير الدبلوماسي الذي استخدمته، ملتبس غير سليم بوجوده خارج البلد، وعندما عاد عاد عن الاستقالة وعاد إلى حكومته وإلى رئاستها وعاد إلى الوضع السليم بكل بساطة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> انتهت، فقد حاضنته الاقليمية الرئيس سعد الحريري التي هي السعودية؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أعتقد أنه هو من الناس الذين اكتشفوا، وأتمنّى أن يصل كل اللبنانيين لهذه القناعة، أن الحاضنة الخارجية لا تؤمّن ديمومة داخلية.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> من هي الحاضنة الخارجية للتيار الوطني الحر؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> التيار الوطني الحر.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> المغتربون ربما، اللبنانيون الذين تجول عليهم؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> طبعاً هم الأصل.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> مؤخراً كان لديك كثير من الجولات الماراتونية. الانتخابات ستجرى في موعدها. كيف هي تحضيراتكم، تحالفاتكم؟ القوات اللبنانية كنت مصراً وأبديت رغبتك بأن يستمر هذا التحالف ولكن كل المعطيات تشير إلى أن هناك تباعداً كبيراً أكان أنتم كتيار أو حتى كتيار مستقبل مع القوات اللبنانية. هل سيتغيّر الوضع من الآن إلى أيار؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> نحن ليس لدينا رغبة بهذا الأمر، ونحن من ضمن الوحدة التي نعمل عليها الأجدر بداية أن يكون هناك وحدة مسيحية، من دون إلغاء الآخرين مرة ثانية، بالعكس، وهذا الباب مفتوح للجميع، لكل القوى المسيحية ولكل القوى اللبنانية، ليس لدينا مشكلة. المهم الانتخابات لا نخسر ما حققناه، إن كان لناحية القانون النسبي أو لناحية أن نسمح لغالبية اللبنانيين بالمشاركة، للمنتشرين كما قمنا بهذا، والمقيمين الذين هم أبعِدوا أو هُجّروا وتهجروا عن مناطقهم بسبب وضع البلد اليوم، مشاركتهم متدنية، أحدثنا إصلاحات بالقانون، المهم أن نستكملها حتى يشعر الجميع بأنه صوتهم يحدث فرقاً ومهماً وهذا الإصلاح العربي الذي نريده. وثانياً أن يكون لديها سهولة بالانتخاب وليس لديها صعوبة.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير، أنا أعود إلى مسألة الضغوطات على لبنان. هل هناك ضغوطات تمارس عليكم أنتم كوزارة خارجية، كوزير خارجية في ما يتعلق بموضوع حزب الله تحديداً على المستوى الأميركي؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> بشكل دائم هناك طلبات من لبنان، ولكن هناك تصنيف لا يتلاءم مع مصلحة لبنان ولا يتلاءم مع التعريف اللبناني. نحن ننتمي لجامعة الدول العربية، للأمم المتحدة، التي واضح فيها أنّ الإرهاب شيء والمقاومة شيء آخر. المقاومة حق الشعب عندما تحتل أرضه وعندما يود أن يدافع عن وطنه، هذا لا يوجد أحد يناقش فيه، هذا حق إنساني مكرّس بالمواثيق الدولية والعربية ولا يمكن لأحد المسّ به.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير تبقى لدينا دقيقة، وفي ختام هذه الحلقة، أنا قلت في البداية أن هذا العام شعرنا أن لبنان استعاد القرار في المحافل الدولية والعربية، لديه موقف.</p> <p>هل يمكن أن نسمّي أن العام الماضي كان عام استعادة القرار؟ لا أدري إذا كنت توافق على هذه التسمية. وبماذا تعد اللبنانيين في العام المقبل؟ هل نعدهم بتفاؤل وهم بأمس الحاجة إلى ذلك؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> أولاً أعتبر أن خلاص لبنان بوحدته كان بوحدة شعبه هذا العام، وفي السنة المقبلة خلاصه يكون بالوعي، وعي شعبه ووعي حُكّامه، وأكيد استعدنا أن يكون القرار لبنانياً، ولكن بحاجة بعد لاستعادة الدولة، وهذا الأهمّ، لأنّه أكيد لا يوجد دولة من دون قرارها، القرار هو الأساس، أن يكون قراراً مستقلاً، ومن ثمّ نفصل قيام الدولة بمؤسساتها، بتأمينها لحقوق الناس ومعيشتهم عن القضايا الخارجية الكبرى التي أحياناً لا يكون حلها مرتبطاً فقط بقرار لبناني وهذه المشكلة، القرار لبناني ولكن أتمنّى أن يستطيع لبنان بقراره أن يحلّ كل شيء. الآن استعادة الدولة ومؤسّساتها هي الهدف الأساسي.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> ترسيخ ما حصل عام 2017 في العام المقبل؟</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>جبران باسيل:</strong> زيادة تدعيمه ليكون قرار كل اللبنانيين لبنانياً وفقط لبنانياً.</p> <p>&nbsp;</p> <p><strong>لانا مدور:</strong> معالي الوزير جبران باسيل شكراً لك لهذه الحلقة التي خرجت عن المألوف في شكلها وحتى في المضمون. نأمل أن يكون قد وصل صوتك إلى أكبر عدد من اللبنانيين، وحتى مشاهدي الميادين في كل أنحاء العالم.</p> <p>شكراً لكم مشاهدينا على متابعة حوار الساعة لهذا الأسبوع. إلى اللقاء.</p>