عمار حسن - فنان فلسطيني

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مساء الخير. لم تأخذه النشوة بالشُهرة والنجوميّة وفضّل حُسن الاختيار على سهولة الانتشار. تمسّكَ بجذوره وانتمائِه لوطنه (فلسطين) مُدرِكاً أنّ الاحتلال الإسرائيلي لم ولن يكتفي باغتصاب الأرض وتزييف التاريخ وراح يُزوِّرُ كلّ شيء، من قرص الفلافل وصحن الحُمّص إلى الموروث الموسيقي والغنائي ناسباً إرث (فلسطين) الحضاري إلى كيانه السرطاني، بهذا اختار ضيفنا أن يُغنّي وطنه ولوطنه. قدّمَ أُغنيات وطنيّة وأعاد تقديمَ أُغنياتٍ تُراثيّة واعياً أهميّة الفنّ والأدب في معركة الوعي ومواجهة أباطير الاحتلال. وبين هذا وذاك لم ينسَ تطوير تجربته وتنويع أُغنياته لتُحاكي مشاعِرَ وأحلام مُحبّيه على اختلاف أجيالهم وأمزجتهم وأهوائِهم. "بيت القصيد"، بيت المبدعين العرب المنفتِح دائِماً على التجارب والأصوات الشابة الجادّة يُسعَدُ باستقبال الفنان الفلسطيني "عمّار حسن" أهلاً وسهلاً بك</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: يُسعِد أوقاتك أُستاذ "زاهي". يعني كم هي سعادتي وفرحتي أنني اليوم مع قامة شعرية كبيرة مثل حضرتك</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تسلم، تسلم، نفرح بك ونفرح في الشباب الواعين مثلك والموهوبين في الوقت نفسه. ماذا تفعل في (بيروت)؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: والله يعني، في ما مضى اهتممت بالأُغنية الفلسطينية، أحسست أنه من واجبي أن أهتمّ بالأُغنية الفلسطينية وتطوير الأُغنية الفلسطينية، فشعرت بأنني بعدتُ قليلاً عن الساحة العربية فقلت، لا بدّ أيضاً من الحداثة ومن تقديم أيضاً "عمّار حسن" بشكلٍ آخر أيضاً، حتّى أنّ مُعظم الجيل يتعرّف أيضاً على الفنان الفلسطيني وليس فقط الفنان المُلتزِم والفنان الذي يُحاكي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: المناضل، يعني ليس فقط الوجه النضالي</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، أيضاً الوجه الإنساني من خلال الفنّ</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وهذا الذي ينقصنا كثيراً في التركيز على القضيّة الفلسطينية، ينقصنا إبراز هذا الجانب للحقيقة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: (بيروت) أكيد تعني لك، انطلاقتك الفعلية دعنا نقول. أنا أعرِف أنّه قبلاً في (دبي) كان عندك نشاط وفي أمكنة أُخرى، ولكن الشُهرة بدأت من هنا، فكيف هي علاقتك بالعاصمة اللبنانية</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: (بيروت)، (لبنان) من مِنّا لا يعشق (بيروت)، من منّا لا يعشق "وديع الصافي"، لا يعشق "فيروز" لا يعشق المدرسة الرحبانية التي تتلمذنا كلّنا وتثقّفنا على هذه المدارِس الرائِعة. بالنسبة لي كانت انطلاقتي في (بيروت)، (بيروت) هي الجمال، (بيروت) هي الحضارة، (بيروت) هي الرُقيّ، فطبيعي جداً أن آتي إلى (بيروت) ويربطني الكثير من العلاقات الحلوة مع الفنانين ومع المُلحنين، فأحسست أيضاً بالشراكة مع الفنانين اللبنانيين، أيضاً المهمة جداً، لطرح أعمالنا المُستقبلية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وزرتم المخيمات أكثر من مرّة، المخيمات الفلسطينية في (لبنان) وفي (سوريا)</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كيف تفاعُل أبناء الشتات الفلسطيني، سواء في المُخيّمات أو في مُدن العالم مع حضرتك؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: دور الفنان الفلسطيني أُستاذ "زاهي" دائِماً أقول، عندما يذهب إلى أي مكان هو يحمِل (فلسطين) في داخله، يعني عندما آتي إلى أهلنا وشعبنا في المُخيّمات أجِد هذا الحبّ المؤثِّر، وأجد (فلسطين) في داخل كلّ شخص. كم يُشعِرونني بهذا الانتماء ويُحسّسونني بهذه المسؤولية، أنّ علينا دوراً كبيراً جداً كفنّانين فلسطينيين في أن نُبرِز هذه الإنسانية. دائماً الإعلام أعتقد أنه في بعض الأحيان مُجحِف في حقّ إخواننا أو أهلنا الفلسطينيين. دائِما يُظهِرون الجانب</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: السلبي</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: السلبي، لكن عندما أذهب إلى المُخيّمات وأجد الإيجابية، يعني أنا أذهب لأرفع معنويّاتهم وأجِد أنهم هم يرفعون معنويّاتي بتمسّكهم بإرادتهم وتمسّكهم أيضاً برجوعهم إلى وطنهم. هذا الحُلم يعطيني مسؤولية وأشعُر أنّه من واجبي أيضاً أن أتحدّث بلسان شعبي وأهلي في المُخيّمات</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: قبل أن نتوسّع في الحديث عن دور الفنّ والفنّان والغناء الفلسطيني، وهلّ هناك أُغنية فلسطينية، يعني مثلما نقول أُغنية لبنانية وأُغنية مصرية إلى آخره؟ دعنا نشاهدك في "علامة فارِقة" لو سمحت&nbsp;</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>:</p> <p>- من الأحلام التي أتمنّى أن تتحقق، أنا كإنسان فلسطيني لي الحريّة&nbsp;</p> <p>- &nbsp;أنا مُستقرّ في (فلسطين) في (رام الله)، في مدينة (رام الله)، ولكن طبعاً أتنقّل بين كلّ الدول العربية</p> <p>_ أنا في (لبنان) الآن لأنني أعتبر أنّ (لبنان) هو مصدر الجمال، مصدر الفنون، الفن الذي أقوم به أكيد سيكون من (لبنان) طبعاً</p> <p>- من طبيعتي أنني أتأقلم، أينما أذهب أتأقلم بصراحة مع الشعوب لأنني أشعُر أنّ من ثقافتي ومن حضارتي أن أتأقلم وأن أكتسِب هذه الثقافات من الشعوب طبعاً أكيد</p> <p>- من الأسئِلة دائِماً التي كانت تتعبني، ما هو الجديد؟ ما هو جديدك "عمّار"؟ هذه مسؤولية أكيد كبيرة جداً. كما تعلم، الفنّ بالنسبة لي ليس مهماً أيمتى يطلّ الفنان، أهمّ شيء أن يطلّ في عمل يرتقي ويكون في حجم مبادِئه وفي حجم فكره وفي حجم دعنا نقول الوطن بشكلٍ عام. فأعتبر أنّ الفنان عندما يطلّ من اللازم أن يطلّ في عمل قوي يليق بجمهوره</p> <p>- عائلتي أُسرة صغيرة طبعاً مؤلّفة من زوجتي وعندي ابنتان هنّ بالنسبة لي كلّ شيء في حياتي. طبعاً عائِلتي الكبيرة، سندي الذين أعتبرهم سندي حقيقةً الذين هم أخي وأخوتي ووالدتي الله يخلّيها لي، التي بالفعل أشعُر بأنّها هي الحاضنة لنا جميعاً. فالمجال الفنّي أو خصوصاً من خلال السفر أشعُر بأنني مُقصِّر كثيراً في حقّهم، فبالنسبة لي خصوصاً الأولاد يحتاجون إلى رعاية أكثر واهتمام أكبر ولكن أنا أمّي دعَت لي كثيراً لأنّ عندي زوجة حقيقية تُعنى بهذا الموضوع ومتفهّمة موضوع طموحي طبعاً في موضوع الفنّ</p> <p>- بالنسبة لي هناك الكثير من الأحلام، منها ما تحقّق ومنها أُحاول أن أحقّقه لكن حلمي الأساسي هو تأسيس أُغنية فلسطينية حقيقية تنتشر في كلّ أنحاء العالم، في حاجة لأن نُظهِر شموخنا الفلسطيني في حاجة لأنّ نُظهِر ثقافتنا الفلسطينية من خلال الأُغنية الفلسطينية، أن تكون متواجدة في كلّ المسارِح العربية وأن تكون متواجدة أيضاً في الثقافة العربية لأنني أنا أعتقد أنّ الأُغنية الفلسطينية هي تعبير حقيقي عن الإنسان الفلسطيني</p> <p>- نحن البلد الوحيد الذي لحدّ الآن تحت الاحتلال، فهذا حلمي وحلم كلّ إنسان فلسطيني وكلّ إنسان يسعى للحرية، يسعى إلى كرامته بشكلٍ شامخ ويعيش على أرضه. يعني أنا كفلسطيني أينما أذهب أشعُر أنّ (فلسطين) في داخلي، يعني كما يُقال لكل شعب وطن يسكن فيه، لكن نحن الشعب الفلسطيني الوطن هو الذي يسكن فينا</p> <p>- نصيحتي لكلّ شاب أو لكلّ موهوب سواء فلسطيني أو سواء لكلّ فنان، أولاً أن يتمسّك بتراثه، هويتنا هي الانطلاقة الأساسية إلى هذا العالم. كما يُقال إنّ الموسيقى هي لغة الشعوب، ففي اعتقادي أنّه عندما يؤسّس الإنسان ويُحاول أن يُبرِز هويّته من خلال تُراثه أنا في اعتقادي يستطيع أن يصل ويمكن للرسالة أن تصل</p> <p>- اليوم في "بيت القصيد" طبعاً أنا أنتظر هذا اللقاء صراحةً لأنني أعتزّ في "بيت القصيد" وأعتزّ في الإعلامي والمُفكِّر والروائي والشاعر الكبير "زاهي وهبي" الذي يجعل الضيف أو الإنسان الذي يُحاوره يقول ما يُريده بكلّ صراحة، خصوصاً المُطرِب. في اعتقادي إذا لم يكن يُفكِّر وإذا لم يكن مثقفاً أيضاً من الصعب أن تصل رسالته، شكراً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نحن أيضاً نعتزّ ونُكرّر اعتزازنا بك "عمّار". تحيّة لزوجتك ولوالدتك وللصغيرتين "فيفيان" و"ليليان"، نمسّيهنّ جميعاً بالخير. مسألة الفنّ والالتزام والانحياز أحياناً للقضية، قضية وطنك (فلسطين) ممكن أن تُشكِّل عائِقاً اليوم في زمن استهلاكي تجاري، الفنّ الذي له طابعاً تجارياً هو الطاغي، هو المُسيطر. كم تشعُر أنّ التمسُّك بالمبادئ والانتماء والهوية يمكن أن يحد من الانتشار ومن الشهرة والنجومية؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أولاً أقول دائِماً أنّ الفنان الحقيقي، سهل جداً أن نبني البنايات وأن نستثمر في البناء ولكن من الصعب أن نصنع فنّاناً، ودائِماً أقول خصوصاً الفنّان الفلسطيني. نحن لا نستعرِض في قضيّتنا، نحن نعيش القضيّة، نعيش الوطن، نعيش هذا الحُلم، نعيش نظرة الأطفال تجاه المُستقبل. في اعتقادي هناك أولويّات بالنسبة لي كفنّان فلسطيني، أولاً يجب أن تنتشر الأُغنية الفلسطينية لأنّ الأُغنية الفلسطينية تؤنسِن الرواية الفلسطينية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: حلو</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: وأنا دائِماً أقول إنّ سلاحنا الوحيد هو الإنسان، الإنسان الفلسطيني لأنّه في اعتقادي، وأنا أتمسّك بالإنسان، الإنسان هو الذي يُدافع عن قضيّته، الإنسان هو الذي يبني حضارته وليس فقط الجُدران</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: صحيح، ولهذا حضرتك قلت أنّك تسعى لتأسيس أُغنية فلسطينية</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: الأُغنية الفلسطينية موجودة، حاضرة، ولكن ربما طَمْسها هو جزء من مُحاولة طمْس القضيّة نفسها</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: بمعنى، كلّ ما يمُتّ لـ (فلسطين) بصلة هذه الأيام المطلوب أن نتجاوزه وننساه وتعرِف حضرتك هذا الأمر</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: صحيح</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ما هي سمات الأُغنية الفلسطينية؟ وماذا تقصُد بتأسيس أُغنية فلسطينية؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: عندما أقول تأسيس أُغنية فلسطينية أعتقد أنّ الحداثة مهمّة جداً خصوصاً في هذه المرحلة. إذا أردنا أن تنتشر الأُغنية وأن نقول أنّ هناك أُغنية فلسطينية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تتماشى</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: تتماشى مع خصوصاً الجيل. نحن اليوم في عصر الـ Social Media، إذا أردنا أن نطرح مبادِئنا أنا مع تغيير أيضاً الأساليب في طرح الحفاظ على المبادئ بتغيير الأساليب حتّى تصل إلى الكل، أنا يهمني أيضاً الجيل الجديد المتمرِّد، هذا الجيل الذي يسعى دائِماً إلى التمرُّد</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، عفواً ذكّرتني بقول لـ "غسّان كنفاني"، الشهيد الكبير، أنّه إذا كنّا مُدافعين سيئين عن القضية فعلينا تغيير المُدافعين وليس تغيير القضية</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: القضية تظلّ قضيّة حق وتظلّ قضية عدالة وتظلّ قضية وطن</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: مئة في المئة، فالأساليب مُهمّة جداً. في اعتقادي أنّ في الموسيقى، هناك أنماط كثيرة من الموسيقى. أنا مع الحفاظ على التراث الفلسطيني وضدّ تطوير التراث لأنّ التراث له نكهة، هو تُراث أجدادنا</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: خوفاً من تخريبه وخوفاً من تشويهه</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً. علينا أنسنة روايتنا وأرشفة الأُغنية الحاليّة المرحليّة التي نتحدّث عنها. ممكن اليوم أن نصنع أُغنية فلسطينية وبعد فترة تُصبِح تراثاً أيضاً، هذا ما أُريد أن أقوله</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: قبل أن نحكي عن أهميّة الفنّ والأُغنية، لأنه من الممكن أن يقول لك أحدهم، يا أخي ماذا يعني أُغنية في مواجهة عدوّ مثل الاحتلال الإسرائيلي؟ في مواجهة دبابة الميركافا وطائرات الـ F-15 وF-30 و35 إلى آخره. دعنا نُقدّم نموذجاً لو سمحت من الذي تحكيه، من الذي تقوله</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضل</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: (يغنّي)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: شكراً "عمّار"، هذه الأغنية كيف يمكننا أن نُصنِّفها، أُغنية تراثية أم أُغنية جديدة؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: يعني، أُغنية جديدة، حاولنا طبعاً في توزيعها، طبعاً من كلمات وألحان الراحل الصديق "ياسر جلال" الفنان الفلسطيني "ياسر جلال"</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: الله يرحمه</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: وكانت الفكرة في الموضوع أن نطرح الأُغنية الفلسطينية التي تتحدّث عن ثوابتنا ولكن أيضاً في طريقة موسيقية، في توزيع موسيقي جديد</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، الذي قلناه قبل الغناء، ممكن أحد أن يقول، يا أخي في هذه المعمعة الطويلة العريضة، في ظلّ هذه الحروب التي يعيشها وطننا العربي، والمُشكلة إننا مُضطرّون، في زمن تسطيح وتجهيل وتزييف الوعي، أن نعاود طرح أشياء أنا أعتبرها من البديهيات، التي هي مثلاً، ما هو دور الأُغنية؟ بماذا تفيد الأُغنية؟ بماذا تفيد الموسيقى؟ بماذا تفيد القصيدة في هذه المعمعة في المواجهة خصوصاً مع الاحتلال الإسرائيلي؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أعتقد إننا نحن كشعب فلسطيني، أو أعتقد أنّ دور الأُغنية، نحتاج إلى التمسّك بإرادتنا، نحتاج إلى شحن هذه المشاعِر، نحتاج إلى الأمل، نحتاج إلى الحبّ. المُحبّ أن نتوحّد، أن نتمسّك، ففي اعتقادي إنّ الأُغنية الفلسطينية عندما تكون موجّهة للفرح، نحن نغنّي ليس فقط لنطرب ونرقُص، نحن نُغنّي لنتعالى على جراحنا. أعتقد أنّ التعالي على الجراح، لأنّ قضيتنا قضية شامخة، أنا أُشاهِد دائِماً، أنا إبن (فلسطين)، عندما تكون هناك تظاهرات، أنا أجد أن المشاركين في التظاهرات يدبكون، فانظُر إلى هذا المزيج. هو يُناضل بفرح، يُناضل بحبّ كي ينال حريّته، ففي اعتقادي مهمّة جداً الموسيقى. إذا أردت أن تعرِف حضارة أيّ شعب أنظُر إلى فنونه</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هلّ هناك وعي في المجتمع الفلسطيني والمجتمع العربي عموماً لما نتحدّث عنه لأنّ في النهاية المُجتمع الفلسطيني جزء من هذا المُجتمع العربي وإن كان يُعاني أكثر وظروفه مُختلفة. هلّ هناك إدراك في رأيك لأهمية الفنّ، الأدب، الشعر، كلّ أشكال الإبداع الإنساني؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: ما زلنا لحدّ الآن طبعاً نستذكر كلمات الراحل الكبير الشاعر "محمود درويش"، " على هذه الأرض ما يستحق الحياة". هذه الكلمات في اعتقادي هي التي أسّست لثقافتنا وأسّست لنضالنا في الكلمة وفي الموسيقى. اليوم في كلّ بيت فلسطيني تجد الموسيقي وتجد الرسّام وتجد المُبدع وتجد كافة الفنون، الشاعر، الكاتب، أشعُر أنّ هناك سلاحاً وهو سلاحنا الثقافي حالياً. السلاح الأساسي هو سلاحنا الثقافي لأنّ الاحتلال دائِماً يُحاول أن يُهمِّش وأن يطمُس كما قلت هويتنا وثقافتنا الفلسطينية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لكن أنا مثلاً الآن أتذكّر، أنه يوماً ماً في حفلة من حفلاتك في "جامعة النجاح" في (نابلس)، شخص فلسطيني أطلق النار لمنع الاحتفال. "محمّد عسّاف" لغاية اليوم ربما لم يتمكن من الغناء في (غزّة)، في مسقط رأسه. طبعاً أنا لا أُعمِّم، لا أقول أنّ هناك أحداً في ذاته هو مسؤول، ولكن هناك جهل أحياناً</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هناك عدم إدراك لأهمية هذا الأمر في المواجهة مع الاحتلال</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: دور الفنان الحقيقي، أنا بالذات في هذه الحادثة الله يرحمه الراحل "محمود درويش" تألّم</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، وكُتب فيه مراراً</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: وكتب مقالاً عن هذا الموضوع، "أنصار البشاعة". يعني بالنسبة لي من أجمل ما قرأت حقيقةً عن هذا المقال، وعندما تأثّر لأن هذا الشاب الفلسطيني الذي يُغنّي للحبّ، يُغنّي للحرية، يُغنّي لـ (لفلسطين) عندما أنتم تُقابلونه بهذه الطريقة، كان هناك ألم حقيقي يعني. هناك مسألة صعبة جداً وهناك طريق مجهول، دائِماً هناك أنصار البشاعة ولكن علينا التصدّي حقيقةً. دور الفنان هنا إذا كان حقيقياً يوجّه بالكلمة الصادقة لأنني لا أستعرِض، أنا إبن بيئتي إبن (فلسطين)، إبن "جامعة النجاح" وكنت أيضاً في التنظيمات وكنت أتحدّث أيضاً في السياسة وفي الثقافة فتبلورت شخصيتي على هذا الموضوع ومشيت</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: &nbsp;مشيت في تظاهرات وشاركت في اعتصامات، لكن أحياناً تحسّ أنّ الاحتلال والذين يرسمون استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي مُدركون لأهمية الفنّ والموسيقى والتراث والفولكلور، يحاولون أن يسرقونه ليؤكّدوا أنّ هذه الأرض لهم وهذا تراثهم</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: ويحاولون أيضاً أن يضطّهدوا الفنان أو الشاعر إذا كان موجَّهاً ويعتبرونه مُحرِّضاً. مثلاً بالنسبة لي، لا أستطيع أن أذهب إلى (حيفا) وإلى (عكّا)، يعتبرونني إنساناً مُحرِّضاً لأننا من خلال الأعمال الفلسطينية التي نُقدِّمها نشحن هذه الجماهير ونشحن الناس</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يريدون فناً مُهادناً، فنّا مُسالماً، فناً لا طعم ولا لون ولا رائِحة له</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً. أنا غنيّت أُغنية إسمها "الدرب الطويلة"، كانت من الأغاني التي أنا أيضاً أعشقها، أيضاً من كلمات وألحان الرائِع "ياسر جلال" وتتحدّث عن الثورة وعن تمسّكنا بالأرض، وعن أنّه "فشر الصهيوني يامّا يقعُد محلّي بالبيت"، فهناك هدف واضح. أنا سلاحي صوتي، سلاحي ثقافتي، سلاحي فكري، لذلك تجد الفنان الفلسطيني قدره أن يتسلّح بثقافته، ألّا يكون فقط أداة للترفيه</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: فعلاً. سنُتابع حول هذه المسائِل وحول نتاجك الجديد ومشاريعك وكلّ ما يتعلّق بتجربتك المتميِّزة كشاب وفنان فلسطيني، ولكن بعد أن نستمع إلى مقطع غنائي مصوّر ونستمع أيضاً إلى موجز إخباري سريع نُتابع "بيت القصيد"</p> <p><strong><u>المحور الثاني</u></strong>:</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مُشاهدينا الكرام نتابع "بيت القصيد" مع الفنان الفلسطيني "عمّار حسن". أُستاذ "عمّار" كنّا نتحدّث عن أهميّة الفن والأدب والفِكر وحفظ الذاكرة والوجدان والهوية الوطنية في الحال الفلسطينية وفي غير الحال الفلسطينية ولكن خصوصاً في الحال الفلسطينية. في رأيك ما هو السبب إذا كنّا جميعاً مُدركين لأهميّة الفنّ العميق الجاد الحقيقي مثلما حضرتك تُحبّ أن تصفه، لماذا لا يلقى هذا النوع من الفنّ الدعم والتشجيع والتبنّي الواجب حياله</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: يعني السؤال صراحة دعني أقول لك رائِع جداً، هناك حُزن بالنسبة لي وهناك ألم كبير دائِماً. أنا خلال مسيرتي بكلّ تواضع كأوّل فنان فلسطيني شقّ طريقه عبر برامج الهواية، حتّى أقول أنّ هناك طاقات فلسطينية متواجدة وتتحدّث عن نفسها ليس فقط استعطافاً ولكن تتحدّث عن نفسها لأنّ هناك موهِبة حقيقية. للأسف، هنا يمكن أن يكون دور المؤسّسات، دور الوعي لهذا المشروع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لكن المؤسّسات غائِبة إلّا في ما ندر</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: تجد الفنان الفلسطيني في متاهة، تجد الفنان الفلسطيني في صراع حقيقي بين تقديم نفسه من خلال تقديم الأُغنية الفلسطينية وأيضاً تقديم الأُغنية الإنسانية العاطفية. لا بدّ من أن الفنان أيضاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: طبعاً سنتحدّث عن هذا الجانب</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أن يغنّي هذا الجانب ولكن كما تفضّلت الإنتاج، نحن البلد الوحيد الذي لا توجد شركة إنتاج تتبنّى وتدعم الفنّان. الدعم ليس فقط في الاستعطاف والتعاطف، إذا أردنا أن نؤسّس فنّاً فلسطينياً وأُغنية فلسطينية يجب أن نستثمر في الفنّ. وهناك قصص كثيرة، "أُمّ كلثوم" و"عبد الوهاب" اللذان كان لهما دوراً كبيراً في الدخل القومي ومُساعدة أيضاً الجيش، فكمّ هؤلاء الفنانون لهم دور كبير في دعم أيضاً القضيّة. الاستثمار مُهمّ جداً للبلد ومهمّ جداً للفنان لأنّ أيّ فنّان عندما يتواجد في أيّ مسرح يُمثِّل وطنه سواءً بالأُغنية الملتزمة أو بالأُغنية العاطفية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: طبعاً. سبق وحضرتك تعاقدت مع شركة "روتانا" تقريباً لسنة من الزمن وهي شركة تجارية ناجحة على المُستوى التجاري والانتشار الذي توفّره للفنانين الذين تتبنّى أعمالهم. لماذا لم يستمرّ التعاون، هلّ اصطدمت بمسألة الخيارات الفنية؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: يعني أنا لا أُريد أن أكون جلّاداً بشكلٍ عام ولكن أنا أقول، الفنان الفلسطيني هو وحيد، وحيد في معنى الكلمة، الفنان الفلسطيني كلّ سلاحه إرادته. اليوم حتّى في الفنّ، ما نُشاهده على الساحة الفنية، هناك ماكينات إعلامية، ضخّ إمكانيات مالية هائِلة جداً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، في لون مُعيّن</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: في لون معيّن وفي لون للأسف غزا الساحة. أتمنّى أن يكون أيضاً هناك تبنٍّ وأيضاً هناك إدراك من قِبَل الإعلام ومن قِبَل المؤسّسات، تبنّي الغناء المُحترم. تجد الفنان المُحتَرم الذي يمشي في طريق، دعني أقول لك، مستقيماً، اليوم للأسف كواليس الفنّ شيء يعني مُخجِل بكلّ صراحة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يندى له الجبين</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، شيء مُخجل، وليس أيّ فنان عنده كبرياء وعنده كرامة وعنده إحساس بالقيمة التي يُقدّمها ويُمكن أن يقبل بهذا الطريق</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: اصطدمت بمثل هذه الخيارات؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أكيد</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من دون أن نقصد أحداً بعينه</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبيعي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يعني بين مبادئك وبين ما يُراد لك أن تُقدِّمه من أُغنيات</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، 15 سنة وأنا في اصطدام كامل ومع ذلك لم أستسلم وقلت أنه لا يصحّ إلّا الصحيح. الإرادة والفنّ الحقيقي لا بدّ أن يثبِت وجوده ولكن هناك تعب كبير</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كيلا نفهم خطأ، الفنّ الحقيقي ليس فقط الفنّ السياسي أو الوطني، يعني الأُغنية العاطفية الراقية هي فنّ مُلتزِم</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وهي فنّ عميق</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، المشاعِر مهم جداً أن تطرحها بشكلٍ جميل وبشكلٍ راقٍ. المشاعر الحقيقية، كلّ إنسان فينا مرّ في تجارب عاطفية، لكن كم أنت ممكن أن تطرح هذه العاطفة بشكلٍ جميل وبشكلٍ راقٍ وصادق أيضاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: قبل أن نسمع منك شيئاً في هذا المعنى الذي تتفضل به، عاطفي راق وجميل، دعنا نستمع إلى شهادة في تجربتك، لدينا عدّة شهادات، نبدأ مع الشاعر الفلسطيني ومُساعِد وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية الأُستاذ "محمّد عيّاد"</p> <p><strong>كلام يوصل </strong></p> <p><strong>محمّد عياد &ndash; شاعر</strong>: "عمّار" صوت فلسطيني مميّز وجميل وقد شكّلَ منذ البداية حالاً حقيقيّة. هذه الحال تُرجِمت في صوت "عمّار" الجميل ومقدرته على الأداء في الجانب الفنّي، ثمّ انتهَجَ نهجاً عضوياً مع وطنه ووطنيّته. "عمّار" اختار الطريق التي يُمثِّل فيها بلاده خير تمثيل من دون أن يؤثِّر ذلك على الجمال في الفنّ والغناء الذي قدّمه، أقول يُقدِّرُ صوته حين يجب أن يكون صوته ويُقدِّرُ صمته حينما لا يجب أن يكون شيئاً في خضمّ هذا المشاع الذي يقوم بسحق الذائقة الفنية في العالم العربي، تحديداً فيما تكون فيه الكثير من الفضائيات التي تُنتِج أو تفرِّخ على شكلٍ سرطاني ما يقال عنهم بأنهم فنانون أو فنّ أو أغاني عربية. "عمّار" طبَعَ بصمته في الساحة العربية، تحديداُ باسم هذه الـ (فلسطين) التي تُعدّ أهمّ الحواضر العربية حتّى في موضوعة الإنتاج الفنّي والموسيقي وإن كانت هي تحت هذا الاحتلال والحصار، ولكن (فلسطين) تُثبِت دوماً بأنها أهمّ الحواضر العربية وهي تُضاهي (بيروت) الحبيبة و(دبيّ) و(القاهرة) وكلّ هذه العواصم التي أنتجت فناً. السؤال، "شو القّصّة يا بلد تا طوّل المشوار"؟ فينا الغلط ولّا الغلط في اللي صار للدار؟ واللي استشهد يا بلد شو يقول لأولاده؟ واللي انسجن عَشانّا شو نحكي للصغار؟ هذا هو السؤال الذي كتبته في نصّ الأُغنية الأخيرة التي غنّاها "عمّار" وهي "صرخة بلد" وغنّاها "عمّار" وسألَ هذا السؤال، ما القصّة؟ إلى إيمتى ستبقى؟ ما هو المطلوب لكي تُصبِح الحال الثقافية، الإنسانية، الفنيّة، حالاً تحترِم ذاتها؟ لأنّ هذه الحال هي التي تُنتِج الخطاب الثقافي الذي يرتكز عليه الخطاب السياسي والخطاب الإعلامي في العالم، فكيف في العالم العربي وكيف في (فلسطين) التي هي درّة التاج في العالم العربي؟</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: شكراً للشاعِر الفلسطيني الأُستاذ "محمّد عيّاد"، وأنا أُضيف أنّه لا يوجد مشروع سياسي في العالم من دون مشروع ثقافي، يعني لا يُمكن أن ينجح مشروع سياسي ما لم يكن لديه مشروع ثقافي، تفضّل الإجابة عندك. أنا أعجبني تعبير "المشاع" على الساحة الغنائيّة، فعلاً مشاع صارت</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: اسمح لي أولاً أن أُوجِّه له تحيّة إجلال لصديقي "محمّد عيّاد" الشاعر الذي أنا قمت بعدّة أعمال معه ومن ضمنها صرخة بلد، التي هي كانت نوعاً من أنواع، لا أُريد أن أقول جلد الذات ولكن المُصارحة، أن نُصارِح بعضنا البعض. وأيضاً لا أُريد أن أقول أن نحاسب ولكن نُحاسب أنفسنا</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعترف بأخطائنا</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: نعترف بأخطائنا. الانتماء الحقيقي ليس كلمة وأنا دائِماً أقول، أتمنّى ألّا نتغنّى في الشعارات، شبعنا شعارات، دعونا نعمل بصمت، دعونا نُخطّط</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم، والصمت غير السكوت، الصمت موقف&nbsp;</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، (فلسطين) في حاجة لكلّ شاب، إلى كلّ طاقة، في حاجة إلى أن يكون هناك مشهد ثقافي حقيقي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يعني عطفاً على الذي تفضّل به الأُستاذ "عيّاد"، في يوم من الأيام كانت واجهة الثورة الفلسطينية والقيادات الفلسطينية من المفكّرين والشعراء والروائيين. لا أُريد أن أذكُر أسماء كما تعلم، يكفي أن نقول "غسان كنفاني" مثلاً أو "محمود درويش" أو "معين بسيسو". اليوم مع احترامي لكل الموجودين، لكن هناك تراجعاً في المشروع الثقافي الفلسطيني، لا أحد يستطيع نكران هذا التراجع</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: هناك ألم بصراحة. بالنسبة لي أُريد أن أقول إنه كان هناك وعي في المشروع الثقافي، اليوم، مع احترامي لهم كلّهم ومع احترامي لكلّ القيادات الفلسطينية وكلّ السياسيين، ليس فقط السياسي من حقه أن يتحدّث باسم (فلسطين)، أيضاً الفنّان أو المُثقف أو الإنسان الفلسطيني من حقه أيضاً. هناك امتداد في اعتقادي، والكلّ يجب أن يُكمِّل بعض سواءً السياسي وسواءً الفنّان أو الشاعِر. أُريد أن أقول، أتمنّى أن تصل هذه الرسالة إلى كلّ إخوتنا وأحبّائنا والسياسيين. "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ، وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام" &nbsp;</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: قلنا أُستاذ "عمّار" إنّ الأُغنية الملتزمة هي ليست فقط الأُغنية السياسية أو الأُغنية الوطنيّة، هي الأُغنية العاطفية الراقية المُحترمة التي فيها صُوَر جميلة لإحساس عالٍ</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: وتعبير عميق طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: فنريد من هذا الإحساس العالي إذا تُريد قبل أن نتوقف مع استراحة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضّل</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: (يعزف العود ويُغنّي)</p> <p><strong><u>المحور الثالث</u></strong>:&nbsp; &nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مُشاهدينا الكرام نُشاهِد مُقتطفات من أعمال مُصوّرة لك أُستاذ "عمّار حسن"، ونُتابع هذا الحوار حول مسائِل لها علاقة بتجربتك ونظرتك للأُغنية الوطنية، للفنّ المُلتزِم، للغناء العاطفي، لكلّ هذه النماذج التي حضرتك قدّمتها على مدى يعني صاروا منذ عام 2004، منذ وقت "سوبر ستار"؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: منذ 15 سنة أو 14 سنة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: خمس عشرة سنة، يعني فترة ليست قليلة. التقيت كما ذكرنا في سياق الحوار الشاعِر "محمود درويش" أكثر من مرّة، ولحّنت وغنّيت أو غنّيت من قصائِده "انتظرها"، هذه قصيدة شائِعة ومحبوبة لـ "محمود درويش". ماذا وجدت كإنسان فلسطيني وكفنّان في هذا الشاعِر، هذه القامة الشعرية وهذا الرمز الفلسطيني؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: "محمود درويش" هو أيقونة لكلّ إنسان في (فلسطين). "محمود درويش" كان سنداً لي صراحةً، ومن الأشياء التي أثَّرت في حياتي هي وفاة شاعرنا الكبير "محمود درويش" ووفاة الشهيد "ياسر عرفات"</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: الله يرحمه "أبو عمّار" اتصل بك أثناء برنامج "سوبر ستار"</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: نعم، كنت أشعُر أنني بالفعل، بكلّ قوة أتحدّث بدوري كفنّان، كشاب بكلّ طاقته، كانوا يعطوني معنويات كبيرة جداً وكانوا يُحمّلونني مسؤولية كبيرة جداً.، أنا دائِماً أقول من حُسن حظّي أنّ أول زيارة لي بعد برنامج "سوبر ستار" كانت عند الشاعِر "محمود درويش"&nbsp;</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كم كان عُمرك حينها؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: تقريباً كان عُمري حوالى 27 إلى 28 سنة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: كيف حافظت على نفسك؟ الآن أرجع إلى الشاعر الكبير "محمود درويش"، كيف شاب يعني يتّصل به رئيس بلده، يحتضنه الشاعر الأبرز شهرة من خلال التلفزيون، كيف حافظت على توازنك، على تماسكك، على أن تبقى على الأرض؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: تجربتي بكلّ صراحة أقول هي محبّة الناس، يعني هناك قصّة أُحبّ دائِماً أن أحكيها</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: تفضّل</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: عندما ذهبت إلى برنامج "سوبر ستار" لأوّل مرة ذهبت كشاب بسيط كلّ طموحه النجاح والشُهرة وعرض موهبته على هذا المسرح، على مسرح الـ "سوبر ستار". في بداية الأمر كان الموضوع بالنسبة لي جداّ بسيطاً ولكن عندما كنت أذهب إلى المُخيمات الفلسطينية وأجِد هذا الحبّ، هم شاهدوا (فلسطين) من خلال "عمّار". بالفعل كانت الدموع تنهمر بكلّ صدق عندما يشاهدونني. هنا أحسست أنّ</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: خصوصاً أنك كنت أوّل شاب فلسطيني يُشارِك في هذه البرامج الواسعة الانتشار</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: بالضبط، أحسست هنا أنّ المحبّة يُمكن أن تأتي وتذهب ولكن الاحترام يجب أن يكون ثابتاً، عليَّ أن أحترِم مشاعِر الناس. عليّ أن أحترِم محبّتهم، وهذه المسؤولية التي وضعوها، وضعوها في "عمّار". طبعاً هنا في ما بعد، بدأت هنا كما حكيت لك مشاكل الإنتاج من أجل أن أحافِظ على هذا الخطّ، ولكن هذا الخطّ بحاجة إلى دعم كبير ولكن الحمد لله دائِماً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ربما الشاعر الكبير "محمود درويش" رأى فيك هذه السِّماء، يقولون سيماءهم في وجوههم، توسَّم فيك هذا الخيار أو هذا الاتجاه</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: هناك حكاية طريفة، عندما ذهبت لعنده وكنّا نمسك العود ونُغنّي معاً، قلت له أنا أُريد قصيدة "انتظرها" فقال لي، من سيلحنها؟ فقلت له أنا. قال لي، هل تريد أن تُجرِّب بي أنت؟ هذه أول قصيد أو عمل لك. فقلت له، "أريد أن أذهب بها إلى الحداثة"، أعجبته هذه الفِكرة فقلت له، أنا في هذا الموضوع أُريد أن آخذ الشاعِر "محمود درويش" إلى منطقة أُخرى، منطقة يُمكن أن تشبهني، يمكن أن تشبه كلّ الشباب من جيلي الذين تربينا على "محمود درويش"</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وصوّرت الأُغنية</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: وشعرت بأنه سُرّ كثيراً أو فرِح جداً لهذا التعبير بالذات وقال لي، إذاً أنت في الخطّ السليم. استغرقت هذه الأُغنية تقريباً خمس أو ستّ سنوات إلى أن تمّ تلحينها بالشكل المطلوب، طبعاً لحّنها الموسيقي "سعيد مُراد" وهو من الموسيقيين الفلسطينيين ومؤسّس أيضاً في فرقة "صابرين"، لـ "كميلة جبران" وكلّ هذه الأغاني الفلسطينية التي صدرت في الثمانينات</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من أشهر الفِرق "صابرين"، من الفِرَق المميزة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، فشعرت أنه يُمكن أن نأخذها إلى منطقة فيها الجاز دعني أقول العربي، فيها مزيج بين</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نسمع مقتطفات منها ثمّ نتابع؟ (يُعرض فيديو الأغنية). أغنية جميلة لكنّها لم تمرّ مرور الكرام "عمّار"، يعني بمعنى أنّ البعض اعتبر أن تأخُذ "محمود درويش" إلى هذا المكان فيه تشويه لـ "محمود درويش" وصورة الشاعر المناضل المُلتزِم إلى آخره</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: التجديد والحداثة مهمان جداً، أنا ضدّ النمطية في أيّ شيء. لكلّ جيل فِكر، من هنا أقول غنّ الأُغنية الفلسطينية يجب أن يتمّ تطويرها بشكلٍ جديد. أنا مع الإنتاج المُستمرّ ومع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: غنّيت أيضاً لـ "سميح القاسم" ولم تصدر بعد الأُغنية</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: لحدّ الآن لم تصدر الأُغنية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هلّ تُفكِّر بشُعراء آخرين فلسطينيين؟ من هذا الشِعر وليس الشعر الغنائي مع احترامي يعني، ليس الذي يُكتَب ليُغنّى. أن تذهب إلى الدواوين، إلى الكُتب من "فدوى طوقان" و"راشد حسين" و"إبراهيم طوقان" إلى</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً، هذه هي المرحلة القادمة إن شاء الله، يعني نحن نُحاول أن نهتمّ بالأُغنية العاطفية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مَن شُعراؤك؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: بالنسبة لي أنا، "محمود درويش" طبعاً، "سميح القاسم"، "توفيق زيّاد"، أيضاً هذا المُفكِّر</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: هذه الأسماء المُكرّسة المعروفة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: المكرّسة نعم</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من أيضاً؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أتمنّى أن يكون هناك أيضاً الشاعر الرائع "حسين برغوثي"، يعني أنا أبحث وما زلت أبحث إلى الآن كي أجد نصّاً موسيقياً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ذكرت شاعراً مهماً للحقيقة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: "حسين البرغوثي" من الشعراء الذين أُحبُّهم وأحترِمهم حقيقةً، هو فيلسوف يعني، ففي كلمته أحسّ أنّه ممكن أن يكون هناك أيضاً تطوير من خلال نمط موسيقي جديد</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لأنّه كلّما انتقينا كلاماً راقياً وعميقاً كلّما ساهمنا في رفع سويّة الذائِقة العامة التي يصلها هذا الغناء</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: دعنا نسمع رأياً أيضاً في حضرة جنابك من شخص قريب منك، مُدير أعمالِك الصحافي الأُستاذ "خليل العلي"، نسمعه معاً</p> <p><strong>كلام يوصل </strong></p> <p><strong>خليل العلي &ndash; صحافي</strong>: "عمّار حسن" تعرّفت عليه من خلال برنامج "سوبر ستار" في عام 2004، أوّل ما كان مشترِكاً وكنت أنا من الداعمين له. بعد رحلة "سوبر ستار" واكبته في الكثير من النشاطات الفنيّة حول العالم، في (أوروبا) وفي (كندا) وعاد واستقرّ في (فلسطين) وبقيت علاقتنا على طول مع بعضنا البعض. "عمّار" بالنسبة لي أعتبره من الفنّانين، كان أوّل فنّان فلسطيني اشترك في برنامج هواة فلمع إسمه بسرعة ورغم ذلك لم يُصب بالغرور بل على العكس، مكث الفترة كلّها في (فلسطين) وصار له أكثر من عشر سنوات في (فلسطين)، اهتمّ في صناعة الأُغنية الفلسطينية، اهتمّ في إعادة إحياء التراث الفلسطيني وكان متمسّكاً جداً بهذا الشيء. هذا هو الشيء الذي أُحبُّه في "عمّار" أنه على طول أشعر أينما ذهب يحمل (فلسطين) معه، في أيّ مهرجان وفي أيّ مكان (فلسطين) معه وفي قلبه. أنا أحترم كثيراً "عمّار" في هذا الشيء وهذا يقرّبني كثيراً منه أكثر لأنّه نحن كما تعلمين الذين نعيش في الشتات نتمسّك بـ (فلسطين) ونتمسّك بأيّ شخص آتٍ من (فلسطين). أنا أكثر ما يُعلّقني أيضاً بـ "عمّار" أنّه كان أوّل فنّان فلسطيني اشترَكَ في برنامج "سوبر ستار"، وكان للمرة الأولى يُرفَع العلم الفلسطيني والكوفيّة الفلسطينية في برامج هواة له مُشاهَدة عالمية وتمكَّن هذا الصوت من الوصول إلى كلّ العالم ومن بعدها شجّع كلّ الشباب الفلسطينيين على الاشتراك في هكذا برامِج. "عمّار" لم يأخُذ حقّه نهائياً، يعني من بعد المرتبة التي وصلها وبحُكم أنّه أساساً فنّان وخرِّيج جامعة وموسيقي لم يأخذ حقه ولا التأثير من المؤسّسات الفلسطينية لأنه لا توجد عندهم شركات إنتاج فلسطينية ولا عندهم مؤسّسات ترعى الفنّان الفلسطيني، كل شي عليه أن يقوم به بمجهوده الخاصّ. اليوم من الصعوبة جداً أن يتمكن أي فنان من أن يُنتِج ويقوم بأعمال لوحده لأنّ كلّ شيء صار مُكلِفاً، وفي عدم وجود المؤسّسات أكيد هذا سيؤخِّر من تقدّمه ومن انتشاره في الوطن العربي. بصراحة لا يوجد أيّ دعم من أيّة جهة كانت. كلّ الذي يشتغله "عمّار" وحتّى إنتاجه الأخير الذي قدّمه الآن في الأسواق الفنية هو من إنتاجه الخاص، من مدخوله الخاص، من لحمه الحيّ كما يقولون، فلا يوجد أحد يدعمه، الّلهم سوى ممكن بعض الأصدقاء أحياناً يدعمون بشيء مُعيَّن ولكن لا يوصِل للذي نحن نريد أن نصل إليه في ظلّ التنافس الفنّي الحالي الموجود على الساحة الفنية. "عمّار" أنا أعرِف أنّ معك بكالوريوس في الموسيقى وأعرِف أنك لحّنت أغانٍ وطنية كثيرة، لماذا أنت لا تُلحِّن أغانيك العاطفية والأغاني الشبابية التي تقدّمها وتتّجه إلى مُلحّنين آخرين؟ وهل ممكن أن تُلحِّن لأيّ فنّان آخر؟</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: شكراً للأُستاذ "خليل العلي". قبل أن تُجيب على سؤاله، هلّ فعلاً تعتقد أنّكَ لم تأخُذ حقّك؟ عندك هذه القناعة أو هذا الإحساس؟ ولماذا لم تأخُذ حقّك؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: سؤال صعب، لكن عندي قناعة أنّ الإنصاف دائِماً ليس من صفات البشَر، الإنصاف من صفات الله. أعتقد أنّ الإنصاف الحقيقي لا آخذه من البشر، أنا آخذ الإنصاف من ربّنا ومن الناس البُسطاء، من الناس الطيّبين الذين أحبّوا "عمّار" منذ البداية وأحبّوا أصالة "عمّار" واستمروا إلى اليوم في ذلك. لا أدري كم عددهم ولكن أنا متمسِّك بهؤلاء البُسطاء، هؤلاء هم رصيدي ولكن، صدقاً أنا دائِماً أقول إنّ (فلسطين) تحتاج منّا الكثير، ماذا نُقدِّم لـ (فلسطين)، ماذا نُريد أن نُقدِّم لـ (فلسطين)، في عُمري لم أُفكِّر ماذا أُريد من (فلسطين) وهذه أيضاً رسالة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لأنّ البعض يستخدم القضيّة صحّ؟ البعض يتوسّل القضيّة للشُهرة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أو للمُتاجرة ولكنّه سيسقُط، أي إنسان، ممكن هذا أيضاً نوع من الخيانة إذا أيّ إنسان يمكن أن يستغلّ قضيته في سبيل أجندات خاصّة سيسقُط والتاريخ لن يرحم. لكن الإنسان الحقيقي، أنا أُراهن على الإنسان الحقيقي ودائِماً أُحاول أن أتصالَح مع ذاتي. أنا لا أُريد شهادات من أحد، أنا أقول أنا فلسطيني، طالما أنا موجود كلّ ما يُمكنني أن أُقدِّمه لـ (فلسطين) وللإنسان الفلسطيني هو رصيدي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وردّاً على سؤال الأُستاذ "خليل" سريعاً لو سمحت</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً "خليل" شهادتي أيضاً به مجروحة، "خليل" من الأصدقاء الأوفياء والأصدقاء الذين استمرّوا معي منذ خمس عشرة سنة إلى اليوم وهو مؤمن بكلّ هذه المسيرة التي مررنا بها. بالنسبة لي، عندما أُريد أن أُلحِّن أُغنية، أنا لستُ ملحِّناً، ولكن ممكن التعمُّق أكثر في الموسيقى يجعلني أُلحِّن بعض الأغاني</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من دون أن تطرح نفسك كمُلحِّن</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: من دون أن أطرح نفسي كمُلحِّن لأنني أيضاً لا أُحبّ أن أمتهِن، ليس من طبيعتي أن أمتهِن مهنة التلحين. أنا أُلحِّن أشياء أنا أشعُر بها خاصّة بي، والآن أُحضّر أيضاً أوبريت سيكون من أروع</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لـ (القدس)</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: لـ (القدس) طبعاً</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: سنتحدّث عنه لو سمحت، "أوبريت سلام للقدس" أليس هذا عنوانه؟ بعد استراحة أخيرة نُتابع "بيت القصيد"</p> <p><strong><u>المحور الرابع</u></strong>:</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: (يغنّي)&nbsp;&nbsp;&nbsp;</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يا سلام. جميل جداً، سلام لـ (القدس) وسلام على (القدس) وعلى أهل (القدس). هذا مشروعك الجديد المقبل؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: إن شاء الله</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: الذي هو ليس أغنية بل أوبريت كامل. من يُشارِك في هذا الأوبريت؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: هذا الأوبريت طبعاً من كلمات الشاعِر "محمّد عيّاد" ومن ألحاني وتوزيع أيضاً الموزِّع الموسيقي "رامي عرفات" الفلسطيني. يعني ستكون هناك مجموعة من الفنّانين العرب</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: قرأت أنّه ممكن النجم "محمّد عسّاف"؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: من (فلسطين) سأكون أنا وسيكون أيضاً النجم "محمّد عسّاف" وسيكون أيضاً إدخال الفنانين العرب أيضاً لأنني أشعُر أيضاً أنّه في هذه الظروف وفي هذه الهجمة لتهويد (القدس) وهذه المؤامرات</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مَن سيُقدّم هذا العمل؟&nbsp;</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: لحدّ الآن، نعود ونحكي، هي مُشكلة إنتاج لأنني أعتقد أنّ هذا مشروع ثقافي كبير</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: أنا أتمنّى إذا أحد من المُقتدرين أو من القيّمين على المؤسّسات الفلسطينية والعربية المعنيّة بهذا الأمر، نعطيه علماً وخبراً</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: مشروع وطن بالنسبة لي وأنا مُصرّ أن يكون هذا العمل تُحفة فلسطينية وإدخال أيضاً بعض الفنانين وكبار الفنانين للغناء أمام بوّابات (القدس)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لماذا البوابات؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: نتحدّث عن تاريخ، نتحدّث</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: من خلال كلّ بوابة</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: من خلال كلّ باب نتحدّث عن تاريخ، نتحدّث عن ألم، نتحدّث عن حضارة من خلال هذا الباب. يعني هناك تعابير رائِعة جداً لـ (القدس)</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: بالتالي الردّ على المزاعِم الإسرائيلية وعلى تزييف التاريخ وتزوير</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: حتّى نقول إلى كلّ العالم إنّ (القدس) هي عاصمة الثقافة العربية، (القدس) هي لكلّ العالم العربي، هي مهد الحضارات والديانات وعليكم أن تعوا حقيقة هذه المؤامرة</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم. دعنا نذهب إلى (القدس) ونستمع إلى شهادة من المطران المُناضل حقيقةً "عطا الله حنّا" وماذا يقول عن تجربتك أُستاذ "عمّار حسن" في "كلام يوصل"</p> <p><strong>كلام يوصل </strong></p> <p><strong>عطا الله نعمة &ndash; رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين</strong>: نودُّ حقيقةً أن نوجِّه تحيّةً من (القدس) إلى الأخّ "زاهي وهبي" الذي يستضيف الآن الفنان الفلسطيني "عمّار حسن"، هذا الفنان الواعِد الذي عرفناه منذ سنوات وهو يسعى جاهداً من أجل أن يكون سفيراً للفنّ والثقافة الفلسطينية، ونحن بدورنا ندعو له بالتوفيق والنجاح ونتمنّى له بأن يتقدّم إلى الأمام بخُطى حثيثة لأنّ نجاحه هو نجاحٌ للثقافة الفلسطينية ونحن من واجبنا جميعاً أن نقف إلى جانب كلّ شبابنا المُثقفين والفنّانين الذين بأصواتهم الجميلة إنّما يُعبِّرون عن انتمائِهم للوطن ودفاعهم عن القضيّة. ونحن في (فلسطين) حقيقةً لا نملكُ ثروةً نفطيّة ولا نملكُ مناجم ذهب، ما نملكه هو الإنسان، ما نملكه هو شريحة الشباب الفلسطيني الوطني المُقاوم والمُناضِل من أجل (فلسطين) ومن أجلِ (القدس). حقيقةً نحن ننظُر إلى شريحة الشباب وإلى شعبنا بشكلٍ عام على أنّ هذه هي الثروة الحقيقيّة التي نملِكها والتي يجب أن نُحافظ عليها، ونحن بدورنا في (القدس) نؤكِّد أننا نقف إلى جانب شبابنا الذين يهتمّون بمستقبلهم، يهتمّون بقضيّة وطنهم ويُسخِّرون كلّ طاقاتهم بما في ذلك أصواتهم الجميلة من أجل أن تصل رسالة (فلسطين) ورسالة (القدس) إلى كلّ مكان. نمرُّ في هذا المشرِق العربي في ظروفٍ عصيبة حيثُ يسعى الأعداء إلى شرذمتنا وتفكيكنا وإثارة الضغينة والفِتَنِ في صفوفنا وبين ظهرانينا، وأنا أعتقد بأنّ المُستهدف الحقيقي من كلّ ذلك ليس فقط الأُمّة العربية وإنّما أيضاً بنوعٍ خاص القضيّة الفلسطينية. لذلك ما أتمنّاه من الفنان "عمّار حسن" ومن كلّ الفنانين بأن يكون لهم أيضاً حضور وأن يكون لهم دور في التقارب والوِحدة والأُخوّة واللُحمة بين أبناء الأُمّة العربية الواحدة. بوحدتنا نحن قادرون على إفشال كلّ المؤامرات والمُخططات المُعادية الهادفة إلى تقسيمنا وإثارة الفرقة في صفوفنا. أنا أودّ أن أسألك يا أيها الفنان الفلسطيني الملتزِم، ماذا يُمكنك أن تُقدِّم للأُمّة العربية ولـ (فلسطين) من أجل تكريس ثقافة الوِحدة والأُخوّة والتلاقي بين كافة مكوِّنات مُجتمعاتنا وأُمتنا وشعوبنا العربية؟</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: شكراً لسيادة المطران "عطا الله حنّا" على الشهادة القيّمة وعلى التحيّة أيضاً التي خصّنا بها. الجواب عند حضرتك. ذكّرني كلام سيادة المُطران بيوم الخميس في ما مضى، في زمنٍ ماض، عندما كان مُعظم العرب يجلسون ويستمعون إلى إذاعة "صوت العرب" لكي يسمعوا "أمّ كلثوم" في الحفلة التي كانت تُحييها مرّة في الشهر كلّ خميس، يعني الفنّ يُمكنه أن يكون فعلاً جامعاً</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: فعلاً جامع. أنا فخور جداً بسيادة المُطران "عطا الله حنّا" على هذا الكلام الجميل وعلى مواقفه الوطنيّة الحقيقية، كلّ الإجلال والتقدير له. وهنا أيضاً حمّلني مسؤولية كبيرة جداً هي لغة الموسيقى التي تجمع الفنانين. نحن أينما نذهب نُحاول أن نقول لكلّ الشعوب أنّ على (فلسطين) إنسان يستحقّ الحياة. نحن لا نستعطِف ولا نستجدي أحداً ولكن نحن شعب نُعبِّر عن حضارتنا لأننا شعب متمسك بأرضنا. نحن ننثُر الثقافة ونُحاول دائِماً أن نقول أنّ هذا الإنسان الفلسطيني المُحبّ للجمال، الذي يُناضل في كافّة الأصعِدة موجود في اعتقادي من خلالي أنا، من خلال "عمّار" بكلّ بساطة، من خلال العمل، من خلال الأعمال المُشتركة. يعني كما قلت، عمل أوبريت (القدس) إذا تمّ طرحه في الشكل الجميل والراقي ممكن أن يُساهِم في تصحيح البوصلة تجاه (القدس)، كلّ الفنانين وكلّ المثقفين، يجب اليوم أن تكون البوصلة الحقيقية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: بعيداً عن الغناء والموسيقى والفنّ، حضرتك تعيش في (فلسطين). رغم التهويد، رغم كلّ ما يجري، رغم الخذلان، يعني الخذلان العالمي والعربي للأسف وتآمر الكثير من أبناء هذه الأُمّة على (فلسطين) وقضيّتها. عندك أمل أنه يوماً ما ستتحرّر (فلسطين)؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً. أنا دائما أُسأل هذا السؤال</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: معنويات الفلسطينيين في الداخل كيف هي؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أنا دائِماً أُسأل هذا السؤال وأقول بكلّ فرح، عندما أجد ابتسامة طفل، عندما أجد أو أسمع كيف يتحدّث هذا الطفل عن (فلسطين) أجد أنّ هناك هذه الإرادة التي لن يستطيعوا طمسها من خلال هذا الجيل، أجيال هم الأمل الوحيد. لذلك أقول، علينا أن نستثمر في هذا الجيل، علينا أن نستثمر في الأطفال، أن نؤسّس لإنسان فلسطيني واعٍ مثقف لقضيّته بعيداً عن الشعارات والخطابات</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: نعم. كيف تُطوِّر نفسك كفنّان؟ كيف تُطوِّر تجربتك؟ ماذا تفعل؟ تقرأ</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أولاً التعليم الموسيقي، تتعمّق في الموسيقى، أن تستمع إلى الموسيقى، على أنماط الموسيقى باختلافها، التعرُّف إلى حضارات الشعوب أيضاً من خلال السفر. عندما أُسافر يكون عندي مثلاً مهرجان، أول شيء أفعله أن أذهب وأتعرّف على المُجتمع، أتعرّف على طبيعة الناس، على ثقافتهم، أُحاول أن أندمِج في هذه الثقافة وكأنّها ثقافتي. أتبنّى هذه الثقافات كي أتمكّن في النهاية من التعبير في الموسيقى ومن خلال الفكر وبشكلٍ بسيط عن تُراثي، عن التراث الذي أنا أحمله أينما أذهب. القراءة مهمة جداً أيضاً للفنان، أن يقرأ</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لمن تستمِع؟</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً "عبد الوهاب"، هذا مُطرِب الأجيال حقيقةً، وهذا الموسيقي الذي بالفعل أسّس موسيقى عربية عالمية. أنا بالنسبة لي قطعاً جداً "عبد الوهاب"</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: وهّابي</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: وهّابي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: فنياً. أنا سُعِدت جداً باللقاء معك اُستاذ "عمار حسن". نُحمِّلك كلّ الحبّ وأحرّ السلام لـ (فلسطين) وأهل (فلسطين)</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: الله يخليك</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ولوالدتك أطال الله في عُمرِها، وأُكرّر، لزوجتك وللصبيتين الحلوتين &ldquo;فيفيان" و"ليليان"</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أريد أن أشكرك</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: أنا أعرِف الأطفال، عندما تذكر إسمهم على التلفزيون يفرحون، فأنا أُصِرّ على ذكر أسماءهنّ. قبل أن أُعطيك مسك الختام غناءً وعزفاً كما تريد، أشكر فريق العمل على تعاونه والمُخرِج "علي حيدر" والمنتِجة "غادة صالِح" وكلّ من ساهم في إنجاح هذا اللقاء، ومسك الختام لك</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: يعني قبل مسك الختام أُريد أن أشكرك أُستاذ "زاهي" وأريد أن أشكُر "بيت القصيد" هذا الذي يتبنّى والذي يترك مساحة للفنان أو للفنانين الحقيقيين لكي يطرحوا فكرهم على الشاشة. أريد أن أوجِّه رسالة حبّ لوالدتي، لأخي، لكلّ أصدقائي</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: ماذا تقول لوالدتك، على الملأ</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: أريد أن أقول لها، من اللازم أن نمسك العود</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: يعني حقيقةً، الشكر موصول لـ "الميادين" ولإدارة "الميادين" التي تُعطينا الهامش الواسع في الخيارات وفي تبنّي خصوصاً الشباب. كما تعرف أنا دائِماً أقول وأُحبّ أن أُذكِّر مُشاهدينا، لحين أن جهّز الشباب الميكرو، أنّ "بيت القصيد " يختلف عن "خلّيك في البيت" في المساحة المتاحة أمام الشباب والأجيال الجديدة ولكن الموهوبة فعلاً والمُلتزِمة بفن حقيقي ويسعدنا أن نستضيفها مثلما يُسعدنا أن نستمع إليك</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: طبعاً هذا العود</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: محفور عليه إسمك كما أرى</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: عزيز عليّ جداً، طبعاً أهداني إياه صديقي وأخي "ثائِر الغضبان" وحفرَ عليه إسمي وأيضاً كتب "قرية (كويكات)" من القرى الفلسطينية المُهجّرة من قضاء (عكّا) القريبة من (عكا)، وهذا أيضاً تأكيد</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: لن ننسى</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: تأكيد للناس، بالضبط "لن ننسى" وتعريف الناس بأنّ هذه القرى الفلسطينية هي قُرى فلسطينية وسنرجِعُ يوماً إلى (فلسطين) وإلى هذه القرى وإلى (فلسطين) التاريخية</p> <p><strong>زاهي وهبي</strong>: مسك الختام، تفضل</p> <p><strong>عمّار حسن</strong>: (يعزِف العود ويُغنّي)</p>