أميركا والإقليم.. المخطط الجديد؟
ما زال قرار الولايات المتحدة اعتزامها الانسحاب من سوريا يشغل العالم. لا أحد يعلم لغاية اللحظة ما الذي يريده صانعو السياسة الأميركية من سوريا في هذه المرحلة وكيف سيوازنون بين مصالحهم ومصالح حلفائهم من جهة وبين تعاملهم مع الخصوم والأعداء من جهة ثانية. آخر المواقف الأميركية بخصوص الانسحاب جاء على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو الذي بدا غير واضح أيضاً. الأوضح في كلامه كان تصعيد اللهجة من القاهرة ضد إيران ودعوتَه إلى حل صراعات الشرق الأوسط من أجل التصدي لما سماه النفوذ الإيراني في المنطقة. هل هو إعلان حرب على طهران؟ وهل دول المنطقة مستعدة أصلاً لتوحيد جهودها لتحقيق الأهداف الأميركية؟ المؤكد أن تركيا غاضبة من مواقف واشنطن، وقد تظهّر ذلك برفض الرئيس التركي استقبال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على خلفية تصريحاته بخصوص العملية التركية المرتقبة في شمال شرق سوريا. يتحدث الأميركيون عن شروط ثلاثة للانسحاب: ضرورة التأكد من هزيمة تنظيم داعش واستمرار الدفاع عن إسرائيل والحلفاء الكرد، والتصدّي لإيران هاجس إسرائيل الأكبر. وما قاله بومبيو خلال جولته الأخيرة في المنطقة خطير عندما أكد من العاصمة الأردنية وجود قناعة مشتركة بأن داعش والثورة الإسلامية في إيران يشكلان الخطر الأكبر على دول المنطقة. هل هذا صحيح؟ وهل هذه هي الرسالة الأساسية وربما الوحيدة التي حملها كل من بولتون وبومبيو إلى زعماء المنطقة؟ لماذا كل هذا التحريض على إيران؟