• En
  • Es
  • icon
شبكة الميادين
  • الأخبار
  • الفيديو
  • الشاشة
  • صحافة البيانات
  • اقرأ
  • رياضة
  • ثقافة وفنون
  • بودكاست
  • المزيد
    • بيئة
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • أخبار منوعة
  • • مباشر
أخبار
  • الأخبار العاجلة
  • سياسة
  • اقتصاد
فيديو
  • فيديو الميادين
  • برامج اونلاين
  • تقارير إخبارية
الشاشة
  • آخر الحلقات
  • قريباً
  • نشرات الأخبار
  • البرامج
  • وثائقيات
اقرأ
  • مقالات
  • متابعات
  • صحافة
  • المدونة
صحافة البيانات
  • إنفوغراف
  • قصص تفاعلية
  • صحافة الصورة
  • هاشتاغ
رياضة
  • أخبار رياضية
ثقافة وفنون
  • أخبار ثقافية
  • أخبار فنية
  • فضاءات
  • تحقيقات
منوعات
  • بيئة
  • صحة
  • تكنولوجيا
  • أخبار منوعة
مباشر
  • التغطيات
  • ترددات البث
  1. الرئيسية
  2. حلقات تلفزيون
  3. خالد العبود - عضو مجلس الشعب السوري

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser thatsupports HTML5 video

خالد العبود - عضو مجلس الشعب السوري

4 شباط 2019 11:00 تقديم: مجموعة من مقدمي قناة الميادين إعداد: مجموعة من المعدين في قناة الميادين

 

وفا سرايا: على أعتاب السنة التاسعة لحربٍ عبثيّة فُرضت على سوريا، ها هي اليوم تسير نحو خواتيمها بعد إنجازات ميدانية ومكاسب سياسية رسمتها استراتيجيات الدولة السورية وحلفائها، وفي ظل توازنات إقليمية ودولية تبدّلت على نحوٍ دراماتيكي لتشكّل مسار الحرب ووجه المنطقة المستقبليّ.

وفيما المشهد المتشابك يزداد ضبابيّةً، يبقى الشمال السوريّ أحد أهمّ التعقيدات والمناطق التي يحتدم فيها الجدل والتزاحم بشأن توزيع النفوذ. فما بين المطامع التركية ومحاصرة أردوغان بين سندان البقاء في سوريا ومطرقة التعهّدات الدوليّة، تكثر التكهنات والمفاجآت.

فبعد كشف الرئيس التركي عن اتصالات استخبارية لم تنقطع مع الجانب السوري، ففي أي إطار تأتي هذه التصريحات؟ كيف سيوازن بين العرضين الروسي أضنة والأميركي المنطقة الآمنة في الشمال السوري؟ ماذا عن الردّ السوري؟ وهل ستكون الكلمة الفصل له بالتنسيق مع الروس والإيرانيين؟

أما إسرائيل التي لا تتوقّف عن تنفيذ مخططاتها ورهاناتها التي فشلت، تحاول كسب أوراقٍ جديدةٍ بعد إعلان حليفها الأميركي الانسحاب من سوريا، عبر عدوانها المتكرّر ساعية إلى تثبيت ما تسمّيه حرية العمل بذريعة مواجهة التهديد الإيرانيّ. فماذا عن شكل الرد الموحّد لمحور المقاومة وطبيعته وحدوده؟

كلّ ذلك ويبقى وضع مسوّدة الدستور إحدى أصعب مراحل الحلّ السياسي للأزمة السورية، وما يوفّره من استقرارٍ للشعب السوري بكل مكوّناته. وإلى أين ستصل الجهود الدولية فيما بعض الأطراف لا يزال يمسك بملف النازحين كورقة ضغط؟

هذه النقاط والمحاور سنحاول طرحها مع ضيفنا في حوار الساعة لليوم عضو مجلس الشعب السوري الأستاذ خالد العبود.

أهلاً بكم إلى حوار الساعة.

 

(فاصل)

 

وفا سرايا: صباح الخير أستاذ خالد، صباح الخير مشاهدينا الكرام. إسمح لي أن أبدأ من المقدّمة، وبداية المقدّمة التي أشرت إليها، مع اقترابنا على بُعد فقط شهرين من السنة التاسعة لهذه الحرب التي شُنّت على سوريا، هل يمكن القول بأننا اقتربنا من بلورة حل سياسي وإلى خواتيم هذه الحرب، أم ما زالت هناك عقبات عديدة سوف نفصّلها بطبيعة الحال في سياق الحلقة؟

 

خالد العبود: بداية سيّدتي لك التحية وللسادة المشاهدين ولفريق الميادين.

أنا في تقديري أنه يجب النظر إلى الأهداف التي قام عليها العدوان، إذ إنني أصرّ على أن الذي حصل في سوريا هو عدوان، وليس كما حاول البعض أن يتحدّث عن أنها أزمة داخلية، بالرغم أنه على أكتاف هذا العدوان قامت مجموعة من الأزمات. صحيح هناك أزمة اقتصادية نتيجة هذا الحصار على الدولة والشعب السوريين، وهناك أيضاً أزمة سياسية باعتبار أن هناك من استُعمِل كأدوات في سياق العدوان على سوريا.

الآن ونحن على أكتاف السنة التاسعة، أنا لا أميل إلى القول بأنه سوف يتبلور حل سياسي. أنا أميل إلى القول بأن الدولة السورية وأن الشعب السوري انتصرا على هذا العدوان. الحل السياسي في تقديري أنه كان شمّاعة أو كان منصّة استثمار تشتغل عليه أطراف العدوان أو اشتغلت عليه أطراف العدوان عندما لم تستطع أن تحقق أهدافها في الميدان.

عزيزتي يجب الانتباه إلى أن عنوان الحل السياسي لم يكن منذ الأيام الأولى. على العكس تماماً. الدولة السورية بقيادتها دعت إلى حوار منذ الأيام الأولى، وقامت بإجراء هذا الحوار، وقامت بتعديل الدستور، وأوجدت قوانين جديدة على مستوى الأحزاب، قانون الطوارئ، إعطاء الجنسية لبعض الإخوة الكرد. هذا كله حصل لكنه حتى لحظتها لم نسمع يومها أنّ هناك أطرافاً تريد حلاً سياسياً. على العكس تماماً، عندما لم تستطع أطراف العدوان أن تحقّق منجزها، أهدافها في الميدان ذهبت إلى شيء إسمه الحل السياسي.

إذاً الحل السياسي هو نتيجة انزياح في جملة أهداف أطراف العدوان الذي شنّ على الدولة السورية. لهذا أميل إلى التأكيد أنه على أكتاف السنة التاسعة تؤكّد الدولة السورية ويؤكّد شعبها أنهما على شرفة الانتصار تماماً.

 

وفا سرايا: سأنطلق من هذا الكلام المهم أستاذ خالد، بأنك غير مؤمن حتى الآن بأننا أمام، بعام 2019، الحل السياسي الذي سينهي هذه الحرب التي شُنّت أو العدوان كما أسميته على سوريا.

بالمقدّمة، ما يحكى عن هذه التعقيدات، التهديدات الإسرائيلية تحديداً، العدوان الإسرائيلي المتكرّر بين فترة وأخرى وما جرى في الشهر الفائت، تحت ذريعة وجود القوات الإيرانية أو الوجود الإيراني في سوريا. هذه الغارات طرحت العديد من التساؤلات. لمن كانت الرسائل؟ للداخل السوري أم لحلفاء سوريا بداية أستاذ خالد؟

 

خالد العبود: عظيم. أنا في تقديري أهم ما في المشهد هو الذي يحصل على مستوى هذا المعنى، بهذا المفهوم، ما الذي يريده الإسرائيلي، ما الذي أراده الإسرائيلي قبل ذلك أيضاً.

أنا في تقديري أخت وفا، يجب الانتباه إلى أن الإسرائيلي مر بمراحل متعدّدة لجهة موقفه من الحاصل في سوريا. في المرحلة الأولى كان يساهم، كان منخرطاً في العدوان على الدولة السورية، وتمثل ذلك ليس فقط بدعم مجموعات مسلحة أو إرهابية. على العكس تماماً، هو مارس نفوذه واستعمل ذراعه النارية الطويلة باتجاه أهداف سورية منذ الأيام الأولى، وبهذه العملية كسر ما سُمّي بقواعد الاشتباك.

قواعد الإشتباك لعام 1974 كسرها الإسرائيلي ولم يكسرها السوري، وبالتالي كان لا بدّ من رد سوري. يومها يجب أن نتذكر، وأنا أؤكد في كل إطلالة تقريباً على الميادين على هذا العنوان، الرئيس بشّار الأسد خرج بعد هذا العدوان وقال بأنّ الإسرائيلي كسر قواعد الاشتباك، سنردّ عليه. كيف نردّ عليه يا سيادة الرئيس؟ قال بإيصال كل الصواريخ والأسلحة التي تريدها المقاومة وتحويل جبهة الجولان إلى جبهة مقاومة مفتوحة.

هذا في الحقيقة أخذ يومها، البعض علّق سلباً على هذا الكلام. أنا في تقديري كل الذي حصل من يومها حتى اللحظة هو أن الرئيس بشّار الأسد كسر قواعد الاشتباك. كيف؟ ليس من خلال الانقضاض أو استهداف مواقع إسرائيلية، لا، كسر قواعد الاشتباك بخارطة الميدان العسكرية. الإسرائيلي بعد فترة من الزمن أدرك بأنّ كسر قواعد الاشتباك من خلال خارطة ميدان عسكرية جديدة يقودها السوري هي مؤثرة عليه.

 

وفا سرايا: يقودها السوري، نحن نتحدّث أمام محور، لأنه لا نتحدّث فقط عن شعار لهذا المحور، أليس كذلك أستاذ خالد؟

 

خالد العبود: لا، لا.

 

وفا سرايا: وهذا ما أكّده بكلامه الأخير السيّد نصر الله.

 

خالد العبود: قولاً واحداً، حتى لو لم يقله سماحة السيّد، لا، نحن في المعرفة وفي المعلومات وفي المعطيات كمثقّفين، كمحلّلين، كمتابعين، نحن ندرك ذلك. ليس هذا جديداً على فكرة، لا، هذا قديم لكن ربما لم يكن واضحاً لنا في الإعلام. هذا الحلف لم يعد حلف شعار كما يظن البعض، لم يعد حلفاً افتراضياً كما يظنّ البعض، لا، أنا أجزم في هذا السياق أنه حلفٌ مُنجَز منذ سنوات عديدة لكنه لم يُرِد يومها أن يعبّر عن ذاته، لماذا؟ لأن المرحلة لم تكن مناسبة. اليوم في سوريا يعبّر عن هذا الحلف عن ذاته.

نعم، في سوريا تشكلت خارطة ميدان عسكرية جديدة يخشاها الإسرائيلي، فالإسرائيلي، كل الذي  تتابعونه من خلال استعمال ذراعه النارية باتجاه أهداف سوريّة، هو يحاول أن يضغط، من أجل ماذا؟ وهنا أريد أن أوضح للسادة المشاهدين أمراً، وهو أنّ الإسرائيلي يريد أن يذهب مع السوري إلى نصف معركة وليس إلى معركة كاملة.

ماذا تعني نصف المعركة بالنسبة للإسرائيلي؟ الإسرائيلي يريد أن يدير نصف معركة مع السوري لإيصاله أو لتوصله هذه النصف معركة إلى الأمم المتحدة. الأمم المتحدة يعني مجلس الأمن وإعادة تطبيق قواعد اشتباك 74، فض اشتباك الـ 74. السوري ماذا يعمل معه؟ لا يريد أن يعطيه نصف معركة.

 

وفا سرايا: أفهم من هذا الكلام بأن الهدف الإسرائيلي العودة إلى قواعد الاشتباك عام 74 ولكن الملفت أستاذ خالد أيضاً، لكن بالمرة الأخيرة، إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية صراحةً بتنفيذها لهذه الغارات، ليس ذلك فحسب، أنّ هذا الإعلان تم أثناء حدوث الغارات وتبناها بشكل واضح نتنياهو.

ما الذي تريده بذلك إسرائيل، بهذه الوقاحة التي وصلت إليها في الشهر الفائت بعدوانها الأخير؟

 

خالد العبود: عظيم جداً، وسؤالك رائع لجهة كيف أنه يعلن، في مرّات سابقة لم يعلن، في مرات سابقة ربما بعد فترة من الزمن خرج علينا قائد أو مسؤول إسرائيلي بين قوسين طبعاً، ليقول إننا نفّذنا عدواناً أو كان مضى عليه.

لكن الجديد أن الإسرائيلي عندما يؤكّد كلامنا ويؤكّد رؤيتنا أنّ الإسرائيلي يحاول أن ينخرط، عندما استعمل ذراعه النارية الأخيرة، يريد أن يقول إنني استعملت هذه الذراع، لماذا؟ لأنه يريد أن يثقل موقفه العسكري والسياسي لجهة أن هناك أشياء قد تغيّرت، يريد أن يصرّف بهذا الأمر للفت انتباه الروسي ولفت انتباه الأميركي لأنه لا يستطيع وحيداً أن يعيد قواعد اشتباك 74.

هو يحتاج إلى منصّة دولية ومنصّة إقليمية ومنصّة أممية، لهذا يعلن عن هذا العدوان ويخرج علينا ويقول إنني نفّذت عدواناً، لماذا؟ يريد أن يذهب مع السوري إلى طاولة غير مباشرة من أجل الوصول إلى مجلس الأمن الجديد وتثبيت قواعد اشتباك 74.

 

وفا سرايا: هذا ما دفع الدكتور بشّار الجعفري إلى رفع نبرة التهديدات ليقول مطار بن غوريون سوف يكون الهدف المقبل بالنسبة لنا إذا استمرت وتمادت باعتداءاتها وعدوانها على سوريا؟

 

خالد العبود: رائع، رائع جداً، الدكتور بشّار طبعاً من خلال المؤسّسة التي ينتمي إليها، مباشرة أعطته هذا العنوان، وهذا العنوان لاحظي، مثير جداً أنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى طاولة مفاوضات وإنما أشار إلى عنوان النار بالنار، بمعنى أنه يدرك أنّ الإسرائيلي يريد نصف معركة، ولكن ماذا ردّ عليه؟ ردّ عليه بمعركة كاملة، بمعنى هل تريدون أنه من خلال قذائف تمّ الوصول، صاروخية معينة إلى مطار دمشق أو على أكتاف مطار دمشق، هل تريدون أن نقصف مطار تل أبيب؟ هذا ماذا يعني؟ هذا يعني أن السوري لا يريد أن يعطي بالاً للضغط الإسرائيلي ولا يريد أيضاً أن يذهب معه إلى منصّة دولية جديدة تعيد قواعد اشتباك 74، لماذا يا عزيزتي؟ لأن السوري يعتبر أنه أنجز إنجازاً كبيراً في ظلّ العدوان الذي حصل عليه، لن يتنازل عن هذا الإنجاز بالسهولة التي يتطلّع إليها الإسرائيلي أو غير الإسرائيلي. يدرك الأميركي أيضاً ذلك ويدرك الروسي أيضاً ذلك لكن لا يتم تداوله بالإعلام والدبلوماسية.

 

وفا سرايا: بما أنك أشرت إلى الأميركي والروسي، سوف أعود للحديث إذا ما كان هنالك كما يقال عن حاجة روسية إيرانية متبادلة الآن داخل الجغرافية السورية خصوصاً مع ما حُكيَ عن افتراق المصالح في ما بعد بين الطرفين، وأيضاً ما ربط أستاذ خالد عملياً، هذا العدوان بتحسين القدرات الدفاعية للجيش السوري ومنظومة الأس 300 ولكن إسمح لنا ونحن نشير إلى الكيان الإسرائيلي، بإشارة إلى علاقة هذا العدوان بمنظومة الـs 300  وقدرة التصدّي الجوية بالنسبة لهذه التهديدات.

 

خالد العبود: سأجيبك بعد قليل عن هذا العنوان.

 

وفا سرايا: ولكن إسمح لنا أن نذهب إلى الميادين نت وهذا المقال للدكتورة بثينة شعبان تحت عنوان لنا أعمالنا ولكم أعمالكم.

 

الميادين نت: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، الدكتورة بثينة شعبان

بعد كل الضجّة التي أثارتها مقابلة السيّد حسن نصر الله داخل الكيان الصهيوني وعلى مختلف وسائل إعلامه، توصّل قادة هذا الكيان إلى الاستنتاج ذاته الذي كانوا قد توصّلوا إليه بعد عدوانهم على لبنان عام 2006، وهو أنهم سوف يتعقّبون السيّد حسن نصر الله وقيادة حزب الله.

ومع أن هذا مقرّر لديهم منذ عقود فإن إعادة تأكيده يدل على أمرين إثنين: أولاً إفلاس هذا الكيان تجاه مبدأ المقاومين الحقيقيين وصدقهم وتصميمهم، وأنه لا مجال لديه سوى أن يحاول التخلّص منهم لأن الصراع بينه وبينهم هو صراع وجود لا صراع حدود. وثانياً، إنّ هذا الإعلان يعيد تأكيد المؤكَّد، والذي علينا التوقّف عنده ملياًّ، وهو أنّ هدف هذا الكيان ومنذ بدايات تشكّله القضاء على القادة والنُخب واستهدافهم وتصفيتهم جسدياً إذا أمكن، سواء كانت هذه النُخب فلسطينية أم عربية أم عالمية، وذات توجّهات جذرية ضد الاحتلال والاستيطان والإرهاب.

وبهذا المعنى، فإن خطة المقاومة والمقاومين يجب أن تؤكّد أولاً صنع القادة وعناصر النخب والحفاظ عليهم وضمان أمنهم وسلامتهم في وجه التحديات التي تواجه قضاياهم. ومن هذا المنظور، يجب أن نفهم الضجّة حول قائد ما أو شخصية ما والأهمية التي يولونها لدور مثل هذا القائد. ولذلك فإن المُستهدَف في هذه الحال ليس شخصاً كما تردّد وسائل الإعلام الغربية وعلى مدى عقود بل المُستهدَف هو حال مقاومة تشكل أزمة وجودية لأجندات الاحتلال.

وعلينا نحن أبناء هذه البلاد التي تحاول أن تصنع تاريخها وتكتب قدرها بأقلام أبنائها، أن نفهم أولاً رؤاهم وخططهم واستراتيجياتهم التي تستهدفنا، وأن نميّز أشدّ التمييز بين مصطلحاتهم التي يستخدمونها في إطار دولهم وشعوبهم وبين مغزى هذه المصطلحات ومراميها حين يستخدمونها في أيّ شيء يتعلّق بحاضر أو مستقبل بلداننا.

 

وفا سرايا: سننطلق من الكلام الذي ورد بمقالة الدكتورة بثينة أستاذ خالد، وأيضاً تعقيب على هذا العدوان الإسرائيلي بالأهداف التي يحقّقها تحديداً بعد فشل كل الرهانات على الوكيل في الفترة الماضية بالسنوات الماضية.

إلى أي مدى اليوم المُستهدَف حال هذه المقاومة وليس طرفاً بحد ذاته، ليس حزب الله أو ليس إيران وليس سوريا، بل هنالك أزمة وجودية أمام إسرائيل إذا ما استمر بمراكمة هذه الإنجازات هذا المحور، وربطه لو سمحت بالنقطة التي أردت التعليق عليها بمنظومة تدريب الأطقم السورية لمنظومة الأس 300 وهذا الخوف الإسرائيلي من ذلك؟

 

خالد العبود: عزيزتي، في تقديري بأنّ ما فعله هذا الحلف الذي أشرنا إليه قبل قليل، وأنا هنا أتناول المسألة من زاوية معرفية وليس من زاوية سياسية. أجزم في هذا السياق أن حلفاً قد تشكّل وأعاق مرور المشروع الأميركي على مستوى المنطقة، وكل التداعيات والانزياحات التي ترينها ونراها جميعاً على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي هو نتيجة أنّ هذا المحور وقف في وجه المشروع الأميركيّ على المستوى الإقليميّ.

كل شيء نتابعه على المستوى الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم وعلى مستوى الإقليم هو نتيجة أنك أنتِ من خلال هذا المحور أفشلت المشروع الأميركي. ما نلاحظه لجهة فنزويلا حتى، البعض اليوم يتساءل عن فنزويلا، ما نلاحظه لجهة الموقف الأميركي إن كان في سوريا أو العراق، إن كان حتى لجهة بعض عناوين المنطقة، هذا الخصام وهذا التنابُذ بين بين السعودي بين التركي بين القطري، كله ناتج إخفاق المشروع الأميركي. أنت تتحدثين عن حلف ليس افتراضياً، حلف واقعي موضوعي أفشل المشروع الأميركي.

عندما نقول أفشل مرور المشروع الأميركي هذا ماذا يعني؟ هذا يعني أنّ الإسرائيلي الآن هناك ضغوط عليه وهو في أزمة حقيقية لجهة وجوده، ليس حدوده، هنا ليست المسألة مسألة حدود كما يقاربها إخواننا في حزب الله، الجليل وشمال فلسطين، هم يتلاعبون بهذه المفردات لجهة أنهم لا يركّزون على الحدود إنما يهدّدون الوجود بحد ذاته. هذا الحلف يهدّد اليوم الوجود الإسرائيلي. لهذا هناك أزمة إسرائيلية صهيونية داخلية، وعلى فكرة هي ليست أزمة فقط داخلية، إنما هذه الأزمة نتيجة استعمال إسرائيل من قِبَل قوى دولية وعالمية، أنا باعتقادي أنها أزمة دولية لجهة طرف دولي او اصطفاف دولي. هذا يجب أن يكون واضحاً للجميع.

 

وفا سرايا: المكسب لمَن؟ هل هنالك مكسب روسي أم مكسب إيراني؟ حول هذه النقطة التي يقال بأن هنالك الحاجة الروسية الإيرانية للبقاء بالجغرافية السوريّة رغم أن هنالك تصريحات ورغم الزيارات المكوكية التي جرت ما بين موسكو وتل أبيب، إلا أنها لم تحصل على هذه الضمانة إسرائيل من روسيا بإبعاد القوات الإيرانية أو هذا الوجود الإيراني في سوريا؟

 

خالد العبود: عزيزتي وفا، لاحظي، سماحة السيّد له كلمة في يوم من الأيام عندما تحدّث عن الدور السوري والإيراني، خاطب الأشقاء اللبنانيين على مستوى الداخل، وقال لهم بالحرف الواحد مبتسماً، قال يا إخوان نحن استثمرنا، استغلّينا الوجود، لا أريد أن أقوّله أكثر من ذلك، استغلّينا الموقف السوري والموقف الإيراني فأنجزنا مقاومة. السوري ليس أقل ذكاء يا عزيزتي من الإخوة والأشقاء في حزب الله. لا، هو يستثمر في القوّة الإيرانية ويستثمر في القوّة الروسية.

لكن مَن الذي استفاد؟ أنا بتقديري هو لم يستفد، أنا بتقديري استفاد الروسي وسيستفيد ولماذا لا يستفيد الإيراني، وسيستفيد ولماذا لا يستفيد السوري، لكن الذي استفاد استراتيجياً بتقديري الفلسطيني. الفلسطيني اليوم هو الذي استفاد من هذا الحصار أو الزحف الاستراتيجي ربما الصامت في كثير من الأحيان باتجاه كيان الاحتلال، عندما نتحدّث عن أزمة وجود لكيان الاحتلال، نعم، هناك سوريا تستفيد، لكن المستفيد الاستراتيجي الحقيقي أنا بتقديري هو الشعب الفلسطيني.

 

وفا سرايا: إعادة البوصلة إلى القضية الفلسطينية. أستاذ خالد، لنكسب أكثر الوقت، هل هنالك يمكن إشارة سريعة، لكن لنستفيد من وجودك معنا لأنه أيضاً هنالك العديد من الملفات في ما يتعلّق بالشأن السوري.

إسمح لنا أن نذهب إلى فاصل قصير ومن بعده سوف نتابع هذه الحلقة. وسنبدأ تحديداً بتصريحات أردوغان التي تحدّث فيها وقال بأن العلاقات على مستوى منخفض لم تنقطع ما بين تركيا والجانب السوري من الناحية الاستخباراتية، وماذا عن سياق هذا التصريح وفي هذا التوقيت تحديداً؟

ولكن إسمح لنا أن نذهب إلى فاصل قصير مشاهدينا الكرام، من بعده نعود لمتابعة حوار الساعة.

 

 

المحور الثاني

 

وفا سرايا: من جديد أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى الجزء الثاني من حوار الساعة، وسنستأنف هذا الجزء بهذا المقال من صحيفة البناء اللبنانية، تحت عنوان أردوغان يكشف عن اتصالات مع دمشق تمهيداً لقمّة سوتشي.

 

البناء اللبنانية: أردوغان يكشف عن اتصالاتٍ مع دمشق تمهيداً لقمّة سوتشي

قبل عشرة أيامٍ من قمّة سوتشي التي ستجمعه بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اتصالاتٍ استخباريةٍ مع سوريا، وهو ما رأت فيه مصادر واسعة الاطّلاع على العلاقات السورية التركية أنه اعتراف متأخّر بواقعة قديمة، لا يمكن وضعه إلا في سياق التمهيد السياسي للقمّة كمؤشّر على اعتراف بفشل الرهان التركي على استبعاد العملية العسكرية في إدلب، رغم محاولات التبييض التي بدأها مع جبهة النصرة تحت شعار إبعاد رموز التطرّف وتسويقها بثوبٍ جديدٍ وربما بإسم جديد، أمام إصرار روسي إيراني سوري على التعامل مع جسم النصرة كتنظيمٍ إرهابيٍّ بمعزلٍ عن الإسم والقيادة.

بالتوازي، فشلت رهانات أردوغان على إقامة منطقة آمنة عبر الزجّ بقوات تركية داخل الأراضي السورية في المناطق التي تنسحب منها القوات الأميركية. وبذلك صار المشهد الذي ينتظر قمّة سوتشي له ثلاثة محاور، هي تثبيت التفاهمات حول اللجنة الدستورية، وإطلاق الضوء الأخضر لعملية عسكرية في إدلب، حيث سيكون صعباً تفادي مشاركة الجيش السوري وقوى الحلفاء فيها، وفتح الطريق للسير في تعويم اتفاق أضنة بين الدولتين السورية والتركية لضمان الأمن عبر الحدود واعتبار مناطق انتشار الجيش السوري المنطقة الآمنة.

 

وفا سرايا: أستاذ خالد، يبقى خاطف الأضواء الشمال السوري وشرقه، ولكن إسمح لي أن أبدأ ممّا كشف عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن هذه الاتصالات التي بقيت مستمرّة على مستوى منخفض مع الجهاز الاستخباراتي السوري.

برأيكم بأي سياق تأتي هذه التصريحات، وهي الأولى من نوعها؟ هل بسياق التمهيد السياسي للقمّة الثلاثية التي ستجمعه بروحاني وبوتين؟

 

خالد العبود: عزيزتي، دائماً كنّا نقول بأنّ هناك ظاهراً سياسياً وهناك ما هو باطن أمني. الظاهر السياسي هو الذي يتحدّث عنه أردوغان الآن أو حتى هذا اللقاء الثلاثي الذي أشرت إليه أو اللقاءات التي سبقت، دائماً كنا نؤكّد على أن العنصر الأمني، الفعل الأمني هو الذي يصنع مثل هذه الفضاءات وهو الذي ينجز مثل هذه الحالات والمنصّات الجديدة حتى التوافقات.

أنا في تقديري بأن ما أشار إليه أردوغان، وكنا دائماً نقول على أنه لا تصدقوا أردوغان بما يقوله، فهو له لعبة مختلفة تماماً. أردوغان يلعب في مكان آخر مختلف تماماً، لا يتعلق بكل ما يتحدّث عنه. في تقديري أنا بأن اللعبة كبرى على مستوى الجغرافية التي أشرت إليها، ليس فقط موجوداً فيها الروسي والإيراني والتركي والسوري، لا، يجب أن نتذكّر أنّ هناك قوى دولية متضرّرة من دخول الجيش العربي السوري أو استعادة أو هزيمة الفوضى في إدلب وبعض ملحقات حماة وحلب.

لماذا يا عزيزتي؟ علينا أن ندرك أن هناك جسم فوضى إذا ما ضغط عليه فإنه سيصبح في قلب أوروبا. لهذا لاحظي جيّداً عندما أشار ترامب إلى خروج القوات الأميركية، مَن الذي حرد وزعل؟ مَن الذي عبّر عن؟

 

وفا سرايا: الأوروبيون.

 

خالد العبود: أحسنتِ. لماذا؟ لأنهم ظنوا أن هناك اتفاقاً حصل بعيداً عنهم. كل اللعبة التي ترينها الآن في المنطقة هي للإجابة على السؤال التالي، أين سنذهب بفائض العنف الموجود في هذه الجغرافية؟ فائض العنف الذي يتعلّق بالسوريين، أي المواطنين السوريين الذين حملوا السلاح، الذين تورّطوا. الدولة السورية، نعم، ستُعيد تدويرهم وإنتاجهم من جديد لجة كونهم مواطنين. لكن هناك فائض فوضى جديد هذا موجود في هذه الجغرافية، أين سيذهب؟

الدولة السورية نتيجة أنها، يدرك أردوغان أكثر من غيره وترامب، أنها تقبض على مفاتيح استخباراتية هامة، لا تقبل ببقاء مثل هذا الجسم الفوضوي غير السوري. هنا الاختلاف، هنا تريد دول إقليمية ودولية مثل أوروبا التوافق.

 

وفا سرايا: لكن لماذا الآن اعترف عن هذا التواصل؟ قال حتى مع عدوك لا يمكن أن تقطع صلة الاتصال معه، وأيضاً ماذا عن الموقف السوري أستاذ خالد؟ ربما نفهم مبرّرات أردوغان بهذا التوقيت، ولكن أيضاً ماذا عن الجانب السوري؟

 

خالد العبود: أنا أشكرك طبعاً لأنّ كلام أردوغان، هو دائماً يحاول أن يخلق مناخاً جديداً لأية استدارة. من فترة ونحن نسمع كلمات مثل هذه الكلمات. طبعاً هو الآن يقول لك هناك تواصل استخباراتي، طبعاً من تحت الطاولة هناك تواصل غير مباشر، أدرك أدروغان بأنه أضحى بحاجة، لاحظي، أضحى بحاجة للجيش السوري كي يسيطر على هذه الجغرافية وللدولة السورية كي تقيه نار الإرهاب وحريق شرق الفرات.

هذا أصبح بالنسبة له ضرورة وحاجة. أعتقد أنها كانت إشارة ذكية حتى، وأنا تفاجأت من سماحة السيّد كيف أنه أشار إليها، وهو لم يتناول الموضوع من منصّة تحليلية وإنما تناولها من منصّة سياسية، أشار إلى هذا المعنى، بأنّ الدولة السورية أصبحت حاجة حتى بالنسبة للتركي، لماذا؟ لأن هذه الجغرافية المُصابة بحريق الفوضى لم يعد أحد يستطيع أن يسيطر عليها، وهو ما أشار له سيادة الرئيس بشّار الأسد منذ الأيام الأولى بأن هناك حريقاً وزلزالاً سيحصل على مستوى الإقليم.

أنا بتقديري الآن اردوغان ومجموعته وفريقه السياسي يحاول أن يخلق مناخاً جديداً يحاكي من به يا عزيزتي؟ لا يُحاكي السوري ولا يُحاكي الروسي ولا الإيراني، هو يُحاكي الداخل التركي، هو يريد أن يشكّل بيئة آمنة للانعطافة.

 

وفا سرايا: فقط رسالة إلى الداخل التركي أستاذ خالد؟ أليست أيضاً ربما رسالة تمهيدية للجانب السوري بأنه يريد التوصّل إلى اتفاق معيّن تجاه هذه المناطق، على الرغم من أنه عادت لغة التهديدات والتعزيزات العسكرية تحديداً لمنبج وشرق الفرات، وهذه العملية التي يُقال يمكن أن تذهب أطماع أردوغان أن يشنّ هذه الحملة العسكرية؟ وما الذي يردعه برأيك؟

 

خالد العبود: عظيم، أنا بتقديري، حتى يبعث رسائل تطمينية للسوري، لا، هناك وسيط روسي ووسيط إيراني يمكن أن يبعث هذه الرسائل، فهو لا يقوم ببعث هذه الرسائل أو بدفع هذه الرسائل باتجاه السوري.

ثانياً، علينا أن ننتبه يا أخت وفا، على أن أردوغان لا يريد أن ينسحب من ملف الاشتباك وبنظره وبحساباته أن يبقي على نفسه ولو ملاحظة واحدة. يريد أن يقدّم نفسه للداخل التركي على أنه قضى على جسم فوضى وحريق إرهابي في الخاصرة التركية، وبالتالي لا ينسحب من الاشتباك، يبقي على حال الاشتباك قائمة، فهو يناور بعنوان من هنا ويناور بعنوان من هناك. لكن لاحظي ما الذي فعله حتى اللحظة، من خلال عام ونصف العام حتى اللحظة؟ بالعكس، أنا في تقديري تآمر على بعض السوريين الذين كانوا منحازين لديه، لدينا معلومات تقول بأنه وافق على حريق بعض أولئك الذين دعمهم لمواجهة الدولة السورية، الزنكي وملحقات الزنكي. المعلومات تقول بأن أردوغان وافق على أن تأكلهم جبهة النصرة، ولماذا وافق يا عزيزتي؟ وهذا سؤال، أنا طبعاً، لدينا معلومات تقول أنه وافق أردوغان على أن تأكل جبهة النصرة مجموعة هذه الفصائل المسلحة التي دعمها والتي وقف إلى جانبها وغذّاها وحرّضها، لماذا؟ كي يوجد جامعاً مشتركاً بينه وبين السوري في مواجهة جبهة النصرة في ما بعد.

لماذا؟ لأن جبهة النصرة بحقّها قرار دولي، الفصائل الأخرى لا يوجد بحقّها قرار دولي، جبهة النصرة يوجد بحقّها قرار دولي، وبالتالي الجامع بين الروسي والإيراني والسوري والتركي هو مواجهة جبهة النصرة.

 

وفا سرايا: أو اجتثاث جبهة النصرة، ولكن أستاذ خالد البعض أيضاً ربطها بأنّ هنالك محاولة قطرية بالمحافظة على رمزية الجولاني بما يمثله بجبهة النصرة، فيما نحن رأينا في الأيام الماضية كان هناك استقالات من أبرزها القيادي الشرعي العسكري البارز بهيئة تحرير الشام أبو يقظان المصري، وكأن هذه خطوة، أيضاً محاولات لتأطير أو إظهار جبهة النصرة بشكل جديد بمحاولة تركية؟

 

خالد العبود: رائع، أرجو الانتباه أيضاً، نتيجة تصدّع، ونعود إلى ما قلناه في البداية، الإنجاز الكبير الذي حقّقه حلف المقاومة في مواجهة الطرف الآخر، أنّ الطرف الآخر والاصطفاف الآخر تصدّع. راقبي جيّداً، نلاحظ أنّ الروسي متماسك إلى جانب الإيراني وحزب الله يحدث مفاصل تشبيك رائعة مع سوريا، سوريا مع إيران، سوريا مع روسيا وهكذا. نلاحظ هذا الاصطفاف على العكس تماماً، نلاحظ أن العراق يصعد هذه العربة في حين أن الطرف الآخر هو يتآكل ويتناقص ويتجزّأ هنا وهناك.

إذا هذا يجب الانتباه له، هنا يأتي دور القطري والتركي، عندما وافق التركي أردوغان على أن تأكل جبهة النصرة الفصائل الباقية، أدرك القطري بأن اللعبة وأن الخطوة القادمة على جبهة النصرة. هنا المصالح القطرية، خاصة أننا عندما نتحدّث عن جبهة النصرة، نتحدّث عن إخوان مسلمين، جبهة النصرة إخوان مسلمين تدعمها قطر. هنا قطر وجدت أن أداة من أدواتها على مستوى الإقليم يبيَّت لها، ولا بدّ من أن يتم الانقضاض عليها. لهذا كل هذا الذي نتابعه اليوم أنا بتقديري هو يندرج تحت هذا العنوان. سيظهر في الأيام القليلة القادمة هناك تناقض، تبايُن. كيف سيحلّه التركي والقطري؟ لا أعرف، بين التركي وبين القطري.

 

وفا سرايا: كيف ستحلّ؟ أيضاً هنالك على ما يبدو إن لم أقل تناقضات، عتب واضح من قِبَل الروس على الأتراك بمضيعة الوقت، تحديداً عندما يقول المتحدّث باسم الرئاسة الروسية لكرملن ديمتري بسكوف بأن اتفاقات بلاده مع أنقرة بخصوص محافظة إدلب السورية لم تنفّذ بالكامل وكأنه أيضاً انتهاك تركي.

برأيك هل سيستطيع أردوغان أو تركيا أن يوازن ما بين العرض الروسي وما بين أيضا الآن العرض الأميركي بعد الانسحاب من شرق الفرات، ما سُمّي بالمنطقة الآمنة التي أهداها ترامب لأردوغان؟

 

خالد العبود: ضحك.

 

وفا سرايا: ما الذي أضحكك أستاذ خالد؟

 

خالد العبود: لا، أبداً، أنا أحيّيك أنك فتحتِ هذا الباب. أنا في بعض الأحيان أعتب على إعلامنا أن يردّد ذات المفردات التي يتمّ ترديدها من قِبَل ماكينة إعلامية جبّارة، تقودها الولايات المتحدة الأميركية أو المشروع الأميركي. وأنا أريد أن أسأل سؤالاً لطيفاً، الأميركي ذكّرونا أين وكيف ومتى خرج الأميركي أخلاقياً من تلقاء نفسه؟ في أي مكان خرج؟

 

وفا سرايا: لا في أفغانستان ولا حتى الآن في سوريا، نتيجة فشل كل مخططاته أو مصالحه، ولكن هل سلّم بأوراقه يمكن القول أستاذ خالد، بشكل كامل؟ لأنه بالأمس ترامب يقول سأبقي على قواعد عسكرية بالعراق لمراقبة إيران، لا يمكن أن نسلّم نحن بمخططات أميركية للمنطقة؟

 

خالد العبود: أخصّ الميادين بالمعلومة التالية، لم يوقَّع، وأنا آسف، أنا أعتذر من القيادة السورية، أنا لديّ معلومات سأقولها وآسف أنها لم تصرّح بها قبل هذه اللحظة. أنا أقول الآتي، لديّ معلومات تقول بأنّ الإخوة العراقيين لم يوقّعوا الاتفاق الأمني مع الأميركي إلا بعد موافقة سوريّة عام 2011، وتحديداً موافقة سيادة الرئيس بشّار الأسد، وإذا اضطرت سأذكر الأسماء التي جاءت سرّاً وعلناً إلى دمشق تترجّى سيادة الرئيس بشّار الأسد للموافقة ورفض إلا بشروطه. هذه واحدة يجب أن نثبتها للتاريخ.

 

وفا سرايا: شخصيات عراقية أم ما هي جنسية هذه الشخصيات التي أتت سرّاً إلى دمشق؟

 

خالد العبود: مسؤولون، مسؤولون عراقيون جاؤوا إلى دمشق وتمنّوا على سيادة الرئيس بشّار الأسد عام 2011.

 

وفا سرايا: على مستوى عسكري أم سياسي أستاذ خالد؟

 

خالد العبود: على مستوى سياسي، مسؤولون من الصف الأول. الآن أنا أقول الآتي، وصلت معلومات غير مباشرة للأميركي، أرجو يا أخت وفا أن نتنبه نحن بإعلام المقاومة ولا نردّد ما تقوله الجزيرة والعربية والبي بي سي وإلى آخره، الانسحاب الأميركي جاء أولاً نتيجة هزيمة الأميركي، فشل الأميركي. السوري بدأ يضغط على الأميركي ضغطاً من تحت الطاولة، هدّده من خلال رسائل غير مباشرة على أن السيناريو الذي حصل في العراق وكان لديك هناك عشرات آلاف المقاتلين الأميركان، هزمناك بفضل المقاومة العراقية المدعومة من سوريا، أعيد، من سوريا، المدعومة من سوريا، إيران كانت تأخذ الجانب السياسي بهذا الدعم، توازع حلف المقاومة هذا الدور. حزب الله وقف إلى جانب سوريا ودعم هذه المقاومة في العراق.

الرسائل تقول إننا هزمناك في العراق، وإننا ألحقنا بك الهزيمة بفضل مقاومة شعبية باسلة. اليوم لاحظي ماذا يحصل في شرق الفرات وعلى أكتاف الفرات من العشائر وغير العشائر، أعدّت العدّة لمواجهة مفتوحة مع الأميركي، الأميركيّ وصلته الرسالة. هو يريد أن ينسحب، إلى أين انسحب؟ لاحظي، هو أراد أن يقول أريد أن أخرج من سوريا ومن أفغانستان. بعد الضغط الإسرائيلي واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ما الذي حصل؟

 

وفا سرايا: صحيح من الكونغرس.

 

خالد العبود: ماذا قال؟ قال أريد أن أعيد الانتشار، سيذهب باتجاه العراق. البارحة إخواننا في الحشد الشعبي يهدّدون الأميركي، لماذا؟ لأن هناك يا إخوان في مطبخ لحلف المقاومة يتوزّع الأدوار، هذا المطبخ ليس قريباً كثيراً من الإعلام، ربما في بعض الأحيان يعطوننا شيئاً من هنا وشيئاً من هناك. الذي يحصل أن ترامب أراد أن يعيد الاتفاق الأمني مع العراق وأن يحاول سحب بعض القوات باتجاه جغرافية العراق، ماذا يقول البارحة؟ يقول لمراقبة إيران، وهو الحقيقة لا يستطيع من العراق أن يراقب إيران. الذي يريد أن يراقب إيران نووياً، لا يأتي بـ 10000 عسكري ويضعهم في العراق. لا، هذا كله يريد أن يكسر الاتفاق الأمني مع العراق. الأميركي يا أخت وفا، الأميركي، وأرجو تثبيت ذلك في الإعلام، الأميركي محاصر في المنطقة الخضراء في العراق في بغداد، في العراق حاصرنا الأميركي في المنطقة الخضراء في بغداد، بفضل المقاومة العراقية الباسلة.

 

وفا سرايا: هل توافق بأن هنالك اليوم مقاومة سياسية أيضاً، ليس فقط المقاومة العسكرية، التي تطالب بتشريع ذلك قانونياً، وهنالك مطالبة واضحة بإلغاء هذا الوجود واعتباره احتلالاً للعراق وليس وجوداً أميركياً مستحبّاً من قِبَل العراقيين؟

 

خالد العبود: أنا آسف جداً أنني سأطرح هذا الموضوع على الميادين. أنا قبل أيام كنت في العاصمة بغداد وكنت في مؤتمر فكري ثقافي إلى آخره واطّلعت قليلاً على الخارطة السياسية في العراق ولا أريد أن أتدخّل في الشأن العراقي، أنا من باب المحبّة ومن باب أنا قومي عربي وأنا إبن بغداد وإبن دمشق وإبن بيروت وإبن القاهرة، أنا أريد أن أتحدّث بأن الإخوان العراقيين يحتاجون إلى ظهير استراتيجي داعم أكثر من حلف المقاومة، إذ إنني أعتقد في هذا السياق أن هناك متناقضات وعدم تجانس في الفريق السياسي الذي يقود العراق وهذا انعكس على تشكيل الحكومة والتأخير ولا أريد أن أعطي حكماً قِيَمياً أرجوكم.

أنا أحاول أن أتطفّل لما يحصل في العراق، هناك تنازع في العراق، هناك تنازع في العراق وهناك تدخّل أميركي صارِخ في العراق. الآن أنا بتقديري يجب أن يستفيد العراق بكل خارطته السياسية، بكل تناقضاته، يجب أن يستفيد من الذي حقّقه حلف المقاومة ويجب الا يعتمد ويجب ألا يظن إطلاقاً بأننا عملنا على طرد الأميركي من أجل إعادة أي فريق سياسي آخر، أعيد بأننا عملنا على طرد الأميركي من أجل الوقوف إلى جانب أي فريق سياسي آخر، أبداً. السوريون بقيادة الرئيس بشّار الأسد انتصروا للمقاومة، أرجوكم في خطاب له سنة 2004 عندما قال سنقف إلى جانب المقاومة البطلة في العراق الشقيق. والله العظيم يا أخت وفا، لا أعرف أين كنت وقتها، يومها قامت الدنيا.

 

وفا سرايا: والدليل بالفترة الأخيرة إذا تحدّثنا عسكرياً، هذه الورقة التي منحت للمقاومة العراقية بقصف أي أماكن لتواجد داعش من دون حتى العودة للقيادة السورية، وهذا بقرار سوري، ولكن إسمح لي هنالك كسباق بهذه الفترة أستاذ خالد، بمن يفوز بقلب دمشق المدلّلة، هل الأتراك أم العرب خصوصاً بعد خلوة البحر الميت، اجتماع ست دول لأنه كانت أيضاً هنالك ضبابية حول هذا المشهد.

هذه الخطوات سوف نشير إليها، ولكن إسمح لنا أن نذهب إلى هذا المقال بهذا الإطار ونعلّق عليه. الشرق الأوسط اليوم أوردت بعنوانها اليوم خطوات أميركية أوروبية لضبط التطبيع العربي مع دمشق. فلنتابع.

 

الشرق الأوسط: خطوات أميركية أوروبية لضبط التطبيع العربي مع دمشق

كثفت واشنطن وعواصم أوروبية اتصالاتها مع دول عربية لضبط التطبيع مع دمشق ووضع شروط سياسية أمام ذلك، عبر تحديد سقفٍ مشتركٍ خلال القمّة الأوروبية العربية المقرّرة في مصر يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الحالي.

ويعقد في بروكسيل اليوم اجتماع مؤتمر وزاري للدول العربية والأوروبية تمهيدا لأول قمّة مشتركة بعد عشرين يوماً. وأبلغت مصادر دبلوماسية الصحيفة أن نقاشات جرت في الأيام الماضية بين العواصم المعنية للوصول إلى صيغة مسودّة البيان الوزاري الختامي، وإن إحدى العقد كانت الوصول إلى مواقف مشتركة من الملف السوري، إذ إن الدول الأوروبية تمسّكت بوضع بنود الحد الأدنى سياسياً التي تتعلّق بتنفيذ القرار الدولي 2254، ودعم المبعوث الدولي غير بيدرسون وتحقيق تقدّم في العملية السياسية وذلك بهدف ضبط التبيع العربي مع دمشق.

وتُبذَل جهودٌ لتنبي موقف الانخراط المشروط خلال القمّة الأوروبية العربية، إضافة إلى تمسّك الدول الأوروبية والمانحة بموقفها بربط المشاركة في إعمار سوريا بتحقيق تقدّم في العملية السياسية ذات الصدقية، خلال مؤتمر الدول المانحة في بروكسل يومي الثالث عشر والرابع عشر من الشهر المقبل. وقالت المصادر إن الدول الأوروبية حرصت على عقد مؤتمر المانحين قبل انعقاد القمّة العربية في تونس في الحادي والثلاثين من آذار (مارس) المقبل، وإنّ بعض الدول اشترطت التريّث في مسيرة التطبيع مع دمشق لعقد القمّة الأوروبية المتوسّطية، وإنّ دولاً أوروبية كبرى لن تقبل أن تعطي القمّة المشتركة شرعية لقرار قمّة تونس التطبيع مع النظام السوري.

 

وفا سرايا: أستاذ خالد، لم يتبق لنا سوى ثلاث دقائق، ولكن هذه المؤشّرات التي كانت تشير إلى الانفتاح العربي، عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، أيضاً اجتماع الدول الست بالبحر الميت، وكأنه الآن فرملتها ما عرف بمؤتمر بروكسل، مع أنه هناك تصريح واضح لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بالأمس، أنه من يحاول تجاهل سوريا، نحن كنا منذ البداية ضد هذا المؤتمر الأول والثاني لأن هناك تجاهلاً لدور سوريا.

برأيكم هل ما زال هذا القرار العربي المفرمل إما بزيارة بومبيو أو بالموقف الأوروبي؟

 

خالد العبود: هو مؤخّر، بمعنى هو مؤجّل، أي أنّ الأمر سيحصل، سيحصل، لكن علينا أن ننتبه دائماً على الإسرائيلي.

 

وفا سرايا: سيحصل في تونس في آذار المقبل برأيكم؟

 

خالد العبود: لا أدري، زمنياً، لا أعرف، لكن هناك عناوين محسومة، لكن مَن الذي يؤجّل ومَن الذي يحاول أن يفتح مثل هذه الملفات، الاشتباك أو مفاصل الاشتباك؟ الإسرائيلي. الأميركي يريد أن يخرج، عظيم، الدولة السورية تسيطر على كامل الجغرافية، عظيم.

إذاً أين خريطة الميدان العسكرية وقواعد الاشتباك الجديدة هذه ستؤثّر على الإسرائيلي كما قلنا قبل قليل؟ يا أخت وفا، تنبهي للسودان الذي قاتل حتى وجاءنا عمر البشير واستقبله سيادة الرئيس، ما الذي حصل في السودان ولماذا اليوم الأخبار نائمة عن السودان؟ لماذا؟

ما الذي حصل بالضبط؟ هذا فعل إسرائيل بتقديري، يحاول أن يعطّل أيّ تقارب مع دمشق. يسأل سائل كل هذا التأثير لكيان الاحتلال؟ أنا أقول نعم، هناك لوبيات صهيونية فاعِلة على مستوى العالم.

 

وفا سرايا: ألا توافق أنّ الخطر التركي الذي بات هو الأبرز بالنسبة لهؤلاء العرب اليوم بات يشكّل لهم أكثر من الخطر الإيراني، وهذا أيضاً ما كشف عنه سماحة السيّد حسن نصر الله، وكذلك بتصريح لأنور قرقاش يقول لديه رفض من قِبَل بلاده لإقامة منطقة عازِلة تركية في الأراضي السورية؟

 

خالد العبود: أنا آسف، أنا أعتذر من أخي وصديقي وحبيبي كمال خلف الذي أوجّه له التحية وأقول له المنهزمون لا يضعون قواعد اشتباك، والأدوات لا تضع قواعد اشتباك، لأصل إلى الإخوة العرب وأقول، بأن النظام العربي الرسمي المهزوم الآن لا يستطيع أن يؤسّس لقواعد اشتباك، لا مع الإيراني ولا مع التركي. هذه قواعد في المعرفة السياسية. وعندما قلت وأشرت إلى أنّ سماحة السيّد أضاء باتجاه هذا العنوان، إذا راجعنا كلامه نجد أنه قال بما يفكّر به البعض من العرب، كيف يفكّرون هم.

أنا بتقديري بتقديري أنهم غير قادرين على أن ينافسوا لا التركي، بهذه الأدوات وهذا الحضور والوجود والعقلية لا يستطيعون أن ينافسوا لا التركي ولا الإيراني، لا يوجد هناك يا سيّدتي في تقديري طبعاً بفضل القدرة، قدرة السوريين وذكاء وفطنة وفتاحة وذكاء وقيادة الرئيس بشّار الأسد لهذه المواجهة وهذا الصراع، هو الذي عطّل القوّة التركية وهو الذي عطّل القوّة الإسرائيلية وهو الذي منع فائض القوّة الأميركية من أن تصبح في العاصمة دمشق. لهذا علينا أن نعترف بهذه القوانين في السياسة، علينا أن نعرف بدقّة ما هي الضوابط الأساسية.

 

وفا سرايا: دمشق ستبقى حذرة من أية خطوة يتّخذها هؤلاء العرب رغم فتح سفارات أو وصول وفد إماراتي ووفود أردنية، الآن أيضاً ربما موافقة سوريا للمشاركة باجتماع البرلمانيين العرب؟

 

خالد العبود: تدرك سوريا أنه في نهاية المطاف سوف تعود العلاقات العربية العربية مع أجزاء واسعة من النظام العربي الرسمي، هذا في السياسة، تدركه جيّداً، ولكن لا يوجد لدى النظام العربي الرسمي، لا توجد لديه قدرة على إحداث قواعد اشتباك جديدة كي يأخذ في السياسة ما لم يأخذه بأدوات أخرى.

 

وفا سرايا: شكراً جزيلاً أستاذ خالد، للأسف انتهى الوقت، هنالك لديّ محاور كثيرة ونقاط كثيرة كنت أودّ أيضاً طرحها بهذه الحلقة ولكن للأسف انتهى وقت البرنامج.

أستاذ خالد العبود عضو مجلس الشعب السوري كنت معنا من العاصمة السورية دمشق. والشكر الأكبر لكم مشاهدينا الأكارم على طيب المتابعة لحلقة اليوم من حوار الساعة. في أمان الله.

حلقات أخرى

الكـــــل
أحمد بن بيتور - رئيس الحكومة الجزائري السابق
هاشم أبو رنّات - حسن رزق
يوسف الوسلاتي - رئيس تحرير صحيفة الشعب التونسية
شبكة الميادين

شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها.

  • الرئيسية
  • الأخبار
  • آخر الأخبار
  • المقالات
  • التحليل
  • الفيديو
  • الفيديو
  • البث المباشر
  • آخر الحلقات
  • البرامج
  • وثائقي الميادين
  • منوعات
  • إنفوغراف
  • صحافة البيانات
  • من نحن؟
  • ترددات الميادين
  • اتصل بنا
  • الميادين بالإسبانية
  • الميادين بالإنكليزية
  • الكتّاب
Android
iOS

جميع الحقوق محفوظة