النسخة
En Es
شبكة الميادين
  • الأخبار
  • الفيديو
  • الشاشة
  • إنفوغراف
  • اقرأ
  • رياضة
  • ثقافة وفنون
  • بودكاست
  • وظائف
  • المزيد
    • مجتمع
    • بيئة
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • أخبار منوعة
  • • مباشر
أخبار
  • الأخبار العاجلة
  • سياسة
  • اقتصاد
الفيديو
  • الميادين GO
  • تقارير أونلاين
  • فقرات
  • وثائقي الويب
  • ومضات
الشاشة
  • آخر الحلقات
  • قريباً
  • نشرات الأخبار
  • البرامج
  • تقارير إخبارية
  • وثائقيات
اقرأ
  • مقالات
  • الكلمة الأسيرة
  • رأي
  • تحليل
  • متابعات
  • صحافة
  • المدونة
إنفوغراف
رياضة
  • أخبار رياضية
ثقافة وفنون
  • أخبار ثقافية
  • أخبار فنية
  • فضاءات
  • تحقيقات
المزيد
  • مجتمع
  • بيئة
  • صحة
  • علوم وتكنولوجيا
  • أخبار منوعة
مباشر
  • التغطيات
  • ترددات البث
بودكاست
  • فيديو أونلاين
  • الميادين Go
  • تقارير أونلاين
  • فقرات
  • وثائقي الويب
  • ومضات
بيت القصيد

الفنانة العراقية آلاء حسين

16 آذار 2019 20:30 تقديم: زاهي وهبي إعداد: زاهي وهبي وغادة صالح إخراج: علي حيدر المنتج: غادة صالح

 

المحور الأول

زاهي وهبي: مساء الخير. ممثلة قديرة وإعلامية ناجحة ونجمة مُشِعّة صنعت إسمها في السنوات العجاف والزمن الصعب لكنّها عرِفت كيف تعبر خطوط النار وتتجاوز العقبات والعراقيل. فنانةٌ منذ نعومة أحلامها فتاة يافعة وقفت على خشبة المسرح، أدت أدواراً إلى جانب كبار المسرحيين في وطنها المنذور للتضحيات والمِحن، حصّنت موهبتها بالدراسة والثقافة، وكما نجحت في المسرح تألّقت في شاشة التلفزيون إعلاميّةً وممثلة. برعت في الدراما على أنواعها، إجتماعية، كوميدية وسواهما ورسّخت حضورها المتميِّز في المشهد الإبداعي في (عراق) الفنّ والثقافة، في (عراق) الحروب والمآسي المنتصر على الإرهاب والفِتَن، الحالم بالانتصار على الفساد والمُحاصصة ولا انتصار حقاً في الجبهتين بلا استعادة الدور الإبداعي المتنوِّر لـ (بغداد) العائِدة إلى فرح الحياة وهو فرحٌ يتضاعف وينتشر كالعِطر بحضور الفنانة العراقية المُبدِعة السيّدة "آلاء حسين" أهلاً وسهلاً، نوّرتِ "بيت القصيد"

آلاء حسين: أهلاً وسهلاً بك، شكراً، شكراً

زاهي وهبي: شرّفتِ ونوّرتِ

آلاء حسين: نورك والله، شكراً جزيلاً. أنا سعيدة جداً أن أراك، سعيدة جداً أنك قدّمتني هذا التقديم الهائِل وهو كثير جداً عليّ وأنا ربما لا أستحق لقب إعلامية، هي محاولات وليست أكثر  

زاهي وهبي: لا، ليست محاولات أبداً

آلاء حسين: محاولات لا أكثر

زاهي وهبي: محاولات ناجحة على كلّ حال

آلاء حسين: الله يحفظك

زاهي وهبي: "حياة الفهد" الفنانة الكويتية القديرة والعربية، النجمة المعروفة كانت نجمة طفولتك

آلاء حسين: نعم

زاهي وهبي: لماذا؟

آلاء حسين: ربما أوّل شخصية شاهدتها في حياتي كانت للسيّدة "حياة الفهد"، كانت في مسلسل يُعرَض على التلفزيون عنما كنّا صغاراً إسمه "خالتك ماشا"، فكنّا نحبها. في خفّة دمها وروحها أكيد يتأثّر الطفل

زاهي وهبي: هي و"سعد الفرج" أعتقد

آلاء حسين: يبدوا لي في هذا الشكل كان، فـ "خالتك ماشا" كانت مؤثرة جداً في الطفولة

زاهي وهبي: مَن سواها؟

آلاء حسين: الكثير والله، الكثير الكثير

زاهي وهبي: مثل؟

آلاء حسين: "راسم الجميّلي" على مستوى (العراق) الله يرحمه، "عبد الحسين عبد الرضا" الله يرحمه، الكثير من الأسماء أكيد

زاهي وهبي: حضرتكِ بدأتِ في سنٍّ مُبكِرة، في عُمر الـ 16 سنة

آلاء حسين: 16 سنة نعم

زاهي وهبي: في "منتدى المسرح المُعاصر" صحيح؟

آلاء حسين: صحيح

زاهي وهبي: ما هي سلبيات وإيجابيات البدايات المُبكرة بالنسبة لحضرتك؟

آلاء حسين: يعني كإيجابيات ربما أن يأخذ المرء الملاحظة من الأساتذة بشكلٍ مُبكِّر، يبدأ من حيث انتهوا أو من حيثما وصلوا. أنا عندما أخذت أتذكّر مسرحية "العباءة" كان أول دور رئيسي لي بعد منتدى المسرح وبعد "بستان الكرز" وبعد التجارب لي في المعهد، المُلاحظات التي كانت تأتيني كانت ملاحظات ممتازة من عمالِقة، من "محمود أبو العباس" و"عبد الحكيم جاسم" و"كاظم نصّار" وغيرهم، فكنت أبدأ من حيث انتهوا وهذا أجمل ما في الموضوع. السلبيات ممكن أن تكون

زاهي وهبي: مراهقتكِ مثلاً؟ لم تكن مُراهقة بالمعنى

آلاء حسين: نهائياً لم تكن، نهائياً لم تكن، صعب. أحياناً في هذا العُمر تكون الثقة زائِدة قليلاً فمن الممكن أن تَبدُر تصريحات أو آراء يعني فيها اعتداد بالنفس أكثر من اللازم

زاهي وهبي: نسمّيها "دعسة زائِدة"، نعم

آلاء حسين: زائِدة كانت، يعني 

زاهي وهبي: علّمتك الأيام يبدو والتجارب

آلاء حسين: لم تكن مناسبة لذاك العُمر يعني، أن تكون الثقة أحياناً زائِدة ليس صحيحاً

زاهي وهبي: خصوصاً الشُهرة في عُمر باكر ربما يتصاعد البخار قليلاً من الرأس  

آلاء حسين: نعم، أحياناً عند البعض وليس عند الكلّ

زاهي وهبي: الوالد كان يُرافقكِ إلى المسرح، إلى المنتدى وكان مُشجّعاً وداعماً في هذا المعنى

آلاء حسين: نعم، ولغاية اليوم والدي معي، حين أذهب لأصوِّر خارِج (بغداد)، خارِج (العراق) أحياناً يكون هو بمرافقتي طبعاً. سبب نجاحي ودعمي وسعادتي وجوده، وجود والدي ووالدتي وإخواني طبعاً

زاهي وهبي: الله يخلّيهم جميعاً، نُمسّيهم بالخير

آلاء حسين: الله يحفظك، شكراً 

زاهي وهبي: ونحيّي الوالد على هذا الموقف وعلى هذا الدعم ونُمسّي بالخير السيّدة الكبيرة "حياة الفهد" أيضاً

آلاء حسين: أي والله

زاهي وهبي: واسمحي لنا أن نذهب برفقتكِ في "علامة فارِقة" ورفقة زميلتنا "سحر حامد" إلى (صَوْفَر) في (جبل لبنان) لنستمع إلى ما تفضّلتِ به

علامة فارِقة - آلاء حسين:

- علاقتي بالكاميرا مُعقّدة قليلاً. أُحبّ أن أُمثِّل وأحب أن أشتغِل لكن لا أُحب أن أُشاهِد نفسي ولا أُصنِّف نفسي في أي مكان كان أبداً، أبداً، لكن أظلّ أنتقد نفسي كثيراً

- في التمثيل والأداء وحتّى في المقابلات والـ Interviews دائِماً عندي مُلاحظات أنه لا، هذه الجملة يجب أن تترتّب أكثر وكان من المفروض أن أقول لفلان شيئاً، دائِماً عندي Update، على طول

- كلّ إنسان يبحث عن الـ Perfection أو الكمال لكن من الصعب أن يقترب الإنسان منه أصلاً. عندما تصير محاولات دائِماً هناك أخطاء، أحياناً أخطاء لا تُغتفر بصراحة ولا أُسامح نفسي على أي خطأ أرتكبه، مستحيل، أكون قاسية جداً وأُعيد حساب هذا الخطأ مليون مرة وأُعاقب نفسي في شكلٍ قاس جداً، جداً، لا أصفح

- تأثّرت فنياً بكلّ الذين كنت أُشاهدهم في صغري، نجوم طفولتي، أسماء ربما لا تُعدّ ولا تُحصى، الكل على الإطلاق، كلّ أساتذتي كلهم كنت أُحبهم لكن كلّ مرة أُمثِّل مع أحد أساتذتي، أمثل مع نجم من نجوم طفولتي أشعُر بنفسي سعيدة جداً وكأنني لأول مرة أنال فرصة الوقوف أمامهم، شيء يُسعدني جداً

- في جديدي التلفزيوني متفائِلة، أحس أنّ خطواتي القادمة ستكون أوسع وأكثر دقة وأجمل

- الرضا مفهومٌ واسع، لا أستطيع أن أقول راضية ولا أستطيع أن أكون غير راضية. أحياناً عدم الرضا يضمن الاستمرار نحو الأحسن أو نحو التحسين. يبقى الرضا قناعة إلى حدٍّ ما، قناعة تُحقق سعادة، فعندي سعاداتي التي أنا فخورة بها

- أنا لا أحلم أبداً، في عُمري لم يكن عندي أحلام، عندي أهداف. مفردة حلم رومانسية قليلاً تليق بشخصٍ نائِم، فأنا لا أحلم. الهدف حتّى أتقدّم خطوة في اتجاهه، حقّقت أهدافاً كثيرة لكن أحسّ أن هناك أهدافاً أكبر وأوسع، فلا أحلام عندي       

- أخاف من المستقبل، يُرعبني. الشيء المجهول دائِما يُرعِب خاصةً عندما تكونين موجودة في بلد فيه القليل من عدم الاستقرار، فالمستقبل يكون مخيفاً دائِماً ومجهولاً. كفنانة ربما أنا رسمت لنفسي خطوات لكنني أخاف من الأحداث العَرَضيّة، يمكن أن يحدُث أي شيء قد يقلب مجرى حياتي وهذا يخيفني نعم، يخيفني كثيراً

- اليوم جئت لألتقي الأُستاذ "زاهي وهبي"، إعلامي مُثقف وإسم متميِّز جداً خاصةً عند العراقيين، له بصمة، له مقبولية واسعة. الدخلاء كثروا على منطقة الإعلام فصار من غير الدائم أن يرغب المرء في أن يأتي إلى لقاء أو أن يشارك في Interview

- هذا part مهم من حياتي وأحبه جداً، سعيدة به جداً

زاهي وهبي: سعداء بوجودكِ وبمحبتكِ، ومحبة العراقيين

آلاء حسين: الله يحفظك

زاهي وهبي: نتشرّف

آلاء حسين: هذه المحبة صار لها سنين

زاهي وهبي: على كلّ حال أنا كنت مؤخراً في (بغداد) ولمست طيبة هذا الشعب ومحبته. يستحق (العراق) و(بغداد)

آلاء حسين: ونحن سعداء جداً بقصيدتك التي غنّتها "فايا"، كانت رائِعة

زاهي وهبي: على كلّ حال سأختُم هذا اللقاء بالقصيدة ولكن مُلقاة بصوتي في شوارِع (بغداد)، تحيّة لحضرتكِ وللبغداديين

آلاء حسين: شكراً

زاهي وهبي: ما هي أخطاؤكِ التي لا تُغتفر؟ هل ارتكبتِ جريمة؟ (يضحك)

آلاء حسين: (تضحك). لا، هناك أخطاء كبيرة

زاهي وهبي: الإنسان الذي يكون قاسياً على نفسه، أليس متعباً هذا الأمر؟ يعني هو مفيد له ويطوِّر نفسه ولكن أليس متعباً نفسياً ومعنوياً؟

آلاء حسين: أي والله مُتعِب، مُجهِد أصلاً. يعني أنا كلما جلست وصفنت لأراجع نفسي وأُراجع أخطائِي أكون قاسية جداً، قاسية جداً. لا أكتفي بالعقاب الأول ولا بالثاني ولا بالثالث، أظلّ اُعاقب نفسي على الخطأ الكبير الذي ارتكبته

زاهي وهبي: على كلّ حال كلّنا نتعلّم من التجارب، كلنا نتعلّم من أخطائنا

آلاء حسين: نعم نتعلّم

زاهي وهبي: يعني يتعلّم منها الإنسان ولكن لا يجلد نفسه طوال الوقت

آلاء حسين: نعم، أنا أجلِد، أنا أجلِد  

زاهي وهبي: تقولين حضرتكِ أنّك تحمّلتِ الفقر وتنمُّر الزملاء، لماذا تنمُّر الزملاء؟ في أحد اللقاءات قرأت، في لقاء

آلاء حسين: أجل صحّ

زاهي وهبي: على ماذا يتنمّر الزملاء؟

آلاء حسين: في فترة الحصار الاقتصادي كان الشعب مقسوماً إلى طبقتين، طبقة فقيرة عانت من الانهيار وطبقة طفت

زاهي وهبي: مستفيدة، من تجار الحروب والأزمات وهؤلاء موجودون في كلّ مُجتمع

آلاء حسين: بالضبط، تجّار الحروب ومن لفّ لفّهم   

زاهي وهبي: نعم

آلاء حسين: فمن لفّ لفّهم كانوا متسيّدين قليلاً أو متسيّدات المشهد الفنّي. أنا كنت لا أستطيع أن أُقدِم على خطوة مثل هذه، أن أُقدِّم نفسي

زاهي وهبي: تنازلات أو

آلاء حسين: مستحيل. كنت فقيرة وكنت طالبة ووالدي كان موظفاً، فحين انهار الدينار العراقي أمام الدولار وقلّ الراتب كنّا نتكاتف في الشغل أنا وإخواني ووالدي وكنت طالبة أيضاً ومن اللازم أن أحقق طموحي وكنت أرغب في أن أشتغل شيئاً أنا أحبه وأقف مع أهلي، فكان بعض الأساتذة الزملاء، يعني في يوم من الأيام دخلت غرفة الأزياء وظللت أبكي. يعني تصرّفوا بسلوك تعيس. دعني أحكي لك الحادثة بشكلٍ مُختصر، كانت الشخصية تحتاج أن تلبس إكسسوارات، هو عمل تاريخي وحقبة من (تاريخ العراق) وكان من اللازم أن ألبس إكسسوارات شخصية ثرية

زاهي وهبي: يعني كأنها مُجوهرات وذهب و

آلاء حسين: مجوهرات وذهب وكذا، فأحضرت إكسسواراتي ولبستها، فقال لي أحد النجوم أمام المُخرِج والمنتِج: "هذا الذي تلبسينه ذهب؟"، وكنت لا أزال صغيرة جداً بالضبط سبع عشرة سنة، فقلت له: "لا والله أُستاذ، ليس عندي لأشتري ذهباً"، فالتفت إلى المخرج والتفتوا إلى المنتج وقال لي: " آه، تلبسين تنك" وبدأوا يضحكون ويقولون " تلبس تنك لأنه" لا أدري ماذا

زاهي وهبي: ما هذه السخافة

آلاء حسين: نعم، سخافة كانت قوية جداً وجرحتني جداً، فدَخلت إحدى النجمات تلبس ذهباً حينها، الكثير من الذهب حينها، فسلّموا عليها بكلّ حفاوة، وأنا وهم نعرِف ما هو Background هذه الشخصية. فبعد أن ذهبت هي، لم يكن من الضروري أن أجرحها، هي تحترمني وأنا أحترمها، فوقفت وقلت لهم: "الذهب الذي يأتي من الرقص في المسارِح كي أشتري به احترامكم لا يُشرّفني"، وتركتهم ودخلت، ولكن دخلت وبكيت وكنت قد تأذيت

زاهي وهبي: مثل هذه المواقف، هذه التجارُب ماذا علّمتكِ؟ ماذا تركت بكِ؟

آلاء حسين: قوّتني، لكنها أذتني. يعني في وقتها أذتني وجرحتني، وعندما أتذكّر الموضوع أتذكّره وكأنه حاضِر في هذه اللحظة. لكن في الدنيا تفصيلة حلوة، أنّ دائِماً هناك أشياء تكون جارِحة لكن حين تُصبِح خلفك وحين تلتفت إليها تبتسم

زاهي وهبي: أيضاً في فترة من الفترات ابتعدتِ لمدة سنة ونصف السنة تقريباً وقلتِ أنّ ذلك بسبب إساءة الأصدقاء المُقرّبين. هلّ هي الحادثة نفسها أم شيء آخر؟

آلاء حسين: لا، كانت تفاصيل أُخرى، هي لم تكن منذ سنة ونصف السنة بل كانت في الحقيقة ثمانية أشهُر

زاهي وهبي: سؤالي هو، في الحقيقة أنا لا أُريد أن أدخل في القيل والقال ولكن، إلى هذا الحد حضرتكِ حساسة؟ إلى هذا الحدّ هشّة بمعني سريعة العطب؟ وهلّ الابتعاد هو الحلّ؟ ألا ذلك يُحقّق غاية من يُريد الإساءة أو الأذى؟

آلاء حسين: لا، كنت محتاجة لأن أُصفّي ذهني ولم أكن أحتاج "شوشرة" زائِدة، و"الشوشرة" الزائِدة أتتني من أناس مقرّبين والحال التي كنت بها كانت تخصني وأهلي وبيتي فقط ولم أكن أحتاج إلى تدخل من أحد ولم أكن أحتاج إلى اجتهاد من أحد لذلك قرّرت الابتعاد

زاهي وهبي: مسألة شخصية جداً

آلاء حسين: خاصة جداً ولم أكن أرغب أن يتدخل أحد

زاهي وهبي: ماذا يبقى في الذاكرة من الخطوات الأولى؟ يعني نبدأ بالمشوار الحافل، من أول بطولة مسرحية مثلاً التي كانت في "العباءة" أليس كذلك؟

آلاء حسين: نعم

زاهي وهبي: أول دور تلفزيوني "عشّاق"

آلاء حسين: أوكي Good

زاهي وهبي: يعني هذه البدايات كيف تستعيدينها؟ كيف تنظرين إليها اليوم؟

آلاء حسين: كلما تذكرت شيئاً من البدايات أتذكّره وأنا مبتسمة وسعيدة وفخورة لأنني اشتغلت مع أناس ممتازين وتعلّمت من أساتذة رائِعين، مررت بخطوات ولحظات كانت هائِلة وجميلة، مليئة بالجمال، سعادات كانت بسيطة وصغيرة لكنني كنت فخورة بها، فخورة بالأصدقاء الذين كانوا يقفون إلى جانبي كيلا أضطرّ إلى التوقيع على عقد مسرحية تجارية أو دور لا يكون ممتازاً، وأصدقائي كانوا إلى جانبي. أصدقائي الذين كانوا يحضرون لي كتبي ويقولون لي: "لا، اقرئي هذه الرواية، اقرئي هذه القصيدة، أعرفي من هو " بابلو نيرودا"، اعرفي من هو كذا، تعرّفي على كذا". كانوا أصدقائي

زاهي وهبي: لو هناك أحد في عُمرِك آنذاك، اليوم شابة يافعة تدخل هذا المجال ماذا تقولين لها عن أهمية القراءة، قراءة الكتب والمسرحيات والقصائِد والروايات وكلّ هذا العالم الغني والثري؟

آلاء حسين: لن تكون شيئاً مؤثِراً وذات قيمة ما لم تقرأ نهائياً، لا تفهم في الحياة ولا تفهم في البشر ولا تفهم في شغلها ولا تستطيع أن تكون ذا عمق من دون القراءة، مستحيل

زاهي وهبي: هل لا زلتِ قارِئة جيدة اليوم؟

آلاء حسين: قارِئة جيدة نعم

زاهي وهبي: ساعدتكِ الثقافة العامة، القراءة، لتحصين موهبتكِ، لتحصين نفسكِ كإنسانة؟

آلاء حسين: طوّرتني كإنسانة، طوّرتني كممثلة، طوّرتني على كلّ الأصعِدة حتّى مع أهلي. يعني ربما ليس جديداً ما أقوله لكنه سلاح

زاهي وهبي: أتعلمين؟ هو ليس جديداً ولكن نحن للأسف في زمن مضطرّين لإعادة البديهيات، نعيد التأكيد على المُسلمات

آلاء حسين: صحيح، لأنّ الأجيال فالتة تماماً

زاهي وهبي: في طريقة غير طبيعية يعني، طبعاً لا يُمكننا أن نُعمِّم ولكن

آلاء حسين: أكيد هناك نماذِج قليلة ولكن القاعِدة أصبحت هي أنّ كلّ شيء فالِت عند الأجيال

زاهي وهبي: هناك اشتغال على تسطيح الوعي وتسطيح العقل العربي للأسف. كيف تحضر في ذاكرتكِ شخصية، ربما من أشهر أدواركِ المحفورة في الذاكرة شخصيّة "سليمة باشا مراد" الفنانة العراقية الشهيرة التي أديتِ حضرتكِ دورها في عمل يحمل ربما نفس الإسم

آلاء حسين: صحيح "سليمة باشا"

زاهي وهبي: كيف اليوم تحضر "سليمة باشا" في ذاكرتكِ؟  ولماذا إلى هذا الحدّ يعني حُفِرَ هذا الدور في ذاكرة العراقيين؟

آلاء حسين: يعني، هذه المرحلة من تاريخ (العراق) هي مرحلة ماسيّة، مرحلة الباشوات والخاتونات، مرحلة الجمال، مرحلة التأسيس للأُغنية العراقية الحديثة التي أسس لها الأخوان "الكويتي"، انعطافة هائِلة من "عثمان الموصلّي" إلى الأُغنية العراقية الحديثة التي تأسست على يد الأخوين "الكويتي"

زاهي وهبي: نعم، كانت "سليمة مراد" من أهمّ الأصوات في هذا المجال

آلاء حسين: من أهم الأصوات النسائية وفي طليعتها طبعاً

زاهي وهبي: نعم، وأُغنياتها لا تزال تُردّد إلى اليوم

آلاء حسين: لا تزال بنفس الجمال

زاهي وهبي: أصبحت كما الفولكلور

آلاء حسين: في نفس الجمال وفي نفس البهاء وفي نفس الرونق. هي و"ناظم الغزالي" ثنائي في الطرب العراقي لا يُمكن تجاوزهما

زاهي وهبي: في عمل آخر، كان ملفتاً اتقانكِ للهجة الجنوبية، جنوب (العراق)، أهل جنوب (العراق) رغم كونكِ بغدادية وابنة (بغداد) حضرتكِ. هذا الاتقان صحيح؟

آلاء حسين: لهجة جنوب (العراق) كانت في مسلسل إسمه "المدينة"

زاهي وهبي: إذاً ليس في "سليمة"

آلاء حسين: لا، "سليمة" أيضاً كانت بغدادية وكانت تعتنق الديانة اليهودية، إذاً كان عند اليهود في (العراق) طريقة لهجة خاصة جداً، قريبة جداً من اللهجة المَصلاويّة، لكن كي تصل في شكلٍ أخفّ حاولنا أن نُبيِّضها ونُظهِرها للمتلقي. أمّا في أعماق الأزقة في المدينة، نعم كانت جيدة قليلاً في اللهجة الجنوبية لأنّ أصدقائي المُحيطين بي أكثرهم من الجنوب، فأُذني متشبِّعة باللهجة الجنوبية ولم يكن الموضوع صعباً

زاهي وهبي: سيّدتي نُتابع الحوار الممتع مع حضرتكِ ونتعرّف أكثر أو نستعيد مفاصل تجربتكِ ولكن بعد أن نتوقّف مع مقتطفات من أعمال " آلاء حسين" وموجز إخباري سريع ثمّ نُتابع "بيت القصيد"

المحور الثاني  

زاهي وهبي: إذاً مُشاهدينا، نُشاهد لقطات وصُوَر للفنانة العراقية القديرة "آلاء حسين"، تستأهلين يعني    

آلاء حسين: كثير عليّ

زاهي وهبي: على العكس، اليوم حضرتكِ نجمة (العراق)

آلاء حسين: الله يحفظك

زاهي وهبي: سعداء بوجودكِ. الدراما العراقية، الدراما التلفزيونية في شكلٍ خاص لم تتخطَّ حدود (العراق) كما يجب بينما المسرح العراقي وصَلَنا، الأُغنية العراقية وصلت بنجاحٍ كبير، الفنّ التشكيلي أيضاً نعرِف كبار الرسّامين والنحّاتين العراقيين، الشعر والأدب إلى آخره. الدراما التلفزيونية لم تتجاوز حدود (العراق)، لماذا؟

آلاء حسين: لأنّ العملية تجارية بحتة ولها علاقة بالمال ولها علاقة بالتسويق ولها علاقة مباشِرة في الحصار. الحصار أسّس إلى قضيّة انحسار الدراما العراقية، الحصار عندما خرج (العراق) من دول التعاون الخليجي خلص، انتهى التسويق للأعمال العراقية. المُنتِج الخاص

زاهي وهبي: يعني الأزمات السياسية تركت أثرها على الدراما

 آلاء حسين: طبعاً، ولحدّ الآن

زاهي وهبي: في الحقيقة نشعُر أنّ الإبداع العراقي اليوم، المشهد داخل (العراق) مظلوم إعلامياً على المُستوى العربي

آلاء حسين: صحيح

زاهي وهبي: والإعلام العراقي مُقصِّر في إيصاله إلى المتلقّي العربي، صحيح هذا الانطباع؟ 

آلاء حسين: صحيح بالفعل، لذلك تجد أنّ الفنّ التشكيلي متصدِّر المشهد العالمي، الفن التشكيلي العراقي، الفنانون التشكيليون وليس فقط الرسّامين بل الرسم والنحت يتصدر المشهد

زاهي وهبي: نحن استضفنا مثلاً " جبر علوان" الرسّام العراقي الشهير، والأسماء عشرات إذا أردنا أن نعِدّ

آلاء حسين: طبعاً، طبعاً، يتصدّرون مشهد الشِعر والموسيقى، كلها تتصدّر المشهد العربي. الممثل

زاهي وهبي: الممثل العراقي مغبون

آلاء حسين: مغبون والمسرح هو أسير المهرجانات فقط مثل الأفلام القصيرة، نوعان من الفن أصبحا أسرى المهرجانات فقط خاصّةً في الشرق الأوسط وليس مثل (أوروبا). (أوروبا) لا، ما يزال المسرح فعالاً وما يزال مرتادوه، قبل فترة شاهدت مسرحية تُعرَض منذ ثلاثين سنة في (لندن)

زاهي وهبي: أكيد، سنتحدّث على كلّ حال عن تجربتكِ في المسرح لكن حضرتكِ وصفتِ الدراما العراقية وصفاً قاسياً بعض الشيء، أو قاسياً كثيراً وليس بعض الشيء، قلتِ إنّها إلى الهاوية والحضيض، لماذا؟

آلاء حسين: لا أتذكّر أنني قلت هكذا مُفردة

زاهي وهبي: قد يكون كما تعلمين، في النت وفي الصحافة أحياناً

آلاء حسين: يجوز أن يكون أحدهم قالها لكن إلى الهاوية ممكن لأنّ الحلقة مُغلَقة من قِبَل الدولة، الحلقة مغلقة من قِبَل الدولة من كلّ الجوانب، من كلّ

زاهي وهبي: لا تدعم الدولة العراقية في شكلٍ

آلاء حسين: لا تدعم الدراما ولا تقبل أن تشتري من المنتِج

زاهي وهبي: غريب، هذه صناعة

آلاء حسين: الدولة تُغيِّب المشهد الثقافي بالكامل وليس فقط الدراما، المشهد الثقافي كله كاملاً مغيّب من دون أيّة أهمية، مع العِلم أنّ الدراما هي أساس توعية الشعوب على القِيَم الإنسانية أولاً، والقِيَم المُجتمعية

زاهي وهبي: بصراحة أنا فوجِئت عندما كنت في معرض الكتاب ضيفاً في (بغداد) وأحييت أُمسية، أنّ هذا المعرض يُنظّمه اتحاد الناشرين العراقيين وأسمح لنفسي أن أقول أنّني فوجِئت حين قيل لي أنّ وزارة الثقافة لا تدعم بشكلٍ فعّال حتّى معرض الكتاب

آلاء حسين: صحيح

زاهي وهبي: غريب، هذا أمر غريب

آلاء حسين: ربما في السنوات الأخيرة لأنّ الميزانيات كلها انسحبت للحرب ضد الإرهاب

زاهي وهبي: لصالِح الحرب ضدّ الإرهاب، نعم. كم انعكس الواقع العراقي، منذ الحصار والحروب السابقة إلى الحرب على الإرهاب، على النصّ الإبداعي العراقي؟ يعني كيف تجدين أثر هذه الحرب من حيث الإنتاج والكمّ ومن حيث النوع، بمعنى أنّ الإبداع العراقي قارب الجرح العراقي؟ قارب الجرح العراقي كما يجب؟

آلاء حسين: أكيد لا، أكيد لا، لكن أكيد لم يُقارِب ولا وازى، لم يكن موازياً لحجم الفواجع التي مررنا بها لكن عندنا كُتّاب يُجيدون نزف الوجع على الورق، يجيدون هذا الشيء مثل "صباح عطوان" و"حامد المالكي" و"باسل الشبيب" و"أحمد هاتف" وأسماء كثيرة، "حسين النجار" و"حيدر النأثر"

زاهي وهبي: كلّها أسماء مُحترمة ونحيّيهم. هل انعكس هذا بصرياً؟ بمعنى في الأعمال التلفزيونية، في الأعمال السينمائية؟

آلاء حسين: المسيرة متعثّرة

زاهي وهبي: المسيرة متعثّرة، نعود إلى نفس

آلاء حسين: بل وربما مُعاقة حقيقةً، مُعاقة

زاهي وهبي: نتمنّى أن يتغيّر هذا الواقع. للحقيقة لأن زيارتي لا تزال حديثة وكانت أول زيارة لي لـ (بغداد) استشهِد مراراً أمامكِ، أنّ إقبال العراقيين على الكتاب، الحشود الهائِلة التي تشتري كُتباً شيء مُفرِح، شيء مُبهِج، شيء مُبشِّر لكنه يحتاج إلى دعم رسمي وإلى رعاية

آلاء حسين: أكيد

زاهي وهبي: نستمع إلى رأي في تجربتكِ، نبدأ أو نذهب إلى (بغداد) لنستمع إلى الممثل والفنان العراقي المعروف الأُستاذ "إيّاد الطائي"  

كلام يوصل

إياد الطائي - ممثل: "آلاء حسين" شاطرة في كلّ المجالات، هي ليست فقط إعلامية ولا فقط مُمثِلة، عندها مجالات كثيرة أُخرى لا أحد يعرِفها حتّى من الجمهور ربما قليلون يعرفونها، لكن هي نجحت في كلّ المستويات. أنا أجدها ممثلة على المسرح وسبق أن وقفنا معاً على المسرح، يعني أعتزّ بها وأتمنّى أن نقف معاً مرة ثانية على المسرح. في التلفزيون الشيء نفسه، شاهدتها في تقديم برامج ناجحة جداً وهذا في الحقيقة يعتمد على ثقافة الممثل ووعيه وإدراكه وهي ما شاء الله عليها منذ أن كانت في معهد الفنون الجميلة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه هي في تطوُّر مُستمرّ ولم تعتمد على النجومية ولا اتكأت عليها بحيث أن تكون لها الهالة التي تدفع عنها أخطاءها وأشياءها بل على العكس، طوّرت نفسها في شكلٍ ممتاز جداً وهذا التطوُّر ملحوظ كما أراه عبر الشاشات. عنيدة، بمعنى العناد الإيجابي وليس العناد السلبي. العناد الإيجابي كما نُسميه يقفل على هدفه، يعني من خاض تجربة المسرح وصلت به إلى مدى ممتاز جداً، كذلك عندما دخلت إلى التلفزيون ملأت مكانها. أجدها في كلّ مكان نشِطة وحرِكة، مليئة بالحيوية. جانبها الكوميدي كانت تخفيه، يعني فقط في جلساتنا الخاصة كنّا نضحك ونروي النكات وكذا، بعد ذلك ظهَرَت في البرامج الكوميدية التي كنّا نُشاهدها في شهر "رمضان" والتي كان لها صدى جماهيرياً ممتازاً جداً وصار لها حظوة عند الناس وأحبها الناس ككوميدية وأحبّوها أيضاً في أعمالها الجادة، ونحن كنّا نعرِف مدى احترامها للأدوار وتقديرها لها بالتالي في دراستها للدور هي ممثلة ليست هينة، يعني من يقف أمامها من اللازم أن يحسب حساباً. سؤالي لـ "آلاء حسين"، أقول لها: مشروعكِ القادم التلفزيوني، أيضاً أنتِ بعيدة عن هذا الجانب، ليتنا نرى مشروعاً آخر، أقصد غير البرامج الكوميدية. أتمنى أن أراكِ في مسلسل تملئين فيه مكانكِ كما في كلّ مرة، كما عملنا وكما فعلنا ولحد الآن ينادونكِ باسم الشخصية وأنا كذلك ينادونني باسم الشخصية لحدّ هذه الساعة التي أُسجِّل فيها. تحياتي لكِ ويا رب كلّ التوفيق والنجاح عزيزتي "آلاء"

زاهي وهبي: شكراً جزيلاً للأُستاذ الفنان "إياد الطائي"، تفضلي

آلاء حسين: لا يوجد كلام بعد كلام الأُستاذ "إيّاد". أنا و"إياد" اشتغلنا في أوّل مسرحية التي كانت قبل المنتدى، قبل "منتدى المسرح"

زاهي وهبي: نعم، قبل "العباءة" يعني

آلاء حسين: قبل "العباءة" وقبل "بستان الكرز". كان عندي دور صغير جداً جداً في معهد الفنون، كانت أطروحة أحد الطلبة كان "عبد الجبّار المَشهداني"، فكان هو بطل عائلة "توت" وأنا كنت شخصية صغيرة، كلّني طموح وكلّني أمل أن ينتبه أحد لي ويقول هذه ممثلة، أوكي لربما نعطيها قليلاً دوراً أفضل. فكان هو موجوداً، هو شاهِد على أوّل أعمالي

زاهي وهبي: على البدايات

آلاء حسين: على البدايات تماماً وربما كان صاحب أوّل المُلاحظات، ومشت المسيرة واشتغلنا كثيراً معاً وإن شاء الله سأجيبه على هذا السؤال في الأشهُر القادمة فهناك عمل درامي إن شاء الله كبير جداً يضمّ نُخبة هائِلة من الفنانين العراقيين

زاهي وهبي: إنتاج عراقي؟ داخل (العراق)؟

آلاء حسين: إنتاج عراقي داخل (العراق)

زاهي وهبي: هلّ يُمكن أن نأخذ إسمه أو تفاصيله؟

آلاء حسين: بعد أن يُكتَب

زاهي وهبي: لم يُكتب بعد؟ حسناً إسم المخرِج والمنتج

آلاء حسين: من إنتاج "MBC – العراق" طبعاً

زاهي وهبي: نعم

آلاء حسين: وإن شاء الله في الأشهُر القادمة عندما تكتمل كل العناصر، شريحة هائِلة من الفنانين العراقيين سيكونون موجودين

زاهي وهبي: أشار إلى إمكانياتكِ أو إلى الجانب الكوميدي في شخصيتكِ، وقدّمتِ حضرتكِ وربما آخرها كان "زرق ورق"

آلاء حسين: "زرق ورق" نعم

زاهي وهبي: "زرق ورق" وأولها كان "عزّوز" ومن؟

آلاء حسين: "عزوز وتمارا"

زاهي وهبي: و"تمارا". هلّ المُخرجون أو المنتجون انتبهوا لهذا الجانب؟ هلّ قدّمتِ كلّ ما لديكِ في هذا المجال أم من الممكن أن نراكِ أكثر في أعمال من هذه النوع؟

آلاء حسين: والله أوّل مرة اشتغلت مسلسلاً بسيطاً فيه مسحة كوميديا، وكان هناك أداء بيني وبين "علي جابر" في مُسلسل كان إسمه "مرافئ الحنين"، وكان فيه أداءً كوميدي قليلاً بيني وبين "علي جابر"، فبعد أشهُر بسيطة يتصل بي شخص إسمه "أُسامة الشرقي" قال: "أنا عندي تجربة كوميدية وكذا"، فلم أعرِف لماذا اختارني للكوميديا

زاهي وهبي: نعم

آلاء حسين: فالأخ "علي جابر" كان قد رشّحني وقال: "آلاء دمها خفيف وكذا ونحن في الكواليس ضحِكنا كثيراً"، فقلنا أوكي في الكواليس ضحِكنا ولكن من يقول أنّني على قدر الكوميديا؟ فخضت أول تجربة كانت من بطولتي مع "علي جابر" في "عزوز وتمارا" من إخراج "أُسامة الشرقي" ومن هناك بدأنا. استمرت أعمالي الكوميدية مع "أُسامة الشرقي" وأنا أثق به قليلاً فهو يفهمني وأنا أيضاً فهمت ما الذي يريده، يُقدّمني دائِماً في الشكل الذي أحبه وأتمناه، في الشكل العائِلي المُحترم والـ Lite Comedy يعني

زاهي وهبي: كما تعلمين في الشخصية العراقية الانطباع الأول هو الشجن العراقي، الحُزن العراقي، (كربلاء)، من "غلغامش" على مرّ التاريخ

آلاء حسين: على مرّ التاريخ صحّ

زاهي وهبي: كم هناك فعلاً مقدِرة عندكم على تقديم ابتسامة وإضحاك، هل إضحاك المشاهد والمتلقّي العراقي أمر سهل يعني يشبه بقية الشعوب؟ أم لا مطبوع

آلاء حسين: عند العراقيين بصفة عامة، وهي نفسها موجودة عندي، ردّتا فعل، إما ضحك أو بكاء

زاهي وهبي: أيوه، من الجيد أنهم لا يبكون في الحالين، في الحزن وفي الفرح يبكون. طبعاً الصُوَر النمطية عن الشعوب وعن المُجتمعات موجودة أينما كان. كلّ الاحترام يعني للشعب العراقي الذي فيه كلّ شيء، مثله مثل أي شعب آخر. سأُتابع مع حضرتكِ ونستمع أيضاً إلى آراء في تجربتكِ إضافية ولكن بعد أن نتوقف مع استراحة سريعة نُتابع "بيت القصيد"

المحور الثالث             

زاهي وهبي: إذاً مُشاهدينا الكرام نُتابع "بيت القصيد" مع النجمة العراقية "آلاء حسين". "آلاء" أتعني لكِ كلمة نجمة ونجومية والألقاب الشائِعة جداً في الأوساط الفنية اليوم؟

آلاء حسين: نعم، لكن أتعلم؟ ربما بعد ظهور الـ Social Media واحتلالها للموقف

زاهي وهبي: كلّ الشعب العربي

آلاء حسين: الكل صاروا نجوماً وصارت الألقاب بلا قيمة وصارت المفاهيم مختلطة وصار الذي يعمل "سناب" إسمه إعلامي وصارت التي "تتشلّح" ولا تدري ماذا تفعل بنفسها صار إسمها إعلامية وخراب كثير وكلهم يتصدّرون المشهد الذي لا أعرِف ماذا نُسمّيه. صارت التسميات والألقاب، سابقاً كانت مُفرِحة

زاهي وهبي: أتعلمين؟ من زمان مع الاحترام طبعاً للأشخاص، مغنّ لأنه طويل أطلقوا عليه لقب "المارِد العربي"، مع أنّ من المفترض أن يكون للقب معنى لا علاقة له بالشكل. كيف تختارين أدواركِ؟ قرأت أنّ حضرتكِ رفضتِ أدواراً عُرِضَت عليكِ خارِج (العراق) أثناء ربما الحصار أو أثناء الأزمات والحروب لأنك وجدتِ أنّ فيها إساءة لصورة المرأة العربية، رفضتِها. سؤالي، هلّ هذا حصل فعلاً؟ وما هي معاييركِ لقبول أو رفض أية شخصيّة أو أيّ دور؟

آلاء حسين: تمام. الرفض الذي صار كان على مسلسل لإحدى الدول المُجاورة. في المرحلة التي تمّ بها تناول الشخصيات العراقية كانت كلّ الشخصيات الموجودة سلبيّة، يعني أنت في الدراما أنت تُقدِّم القاعدة ولا تُقدِّم الاستثناء، تُقدِّم القاعدة وتمرّ في الاستثناء على عكس السينما. في السينما تُركِّز على الاستثناء، تمام؟ فالذي صار أن النصّ الذي كان مكتوباً قدّمَ كلّ العراقيين عبارة عن

زاهي وهبي: شخصيات سلبية

آلاء حسين: شخصيات سلبية، حرامي وراقصة وخادمة في الوقت الذي وجود الفرد العراقي في تلك المرحلة في هذا البلد أنعش هذا البلد اقتصادياً من كلّ الجوانب. فما كانت العراقية راقصة ولا كانت خادمة، لا كانوا هم أهل المال

زاهي وهبي: لا يُمكن اختزال شعب أو جنسية بصورة نمطية واحدة، يعني أكانوا عراقيين أو لبنانيين أو مصريين أو أية جنسية

آلاء حسين: طبعاً، الصورة النمطية هي صورة غلط تماماً 

زاهي وهبي: للأسف، نحن نعاني كثيراً من الصُوَر النمطية

آلاء حسين: المُشكلة أننا نُحبّ أن نُقلِّد، أنه خلص ما دامت إحداهنّ تلبس القصير يعني لبنانية وما دامت إحداهنّ تلطم فهي فلسطينية وما دامت واحدة لا أدري ما هي يعني عراقية. هذا التكرار المقيت فيه تغييب للوعي بصراحة

زاهي وهبي: للأسف، من يحتلّ الواجهة ليست النماذج التي تُقدِّم صورة حقيقية عن المُجتمع

آلاء حسين: عن بلدانهم وعن مُجتمعاتهم أبداً

زاهي وهبي: يعني في شكلٍ عام ونساءً في شكلٍ خاص

آلاء حسين: صحيح

زاهي وهبي: الإعلام يُركِز على

آلاء حسين: على أشياء سطحية تُفقِد قيمة البُعد الحقيقي للشريحة التي يتحدّثون عنها

زاهي وهبي: يعني كم هناك من نساء مُكافحات، مناضلات، مُجاهدات، أديبات، مبدِعات

آلاء حسين: طبعاً

زاهي وهبي: حضرتكِ تحلمين بتقديم شخصية فنانة تشكيلية قديرة

آلاء حسين: نعم

زاهي وهبي: "وداد القرفلي"

آلاء حسين: "وداد القرفلي" نعم

زاهي وهبي: لماذا تحلمين بتقديم هذه الشخصية؟

آلاء حسين: "وداد القرفلي" عندها تاريخ طويل هائِل، وعاصَرت مراحل سياسية في (العراق) كثيرة. عاصرت الفترة التي كان من الصعب أن تكون فيها امرأة تقود السيّارة وهي قادت سيارة، من الصعب أن تكون إمرأة متصدِّرة للمشهد التشكيلي وهي تصدّرَت المشهد التشكيلي، من الصعب أن تبرُز امرأة في مكانٍ ما وتكون صاحبة Gallery يُقدِّم فنانين، وهي قدّمت فنانين شباباً، قدّمت "حسام الرسّام"، قدّمت أسماء أصبحوا نجوماً على كلّ المستويات، قدّمت "كريم كنعان وصفي"، قدّمت حركة، قادت حركة ثقافية من بيت صغير. شخصية جميلة، شخصية صح متصالِحة مع نفسها، قد لا تكون أحداثاً عظيمة

زاهي وهبي: طبعاً مثل هذه الشخصيات تستحق أن تُقدَّم وأن تُروى سيرهم ولكن هلّ لدراستكِ، إلى جانب دراستكِ للتمثيل المسرحي وبشكلٍ خاص التمثيل، درستِ فنون جميلة في التصميم

آلاء حسين: التصميم نعم، الفنون التشكيلية، أحد فروع الفنون التشكيلية

زاهي وهبي: هلّ لدراستكِ في الفنون التشكيلية علاقة في اختيار شخصية الرسّامة والفنانة التشكيلية؟

آلاء حسين: أكيد، وأنا مُتابِعة إلى حدٍّ ما، قد لا أكون مُتابِعة ممتازة لكن مُتابِعة إلى حدٍّ ما الحركة التشكيلية العراقية لأنني أعشقها جداً، وتبقى عندي جذور مُرتبطة بالفنّ التشكيلي، مرتبطة بالرسم، مرتبطة بالذهاب إلى المتاحف في أي مكان أو أي بلد أزوره

زاهي وهبي: أنا أتمنى قريباً أن أستضيف "علي التاجر"، الفنان التشكيلي العراقي الخطير، يعني "أحطّ عيني عليه" كما يقولون بالعربي الدارِج. قبل أن أسألكِ عن تقديم البرامج وماذا أضاف إليكِ كممثلة وكإبنة المسرح في شكلٍ أساسي نستمِع إلى رأي آخر في تجربة حضرتكِ في "كلام يوصل" من الممثل الفنان الأُستاذ "محمّد هاشم"

كلام يوصل

محمّد هاشم - ممثل: "آلاء حسين" حقيقةً فنانة وصديقتي، قريبة لي. هي واحد للحقيقة الإنسان والفنان واحد، تنتمي للفن بشكلٍ كبير، تتماهى مع الشخصيات التي تؤديها. في السنوات الأخيرة للحقيقة، اشتغلت على نفسها كثيراً وطوّرت من نفسها على المُستوى الفني والثقافي والإنساني، وهذا الشيء للحقيقة يعني يُحتَسب لها. هي ملتصقة بالعمل، تُحبّ العمل كثيراً وتُحبّ النجاح كثيراً، يعني دائِماً تُحبّ أن تتفوّق ولهذا تراها مُخلِصة لحد أنها تنزعِج من إخلاصها ومن التزامها. أنا وهي عمِلنا كثيراً في التلفزيون، يعني أكثر من عمل، وفي المسرح ربما عمل واحد اشتغلنا. رغم تقدّم العُمر، ليس التقدّم لأنها لا زالت شابة لكنها تعيش حالة من الطفولة، تتصرّف بتلقائِيّة والبعض ربما من الذين لا يعرِفونها يفهمونها غلط. دائِماً حُسن النية عندها في التصرُّف، يعني ممكن أن تضحك، ممكن أن تُسلِّم، ممكن أن تُغمِّز، ممكن كذا، هذا كلّه نابع من الطفولة التي في داخلها. تُحبّ بلدها وتُحبّ عملها كثيراً وأنا أتمنّى لها كلّ التوفيق والنجاح وإن شاء الله تجمعنا تجربة معاً، إن شاء الله. "آلاء" يا "آلاء"، أولاً كيف حالِك، مشتاق لكِ، صار لنا فترة لم نلتقِ. نحن عندنا تجربة مسرحية، المفروض أن نشتغل تجربة مسرحية مؤجلة من زمان، دائِماً أقول أيمتى سنشتغل؟ فالسؤال الذي أطرحه على حضرتكِ، لماذا ابتعدتِ عن المسرح وأنتِ إبنة المسرح؟ يعني أيمتى ستشتغلين تجربة مسرحية؟

زاهي وهبي: يعني مُداخلة جميلة وسؤال وجيه من الممثل الأُستاذ "محمّد هاشم"، تفضّلي

آلاء حسين: إلى أن يأتي نصّ يستفزّني، إلى أن تأتي فكرة تستفزّني، تهزّني في الحقيقة

زاهي وهبي: عندكِ مشروع فيلم سينمائي من بطولتكِ وبطولة الأُستاذ "جواد الأسدي"

آلاء حسين: نعم

زاهي وهبي: المسرحي العراقي الشهير

آلاء حسين: نعم

زاهي وهبي: لكن أليس من الممكن أن يعرِض "جواد" عليكِ نصاً مسرحياً من كتابته وإخراجه ويكون مستفزاً؟

آلاء حسين: أكيد، هو المفروض إذا التقينا، إذا رجِعت إلى (بغداد) والتقينا سيحدث هكذا شيء، سيحدث هكذا مشروع

زاهي وهبي: خصوصاً أنّه الآن استقرّ في (بغداد) "جواد الأسدي"

آلاء حسين: استقرّ في (بغداد) نعم، صار له فترة وقدّم عملاً هائِلاً في (بغداد) وإن شاء الله حين نلتقي نبحث في الخطوة القادمة مع "جواد الأسدي". هو سيخوض تجربة التمثيل، هو سيمثل في الفيلم الذي كتبه

زاهي وهبي: ما هو، فيلم تدور أحداثه في (الموصل)؟

آلاء حسين: تدور أحداثه في (الموصل) عن قصّة حقيقية واقعية

زاهي وهبي: "النوتة والـ

آلاء حسين: "النوتة والسكين"

زاهي وهبي: لـ "رعد مشتت"

آلاء حسين: لـ "رعد مشتت" الكتابة والإخراج، صناعة الفيلم كاملة لـ "رعد مشتت"

زاهي وهبي: نعم. ما هي ملامح القصة؟

آلاء حسين: في الأحداث التي مرّت بها (الموصل) الجميلة قصة حبّ بين إثنين متزوّجين لكنهما بقيا في منزلهما، هي طبيبة. الأطباء مرّوا بظرف عصيب جداً مع الإرهاب

زاهي وهبي: نعم، وسمِعنا يعني هذه الأُمور وقرأنا عنها

آلاء حسين: كان الأطباء مُحاصرين في (الموصل) ولا يُسمَح لهم بالحركة من دون المُستشفى والبيت، ويقف عناصر الإرهاب على باب بيتها ويُحيطون بالمكان كي يحولوا دون هروبها لأنهم يحتاجون الكفاءات الطبيّة. فكانوا يحاصرون الممرضين والأطباء وكذا. هي زوجها كان

زاهي وهبي: طبيب؟

آلاء حسين: مُصوِّر، هي طبيبة وزوجها مُصوِّر فوتوغرافي، فأحب أن يوثِّق لحظة تنفيذ قصاص بأحد الجيران، هم يسكنون شارعاً مهدّماً تماماً من البيوت وبقي فقط بيتهم، فزوجها يتعرّض إلى رصاصة قنّاص، فتخرُج هي من البيت لكي تعيد إدخال زوجها وهي لا تدري إن كان مات أو يموت أو لا يزال على قيد الحياة

زاهي وهبي: نتمنّى أن نُشاهِد فيلماً ممتعاً من الناحية الفنية وطبعاً مؤثِّراً من الناحية الإنسانية

آلاء حسين: يا ربّ، يا رب

زاهي وهبي: و"جواد الأسدي" في دور داعشي؟

آلاء حسين: لا، (تضحك)

زاهي وهبي: تعلمين، لأنه صديقي معتاد على ممازحته، هو داعشي على المسرح في الإخراج 

آلاء حسين: هو داعشي على المسرح أي والله، كمُخرِج داعشي (تضحك)، ربما يزعل منّا. هو صعب جداً

زاهي وهبي: نتمنّى أن نشاهدكما في عملٍ مسرحي

آلاء حسين: يا رب، يا رب

زاهي وهبي: لأنّ فعلاً مسرح "جواد الأسدي" علامة فارِقة في المسرح العربي

آلاء حسين: صحيح

زاهي وهبي: أيضاً هناك فيلم آخر مع الأُستاذ "ياسر الياسري"؟

آلاء حسين: نعم

زاهي وهبي: هلّ اتّضحت معالمه أم بعد؟

آلاء حسين: أتّضحت معالمه، هو فيلم جماهيري أكثر لشباب يُقدّمون عملاً جماهيرياُ وسأكون أنا ضيفة في الفيلم، وهم كانوا فقط يرغبون ويقولون لي: "عندكِ هذه الرغبة في أن تخوضي هكذا تجربة حتّى لو كانت الشخصية ليست كبيرة؟"، فقلت لهم، "حتّى لو كانت من مشهد واحد أنا داعِمة وموجودة معكم، المهم أن تتحرك عجلة السينما"

زاهي وهبي: وفي جعبتكِ تجربة سينمائية يتيمة في السابق، "سرّ

آلاء حسين: نعم، "سرّ القوارير"

زاهي وهبي: كيف وجدتِ العمل، استهواكِ العمل في السينما؟ يعني نحن نعرِف أنّ هناك، صح كله تمثيل ولكن السينما تختلف عن الدراما التلفزيونية، المسرح أبو الفنون ويختلِف جذرياً عن كليهما. ما الذي استهواكِ في السينما؟

آلاء حسين: غرام وعشق السينما. أن تُركِز أنت على شيء واحد لمّدّة ساعة ونصف الساعة، الشخصية مُتّضحة الملامح ولا تحتاج أن تتعب لمدة ثلاثين حلقة في بناء مراحل مُختلفة نفسياً ولا من ثلاثين حلقة تضطر أحياناً أن تنزِل من الطموحات وتهبط على المدرج تحت ضغوط العملية الإنتاجية الخاصّة بالدراما، فأحياناً أنت من اللازم أن تُقدِّم ثمانية عشر مشهداً ومن اللازم عشرين مشهداً ومن اللازم في بعض المرّات ثلاثين مشهداً، ومن اللازم أن نخرُج من الـ Location، ومن اللازم، في السينما هذا الشيء غير موجود، في السينما أنت ملِك مزاجك، ملِك مزاجك وملِك الشخصيّة

زاهي وهبي: لكن لو خُيِّرتِ، إنّ عليكِ أن تختاري، إمّا مسرح أو تلفزيون أو سينما، ماذا تختارين؟

آلاء حسين: سينما

زاهي وهبي: سينما!

آلاء حسين: رغم تجربتي الوحيدة اليتيمة، لكن سينما

زاهي وهبي: لكن أليس من الممكن أن يقول أحدهم عنكِ أنكِ إبنة

آلاء حسين: غير بارّة للمسرح

زاهي وهبي: نعم، للمسرح يعني، بنت المسرح منذ أن كان عُمركِ أربع عشرة أو خمس عشرة سنة

آلاء حسين: صحيح، صحيح. لكن المسرح مثلما قلت لك يظلّ أسير المهرجانات بينما السينما لا، وظروف المسرح ظروف مُختلِفة. للمسرح جمالياته من ناحية أن تعيش مع الكادر حياة كاملة لكن السينما سحر مُختلِف

زاهي وهبي: التقديم التلفزيوني، تقديم البرامج التلفزيونية، حضرتكِ قدّمتِ برنامجاً سابقاً "خطّار"على قناة "الشرقية" في عام 2015 تقريباً

آلاء حسين: صح، نعم

زاهي وهبي: و"الصدمة" على الـ MBC

آلاء حسين: تماماً

زاهي وهبي: شاركتِ في تقديم "الصدمة" وحالياً تُقدّمين "النهر الثالث" على الـ MBC - عراق وهو برنامج حواري يستضيف قامات عراقية مُبدِعة وبرنامج للأطفال على قناة "الشرقية" أيضاً، "ماما لُـلوَة". قبل أن نتحدث عن "ماما لُـلوَة"، بشكلٍ عام التقديم التلفزيوني ماذا أعطاكِ؟ ماذا منحكِ، ماذا أضاف للممثلة؟

آلاء حسين: أضاف لي أشياء كثيرة على الصعيد الإنساني لأنّ برنامج "خطّار" كان مع عوائِل النازحين الذين كانوا من (الموصل) ومن المنطقة الغربية ومن (كركوك) أثناء فترة الحرب مع الإرهاب

زاهي وهبي: مع "داعش"

آلاء حسين: فعلى المُستوى الإنساني جعلني أحتكّ بالناس في أتعس ظروف الواقع الذي يمرّون به

زاهي وهبي: "الصدمة" أيضاً كان فيه احتكاك مع الشارع ومع الناس

آلاء حسين: كان فيه احتكاك مُباشَر بـالـ field يعني مع الناس وكان الاحتكاك هائِلاً

زاهي وهبي: نعم، اكتشفتِ معدن الناس بشكلٍ عام؟

آلاء حسين: اكتشفت معدن الناس

زاهي وهبي: ماذا اكتشفتِ؟

آلاء حسين: اكتشفت أنّ الناس ممتازة والناس طيبة لكنهم عصبيون قليلا، وأحياناً عصبيون جداً في بعض المرات

زاهي وهبي: ربما بسبب وجود أزمات كثيرة، الإنسان العربي عصبي لقدر ما عنده أزمات، لقدر وجود مشاكل، لقدر ما قضاياه البسيطة، حقوقه البديهية لم تصله

 آلاء حسين: فقرر أن يحلّها بيده

زاهي وهبي: "ماما لُـلوَة" مع الأطفال، كم الطفولة التي تحدّث عنها

آلاء حسين: "محمّد هاشم"؟

زاهي وهبي: نعم، كم هذه الطفولة ساعدتكِ في تقديم هذا النوع من البرامج؟

آلاء حسين: كلّ إنسان في داخله طفل لكن الطفل في داخلي كلّه متفجِّر دائِماً، فأحببت أن أُركِّز قليلاً على قضية لها علاقة أننا حين نكون أطفالاً دائِماً يوجهوننا الأب والأمّ ويقولون لنا " أنت حين تكبر ستصير طبيباً وأنت حين تكبر ستصير مهندساً، وأنت حين تكبر ستصير ضابطاً، وأنت وحين تكبر ستصير معلماً" وخلص، وكأنه أيّ اختصاص مغاير لهذا هو فشل. فأحببت قليلاً أن أُغيِّر من هذا

زاهي وهبي: وهو يُعرَض حالياً على قناة الـ

آلاء حسين: على قناة "الشرقية، فصرنا نذهب إلى معامِل وإلى أماكن وصرنا نذهب لنرى صناعات وصرنا نذهب لنرى مِهَناً أُخرى غير التي نُعبّأ بها في صغرِنا، فكانت التجربة حلوة، والأطفال الذين اخترتهم أكثرهم، في الحقيقة كلهم من الأيتام الذين فقدوا ذويهم كضحايا الإرهاب، فأحببت أن أقدِّم فائِدة من جانبين، ترفيهية وتعليمية قليلاً وتُفيد الأطفال الآخرين الذين يتابعوننا

زاهي وهبي: الله يكون معكِ دائِماً خصوصاً في الأعمال من هذا النوع وإلى مزيد من الاستمرارية والنجاح في هذا المجال. إسمحي لنا أن نتوقف مع استراحة أخيرة ثمّ نُتابع "بيت القصيد"        

المحور الرابع     

زاهي وهبي: من أعمال الممثلة العراقية المتميّزة "آلاء حسين". "آلاء" أنا لمست محبّة الجمهور العراقي لكِ، يعني مباشرةً

آلاء حسين: والله؟

زاهي وهبي: أجل، وكثيرون طالبونا بأن تكوني ضيفة مُكرّمة في هذا البرنامج. حالياً تطلّين على الجمهور العراقي كما قلنا من خلال قناة "الشرقية" وبرنامج للأطفال أو مع الأطفال "ماما لُـلوة" وأيضاً في "النهر الثالث" على قناة MBC – عراق. للحقيقة افتتاح MBC- عراق أثار خشية لدى العديد من المثقفين العراقيين وكُتّاب وأُناس، أن يكون له جزء من أجندة سياسية. تعرفين أنتِ اليوم الاصطفاف في العالم العربي والانقسامات الحادة الهائِلة. ماذا تقولين؟

آلاء حسين: للأسف، الذي صرّح قبل أن يشاهد صرت أشُكّ في وعيه بصراحة، لأنه لا يُمكنك أن تُصرّح قبل أن تشاهِد. على الأقل، من المفروض أن يكون عندك شيء من الثقة بمن يعمل أو قرّر أن يرتبط أو ينغمس في العمل مع القناة. نحن أكيد، دعني أتحدّث عن نفسي، أكيد لا قصور عندي في الوعي أو قصور في الثقافة لدرجة أن أقبل أن أُغيَّب أو يُغيَّب وعيي أو ثقافتي حتّى أُمرّر

زاهي وهبي: كي تكونين أداة يعني

آلاء حسين: كي أكون أدارة لتمرير أجندات أُخرى. هذا الشيء أنا عندي من الوعي المقدار الكافي الذي يخلّيني لا أسمح لنفسي أن أكون في أي مكان. أمّا بعدها، يُفضّل أن ينتظر المرء قليلاً حتى يعرِف ويكون له رأي رصين، رأي بثقة. أنت لا يُمكنك أن ترى رفوف الكُتب من بعيد وتقول ذاك الكتاب هو كتاب فاشل لأنه يحمِل كذا، بناءً على إسم المؤلِف أو

زاهي وهبي: على كلّ حال في ما يخصّ برنامجكِ على الأقل، أنتِ تقدّمين شخصيات مبدِعة عراقية، تُسلّطين الضوء على هذه الـ

آلاء حسين: على مسيرتهم، روّاد ومؤسّسون أو أصحاب مسيرة طويلة، نمرّ على سيرتهم المهنية أو الـ CV لكن في طريقة فيها حوار أكثر

زاهي وهبي: رشاقة

آلاء حسين: أكثر رشاقة، أكثر أناقة، أكثر حيوية من مُجرّد CV، فاخترنا تسمية "النهر الثالث" لنتتبع مجراه وعلى ضفتيه الكثير من

زاهي وهبي: إضافةً إلى (دجلة) و(الفرات) عندنا نهر "آلاء حسين"

آلاء حسين: (تضحك)

زاهي وهبي: حضرتكِ كما تعلمين، (العراق) مثل الكثير من البلدان العربية و(لبنان) على رأسها يُعاني من الفساد ومن المُحاصصة الطائِفية ومن مشاكل وأزمات وبطالة وفقر للأسف رغم الثروات الهائِلة في (العراق)

آلاء حسين: أيه والله

زاهي وهبي: حضرتكِ أيّدتِ تظاهرات الشباب العراقي ضدّ الفساد

آلاء حسين: طبعاً

زاهي وهبي: لماذا؟ عادةً هناك الكثير من الفنانين والممثلات يتجنّبون الخوض في أي شيء له علاقة في الشأن العام كي يظلّوا محافظين على رضا الجميع

آلاء حسين: ليس في كلّ شيء يهمني رضا الجميع، يهمني رضا الجميع من هذا الجانب ولكن الجميع ليسوا مهمين بالنسبة لي خاصةً أنّهم مقصّرون تقصيراً هائِلاً وكبيراً. التظاهرات الأخيرة التي علا صوتي فيها، التي كانت في (بغداد)، كان فيها قمع واضح، كان فيها استخدام للرصاص الحيّ ضدّ المتظاهرين، كان فيها منع لسيارات النقل الخارجي من كلّ دول العالم بحيث لم يتمكن أحدهم من الوصول إلى أن وصلنا إلى مرحلة قطع الإنترنت. شباب يُطالبون بتعيينات، يطالبون بحقوق، يُطالبون بأبسط الحقوق. نحن وصلنا إلى أن نتقاتل على مد من الماء المالح في (البصرة)

زاهي وهبي: الله يكون معكم. هلّ تتأملين خيراً في مُستقبل العراق؟ أن تُحقّق مطالب الشباب، مطالب الناس، أن يتراجع الفساد، أن يرتاح الإنسان العراقي؟ خصوصاً وأننا نتحدّث عن بلد يعني قادِر على الاكتفاء الذاتي

آلاء حسين: إيه والله، قادر صحيح على الاكتفاء الذاتي لكن عندما تكون الرؤوس كثيرة من الصعب إذا جاء واحد فقط وعند نيّة أن يكون جيداً بينما الرؤوس الباقية غير ناوية أن تُغيِّر نحو الأفضل، صعب جداً. أصلاً فكرة المُحاصصة الطائِفية هي فكرة خاطِئة جداً

زاهي وهبي: ونحن نعاني من ويلاتها في (لبنان) يعني، نعاني ويلات هذه المُحاصصة

آلاء حسين: واضح لدرجة أن الفساد صار معلناً ومُشهَراً ووقِحاً. صارت رؤوس الفساد

زاهي وهبي: نعم، لا يستحي

آلاء حسين: لا يستحي تماماً من إعلان طرِقه في العمولات والـ Commissions القذِرة

زاهي وهبي: صدق المثل، "إن لم تستحِ فافعل ما شئِت" أو ما تشاء. إسمحي لنا أيضاً أن نستمع إلى رأي في تجربتكِ، هذه المرة من إعلامية متميّزة وصديقة عزيزة لكِ، نذهب إلى (القاهرة) وليس إلى (بغداد) ولكن نستمع إلى "أوبرا" العراق، إلى الإعلاميّة الميدانية القديرة الأُستاذة "شيماء الزبير" في "كلام يوصل"

كلام يوصل

شيماء الزبير – إعلامية: هناك بعض الأمور ربما "آلاء" نفسها لا تعرفها عن نفسها أوّلها أنّها كثيرة التفكير، يعني أتخيّل أنّ "آلاء" عندما تصحو في الصباح درجة حرارة الدماغ عندها تكون مُرتفِعة دائِماً لأنها تُفكِّر في كلّ التفاصيل وتعمل على ربطة غريبة، شيء يُشبه ساعة الرمل لأنّ الرمل يوازن لك الوقت، الرمل البسيط يوازن الوقت العظيم. فـ "آلاء" تُفكِّر بهكذا آليّة، كلّ دقائِق الأمور وصغائِر الأمور تربطها مع الأمور الكبيرة والمهمة في حياتها، فهي تُفكِّر كثيراً. النُقطة الأُخرى عن "آلاء"، هي متمسكة جداً بالجذور وتعي أهمية الجذور جداً، تختزن روائِح كلّ تفاصيل الطفولة، كلّ ما كان يدور في تلك الزمانات البعيدة، "آلاء" تهتمّ جداً بالجذور حتّى أنني أجدها قريبة جداً من تلك العجوز جدّة "إليكس هايلي" ذاك الكاتب الكبير الذي كتب رواية "الجذور العالمية" واستوحى الرواية من جدّته. فـ "آلاء" تختزِن تفاصيل جذور الجدّات وهذا ما جعلها أيضاً ثابتة على المبادئ والقِيَم والعادات والتقاليد ولا تحيد عنها. لا تحلم وربما سبب هذا الموضوع لأنها واقعيّة جداً ومُرتبطة بالواقع جداً وامرأة مسؤولة، والإنسان يبلغ مراحل واسعة من النُضج عندما تتلاشى ذاته أمام اهتمامه بالآخرين. "آلاء" عنيدة جداً، تكاد تكون من أكثر الشخصيات عناداً رأيتها في حياتي، وهي ثابتة في طريقة غريبة على الموقف وعلى القرار. شُجاعة مُباشِرة واضحة، لربما هذه الصفات أكسبتها تصوُّراً عند الآخر أنها صعبة المراس أو قاسية أو متسلّطة أو ليست مرِنة لكن السبب أيضاً هو أنهم لم يعطوها فرصة لكي تُقدِّم نفسها بالطريقة الإنسانية للآخرين الذين يُهاجمونها بمجرّد أن يُشاهدوا أنها تمتلِك هذا العناد والإصرار. مُخلِصة في طريقة غريبة، "آلاء" بسبب إخلاصها المُلفِت للنظر والغريب للأسف تمسّكت بعلاقات لم تُكسِبها السعادة. أعتقد أنها لا بدّ من أن ترجع وتتحلّى بمرور الوقت بهذه المهارة، مهارة القدرة على رفض الأشياء التي لا تسبّب لها سعادة. السؤال الذي أحبّ أن أطرحه على "آلاء" في "بيت القصيد" هو، كلّنا عندما كنّا أطفالاً صغاراً كنّا نسحب الشراشف الموجودة في البيت لنصنع بيتاً لنا خاصاً، لربما هذا البيت هو تحت سلالم الدار أو تحت طاولة الطعام، ألم يحن الوقت لـ "آلاء" أن تسحب ستارتها الخاصة لتؤلِّف بيتها الخاص وتفتح قلبها للحبّ من جديد؟

زاهي وهبي: شكراً للأُستاذة "شيماء الزبير"، تفضلي. سؤال شخصي ولكن

آلاء حسين: هذا سؤال شخصي لا يُسأل في برنامج. سيّدة "شيماء عماد الزبير" من الجيل الأخير، من أهم الإعلاميين والإعلاميات العراقيات. "شيماء" دخلت إلى (الموصل) فور الانسحاب، فور التحرير، دخلت، فتحت الباب واتجهت إلى داخل المدينة، مشت وسط الركام، الفيديو الذي بكت فيه على "منار الحدباء" بعد هدمها صار Trend في المشاهدات العالمية. بعد أن قررت "شيماء" أن تدخُل إلى (الموصل)، من بعدها توجه الإعلام العالمي ودخل إلى (الموصل)، يعني بعد أن تجرّأت "شيماء" على الدخول إلى (الموصل) أرسلت الأُمم المتحدة "أنجيلينا جولي"، لكن الإعلام المُعاق الذي سلّط الضوء على "أنجيلينا جولي" لم يسلّط الضوء على "شيماء"

زاهي وهبي: واسمحي لي هنا أن أُحيي زميلتنا "سلمى الحاج" الإعلامية الشجاعة التي كانت برفقة الجيش العراقي أثناء تحرير

آلاء حسين: تحرير (الموصل)

زاهي وهبي: نعم، وكادت أن تستشهِد

آلاء حسين: تفقد حياتها

زاهي وهبي: نعم، تفقِد حياتها. حسناً، هلّ تُفكّرين، وأنا هنا أُعيد صوغ سؤال "شيماء"، يعني الاستقرار والأُسرة والبيت وهو سؤال يُطرَح على كلّ الفنانين، ألا تُفكّرين بهذا الأمر؟

آلاء حسين: حالياً لا، حالياً أنا أعيش مع والدي ووالدتي ومرتاحة

زاهي وهبي: ماذا يبقى من أهدافكِ؟

آلاء حسين: يبقى الكثير

زاهي وهبي: أبرز تلك الأهداف؟

آلاء حسين: ربما أُفكِّر في نقلة سينمائية كبيرة في المُستقبل

زاهي وهبي: إن شاء الله تحققين ذلك. نُحمِّلكِ أحرّ التحيات لـ (بغداد) والبغداديين و(العراق)

آلاء حسين: الله يحفظك تصِل، تصِل

زاهي وهبي: من الجنوب إلى الشمال

آلاء حسين: الله يحفظك، أنت شفت كيف احتضنك (بغداد) وما تزال، كلّها اشتياق لحضرتك أكيد

زاهي وهبي: نوّرتِ وشرّفتِ "بيت القصيد"

آلاء حسين: الله يخليك

زاهي وهبي: واسمحي لي بعد أن أشكُر مُخرِج البرنامج "علي حيدر" والمنتجة "غادة صالِح" وفريق العمل كلّه في "بيت القصيد" وقناة "الميادين"

آلاء حسين: الله يحفظهم رائعين، إيه والله

زاهي وهبي: ومُشاهدينا في كلّ أنحاء العالم، أن أُحييكِ وأُحيي (بغداد) والبغداديين بقصيدة "بغداد" من قلب (بغداد) مع الشُكر لشبكة "ناس" التي صوّرت وأعدّت ونفّذت هذا الفيديو (يعرض الفيديو)

زاهي وهبي: (يلقي القصيدة في الفيديو)

بغداد بين النهرين كتبها الله قصيدة

بين الشفتين تعويذةٌ عذراء

بين العينين خَرَزةٌ زرقاء

بين الضلعين صلاةُ أُمٍّ  

سجدت شاكرةً وقامت شهيدة

بغدادُ بين الجسرين مُقلةٌ ورمشُ عين

بين السطرينِ حكاية الشُعراء

سيفٌ وعِزٌّ وهِممٌ سمراء

آه.. بغداد

آه... بغداد من كلّ جرحٍ نهضت

هازِمةً غراب البين

بغدادُ.. يا ليل يا عين

يا حبّة قلِب يا عروس الزين

يا آه ويا أوف، يا هوسِة عرس

يا كُحلِة شمِس يا نور العين

بغدادُ بين الجرحين

بسملةٌ ورجاء

فوق الجبين وشمٌ ودعاء

في الصدرِ أيقونةُ عشقٍ

وفي الروحِ صلة وصلِ الأرضِ

... بالسماء

 

 

                               

            

             

              

                                  

  

   

 

برامج أخرى

بيت القصيد main

بيت القصيد

شبكة الميادين

شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها.

  • الرئيسية
  • الأخبار
  • آخر الأخبار
  • المقالات
  • الفيديو
  • الفيديو
  • البث المباشر
  • آخر الحلقات
  • البرامج
  • وثائقي الميادين
  • منوعات
  • إنفوغراف
  • من نحن؟
  • ترددات الميادين
  • اتصل بنا
  • الميادين بالإسبانية
  • الميادين بالإنكليزية
  • الكتّاب
Android
iOS

جميع الحقوق محفوظة