"الغرب وخطاب الكراهية"

في الثاني والعشرين من تموز يوليو عام 2011 قام النرويجي أندرس بريفيك بهجومين مروّعين في النرويج راح ضحيتهما 77 شخصاَ معظمهم من الشباب وجرح المئات. قيل وقتها إن العملية الإرهابية من نوع الذئب المنفرد وكانت الأكثر حصداً للأرواح في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية. اتّضح بعد ذلك أن بريفيك يميني متطرف يؤمن بوجوب مكافحة الإسلام والماركسية، وقد أنكر كونه مذنباً وقال إن ما فعله كان دفاعاَ عن الضرورة. منذ أيام صُدم العالم بنسخة ثانية لبريفيك وهو الأسترالي برينتون تارانت الذي ارتكب مجزرة مروعة استهدفت مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا. ومازال هذا البلد المسالم والمعروف بتسامحه وتنوعه الثقافي والديني يعيش حالة صدمة. يكره تارانت الإسلام، والعبارات التي دونها على سلاحه دلّت على حقد دفين، وهو يؤمن بأفضلية العرق الأبيض على غيره. لكنّ الأخطر في هجوم نيوزيلندا أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة كانت ساحة متاحة له، بحيث استخدمها لبثّ جريمته مباشرة عبر الفيسبوك. وهذا يطرح تساؤلات حول دور التقنية الحديثة في نشر الإرهاب وتسهيله. إضافة إلى دُور النشر العملاقة أمثال شركة أمازون الشهيرة التي قيل إنها تجني أرباحاً طائلة من بيع كتبٍ تسوّق لأفكار اليمين المتطرف والعنصرية. هذا اليمين الذي يَصعد بشكل لافت في أوروبا والغرب عموماً من الولايات المتحدة إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا والسويد وصربيا وغيرها. ما أسباب ذلك؟ هل هي موجات الهجرة التي اجتاحت الدول الاوروبية مؤخراً بسبب النزاعات والحروب؟ ولماذا يقف زعماء وعلماء العالم الإسلامي، متفرّجين منددين ومستنكرين لا أكثر؟ من المسؤول عن كل هذه الكراهية للآخر ورفضه إلى حدّ القتل؟