السودان: ما بعد البشير؟

الرئيس السوداني عمر حسن البشير خارج السلطة بعد 30 عاماً من الحكم. كان هذا حلمَ وغاية كثير من السودانيين الذين خرجوا إلى الشارع منادين بالتغيير. 4 أشهر مضت على حراكهم والسلطات السودانية لا تصغي إلى مطالبهم. راهن السودانيون على عزمهم وإرادتهم. كذلك راهنوا على المؤسسة العسكرية التي انحازت في نهاية المطاف إلى جانب الشعب. لكن المظاهرات بقيت مستمرة رفضاً لتسلم المجلس العسكري السلطة. قبل 4 أشهر احتج السودانيون على ارتفاع تكاليف المعيشة. تطورت الأمور بعد ذلك وتغيّرت شعارات الحراك ووصلت إلى المطالبة برحيل البشير. لم تستجب الحكومة آنذاك، بل أعلنت حالة الطوارئ. وعلى الرغم من سلمية المظاهرات، فقد قتل العشرات وتم اعتقال معارضين ونشطاء بارزين. لكنّ ذلك لم يرهب الشارع الذي لم يتعب ولم يملّ، على الرغم من خذلان المجتمع الدولي له والإهمال الإعلامي. علماً أن الاهتمام الدولي بالسودان عاد وطفا على السطح من جديد بعد التطورات الأخيرة. كان للحراك رمزيةٌ خاصة بتزامنه مع الذكرى الرابعة والثلاثين للانقلاب الذي أطاح بالرئيس جعفر النميري... لكن الأسئلة اليوم كثيرة عن المرحلة الانتقالية: هل سيتمكن المجلس العسكري من تسيير امور هذه المرحلة وتجنيب البلاد أي فوضى؟ لماذا وُصفت خطوة المجلس العسكري بأنها انقلاب على الانقلاب؟ هل سينجح الحراك والمعارضة في فرض حكومة مدنية بعيداً عن أي حكم عسكري؟ أي مصير ينتظر السودانيين؟ وكيف ستتعامل الجهات الإقليمية والدولية مع الواقع الجديد؟