السودان: ما بعد العصيان؟
إلى المفاوضات دُر. ثلاثة أيام من العصيان المدني من قبل الشعب السوداني ممثلّاً بتحالف المعارضة خاصة قوى إعلان الحرية والتغيير يبدو أنها كانت ناجحةً للَيّ ذراع المجلس العسكري، ولكنها لم تكن كافية لإسقاطه ونقل الحكم إلى سلطة مدنية. أقل من ثلاثة أيام شُلّت فيها الحركة في شوارع المدن السودانية من ضمنها طبعاً شوارع الخرطوم احتجاجاً على تمسك المجلس العسكري بالسلطة وعلى ممارساته التي كان آخرها فض الاعتصام وسط العاصمة في الثالث من حزيران\يونيو الجاري، ما أودى بحياة 118 شخصاً بحسب مصادر المعارضة. مجزرةٌ مروّعة قال المجلس العسكري إنه فتح تحقيقاً فيها وسيقدم المسؤولين عنها للمحاسبة. لكنّ أحداث السودان فتحت أبواب الغضب على المجلس، فعلّق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان فيه، فيما اكتفى مجلس الأمن بإدانة أعمال العنف في السودان من دون تحديد المسؤول عنها. هذا المشهد وما سبقه دفع بالجارة إثيوبيا إلى الدخول في وساطة بين المجلس العسكري وقوى المعارضة أسفرت عن تعليق العصيان المدني مبدئياً في مقابل موافقة المجلس على التفاوض. هل هو مكسب يا ترى للشعب السوداني؟ ولماذا لم تدخل دول عربية على خط الوساطات؟ ما صحة ما يحكى عن تدخل سعودي إماراتي ودعم لا محدود للمجلس العسكري في السودان؟ وهل انضمام الولايات المتحدة إلى الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سيساهم في حلها؟