أمواج

لا أُغنِّي لأجلي أنا، للروابي مُخَضَّبة بنتوءاتِ "هيرا"، أُغنِّي. 

  • أمواج (Leonardo da Vinci)
    أمواج (Leonardo da Vinci)

فليكن 

سجد الكمّ في كيفه وانشطرْ:

عتّق السيل طينك 

واستنزف الوَهْم فينا معالمه.

عالياً، حيث لا جهة،

هَمْسنا يعصر الليل في كفِّه

والشتات يوشِّح رسمك 

تنثال من فَرْطِ حبّك 

أشكالنا في الرسوم.

لا نهار و لا ظُلْمة 

دفء أحلامنا يتمزَّق في سطوات هديلك 

يسري بأنوائنا ويحوم.

حولي الغيم يحمل هاماته 

ما أُسمّيه ذاك الذي لا يُكنَّى، 

 إذا لم يكن في طريقي 

 سوى الذّروات التي مشَّطت حبّنا 

 واحداً

في المُثنَّى.

***

لا أُغنِّي لأجلي أنا 

للروابي مُخَضَّبة بنتوءاتِ "هيرا"

أُغنِّي. 

لذاكِرة تفاقَم أنواؤها في العقود 

 أُغنِّي.

لأشيائنا، لتواريخنا..

للرضيع الذي دسَّ عُزلته غفوة للنهود 

أُغنِّي.

لكلّك حيناً، لبعضك حيناً 

لجَمْعك، للمُتفرِّد منكَ ومنّي 

 أُغنِّي.

لأجل العصاب الأخير بصرختيَ المُتواِلد طيشكَ فيها 

أُغنِّي.

لزَهْرِ الطريق، لنوم الصبايا، وكل الحكايا 

لبعدي 

لقبلي 

لنهدي 

لنبضك فيَّ أُغنِّي.

أُغنِّي - لألاّ أُمنَّيَ نفسي سوى بالغناءْ

وأُغنِّي لأن الدماء مُشتَّتة في الدماءْ.

***

أُتركي للرياح نشيدك 

واستجمعي هَمَساتك مغسولة بأحابيلنا 

 مقفر حبنا،

 والبداية ختم يموِّج أعضاءه.

جثَّتي اليوم تُشبهني 

تتشيَّأ في ليلها 

تستبدُّ بجسمي...

فضائي يُخاتِل غيمك فيَّ 

وحُلمي يؤوِّل حُلمي.

طريقيَ جَمْرٌ، وصوتيَ ماءْ 

والسماء بجُرحي 

تُنافي السماءْ.

***

مذ تداخُل بعضي بكلّكَ...

جسمي بجسمكَ...

لا جنَّة، لا جحيم.

شيّخ السفر المرّ في بحره،

واستحالت قوائمه ألما

غير هذا الألمْ.

اِسمه "اللاّ"، "على"، "قرب"، "في"، و "نعمْ".

***

عندما قلتِ:

"لا أنتمي في المساء لغير جنوني

ولا أنتمي في الصّباح لغير التّعقُّلِ"

خلتكِ لا تقصدين سوى الاشتهاءْ

(هكذا لم أكن أتصوَّر أنّ العذاب جنون

وأنّ الجنون ﭐنتماءْ)