شيخ القبيلة

عرَفتني؟ لم أكبر منذ ولادتي، ولم أتأخّر في بيانِ الندوبِ على وجهي.

  • شيخ القبيلة (غوستاف كليمت)
    شيخ القبيلة (غوستاف كليمت)

عَرفتني؟
أنا الحرفُ الذي نطقتِه سهوا 
ذات لفافة تبغٍ،
بين حشرجتين.

أُسمّي أنفاسيَ واحداً تلو آخر 
وأوزِّع هويّات الريح عليها
رَفاءَ وبنين أقسّمها،
حتى تعدّدتُ …

جلّ العقارب تشمّ رائحة قوسي 
وتشقّ الطريق إليه في كل خريف …
كأنّ البحر وجهيَ والصحراء قفاي، 
انهزمتُ من تعب الفوز 
في سباق أعواميَ الكاسِرة.

اِتّكأتُ على نصيبِيَ من الخيباتِ 
وازددتُ نصيب الثكالى 
في الحروب الخاسِرة.

عرفتني؟ 
أنا البياضُ، 
ولا فخر لي سوى احمرار الدماء بعد التخثّر،
شهقتُ مرّات،
ولم تُجبني أيّ من عاشِقاتيَ اللاتي وعدنني بالزواج 
عندما أغنمُ مهرهنّ.

قدّمتُ حياتيَ في طبقٍ 
وجَمّلتُها كي لا تعافوا الحزنَ فيها، 
شويتُ روحي 
وشربتها.

عرَفتني؟
لم أكبر منذ ولادتي 
ولم أتأخّر في بيانِ الندوبِ على وجهي،
خضّبتُ لحيتي بخمورٍ النوازِلِ
اِلتأمتُ، 
وحيثما حطّ خيلي
كتبَ المؤرِّخون أنّي قُتلتُ.
قبيلتي احترقت بشمعة أوقدَتْها الرياحُ 
بعد نومي،
وشبَّت من ستائر بيتي 
في اتجاه الخيول.

خيوليَ ماتت ولم يجدوا لها جثّة في الغياب.