أبو خالد للميادين نت: العوديسا المعادل الهوميري للعودة الفلسطينية
خالد أبو خالد. الكاتب والصحافي والشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني، هو نجل الشهيد والقائد في ثورة القسّام محمّد صالح الحمد المُلقّب بأبي خالد. يعمل خالد في الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، وسبق له أن عمل مذيعاً في إذاعة وتلفزيون الكويت، وفي سوريا أيضاً، ثم التحق بصفوف المقاومة وتحمّل مسؤوليات فيها. كما أنه يكتب الشعر الشعبي، وينشر إنتاجه في المجلات والدوريات. وقد تم غناء الكثير من أشعاره الشعبية. من أعماله "فتحي (مسرحية 1969)"، و "الرحيل باتجاه العودة" (قصيدة طويلة 1970)". خالد أبو خالد حلّ ضيفاً على الصفحة الثقافية في الميادين نت وهنا نص الحوار الذي أجراه معه أوس أبو عطا.
متى كانت بداياتك مع كتابة الشعر الشعبي الفلسطيني؟ وهلاّ حدّثتنا عن أثر الشاعر عبد الرحيم محمود فيك؟
لم يكن الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود مجرّد مُدرِّس يتحلّق حوله الأولاد ولكنه كان شخصية مؤثرة قادرة على أن تكون قدوة ونموذجاً. كان يحوّل كافة الدروس المُقرّرة من تاريخ وجغرافيا ولغة وأدب إلى مشروع يقدّم رواية لمشروع كفاح الشعب الفلسطيني. وكنا نحن مأخوذين بأدائه في الصف أو في الملعب أو في التظاهرة. كان قائدنا فعلاً وحين بدأت أحداث 1948 خرج عبد الرحيم محمود ليواصل كفاحه في جيش الإنقاذ وهو الذي كان ثائراً في الثلاثينات. كان قائدنا في شجب وإسقاط مشروع التقسيم وكان صاحب مبادرة لأنه أنشأ النواة الأولى لجيش التحرير الفلسطيني من كلية النجاح، وذهب وصوته يهدر" سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى، فإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدا".
استشهد في معركة الشجرة القرية التي اطلعت شهيداً عظيماً عبد الرحيم محمود إسمه ناجي العلي. فعبد الرحيم كان المعلّم على أكثر من مستوى وقدّم لنا نحن الأميين مفاتيح لفهم الحياة واختراقها.
عندما كُرِّمت في قريتك لصدور مجموعتك العوديسا خاطبت الحضور عبر الهاتف وتكلّمت عن أسماء النواحي حول القرية حتى غرق الجميع في البكاء. كيف لم تنسَ هذه الأسماء؟ ولِمَ مزجت بين العودة والأوديسا؟
عندما نعيش في مكان فنحن لا نتعامل معه كمكان نأوي إليه في ظرفٍ عابر. الأمكنة بالنسبة لكل الوطنيين خندق، وكوننا أقمنا فيه طويلاً فقد حفظنا تفاصيله عن ظهر قلب.
أما لماذا هي العوديسا؟ لأن ملحمة الأوديسا التي تروي سيرة عودة أوديسيوس إلى أيثاكا لإنقاذ بينلوب هي المعادل الهوميري لعودة الفلسطيني إلى فلسطين. فركبت العنوان من العودة والأوديسا وهذا التركيب لم يغيّر كثيراً في الجملة.
لحّنت بعض الفِرَق الفلسطينية الكثير من قصائدك الشعبية، فطبقاً لأقوالك الشاعر الشعبي هو الأقدر على التوصيف والتعبير، لماذا؟ ولِمَ تفضّل أن يتحوّل الشعر إلى غناء؟
الشعر المُغنّى لا يحتاج إلى وسيطٍ ليصل. فهو يأتي من وجدان الشعب وبلغة الشعب ليعود إلى ذات الوجدان وذات اللغة فيترك أثره على المشهد العام.
رسمت لوحةً تجسّد آخر صورة عائلية لأسرة فلسطينية تحت الركام. هل يمنحك الرسم ذات القدرة على التعبير كما هي حالك مع الشعر؟
أنا أعطي بالرسم أكثر وأغنى مما أعطي بالقصيدة. لكن الوقت المُتاح للقصيدة هو الذي يحدّدها، بينما الوقت المُتاح للوحة ضيّق ولا يستوعب. المثابرة على الرسم بالأشغال عديدة والكتابة تحتاج إلى وقتٍ أقل من الرسم الحقيقة. إنهما متّصلان وتأثيرهما مشروط بعدّة عوامل أهمها المثابرة لتقديم أفضل نصّ وأفضل لوحة.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]