الشهيد السايح حُرم من الدواء وتعرّض لتحقيق عسكري
يعاني نحو 700 أسير أوضاعاً صحية صعبة، منهم ما يقارب 160 أسيراً بحاجة إلى متابعة طبية حثيثة. وبعد استشهاد الأسير بسام السايح يرتفع عدد الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى ما يقارب (221) أسيراً ومعتقلاً منذ العام 1967.
استشهد يوم أمس الأسير الفلسطيني بسام السايح، (47) عاماً، من سكان مدينة نابلس في الضفة الغربية، بعد نقله إلى مستشفى "أساف هروفيه"، نتيجة التعذيب القاسي والإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال.
وجاء استشهاد السايح بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث كان يعاني من سرطاني الدم والعظام، إضافة إلى قصورٍ حاد في عمل عضلة القلب، ووجود ماء في رئتيه، ما يجعل لديه صعوبة بالغة في التنفس والكلام.
وقد تفاقمت حالة الشهيد الصحية بعدما اعتقلته قوات الاحتلال، في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، عقب اتهامه بالمساعدة في التخطيط لعملية إطلاق نار جرت في شرق مدينة نابلس، أدت إلى مقتل مستوطنين إثنين على يد مجموعة تابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" رداً على جريمة حرق عائلة دوابشة
وأعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس، أن الأسير الشهيد بسام السايح، أحد قادتها الميدانيين، وأحد مُنفذي عملية (إيتمار).
وفي بيان لها عبر موقعها الإلكتروني، قالت الكتائب: "نزفّ القائد القسامي الميداني الشهيد بسام السايح، أحد أبطال عملية (إيتمار) التي أقضّت مضاجع الصهاينة، وفجرت انتفاضة القدس، والذي ارتقى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في السجون الصهيونية".
وخضع السايح لتحقيق عسكري قاسٍ، استمر لأسابيع، إذ تم وضعه في زنزانة انفرادية وحُرم من الدواء والعلاج، كما اعتقل الاحتلال زوجته منى لأشهر عدة، وحرمه من زيارة الأهل.
لم يصدر بحق السايح قبيل استشهاده أي حكم نهائي من المحكمة الاحتلال، رغم أنّ النيابة الإسرائيلية طالبت المحكمة العسكرية بإنزال أقصى عقوبة بحقه تصل إلى السجن لمؤبدين و30 عاماً، لمشاركته في التخطيط وتمويل تلك العملية، أسوة ببقية أفراد المجموعة.
ويحمل السايح شهادة البكالوريا في الصحافة من جامعة “النجاح الوطنية” عام 1995، وماجستير علوم سياسية من الجامعة ذاتها عام 2003، حيث عمل مع عدد من وسائل الإعلام، وخاصة صحيفة “فلسطين” التي كانت تصدر في قطاع غزة.
وقد حملت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) الإحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل الأسير السايح،، وأكدت (حشد) على أن استمرار سياسة التعذيب والإهمال الطبي بحق الأسرى والمعتقلين، يتنافى مع أدنى المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979 و1990، والتي أكدت على حماية صحة السجناء والرعاية الطبية للأشخاص المحتجزين،
وقال رئيس هيئة الأسرى اللواء قدري أبو بكر في اتصال خاص مع الميادين نت أن جميع الاسرى وفي كافة سجون الإحتلال في حالة َإضراب اليوم الإثنين، رداً على الإهمال الذي تعرّض له الشهيد السايح. وغداً (الثلاثاء) سيكون يوم حداد في كافة سجون الاحتلال.
وعن المطالبات بتسليم جثمان السايح لذويه، أشار أبو بكر إلى أن هناك لجنة متخصصة من المحاميين التابعين لهيئة شؤون الأسرى والمحررين للمطالبة بتسليم جثمانه.
وقال أبو بكر "تقديراتنا أن الاحتلال لن يقوم بتسليم جثمانه وهذه سياسته، لأن هناك سابقة بان خمسة جثامين أسرى استشهدوا داخل السجون ولم تسلمهم إدارة السجون، ومن هنا نحن غير متفائلين لأنهم يحتجزون جثامين الشهداء سواء من داخل السجون أو خارجها للضغط على المقاومة أن تطلق سراح جثث الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة".
وأضاف "أن سياسة احتجاز الجثامين موجودة لديهم منذ عشرات السنين في مقابر الأرقام".
وأوضح أبو بكر أن هناك 6 أسرى إداريين في الإعتقال مستمرين في إضرابهم عم الطعام وهم:
الأسير أحمد غنام (42 عاماً) من مدينة دورا قضاء محافظة الخليل مضرب منذ 58 يوماً، الأسير سلطان خلوف (38 عاماً) من بلدة برقين قضاء محافظة جنين مضرب منذ 54 يوماً، والأسير إسماعيل علي (30 عاماً) من بلدة أبو ديس قضاء القدس مضرب منذ 48 يوماً، الأسير طارق قعدان (46 عاماً) من محافظة جنين ومضرب منذ 41 يوماً، والأسير ناصر الجدع (30 عاماً) من بلدة برقين في محافظة جنين مضرب منذ 34 يوماً، الأسير ثائر حمدان (30 عاماً) من بلدة بيت سيرا مضرب منذ 29 يوماً.
واضاف: "هناك أسيران اَخران ،الأول اسمه أنس عواد وهو مضرب عن الطعام بسبب عزله في سجن انفرادي، والثاني هو عبدالله سمحان وهو مضرب عن الطعام استنكاراً على عدم تامين العلاج اللازم له".
ويرتفع عدد الأسرى مع استشهاد الأسير السايح، الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال، إلى ما يقارب (221) أسيراً ومعتقل منذ العام 1967، كنتيجة ملازمة لسياسات الاحتلال التعسفية.
ويعاني نحو (700) أسيراً أوضاعاً صحية صعبة، منهم ما يقارب (160) بحاجة إلى متابعة طبية حثيثة، علماً أن جزءاً من الأسرى المرضى وغالبيتهم من ذوي الأحكام العالية، قد أُغلقت ملفاتهم الطبية بذريعة عدم وجود علاج لهم.
وصية الشهيد بسام السايح
ووزعت كتائب القسام وصية الشيد بسام السايح وقد جاء فيها:
السلام عليكم ورحمة الله،
لعلها الكلمات الأخيرة لي، في أيامي الأخيرة، أو ساعاتي المعدودة، أو أنفاسي المتبقية، وأحب أن أبدأها بقولي: أحبكم جميعاً.
سلام لكَ وطني السليب، سلام لكِ أرضي الطيبة، سلام لكِ نابلس المحبة .
سلام لكل ذكرى وبسمة وفرحة ربطتني بك .
سلام لأهلي وجيراني، ومسجدي ومحرابي، وجامعتي وخلاّني .
لن أعتب على أحد كان من الممكن له نصرتي ولم يفعل، ولكن وصيتي لكم ألا تتركوا إخواني الأسرى المرضى للقهر والظلم والألم .
فهناك من ينتظر منكم أكثر مما منحتموني إياه من مساندة ودعم .
أرجو أن أكرم بدفني عند أهلي وبين أبناء شعبي، وصية
لاتحرموني من ضمة أرضي، لعل بعض أطفالها يحمل تُربي ويقذفني في وجه عدوي ويوقف ظلمه ولو لحظات عن شعبي وأرضي.
اللهم عذراً إليك، فهذا ما أملك من قوتي، دفاعاً عن أرضي ودحرًا لعدوي، وحفاظا على المسجد الأقصى .
لا تؤاخذني بضعفي أو قلة حيلتي، فقد أتعبني المرض، وأعياني المسير وكبل السجن جوانبي، ولكني بقيت على العهد ثابتا ما بدلت ولا غيرت وأرجو أن ألقاك على ذلك .
وصيتي لكم المسجد الأقصى .
وصيتي لكم تحرير الأسرى .
لا خير فيكم إن تفرّد الاحتلال بهم وفيكم عرق ينبض .
سلام لكم وسلام عليكم في الأولين والآخرين ولنا موعد عند رب كريم .
أخوكم بسام أمين السايح