ألوان شربل صادر "تتراقص" في غاليري زمان
أعمال صادر تجربة تجسَّدت بمجموعة لوحات ذات طابع تكعيبي، مُفْعَمة بطابعٍ هادىء، يسوده الصمت، لكن صادر يرى أنها "تتمتّع بتراقُص الألوان".
يُقدِّم "غاليري زمان" مجموعة جديدة من الأعمال الفنية تحت عنوان "موسيقى الألوان" للفنان اللبناني شربل صادر، وفيها مروَحة واسِعة من الأعمال الزاخِرة بالتكعيب، وبعض الأعمال الفنية التعبيرية.
وتنتمي غالبيّة الأعمال إلى المدرسة التكعيبية، التي كان بيكاسو أبرز رموزها، والتي أثرت في مسارات الفن الحديث، وتركت اتجاهات واضحة في فن البناء، والهندسة الحديثين، وهذا ما يُلاحَظ في طُرُق البناء في المدن الحديثة، الأوروبية بنوعٍ خاص.
لكن تكعيبيات صادر بدت "مُلَبْنَنَة" بعناصر مختلفة، حيث أدخل على اللوحات ذات الطابع التكعيبي عناصر جمالية، وأشكالاً محلية، جعلت منها محلية الهوية.
طغت على الأعمال الألوان القاتِمة، كسرت رَتابة صمتها بعض لوحات تعبيرية بألوانٍ أكثر زهاء، لكنها لم تعطِ إشارة عن هويةٍ مُعيَّنة، أكثر مما هي محاولات فنية رائِدة شاءها الفنان صادر، يُعزِّز بها معرضه الفني الفردي الثاني، بعد معرض أول سابق جرى في الجامعة الأنطونية في بعبدا في لبنان.
جذب اهتمام صادر أعمالاً لمجموعة التكعيبيين الأوروبيين، كما أعرب للميادين الثقافية، ويُضيف: "كما يلفتني منهم جورج براك، مع بعض السورياليين"، مع العِلم أن أبرز أعضاء المجموعة، والفنانين التكعيبيين هم بابلو بيكاسو -رائِد المدرسة التكعيبية- وكذلك الفنان جورج براك، وليجرد، وجاك فيلون، وسيزان، ودوشامب.
أعمال صادر تجربة تجسَّدت بمجموعة لوحات ذات طابع تكعيبي، مُفْعَمة بطابعٍ هادىء، يسوده الصمت، لكن صادر يرى أنها "تتمتّع بتراقُص الألوان"، فكان المعرض حاملاً للتسمية المُوازية لطابعه، وما يُعبّر عنه من ألوانٍ وأشكال، فكان عنوانه "موسيقى الألوان".
في الأشكال التي تزدحم بها اللوحات، ثمّة ما يُعبَّر عن "حرية الخطوط التي تؤلّف أشكالاً بين الطبيعة الميتة، والبنيان، والآلات الموسيقية"، كما يقول صادر، وفيها مواضيع بغاية البساطة بتجربتها حيث التركيز على الخطوط، والأشكال، وما تشكّله من تناغُمٍ في ما بينها.
أحبّ صادر المدرسة التكعيبية، فلها، بنظره، "أهميّتها الخاصة في قُدرتها على التعبير عن حال الفنان من خلال ذلك التكسير في الأشكال، ومن ثم جمعه بأسلوبٍ جمالي، يُحاكي النفس أحياناً بجماليّته وقوَّة تعبيره".
يذكر أن شربل صادر من مواليد عام 1978، تابع دراسة الفنون التشكيلية في الجامعة اللبنانية كلية الفنون الجميلة- المرحلة التحضيرية، وشارك في عدَّة معارِض جماعية، وله معرض فردي سنة 2017 في الجامعة الأنطونية تضمَّن 81 عملاً.
يتحدَّث صادر عن دور والديه في اتجاهاته الفنية، ويقول: "الفضل لوالديّ في توجّهي نحو الفن، وخاصة أبي هو مَن شجَّعني، وتابعني في مسيرتي الفنية حيث كان يصطحبني في صِغَري إلى كثيرٍ من معارض الرسم، وعلَّمني عن تعدّد المدارس، والتيّارات الفنية، والرسَّامين إن كانوا عالميين أو لبنانيين، وأمَّن لي بشكلٍ دائمٍ كُتباً عن الرسَّامين، وأدوات الرسم، وشجَّعني بالتوازي مع دروسي على الرسم والإبداع".
في التاسعة من عُمره، ومن دون تحضيرٍ مُسبَق، أو مقصود، اكتشف الوالِد موهبة إبنه فتابع معه، يُساعده، ويُسدِّد خُطاه الفنية، وهو يشقّ طريقه الفنية اليوم في معرضٍ ثانٍ بعد أن أنجز خدمته العسكرية في الجيش اللبناني، مُختاراً الاتجاه الحديث في الرسم، بعيداً من التقليد، بشَغَفٍ واعِد.