بيروت.. "الرب يريدكِ يا أحلى الملكات"
فنانون لبنانيون وسوريون وعراقيون هالهم ما جرى لبيروت، فعبروا عن تضامنهم معها وحبهم لها ولأهلها على طريقتهم.
حملت النكبة البيروتية الكثير من المعاني والأبعاد، وكان الحدث أكثر جللاً في بعده الانساني. اندفع كثيرون للمشاركة في عمليات الانقاذ، وتضميد الجروح، منهم من استطاع الحضور شخصياً، ومنهم من عبر بطريقة فنية، وبعبارة بسيطة عن شعوره تجاه بيروت.
فنانون لبنانيون وسوريون وعراقيون هالهم ما جرى، فامتشقوا ريشهم وأقلامهم، وقالوا ما في أنفسهم من معاناة وألم وهم يعيشون القضية لحظة بلحظة. لم يتمالكوا أنفسهم إزاء ما شاهدوه، فكانت بعض اللوحات التشكيلية الفنية تعبيراً منهم عن تضامنهم وحيه لبيروت وأهلها، وتعاطفاً يخلد قضيتهم.
فيصل سلطان: قلب بيروت لم يعد يحتمل
فيصل سلطان، فنان لبناني وناقد واستاذ للفن في الجامعة اللبنانية، وضع مشاعره في لوحة يحوطها أحمر العاطفة، والحب، يحاكي ألوان الانفجار، ويتوسطه علم لبنان المكلوم، تعبيراً عن وطنية القضية وشموليتها.
استعاد سلطان معايشته للأحداث اللبنانية منذ أن كان مسؤولاً للصفحة الفنية في جريدة السفير. عاصر تطورات لبنان عبر عمله في الصحافة، فاستحضر لوحة وضعها في نكبة بيروت الأولى مع الاجتياح "الإسرائيلي" للعاصمة عام 1982.
وعرفها بقوله: مدينة بيروت المنكوبة، لوحة رسمتها بالحبر الصيني ونشرت في صيف العام 1982، في الصفحة الثقافية في جريدة "السفير" أثناء حصار بيروت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. وعلق قائلاًً: كم تشبه أهوال ودمار بيروت الأمس فاجعة انفجار مرفأ بيروت اليوم، مع فرق كبير أننا فقدنا الأمل ولم يعد قلب بيروت يتحمل.
فطام مراد: بيروت "طائر الفينيق"
فطام مراد فنانة لبنانية حائزة على دبلوم الدراسات العليا في الرسم والتصوير عام 1983. استاذة رسم في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، مسارها الفني طويل رسماً، ومحاضرات، ومشاركات عالمية، وكتاباً قيد الإعداد، وتكريم لها في مهرجان "شمس" في غاليري سيلال-باريس أيار/مايو 2019.
وعلقت مراد على لوحتها بالقول:
بيروت "طائر الفينيق"،
وبلمح البصر،
استحال نورها ناراً
أرقصتها رقصة موت
معجل مكرر
لكنه تأجل،
لاعتيادها الإنبعاث من تحت الرماد.
كريم الدوسري: ها أنتِ دفعتِ ضريبةَ حسنكِ
كريم الدوسري فنان عراقي من مواليد البصرة 1960، يحمل دبلوم الفنون الجميلة، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، والمركز العالمي للفنون الجميلة، له مشاركات كثيرة في معارض جماعية في مصر، والامارات العربية المتحدة، ولبنان، وسلطنة عمان، وقطر، والأردن وسواها.
استحضر الدوسري كلمات الشاعر نزار قباني معلقاً على الحدث:
الحب يريدكِ يا أحلى الملكات
والرب يريدكِ يا أحلى الملكات
ها أنتِ دفعتِ ضريبةَ حسنكِ
مثل جميل الحسناوات
ودفعتِ الجزيةَ عن كل الكلمات..
ميسون علم الدين: من تحت الركام ستنهض
ميسون علم الدين (1967) فنانة سورية من السويداء، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا، لها 16 معرضاً بين سوريا ولبنان وبلجيكا وهولندا وسواها. شاركت علم الدين بثلاث لوحات تعبيراً عن عمق تأثرها بالحدث البيروتي:
بيروت رغم الوجع ستزهر من جديد
من تحت الركام ستنهض بيروت رافعة مشعل الحرية.
ما ذنب الأطفال الذين رحلوا ولم يروا جمال الحياة. لك السلام يا بيروت.
ليلى داغر: ستقومين يا بيروت من بين الأنقاض
ليلى داغر فنانة لبنانية من مواليد بيروت، درست الفن في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، ونالت شهادة الدبلوم في الفنون البصرية بدرجة شرف. تدرس الفن في عدد من معاهد وجامعات لبنان، وأقامت العديد من المعارض في لبنان، ودبي، وهي عضو في نقابة الفنانين اللبنانيين.
ستقومين يا بيروت من بين الأنقاض على سواعد أبنائك.
مصطفى عبيد: عاصمة العالم لن تموت
مصطفى عبيد فنان لبناني، يحمل درجة الدبلوم بالدراسات العليا (DES) في الفنون الجميلة، والماستر في الفن الجداري من الجامعة اللبنانية. أقام 15 معرضاً إفرادياً بين 1978 و2012، وشارك في العديد من المعارض الجامعة، و"السمبوزيوم" في لبنان، و"معرض الفن اللبناني المعاصر" في سالزبورغ بانكلترا سنة 2005، إضافة إلى مساهمات خاصة بجداريات موزاييك في مناطق لبنانية مختلفة.
من وحي فاجعة بيروت. عاصمة العالم لن تموت.
نديم فتفت: بعد الموت.. هنا الحياة
الفنان فتفت مواليد 1960، أصيب بالشلل في الثالثة من عمره، وبتشجيع من والده توجه نحو الرسم، وتغلب به على إعاقته، وأقام العديد من المعارض في لبنان والخارج، وكانت أولى مساهماته في سويسرا عن طريق غاليري "دار"، ثم انتقل إلى باريس حيث طور تجربته لأربع سنوات فيها. يتفرغ حالياً للعمل الفني بين بيروت ودبي.
لوحة عنوانها: "ولادة وانصهار". يعلق عليها فتفت بقوله:
لن تموت بيروت مهماً عصفت بها الانواء.
بيروت تصنع الوجود، وبلاد المشرق العربي، بعد الله
بيروت حاضنة الأديان السماوية تقول:
بعد الموت.. هنا الحياة
مغبغب - قساطلي: اللبنانيون يخونون ذاكرتهم
شاء غاليري أليس مغبغب في الأشرفية ببيروت المشاركة بلوحة من تراث بيروت العمراني للفنانة هدى قساطلي.
والفنانة قساطلي من بيروت، 1960، تخرجت بدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون في باريس 1984، وأتمت الدكتوراه في الأثنولوجيا (علم الأجناس البشرية) وعلم الاجتماع المقارن، من جامعة نانتير بفرنسا، سنة 1987.
سنة 1987، تبنت مكتبة مركز جورج بومبيدو في باريس 100 من لقطاتها، وسنة 1992، استضاف "معهد العالم العربي" في باريس أول معرض فوتوغرافي لها. صاحبة الغاليري أليس مغبغب علقت على الصورة لمناسبة الفاجعة البيروتية، بقولها:
"انتهت الحرب الاهلية اللبنانية وكانت بيروت بحضارتها، وتراثها العمراني، ما تزال واقفة الى ان جاء مشروع اعادة إعمار وسط بيروت ليقضي على كل ما صمد وبقي واقفاً، ويأتي الحدث البيروتي الضخم الاخير ليقضي على ما تبقى، بينما اللبنانيون يتلهون بصراعاتهم، ويخونون ذاكرتهم الحضارية، ويقبلون بكل ما هو مفروض عليهم من قوى كبرى من مختلف الاتجاهات".
بلال حلوة: مئوية لبنان الكبير
فنان لبناني مواليد 1960، متخصص بالكاريكاتور كهواية، له ثلاثة معارض فردية، ومشارك بعشرات المعارض الأخرى. حائز على جائزة ناجي العلي للكاريكاتور من جريدة السفير سنة 1989.