الصين تعير أستراليا دبين جديدين من الباندا العملاقة

في إطار "دبلوماسية الباندا" التي تنتهجها الصين إحدى أدوات استراتيجية "القوة الناعمة" لتعزيز نفوذها في علاقاتها الدولية، بكين تقرر إعارة أستراليا دبين جديدين من دببة الباندا العملاقة. ولا تزال هذه الدببة مدرجة في قائمة "الأنواع المعرضة للخطر".

  • من المقرر استبدال دبي الباندا في حديقة حيوان أديلايد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل
    من المقرر استبدال دبي الباندا وانغ وانغ، وفو ني في حديقة حيوان أديلايد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل

قررت الصين إعارة أستراليا دبين جديدين من دببة الباندا العملاقة التي تستخدمها كتعبير رمزي عن الصداقة في علاقاتها الدبلوماسية، يحلاّن مكان آخرين تنتهي مدة عقد إعارتهما، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الصيني، اليوم الأحد، في حديقة أديلايد جنوبي أستراليا. 

وتحتضن حديقة أديلايد للحيوانات منذ عام 2009 دبين من دببة الباندا العملاقة سُمِّيا وانغ وانغ، وفو ني، معارَين من بكين في إطار "دبلوماسية الباندا" التي تنتهجها. 

وتُشكّل "دبلوماسية الباندا" بالنسبة إلى الصين إحدى أدوات استراتيجية "القوة الناعمة" الهادفة إلى تعزيز نفوذها وتأثيرها في العلاقات الدولية.

وتتجسد هذه الاستراتيجية في توقيع بكين مع حدائق حيوانات دول أخرى اتفاقات تعيرها بموجبها دببة الباندا، على أن تعيد إليها هذه الحدائق بعد بضع سنوات صغار الباندا التي قد تنجبها هذه الدببة، بغية ضمّها إلى برنامج التربية في الصين.

إلاّ أنّ دبي الباندا العملاقين الموجودين في حديقة أديلايد لم ينجبا بعد صغاراً، فيما ينتهي هذه السنة اتفاق إعارتهما لكانبيرا.

وتُعَدّ ولادة الباندا حدثاً نادراً، إذ تتمتع هذه الحيوانات العاشبة بقدرة نادراً ما تتوافر لدى غيرها، على إيقاف نمو الجنين إذا رأت أن الفترة غير مناسبة للوضع، وهو ما يسمى بفترة "الكبوت".

ولاحظ رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، في حديقة الحيوانات في أديلايد، أولى محطات زيارته التي بدأت، أمس السبت لأستراليا، أنّ "وانغ وانغ وفو ني بعيدان منذ 15 عاماً عن المكان الذي ينتميان إليه"، ورجّح أن يكونا "افتقداه كثيراً"، مشيراً إلى أنهما "سيعودان بالتالي إلى الصين قبل نهاية هذا العام". 

وقال لي تشيانغ: "لكن ما يمكنني قوله هو إننا سنوفر في أقرب وقت ممكن زوجاً جديداً من الباندا الجميلة والساحرة والرائعة"، مضيفاً أنّ "بكين ستقدم إلى كانبيرا قائمة بالحيوانات التي ترشحها للإعارة".

من جهتها شكرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ الصين، معتبرةً أنه "أمر جيد للاقتصاد، وللوظائف في جنوب أستراليا، وللسياحة، وهو رمز لحسن النية".

ووفقاً للصندوق العالمي للطبيعة، يقتصر عدد دببة الباندا المتبقية اليوم على نحو 1860، معظمها في غابات الخيزران في المناطق الجبلية في الصين.

وبفضل برامج الحفظ، تمكّن الاتحاد الدولي لحماية  الطبيعة والموارد الطبيعية في نهاية عام 2016 من شطب الباندا من فئة الأنواع "المهددة بالانقراض"، لكنها لا تزال مدرجة ضمن قائمة "الأنواع المعرضة للخطر" في قائمته الحمراء.