تاريخ وتراث.. صناعات يدوية إيرانية ذائعة الصيت
تعكس الصناعات الیدویة عبق التاریخ وموئل الحضارة، وتعتبر مرآةً تبلور الأفكار والأذواق والفنون الأخاّذة لدى الشعوب، وهي تبرز هوية الأمم، لا بل تشكّل مرآةً تعكس مزاج مواطنيها وتراثهم وآثارهم الضاربة في التاريخ.
-
الحرف الإيرانية ذائعة الصيت في العالم
تشكّل الصناعات اليدوية الإيرانية واحدة من أبرز الفنون التي تتجذّر في عمق ثقافة هذا البلد وتاريخه، فضلاً عن تنوعها الواسع بحيث تتتبوأ صدارة عالمية هامة.
إلى ذلك، تعتبر الصناعات اليدوية الإيرانية من أبرز الفنون التي تتجذّر في عمق ثقافة هذا البلد وتاريخه فضلاً عن تنوّعها الواسع، بحيث تحتل الصدارة بين جميع دول العالم.
الملفت في هذه الصناعات اليدوية أنها تشكّل مزيجاً من الفن والصناعة حيث تطرح نفسها كقطاع مستقل ومحلي وهي في آن تعبّر عن الثقافة وصناعة الشعوب ونبوغها وخبراتها، وتعكس التاريخ والحضارة وتعتبر مرآة تعكس الافكار والأذواق والفنون في كل منطقة.
السجّاد: الأجمل والأفضل عالمياً
ويعتبر السجاد اليدوي و"الكليم" (البُسط) رمزان لإیران وشعبها منذ العصور القديمة وحتى الآن، حيث يوجد اقبال عالميّ على السجاد الإيراني باعتباره الأجمل والأفضل جودة.
-
السجاد الإيراني المميز
كما تشكّل تقنية إنتاج انواع الاطباق النحاسية والزجاجية في العصور السابقة من اقدم التقنيات التي استخدمها الإيرانيون أنذاك، وكذلك فن صناعة السيراميك والفخار، إضافة الى ذلك فإن فنّ إدخال الفسيفساء على السيراميك والبلاط، كان يستخدم في التخطيط وتركيب الالوان بصورة دقيقة بحيث أن العديد من المعالم التاريخية في ايران تم تزيينها بهذا الفن.
أما بالنسبة للمصوّغات فهي تتمّ باستخدام المواد والمعادن الثمنية والجميلة مثل الذهب والفضة والفيروزج، وتشكّل إحدى الصناعات المحبذة للإيرانيين بالاستلهام من ثقافتهم وفنونهم المحلية.
كما أن فن التطريز يعدّ من أقدم الفنون لتزيين القماش ولإيران تاريخ عريق في هذه الصناعة.
وتمتلك ايران صناعات يدوية عريقة ومتنوعة، الامر الذي يشير الى انواع الفنون التقلیدیة التی تتجذر في تاریخ ایران الغني وازدهارها:
المنمنمة "النفيسة"
عن هذه الحرفة حدّث ولا حرج لجهة جماليتها ودقتها وامتشاقها لما هو نفيس، فهي عبارة عن لوحة فنية بقياسات صغيرة، استخدمت بغاية التوضيح في الكتب وبإمكانها أن تكون عملا فنياً مستقلاً بحد ذاته.
أمست المنمنمات جزءاً مهماً من الثقافة الإيرانية واستخدمت لتصوير الحروب الكبيرة أو لرسم قادة المسلمين وحياة الملوك في بلاد فارس وحتى لشرح الأساطير.
ومع مرور حقبات الزمن كَبُر حجم المنمنة لتتحول للوحات في عصور لاحقة وتطورت تقنيات رسمها، ويتعلم فنانون إيرانيون حتى يومنا هذا رسم المنمنات القديمة والمعاصرة في لوحات فنية، أو أنهم يستخدمونها في بعض الحِرف والصناعات من قبيل السجّاد والساعات، وهي تباع بمبالغ باهظة.
لن تكون مبالغة إذا ما قلنا إنها إحدى أبرز الفنون والصناعات الإيرانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فأول وأقدم سجادة في العالم إيرانية الصنع ونُقشت بتصميم يعود للسلالة الإخمينية قبل ميلاد المسيح، وعُثر عليها في مقبرة قديمة جدا بمنغوليا، وبمرور الزمن اختلفت التصاميم والنقوش المستخدمة في حياكة السجاد اليدوي المصنوع من الحرير أو الصوف.
وتعتبر إيران أكبر مصدّر للسجاد اليدوي في العالم ويعمل في هذه الحرفة الفنية أكثر من مليون شخص.
السيراميك "المينا"
وتعني فنّ تحويل مادة غراء الزجاج إلى عمل مبهر، بإضافتها إلى السيراميك أو المعادن، وتشتهر عدة مناطق إيرانية بهذا الفن وأبرزها مدينة أصفهان المعروفة بصناعة أواني المينا، فيُطلى النحاس بغراء الزجاج أكثر من مرة ويوضع بدرجات حرارة عالية للغاية، ويُرسم عليها يدويا نقوش فنية.
-
السيراميك والخزف
ويستخدم فن المينا في الصناعات التقليدية القديمة كصناعة الأواني والمجوهرات وحتى الفنون التشكيلية.
تطعيم الخشب (الخاتم)
يشكّل تحويل الخشب إلى أشكال هندسية فنية فناً رائجاً في إيران ويعتمد تقنية مشابهة لتطعيم الخشب، وتركز على ترصيع أسطح القطع الخشبية بأشكال مختلفة من الفسيفساء باستخدام العاج و الذهب و الفضة والنحاس والألمنيوم وغيرها، ويستخدم فن الخاتم في صناعة قطع فنية خشبية جميلة تعد من أفضل الهدايا التذكارية التي يمكن اقتناؤها من إيران.
فن الخط ("النستعليق" والمركّب)
يعدّ خط "التعليق" من أجمل الخطوط الفارسية ذات الطابع الخاص، ويتميّز برشاقة حروفه، وتطورت الخطوط الإيرانية عبر الزمن، فابتكر الخطاطون والرسامون أنواع خطوط ثانية من خط التعليق نفسه، من قبيل المركّب و "النستعليق" (الخط الذي يُستعمل في إيران وما جاورها من البلدان، باكستان وطاجكستان وأفغانستان والهند الشمالية، ويُسمّى عندهم بالنَّسْتَعْليق ويُسمّى عند العرب بالخطّ الفارسي، وعند الأتراك بالتعليق، فقد جمع هذا الخطّ بين خطي النسخ والتعليق)؟
ويكاد لا يخلو أي معرض ثقافي فني بالعالم من لوحة مكتوبة بالخط الإيراني والذي يُستخدم في أعمال فنية أخرى، فيمكن مشاهدته في المنمنات أيضاً.
-
الخط الإيراني الشهير عالمياً
المسابح (السبّحات)
إذا كنت تزور سوقاً تقليدياً في إيران فمن المرجّح أن تصادف بعض متاجر الأنتيكات التي يمكنك أن تجد فيها طيفاً واسعاً من المسابح المعروضة للبيع، والمسابح الجيدة مصنوعة من الأحجار الكريمة مثل العقيق والكهرمان والفيروز وحجر الملك (المسبحة المصنوعة من هذا الحجر تدعى باسم شاه مسعود).
وتصنع حبّات المسابح في ايران من أحجار كريمة أو من الزجاج بطيف واسع من الأحجام والألوان.
النقوش المعدنية
تتضمن النقوش المعدنية الإيرانية نقش صور وتصاميم جميلة على معادن مثل النحاس الأصفر والفضة والنحاس الأحمر، والنقش على المعادن هو من الصناعات اليدوية التقليدية في إيران يعود إلى آلاف السنين.
ويتم النقش على أشياء مختلفة مثل المزهريات والصواني والسكريات (الأواني التي يتم وضع السكر فيها) والشمعدانات وأباريق الشاي واللوحات والأغراض التزيينية الأخرى، وبينما يكمن مركز هذا الفن في أصفهان، إلا أنه يمكنك أن تجد ورشات لها في طهران وتبريز ومشهد ومدن إيران الكبرى الأخرى.
التطريز
يعود تاريخ فن التطريز إلى العصر الأشكاني (فترة الحكم البارتي -الأشكاني 247 ق.م – 224 ب.م من الصفحات المشرقة المزدهرة المهمة في تاريخ إيران)، وهو من أقدم الفنون لتزيين القماش.
وكانت المعادن الثمنية واللامعة مثل الذهب والفضة تستخدم في فن التطريز لكن في ما بعد استخدمت فيه معادن أخرى بعد زيادة الإقبال عليها بمرور الزمن والعصور لايجاد النقوش التزئينية، حيث كانت هذه المعادل أقل قيمة من سابقاتها مع الحفاظ على نفس الجمال