"رسومات يراوح عمرها بين 2000 و7000 سنة".. نقوش صخرية في جيبوتي تروي تاريخها
منطقة أبورما شمالي جيبوتي تظهر نقوش لزرافات ونعام وظباء حُفرت على صخور الموقع الضخم قبل ما يصل إلى 7000 عام.
تُصنف أبورما في شمال جيبوتي من أهم مواقع الفن الصخري في منطقة القرن الأفريقي الزاخرة بالتراث الأثري وتُعرف بأنها مهد البشرية.
للوهلة الأولى، يخيل للمرء أنه أمام تلة سوداء عادية مؤلفة من كتل بازلت تحت أشعة الشمس الحارقة، إلى أن تظهر نقوش لزرافات ونعام وظباء حُفرت على صخور الموقع الضخم قبل ما يصل إلى 7000 عام.
ولمسافة تقرب من 3 كيلومترات، يمكن رؤية حوالى 900 لوح تظهر عليها نقوش مختلفة لصيادين وحيوانات من أجناس عدة بينها الزرافات والنعام والأبقار.
وقد حفر البشر ما قبل التاريخ بحجر الصوان مشاهد من يومياتهم، وثقوا فيها البدء برعاية المواشي والاضطرابات المناخية الكبيرة. هذه الحيوانات البرية، وهي من أبرز الكائنات التي تعيش في السهوب المزروعة بالأشجار، لم تعد موجودة في جيبوتي، البلد الصحراوي حيث تندر المياه والمساحات الخضراء منذ آلاف السنين.
لكن علماء الآثار زاروا أبورما لأول مرة عام 2005. وفي اتصال مع وكالة "فرانس برس"، يتحدث عالم الآثار بونوا بوابلو قائلاً إنَّ "أبورما هي استمرارية على مدى آلاف السنين، لمقاطع ونقوش وضعها أناس مختلفون تماماً: صيادون ورعاة وآخرون أتوا بعدهم بوقت طويل ... الآلاف والآلاف من التجسيدات".
ويشير إلى أن الرسومات يراوح عمرها بين 2000 و7000 سنة.
وتزخر القارة الأفريقية بتراثٍ أثريٍّ هائل، لكن مواقع كثيرة، خصوصا الغنية منها بالفن الصخري، شكّلت موضع دراسات قليلة أو معدومة، بحسب رئيس قسم الآثار في المتاحف الوطنية في كينيا إيمانويل نديما.
ويقول نديما "أظن أنه تم توثيق 10 إلى 20 % فقط من المواقع"، مشيراً إلى أن إفريقيا جنوب الصحراء تجذب باحثين أقل من مناطق أخرى في العالم، وأن العمل الأثري باهظ التكلفة هناك، بسبب نقص البنية التحتية.
ويضيف "حتى هذه اللحظة، ما زلنا نتلقى معلومات عن مواقع (لم تتم دراستها) هنا، وفي كينيا، ولا حتى في أي مكان آخر".
ويقول الخبراء إن نقص البحوث يلقي بثقله على تطوير هذا التراث الذي يمكن أن يجتذب السياح ويدرّ مداخيل على الدول والمجتمعات.