صخرة الروشة.... شاهدة على غرق بيروت 7 مرات
إطلاق كلمة "روشة" على هذه الصخرة يعود إلى الأصل الآرامي، حيث تلفظ "روش" وتعني بالعربية رأس.
-
تعتبر صخرة الروشة من المعالم السياحية الرئيسية في لبنان
صخرة مميّزة الشكل والتجاويف تتصدر واجهة العاصمة اللبنانية بيروت، حتى أمست معلماً مهماً يرمز إلى هذه المدينة الساحلية التي ضربتها الزلازل على مدى العصور، وأغرقت أجزاء منها في البحر الأبيض المتوسط، حيث يؤكد الباحثون أن تحت مدينة بيروت وأمام شواطئها تقبع "7 بيروتات" أخرى!
تعتبر صخرة الرّوشة من المعالم السياحيّة الرئيسية في لبنان، والتي تستقطب السوّاح خصوصاً للاستمتاع برؤيتها ومشاهدتها عن قربٍ، وأيضاً أخذ الصور التذكارية لها.
وفي الأغلب يقوم الزائر بجولة بحريّة عبر ركوب القوارب المنتشرة في المنطقة، والتي تبحر حول صخرة الرّوشة وبخاصّة العبور في التجويف الموجود داخلها.
-
تجاويف الصخرة فريدة من نوعها
المعلم الطبيعي مكوّن من صخرتين هائلتي الحجم، إلاّ أنّ إحداهما أكبر من الثانية، وهي الصخرة ذات التجويف في داخلها، والتي تسمح بعبور القوارب الصغيرة من خلالها.
يرجّح العلماء والباحثون بعلم الجيولوجيا نشأة صخرة الرّوشة بأنها حدثت نتيجة زلزال شديد ضرب هذه المنطقة تحديداً، ما أدى إلى تدمير كل الجزر الصغيرة المنتشرة في هذا الموقع، والتي كانت مأهولة في معظمها، لتظهر مكانها هذه الصخرة العملاقة.
ويعتقد معظم الباحثين والعلماء بأنّ هذه الحادثة حصلت في القرن الثالث عشر للميلاد.
ترتفع صخرة الرّوشة حوالى 70 متراً، إلا أن الصخرة الثّانية الصغيرة قد تأثّرت بالعوامل الجويّة التي تعرّضت لها عبر الزمن، الأمر الذي أدّى إلى جعلها مدبّبة الشكل نتيجة تعريتها.
صخرة الروشة بيروت لبنان 🇱🇧 ❤️ pic.twitter.com/kuM4feCNAH
— Fadikahwaji (@Fadikahwaji2) September 12, 2022
إطلاق كلمة "روشة" على هذه الصخرة يعود إلى الأصل الآرامي، حيث تلفظ "روش" وتعني بالعربية رأس.
إلا أن بعض الباحثين عن أصول الكلمات يرون أن اللفظة من أصل فرنسي، حيث تعني "روش" باللغة الفرنسية الصخرة، ويرجّح أن التسمية لم تكن تطلق عليها إلاّ خلال فترة الحكم الفرنسي للبلاد أثناء فترة الانتداب على المنطقة.
ولا يعرف لماذا درج إطلاق اسم "صخرة الانتحار" على الروشة، إذ يحكى أن من يرغب في الانتحار كان يذهب إليها ليرمي بنفسه عنها. ولكن وفق أهل المنطقة فإن حالات الانتحار التي سجّلت نادرة جداً. وكذلك يطلق عليها سكان منطقة الروشة اسماً محبباً هو "صخرة الحب"، وتشتهر أيضاً في المنطقة باسم "صخرة الحمام".
والجدير ذكره أن صخرة الروشة كانت على مدى السنين الماضية مكاناً لإجراء نشاطات وطنية واجتماعية وبلدية ورياضية وشبابية وغيرها، إذ قام بتسلقها بعض المغامرين وهواة التسلّق، واعتلت صخرتها أعلام ويافطات لها دلالات ومناسبات، حتى أن بعض المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية وضعوا صورهم عليها!
والجدير ذكره، أن لبنان استضاف الجولة الخامسة من بطولة القفز في المياه من المرتفعات، من على صخرة الروشة، في تموز/ يوليو عام 2019.
شارك في المسابقة غطاسون وغطاسات، ومنهم أبطال وبطلات عالم، وأبطال أولمبيون من 18 جنسية، وتصل ارتفاع قفزاتهم إلى 27 متراً وبسرعة 85 كيلومتراً في الساعة.
تكثر في منطقة الروشة الساحلية الأبنية السكنيّة إضافة إلى المحال والمباني التجاريّة، وقد ذاع صيتها بخاصّة بسبب وجود المطاعم الكثيرة التي تقدّم أشهى المأكولات الشعبيّة اللبنانية الشرقية منها أو الغربيّة، ناهيكم عن المقاهي المنتشرة على طول الكورنيش المعروف باسم كورنيش بيروت.
وأيضاً تتميز المنطقة بفنادقها ذات الطلّة الجميلة، والتي تشرف في معظمها على السّاحل الذي يُعرف باسم ساحل الرّوشة.