صواريخ حزب الله تصل إلى منطقة "نهر الأردن".. فما هي أهميته؟
وصلت الصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من لبنان إلى منطقة نهر الأردن قرب الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، فماذا نعرف عن هذا النهر الهام؟
في تطوّر هام تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات إنذار في مستوطنات "سده إيلان" و"كفار نهر الأردن" و"إيلانيا" و"كفر كمان" و"غفعات أفني" و"هوديوت".
إذاً فالمقاومة في لبنان توسّع دائرة الاستهداف. مع تمادي "جيش" الاحتلال في عدوانه على المناطق والمدنيين .
🕸اعلام العدو:
— suhahznsrla (@emAmir40) September 15, 2024
إصابات بين الجنود الإسرائيليين في ضربة المسيرة في منطقة نهر الأردن في سهل الحولة..
صحيح صغيرة بس بتفرم فرم..😊#رعب_الشمال#حزب_الله_الجبار pic.twitter.com/6wcIj2iUK4
من منّا لا يذكر أغنية السيدة فيروز "زهرة المدائن"، للأخوين الرحباني والتي تقول على متنها:
" لن يقفل باب مدينتنا، فأنا ذاهبة لأصلّي.. سأدقّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب
وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسيّة.. وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية
الغضب الساطع (آتٍ) أردن بجياد الرهبة (آتٍ) االغضب الساطع (آتٍ) بجياد الرهبة (آتٍ)".
ماذا نعرف عن نهر الأردن؟
يقع نهر الأردن جنوب غرب قارة آسيا في منطقةٍ منخفضةٍ من الشرق الأوسط، إذ إنه يمتلك أقلَّ ارتفاعٍ مقارنةً بباقي أنهار العالم، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 430 متراً تحت مستوى سطح البحر.
وينبع نهر الأردن من جبل الشيخ، الذي يقع بين سوريا ولبنان، ويتدفَّق جنوباً نحو شمال فلسطين، ثم نزولاً إلى بحر الجليل، أما الفرع الجنوبي من النهر فينبع من بحيرة طبريا، ويتدفَّق بين أراضي فلسطين والضفة الغربية على امتداد الضفة الشرقية غرب الأردن، ثم يصبُّ أخيراً في البحر الميت.
تحتوي المنطقة التي تقع بين وادي الأردن وحفرة انهدام البحر الميت على الأخدود الذي تجري منه مياه نهر الأردن، ويقع مجرى نهر الأردن تحديداً بين ما يعرف باسم سهل الحولة، والأغوار الوسطى والشمالية، وبحرية طبريا، وتبلغ مساحة حوض نهر الأردن ما يقارب 43,535كم2، وترتفع منابع النهر إلى نحو 522 متراً عن مستوى سطح البحر، في حين ينخفض مصبُّه إلى أكثر من 400 متر تحت مستوى سطح البحر، ويصل طول مجراه مع احتساب التعرّجات والانحناءات التي يكثر وجودها إلى نحو 320 كم، وتجدر الإشارة إلى أن حوض نهر الأردن يقسَّم إلى ثلاثة أقسامٍ رئيسة وهي:
المجرى العلوي: يرتفع هذا المجرى إلى نحو 70 متراً عن مستوى سطح البحر، وتحدُّه مرتفعات جبال الجليل والجولان المحتل، بمساحةٍ تصل نسبتها إلى 16%من مساحة الحوض الكلية، ومن أبرز أقسام هذا المجرى: نهر الحاصباني: ينبع هذا النهر من لبنان إلى جانب منحدرات جبل الشيخ. نهر بانياس: ينبع نهر بانياس من سوريا، وبالتحديد من الجولان. نبع الودان: ينبع هذا النهر من فلسطين، وتحديداً بالقرب من منطقةٍ تسمّى تلَّ القاضي.
المجرى الأوسط: يقع هذا المجرى على امتداد المنطقة الواقعة بين بحيرة طبريا ومنخفض الحولة، وتتدفَّق المياه في هذه المنطقة بسرعةٍ عالية.
المجرى السفلي: يقع هذا المجرى على امتداد المنطقة الواقعة بين جنوب بحيرة طبريا التي يبلغ ارتفاعها 212م تحت مستوى البحر، إلى مصبِّه شمال البحر الميت.
أهمية موقع نهر الأردن
يمتاز نهر الأردن بشهرته الواسعة، ويعود الفضل في ذلك إلى عِدَّة عوامل أهمها جغرافيته المميَّزة، وموقعه المرتبط بأحداثٍ تاريخيةٍ عريقة، كما أنه يجري في وادي الصدع العظيم وهو وادٍ يقع على امتداد قارة آسيا وصولاً إلى قارة أفريقيا، وتحديداً في جزءٍ من هذا الوادي يسمى منطقة وادي الأردن.
#إعلام_العدو سيري فعين الله ترعاكي....
— Jamal Wakim (@JamalWakim12) September 15, 2024
وسائل إعلام إسرائيلية: طائرات حزب الله تحلّق فوق الجليل وصولاً إلى نهر الأردن.#الإعلام_الحربي pic.twitter.com/OsooE1mnsE
بالإضافة. إلى أنه يتميّز بالمرتفعات التي تحدُّه من الجهتين، وقد شُيّدت بين ضفَّتيه العديد من الجسور لتيسير عملية التنقّل والعبور بين الجانبين، وقد أظهر المسح الأثري للمنطقة التي تضمُّ وادي الأردن بأن البشر لطالما كانوا موجودين هناك وبالذات على الجانب الشرقي، وخصوصاً في الفترة الواقعة بين العصر الحجري والعصور الحديثة.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يخشى "البوصلة الأردنية".. فماذا نعرف عن معبر "الكرامة"؟
وهو ما أثبتته المعلومات الواردة من عمليات الحفر والتنقيب التي أُجريت في الجانب الشرقي وتحديداً من نهر اليرموك وصولاً إلى البحر الميت.
نقطة التقاء القارات!
يعدُّ نهر الأردن بؤرةً لالتقاء قارة أفريقيا، وقارة أوروبا، وقارة آسيا، الأمر الذي جعل منطقته ذات مناخٍ رطب وبيئةٍ خصبة مليئة بالتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى ذلك يعدُّ الممر الضيق للنهر؛ الذي يصل بين بحيرة طبريا والبحر الميت معبراً مهمَّاً للطيور المهاجرة، حيث يمرُّ خلاله ما يقارب 500 طير مرتين على مدار السنة.
أهمية ثقافية وتاريخية
ويتميّز وادي نهر الأردن عن غيره من الأنهار الأخرى في العالم بأن له أهميةً ثقافيةً وتاريخية على مستوى عالمي إذ إنه كان قديماً معبراً للبشر المهاجرين من قارة أفريقيا، وقد شهد عبر الزمن العديد من الأحداث التاريخية كالمعارك وبناء القلاع الصليبية والمدن الرومانية.