وحيداً... تحدّى الكارثة النووية بالزهور!

كاوامورا هيروشي كان واحداً من أكثر من 2000 شخص أجبروا على مغادرة بلدة ناميئيه بعد حادثة الانصهار النووي في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية. وتبعد مزرعته 7 كيلومترات فقط من المحطة.

  • وحيداً... تحدى الكارثة النووية بالزهور!
    ياباني تحدى الكارثة النووية بالزهور!

بعد مرور 11 على الكارثة النووية في فوكوشيما، رفعت الحكومة بعض أوامر الإخلاء التي شملت البلدات والقرى القريبة. ولكن إعادة بناء المجتمعات المحلية التي كانت يوما مزدهرة ليست مهمة سهلة.

ووقعت كارثة فوكوشيما في 11 آذار/ مارس 2011 حينما ضرب زلزال قوي بلغت شدته 9 درجات على مقياس ريختر أجزاء واسعة منها، أبرزها محطة فوكوشيما داييتشي للطاقة النووية.

وتسبب الزلزال في أمواج عاتية (تسونامي) بلغ ارتفاعها عشرة أمتار في سواحل شمال البلاد وشرقها، مخلفة قرابة 20 ألف قتيل ومفقود، وكارثة بيئية مدمرة بسبب انفجار مفاعل نووي لتوليد الطاقة في منطقة فوكوشيما التي دفعت أكثر من 160 ألفاً من سكان المنطقة للفرار من الإشعاعات التي انطلقت في الهواء.

  • فوكوشيما وصفت بأسوأ كارثة نووية (أرشيف)
    فوكوشيما وصفت بأسوأ كارثة نووية (أرشيف)

مزرعة كوامورا تبعد 7 كيلومترات عن محطة فوكوشيما 


وكان كاوامورا هيروشي واحداً من أكثر من 2000 شخص أجبروا على مغادرة بلدة ناميئيه بعد حادثة الانصهار النووي في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية. وتبعد مزرعته 7 كيلومترات فقط من المحطة النووية.

بعدها بعامين، عندما سمحت السلطات للناس بدخول المنطقة في ساعات النهار فقط، عاد كاوامورا وحاول زراعة الخضراوات. وفي العام التالي تحوّل إلى الزهور، قائلا ًإنه شعر بأنها ستجلب بعض البهجة للناس.

"عندما عاد الناس إلى البلدة لتنظيف منازلهم وزيارة قبور عائلاتهم، أحسست بأنه سيكون من الأفضل أن يروا زهوراً جميلة بدلاً من مجرد الخراب".

  • بدبدأ كاوامورا زراعة الزهور في فوكوشيما بعد3 سنوات من الحادثة النووية.
    بدأ كاوامورا زراعة الزهور في فوكوشيما بعد 3 سنوات من الحادثة النووية

في البداية، خاض الكفاح وحيداً. حتى بعد أن رفعت السلطات أمر الإخلاء بالكامل على 20 بالمائة من أراضي البلدة في عام 2017، بما فيها مزرعته، اختار الكثير من المزارعين عدم العودة. ولا يزال تعداد سكان ناميئيه عند 10 بالمائة مما كان عليه سابقا. وأحد العوامل التي تثني الناس عن العودة هو غياب الوظائف.

رأى كاوامورا أن عمله الناشئ كان يشير إلى الاتجاه الذي يمكن أن تمضي فيه ناميئيه. وشجّع الآخرين على تدشين شبكة أعمال متصلة بالزهور بحيث يضعون ناميئيه على الخريطة لأسباب جديدة أكثر إيجابية.

ويقول كاوامورا: "إذا أمكن أن ينتقل الناس للعيش هنا وأن نبني قطاعاً إنتاجياً كاملاً متصلاً بالزهور، فأعتقد أن ذلك سيوفر تحفيزاً للمنطقة. وأريد بشكلٍ خاص أن يأتي الشباب إلى هنا وأن ينجحوا".

 200 ألف طلبية في السنة

وفي تقدّم راسخ أمسى المزارع الآن يشحن أكثر من 200 ألف طلبية في السنة، وهناك الآن 7 مزارع للزهور ويجري الإعداد لـ 5 أخرى. وقام كاوامورا بتدريب منخرطين كثر، وعاد العديد من المزارعين إلى أراضيهم بعد نجاحه الذائع الصيت.

اكتسب كاوامورا سمعة طيبة بمنتجاته ذات الجودة العالية، وبزهوره من أنواع الليزيانتوس والآذريون وغيرها من الأنواع عالية الثمن في أنحاء اليابان. ورغم أنه لا أحد أكد رسمياً من الذي زرعها، فقد استخدمت زهور ليزيانتوس من فوكوشيما في باقات زهور قدمت للفائزين بميداليات في ألعاب طوكيو الأولمبية والبارالمبية الصيفية 2020.

ويأمل مزارعو الزهور من زملاء كاوامورا أن يحققوا ما حققه، وأن يحولوا البلدة التي كانت حتى وقت قريب غير صالحة للعيش إلى رمز مزدهر للتعافي والانتعاش.

اخترنا لك