محرم
يحمل اسم محرّم الكثير من المعاني ... لكن ما هو أصله؟
يا هِلالَ المُحَرَّمِ المَحزونا
إنطَفت فيكَ آتِياتُ السِنينا
يا هِلالاً ما كانَ إلّا انطِفاءً
كُنْ بِطُوفانِ دَمعَتَيَّ سَفينا
أبحَرتْ في الدُموعِ روحي وطافت
حَسَراتي وذَوَّبَتني حنينا
هذه الأبيات من قصيدة حزينة نُظِمَت في التعبير عن الأسى لاستقبال هِلال شهر مُحَرَّم الحرام أول شهور السنة القمرية في التقويم الهجري.
وهو أول أيام واقِعة كربلاء، أو مَوقعة الطَفِّ، التي دامت عشرة أيام واستُشهِد فيها الإمامُ الحُسين بن علي بن أبي طالب، سِبْطُ النبي مُحَمَّد من ابنته فاطِمة الزهراء، واستشهد معه أهلُ بيتِه وصحبُه على يد الجيش الذي أرسله خليفة بني أُمَيّة يَزيد بن معاوية، وذلك في السنة 61 للهجرة.
وكان استشهاد الإمام الحسين في اليوم العاشر، ولذلك سمّيت هذه الموقعة الأليمة والخالدة بعاشوراء، وأصبحت رمزاً للتضحية في سبيل إحقاق الحق والوقوف في وجه الظلم مهما بلغت التضحيات.
وفي هذه المناسبة تُقام شعائر عاشوراء التي يعمُها الحزن على مُصاب الإمام الحسين وآل بيت النبي وتُتلى فيها وقائع الأيام العشرة وتبلغ ذروتها في اليوم العاشر.
وشهر مُحَرَّم هو أحد الشهور الأربعة الحُرُم، وهي ثلاثة متوالية: ذو القِعدة، ذو الحِجّة، مُحَرَّم، والرابع شهر رجب.
وقد وردت حُرمة هذه الشهور في القُرآن الكريم، وفيها يُحرم القتال ويُمتنَع عن ارتكاب ما حرّم الله من المعاصي والآثام ويُستحَبّ فيها القيام
بنوافل العبادات والصيام في أيام منها والإكثار من فعل الخير.
وكان العرب قبل الإسلام يُعَظّمون هذه الأشهر ويَحفظون حُرمَتَها، حتى أن الرجل كان يلقى قاتِلَ أبيه أو قاتلَ أخيه في الأشهر الحُرُم فلا يَمَسّه بأذى.
وتيمُّناً بفضائل الشهر المُحرّم يُطلَق اسم مُحَرّم على المولود الذكر.
وفي تسمية هذا الشهر بمُحَرَّم أقوال منها، أنه سُمّيَ بمُحرَّم لأن العرب كانت تحرم فيه الحرب والقتال. ومنها أنهم اقتَتلوا في هذا الشهر اقتِتالاً شديدا فحرّموا القتالَ على إثر ذلك. وكانوا يطلقون على هذا الشهر أسماء أخرى غير مُحرّم، منها: فاتِق، ومنها؛ المؤتمر. أي الشهر الذي يُعقَد فيه جلسة، أو مؤتمر للتشاور في أمر خوض الحرب أو منعها.
وكان مُحَرّمُ يُسمّى في بعض التقاويم القديمة باسم الموجِب.
والمحُرَمُ في اللُّغة اسم المفعول من حَرّمَ الشيءَ، يُحَرِّمُه، تَحريماً، إذا منعه فهو مُحَرَّم.